logo
زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي

زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي

ساحة التحريرمنذ 2 أيام

زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!
ايهاب شوقي*
رغم سيل التصريحات التي تدفقت من منابر الخليج سواء من ترامب أو زعماء الخليج، فإن تصريحين لترامب يعبران جليا عن هذه الجولة، أولهما قول ترامب، إنها 'جولة قياسية جمعت ما بين 3,5 و4 تريليونات دولار خلال هذه الأيام الأربعة أو الخمسة فقط'، والثانية تجديد ترامب لرغبة أميركا في احتلال غزة وقوله 'إنه 'سيكون فخورًا لو تملكت الولايات المتحدة الأمريكية الأمر وجعلتها منطقة حرية'، وهو ما يدل عن أن الجولة كانت بالفعل قياسية، ولكن على مستوى الخيانة التاريخية وتفريط أنظمة الخليج.
بعد عام وأكثر من سبعة أشهر من حرب إبادة تدار بعقل وسلاح وتمويل وغطاء أمريكي، تنافست فيها إدارتا بايدن وترامب على دعم الكيان علنًا، وهو ما يدل على أن أميركا هي صاحبة الحرب، والكيان هو المتصدر للواجهة، كان من المفترض في أضعف الإيمان أن تشهد العلاقات العربية الأمريكية جفوة أو ـ على الأقل ـ ضغوطًا باستخدام أوراق اقتصادية طالما أعلن النظام الرسمي العربي إفلاسه عسكرياً وافتقاده لإرادة المواجهة.
ولكن، وعلى عكس المنطق بجميع فروعه الأخلاقية والإستراتيجية والسياسية، وجدنا تنافسًا خليجيًا على مكافأة أميركا والتقرب إليها، كأنها صلاة شكر خليجية لأميركا بسبب استهدافها وحربها على المقاومة للخلاص من 'صداع محور المقاومة'، وهو ما لم تخفِه أقلام ووسائل الإعلام الخليجية التي احتفت بترامب وأظهرت نشوة كبيرة بضعف وعزلة 'محور المقاومة' وفقاً لقراءتهم أو ـ بالأحرى ـ أمنياتهم وأوهامهم.
والحديث عن خيانة النظام الرسمي وخاصة الخليجي للقضية والتواطؤ مع أميركا والكيان، أصبح حديثاً مكرراً وأصبح من العبث، لأنه يوضح الواضح والمفروغ منه، ولكن ما يعنينا هنا هو مناقشة هذه النشوة الزائفة بالانتصار ورسم ملامح شرق أوسط جديد يخلو من المقاومة، وهل فعلاً حوصرت المقاومة ودخلنا في حقبة أمريكية صهيونية خليجية تشكل ملامح الشرق الأوسط الجديد؟
هنا، نود مناقشة الأمر عبر عنوانين كبيرين، أولهما يتعلق بقراءة الخليج للمشهد وماتحاول تصديره من صورة وتضغط من أجل إتمامه لتصفية مشروع المقاومة، والثاني هو دلائل قوة المقاومة والتي ظهرت من سياسات وإجراءات ترامب التي استبقت جولته الخليجية 'القياسية' وفقاً لتعبيره، وذلك تالياً:
أولاً: قراءة الخليج الواهمة للمشهد الإقليمي:
اتضحت جلياً من تغطيات الإعلام الخليجي وكلمات بن سلمان وترامب، أن هذه الجولة تحاول ترسيخ صورة عهد جديد على أنقاض المقاومة، وهذه الصورة مبنية على عدة عوامل:
1- سقوط النظام في سورية وسيطرة نظام معادٍ للمقاومة وبالتالي تلميعه وإعطاء الشرعية له ورفع العقوبات وخلق نظام حكم وكيل للمصالح الأمريكية والخليجية وإدخاله حثيثاً إلى الاتفاقات الإبراهيمية والتطبيع، وهو ما يشكل حصاراً لوجستياً للمقاومة وقطعاً للتواصل بين جبهات المقاومة.
2- الضغط المكثف على الدولة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة وترتيب الأوضاع في لبنان على غرار سورية، تصوراً أن المقاومة ضعفت، وأن هذا التوقيت هو التوقيت الملائم لتفتيتها، قبل ترميم القوى واستعادة العافية.
3- تصور أن إيران في أضعف حالاتها بعد استهداف أبرز وأغلى قادة المقاومة، وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله، وأنها في ركن ضيق يمكن لأميركا والخليج من خلاله تمرير الإملاءات أو انتزاع التنازلات أو إجبارها على التقوقع وراء حدودها.
ولا شك أن تجاهل مصر والأردن وعدم لقاء ترامب بقادتهما يدل على طبيعة الشرق الأوسط الجديد القائم على التعاون الأمريكي الصهيوني الخليجي، بقواعد جديدة وممرات تجارية جديدة تجعل من دول المنطقة، بما فيها مصر وسورية والعراق ولبنان والأردن توابع وهوامش تخلو من نقاط القوة والضغط، وتخضع فقط للإملاءات بذريعة مسايرة الأمر الواقع الجديد.
ثانياً: إجراءات ترامب الاستباقية الكاشفة للاحتيال والنصب:
وما يجعلنا نقول، إن هذه النشوة زائفة، وإننا أمام أكبر جريمة احتيال ونصب أمريكية، وإننا أمام، إما سذاجة تاريخية أو خيانة قياسية من جانب دول الخليج هو عدة دلائل وشواهد استبقت جولة ترامب، تدلل على قوة المقاومة وعدم صحة الصورة التي تم تصديرها بأن اميركا منتصرة ومهيمنة وقادرة على قيادة الشرق الأوسط الجديد بالصورة التي تدعو لهذا التهافت الخليجي على إرضائها.
ويمكننا رصد عدة إجراءات أمريكية استبقت الجولة للتدليل على ذلك:
1- المسارعة والضغط من أجل وقف الحرب بين الهند وباكستان، بعد تجاهل أمريكي في بداية الأمر فضح أن اشتعالها مصلحة أمريكية لجر الصين إلى الصراع وتوتير الأوضاع على حدود الممر التجاري الصيني.
وهذه المسارعة حدثت، بعد ظهور السلاح الصيني وتفوقه على السلاح الغربي، وهو ما يهدد سمعة السلاح الغربي ويؤثر في مبيعات السلاح الأمريكي والذي يشكل ملفًا كبيرًا في جولة ترامب بمليارات الدولارات، ورغم ذلك اندفعت السعودية لعقد أكبر صفقة سلاح غير مسبوقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وصفها البيت الأبيض بـ'الأكبر في التاريخ'. ويشمل الاتفاق الذي أُبرم بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معدات عسكرية متطورة بقيمة 142 مليار دولار.
2- إعلان أميركا وقف إطلاق النار مع الحوثيين، رغم عدم سعي المقاومة اليمنية لهذا، بل وإعلان التحدي لأميركا واستهداف حاملات طائراتها واستمرار قصف العمق الصهيوني وتركيز استهداف مطار اللد 'بن غوريون' لفرض حصار جوي على الكيان.
وهذا الإعلان الأمريكي كان بلا شك للحفاظ على هيبة أميركا التي تدعي حماية المنطقة وحماية دول الخليج، وقد جاء ترامب ليقبض ثمن حمايته للخليج، رغم فشله في حماية قواته البحرية وطائراته المسيرة، وفشله في حماية عمق الكيان، وهو الحليف الأوثق ورأس الحربة الأمريكية في المنطقة.
3- التظاهر الأمريكي وتصدير الخديعة بأن هناك خلافاً بين نتنياهو وترامب، وأن أميركا ترغب في إنهاء الحرب وأنها تتفاوض مع 'حماس' وذلك لخدمة هدفين:
أولهما: حفظ ماء وجه الأنظمة كي لا تبدو أنها تكافئ من يقود الحرب.
ثانيهما: الحفاظ على الهيبة الأمريكية ونسبة الفشل إلى نتنياهو، باعتباره معانداً لأميركا وهو من يتحمل هذا الفشل، رغم ان نتنياهو لا يملك إرادة مستقلة ولا يستطيع التصعيد إلا بضوء أخضر وطمأنة أمريكية.
ولا شك أن اضظرار أميركا للتعامل المباشر مع حماس للإفراج عن رهينة تحمل الجنسية الأمريكية هو أكبر اعتراف بقوة المقاومة.
4- حرص أميركا على المفاوضات مع إيران رغم الثبات الإيراني ورفض الإملاءات ورفض التنازل عن الثوابت هو دليل مضاف على قوة المقاومة وثباتها، لأن الأمر لو كان مجرد مكابرة غير مبنية على قوة، لما انتظرت أميركا دقيقة واحدة لتشن عدوانًا على إيران.
5- عدم مقابلة الرئيس اللبناني جوزيف عون رغم رشوح تقارير بلقاء له مع ترامب، هو أكبر دليل على قوة حزب الله وأن مسألة نزع السلاح بالطريقة الأمريكية مستحيلة، وأن الرئيس عون لا يستطيع تنفيذ هذه الرغبة الأمريكية وتعريض وحدة لبنان للخطر.
استخلاص:
نحن أمام أكبر قضية احتيال ونصب أمريكي منذ عقد اتفاق كوينسي في العام 1945 والقاضي بحماية أميركا للسعودية مقابل النفط، والذي تطور ليشمل حماية دول الخليج مقابل الثروات، وهي جريمة قائمة على دجل أمريكي وسذاجة وتفريط تاريخي خليجي بسبب الحقد على المقاومة والذي دفع هذه الدول لتفضيل سقوط غزة وتصفية القضية وفرض 'إسرائيل الكبرى' على وجود مقاومة ومحور يحافظ على حقوق الأمة وثوابتها، ولكن هذه النشوة الزائفة سرعان ما ستتغير مع صمود المقاومة وكشف اهتراء هذا التحالف أمام قوة المقاومة الكامنة المنتظرة للأوامر والتوقيت المناسب.
كاتب من مصر
‎2025-‎05-‎18
The post زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل!ميلاد عمر المزوغي
زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل!ميلاد عمر المزوغي

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل!ميلاد عمر المزوغي

زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل! ميلاد عمر المزوغي رئيس لا يجامل, يقول الحقيقة امام ضيوفه او مضيفيه من الحكام العرب, قد يذهب اليهم او يستدعيهم وفق الظروف, المؤكد انه موسم الحصاد بالنسبة لترامب الذي لخبط العالم بفرضه ضرائب على السلع المستورة ,جعله يدخل في حرب لا قبل له بها, وخاصة من الدول الكبرى وبالأخص الصين, تراجع قليلا لحفظ ماء وجهه الصفيق,كل ما يهمه جمع المال باي وسيلة, الفرصة مؤاتيه جدا للحلب(للقبض),خاصة وان المزارع تقوم تحت اشراف دولته. هدف الرئيس ترامب من جولته الخليجية هو عقد صفقات تجارية واستثمار مزيد من أموال الدول الخليجية التي لديها فائضا هائلا في الاموال, بالولايات المتحدة, ومواجهة محاولات كل من الصين وروسيا للاستثمار لمنطقة الخليج. وقد نجحت زيارة ترامب للرياض في طمأنة دول الخليج في الجوانب الأمنية وتم الترحيب برفع العقوبات عن سوريا (التي اغدق حكام الخليج الاموال الطائلة لإسقاط النظام السابق) وما تحقق من تفاهمات مع الحوثيين في اليمن والحوار مع إيران بشان برنامجها النووي, وجميعها بالطبع تصب في صالح الدول الثلاث والمنطقة. آما بالشأن الفلسطيني فلا شيء يذكر, بل ان امريكا لا تزال تغذي الة الحرب الصهيونية وارتكابها مجازر الابادة الجماعية, وموقف العرب بوجه عام هو الشجب والادانة والاستنكار. ركزت الجولة على تعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث أمنت استثمارات بقيمة تريليونات الدولارات للاقتصاد الأمريكي، السعودية المحطة الاولى في زيارته قدّمتها الرياض وعود باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، حيث تم توقيع صفقة أسلحة ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية تقدر بـ142 مليار دولار ، وصفها البيت الأبيض بأنها 'الأكبر في التاريخ'. وحسب كلام ترامب فان الاستمارات السعودية ستتجاوز التريليون دولار, أما الاستثمارات القطرية تقدر بـ1.2 تريليون دولار تشمل شراء 160طائرات بوينج بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار ، واتفاقيات إماراتية بـ200 مليار دولار تركز على الذكاء الاصطناعي. وأكدت 'رويترز' أن دول الخليج تسعى للحصول على أسلحة متطورة ورقائق إلكترونية أمريكية؟, كما تم الاعلان ان الإمارات ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر القادمة. ترى هل هذه الاستثمارات الكبيرة ذات مردود اقتصادي هائل على اصحابها؟, اما يمكن لأمريكا وفي أي وقت ان تقوم بتجميد الاموال لأي سبب وان يكن بسيطا والشواهد على ذلك كثيرة مع بعض الدول الاخرى ؟,هل يمكن للدول الثلاث ان تسحب اموالها بأمريكا وتستثمره في مناطق اخرى من العالم دون استشارة امريكا؟ ا ليس بإمكان الدول الثلاث توطين بعض المشاريع الصناعية ومنها الصناعات الحربية ,اقلها ان تدافع عن نفسها وقت الحاجة؟ الى متى تظل بلدان الخليج الثلاث تستجدي الحماية الدولية؟ ممن؟ من ايران التي جعلت من نفسها قوة اقليمية رغم ان امكانياتها اقل بكثير من امكانيات الدول الثلاث؟, إلى متى يستمر هدر الاموال فيما لا يعني؟ اما كان لهذه الدول ان تستثمر في البلدان العربية التي لديها موارد طبيعية ولكنها غير قادرة على الاستفادة منها بسبب قلة المال؟. لقد عاد ترامب بالجمل وما حمل ,انها الضريبة(الجزية) التي يدفعها كل من يعجز عن حماية نفسه ويستجدي الاخرين حمايته, رغم امتلاكه الامكانيات المادية والبشرية. ‎2025-‎05-‎20 The post زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل!ميلاد عمر المزوغي first appeared on ساحة التحرير.

مصادر تكشف مفاجأة بشأن تواصل إدارة ترامب مع قطر بخصوص الطائرة 'الهدية'
مصادر تكشف مفاجأة بشأن تواصل إدارة ترامب مع قطر بخصوص الطائرة 'الهدية'

الرأي العام

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي العام

مصادر تكشف مفاجأة بشأن تواصل إدارة ترامب مع قطر بخصوص الطائرة 'الهدية'

كشفت مصادر لشبكة CNN، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصلت مع قطر أولا للاستفسار عن شراء طائرة بوينغ 747 يمكن أن يستخدمها ترامب كطائرة رئاسية. وهذا يتناقض مع رواية ترامب بأن قطر تواصلت معه وعرضت عليه الطائرة كـ'هدية'. وقالت المصادر إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تواصلت مع شركة بوينغ بعد تولي ترامب منصبه في يناير، وأبلغت بأن الشركة لن تتمكن من تسليم الطائرات الجديدة المخصصة للرئاسة قبل مرور عامين آخرين على الأقل. ووفقا لما نقله مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة CNN، فإنه مع رغبة إدارة ترامب في الحصول على طائرة بديلة بشكل أسرع، بدأ سلاح الجو الأمريكي بالبحث عن خيارات بديلة، في وقت كلف فيه ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بإعداد قائمة بالطائرات المحتملة التي يمكن استخدامها. وبعد التواصل الأولي بين وزارة الدفاع الأمريكية وشركة 'بوينغ'، زودت الشركة مسؤولي البنتاغون بقائمة من العملاء الدوليين الذين يمتلكون طائرات يمكن أن تستخدم مؤقتا، بحسب ما أكده ثلاثة من المصادر المطلعة على الأمر. وقال أحد المصادر إن قطر كانت من بين العملاء المدرجين، وإن البنتاغون عرض شراء الطائرة، وأبدت قطر استعدادها لبيعها. وأضاف مصدر ثالث أن البنتاغون بدأ النقاش مع قطر بعد دعم البيت الأبيض للفكرة، وأن ويتكوف ساعد في تسهيل المحادثات الأولية، حسب ما نقله مسؤول في البيت الأبيض. وأشار المصدر نفسه إلى أن المناقشات بدأت باستكشاف خيار استئجار الطائرة وليس شرائها مباشرة. لكن ترامب قدم القصة للرأي العام بصورة مغايرة، حيث وصف الصفقة مرارا بأنها 'لفتة' من العائلة المالكة القطرية، وكتب على منصته 'تروث سوشيال' أن الطائرة 'هدية مجانية'. وقال إنها ستكون طائرة رئاسية بديلة مؤقتة، وسيتم تخصيصها لاحقا لمكتبته الرئاسية، نافيا أنه سيستخدمها للسفر. وفي فبراير، قام ترامب بجولة في الطائرة القطرية برفقة عدد من مساعديه، حين كانت متوقفة في مطار بالم بيتش بولاية فلوريدا، بالقرب من منتجع 'مار إيه لاغو' الذي يملكه ترامب. ووفقا لمصادر CNN، فقد أثنى ترامب على فخامة الطائرة أمام من كانوا حوله. ولا تزال الصفقة قيد المراجعة القانونية، إذ أفاد أربعة أشخاص مطلعين على النقاشات بأن المحامين من الجانبين يدرسون التفاصيل حتى اللحظة. وقال أحد المصادر إن 'الأمر لا يزال في أيدي الفرق القانونية منذ أول تواصل مع قطر، ولم يُتخذ أي قرار حتى الآن'. وتقدر تقارير إعلامية قيمة الطائرة بحوالي 400 مليون دولار، إلا أن مصدرين أشارا إلى أن قيمتها قد تراجعت. ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عملية النقل المحتملة بأنها 'تبرع لبلدنا'، مشيرة إلى أن العائلة المالكة القطرية 'عرضت التبرع بهذه الطائرة لسلاح الجو الأمريكي، وسيتم قبولها بما يتوافق مع جميع الالتزامات القانونية والأخلاقية'.

هل نجحت قمة بغداد؟
هل نجحت قمة بغداد؟

موقع كتابات

timeمنذ 12 ساعات

  • موقع كتابات

هل نجحت قمة بغداد؟

لم يكن حضور القادة العرب إلى قمة بغداد بالمستوى الذي كانت تتوقعه الحكومة العراقية، تلك حقيقة تحاول حكومة السوداني التغطية عليها من خلال الإشادة بنجاح القمة وبيانات الشجب والإستنكار للعدوان الإسرائيلي على غزة التي لم تأتي بجديد عليها هذه القمة. لم تنفع أطنان الحنطة ومُنح الحكومة العراقية في إقناع بعض القادة والرؤساء الذين كانت تُعوّل عليهم بغداد لحضور قمتها. أكثر من 200 مليون دولار خُصصت لهذه القمة وتحضيرات سبقتها حركة إعمار وتزيين شوارع وفنادق وصلت إلى حد رفع صور قاسم سليماني والحشد الشعبي من شارع المطار، وهو ما أثار حفيظة بعض الجماعات التي تحمل السلاح في بغداد على حكومتهم، كل ذلك لم يشفع لحكومة السوداني في إقناع قادة الدول العربية بالحضور لبغداد. يبرر البعض ذلك الإخفاق بحضور قاآني قائد فيلق القدس إلى بغداد قبل ساعات من إنعقاد المؤتمر وما يحمله من رسائل إيرانية للعرب وأمريكا بأن العراق مازال ضيعة إيرانية وإن هذا البلد مازال ممسوكاً بأيادٍ إيرانية لن تتخلى عنه، فيما يعزو البعض ضعف التمثيل إلى هشاشة الدبلوماسية العراقية التي فشلت في إقناع الزعامات والقادة بالحضور. لكن ذلك لايمنع من تلقي الحكومة العراقية رسائل سلبية من بعض الأطراف السياسية المشاركة في السلطة بالتهديد والوعيد والخروج بتظاهرات إذا ما حضر الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بغداد وإعتقاله لدى دخوله الأراضي العراقية، وذلك ما فُسّر بأن القرار العراقي مشتت وضائع بين الأطراف السياسية ويؤكد بأن حكومة السوداني عاجزة عن إتخاذ قرار عراقي موحد. ما صرّح به وكيل وزارة الخارجية العراقي هشام العلوي من عدم حضور الزعماء العرب إلى القمة مؤكداً إنه كان مُخيباً للآمال وسيكون هناك عتب عراقي على ذلك يؤكد ذلك الشعور بالإحباط من الحضور المتواضع لمؤتمر القمة. حضور خمسة زعماء من بين 22 زعيماً، أوقع بغداد في مأزق بالرغم من تأكيد بعضهم حضوره القمة العربية الـ 34 مثل ملك الأردن عبد الله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى والذي كان من المفترض أن يُسلّم رئاسة القمة إلى الرئيس العراقي وهو ما لم يحدث، والمفاجأة هو إلغاء القمة الثلاثية التي كان من المفترض أن تجمع العراق ومصر والأردن حيث تم التحضير لها على مستوى وزاري. حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج ولقائه قادة السعودية والإمارات وقطر وتوجه الأنظار لهذه القمة التي تزامنت مع مؤتمر بغداد ربما يكون ضمن الأسباب التي جعلت قمة بغداد لاتوازي بالمستوى الذي ظهرت فيه القمة الخليجية وكان المفترض من الدبلوماسية العراقية أن تدرس جيداً موعد إنعقاد القمة التي توافقت مع زيارة ترامب. لم تخرج القمة العربية ببيانها الختامي سوى بكلمات الشجب والإستنكار والرفض لتهجير الفلسطينيين، بيانات يمكن لأي تجمع أو محفل دولي ترديدها، ومحاولات لحكومة السوداني التأكيد بنجاحها لتوفير البيئة الصالحة لتجمع عربي قد يُحسب نجاحاً للحكومة العراقية أو على الأقل يكون عامل من عوامل تقرب السوداني من ولايته الثانية، لكن متى كانت القمم العربية قد ساهمت بحل مشكلة من مشاكل العرب المستعصية، ومتى كان هذا التجمع يفضي إلى قرارات تنفع المواطن العربي؟. مؤتمر القمة الذي لم يرى منه المواطن العراقي سوى تزيين الشوارع ونظافتها وتوفير الكهرباء بشكل مستمر وتحضيرات لوجستية في كل مفاصل الحياة حتى بات المواطن يتمنى لو كانت كل أيامه مناسبات متكررة من إنعقاد مؤتمرات القمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store