
الدكتورة نجمة تقي: 'المرأة البحرينية استطاعت أن تلعب دورا محوريا عميقا في بناء مجتمع أكثر شمولية وتقدم'
بدأت مسيرتها المهنية منذ نعومة أظافرها، عندما كانت ترافق والدها، رحمه الله، لمقر عمله في أحد البنوك بمملكة البحرين لتقوم بعملية الختم على الأوراق التي يعتمدها والدها، الأمر الذي ولد فيها شغف الخوض في الحياة العملية.
في هذا اللقاء، نلقي الضوء على بعض جوانب الحياة الشخصية والمهنية لرابع امرأة بحرينية تتولى رئاسة صرح تعليمي رفيع في مملكة البحرين، ونتعرف على أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتها الزاخرة، رئيس الجامعة العربية المفتوحة د. نجمة تقي تعد من النماذج الرائدة والملهمة في تحقيق الطموحات بقطاع التعليم العالي في مملكة البحرين والتغلب على التحديات، لتتمكن من الوصول إلى منصب قيادي في صرح تعليمي مرموق (الجامعة العربية المفتوحة)؛ ما يجعلها نموذجا رائعا للنساء البحرينيات في جميع المجالات.
النشأة بين التجارة والتعليم
ترعرعت الدكتورة نجمة تقي في بيئة مصرفية وتجارية، إذ كان والدها – رحمه الله - يعمل في القطاع المصرفي وعمومها في المجال التجاري، كان لهذا الجو وتعلقها الكبير بوالدها له تأثير كبير على شخصيتها وطموحاتها، فكانت دائما تُتابع والدها وترافقه إلى مكان عمله منذ نعومة أظافرها، ما جعلها تنشأ في بيئة محفزة ومعززة لحب العمل، والعلم، وخدمة الوطن في كافة المجالات المتنوعة، ورغم تأثير هذا المجال على شخصيتها، كانت الدكتورة نجمة شغوفة بالاطلاع على مجالات أخرى أكثر تنوعا واختلافا مما وجدت نفسها منغمسة فيه، الأمر الذي جعلها تتطلع إلى العمل في القطاع المصرفي أو التجاري مستقبلا.
وفي هذا الشأن تقول الدكتورة نجمة تقي:'مرافقتي لوالدي، جعلتي فترة من الفترات أشعر بأني جزءا لا يتجزأ من القطاع المصرفي، فتولد داخلي شغف كبير بالعمل والعطاء، إلى جانب التطور الشخصي الذي حظيت به والذي كان سدا لمواجهة التحديات التي تواجهني'.
المسيرة والاختيار المهني
تقول الدكتورة نجمة:'اخترت مواصلة التعليم بمجال نظم المعلومات الإدارية، لا سيما وأنه التخصص الذي يتناسب مع شغفي بالعلوم الإدارية، ولم يكن الاختيار سهلا، إذ كنت في حيرة من الأمر ما بين كثير من التخصصات كالحقوق، أو الفنون لا سيما وأني لديه لمسات فنية فكنت اصنع لوحات جميلة كهواية، ولكن مع الوقت أيقنت أن دربي هو المجال الإداري، لتبدأ الرحلة الجامعية وهي خطوة ذات بصمات مهمة في حياتي نحو النجاح والوصول الذي تحقق لاحقا'.
وبعد تخرجها من جامعة البحرين، بدأت الدكتورة نجمة مسيرتها المهنية في وزارة التربية والتعليم، إذ عملت مدرسة للمواد التجارية في مدرسة المعرفة الثانوية، وعن هذه الفترة قالت الدكتورة نجمة:'في هذه الفترة بدأت الاهتمام بتطوير وتحسين مهاراتي الأكاديمية، إذ رغبتُ في التوسع بالتعليم وحصد المعرفة، وعليه توجهتُ إلى الدراسات العليا لنيل درجتي الماجستير والدكتوراة'.
هذا، ولم تقتصر مسيرة الدكتورة نجمة في المجال التعليمي، بل توسعت لتتضمن الكثير من الإنجازات المهنية التي كانت بصمات مؤثرة في المجتمع البحريني، فإلى جانب عملها في أرقى المؤسسات التعليمية كانت الدكتورة جزءا من فريق برنامج 'التلمذة المهنية' في مملكة البحرين، كما كانت المسؤولة عن الشهادات الاحترافية الدولية في عدة مجالات مثل المحاسبة، والموارد البشرية، والإدارة، الأمر الذي أكسبها سمعة طيبة داخل وخارج المملكة، لتكون رابع امرأة بحرينية تتبؤ منصب رئيس جامعة مرموقة في مملكة البحرين.
وتواصل الدكتورة نجمة حديثها عن مسيرتها المهنية، إذ تروي أنها بدأت من نقطة الصفر، حيث شغلت عدة مناصب قبل أن تصل إلى مكانتها الحالية، وتقول: 'كنت قد بدأت كادارية ومعلمة ومحاضرة ثم تقدمت خطوة بخطوة حتى وصلت إلى منصب المستشار في هيئة جودة التعليم والتدريب، لم يكن الوصول إلى هذه النقطة سهلا، ومن خلال العمل كمراجعة خارجية في هيئات الاعتمادة والجودة الدولية، تمكّنت من اكتساب خبرات كبيرة أسهمت في تطوير أسلوب عملي'.
من طالبة متفوقة إلى رئيس أرقى الجامعات
عن منصبها الراهن وكيف تنظر له، فأن الدكتورة نجمة تؤمن أن القيادة ليست مجرد منصب، بل أكثر منه أنها تكليف ومسؤولية، واصفة دورها الحالي كرئيس للجامعة العربية المفتوحة بأنه 'أمانة' كبيرة يجب أن تُصان، وتؤكد على أهمية الاستمرار في تحقيق التميز الأكاديمي، مشيرة إلى أنها تعمل على التطوير بهدف دفع هذا الصرح التعليمي للمنافسة على التصنيفات العالمية، لتكون منارة للعلم مواصلة تقدمها المستدام، مشيرة إلى أن ذلك سيكون عبر تطوير البحوث والمشاركة في المؤتمرات الأكاديمية الدولية، وهذا ما نحرص عليه في الجامعة التي ستصب في تعزيز مكانة الجامعة بين مصاف المؤسسات التعليمية المرموقة'.
الدعم الأسري يقهر التحديات
وراء كل هذا التميز والإصرار على مواصلة الطريق لم يكن معبدا بالورد، فكان هناك الكثير من التحديات، وعن ذلك تقول الدكتورة نجمة تقي:'أكبر التحديات التي تواجه المرأة هي التوفيق بين العمل والدراسة والأسرة، وهذه كانت معاناتي في فترة من الفترات، إذ كانت دكتورة نجمة قد درست الماجستير والدكتوراه في ظروف صعبة، حيث اضطرت لتوفير تمويل دراستها بنفسها من خلال قروض، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر كان القدرة على تمويل تعليمها في الخارج. كما تبذل قصارى جهدها للالتزام بمسؤولياتها تجاه أسرتها والعمل، إلا أن الدعم الكبير من العائلة كان حافزا للاستمرار في مسار تحقيق المزيد من الإنجازات، بالإضافة إلى التخطيط والتنظيم، عنصران مهمان في تحقيق الطموح، منوهة أنها كانت تحرص على وضع خطة واضحة لمستقبلها، وتركز على الهدف، مؤكدة على أن الكثير من التضحيات التي قدمتها في مسيرتها كانت من أسباب نجاحها وتقدمها'.
دور 'البحرينية' في بناء المستقبل
ترى الدكتورة نجمة أن المرأة البحرينية تلعب دورا محوريا عميقا في بناء مجتمع أكثر شمولية ونموا، وتقول: 'دور المرأة البحرينية يبدأ من البيت، بدءا من تربية الأبناء الذين سيساهمون في بناء الوطن مستقبلا، ومن ثم تأتي مشاركتها الفعالة في سوق العمل والمجتمع، وتضيف: 'من أبرز مميزات المرأة البحرينية أنها قادرة على التفوق في مختلف القطاعات بفضل الدعم الحكومي والمجتمعي، والشغف الذي تحمله، وكل ما تحتاجه هو الإيمان بذاتها، وبالقدرة على مواصلة الطريق.'
نصيحتي: كوني طموحة
انصح كافة النساء البحرينيات بجميع المجالات ومختلف التخصصات لا تضعن حدودا لطموحكن، ارسمن الخطط، والاستراتيجيات لتنفيذ تلك الخطط، ولا تنتظري المساعدة من أحد فالاعتماد على الذات أفضل، وبالإصرار، والاجتهاد بلا شك ستصلن إلى ما تصبون إليه.
رحلة مستمرة نحو النجاح
ختاما تُعد الدكتورة نجمة تقي نموذجا حيا على الطموح، والتحدي، والالتزام، إذ أثبتت أنه لا يمكن لشيء الوقوف أمام الطموح إذا كانت الإرادة قوية، وعليه فأن الدكتورة نجمة اليوم تُعد واحدة من الشخصيات البارزة في البحرين، تحمل مسؤولية تمثيل المرأة البحرينية في مختلف المحافل الدولية المتنوعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 16 ساعات
- البلاد البحرينية
وزير المواصلات والاتصالات يحضر مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي "سيملس الشرق الأوسط 2025" في دبي
شارك معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات في فعاليات مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي "سيملس الشرق الأوسط 2025"، والذي يعقد برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو الجاري. وخلال الفعالية، أشاد معالي وزير المواصلات والاتصالات بالشراكة الاقتصادية والاستراتيجية الوثيقة والمتميزة بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وتقدمها في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات والتحول الرقمي والخدمات اللوجستية، في ظل الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظهما الله ورعاهما. وأعرب معالي الوزير عن اعتزازه بحضور هذا الحدث التقني والاقتصادي العالمي الذي ينظمه الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، وشركة تيرابين العالمية لتنظيم المؤتمرات، بمشاركة فاعلة من جامعة الدول العربية، كونه منصة حيوية لتعزيز الشراكات المبتكرة بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات بين صناع القرار، ورواد الأعمال، والمستثمرين، والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، بما يسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي، على نحو فعال وشامل، ودعم التنافسية الاقتصادية. وأطلع معالي الوزير على أحدث الابتكارات والحلول التقنية التي تعرضها أكثر من 750 جهة عارضة من الشركات العالمية والإقليمية، ومن بينها الشركات والمؤسسات البحرينية، وتابع التطورات المتسارعة في مجالات المدفوعات الرقمية، والتكنولوجيا المالية، والخدمات المصرفية، والهوية الرقمية، والتجارة الإلكترونية، وخدمات التوصيل والتسويق الرقمي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأجرى معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات لقاءات مع عدد من الوزراء والمسؤولين والمستثمرين والمبتكرين وممثلي القطاعين العام والخاص المشاركين في مؤتمر ومعرض "سيملس الشرق الأوسط 2025"، إلى جانب حضوره أهم الجلسات الحوارية، مؤكدًا حرص مملكة البحرين على مواكبة أحدث التطورات التقنية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع الدول الشقيقة والصديقة، بما يدعم التحول الرقمي ويدفع مسيرة التنمية المستدامة.


البلاد البحرينية
منذ يوم واحد
- البلاد البحرينية
الملك سلمان يشيد بنتائج مباحثات ولي العهد وترامب
لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي، أشاد العاهل السعودي الملك سلمان بما توصلت إليه مباحثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان من نتائج ترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، بما يعزز التكامل الاقتصادي للبلدين الصديقين، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية، كما أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن شكره وتقديره لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب على تلبية الدعوة بزيارة السعودية. الشراكة الاقتصادية السعودية - الأميركية في الوقت ذاته، نوه مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، بما اشتملت عليه القمة السعودية - الأميركية التي عُقدت في إطار أول زيارة خارجية للرئيس دونالد ترامب في رئاسته الحالية؛ من التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين حكومتي البلدين، وإعلان تبادل اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم في مختلف المجالات. كما جدد مجلس الوزراء تأكيد عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع أميركا في السنوات الأربع المقبلة بتخصيص ما يزيد على مبلغ 600 مليار دولار، منها صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار أُعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي. القمة الخليجية - الأميركية.. رؤى شاملة إلى ذلك، أشاد مجلس الوزراء بما اشتملت عليه كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القمة الخليجية الأميركية؛ من مضامين ورؤى شاملة جسدت نهج المملكة القائم على تكثيف التنسيق المشترك، والدفع بالعمل متعدد الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة نحو المزيد من الازدهار والتقدم، والتأكيد على دعم كل ما من شأنه إنهاء الأزمات الإقليمية والدولية ووقف النزاعات بالطرق السلمية. رفع العقوبات عن سوريا إلى ذلك، ثمن مجلس الوزراء السعودي استجابة الرئيس الأميركي للمساعي الحميدة التي بذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، ويتطلع إلى أن يسهم ذلك في دعم التنمية وإعادة إعمار سوريا. وقف إطلاق النار في غزة إلى ذلك، جدد مجلس الوزراء ما أعربت عنه السعودية في الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة؛ بشأن رفضها القاطع أي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب التأكيد على ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة. في الوقت ذاته، عبّر مجلس الوزراء عن الإشادة بإنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والعاملين فيه بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه؛ مسهمًا -بفضل الله عز وجل- في تقديم المساعدات للملايين من الفئات المحتاجة في أكثر من (١٠٠) دولة. تقديم المساعدات الإغاثية إلى ذلك، عبّر مجلس الوزراء السعودي عن إشادته بإنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والعاملين فيه بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه؛ مسهمًا في تقديم المساعدات للملايين من الفئات المحتاجة في أكثر من (١٠٠) دولة. نتائج الاستراتيجية الوطنية للصناعة واستعرض المجلس أيضاً في الشأن المحلي، ما حققته الاستراتيجية الوطنية للصناعة من مستهدفات بجذب ثلاثة رواد عالميين في صناعة السيارات لتأسيس مصانع في المملكة؛ لتكون رافدًا لجهود التنويع الاقتصادي ودعم القدرة التنافسية عالميًا. آيسف 2025 كما ثمّن برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان حصول طلاب المملكة وطالباتها على جوائز رفيعة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، مجسدين بهذا الإنجاز ما توليه الدولة من اهتمام بالغ بقطاع التعليم وتعزيز إسهاماته في آفاق المعرفة والابتكار، وبناء أجيال متميزة علميًا ومهاريًا. شراكة استراتيجية سعودية - يابانية في الوقت ذاته، وافق المجلس على مذكرة تفاهم في شأن إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين حكومة السعودية وحكومة اليابان، في حين وافق أيضاً على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع. في المقابل، اعتمد مجلس الوزراء آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة؛ لمنع وصول المواد المشعة أو الخردة المعدنية الملوثة بالمواد المشعة إليها.


أخبار الخليج
منذ يوم واحد
- أخبار الخليج
تكريم الفائزين بجائزة الملك حمد للتنمية الزراعية في نسختها الخامسة
أقامت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك حمد للتنمية الزراعية في نسختها الخامسة، بحضور عدد من أصحاب السمو وكبار المسؤولين، وممثلي الجهات الرسمية والخاصة، ونخبة من المختصين والمهتمين بالقطاع الزراعي في مملكة البحرين وخارجها. وقام المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة، بتكريم الفائزين في فئات الجائزة الثلاث، حيث فاز في فئة "أفضل مشروع إنتاج زراعي" شركة حدائق الأمين، نظير تميزه في إنتاج المحاصيل الزراعية باستخدام أحدث التقنيات الزراعية، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، بينما حصدت شركة غصن البحرين للمقاولات جائزة "أفضل مشروع مساند للإنتاج الزراعي"، نظير تميزها في توفير أنظمة ري حديثة وذكية، مما يسهم في ترشيد استهلاك المياه وتقليل الإجهاد المائي للمحافظة على صحة ونمو واستدامة النباتات. وفي فئة "أفضل مزارع بحريني" فقد فاز كل من المزارع ميرزا حسن والمزارع علي عاشور، وذلك تقديرًا لتميزهما في تطبيق تقنيات زراعية مبتكرة وتحقيق إنتاجية عالية، وفي فئة "أفضل الدراسات والبحوث الزراعية" فاز الدكتور ماجد السيد محمد والدكتور محمد نعيم سَتّار من جامعة الملك فيصل في المملكة العربية السعودية، وذلك عن أبحاثهما العلمية التي أسهمت في تطوير تقنيات الزراعة المستدامة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية في القطاع. كما تم تكريم المزارع عبدالنبي طاهر، الذي يُعد من أوائل المشاركين في الجائزة منذ انطلاقتها، وذلك تقديرًا للتطور الملحوظ الذي حققه في مزرعته عامًا بعد عام، حيث يُعد نموذجًا ملهمًا للمثابرة والالتزام بالتطوير المستدام. وشهد الحفل أيضًا تكريم أعضاء لجان تحكيم الجائزة، تقديرًا لدورهم الهام في مراجعة وتقييم ومتابعة أعمال المشاركين في الجائزة. وبهذه المناسبة، ألقت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، كلمة أكدت فيها أن الجائزة تجسّد رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في دعم جهود التنمية المستدامة، وتعكس في الوقت ذاته الاهتمام الكبير الذي توليه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، بالشأن الزراعي والبيئي في المملكة. وقالت إن جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية تسعى إلى خلق بيئة تنافسية محفزة، تشجع على الإبداع والتطوير، وتحتفي بأفضل الممارسات والتجارب الناجحة في مجالات الزراعة المختلفة، بما يسهم في رفع كفاءة هذا القطاع الحيوي، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي، إلى جانب دعم الأبحاث العلمية، وتحفيز الاستثمارات الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي في المملكة. وأضافت: "لقد شهدت الجائزة تطورًا ملحوظًا مع مرور كل دورة، وحرص المحكّمون على مراجعة معايير التقييم وتطويرها لضمان مواكبة أحدث التوجهات العالمية في القطاع الزراعي، وقد أسهمت هذه الجهود الحثيثة في دفع المشاركين نحو المزيد من آفاق الابتكار والتميز، فعلى سبيل المثال، في فئة أفضل مزارع بحريني، لوحظ تطور جليّ في أداء المزارعين الذين تقدموا للجائزة من دورةٍ إلى أخرى، خاصةً وأن عددًا من المتقدمين سجّلت مزارعهم تطورًا وتحسنًا كبيرًا من حيث الجودة والإنتاجية، وهو ما كان واضحًا للمحكّمين الذين قاموا بمتابعة وتقييم المشاركات في كل دورة". وتابعت:"وفي فئة أفضل مشروع زراعي، شهدنا زيادة في عدد الشركات الزراعية، سواء المتخصصة في الإنتاج أو التي تقدم خدمات مساندة، وهذا التوجه يعكس نجاح المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي في تشجيع ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة في المجال الزراعي، وقد لمسنا أيضًا في فئة أفضل الدراسات والبحوث تزايدًا مطرداً في الأبحاث الزراعية المقدمة من الجامعات والمراكز البحثية، ولا شك أن ذلك سيكون له أثر ملموس ومثمر على تطوير حلول علمية للتحديات التي تواجه القطاع وضمان استدامته". وتوجهت الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بخالص الشكر والتقدير لجميع المتقدمين للجائزة هذا العام لقاء إسهاماتهم التي أثمرت عن النتائج الطيبة للجائزة، ولأعضاء لجان التحكيم على جهودهم الدؤوبة في تقييم المشاركات وتعزيز مخرجات الجائزة، مجددةً الشكر لكل من أسهم في نجاح هذا الحدث، ولكل من عمل بجد وإخلاص في سبيل الارتقاء بالقطاع الزراعي في مملكة البحرين. وعقب مراسم التكريم، عُقد الملتقى العلمي المصاحب للحفل، والذي شهد عرضًا لنتائج الأبحاث العلمية الفائزة، حيث قدم الباحثون شرحًا مفصلًا لنتائج دراساتهم وتطبيقاتها العملية، وذلك بحضور عدد من المختصين، والمهتمين بالشأن الزراعي، والجهات الأكاديمية، مما أسهم في تعميم الفائدة وتعزيز الابتكار في هذا المجال الحيوي.