
الانهيار يتسع .. والدولة غائبة
كتب/ عبدالكريم احمد سعيد
في ظل الغياب شبه الكامل للدولة، يتسع الانهيار الاقتصادي والخدمي في العاصمة عدن والمناطق الجنوبية المحررة، وتزداد معاناة الشعب يوماً بعد آخر، بينما توجه الاتهامات، بشكل لافت، إلى الجهة التي صمدت ولا تزال تقاتل على الأرض وتحمل عب الدفاع عن القضية الوطنية الجنوبية.
اليوم، تمر البلاد بمرحلة بالغة الحساسية، تتجلى في الانهيار المتسارع لقيمة العملة، وتدهور حاد في مستوى الخدمات، والحياة المعيشية للمواطنين. هذا الواقع المأزوم يعيد إلى الواجهة تساؤلات مشروعة حول غياب المعالجات الجادة من قبل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، ومسؤولية الدولة المركزية عن تدهور الوضع العام.
في خضم هذا المشهد، تتجه كثير من سهام النقد نحو المجلس الانتقالي الجنوبي، وكأنه الجهة الوحيدة المعنية، أو القادرة على إنقاذ الوضع برمته. غير أن نظرة متوازنة للواقع تظهر بوضوح أن المجلس، رغم كونه طرفا أساسيا في المشهد السياسي والعسكري، لا يمتلك الأدوات السيادية ولا الإمكانيات المالية والإدارية الكفيلة بإجراء معالجات شاملة، وهي في الأصل من صميم مسؤوليات الحكومة والسلطة المركزية.
إن الأداء الضعيف لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وغياب الخطط الاقتصادية الفاعلة، وافتقار الدولة لأبسط أدوات الرقابة والمساءلة، كلها عوامل عمقت الأزمة. حتى اللحظة، لم يسجل أي تحسن يذكر في حياة الناس، لا في الخدمات، ولا في سعر الصرف، ولا في كبح جماح الفساد، أو تحريك عجلة الاقتصاد.!
على النقيض، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي أداء أدوار وطنية بارزة، سواء في جبهات القتال دفاعا عن الجنوب ضد المليشيات الحوثية وخلايا الإرهاب، أو في سياق عمله السياسي والدبلوماسي.
لقد تمكن المجلس خلال السنوات الأخيرة من تحقيق حضور سياسي فاعل، وفتح قنوات تواصل خارجية مهمة، فرضت القضية الجنوبية على طاولة البحث الإقليمي والدولي، بوصفها قضية شعب عادلة لا يمكن تجاوزها. وتأتي هذه النجاحات السياسية والدبلوماسية امتدادا لصمود داخلي متماسك، مكن المجلس من تمثيل تطلعات الجنوبيين رغم التحديات الكبيرة. من هنا، فإن تحميل المجلس مسؤولية أزمات مترسخة منذ سنوات، تعكس غياب الدولة وسوء إدارتها، هو تجاهل للواقع وتشويه للحقائق.
وفي هذه اللحظة الفارقة، تبدو الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة الصف الجنوبي، وتغليب المصلحة العامة على الخلافات السياسية والاصطفافات الضيقة. كون المعركة اليوم تتجاوز حدود الجبهات، وتمتد إلى معركة صمود سياسي واقتصادي يتطلب تماسكا جنوبيا شاملاً، وإدراكا عميقا لحجم التحديات التي تواجه المشروع الوطني الجنوبي. والإنصاف يقتضي أن توجه المساءلة لمن يمتلك أدوات القرار، لا لمن يواصل القتال على أكثر من جبهة بإمكانات محدودة.
الجنوب بحاجة إلى تماسك، لا إلى جلد الذات. بحاجة إلى وعي سياسي عميق، لا لتوزيع انتقائي للمسؤوليات وكيل الاتهامات. فالمعركة لم تنتهِ بعد، ولا نهوض للجنوب إلا بوحدة صفه، وتعزيز جبهته الداخلية، وقوة إرادته، ووضوح رؤيته. ومع ذلك لا نعفي المجلس الانتقالي الجنوبي عن تحمل مسؤلياته التاريخية والاخلاقية تجاه شعب الجنوب، في مواصلة ضغطه على السلطة لتخفيف معانات شعبنا الإنسانية، وتحقيق تطلعاته المشروعة في إستعادة الدولة الجنوبية الفدرالية، بقيادة أبنها البار عيدروس بن قاسم الزبيدي، قائد سفينة الحرية مع رفاق دربه، بحكمة وإرادة لإيصالها إلى بر الأمان بإذن الله تعالى

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
منذ 41 دقائق
- البلاد السعودية
تيسير إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن الإيرانيين
البلاد (عرعر) وقف مدير عام حرس الحدود اللواء الركن شايع بن سالم الودعاني، أمس (الأحد)، ميدانيًا على سير عمل منسوبي حرس الحدود في منفذ جديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، ومتابعة الخدمات المقدمة لتسهيل مغادرة ضيوف الرحمن، بعد أن مَنَّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام 1446هـ. واطّلع اللواء الركن شايع الودعاني على تيسير إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبناءً على ما عرضه سمو ولي العهد– حفظهما الله – بشأن تقديم التسهيلات والخدمات اللازمة للحجاج الإيرانيين، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين- إن شاء الله. وأكد اللواء الركن شايع بن سالم الودعاني أن المديرية العامة لحرس الحدود سخّرت إمكاناتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لتقديم أفضل الخدمات، وانسيابية حركة المغادرة.


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
حياتنا في خطر وتعهدات إدارة الكهرباء تشبه تعهدات الحكومة
خاطب سكان جبل العيدروس الى السلطة بمديرية صيرة في مناشدة عاجلة تلقتها صحيفة عدن تايم جاء فيها : الإخوة الكرام في مديرية صيرة نناشدكم بالتدخل لدى إدارة كهرباء عدن ( مديرية صيرة ) بالتعامل الإنساني معنا نحن الساكنين في جبل العيدروس تحت إمدادات الأسلاك الكهربائية الهوائية التالفة ، والتي تسقط فوق اسقف منازلنا وتسبب صدمات تشبه الزلازل جراء الانفجارات. تنازلنا عن حقوقنا لصالح حاجة الجيران للكهرباء خلال الساعتين وسمحنا بإعادة مد الأسلاك رغم خطورتها الا أن إدارة الكهرباء اكتفت بذلك وتغاضت عن واجبها في إنقاذ حياتنا وتغيير مد الأسلاك إلى مكان بعيدا عن اسقف منازلنا '. المواطن جمال مسعود علي أحد سكان جبل العيدروس ، يقول ان بيته الذي اشتراه والده عام ١٩٥٢م قبل ولادته ب ١٧ سنة وقبل دخول الكهرباء جبل العيدروس لم اشهد اليوم حال سقوط السلك فوق منزلي والحمد لله فقد استغرقنا في النوم لنصحو والسلك ممدود فوق السقف متدليا فوق رؤوسنا وكأنه انكوندا الثعبان العملاق . وناشد الرجل الأول على رأس السلطة المحلية بالمديرية العزيز محمود بن جرادي مأمور كريتر والعقيد نبيل عامر قائد شرطة كريتر الاخوة في اللجان المجتمعية وقال : 'اخوكم وابن كريتر جمال مسعود علي لست بلطجيا حتى امنع إعادة السلك المقطوع فوق بيتي لكن لاتتركوا اخوكم عرضة للخطر فليس كل مرة تسلم الجرة والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته'. اخوكم جمال مسعود علي وأسرته وجيرانه عبدالحكيم المظفري عبدالقادر حسين بقيشان ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
ولي العهد يبحث مع القيادات الخليجية والفرنسية والإيطالية مستجدات الأحداث في المنطقة
وفي هذا الشأن أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالات هاتفية، أمس، بإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ، وجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ، وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ، كلاً على حدة. كما تلقى سمو ولي العهد، اتصالًا هاتفيًا، من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وجرى خلال الاتصالات الهاتفية بحث التطورات الأخيرة، ومستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما في ذلك الاستهداف الذي تم أمس للمنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية. كما تم خلال الاتصالات الهاتفية، التأكيد على تضامن دول مجلس التعاون الخليجي في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة لبذل الجهود اللازمة لضبط النفس وتجنب التصعيد وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. إلى ذلك تلقى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا أمس، من فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية. وجرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تم بحث الاستهداف الذي تم أمس على المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية. وقد أكد سمو ولي العهد -حفظه الله- خلال الاتصال موقف المملكة الداعي لبذل الجهود كافة لضبط النفس وتجنب التصعيد وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. وتلقى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، أمس، من دولة رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية السيدة جورجيا ميلوني. وجرى خلال الاتصال بحث التطورات التي تشهدها المنطقة بما في ذلك العمليات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والاستهداف الذي تعرضت له المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية. كما جرت مناقشة أهمية ضبط النفس وخفض التصعيد في المنطقة، وضرورة حل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية.