logo
بدل الركعة ركعتين

بدل الركعة ركعتين

ما كان لزوم ركوع "الماجدة" أمام فيروز الثكلى المسبّب للإحراج؟
ماذا أرادت أن تقول بهذا التصرّف سواء كان نابعًا من قاع القلب أو من تلافيف الدماغ؟ أهو تعبير عن وفاء وتقديس لأيقونة لبنان المتوّجة بالحزن أو مشهد مدروس؟ علمًا أن الطلعة ما كانت بسهولة النزلة.
بين اللبنانيين من امتدح فعل الفنانة ماجدة حليم الرومي العظيم في صالون كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة، تحت عدسات الكاميرات وأضفى على المشهد هالة من التقديس كـ "صوت السماء يركع له الفن". الفن، بـ "أل التعريف"، تجسده "الماجدة". وبين اللبنانيين أيضًا من وجد في جثو ماجدة الرومي المؤثّر وتقبيلها يد فيروز مبالغة في إظهار المشاعر.
وفي اليوم التالي للعزاء، دخلت "نجمة الاستعراض" ميريام فارس على الخط. ركعت بدورها بطريقة متقنة كأنها تؤدي دورًا في كليب تم التحضير له على عجل. ركعت ومعها ركعت الكاميرا. واست فيروز بكلمات طالعة من عمق الوجدان. ولو كان الظرف مختلفًا لأخبرتها أنها لعبت دورها وغنّت أغانيها في فيلم "سيلينا" المقتبس أو المأخوذ عن مسرحية "هالة والملك" للأخوين رحباني في العام 2009. فاتني الفيلم كما فاتني الكثير من محطات الفنانة العالمية. وفاتتني حتى "الركعة" ووجدتها على صفحة فارس على إنستاغرام.
لو لم تفعلها "الماجدة" لما أقدمت ميريام فارس، ومن الجيد أن الرومي لم تفعلها في يوم "الفجيعة" وإلّا لكانت عممت "تراند"، وأرست تقليدًا، ولما تمكّن المحيطون بأغلى رمز حي في وجداننا، من وضع حد للنجوم الراغبين في تظهير انفعالاتهم الصادقة ولتقاطروا إلى العزاء راكعين.
ترى هل فكر "المتفجعون والمتفجعات" للحظة في رأي الراحل بمشهدية التعازي برمتها؟ حتمًا كان سيركّب "مقلتهم" ويسخر منهم جميعًا ما عدا ثلاثة: حبيبته. رفيق صامت. وشاعر تحامل على سنينه وجاء إلى النعش بأناقة الأمراء لمعانقة النعش. وربما شمل بتقديره المجهولين العاديين الذين أحبوه أكثر من الكاميرا بكثير.
ترى لو أزاح الغطاء لثانيتين، ورفع رأسه لثانيتين، وجال بنظره لثانيتين، وعاد من الموت لثانيتين ماذا كان سيفعل وسط كل هذه العجقة، كيف سيكون ردّ فعله؟ على الأرجح كان سيضحك ضحكة مبتورة. وقته قصير جداً.
هل فكر المتوافدون بصمت سيدة الصمت والعزلة والدمع السجين، لو فكروا لأحنوا رؤوسهم أمامها بخفر واختفوا.
إن طقوس العزاء، في بعض مظاهرها، تدعو الميت لإعادة النظر بمراسم مغادرته الوقت والمكان.
عماد موسى - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روبوت يقطع الطريق بعفوية
روبوت يقطع الطريق بعفوية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 38 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

روبوت يقطع الطريق بعفوية

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو طريف يظهر "روبوتًا" يركض بعفوية في أحد شوارع دبي، كما لو كان يمارس رياضة المشي الصباحية. وفي لحظة مفاجئة، اضطر أحد السائقين المسرعين إلى التوقف فجأة، وظهر في المقطع وهو يصرخ بدهشة: "يا رجل، ماذا يحدث؟"، في مشهد عفوي أثار تفاعلاً واسعاً انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

عن آخر جيل عاصرَ زياد
عن آخر جيل عاصرَ زياد

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

عن آخر جيل عاصرَ زياد

كنتُ في الخامسة من عمري، أصعد على طرف كنبةٍ في غرفة الجلوس، وأخي، الذي يصغرني بعام، يقف على الطرف المقابل، كأنهما خشبة مسرح. نفرغ وسائد الكنبة ونكدّسها في وسط الغرفة كجمهورٍ صامتٍ، ونبدأ العرض. يناديني فيروز، وأناديه كحلون. أسماءٌ أخذناها من مسرح الرحابنة. نغنّي من مسرحيّة ميس الريم، ما حفظه طفل في سنواته الأولى، لا أذكر منها شيئاً إلا خفّة اللحن وبهجة الارتجال. لا نصّ مكتوب، لا ستار يُسدل، ولا أضواء، فقط أصواتُنا الرقيقة، وغرفة جلوس باتت مسرحاً وليداً من خيال طفلين نشآ على أغاني فيروز وزياد يسمعانها عبر إذاعة صوت الشعب، في كاسيتات والدهما، أو في مظاهرة تسير من شارع الحمرا على ألحان زياد وكلماته. هذا ما بقي في الذاكرة... ويكفي أنّ طفولة غنّت زياد قبل أن تفهم الكلام. كبرت، ولم أعد فيروز التي أحببتها في لعبتنا، بل فتاة تبحث عن وطن، فوجدت زياد. كبرت وأصبح زياد رفيقي في رحلة البحث عن معنى. صباح سبت عادي، استيقظت أتصفح هاتفي، لأجد رفيقاً قد أرسل في مجموعة "اتحاد الشباب الديمقراطي" على واتساب صورةً لزياد، مرفقةً بعبارة: "وداعًا زياد". أسأله بدهشة: "مات؟" فيردّ: "راح الغالي". في هذا الصباح، توقّفت الموسيقى، خفت صوت المسرح وبقي الستار مفتوحاً أمام عيونٍ تنوحُ بصمتٍ. رحل زياد، رحل من كتب الحياة ولحّنها وغنّاها، "راح رفيقي وما قلّي شو بقدر أعمل لملايين المساكين". تركنا زياد، ترك الفقراء والمساكين يمضون وحيدين تحت رحمة تجّار المال وحرس السلطان "وبيبقوا جماعة بسطا وطيبين على نيّاتن صمدوا وغلبوا". تركنا معلّم الحبّ، وأوّل مدرّسيه، وأصدق من أحبّ حباً "بلا ولا شي". "هيك بتعمل هيك؟". مات زياد، وماتت "فيروز" الطفلة التي كانت ترتجل على الكنبة، ومات المسرح في البيت الشيوعيّ. وماتت الوسادة التي كانت تصفّق لنا صمتًا. أستيقظ اليوم على صوته يقول: "في عيون بتبكي ولا أرى أمامي سوى عيونه. عيونه "مش فجأة بينتسوا"، عيون زياد التي حُفرت تجاعيدها من قهر بلادنا، تعب الكادحين وعرقهم من أجل رغيف الخبز. عيون زياد التي لم تحتمل حرب غزّة، فقرّر للمرّة الأولى أن لا يعارك، أن لا يغنّي ولا يشتم ولا يحفر لحناً في جدران الضجيج. وكأنّه يعتذر إلينا، ويقول "أنا صار لازم ودّعكن". أسأل نفسي كيف كانت بروفته الأخيرة؟ ما كان آخر لحن دوّنه؟ هل كان يعرف أننا أحببناه إلى هذا الحدّ؟ رحل بوصلة الشيوعيّين، وصوت الشعب، ومن جعل من كل القضايا موسيقى سياسية واجتماعية، ساخرة حينًا، ودامعة كثيرًا؟ "الحالة تعبانة يا ليلى وكتير" لأن "رفيقي تركني عالأرض وراح" لأن رفيقي، الذي أعطاني معنى الأغاني، "راح"...

جريمة تهز دمشق… سطو مسلح ينهي حياة فنانة سورية-بريطانية
جريمة تهز دمشق… سطو مسلح ينهي حياة فنانة سورية-بريطانية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 4 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

جريمة تهز دمشق… سطو مسلح ينهي حياة فنانة سورية-بريطانية

قُتلت الفنانة ديالا الوادي، الحاملة للجنسية البريطانية، داخل منزلها في حي المالكي الراقي بدمشق، بعد تعرضها لعملية سطو مسلح، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المعلومات الأولية، طارد الجاني الضحية حتى مدخل منزلها، قبل أن يقتحم المكان وينفذ جريمته، مستوليًا على مبالغ مالية ومصاغ ذهبي، ثم لاذ بالفرار إلى جهة مجهولة. وتعود ديالا الوادي إلى عائلة فنية بارزة، فهي ابنة المايسترو والموسيقي الأكاديمي العراقي الراحل صلحي الوادي، مؤسس المعهد العالي للموسيقا والدراما في دمشق ومدير المعهد الموسيقي العربي الذي بات يحمل اسمه لاحقًا. من جانبها، نعت نقابة الفنانين السوريين ديالا في منشور على "فيسبوك" جاء فيه: "تعازينا القلبية بوفاة الفنانة ديالا صلحي الوادي إثر سطو مسلح في منزلها. إنا لله وإنا إليه راجعون". وتجري السلطات السورية تحقيقاتها للكشف عن ملابسات الجريمة والقبض على الفاعل، في حادثة هزت الأوساط الفنية والثقافية في البلاد. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store