
أخنوش: التصور العام الذي تتبناه الحكومة بشأن الإصلاح التربوي يتوخى بالأساس إحداث نقلة نوعية في مسارات مدرسة المستقبل
الألباب المغربية/ مصطفى طه
قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين 19 ماي الجاري بمجلس النواب، إن التصور العام الذي تتبناه الحكومة بشأن الإصلاح التربوي يتوخى بالأساس، إحداث نقلة نوعية في مسارات مدرسة المستقبل مبنية على الرؤية الجديدة لمشروع مدارس الريادة الذي أُطلق سنة 2022.
وأوضح أخنوش، في عرض خلال جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية حول السياسة العامة، أن هذه المدارس التي تعد 'تجربة رائدة'، تتوخى 'توفير الشروط الضرورية لمدرسة جيدة للجميع وتحسين التعلمات من خلال الاعتماد على أساليب جديدة في طرق التدريس التي تضمن بلوغ الأهداف المبرمجة لهذا المشروع الحكومي'.
وسجل أن الموسم الدراسي الماضي شكّل الانطلاقة الفعلية لمشروع 'مدارس الريادة' والتي شملت أزيد من 620 مؤسسة تعليمية ابتدائية واستفادة أزيد من 330 ألف تلميذ وتلميذة داخل الأوساط الحضرية والقروية، إلى جانب مواكبة هذه المؤسسات ببرنامج طموح لمعالجة التعثرات TARL وفق المستوى المناسب لكل تلميذ وتقييم دقيق ومنتظم لدرجة التعلمات الأساس.
وأكد أخنوش، أنه كان لهذه التجربة نتائج جد مشجعة من خلال تحقيق تحولات مهمة في مستويات الإدراك لدى المتعلمين، مبرزا أن هذا النظام سجل تحسنا ملموسا في التعلمات الأساس لدى التلاميذ (4 مرات في الرياضيات، مرتان في العربية، 3 مرات في الفرنسية) مما يعادل استدراكا للتعلمات ما بين سنة وسنتين من الدراسة.
وأضاف أن التلاميذ الذين ينتمون لمدارس الريادة، حققوا خلال التقييمات المنجزة نتائج أفضل مقارنة مع أكثر من 82 في المائة من التلاميذ غير المستفيدين من هذا البرنامج، مسجلا أنها 'نتائج جد متقدمة فرضت علينا التسريع باستكمال تعميم هذا البرنامج الطموح'.
وأمام هذه الحصيلة المشجعة، يقول أخنوش، كان من الضروري تطوير هذا المشروع 'الثوري' لصالح المدرسة العمومية، مشيرا إلى أن الدخول المدرسي (2024-2025) كان محطة متميزة لاستكمال مسار تعميمه على الصعيد الوطني، والذي تزامن مع توسيع برنامج 'مؤسسات الريادة' الذي وصل هذه السنة إلى 2.626 مؤسسة ابتدائية تضم أزيد من مليون و300 ألف تلميذ، أي ما يعادل 30 في المائة من مجموع التلاميذ المتمدرسين.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس الحكومة، أن تطوير المدرسة المغربية يظل رهينا بتحديث البنية التربوية، مبرزا أنه لذلك 'اتجهت الإرادة الحكومية إلى ضرورة تطوير المنظومة الرقمية لمدارس الريادة وتعميمها مستقبلا'.
من جهة أخرى، استعرض أخنوش منجز توسيع العرض المدرسي بالوسطين القروي والحضري، مشيرا إلى أن الوزارة عملت خلال السنة الدراسية الحالية على إحداث ما مجموعه 189 مؤسسة ابتدائية، من بينها 129 مؤسسة بالوسط القروي، وتوسيع منظومة المدارس الجماعاتية في الوسط القروي لما لها من أدوار رئيسية في تقليص نسب الهدر المدرسي، إذ تم بلوغ ما مجموعه 335 مؤسسة سنة 2025، بنسبة استهداف بلغت 90 ألف تلميذة وتلميذ.
وأضاف أنه تم العمل على توفير بنية رقمية حديثة تضمن الولوج العادل لجميع المتدخلين وتساعد على تطوير مهاراتهم التقنية، مبرزا أن الوزارة قامت خلال هذا الموسم الدراسي بتجهيز أزيد من 30 ألف قسم بالمعدات المادية والتكنولوجية والبيداغوجية اللازمة لإنجاح تجربة مؤسسات الريادة.
وفي هذا الإطار، نوّه أخنوش بالانخراط المسؤول لمكونات الحقل التربوي بالمغرب، مسجلا أنه منذ انطلاق هذا الورش خلال الموسم الماضي ساهم أزيد من 44 ألف من الأستاذات والأساتذة بالإضافة إلى مشاركة طوعية لأزيد من 560 مفتشا تربويا وأكثر من 2626 مديرا داخل مدارس الريادة.
وفي السياق نفسه، قال إن الحكومة تملك تصورا جديدا للتكوين والتكوين المستمر وتجديد طرق التدريس ينطلق من المواكبة المستمرة للأطر التربوية داخل الفصول الدراسية وقياس مستوى التعلمات وتقييمها بشكل منتظم.
وعلى هذا الأساس، يوضح رئيس الحكومة، تُبين التقييمات التي أجرتها المؤسسات الوطنية (المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على وجه الخصوص)، محورية وقيمة الدورات التكوينية المقدمة لفائدة الأساتذة، مبرزا أن النتائج المحصل عليها أكدت نجاح الممارسات التربوية وفقا لمقاربة TARLوالتعليم الصريح في الوسطين الحضري والقروي.
وأضاف أن الوزارة عملت على إطلاق دورات تكوينية في 'التعليم الصريح' لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي داخل مؤسسات الريادة، وذلك بهدف تمكين هذه الفئة من الكفايات اللازمة التي تشمل مجموعة من المقاربات وأساليب التدريس، مؤكدا أن هذه المقاربة ستمكن من كسب رهانات التحكم في التعلمات الأساس وتجويدها باعتبارها مقاربة تنسجم مع أهداف مقاربة TARL، وبالتالي استفادة جميع المتعلمين من الدرس التربوي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
أخنوش: حققنا إنجازات غير مسبوقة لصالح قطاع التربية منها الطي النهائي لملف المتعاقدين
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الإثنين بمجلس النواب، على الإنجازات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققتها حكومته خلال ثلاث سنوات الماضية لصالح قطاع التربية والتكوين، مشيرا إلى تمكنها من تسوية عدد من الملفات العالقة وعلى رأسها ملف التعاقد، وتحسين الوضعية المادية والاعتبارية لرجال ونساء القطاع. وسجل أخنوش، خلال جلسة المساءلة الشهرية حول موضوع "إصلاح التعليم من مدرسة الريادة إلى جامعة التميز لبناء أجيال مغرب الغد"، أن الحكومة التي يقودها تحملت مسؤوليتها التاريخية بجرأة سياسية منقطعة النظير في طي ملف المتعاقدين بشكل نهائي، بعد ترسيم أزيد من 115.000 موظفة وموظف بالقطاع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسوية وضعيتهم المالية والإدارية ابتداء من يوليوز 2024، بقيمة إجمالية تجاوزت مليارَين و400 مليون درهم. وأبرز المتحدث، أن السنة الماضية تميزت بإقرار النظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية، مؤكدا أنه شكل لحظة متميزة من التوافق الوطني، تريد الحكومة من خلاله تحقيق نهضة تربوية شاملة، ورد الاعتبار لمهنة التدريس بالمملكة. وذكر في هذا الإطار، بتفعيل الزيادة العامة في الأجور البالغة 1.500 درهم، وذلك باستفادة 330.000 موظف من الشطر الأول من هذه الزيادة بكلفة مالية بلغت حوالي 5 مليارات درهم. إضافة إلى صرف التعويضات التكميلية لفائدة 100.000 موظف بقيمة إجمالية تناهز مليار درهم، بالإضافة إلى تنظيم الترقية بالاختيار برسم سنة 2022 لحوالي 12.000 موظف بتكلفة فاقت مليارَيْ درهم.


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
مشاريع بـ296 مليون درهم وWiFi6 في 220 موقعًا.. كيف تقود الحكومة التحول الرقمي للجامعات؟
بلبريس - اسماعيل عواد في كلمته خلال الجلسة الشهرية لمجلس النواب، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن إصلاح التعليم العالي يشكل أولوية استراتيجية للحكومة في إطار المخطط الوطني 2030. وقال إن عدد الطلبة المسجلين في الجامعات المغربية هذه السنة بلغ 1.3 مليون طالب، منهم 344 ألف طالب جديد، مع الإشارة إلى أن 91% من الطلبة يدرسون في الجامعات العمومية. وأضاف رئيس الحكومة أن الحكومة عملت على تنويع العرض التكويني في التعليم العالي من خلال إحداث حوالي 4000 مسلك جديد ، منها 3000 مسلك في الجامعات العمومية و1000 مسلك في مؤسسات التعليم العالي الخاص. وتابع أن هذه المسالك الجديدة تهدف إلى مواكبة الاحتياجات الوطنية في التخصصات العلمية والتقنية. وأشار أخنوش إلى أن الحكومة أطلقت برنامجا طموحا لإنشاء مراكز التميز "تمييز" في الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، حيث وصل عدد هذه المراكز إلى 82 مركزا تضم 186 مسارا دراسيا يستفيد منها أكثر من 15 ألف طالب وطالبة. وأوضح أن هذه المراكز تركز على التخصصات المستقبلية التي تواكب التحولات التكنولوجية واحتياجات سوق العمل. وتطرق رئيس الحكومة إلى موضوع البحث العلمي، مؤكدا أن الحكومة تعمل على تعزيز هذا المجال من خلال إصلاح سلك الدكتوراه. وقال إن عدد طلبة الدكتوراه المسجلين هذه السنة بلغ 11.700 طالب في 245 مسلكا، مع الإشارة إلى البرنامج الوطني لتكوين 1000 طالب دكتوراه من الجيل الجديد الذين يتلقون منحة شهرية قدرها 7000 درهم. وأضاف أخنوش أن الحكومة قامت بشراكات مع عدة قطاعات وزارية لدعم البحث العلمي، حيث قدمت وزارة الصناعة والتجارة 1000 منحة دكتوراه داخل المقاولات، بينما خصصت وزارة الداخلية 30 منحة في مجال المخاطر الطبيعية، ووزارة الانتقال الطاقي 550 منحة في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي. وفي مجال التحول الرقمي، أكد رئيس الحكومة أن 220 موقعا جامعيا تم تجهيزها بشبكة الإنترنت عالية السرعة من الجيل الجديد WIFI6، كما تم إطلاق تطبيق "الجامعة المغربية الذكية" MyMoroccanUniv لتسهيل الخدمات للطلبة. وأشار إلى العمل على تطوير المحتويات البيداغوجية الرقمية على منصة Moodle في جميع الجامعات المغربية. وتحدث أخنوش عن برنامج مجمعات الابتكار الذي تشرف عليه الحكو-مة، حيث تم إنجاز 3 مجمعات جديدة في جامعة الحسن الثاني وجامعة ابن طفيل وجامعة مولاي إسماعيل، بالإضافة إلى 6 مجمعات كانت موجودة سابقا. وأوضح أن قيمة الاستثمار في هذه المجمعات تجاوزت 296 مليون درهم، مع الإشارة إلى إطلاق برنامج نقل التكنولوجيا Tech Transfer الذي يضم 11 مشروعا بميزانية إجمالية تناهز 60 مليون درهم. واختتم رئيس الحكومة هذا المحور بالتأكيد على أن الحكومة تواصل العمل على تنزيل الإصلاحات في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف الارتقاء بجودة التكوين وتعزيز قابلية تشغيل الخريجين، ومواكبة التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات.


LE12
منذ 3 ساعات
- LE12
أخنوش: جعلنا من إصلاح المنظومة التعليمية خيارًا سياسيًا يتجاوز منطق التدبير القطاعي
أوضح أخنوش أن إصلاح التعليم ورش عميق يتطلب نَفَسًا طويلاً، وصبراً مؤسساتياً، وإرادة سياسية صلبة، مؤكداً أن ثماره لا تُقطف خلال ولاية حكومية واحدة، بل تُبنى بتراكم الجهود على المدى المتوسط والطويل. الرباط- le12 أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن الحكومة تراهن على القطع مع نهج التردد والتأجيل الذي طبع عدداً من التجارب السابقة، والتي كانت تتفادى الرهان على قطاع التعليم، وتتهرب من تحمّل مسؤولية إصلاحه. جاء ذلك خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، التي انعقدت الاثنين بمجلس النواب، وتم تخصيصها لموضوع: 'إصلاح التعليم من مدرسة وأوضح وأشار إلى أن الحكومة تلتزم اليوم، بكل جدية، بتحمّل مسؤوليتها في هذا القطاع الحساس، وستواصل العمل على بناء مدرسة الجودة والنجاح لأجيال الغد، ومنظومة جامعية مبتكرة تضمن الارتقاء الاجتماعي لشباب المستقبل، والمساهمة في بناء الدولة الاجتماعية التي تستثمر في الإنسان، وتؤسس لمغرب التنمية المستدامة، مغرب الكرامة، الذي لا مكان فيه للتهميش أو الإقصاء. كما تعهد بمواصلة العمل لبناء وطن يضمن لكل مواطن الحق في العيش الكريم، في مجتمع يقوم على العدالة الاجتماعية، ويوفر للجميع فرص التقدم والنماء، انسجاماً مع الرؤية الملكية لبناء مغرب يليق بمستقبل أبنائنا والأجيال القادمة. وشدّد رئيس الحكومة على أن نجاح مدرسة المستقبل رهين بتوفير موارد بشرية مؤهلة، تجعل من مهنة التدريس قناعة شخصية واختياراً مهنياً، لا مجرد وسيلة للحصول على وظيفة. وذكّر بأن الحكومة، منذ سنتها الأولى، أشرفت على توقيع الاتفاقية الإطار لتنفيذ برنامج تكوين أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي، وإرساء هندسة جديدة للتكوين، هدفها الأساسي هو الرفع من جودة التربية والتكوين في بلادنا، وذلك بميزانية إجمالية تقارب 4 مليارات درهم إلى غاية نهاية سنة 2025.