
جرش 2025: المجد يتجدد برعاية هاشمية… وأيمن سماوي يقوده إلى قمة الإبداع
فمنذ انطلاقه الأول في عام 1981، ومهرجان جرش يحظى بالرعاية ملكية سامية، عبّرت عنها قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ومن قبله المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، في تأكيد دائم على أن الثقافة والفن هما جناحا النهضة الأردنية، وركيزة من ركائز الهوية الوطنية. وقد شكلت هذه الرعاية المستمرة مظلة أمان وتطوير للمهرجان، ودعامة أساسية لاستمراريته وتألقه، حتى غدا منصة إبداعية نادرة في الإقليم، تُظهر وجه الأردن الحضاري والإنساني للعالم.
وجاءت نسخة 2025، لتكون امتدادًا حيًا للرؤية الملكية العميقة، مستندةً إلى قيادة تنفيذية واعية قادها باقتدار وحنكة المدير التنفيذي للمهرجان الأستاذ المخضرم، أيمن سماوي، الذي استطاع أن يُحدث فرقًا نوعيًا في المضمون والتنظيم على حد سواء. فبفضل بصيرته الثقافية، وخبرته الطويلة، وحسّه الوطني العالي، تحوّل المهرجان إلى تجربة متكاملة، جمعت بين الترفيه والرسالة، وبين الفن الرفيع والبعد الشعبي، وبين التاريخ المتجذر والرؤية المستقبلية.
سماوي، والذي عمل ليس فقط كمدير، بل كمثقف مؤمن برسالة جرش، ومهندسٍ يسعى إلى إعادة تشكيل المشهد الثقافي الأردني من قلب المدينة التاريخية. ظهر ذلك في التوازن الدقيق بين استقطاب كبار نجوم الغناء والموسيقى، وبين احتضان المواهب الأردنية الشابة، وفي التنوع الذي طال الأمسيات الشعرية، والعروض المسرحية، والمعارض التشكيلية، والندوات الفكرية.
وفي موازاة هذه القيادة التنفيذية المتقدمة، لعبت اللجنة الإعلامية للمهرجان دورًا مميزاً بارزًا وحاسمًا لا يمكن إنكاره في صياغة صورة إعلامية مشرفة تليق بمكانة جرش التاريخية والثقافية. وقد أثبتت اللجنة، بجهود فريقها المهني المتميز، قدرتها على مواكبة الحدث لحظة بلحظة، وإبراز كل تفاصيله بروح إبداعية عالية. فكانت التغطية الإعلامية هذا العام أكثر شمولًا واتساقًا، مستفيدة من أدوات الإعلام التقليدي والرقمي على حد سواء، ما منح المهرجان صدىً واسعًا، محليًا وعربيًا، وجعل منه حدثًا تفاعليًا لا يقتصر على الحضور الفعلي فقط، بل يصل إلى ملايين المتابعين في المنطقة.
واستنادًا إلى الإرث الثقافي العريق لمدينة جرش، التي كانت في العهد الروماني تُعرف باسم 'جراسا'، واستمرت عبر العصور منارة للفكر والتجارة والفنون، جاء المهرجان ليعيد بعث روح المدينة في ثوب معاصر، ويكرّس الأردن مركزًا للإشعاع الثقافي في المشرق العربي. ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا الدعم المؤسسي الرسمي، وفي طليعته الرعاية الملكية السامية، التي كانت عبر العقود حجر الأساس في ترسيخ المهرجان وتطويره، وجعله محط أنظار الأدباء والفنانين والمبدعين العرب.
لقد أثبت مهرجان جرش 2025 أن الثقافة الأردنية ليست فقط راسخة في ماضيها، بل حية في حاضرها، ومؤهلة لصناعة مستقبلها. ومن قلب المدرج الجنوبي، وعلى أنغام موسيقى تمتزج فيها لهجات العرب وألوانهم، صدح الأردن مرةً أخرى بصوت الجمال والعقل والنور.
ومع اقتراب ختام هذه الدورة اللافتة، تتقدم الأصوات المثقفة بالشكر والعرفان لكل من أسهم في هذا النجاح، وفي مقدمتهم المدير التنفيذي أيمن سماوي، الذي جسد بروحه القيادية ووعيه العميق كيف يمكن للثقافة أن تُدار بفكر الدولة لا بروتين الوظيفة، وإلى اللجنة الإعلامية التي شكّلت بعملها المتقن مرآةً صادقة لصورة الأردن المتألقة.
وهكذا، يبقى مهرجان جرش، برعاية هاشمية، وإدارة مؤمنة، وإعلام واعٍ، شاهدًا على أن هنا الأردن… ومجده مستمر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 11 دقائق
- رؤيا نيوز
مسرح الصوت والضوء في جرش يستضيف شخصية الشيخ خالد العيطان في بانوراما رجالات جرش -صور
ينظّم منتدى جبل العتمات الثقافي بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون برنامج بانوراما رجالات جرش، الذي يجسد نموذجاً حيّاً لتحفيز الجيل الجديد على الانتماء، ويكرّس دور رجالات الوطن ليبقوا قدوة وبذرة عطاء وإنجاز للأجيال القادمة. يمثّل هذا المشروع شراكة حقيقية بين المجتمع المحلي ومهرجان جرش، ليكون نموذجاً لمشروع تنموي ثقافي يعزز الهوية والانتماء. في الحلقة الأخيرة، تسلّط البانوراما الضوء على سيرة المرحوم النائب السابق والقاضي العشائري علي عقلة عطية القواقزة، حيث يحاضر كل من: الشيخ خالد العيطان، الصحفي الدكتور أحمد سليم عياصرة والدكتور حسن مطاوع العتوم. ويدير اللقاء الدكتور أشرف قواقزة، فيما يتولى الإخراج فراس الخزاعي. وُلد المرحوم في بلدة سوف بمحافظة جرش عام 1945، ونشأ في بيئة وطنية محافظة، تلقى فيها تعليمه الأساسي والثانوي. بعد إنهاء المرحلة الثانوية، انخرط في العمل التجاري والحر، ليؤسس لنفسه حضوراً فاعلاً في مجتمعه المحلي. امتاز بحسّ وطني وروح قيادية، فتولّى عدة مواقع رسمية ومجتمعية، أبرزها: رئيس مجلس قروي عصفور لمدة أربع سنوات ورئيس بلدية جرش الكبرى عام 1991، حيث عُرف بجهوده في تطوير الخدمات والبنية التحتية. سياسياً، كان من أوائل الناشطين في محافظة جرش، إذ ترأّس حزب العهد في المحافظة، وكان صوتاً وطنياً مؤثراً في قضايا الشأن العام. وفي عام 2003، انتُخب عضواً في مجلس النواب الأردني (البرلمان الرابع عشر) ممثلاً عن جرش، وأسهم في مبادرات تشريعية واجتماعية متعددة. اجتماعياً، عُرف الفقيد بقربه من الناس ومشاركته أفراحهم وأتراحهم، وكان من أبرز المصلحين في جرش والمملكة، إذ لعب دوراً محورياً في حل الخلافات العائلية والعشائرية، وأصبح مرجعاً اجتماعياً في الإصلاح. ظلّ المرحوم نموذجاً في العطاء والانتماء، وترك أثراً طيباً وسيرة حسنة ستبقى خالدة في ذاكرة جرش وأبناء الوطن.


رؤيا نيوز
منذ 11 دقائق
- رؤيا نيوز
مسرح المصلبة يختتم فعاليات مهرجان جرش 39 -صور
في أحضان التاريخ، حيث الأعمدة الرومانية تحرس ذاكرة الزمن، اختتم مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته التاسعة والثلاثين فعالياته على مسرح المصلبة، في أجواء تجسّد لقاء الفن بالتراث، ليكون جرش أكثر من مهرجان، بل عرساً سنوياً يجمع الأصالة بالإبداع. الفقرة الأولى: استهل الحفل بوصلة فنية لفرقة المغير راحوب للفنون الشعبية، التي تأسست عام 1994 تحت مظلة وزارة الثقافة بقيادة المايسترو عصام العودات. وقد قدّمت الفرقة عروضاً فلكلورية مميزة، عكست خبرتها الغنية ومشاركاتها المحلية والدولية، وحضورها الدائم في الاحتفالات الوطنية. الفقرة الثانية: تألقت بعد ذلك فرقة العبابيد في عروضها المستوحاة من التراث الأردني، مقدمة لوحات من الدبكة والدحية والسامر والفلكلور الشعبي، وسط تفاعل كبير من الجمهور، وبمشاركة الفنانين محمد الحراوي وعصام العلي. الفقرة الختامية: واختتمت الأمسية مع إبداعات الفنانين الشباب بلال الخطيب وأنس الشلول، حيث أضفت أغانيهما أجواءً مفعمة بالحيوية، تاركة صدى جميلاً بين أروقة جرش الأثرية.


الرأي
منذ 39 دقائق
- الرأي
أصالة نصري تشعل المدرج الجنوبي في جرش بأمسية طربية استثنائية
أحيت الفنانة السورية أصالة نصري ليلة طربية استثنائية على خشبة المسرح الجنوبي ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39 وتحت شعار "هنا الأردن.....ومجده مستمر " وسط حضور جماهيري حاشد وتفاعل لافت من محبيها الذين ملأوا المدرجات ورددوا معها كلمات أغنياتها. وقدمت أصالة خلال الحفل باقة من أجمل أغانيها التي تنوعت بين الرومانسي والطربي، منها "آسفة"، و"يمين الله"، و"ما بقاش أنا"، و"جابو سيرته"، و"فوق"، و"أمان أمان"، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي قابل أدائها بعاصفة من التصفيق والهتاف. وتألقت الفنانة على المسرح بأدائها القوي وحضورها اللافت، مؤكدة مجددا مكانتها كأحد أبرز الأصوات العربية، في أمسية جمعت بين الفن الراقي والأجواء الاحتفالية التي تميز بها مهرجان جرش. ويأتي هذا الحفل ضمن سلسلة من الفعاليات الفنية والثقافية التي يشهدها المهرجان هذا العام، والذي يواصل استقطاب كبار نجوم الغناء في العالم العربي، ويشكل محطة مهمة في المشهد الثقافي الأردني والعربي.