
قائد "الدفاع الجوي": نعمل ليلا نهارا على حماية سماء مصر ضد كل من يقترب منها
أكد الفريق ياسر الطودي قائد قوات الدفاع الجوي، أن قوات الدفاع الجوي القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية، تعمل ليل نهار سلما وحربا فى كل ربوع مصر عازمون على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها.
وأضاف الفريق ياسر الطودي - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة الاحتفال بالعيد 55 لقوات الدفاع الجوي - أن قوات الدفاع الجوي تعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على المضي قدما في تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي، وأن تظل دوما جنودا أوفياء، حافظين العهد مضحين بكل غال ونفيس، ونحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعا لأمتنا العربية.
وأوضح أنه كرجال عسكريين تعمل قوات الدفاع الجوي طبقا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أنه في ذات الوقت يوجد اهتمام بكل ما يجرى من أحداث ومتغيرات في المنطقة، والتهديدات التي تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل، ولكن يظل دائما وأبدا القوات المسلحة ملتزمة بأهدافها وبرامجها وأسلوبها للمحافظة على كفاءتها القتالية في أوقات السلم والحرب.
وأشار إلى أنه عند الحديث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي فإن الحديث يكون عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة في مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقا لحسابات ومعايير في غاية الدقة، مؤكدا للشعب المصري أن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي قوات الدفاع الجوي كافة الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكافة أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوي لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذي يليق بالدولة المصرية.
وحول اختيار هذا اليوم للاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي، قال قائد قوات الدفاع الجوي إنه في الأول من فبراير 1968 بدأت رحلة طويلة من العمل والكفاح لإنشاء قوات الدفاع الجوي والتي تم تسليحها وتدريبها تحت ضغط هجمات العدو الجوي خلال حرب الاستنزاف، مشيرا إلى أن صباح يوم 30 يونيو عام 1970 يعد يوما مجيدا في تاريخ العسكرية المصرية حيث تمكنت تجميعات الدفاع الجوى من إسقاط (12) طائرة من أحدث الطرازات (فانتوم - سكاى هوك) وأسر طياريها وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم معلنة مولد القوى الرابعة لقواتنا المسلحة الباسلة واتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيدا لها.
وحول حائط الصواريخ .. أوضح الفريق ياسر الطودي أن حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة بمهمة توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة، مشيرا إلى أن هذه المواقع تم إنشائها واحتلالها في ظروف بالغة الصعوبة، وبتضحيات عظيمة تحملها رجال الدفاع الجوي والمهندسين العسكريين والمدنيين من شعب مصر العظيم.
وأضاف أنه خلال الفترة من إبريل إلى أغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات منع العدو الجوي من الاقتراب من قناة السويس، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 أغسطس 1970 لتسطر قوات الدفاع الجوي أروع الصفحات وتضع اللبنة الأولى في صرح الانتصار العظيم للجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.
وفيما يتعلق بدور قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر وتحطيم أسطورة الذراع الطولي لإسرائيل في الحرب .. أوضح أنه خلال فترة وقف إطلاق النار بدأ رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة حديثة (سام - 3 ، سام - 6) ورفع مستوى الإستعداد والتدريب القتالي للقوات.
وأشار إلى أن قوات الدفاع الجوي نجحت في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتو كروزر ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 وفى حرب أكتوبر 1973 قامت قوات الدفاع الجوي بدور هام لتأمين العبور وتوفير التغطية بالصواريخ عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والإستراتيجية على كافة ربوع مصر في ظل إمتلاك العدو الجوى لعدد (600) طائرة من أحدث الطرازات ( ميراج ، فانتوم ، سكاى هوك ) . وأوضح أنه خلال ليلة 7/6 أكتوبر نجحت قوات الدفاع الجوى في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين مما أضطر قائد القوات الجوية المعادية من إصدار أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم .
وفيما يتعلق بالتطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها ودور ذلك في عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح في معظم دول العالم .. أكد قائد قوات الدفاع الجوي أنه في عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءا بالأقمار الصناعية أوأنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة بإستخدام الذكاء الإصطناعى مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها.
وأشار إلى أن هناك قناعة بأن السر لا يكمن فيما نمتلكه من أنظمة حديثة ولكن يكمن في القدرة على تطوير فكر الإستخدام بطريقة غير نمطية وبما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة عالية.
وحول جهود الارتقاء بآداء الجندي المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا .. شدد الفريق ياسر الطودي على أن قيادة قوات الدفاع الجوي تدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوي خططنا إلى تطوير مهارات وقدرات الفرد المقاتل من خلال مسارين، الأول: إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل، والثاني : تطوير العملية التعليمية / التدريبية للفرد المقاتل.
وفيما يتعلق باهتمام القوات المسلحة بالتعاون العسكري مع العديد من الدول العربية والأجنبية، أوضح الفريق ياسر الطودي أن قوات الدفاع الجوي تحرص على زيادة محاور التعاون العسكري مع نظائرها بالدول الشقيقة / الصديقة في كافة المجالات مثل مجال التدريب من خلال استضافة الطلبة من الدول الشقيقة والصديقة بكلية الدفاع الجوي للتأهيل بعلوم الدفاع الجوي، المواد الهندسية، فضلا عن تبادل إيفاد الضباط لحضور فرق التأهيل العامة / التخصصية / الدورات ( المتقدمة - الراقية - القادة ) / دورات أركان حرب التخصصية في مجال الدفاع الجوي لدراسة العلوم العسكرية الحديثة بمعهد الدفاع الجوي، وتبادل الزيارات لأعضاء هيئة التدريس / الدارسين ( كلية - معهد ) دجو مع الدول الصديقة والشقية لتبادل الخبرات في مجال أساليب التعليم / التدريب الحديثة، وتنفيذ تدريبات مشتركة لأنظمة الصواريخ والمدفعية م ط مثل[ التدريب المصري الأمريكي ( النجم الساطع )، التدريب المصري الروسي (سهم الصداقة)، التدريب المصري اليوناني ( ميدوزا)، التدريب المصري / الفرنسي (كليوباترا)، التدريب المصري / الباكستاني ( حماة السماء )، التدريب المصري | السعودي (تبوك)، التدريب المصري / الأردنى (العقبة) .
أما في مجال التسليح، فيتم تبادل الخبرات في مجال التأمين الفني لأنظمة الدفاع الجوي المتماثلة باستغلال الإمكانيات المتطورة والكوادر المؤهلة في التدريب / الإصلاح / رفع الكفاءة وإطالة أعمار المعدات. وفي مجال العمليات، يجرى تبادل الخبرات في أساليب التخطيط لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية، وعقد ورش عمل على مستوى المتخصصين في مجال [ مجابهة التهديدات الجوية الحديثة (للطائرات الموجهة بدون طيار، الصواريخ الطوافة / البالستية) ] .
وفيما يتعلق بالتحديات التى تواجه منظومة الدفاع الجوي، شدد الفريق ياسر الطودي أن العمليات العسكرية الأخيرة أبرزت ظهور مراكز ثقل جديدة تحسم النتائج منها، التفوق الجوي بامتلاك المقاتلات الحديثة والمصممة بتكنولوجيا الإخفاء ومزودة برادرات متطورة ومجهزة بنقاط تعليق متعددة لحمل الذخائر الذكية فائقة الدقة تطلق من بعد ولها القدرة على اختراق التحصينات وتؤمن أعمال قتالها طائرات ( قيادة وسيطرة، الحرب الإلكترونية) ويصاحبها طائرات التزود بالوقود لتنفيذ عمليات جوية بعيدة المدى بأقصى حمولة تسليح دون الحاجة للعودة إلى قواعدها والاستخدام المكثف للطائرات الموجهة بدون طيار متعددة المهام ( سطع / عق / إنفجارية / مسلحة / ... ) خداعية يتم إطلاقها بكثافات كبيرة لإرباك القيادة والسيطرة واستنزاف الذخائر الصاروخية.
وثانيا: التفوق الصاروخي، بالتوسع في تنفيذ الضربات الصاروخية ( باليستية / طوافة ) ذات السرعات الفرط صوتية والقدرة العالية على المناورة، ومتعددة الرؤوس الحربية ( نظام الإغراق )، وثالثا التفوق التكنولوجي، بدمج تقنيات الذكاء الإصطناعي في نظم التسليح الجوي أدى إلى حدوث طفرة هائلة في دقة الإصابة وتجنب مناطق عمل وسائل الدفاع الجوي وتنفيذ هجمات سيبرانية على البنية التحتية والمعلوماتية قبل شن الضربات الجوية / الصاروخية لشل وإرباك أنظمة الإتصالات ونظم المعلومات ومراكز القيادة والسيطرة وتنفيذ العمليات النفسية بكافة الوسائل (المرئية، المسموعة ، وسائل التواصل الاجتماعي ) ... للتأثير المعنوي على القوات / الرأي العام وتماسك الجبهة الداخلية.
ورابعا، التأمين بالمعلومات الدقيقة، لرصد وتحديد مواقع الدفاع الجوي وإعداد بنك بالأهداف المخطط إستهدافها ببدء العمليات - زرع العملاء في مواقع متقدمة بالعمق للتأثير على القواعد الجوية ووسائل الدفاع الجوي وتعليم أهداف الضربة للتوجيه الدقيق للذخائر الجوية.
وأشار إلى أنه لمجابهة العدائيات الجوية / الصاروخية بأنواعها المختلفة وتأمين الأهداف الحيوية، يجب الاعتماد على البعد الفضائي وشبكة الإنذار المبكر في الإنذار عن بدء إطلاق الصواريخ البالستية، و2- الاستفادة من كافة وسائل الإستطلاع المتيسرة (الإنذار الطائر / المحمول جوا / أجهزة الرادار الأرضية المتنوعة ) لاكتشاف مختلف العدائيات الجوية، وبناء منظومة دفاع جوي متكاملة تعتمد على مفهوم تعدد الطبقات والمديات يراعى فيها تعدد أنساق المجابهة للعدائيات الجوية [ المقاتلات على خطوط الاعتراض، الهل المسلح، وسائل دجو على الوحدات البحرية، عناصر الحرب الإلكترونية، منظومات الصواريخ والمدفعية م ط متعددة المديات ]، واستخدام موسع للأنظمة غير نمطية لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار والذخائر الذكية (أنظمة الإعاقة المتكاملة، أنظمة الخداع، أنظمة الليزر، النبضة الكهرومغناطيسية عالية القدرة،...) .
وأضاف أنه تتم السيطرة على عناصر المنظومة بواسطة مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات لجمع وتصفية وتمييز وتحليل المعلومات لتقييم درجة خطورة الأهداف وتخصيصها للعناصر الإيجابية الأنسب لمجابهتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
منذ ساعة واحدة
- البشاير
لن أتهرب.. كامل الوزير: جاهز للمساءلة ومستعد لتحمّل المسؤولية
قال الفريق كامل الوزير، وزير النقل والصناعة ونائب رئيس الوزراء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه رسائل حاسمة عقب حادث الطريق الإقليمي الذي أسفر عن مصرع 18 فتاة والسائق، مؤكدًا أن 'لا أحد فوق الحساب'. وأضاف 'الوزير' في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج 'بالورقة والقلم' المذاع على فضائية 'TeN' مساء الأحد، 'أي شخص أخطأ سيتحاسب، والفيصل سيكون ما تقرره النيابة العامة. أي متهم سيُدان، أياً كان موقعه، من أقل موظف وحتى أكبر مسؤول، حتى لو كان داخل وزارة النقل التي أترأسها شخصيًا'. وتابع قائلًا: 'أنا جاهز للمساءلة ومستعد لتحمّل المسؤولية الكاملة. لن أتهرب، وسأخضع لأي إجراء قانوني يُثبت تقصيرًا من جانبي أو من أي جهة تابعة للوزارة'. وأكد الوزير أن الدولة حريصة على محاسبة المقصرين ومراجعة كافة التفاصيل الفنية والإدارية المرتبطة بالطريق، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.


الجمهورية
منذ 2 ساعات
- الجمهورية
حتي لا ننسي الاحتفال بثورة 30 يونيو
لا تفهمونا غلط رحلة مصر من 'الحاكم بأمر الله' إلى إنجازات الجمهورية الجديدة" في قلب عالم عربي مضطرب، حيث تشتعل الصراعات وتتداعى الأوطان تحت وطأة الفوضى، برزت مصر كمنارة صمود وإرادة لا تلين. منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو 2013، كان الشعب المصري هو جيشها الحقيقي، حائط صد منيع ضد كل من حاول النيل منها. على حدودها، تتربص قوى معادية، وفي المنطقة، تتأجج الصراعات التي تستهدف قلب مصر واستقرارها. لكن إرادة الشعب، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسمت خارطة طريق واضحة منذ البداية: القضاء على حكم الإخوان، استعادة هيبة الدولة، وبناء جيش قوي يُعد من أقوى جيوش المنطقة. لم تقتصر الرؤية على تعزيز القوة العسكرية بتنويع مصادر السلاح وتطوير الترسانة العسكرية، بل امتدت إلى بناء مستقبل تنموي يعيد لمصر مكانتها كأم الدنيا. ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة، بل كانت نقطة تحول أعادت لمصر سيادتها، وأكدت أن شعبها وجيشها هما درعها الذي لا يُكسر أمام المؤامرات الداخلية والخارجية. في خضم الدمار والخراب الذي يعم العالم العربي، أتابع الأحداث الجارية على الساحة الدولية، خاصة في الشرق الأوسط، وكان اخرها الحرب الاسرائيلية الايرانية ، حيث تتداعى الأوطان تحت وطأة الصراعات والفوضى، ونحن نحتفل بثورة 30 يونيو. وجدت نفسي استعيد شريط الذكريات منذ عام 2011، وما تلا ذلك من أحداث عصيبة على أرض الكنانة: حكم كارهي الدين والأوطان، جماعة الإخوان، محاولات أخونة الدولة، والمخططات التي كادت تغرق مصر في هاوية الظلام. لكن مصر، أم الدنيا، وكما قال عنها التاريخ، أثبتت مرة أخرى قدرتها على استعادة نفسها، لملمة جراحها، والوقوف صلبة أمام المؤامرات الداخلية والخارجية. وحتى لا ننسى، ثورة 30 يونيو 2013 كانت بداية هذا التحرر، لحظة تاريخية فوّض فيها الشعب الفريق عبد الفتاح السيسي وجيشه لاسترداد هوية مصر من براثن المتطرفين. لم تكن هذه الثورة مجرد احتجاج عابر، بل معركة وجود ضد مشروع طموح سعت الجماعة لفرضه لتحويل مصر إلى دولة تابعة للفكر المتطرف، تقطع صلتها بماضيها العريق، وتلون مستقبلها بانغلاق الأفق. خلال عام واحد من حكم محمد مرسي، من يونيو 2012 إلى يوليو 2013، شهدت مصر سلسلة أحداث كشفت عن مخطط منهجي للسيطرة على مفاصل الدولة. أصدر مرسي، في نوفمبر 2012، إعلانًا دستوريًا منح نفسه صلاحيات مطلقة، أطلق عليه البعض لقب "الحاكم بأمر الله"، في محاولة لأخونة القضاء بعزل النائب العام عبد المجيد محمود. لم تُدار الدولة من قصر الاتحادية، بل من مكتب الإرشاد التابع للجماعة، مما أضعف السيادة الوطنية، وجعل القرارات تخضع لتوجيهات قيادات الإخوان. لم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، فقد تم قمع المعارضة بعنف، حيث فُض اعتصام المعارضين أمام قصر الاتحادية في ديسمبر 2012، مما أسفر عن مقتل 11 متظاهرًا، بينهم الصحفي الحسيني أبو ضيف، الذي تم اغتياله عمدًا لأنه نشر تقريرًا صحفيًا، قبل استشهاده، يتضمن عفوًا رئاسيًا من قبل محمد مرسي عن مجموعة من المسجونين، بينهم شقيق زوجته. تم اغتياله عمدًا بقناصة، وأن الطلقة التي سقط شهيدًا بها الحسيني أبو ضيف، من الرصاص المحرم دوليًا. كما حوصرت المحكمة الدستورية 18 يومًا لمنعها من البت في شرعية الجمعية التأسيسية للدستور، وتعرضت مدينة الإنتاج الإعلامي لتهديدات بالاقتحام لإسكات البرامج الناقدة. كانت هذه الممارسات إشارة واضحة إلى محاولة الإخوان اختطاف الدولة، وتحويل مصر إلى ساحة لمشروعهم المتطرف. في مايو 2013، أشعل قرار وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم من رئاسة دار الأوبرا شرارة المقاومة. اعتصم رموز مصر الثقافية، مثل بهاء طاهر، صنع الله إبراهيم، وسيد حجاب، داخل وزارة الثقافة، رافعين شعارًا يعكس وحدة الأمة: "لو حرقوا الكنائس، سنصلي في المساجد، ولو حرقوا المساجد، سنصلي في الشارع". استمر الاعتصام 45 يومًا، ليتحول إلى حركة وطنية طالبت بإسقاط حكم الإخوان، معلنة رفض المثقفين لمحاولات طمس الهوية الثقافية المصرية. كان هذا الاعتصام بمثابة إنذار مبكر بأن الشعب لن يقبل بفرض رؤية متطرفة على مصر. في 30 يونيو 2013، خرج أكثر من 30 مليون مصري، حسب تقديرات محايدة، في مظاهرات عارمة اجتاحت جميع المحافظات، مرددين هتافات: "يسقط حكم المرشد"، و"ارحل يا مرسي". جمعت حركة تمرد 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي، في رسالة واضحة لرفض حكم الجماعة. استجاب الجيش المصري، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وأصدر، في الأول من يوليو، بيانًا تاريخيًا منح فيه مهلة 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب، مؤكدًا التفويض الشعبي لاستعادة الدولة. أظهرت هذه اللحظة وحدة وطنية نادرة، حيث دعم الأزهر، بقيادة الشيخ أحمد الطيب، والكنيسة، بقيادة البابا تواضروس الثاني، إرادة الشعب، وحذرا من خطر الحرب الأهلية. أعلنت وزارة الداخلية تضامنها مع بيان الجيش، مع التزامها بالحياد، فيما تقدم خمسة وزراء و30 عضوًا في مجلس الشورى باستقالاتهم تضامنًا مع المحتجين، في خطوة عززت من زخم الثورة. ردًا على سقوط حكمهم، لجأت جماعة الإخوان إلى العنف والإرهاب الطائفي. بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، في 14 أغسطس 2013، أُحرقت 64 كنيسة في أقل من 12 ساعة، وتضررت 80 منشأة مسيحية، منها 45 كنيسة دُمرت بالكامل. استمرت الهجمات الإرهابية في السنوات التالية، مثل تفجير الكنيسة البطرسية عام 2016، وهجمات أحد السعف عام 2017، التي استهدفت الأقباط أثناء الصلاة. كانت هذه الأعمال محاولة يائسة لزعزعة استقرار مصر، لكنها عكست مدى ضعف الجماعة بعد فقدانها السلطة. في 3 يوليو 2013، أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي عزل مرسي، وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور، معلنًا بداية خارطة طريق لإعادة بناء الدولة. أسفرت ثورة 30 يونيو عن إنجازات ملموسة غيرت وجه مصر. صدر قانون الكنائس، لأول مرة في التاريخ المصري، مما سمح ببناء مئات الكنائس، في خطوة عززت الوحدة الوطنية. تم القضاء على البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية في سيناء، مما أعاد الأمن إلى المنطقة. أُطلقت مشروعات قومية طموحة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، شبكة الطرق والأنفاق، وتحويل الخريطة التنموية نحو البحر، مما ساهم في دفع عجلة التنمية. انشطرت جماعة الإخوان إلى مجموعات متناحرة، وحُظرت في مصر، مع تراجع دعمها الدولي، مما أضعف نفوذها بشكل غير مسبوق. بعد مرور 12 عامًا، مرت على ثورة شعبية حافظت على مصر، أنقذت هوية مصر، وبسببها دخل الإخوان الموت السريري بعد سقوط تاريخي صنعته أياديهم. بعيدًا عن الجدل، أثبتت ثورة 30 يونيو أنها كانت صحوة وطنية أعادت مصر إلى مسارها كدرة الشرق. أظهر الشعب المصري وجيشه قدرة استثنائية على التصدي للمؤامرات الداخلية من إخوان الشيطان، والخارجية التي حاولت النيل من أم الدنيا. من خلال التفويض الشعبي، استعادت مصر سيادتها، وبدأت في بناء جمهورية جديدة بمؤسسات قوية وجيش مسلح بأحدث التقنيات. اليوم، بينما يتشتت الإخوان بين إسطنبول ولندن، تقف مصر شامخة، تبني مستقبلها بثقة وإصرار. لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد تغيير نظام، بل كانت لحظة فاصلة أكدت أن مصر لا تنكسر. من خلال وحدة شعبها ومؤسساتها، أثبتت مصر أنها قادرة على انتزاع مصيرها من براثن المشاريع الظلامية. تبقى مصر، بإرثها العريق وصمودها الأسطوري، رمزًا للأمل في عالم عربي مضطرب، مؤكدة للعالم أنها أم الدنيا، وستظل دومًا قد الدنيا. وأخيرا فبعد اثني عشر عامًا من ثورة 30 يونيو 2013، لا تزال مصر تحتفل بهذه اللحظة الفارقة التي أعادت تشكيل مصيرها. لم تكن هذه الثورة مجرد انتفاضة ضد حكم الإخوان، بل كانت رحلة عظيمة لاسترداد الهوية الوطنية من براثن مشروع تخريبي سعى لتحويل مصر إلى دولة ظلامية تحت شعار "الحاكم بأمر الله". حتى لا ننسى، الاحتفال بثورة 30 يونيو هو تكريم لإرادة شعب أبى الخضوع، وجيش وقف درعًا حصينًا لحماية الوطن. من قلب الفوضى، نهضت مصر لتبني جمهورية جديدة، حيث أُعيد تسليح الجيش بأحدث التقنيات، وتنوعت مصادر السلاح، وتحقق الأمن في سيناء، وانطلقت مشروعات قومية مثل العاصمة الإدارية وشبكة الطرق التي أعادت رسم الخريطة التنموية. اثني عشر عامًا على معركة الوجود ضد مشروع الإخوان التخريبي، تقف مصر اليوم شامخة، تؤكد للعالم أنها أم الدنيا، وقادرة على دحر المؤامرات الداخلية والخارجية. تبقى هذه الثورة رمزًا لصمود الأمة، ودليلًا على أن مصر، بإرثها العريق ووحدة شعبها، ستبقى دومًا قد الدنيا، تبني مستقبلًا يليق بتاريخها وطموحات أبنائها. واكرر حتي لا ننسي الاحتفال بثورة 30 يونيو رحلة مصر من 'الحاكم بأمر الله' إلى إنجازات الجمهورية الجديدة"12 عامًا على معركة الوجود ضد مشروع الإخوان التخريبي .


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
كامل الوزير: مستعد للمحاسبة.. وموسى:حملات تشويه تستهدف المسؤولين
شهدت مصر، أحداثًا سياسية واجتماعية واقتصادية، خلال الساعات الثمانية الماضية. ويرصد "مصراوي"، أبرز الأحداث خلال الساعات الماضية من مساء أمس الأحد على النحو التالي: قائد الدفاع الجوي: نتابع كل تطور في أسلحة العدو.. ونطور قدراتنا لمجابهة التفوق التكنولوجي والصاروخي في حوار موسع بمناسبة عيد قوات الدفاع الجوي، أكد الفريق ياسر الطودي، قائد قوات الدفاع الجوي، أن القوات تواصل الليل بالنهار لتأمين سماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، مشددًا على أن قوات الدفاع الجوي أصبحت تمثل "القوة الرابعة" في بنية الجيش المصري، بفضل ما تمتلكه من منظومة متكاملة ومتنوعة من الأسلحة الحديثة، والكوادر البشرية المؤهلة. وأوضح "الطودي"، أن يوم 30 يونيو 1970 كان علامة فارقة في التاريخ العسكري المصري، حين تم إسقاط 12 طائرة إسرائيلية حديثة من طراز "فانتوم" و"سكاي هوك"، ليتم اتخاذه عيدًا لقوات الدفاع الجوي، التي وُلدت رسميًا في خضم معارك الاستنزاف. كامل الوزير: مستعد للمحاسبة بعد حادث الإقليمي.. وهذه توجيهات الرئيس قال الفريق كامل الوزير، وزير النقل والصناعة ونائب رئيس الوزراء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه رسائل حاسمة عقب حادث الطريق الإقليمي الذي أسفر عن مصرع 18 فتاة والسائق، مؤكدًا أن "لا أحد فوق الحساب". وأضاف "الوزير" في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية "TeN" مساء الأحد، "أي شخص أخطأ سيُحاسب، والفيصل سيكون ما تقرره النيابة العامة، وأي متهم سيُدان، أياً كان موقعه، من أقل موظف وحتى أكبر مسؤول، حتى لو كان داخل وزارة النقل التي أترأسها شخصيًا". أحمد موسى: هناك حملات تشويه تستهدف رئيس الوزراء ووزير النقل - (فيديو) قال الإعلامي أحمد موسى، إن الدولة نفذت تطويرًا شاملًا لشبكة القطارات عقب عدة حوادث، أبرزها حادث الصعيد عام 2002. خلال تقديم برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أضاف موسى أن الدولة استثمرت مليارات لضبط منظومة السكك الحديدية، مع تدشين مشاريع القطارات السريعة، وقطارات ربط البضائع، إلى جانب تطوير الموانئ البحرية وشبكات المترو. لمزيد من التفاصيل.. اضغط هنا متحدث الوزراء يوضح سبب تأخير صدور بيان حكومي بشأن حادث الإقليمي قال السفير محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، راقب عن قرب مع الوزراء والجهات المعنية تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بشأن حادث الطريق الدائري الإقليمي، متضمنة الصيانة والتطوير والتعويضات للضحايا. خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد أضاف الحمصاني أن الحكومة تعمل بسرعة على مستويات متعددة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة. لمزيد من التفاصيل.. اضغط هنا التأمين الاجتماعي: صرف المعاشات بالزيادة لـ11.5 مليون مواطن في هذا الموعد قال اللواء جمال عوض رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أصدر قرارًا جمهوريًا بزيادة المعاشات بنسبة 15% اعتبارًا من 1 يوليو، موضحًا أن صرف الزيادة يكون على معاش شهر يوليو. وأضاف "عوض"، خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن صرف المعاش بعد غدًا 1 يوليو، حيث يتم وضع الزيادة على المعاش دون طلب أي شيء من أهالينا، موضحا أنه يتم صرف معاشات لحوالي 11.5 مليون مواطن وهم سيستفيدون من هذه الزيادة.