جثة الرملة البيضاء: غموض الوفاة بين نهش كلاب والمخدرات
في تطور لافت في قضية الجثة المجهولة التي عُثر عليها صباح الجمعة الماضية، على شاطئ رملة البيضاء في بيروت، أظهرت كاميرات المراقبة التابعة لفندق "إدن باي" جثة هامدة من دون أي دليل على جريمة قتل. وبناءً عليه، باشرت قوى الأمن الداخلي في سحب عينات دم من الجثة لتحديد ما إذا كانت تحت تأثير المخدرات، ومتابعة مجريات القضية.
علامات نهش الكلاب
بدأت القضية، التي شغلت الرأي العام اللبناني، بالعثور على جثة رجل مجهول الهوية في العقد الثالث من عمره، قرب الشاطئ. ولم يكن بحوزته بطاقة هوية لمعرفة من يكون. وأثيرت موجة من التساؤلات حول ملابسات الوفاة ودور الكلاب الشاردة التي تنتشر بكثافة في المنطقة، خصوصاً أن الجثة تحمل آثار نهش وتهشيم.
بتوجيه من محافظ بيروت القاضي مروان عبود، تحركت فرق فوج إطفاء بيروت وفوج حرس بيروت إلى المكان لمعاينة الجثة، التي نقلت إلى أحد البرادات في انتظار معرفة أسباب الوفاة. وانتشار الكلاب الشاردة استدعت الانتباه لهذه الظاهرة. وتمكن عناصر الفوج من الإمساك بإحداها من نوع "بيتبول"، بعد إطلاق النار على قدمها لتسهيل السيطرة عليها. وقد نُقلت الكلبة إلى عيادة بيطرية في منطقة الحمرا لمعاينتها.
وفقاً لمصادر خاصة لـ"المدن"، حصلت حادثة الوفاة قرابة الساعة الخامسة فجراً، أي قبل ثلاث ساعات تقريباً من صدور تقرير الطبيب الشرعي. وبدا عليها آثار نهش في منطقة تحت الإبط. ما فتح باب الشك حول ما إذا كانت الكلاب قد تسببت مباشرة بالوفاة، أو أن الجثة وُضعت على الشاطئ بعد الوفاة وتعرضت للنهش لاحقاً.
تقرير الطبيب الشرعي
وحسب المصادر، عاين الطبيب الشرعي الجثة، وبحسب تقريره لم تُسجَّل أي علامات عنف بشري أو جريمة قتل، بل آثار نهش فقط يُعتقد أنها ناتجة عن كلاب. ورجّحت المصادر أن المتوفى كان تحت تأثير المخدرات، ما جعله غير قادر على مقاومة الاعتداء مما أدى إلى توقف قلبه عن العمل. إلا أن حسب التقرير البيطري والذي أبلغ عنه المدعي العام، لم يُعثر على أي أثر للحم بشري على أسنان الكلبة التي تم ضبطها من نوع "بيتبول". ما يثير علامات استفهام لدى الناشطين في جمعيات الرفق بالحيوان حول دقة التقرير الشرعي.
وتضيف المصادر أنه لم يتم استقبال الجثة من مستشفيات عدّة في المنطقة. واضطرت فرق الإسعاف والقوى الأمنية أخذها إلى متجر لبيع التوابيت، بالقرب من قصر تمام سلام، ووضعت هناك مؤقتاً في براد في انتظار انتهاء التحقيقات ومواراتها الثراء. بالموازاة عملت قوى الأمن الداخلي، على إحصاء الكاميرات المحيطة في موقع الحادث، لمتابعة التحقيق ومحاولة كشف حقيقة ما حدث في الساعات الأخيرة، وتزيل الغموض الذي يلف القضية، وإعطاء نتائج حاسمة في الأيام القريبة.
الكلاب الشاردة والرفق بالحيوان
وتعاونت وزارة الزراعة مع بلدية بيروت وجمعيتي "BETA Lebanon" و"Animals Lebanon" لتجميع الكلاب الشاردة من محيط الشاطئ، في خطوة طال انتظارها لتطبيق قانون الرفق بالحيوان رقم 47/2017.
أثارت هذه القضية نقاشاً حول الكلاب الشاردة. وتخطت المسألة مجرد قضية كلاب شاردة، لتطال تقاعس بلدية بيروت وغياب المحاسبة. وتقول الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، غنى نحفاوي، إن "البلديات تتحمل مسؤولية مباشرة عن تفاقم ظاهرة الكلاب الشاردة، مشيرة إلى أن القانون يُلزمها بإنشاء مراكز إيواء وتنظيم وجودها".
وتشير إلى أن الكلاب تُرمى يومياً في الشوارع من مواطنين، من دون أي رقابة أو ردع. وتضيف نحفاوي، "نحن لا نبرّر الخطر، لكن نرفض تحميل الكلاب ذنب الإهمال"، مطالبة بإعادة تشريح الجثة وتفريغ كاميرات المراقبة، باعتبار أن دفن الحقيقة بات أسهل من مواجهة التقصير المؤسساتي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 13 ساعات
- المدن
جثة الرملة البيضاء: غموض الوفاة بين نهش كلاب والمخدرات
في تطور لافت في قضية الجثة المجهولة التي عُثر عليها صباح الجمعة الماضية، على شاطئ رملة البيضاء في بيروت، أظهرت كاميرات المراقبة التابعة لفندق "إدن باي" جثة هامدة من دون أي دليل على جريمة قتل. وبناءً عليه، باشرت قوى الأمن الداخلي في سحب عينات دم من الجثة لتحديد ما إذا كانت تحت تأثير المخدرات، ومتابعة مجريات القضية. علامات نهش الكلاب بدأت القضية، التي شغلت الرأي العام اللبناني، بالعثور على جثة رجل مجهول الهوية في العقد الثالث من عمره، قرب الشاطئ. ولم يكن بحوزته بطاقة هوية لمعرفة من يكون. وأثيرت موجة من التساؤلات حول ملابسات الوفاة ودور الكلاب الشاردة التي تنتشر بكثافة في المنطقة، خصوصاً أن الجثة تحمل آثار نهش وتهشيم. بتوجيه من محافظ بيروت القاضي مروان عبود، تحركت فرق فوج إطفاء بيروت وفوج حرس بيروت إلى المكان لمعاينة الجثة، التي نقلت إلى أحد البرادات في انتظار معرفة أسباب الوفاة. وانتشار الكلاب الشاردة استدعت الانتباه لهذه الظاهرة. وتمكن عناصر الفوج من الإمساك بإحداها من نوع "بيتبول"، بعد إطلاق النار على قدمها لتسهيل السيطرة عليها. وقد نُقلت الكلبة إلى عيادة بيطرية في منطقة الحمرا لمعاينتها. وفقاً لمصادر خاصة لـ"المدن"، حصلت حادثة الوفاة قرابة الساعة الخامسة فجراً، أي قبل ثلاث ساعات تقريباً من صدور تقرير الطبيب الشرعي. وبدا عليها آثار نهش في منطقة تحت الإبط. ما فتح باب الشك حول ما إذا كانت الكلاب قد تسببت مباشرة بالوفاة، أو أن الجثة وُضعت على الشاطئ بعد الوفاة وتعرضت للنهش لاحقاً. تقرير الطبيب الشرعي وحسب المصادر، عاين الطبيب الشرعي الجثة، وبحسب تقريره لم تُسجَّل أي علامات عنف بشري أو جريمة قتل، بل آثار نهش فقط يُعتقد أنها ناتجة عن كلاب. ورجّحت المصادر أن المتوفى كان تحت تأثير المخدرات، ما جعله غير قادر على مقاومة الاعتداء مما أدى إلى توقف قلبه عن العمل. إلا أن حسب التقرير البيطري والذي أبلغ عنه المدعي العام، لم يُعثر على أي أثر للحم بشري على أسنان الكلبة التي تم ضبطها من نوع "بيتبول". ما يثير علامات استفهام لدى الناشطين في جمعيات الرفق بالحيوان حول دقة التقرير الشرعي. وتضيف المصادر أنه لم يتم استقبال الجثة من مستشفيات عدّة في المنطقة. واضطرت فرق الإسعاف والقوى الأمنية أخذها إلى متجر لبيع التوابيت، بالقرب من قصر تمام سلام، ووضعت هناك مؤقتاً في براد في انتظار انتهاء التحقيقات ومواراتها الثراء. بالموازاة عملت قوى الأمن الداخلي، على إحصاء الكاميرات المحيطة في موقع الحادث، لمتابعة التحقيق ومحاولة كشف حقيقة ما حدث في الساعات الأخيرة، وتزيل الغموض الذي يلف القضية، وإعطاء نتائج حاسمة في الأيام القريبة. الكلاب الشاردة والرفق بالحيوان وتعاونت وزارة الزراعة مع بلدية بيروت وجمعيتي "BETA Lebanon" و"Animals Lebanon" لتجميع الكلاب الشاردة من محيط الشاطئ، في خطوة طال انتظارها لتطبيق قانون الرفق بالحيوان رقم 47/2017. أثارت هذه القضية نقاشاً حول الكلاب الشاردة. وتخطت المسألة مجرد قضية كلاب شاردة، لتطال تقاعس بلدية بيروت وغياب المحاسبة. وتقول الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، غنى نحفاوي، إن "البلديات تتحمل مسؤولية مباشرة عن تفاقم ظاهرة الكلاب الشاردة، مشيرة إلى أن القانون يُلزمها بإنشاء مراكز إيواء وتنظيم وجودها". وتشير إلى أن الكلاب تُرمى يومياً في الشوارع من مواطنين، من دون أي رقابة أو ردع. وتضيف نحفاوي، "نحن لا نبرّر الخطر، لكن نرفض تحميل الكلاب ذنب الإهمال"، مطالبة بإعادة تشريح الجثة وتفريغ كاميرات المراقبة، باعتبار أن دفن الحقيقة بات أسهل من مواجهة التقصير المؤسساتي.


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
فاجعة على شاطئ رملة البيضاء.. العثور على جثة مشوّهة والتحقيقات جارية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استفاق روّاد شاطئ الرملة البيضاء في بيروت صباح اليوم على مشهد صادم، بعد العثور على جثة مجهولة الهوية بدت عليها آثار التشوهات. وبحسب المعلومات الأولية، فإن "الجثة قد تعرّضت لهجوم من كلاب شاردة كانت تتجول في المكان". وقد حضرت القوى الأمنية إلى المكان وبوشرت التحقيقات، وتم نقل الجثة إلى المستشفى المنطقة، في إنتظار صدور تقرير الطبيب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة. وأكدت المعلومات، أنه "بتوجيه من سعادة محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، باشرت فرق فوج إطفاء بيروت إجراءاتها لمعالجة ظاهرة الكلاب الشاردة المنتشرة في محيط الشاطئ، وقد تمكنت الفرق من الإمساك بأحد الكلاب الأربعة التي لوحظت تتجول في المكان".


القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
جثة مشوهة تثير الذعر في الرملة البيضاء… وتحرك أمني لمعالجة الكلاب الشاردة
استفاق روّاد شاطئ الرملة البيضاء في بيروت صباح اليوم على مشهد صادم، بعد العثور على جثة مجهولة الهوية بدت عليها آثار التشوهات. وبحسب المعلومات الأولية، فإن 'الجثة قد تعرّضت لهجوم من كلاب شاردة كانت تتجول في المكان'. وقد حضرت القوى الأمنية إلى المكان وبوشرت التحقيقات، وتم نقل الجثة إلى المستشفى المنطقة، في إنتظار صدور تقرير الطبيب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة. وأكدت المعلومات، أنه 'بتوجيه من سعادة محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، باشرت فرق فوج إطفاء بيروت إجراءاتها لمعالجة ظاهرة الكلاب الشاردة المنتشرة في محيط الشاطئ، وقد تمكنت الفرق من الإمساك بأحد الكلاب الأربعة التي لوحظت تتجول في المكان'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News