logo
رغم الرأس المقطوع... «الذراري الحمر» يتكلّم لغة الرِقّة والخيال

رغم الرأس المقطوع... «الذراري الحمر» يتكلّم لغة الرِقّة والخيال

الشرق الأوسط١٩-٠٧-٢٠٢٥
دار فيلم «الذراري الحمر» دورةً كاملة على 80 مهرجاناً عالمياً حاصداً أكثر من 30 جائزة، وحطّ رحاله قبل أسابيع على منصة «نتفليكس»، ليصبح بذلك مادةً سينمائية عالمية، بمتناول المشاهدين من أقصى الكرة الأرضية إلى أقصاها.
لكن ما يضع هذا العمل السينمائي التونسي على الخريطة العالمية، ليس التكريم في المهرجانات ولا عرضه على «نتفليكس» فحسب؛ بل هي قصته التي لاقت صداها لدى المشاهدين، على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم. يعزو المخرج لطفي عاشور هذا التماهي إلى «البُعد الإنساني للفيلم». ويقول في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنه تعمّد «التركيز على الجانب الأكثر إنسانيةً من القصة، وترك الجانب السياسي والثقافي في الخلفية».
عاشور متسلماً جائزة أفضل فيلم عربي روائي في مهرجان عمّان السينمائي قبل أيام (إدارة المهرجان)
الفيلم الحائز على جوائز مرموقة من مهرجان البحر الأحمر، مروراً بمهرجانات عمّان وقرطاج، وليس انتهاءً بنامور البلجيكية، يتناول حكاية منبثقة من الواقع. يوم أُرسل رأس الراعي الصغير مبروك السلطاني في كيس إلى ذويه عام 2015، تعرّض الرأي العام التونسي لهزّة إنسانية عنيفة. لم تمرّ تلك التراجيديا مرور الكرام في بال عاشور، الذي أمضى السنوات ما بين 2018 و2024 منهمكاً في إعادة إحيائها سينمائياً.
«بالتزامن مع العنف الضارب في غزة حيث يُباد الأطفال على مدار الساعة، خرج الفيلم إلى العالم، ولعلّ ذلك سبب إضافي في اختراقه الجمهور»، يلفت المخرج التونسي. يؤدّي الطفل علي هلالي شخصية «أشرف» وهو ابن خالة «نزار»، الراعي الذي قُطع رأسه على يد إرهابيين في منطقة سلتة الجبلية الوعرة. ينطلق الفيلم من هذا المشهد العنيف، حيث يتعرّض الطفلان لضربٍ مبرّح من قبل العصابة، يُسَلّم على أثره رأس أشرف إلى قريبه.
الفيلم مقتبس عن فاجعة قطع رأس راعٍ صغير في تونس عام 2015 (إنستغرام)
لا يعبر مشهد الرأس المقطوع من دون أن يُحدث صدمةً لعين المُشاهد. وكأنّ الواقعيّة الدمويّة باتت تفرض نفسها أكثر فأكثر سينمائياً، تماهياً مع جائحة التوحّش التي تصيب العالم. يبوح عاشور بأنّ هذه الإشكاليّة شغلَته خلال كتابة السيناريو: «أين يجب وضع حدٍّ لقسوة الصورة الخام؟ وهل نكتفي بالترميز أم نجسّد الحدث كما حصل؟ لكني في نهاية المطاف أردتُ للجمهور أن ينغمس في الحكاية وكأنه جزءٌ منها. لذلك كان لا بدّ من تصوير الاعتداء على الطفلَين وإظهار الرأس المقطوع».
رغم بدايته المتجرّدة من التجميل والتلطيف، لا يراهن «الذراري الحمر» على لغة الدم والعنف. فالفيلم الذي يبدأ صادماً يسلك درباً تصاعدياً نحو الرِقّة، مع أنّ الإطار العام لا يساعد في ذلك. فالطبيعة الجغرافية قاسية، وظروف عيش أهل الراعي المقتول أقسى، أما المصيبة التي حلّت بهم فولّادةُ غضبٍ من السلطات الرسمية واحتقان بعضهم تجاه بعض. إلّا أنّ أشرف هنا، وهو قلب الحكاية ورُبّانُ الخيال.
أشرف... قلبُ الحكاية ورُبّان الخيال (إنستغرام)
على قمّة الجبل الأجرد، يقف وحيداً مع صدمته. يضع الرأس المقطوع في حقيبة من قماش، ويتدحرج نزولاً. رحلةٌ صامتة سوى من لهاثه الدامع. لقد خسر رفيقه نزار بأبشع الطرق، وعليه أن يسلّم رأسه إلى أمّه التي صارت ثكلى.
«كان الهدف الأساسي من المشروع اختراق العوالم النفسية لهذا الطفل، وإعادة سرد القصة عبر عينَيه المفجوعتَين والبريئتَين في آن»، يقول عاشور. ولأنّ الأطفال يخترعون الأمل والحلم بسلاح البراءة والخيال، أخذ الفيلم منحى شاعرياً تتداخل فيه المشاهد التي تنسجها مخيّلة أشرف عن ذكرياته اللطيفة ونزار، مع مزيدٍ من الرقّة تفرضها شخصية صديقة الطفلَين «رحمة». وتأتي اللقطات المميزة لطبيعة المكان، كي توسّع مساحة الجمال. وهنا يحيّي عاشور جهود مدير التصوير البولندي فويتشيك ستارون، الذي أتاحت لقطاتُه المتماسكة السفر خيالاً مع أشرف.
رغم الطبيعة الجرداء يزخر الفيلم باللقطات الجماليّة الساحرة (إنستغرام)
هذا المجتمع القبليّ الصغير الذي يقطن سفح جبلٍ قاسٍ ويعتاش على تربية الماعز، له حصّته من الإنسانية كذلك. يلفت عاشور إلى التِفافهم حول أشرف والإصغاء إليه. ورغم السجالات عالية النبرة، يتكاتف الجميع في رحلة البحث عمّا تبقّى من جثة نزار لضمّها إلى الرأس المنتظر في ثلّاجة والدته النائحة؛ وهي رحلةٌ محفوفة بالمخاطر وقاطعة للأنفاس، برعت كاميرا عاشور في توثيقها.
«التوثيق» كلمة غالية على قلب المخرج. قال لفريقه قبل الانطلاق في التصوير: «أريد للتونسيين الذين يعرفون القصة تماماً، أن يشعروا كأنهم أمام وثائقي وليس أمام فيلم روائي». نجح عاشور في إنجاز الخلطة السحرية بين الواقع والخيال، وبين التوثيق والسرد، وهي لم تلمس روّاد صالات السينما في تونس فحسب؛ بل امتدّ صداها إلى العالم العربي وأبعد.
والدة نزار ونساء القرية المفجوعات بمقتل الراعي الصغير (إنستغرام)
ولعلّ أداء الممثلين، ومعظمهم من السكّان المحليّين الذين لم يخوضوا التمثيل سابقاً، عزّز من تلك المصداقيّة. من بين 600 طفل مراهق تقدّموا لأداء شخصيات «أشرف» و«نزار» و«رحمة»، اختار عاشور علي هلالي، وياسين سمعوني، ووداد دبيبي. «درّبناهم بكثافة على مدى سنتَين قبل التصوير فدخلوا إليه جاهزين؛ لا بل تحوّلوا من أطفال عاديين إلى محترفي تمثيل»، يتحدّث المخرج بفَخر عن المواهب الصاعدة التي أدارها.
منحَهم التدريب المكثّف مسافةً من قسوة القصة، لكن رغم ذلك ورغم إدراكهم أنّ الإطار تمثيليّ، كان لا بدّ من إحاطتهم على المستوى النفسي. «ساندَهم فريق فني وطبي متخصص ليَقيهم الأثر السلبي للمَشاهد، ومع مرور الوقت وتَراكُم التمرين عزلوا أنفسهم عن دمويّة المحتوى»، يوضح عاشور.
ما زال أبطال الفيلم الصغار يتابعون دروساً في التمثيل طامحين إلى احتراف المجال لاحقاً (إنستغرام)
الأطفال الآتون هم كذلك من بيئةٍ ريفيّة نائية، وجدوا في تجربتهم السينمائية الأولى نافذةً على الطموح. ما زالوا يتابعون دروس التمثيل برعاية فريق الفيلم، آملين في احتراف المهنة بعد تخرّجهم من المدرسة العام المقبل.
يُقرّ لطفي عاشور بأنّ «الذراري الحمر» هو نقطة تحوّل جذريّة في مسيرته. بعدَه، يأخذ استراحةً طويلة من المسرح ويتابع رحلته السينمائية التي يريد تكريسها لسَرد حكايات المهمّشين... «سأروي القصص الصارخة التي تجد صداها في كل مكان».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل فشلت التجربة الفنية الأولى لنجم هوليوود مينا مسعود بمصر؟
هل فشلت التجربة الفنية الأولى لنجم هوليوود مينا مسعود بمصر؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

هل فشلت التجربة الفنية الأولى لنجم هوليوود مينا مسعود بمصر؟

بعد عرضه بالسينمات المصرية ومنافسته ما يقرب من 5 أسابيع، تم سحب فيلم «في عز الضهر» من دور العرض، حيث حقق الفيلم الذي يعدّ التجربة الفنية الأولى لنجم «هوليوود»، مينا مسعود بمصر، إيرادات أقل من 6 ملايين جنيه في «شباك التذاكر»، حسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي. ونافس فيلم «في عز الضهر»، في موسم الصيف مع أفلام «المشروع X»، و«أحمد وأحمد»، و«ريستارت»، و«الشاطر»، بينما تزامن سحبه من دور العرض، مع سحب فيلم «سيكو سيكو»، الذي طرح بالسينمات خلال شهر مارس (آذار) الماضي. وتدور أحداث فيلم «في عز الضهر»، الذي بدأ العمل عليه منذ أكثر من 3 سنوات، في إطار أكشن وإثارة، حول شاب يدعى «حمزة»، يقوم بدوره مينا مسعود، يعمل لحساب المافيا، ويتم الاستعانة به في سرقة إحدى الوثائق المهمة والموجودة بأحد البنوك المصرية، إلا أنه يواجه الكثير من المفاجآت خلال الأحداث، الفيلم تأليف كريم سرور، وإخراج مرقس عادل، وقد شارك في بطولته بجانب مينا، شيرين رضا، وإيمان العاصي، وبيومي فؤاد، وجميلة عوض، وغيرهم. الملصق الترويجي لفيلم «في عز الضهر» (حساب مينا على فيسبوك) ويرى نقاد أن سحب الفيلم وعدم تحقيقه لنجاح ملحوظ، بجانب ضعف إيراداته، يعود لكون بطله لا يتمتع بحضور كبير في مصر بالمقارنة بوجوده الفني في «هوليوود»، بالإضافة لعدم الاهتمام بالترويج للفيلم، وانفراد مينا بالبطولة خلال تجربته الأولى في مصر. الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أكد أن «تجربة مينا مسعود الأولى في مصر لم تحظ بنجاح كبير على مستوى الإيرادات، وعلى المستوى النقدي». وأضاف عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مينا فنان موهوب ولديه جاذبية خاصة، لكنه يحتاج للاختلاط بالوسط الفني، والمشاركة بأعمال مصرية، وألا يطرح نفسه منافساً في (شباك التذاكر)، إلى جانب احتياجه للمعرفة الجيدة بما يتعلق بالسوق والمشاهد المصري، وأن يظهر في أفلام أخرى مشاركاً بجانب النجوم قبل أن ينفرد بالبطولة». وشارك مينا مسعود في تجارب فنية عالمية كان أبرزها فيلم «علاء الدين»، الذي حقق إيرادات مليونية، بينما أعلنت وزارة الثقافة المصرية، اختياره ممثلاً للثقافة والفنون بالخارج، بعدما استقبله الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة وكرمه بدرع الوزارة، خلال شهر مايو (أيار) الماضي، ووجه له دعوة رسمية ليكون ضيف شرف الدورة القادمة من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي». مينا مسعود (حسابه على فيسبوك) الكاتبة والناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله قالت إن «سحب الفيلم من دور العرض بهذه السرعة كان متوقعاً؛ لأنه لم يحظ باهتمام كبير من ناحية الدعاية، كما أن مينا لا يتمتع بجماهيرية كبيرة في مصر تؤهله للمنافسة على إيرادات شباك التذاكر». وأضافت، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجمهور المصري ينجذب إلى (الأفيش)، فيرى مَن بطل الفيلم ليحدد وجهته بناء على اسمه، وشهرة مينا مسعود في (هوليوود) لم تشفع له». وقالت ماجدة إن «مشاركة نجم بحجم (توم كروز)، على سبيل المثال، لن تحقق إيرادات تذكر أيضاً؛ لأن منطق الناس هكذا»، مؤكدة أن «الجمهور يبحث عن النجم المألوف لديه، فهو يبحث عن اسم البطل في المقام الأول وليس اسم صنّاع العمل، واسم مينا ليس جاذباً في مصر، وتم وضعه في منظومة خاطئة، وفي كل الحالات أرى أن ما جرى لن يؤثر على حجم جماهيريته العالمية».

لطيفة لـ "سيدتي": أنا المطربة العربية الوحيدة التي تملك حقوق ألبوماتها
لطيفة لـ "سيدتي": أنا المطربة العربية الوحيدة التي تملك حقوق ألبوماتها

مجلة سيدتي

timeمنذ 10 ساعات

  • مجلة سيدتي

لطيفة لـ "سيدتي": أنا المطربة العربية الوحيدة التي تملك حقوق ألبوماتها

خلال الندوة الصحفية للفنانة لطيفة التي جاءت بعد إنتهاء حفلها بمهرجان قرطاج الدولي ، أجابت لطيفة عن سؤال ماذا أضفت بعرضك في الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي وما الفرق بين عرض الدورة 59 وما يميزه عن عرضها خلال الدورة 57: أجابت لطيفة أن الفرق واحد ووحيد ويتجسّد في محبة الجمهور التونسي التي تزداد من دورة إلى أخرى وهذه المحبة المفرطة من جمهورها أنستها تعبها وأوجاعها وخلّصتها من خوفها وضغوطاتها فأسعدتها. وأضافت: "علّقت أمالاً كبيرة على هذا العرض ومنحته الكثير من وقتي وجهدي وهيأت له شهرين كاملين فكُلّل بالنجاح وحاز برضاء الجمهور، لذلك فهو بمثابة إنطلاقة جديدة لي حقّقت به خطوة جديدة في طريق طموحاتي وأعتبر نفسي نجحت ومررت بسلام أمام جمهور قرطاج المتميز، والفريد من نوعه و صاحب الذائقة الفنية الرائعة". تغطية خاصة من تونس: منية كواش ألبومات لطيفة ملكها وحدها ومن إنتاجها الخاص #لطيفة تغني "لما السما تنزل على الأرض" وسط تفاعل كبير من الحضور #لطيفة_في_قرطاج @latiso — سيدتي فن (@sayidatystars) July 25, 2025 وعن إجابتها لسؤال "سيدتي" عن دوافع عودتها إلى الإعتماد على الألبومات الغنائية بعدما كانت تعتمد الأغاني الفردية إستحسنت لطيفة السؤال قائلة أنها تجرأت بعودتها للألبوم حتى ترضي ذوقها وذوق محبيها في زمن يتجه فيه معظم الفنانين إلى "السينجل"، وتقول لطيفة أنها اختارت العودة عن إقتناع وبعد تجارب وتعب ففي رصيدها الآن 35 ألبوماً، ملكها وحدها ومن إنتاجها الخاص فهي تعدّ الفنانة العربية الوحيدة التي لا تعتمد على شركات الإنتاج وتملك إنتاجاتها بمفردها وتتصرف فيها على مزاجها على طريقتها، لذلك فهي التي تقرّر وتختار ماذا ستغني. وبما أنها تريد أن تعمل وفي نفس الوقت تستمتع وتمتّع جمهورها قررت العودة إلي الألبوم لأنه يفسح لها المجال للتنوع ولتختار تارة أغنية طربية وأخرى أغنية "الستايل وثالثة أغنية الهاوس".. فتُتاح لها الفرصة لتغني أنماطا موسيقية عديدة تروق لها وترضي جمهورها. أما عن المنافسة التي تواجهها في المنصات الرقمية من فنانين عرب بارزين ومتألقين تقول لطيفة ، يكفيها أنها موجودة في جميع المنصات الرقمية وأنها تصنف هي والفنان عمرو دياب من أكثر المتحصلين على التراندات في هذه المنصات الجديدة التي باتت أكيدة لمواكبة الفنان لعصره. رسالة لطيفة لـ نجوى كرم من خلال مهرجان قرطاج طُرح عليها سؤال ماهي رسالتك إلى الفنانة نجوى كرم التي ستصعد على مسرح قرطاج الأثري بتاريخ 9 أغسطس 2025، فأجابت بأنها أول من علم بإختيارها لتغني بمهرجان قرطاج الدولي في هذه الدورة وأن الفنانة نجوى تعدّ توأم روحها لذلك تبارك صعودها على مسرح قرطاج الأثري وتتمنى لها أن توفق في حفلها هي والفنانة أحلام فهما قامتين فنيتين كبيرتين وهما عزيزتين على قلبها. وتختم لطيفة مصرّحة بإمكانية ترويج حفلها في مهرجان قرطاج الدولي خارج تونس ليعرض في مصر ولبنان وفي دول أوروبية. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي » وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «» ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن »

باختيارات ذكية واستعراضات مبهجة: ليلة عودة لطيفة إلى مهرجان قرطاج الدولي
باختيارات ذكية واستعراضات مبهجة: ليلة عودة لطيفة إلى مهرجان قرطاج الدولي

مجلة سيدتي

timeمنذ 11 ساعات

  • مجلة سيدتي

باختيارات ذكية واستعراضات مبهجة: ليلة عودة لطيفة إلى مهرجان قرطاج الدولي

عادت لطيفة إلى مهرجان قرطاج الدولي ممتلئة بالجديد وبالإختيارات الذكية، شكلاً وتقنيةً وتوزيعاً، حيث جمعت في حفلها بين الغناء والرقص وغنت من جديدها ومن قديمها ومن ألبومها الأخير. غنت ما طلبه منها الجمهور معبرة من وقت لآخر عن عزمها تلبية كل طلبات الجمهور وحتى وإن كلفها ذلك سهرة إلى مطلع الفجر، مردّدة أن جمهورها هو سبب سعادتها وفرحتها. لطيفة تختار لوحات راقصة ترافقها في غنائها #لطيفة تغني "لما السما تنزل على الأرض" وسط تفاعل كبير من الحضور #لطيفة_في_قرطاج @latiso — سيدتي فن (@sayidatystars) July 25, 2025 وعن إنطباعات الجمهور من هذا الحفل فقد كانت إيجابية للغاية، إذ غادر الجمهور محملاً بشحنات من الفرحة والبهجة، مقيّماً حفل لطيفة بالناجح والممتع بعد أن عاش معها طيلة ساعتين من الإستمتاع والغناء والرقص، متّعتهم بما قدّمته لهم من عروض رائعة جمعت بين الغناء المباشر واللوحات الراقصة والسينوغرافيا في تناغم وإنسجام تام بين كلّ هذه العناصر. غنت من جديدها أغنية "أنا ما كنتش قصدي سوري " كلمات مصطفى حدوتة وألحان أردني وإخراج هادي عواضة وهي أغنية خفيفة مرحة مصحوبة بلوحات راقصة أدتها عناصر شبابية تونسية مختصة في الرقص العصري وفي الكوريغرافيا إذ أصبحت لطيفة تعتمد في إعداد أغانيها على الشباب لحنا ورقصا وتوزيعا وتلحينا وعزفا وهندسة، وهو إختيار منها للإقتراب أكثر من عالم الشباب ولمواكبة ذوقه الموسيقي والفني،.مراهنة على كفاءاته وعازمة على كسب ودّه. أغنية مؤثّرة جداً غنت لطيفة بتأثّر شديد أغنيتها الحزينة، "يالي مروح سلّم على مشى وما روّح، قلّو يروّح، وحداني في الغربة ملوّح" فهي تتوافق مع ما بداخلها من وجع سببه الفقد المتكرر بعد أن فقدت والدتها ثم أخيها. وقد توقفت لطيفة عند آدائها لهذه الأغنية أثناء البروفات والتحضير لهذا الحفل، إذ عادت بها إلى والدتها وكيف كانت سنداً وحافزاً لها مبينة أنها ستظل دوماً كذلك وأنها ترافقها في عملها ولا تغادر تفكيرها. عادت لطيفة إلى أجمل أغانيها القديمة فأدّت أغنيتها المشهورة "حبّك هادي"، أغنية تروق كثيراً لجمهور قرطاج كما تعتبر الأغنية ترند لا تزال تحظى بمتابعة على المنصات الرقمية بالرغم من مرور 20 سنة على ظهورها. حبّ متبادل عبّر الجمهور عن فرحه بلقاء لطيفة وتفاعل معها بالهتاف والتصفيق وترديده لأغانيها. والتحمت هي بدورها معه وبدت قريبة جداً منه، مرتاحة له وجمع بينهما حبّاً متبادلاً، فغمرته بعطفها وبتواضعها وأشعرته بأنه كلّ شيء بالنسبة لها وأنه عزيز على قلبها فبادلها هو نفس الشعور والأحاسيس مما خلق إنساجاماً وتناغماً تاماً بينهما. ردّد الجمهور مقاطعاً كثيرة من أغانيها ليفاجئها بأنه حفظ عن ظهر قلب وبسرعة فائقة أغانيها الجديدة كما حفظ من قبل أغانيها القديمة. ردّدت لطيفة أنها تحب جمهورها وستظل تحبه لأنه سندها وبلسما لجروحها ووثّق هذا الحفل صوتاً وصورة حباً متبادلاً بينهما، برز خاصةً من الحضور الكثيف للجمهور ومن كلّ الأعمار وبرز من التفاعل الحي والصاخب بينهما. غنى الجمهور ورقص وصفق بعد أن أطربته لطيفة ولبّت طلباته وراعت ذوقه فكسبت ودّه. عشق للوطن #لطيفة تطرب جمهور قرطاج بواحدة من أغانيها الأيقونية "يا سيدي مسي علينا" وتفاعل كبير معها #لطيفة_في_قرطاج @latisol — سيدتي فن (@sayidatystars) July 25, 2025 غنت لطيفة أغنيتها الوطنية "أهيم بتونس الخضراء حبا فاق عن ظني، هنا أصلي، هنا ميلادي ".. من كلمات عبد الوهاب محمد وتلحين كاظم الساهر، عبّرت بها عن حبها وإمتنانها لبلادها التي إختارتها وإختارت أغانيها للإحتفال بعيد الجمهورية التونسية وهي التي دعتها في دورة مهرجان قرطاج الدولي لسنة 2023 لتقيم حفلاً على مسرح قرطاج، إحتفاءً بعيد المرأة التونسية وكانت في مستوى هذا الإختيار فأحيت حفلها تطوعياً كما كان حفل هذه الدورة مجانياً، إذ صرحت لطيفة"آخر همي أن أغني في بلادى بمقابل." يبدو أن لطيفة بلغت فترة نضج فني بمرورها بتجارب فنية متعددة ومتنوعة أكسبتها ثقة في نفسها وساهمت في تشكيل رؤيتها الموسيقية ورسّخت فيها حب العمل الدؤوب والشغف والإنضباط وهوس التجديد ومواكبة التطورات الموسيقية والرقمية ووفائها للجمهور والإستجابة إلى طلباته مع إعتنائها بالجانب الإتصالي جعلها تتعامل بأريحية مع الكبير والصغير وتفوز بحب الجميع. للمزيد من الأخبار: قلبي ارتاح .. لطيفة تحمس الجمهور لألبومها الجديد لـ صيف 2025 لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي » وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي » ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن »

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store