
تيليجرام يتحدى واتساب.. مقارنة شاملة بين تطبيقي المراسلة في 2025
- مقارنة شاملة بين واتساب وتيليجرام في 2025
- ما الفرق بين واتساب وتيليجرام؟ تعرف على الميزات الأساسية
- لمن يناسب واتساب؟ ولمن يفضل تيليجرام؟
- مزايا وعيوب كل من واتساب وتيليجرام باختصار
في عصر التحول الرقمي، أصبحت تطبيقات المراسلة من الأدوات الأساسية في التواصل الشخصي والمهني، ومن بين أكثر التطبيقات استخداما عالميا يبرز كل من واتساب وتيليجرام، حيث يقدمان خدمات متشابهة من حيث الوظيفة الأساسية وهي البقاء على اتصال، إلا أنهما يختلفان في عدة جوانب، أبرزها: الخصائص، مستوى الأمان، أسلوب الاستخدام، وشعبية كل منهما.
يوفر هذا الدليل مقارنة كاملة بين تيليجرام وواتساب، مما يساعدك على فهم النظام الأساسي الذي قد يناسب احتياجاتك في عام 2025 وما بعده.
مقارنة شاملة بين واتساب وتيليجرام في 2025
ما هو واتساب؟
يعد واتساب تطبيق للمراسلة مجاني تملكه شركة "ميتا(فيسبوك سابقا)، وهو يتيح للمستخدمين إرسال الرسائل النصية، وإجراء المكالمات الصوتية والفيديو، ومشاركة الصور والفيديوهات والمستندات والملاحظات الصوتية.
ومع أكثر من 3 مليار مستخدم حول العالم، يعد واتساب من أبرز أدوات التواصل الرقمي، كما يمكن استخدامه عبر المتصفح دون الحاجة لاستخدام الهاتف.
مقارنة شاملة بين واتساب وتيليجرام في 2025
ما هو تيليجرام؟
تيليجرام هو تطبيق مراسلة قائم على التخزين السحابي، أطلق عام 2013 على يد الملياردير الروسي بافيل دوروف، ويشتهر بسرعته ومرونته واهتمامه الكبير بالخصوصية.
يقدم تيليجرام ميزات متقدمة مثل: القنوات، المجموعات الكبيرة، الروبوتات Bots، مشاركة الملفات الضخمة، والثيمات القابلة للتخصيص.
ما الفرق بين واتساب وتيليجرام؟ تعرف على الميزات الأساسية
ميزات واتساب
- التشفير التام (E2EE):مفعل افتراضيا لكل المحادثات
- التخزين السحابي: غير مدعوم لتطبيق واتساب وبدلا من ذلك يستخدم منصة جوجل درايف للاحتفاظ بنسخة يومية من الدردشات لاستعادته في أي وقت.
- الحد الأقصى للمجموعة : 1024 مشارك
- الحد الأقصى لحجم الملف: 100 ميجابايت.
- التخصيص: محدود
- الدعم متعدد الأجهزة: محدود (مرتبط بالجهاز الأساسي)
ميزات تيليجرام
- التشفير التام (E2EE): متاح فقط في المحادثات السرية
- التخزين السحابي: مدعوم لجميع المحادثات العادية
- الحد الأقصى للمجموعة : أكثر من 200.000 في المجموعات، غير محدود في القنوات
- الحد الأقصى لحجم الملف: 2 جيجابايت وأكثر
التخصيص: واسع (ثيمات، روبوتات، استطلاعات...)
- الدعم متعدد الأجهزة: مزامنة حقيقية بين عدة أجهزة
مقارنة شاملة بين واتساب وتيليجرام في 2025
أي التطبيقين أكثر أمانا؟
واتساب:
يعتمد واتساب على التشفير التام بين الطرفين بشكل افتراضي لجميع الرسائل والمكالمات، مما يمنع أي طرف ثالث من الاطلاع على المحتوى. لكنه يجمع بيانات وصفية metadata ويشارك بعضها مع شركة 'ميتا' المالة للخدمة، وهو ما يثير مخاوف بشأن الخصوصية.
تيليجرام:
يستخدم تيليجرام تشفيرا خادم-عميل للمحادثات العادية، ويعتمد التشفير التام فقط في المحادثات السرية، كما يتضمن ميزات إضافية مثل: رسائل ذاتية التدمير، التحقق بخطوتين، ومنع لقطات الشاشة، كما أنه لا يشارك بيانات المستخدم مع أي جهة خارجية.
لمن يناسب واتساب؟ ولمن يفضل تيليجرام؟
استخدامات شائعة لتطبيق واتساب، وهو مناسب لـ:
- التواصل اليومي بين الأصدقاء والعائلة
- الشركات الصغيرة عبر WhatsApp Business
- المكالمات الصوتية والمرئية
- مشاركة الوسائط بشكل سريع
استخدامات شائعة لتطبيق تيليجرام، وهو مفضل من قبل:
- المستخدمين المهتمين بالتقنية
- المجتمعات الكبيرة والمجموعات العامة
- المسوقين وصناع المحتوى
- من يبحثون عن مزيد من الخصوصية والتخصيص
- القدرات في مجال الأعمال والتسويق
واتساب للأعمال يوفر ميزات مثل:
- إنشاء ملف تعريفي للنشاط التجاري
- إرسال ردود سريعة ورسائل تلقائية
- عرض المنتجات من خلال كتالوج
- تصنيف المحادثات باستخدام القوالب والملصقات
تيليجرام للأعمال يدعم:
- قنوات بعدد غير محدود من المتابعين
- روبوتات قوية لأتمتة المهام
- رسائل مجدولة، استطلاعات، والمزيد
- تكامل مع أدوات خارجية للبث والتسويق
مزايا وعيوب كل من واتساب وتيليجرام باختصار
مزايا واتساب
- واجهة بسيطة وسهلة الاستخدام
- تشفير شامل افتراضيا
- قاعدة مستخدمين ضخمة
عيوب واتساب
- مشاركة ملفات محدودة
- غير مناسب للمجتمعات الكبيرة
- بعض الشكوك حول خصوصية البيانات
مزايا تيليجرام
- دعم لمشاركة الملفات الكبيرة والمجموعات الضخمة
- تخصيص واسع وأدوات متقدمة
- ميزات خصوصية متقدمة
عيوب تيليجرام
- لا يوفر التشفير التام افتراضيا
- لا يزال أقل استخداما في بعض الدول
مستقبل واتساب وتيليجرام في 2025
- يشهد تيليجرام نموا مستمرا بين المستخدمين المهتمين بالخصوصية وصناع المحتوى، بينما يطور واتساب أدواته التجارية ويدعم مزيدا من التوافق بين الأجهزة.
- كلا التطبيقين يسعيان لإضافة ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتحسينات في تجربة المستخدم.
كيف تختار التطبيق الأنسب لك؟
- إذا كنت تبحث عن تواصل يومي بسيط وآمن اختر واتساب
- إذا كنت تحتاج ميزات متقدمة، مجموعات أكبر، وأدوات أتمتة اختر تيليجرام
- يستخدم الكثير من الأشخاص التطبيقين معا لتلبية احتياجات مختلفة بحسب المواقف.
- كلا التطبيقين يقدمان تجربة مراسلة قوية، لكن لكل منهما نقاط قوة مميزة، فواتساب مثالي للتواصل اليومي البسيط مع خصوصية عالية، بينما تيليجرام يوفر أدوات احترافية ومرونة أكبر لعشاق التقنية والخصوصية، الاختيار في النهاية يعتمد على أسلوب استخدامك واحتياجاتك في 2025 وما بعدها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التحري
منذ ساعة واحدة
- التحري
حتى هذا التاريخ.. واتساب يؤجل إطلاق الإعلانات في أوروبا!
تخطط شركة ميتا لإطلاق نموذج إعلانات جديد عبر تطبيق المراسلة 'واتساب' خلال الأشهر القادمة، إلا أن 'واتساب' أبلغ لجنة حماية البيانات في أيرلندا أن هذا النموذج لن يدخل حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي قبل العام المقبل. وفي تصريحات صحفية، أوضحت لجنة حماية البيانات الأيرلندية (DPC) أن 'واتساب' أبلغهم بأن هذا النموذج لن يُطرح في أوروبا إلا في وقت لاحق، وبالتحديد في العام المقبل، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة بوليتيكو. وكانت شركة 'ميتا' قد أعلنت سابقًا عن خططها لطرح الإعلانات بشكل تدريجي خلال الأشهر المقبلة، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا لإطلاقها في أوروبا. وأثار هذا الإعلان قلق المنظمات المعنية بالخصوصية على الفور، لا سيما أن 'ميتا' ستستخدم أيضًا 'تفضيلات الإعلانات والمعلومات' من حسابات المستخدمين على فيسبوك وإنستغرام، عندما تكون مرتبطة بحسابات واتساب. وفي حديثها للصحفيين يوم الخميس، قالت لجنة حماية البيانات في أيرلندا، المسؤولة عن تطبيق اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، إن 'واتساب' أبلغها بأن نموذج الإعلانات لن يُطرح في الاتحاد الأوروبي قبل عام 2026. وقال مفوض حماية البيانات ديس هوغان: 'هذا المنتج الجديد لن يتم إطلاقه في سوق الاتحاد الأوروبي حتى عام 2026. لقد أُبلغنا من واتساب وسنجتمع معهم لمناقشة أي مسائل أخرى'. وأضاف أن نموذج الإعلانات سيُناقش مع جهات حماية البيانات الأخرى 'حتى نتمكن من التعبير عن أي مخاوف لدينا كجهات تنظيمية أوروبية'. وأكد متحدث باسم 'واتساب' أن نموذج الإعلانات هو 'تحديث عالمي، ويتم طرحه تدريجيًا حول العالم'. وقالت شركة ميتا، في إعلانها عن ميزة الإعلانات، إنها مصممة بأكثر الطرق مراعاة للخصوصية قدر الإمكان، وأكدت أن مشاركة البيانات بين واتساب وإنستغرام وفيسبوك لن تتم إلا بعد موافقة المستخدمين على ربط حساباتهم. وسبق أن أوقف عملاق التواصل الاجتماعي الأميركي إطلاق تقنيته الرائدة للذكاء الاصطناعي (Meta AI) في الاتحاد الأوروبي مؤقتًا بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية من الهيئة التنظيمية الأيرلندية.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
أخيراً .. تأمين حسابك على فيسبوك سيصبح أقوى بكثير
أعلنت شركة ميتا عن بدء طرح ميزة مفاتيح المرور (Passkeys) لتطبيقَي فيسبوك وماسنجر على الهواتف الذكية، مما يوفّر للمستخدمين طريقة أكثر أمانًا وسرعة لتسجيل الدخول، دون الحاجة إلى كتابة كلمات مرور تقليدية. ستتوفر الميزة الجديدة على نظامي iOS وأندرويد لتطبيق فيسبوك، على أن تصل لاحقًا إلى ماسنجر. بمجرد تفعيل ميزة مفاتيح المرور، سيكون بمقدور المستخدمين تسجيل الدخول باستخدام طرق التحقق البيومترية أو الشخصية الموجودة مسبقًا على أجهزتهم، مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه أو رمز PIN، دون الحاجة إلى إدخال كلمة مرور. طريقة إعداد مبسطة ومتكاملة بين فيسبوك وماسنجر يمكن للمستخدمين إعداد مفاتيح المرور من خلال "مركز الحسابات" (Accounts Center) الموجود في إعدادات تطبيق فيسبوك، وذلك بعد وصول التحديث إلى حساباتهم. وبمجرد تفعيل المفتاح، يمكن استخدامه لتسجيل الدخول إلى كل من فيسبوك وماسنجر بنفس طريقة التحقق. حماية أقوى ضد الاختراق وهجمات التصيد توفّر مفاتيح المرور مستوى أمان أعلى مقارنة بكلمات المرور التقليدية، إذ إنها لا يمكن تخمينها أو سرقتها أو تسريبها. كما أنها فعالة في مواجهة هجمات التصيّد الاحتيالي، حيث يرتبط كل مفتاح مرور بموقع إلكتروني أو تطبيق محدد، وبالتالي لا يمكن استخدامه على صفحات تسجيل دخول مزيّفة. الميزة تعتمد على تخزين المفتاح البيومتري محليًا على الجهاز، دون أن تحتفظ ميتا بأي من بيانات التحقق مثل بصمة الإصبع أو رمز PIN، ما يعزز خصوصية المستخدم. فيسبوك يتأخر ولكن بخطوة مرحب بها رغم أن هذه الميزة متوفرة منذ سنوات على منصات مثل جوجل وآبل، وانضمت إليها شركات كبرى مثل مايكروسوفت، أمازون، إيباي، وباي بال، فإن فيسبوك تأخر نسبيًا في دعم مفاتيح المرور. حتى تطبيق واتساب – التابع لميتا – بدأ بدعم هذه التقنية قبل فيسبوك، بينما لا تزال إنستجرام خارج القائمة حتى الآن. إلا أن دعم فيسبوك لمفاتيح المرور يُعد خطوة إيجابية طال انتظارها نحو تعزيز الأمان الرقمي للمستخدمين، خصوصًا مع تزايد حوادث الاختراق وتسريب البيانات حول العالم، مثل التسريب الأخير الذي كشف عن أكثر من 16 مليار بيانات دخول لمستخدمين على منصات شهيرة. وبينما يواجه ملايين المستخدمين حول العالم خطر سرقة الحسابات، تُعتبر مفاتيح المرور وسيلة موثوقة للحد من هذه التهديدات. وكما يُقال: "الوصول المتأخر أفضل من عدم الوصول أبدًا".


صدى البلد
منذ 8 ساعات
- صدى البلد
شحاته السيد يكتب: الأسرار الخفية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية
ليست الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران مجرد مواجهة عسكرية تقليدية على الأرض، بل هي معركة من طراز فريد، متعددة الأبعاد، تخاض في فضاءات خفية لا تُرى بالعين المجردة: فضاء السيبر، ودهاليز الذكاء الاصطناعي، ومختبرات هندسة التوجيه الإعلامي والنفسي. حين نُمعن النظر في المشهد الراهن، لا نجد صواريخ وطائرات فقط، بل خوارزميات متقدمة، وبرمجيات تجسّس، ونماذج لغوية عميقة تتلاعب بالرأي العام، مستندة إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. منذ سنوات، والحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران تتصاعد في الخفاء، دون إعلان رسمي. إسرائيل عبر وحدات مثل "8200" المتخصصة في الاستخبارات الرقمية، وإيران من خلال "الجيش السيبراني" التابع للحرس الثوري. لكن ما نشهده اليوم يتجاوز فكرة اختراق أنظمة أو تعطيل منشآت، نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، تتمثل في الحروب الهجينة التي تُخاض بأدوات غير مرئية تصيب الأنظمة، وتربك العقول، وتُفكك البُنى المؤسسية. لم يعد الأمن السيبراني ترفًا أو خيارًا، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من عقيدة الدفاع الحديثة. فالهجمات لم تعد تستهدف البنية التحتية فحسب، بل البنية الإدراكية للمجتمعات، بدءًا من شبكات الكهرباء والمياه، مرورًا بوسائل الإعلام والمستشفيات، وانتهاءً بمنصات التواصل الاجتماعي. من التحولات المفصلية في هذه الحرب، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة تحليل فحسب، بل أصبح فاعلًا مركزيًا في التخطيط والتنفيذ. فأنظمة التعرّف على الأنماط، والتنبؤ بالتهديدات، وتحليل النوايا، أصبحت تستخدم على نطاق واسع لرصد تحرّكات الخصم وتوجيه ضربات استباقية دقيقة. تكشف تقارير استخباراتية غربية عن استخدام إسرائيل لنماذج هجومية تحمل أسماء مشفّرة مثل "حبيب" و"كهوف الظل"، قادرة على تحليل تحرّكات آلاف الأفراد والآليات في وقت قياسي، واستنتاج مواقع الاستهداف دون تدخل بشري مباشر. في المقابل، طوّرت إيران خوارزميات هجومية دفاعية تسعى إلى كشف الثغرات في الأنظمة الإسرائيلية عبر تحليل البيانات المفتوحة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في حملات إعلامية موجهة. الحرب اليوم لم تعد تُحسم عبر من يُطلق النار أولًا، بل بمن يكتب الرواية أولًا. وهنا يظهر بوضوح مفهوم "هندسة التوجيه"، وهو علم ناشئ يجمع بين الذكاء الاصطناعي، وعلم النفس الاجتماعي، وتحليل البيانات السلوكية، بهدف تشكيل تصورات الجماهير، والتأثير في توجهات النخبة وصنّاع القرار. تعمل المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على رصد المزاج العام بدقة متناهية، ليس فقط في إيران أو إسرائيل، بل في عواصم القرار العالمي أيضًا. وتُنتج رسائل دعائية مخصصة، تتم مواءمتها حسب السمات الثقافية والسياسية لكل مجتمع. فإذا كانت الصواريخ تُدمّر أهدافًا مادية، فإن هندسة التوجيه تسعى إلى تفكيك البنية الإدراكية للخصم. تحولت منصات مثل فيسبوك، وتويتر، وتيليجرام، إلى ساحات اشتباك مفتوحة بين الطرفين. كل منصة أصبحت ميدانًا تتقاطع فيه الروايات، وتُدار من خلالها حملات التضليل، والتسريبات، وبث الرعب، وتحفيز الجماهير على اتخاذ مواقف معينة. في إحدى العمليات، استخدمت إسرائيل حسابات مزيفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتضخيم روايات عن انقسامات داخل الحرس الثوري الإيراني. وفي المقابل، شنت إيران هجمات إعلامية عبر قنواتها السيبرانية، مستهدفة بث أخبار زائفة عن اختراقات في أنظمة الدفاع الإسرائيلية. في هذا السياق، لم يعد الهدف الوصول إلى الحقيقة، بل ضرب الثقة، وتقويض الاستقرار المعنوي والنفسي. ومن التحولات الأكثر دلالة، أن النماذج التنبؤية المبنية على الذكاء الاصطناعي أصبحت تدخل غرف اتخاذ القرار العسكري. تُحدِّد الأولويات، وتُقيِّم سيناريوهات الرد، وترشد القادة نحو قرارات سريعة وأكثر دقة. الأمر الذي يثير تساؤلات فلسفية عميقة: هل بتنا أمام لحظة تتنازل فيها البشرية عن القرار لصالح الخوارزميات؟ وهل يمكن أن تقودنا تلك النماذج إلى حرب شاملة بسبب تحليلات خاطئة أو بيانات مشوشة؟ هذه التساؤلات تضعنا أمام حقيقة جديدة، وهي أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية تحولت إلى مختبر عالمي لاختبار نماذج الحروب المستقبلية، التي لا يُطلق فيها الرصاص، بل تُطلق فيها الحزم البرمجية، وتُستهدف فيها العقول قبل الأجساد. ضمن هذا التعقيد، تتغير معايير النصر والهزيمة. لم تعد المسألة متعلقة بعدد الضربات أو نوع الأسلحة المستخدمة، بل بمن يملك القدرة على فرض سرديته، والتحكم بالبيانات، وتوجيه الرأي العام، وتعطيل شبكات الخصم سواء كانت رقمية أو فكرية. نحن أمام حرب ذات طبقات متداخلة: عسكرية، معلوماتية، سيبرانية، وإدراكية. ومن لا يمتلك القدرة على التكيف معها وتطوير دفاعات سيبرانية أخلاقية، سيتحول إلى ضحية عاجزة لا خصمًا محترفًا. الأخطر في كل ذلك، أن الحرب باتت بلا جبهات واضحة، وبلا هدنة ممكنة. فلا حدود تفصل بين الحرب والسلام في فضاء السيبر، ولا وقت راحة في معركة الإدراك الجماعي. الهجوم قد يأتي في صورة تغريدة، أو فيديو مفبرك، أو تسريب مستهدف، وكل ذلك خلال لحظات معدودة. أمام هذا الواقع، لم تعد المعركة على الأرض هي الفيصل، بل معركة الوعي، والهيمنة على السياق، والسيطرة على المفاهيم. نحن إزاء صراع لا يُخاض بين جيوش، بل بين خوارزميات، وبين من يملك التكنولوجيا ومن يفتقر إليها. لذلك، فإن مستقبل الأمن القومي لم يعد مجرد حماية للحدود الجغرافية، بل حماية للحدود الذهنية والنفسية والمعرفية. ولم تعد أدوات الصراع مقتصرة على الدبابات والطائرات، بل امتدت إلى أدوات إنتاج المعنى، وتوجيه السلوك، وإعادة تشكيل الإدراك الجمعي. وإذا لم تُراجع الدول استراتيجياتها الأمنية لتأخذ في الاعتبار هذه التحولات، فإنها ستبقى خارج معادلة الصراع. فلا يكفي أن نملك الجيوش، إذا كنا نخسر العقول. ولا يكفي أن نمتلك السيادة على الأرض، إذا كنا لا نملك السيادة على البيانات. تُخبرنا الحرب الإسرائيلية الإيرانية، بكل تفاصيلها الصامتة والصاخبة، أن العالم يتغير بوتيرة أسرع مما نظن. وأن مفهوم الحرب ذاته لم يعد ما اعتدناه. فاليوم، تُدار المعارك في الظل، وتُحسم بالصمت، وتُقرَّر عبر تقارير تحليلية تصدرها خوارزميات غير مرئية. ذلك هو جوهر الصراع، وتلك هي الأسرار الخفية التي لا تُعرض في نشرات الأخبار، لكنها تصنع العناوين وتحدد مصائر الشعوب. وفي ضوء هذا التحول، لا بد من بناء نموذج عربي شامل للتعامل مع حروب المستقبل. نموذج يُدرك طبيعة المعركة، ويُوازن بين الأخلاقيات والتكنولوجيا، ويضع الإنسان في قلب المعادلة، لا على هامشها. فالذكاء الاصطناعي، مهما بلغت قدراته، يبقى أداة في يد من يُحسن استخدامها. وحروب الإدراك، مهما كانت معقدة، يمكن مقاومتها بوعي جماهيري حقيقي، وبسياسات إعلامية ذكية، وبكوادر مدربة قادرة على التحليل والفهم والمواجهة. ولعل أكبر خطر يهددنا ليس في تفوق إسرائيل أو إيران تكنولوجيًا، بل في بقائنا متفرجين على صراع يُرسم فيه مستقبل الإقليم بأدوات نجهلها. فإما أن نكون فاعلين في تشكيل الواقع الجديد، أو سنبقى أسرى سرديات تُفرض علينا، وخوارزميات تُعيد تشكيلنا دون وعي. إنها لحظة تاريخية، تتطلب منا التفكير والتخطيط والحسم. فالحرب القادمة، ليست التي تقع، بل التي تُصنع في صمت.