
حرب غزة: مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
قيام أنصار الله باستهداف 'إسرائيل'، يمنحها شرعية في نظر شريحة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين 'العاجز' عن إيقاف حرب الإبادة.
يستمر إطلاق الصواريخ اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعهدت حركة أنصار الله اليمنية باستمرار هجومها على 'إسرائيل' ما دامت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة، وذلك بالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ غارات على اليمن إحداها في 6 أيار/مايو الحالي، ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في العاصمة صنعاء وأدت الى استشهاد عدد من المدنيين اليمنيين.
وبالرغم من الضربات الأميركية (سابقاً) والإسرائيلية المستمرة منذ آذار/ مارس 2025، وبالرغم من قوتها، والتكاليف المادية والبشرية اليمنية، من غير المتوقع أن تؤثر الضربات الجوية استراتيجياً على القوة اليمنية، أو تثني اليمنيين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن القيام بردود أفعال عسكرية انتقامية مقابلة.
إن محاولة فهم استعصاء جبهة اليمن أمام التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة 'حارس الازدهار' و 'إسرائيل'، يتطلب فهماً معمقاً لتركيبة اليمن السياسية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك لطبيعة جماعة أنصار الله الحوثية وأسلوبها في القتال، وهي على الشكل التالي: 1- الجغرافيا المعقدة
تمتلك اليمن تضاريس جبلية معقدة تُصعّب العمليات العسكرية التقليدية وتعطي أفضلية لليمني للتخفي وتعيق فعالية الضربات الجوية التي اعتمد عليها الأميركيون والإسرائيليون في هجومهم على اليمن. كذلك، تشكّل الجبال الوعرة والمرتفعات عوائق طبيعية تسهم في منح ميزة قتالية في الحروب كافة.
هذه التضاريس توفر غطاءً طبيعياً ممتازاً للتمركز، والانسحاب، وإعادة الانتشار، كما تعيق فعالية الطيران والاستطلاع، وهنا، يمكن أن نقول إن الأميركي والاسرائيلي وقبلهما التحالف الدولي لم يستفيدوا من الدروس التاريخية للقتال في اليمن. 2- الأساليب القتالية
بسبب الحرب التي يخوضونها منذ عام 2015، طوّر اليمنيون أساليبهم العسكرية التي تجعل إمكانية هزيمتهم صعبة. يمتلك اليمنيون بنية تحتية عسكرية مرنة ومنتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافيا التي يسيطرون عليها في اليمن، ويعتمدون على التخفي، التمويه، واللامركزية القتالية والعسكرية، لذا فإن الضربات لم تؤثر على قدرتهم على إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستهداف الطائرات الأميركية في البحر، وإسقاط الطائرات المسيّرة بدقة. 3- العوامل المجتمعية والعقائدية
المجتمع اليمني قبلي بطبعه، ويتمتع بتماسك اجتماعي يمنح جماعة أنصار الله الحوثية حاضنة مجتمعية يصعب اختراقها، ويمنع الاقتتال الأهلي الذي يمكن توظيفه من قبل استخبارات خارجية لإضعاف جماعة ما.
زد على ما سبق، أن اليمنيين لا يقاتلون 'إسرائيل' والأميركيين من أجل مصالح سياسية، بل يعتبرون أنفسهم في 'حرب مقدسة' لنصرة فلسطين، ما يجعل المقاتل أكثر استعدادًا للتضحية، وأكثر صبرًا على المعاناة، ويعزز من قدرته على الصمود أمام الحصار والهجمات الجوية التي حصلت، والتي أضرّت بالبنية التحتية وأدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين. 4- الدعم الخارجي
أي جماعة مقاتلة لا تمتلك عمقاً استراتيجياً أو تتلقى دعماً خارجياً لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة 'أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط'، لذلك فإن الدعم الذي تتلقاه جماعة أنصار الله الحوثية من الخارج يشكّل عاملاً مساعداً في ذلك الاستعصاء، لكنه ليس العامل الحاسم.
اعتمد اليمنيون على تطوير محلي لأسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الهندسة العكسية للأسلحة المهرّبة واستنساخ تقنيات إيرانية وصينية، إضافة إلى تصنيع محلي للأسلحة باستخدام مواد بسيطة ومكونات تجارية متاحة.
وعليه، من المرجّح أن تستمر جبهة اليمن في إسناد غزة ودعم الفلسطينيين في الصراع مع 'إسرائيل'، وذلك لعدة عوامل أهمها:
أولاً: رغبة جماعة أنصار الله في عدم التخلي عن الفلسطينيين في ظل تعرضهم لحرب إبادة. بعد تعرّض أطراف 'محور المقاومة' لضربات كبرى، وفي ظل انشغال إيران بمفاوضات ملفها النووي، يبقى اليمني هو الطرف الوحيد (في المحور) القادر والراغب على دعم وإسناد غزة.
ثانياً، رغم تصاعد القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا تزال جماعة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع نسبياً في مناطق سيطرتها، والدليل هو التظاهرات الهائلة التي تخرج كل يوم جمعة نصرة لغزة وفلسطين لأسباب عدة أبرزها التعاطف الشعبي اليمني الواسع مع الفلسطينيين في غزة، حيث يسود الشعور بالمظلومية التاريخية، ما يعزز من تماسك القواعد الشعبية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية.
ثالثاً: قيام جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف 'إسرائيل'، يمنحها شرعية إضافية في نظر شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين 'العاجز' عن إيقاف حرب الإبادة.
رابعاً: هذه الجبهة تُعد منخفضة الكلفة نسبيًا لليمنيين، مقابل تكلفة عالية تتحملها 'إسرائيل' سواء من ناحية أمنها القومي، أم من ناحية الهيبة الدولية، وتأثيرها في الضغوط على نتنياهو داخلياً لعقد صفقة وإنهاء حرب غزة.
هذا إضافة إلى الكلفة الاقتصادية الكبيرة على 'إسرائيل' عبر توقف شركات الطيران عن الوصول إلى مطار بن غوريون، والحصار المستمر على الموانئ الاسرائيلية وقدرة اليمنيين على السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب… كل هذه الامور تجعلها ورقة ضغط سياسية حيوية أساسية- وتقريباً وحيدة خارجياً- لإنهاء الحرب على غزة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلى نقولا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 3 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
السيد القائد يدعو للخروج المليوني غداً في جمعة "النفير والوفاء"
دعا السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني غداً الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات نصرة لرسول الله ووفاء له ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ونصرة للشعب الفلسطيني. واعتبر السيد القائد في خطاب له اليوم الخميس أن "يوم الغد هو يوم نفير ووفاء، آمل أن يكون الخروج واسعاً وعظيماً وكبيراً، فالخروج المليوني غدًا هو وفاء ونصرة لرسول الله ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم"، مؤكداً أن "الخروج المليوني غداً له أهمية كبيرة جداً، وهو جهاد في سبيل الله يستحق النفير الواسع والخروج العظيم". وأشار إلى أنه "في الأسبوع الماضي خرج شعبنا يوم الجمعة في 1060 مسيرة ومظاهرة في المدن والأرياف في خروج شعبي واسع". وتطرق السيد القائد إلى الأنشطة اليمنية المتصاعدة المتضامنة مع الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، مشيراً إلى أنها وعلى مدى 20 شهرا بلغت 2112701 من مظاهرات ومسيرات ووقفات متنوعة، مؤكداً أن "هناك زخم كبير في اليمن بمستوى لا مثيل له تجاه أي قضية أخرى". كما تطرق السيد القائد إلى أنشطة أخرى هامة، ومنها اختتام الدورات الصيفية، مؤكداً أنها دورات مهمة ومفيدة ولها إسهامها الملموس والمؤثر في بناء هذا النشأ. وأشار إلى أن "الدورات الصيفية تساهم في بناء جيل المستقبل ثقافياً ومعرفياً وتربوياً وجهادياً ولها أثرها العظيم"، لافتاً إلى الانزعاج الرهيب من جهة الأعداء تجاه الدورات الصيفية، وقال" "يسرنا كثيراً".


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 3 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
القوات المسلحة تستهدف مطار "بن غوريون" في منطقة "يافا" المحتلة
صنعاء - سبأ: أعلنت القوات المسلحة مساء اليوم، عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفتْ مطارَ اللُّدِ المسمى إسرائيلياً مطارُ "بن غوريون" في منطقةِ "يافا" المحتلة. وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها، أن القوة الصاروخية نفذّت عمليةً عسكريةً استهدفتْ مطارَ اللُّدِ المسمى إسرائيلياً مطارُ بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلةِ بصاروخ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ. وأكدت أن العملية حققت هدفَها بنجاحٍ وأجبرت ملايينَ الصهاينةِ المحتلين على الهروبِ إلى الملاجئِ ووقفِ حركةِ الملاحةِ في المطارِ، مشيرة إلى أن العملية تأتي انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورفضاً لجريمةِ الإبادةِ الجماعيةِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة. وجددّت القواتُ المسلحةُ تأكيدها لكافةِ أبناءِ اليمن أنها مستمرةٌ في تأديةِ واجبِها الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ الأشقاء في فلسطينَ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنهم. فيما يلي نص البيان: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ قال تعالى: { وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ } صدقَ اللهُ العظيم انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورفضاً لجريمةِ الإبادةِ الجماعيةِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة. نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفتْ مطارَ اللُّدِ المسمى إسرائيلياً مطارُ بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ، وقد حققَتِ العملية هدفَها بنجاحٍ بفضلِ الله، وأجبرت ملايينَ الصهاينةِ المحتلين على الهروبِ إلى الملاجئِ ووقفِ حركةِ الملاحةِ في المطارِ. تؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ لكافةِ أبناءِ شعبِنا اليمنيِّ المؤمنِ المجاهدِ أنها بعونِ اللهِ تعالى مستمرةٌ في تأديةِ واجبِها الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ إخوانِنا في فلسطينَ حتى وقفِ العدوانِ عليهِم ورفعِ الحصارِ عنهم، وأنَّها بالتوكلِ على اللهِ ستواجهُ كلَّ عدوانٍ إسرائيليٍّ على بلدِنا بالمزيدِ من العملياتِ الإسناديةِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ، منها استمرارُ حظرِ حركةِ الملاحةِ الإسرائيليةِ الجويةِ من وإلى مطارِ اللد. واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة صنعاء 2 من ذي الحجة 1446للهجرة الموافق للـ 29 من مايو 2025م صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية.


يمنات الأخباري
منذ 4 ساعات
- يمنات الأخباري
عن 'صبر أيوب' ووقاحة الفاسدين..؟!
أعرف أن ' الفساد' ينتشر في وطني منذ عقود، وأعرف أن ' الفاسدين' يتربعون على ' عرش السلطة' وفي مفاصلها، ومفاصل المجتمع، يتمددون في واقعنا وفي مفاصل السلطة، كما تتمدد الأمراض ' الخبيثة' في اجساد الضحايا..! غير أن ' فساد المرحلة' له أجندات مختلفة عن ' فساد الأمس' و 'الفاسدين ' ربما لأنهم أصبحوا _اليوم _أكثر جراءة وأكثر ' وقاحة' من اسلافهم الذين كانوا' يوآرون سوآتهم'، ورغم انهم لم يكونوا ينتمون ' للمسيرة القرآنية' ولم يكونوا يعرفوا بها، إلا إنهم كانوا ملتزمين بالحكمة القائلة 'إذا ابتليتم فاستتروا' تجسيدا لقيم وأخلاقيات' الدين' وسنة رسوله حيث ' السترة' من قيم وأخلاقيات الإنسان المسلم، وهذا ما يفتقده _ اليوم _ ' اباطرة الفساد' الذين يرفعون راية 'المسيرة القرآنية 'فيما يعملون جاهدين على تشويهها ونخرها من الداخل، وحين يعترضهم معارض يرفعون أصواتهم ويتذرعون ' بالعدوان والحصار والجهاد' ويصبح من ينتقدهم ' خائن ' و' طابور خامس' و ' عميل لدول العدوان' وكانت هذه التهم ترفع وتوجه لكل من ينتقد ' الفساد والفاسدين' حين كانت' دول العدوان' محصورة بالتحالف، إما وقد دخل ' الكيان الصهيوني' فأن مساحة التهم سوف تتسع ويصبح من ينتقد الفساد' عميلا للصهاينة ودول العدوان' الباقية..؟! وتلكم ذرائع يتخفي خلفها' الفاسدين' ويستغلونها لتمرير فسادهم وترويع معارضيهم وتخويفهم، حتى يتجنبوا التعرض لهم وكشف أساليبهم القذرة..! لم يقل لنا قائل أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد أسقط 'عقاب' المخالفين لشريعة الله، وسنة رسوله، في زمن الحروب؟ أو أجل ' عقابهم' إلا ما بعد إنتهاء الحروب، ولم يفعل هذا صحابته الكرام رضوان الله عليهم..؟! أن نقد الظواهر الشاذة والسلبية يدخل دينيا وشرعيا ضمن مهام ' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' وهذا امر الله ورسوله، وأمر قدسه صحابة رسوله وفقهاء وعلماء المسلمين، واستشهد ' الإمام زيد عليه السلام' في سبيل هذا المبدأ والأمر، وهو ' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' وليس هناك انكر من الفساد الذي هو ' سرطان' المجتمعات والشعوب، وهو سبب انهيار إمبراطوريات وممالك وأنظمة، وليس آخرها ما حل في بلادنا التي سقط نظامها وكان الفساد إحدى مثالبه واحدي العوامل التي سُخرت لإسقاطه، فهل تكونوا من أولئك الذين ينهون عن منكر وياتون بما هو اسوي منه وأنكر ..؟! الزميل ' أيوب التميمي رئيس تحرير موقع أجراس الإخباري' لم يأتي بمنكر، حتى يتعرض للتهديد، بل ' نهي عن منكر' فهل من ينهي عن منكر يستحق العقاب والتهديد؟ فأن كان الأمر كذلك، فما الفرق بين ' نظام اليوم ونظام هشام بن عبد الملك' ؟! ألم يستشهد الإمام زيد _عليه السلام _لان ذنبه انه نهى عن منكر وأمر بالمعروف..؟ فاغضب هذا ' هشام بن عبد الملك' فأمر بقتله وصلبه..؟! فهل سيلاقي زميلنا ' أيوب التميمي' مصير الإمام زيد..؟! أعرف الزميل' أيوب التميمي' معرفة جيدة، واعرف انه يعرف عن' الفاسدين ' أكثر ما يعرفوا عن أنفسهم، ولكنه حصيف، يتحلى بالحكمة، ولديه صبر ونفسه طويل، في التعامل مع القضايا الوطنية، إضافة إلى حرصه على السكينة الوطنية، وقد حاولنا معا وزملاء آخرين، أن نتعامل مع الظواهر السلبية، بقدر من الحكمة والحصافة والعقلانية والموضوعية، مع الكثير من الظواهر السلبية، وحاولنا معا التنبيه، ولفت الأنظار غمزا وهمسا وتلميحا، عسى أن يفهم ' طابور الفساد' ويستتروا، ولكن للأسف زادوا عتوا ونفورا، وأصبحوا ' ينفقون' ما ينجز في مواجهة العدوان من انتصارات ومنجزات على 'طاولة فسادهم' وكأنهم يلعبون ' قمار فاجر' على كل شيء جميل يتحقق في المرحلة، بما في ذلك هذا التفاخر والاعتزاز، الذي نكنه لأنفسنا والقيادة، على خلفية مواقفها الإسنادية للأشقاء في فلسطين، ومنازلة ' الكيان الصهيوني' المتغطرس، وهو الإنجاز الذي يتعرض للتبديد والاستلاب ، على يد اباطرة الفساد، الذين فاق فسادهم، ' فساد اسلافهم' بمراحل من السنوات الضوئية..؟! بل والادهى والأمر أن فاسدي الأمس، كانوا حين يتناولهم ' كاتب أو صحفي' يسلكوا طرق قانونية، بدءا من ' حق الرد والتوضيح' وتبرير مواقفهم، ثم اللجوء للقضاء المختص، حين يكونوا واثقين من برأتهم، إما ' التهديد بالقتل والوعيد بالويل والثبور' وبكل ' وقاحة' من قبل فاسديء المرحلة، فهذا لم نعهده حتى من اباطرة ' النظام السابق'الذين كانوا _ يرغبون حكام اليوم _ومع ذلك كنا ننتقدهم بكل جرءاة وشجاعة، وعليكم الرجوع إلى أرشيف الدولة والتأكد من هذا..! لكن اليوم هناك ثقافة لم نعهدها من قبل، ولا نعتقد انها تعبر عن قيم وأخلاقيات ومبادئ واهداف ' المسيرة القرآنية'..! إننا وحين نكشف بؤر الفساد وممارسات الفاسدين، ننقد حبا بوطننا، ورغبة منا في كشف وتعرية كل الظواهر السلبية، التي كانت ولاتزال سبب أزمتنا الوطنية، وان هدفنا هو تكريس قيم دولة النظام والقانون، والحفاظ على ممتلكات الوطن والشعب، مع العلم إننا لا نستفيد جراء تعريتنا للفساد والفاسدين، ولا نستهدفهم خدمة ' لمصالحنا الشخصية' فليس ' لنا مصلحة' في ذلك، غير إننا مدفوعين بقيم وقناعات وأخلاقيات تربينا عليها، ونشعر إننا جزءا من هذا الوطن، وان في صلاحه واستقامة مسئوليه، قد يكون فيه صلاحنا وصلاح الوطن والمجتمع..! أن نقدنا لكل ظاهرة سلبية نابعة من إيماننا بانتمائنا الوطني، وبمسئوليتنا الوطنية، لا ننقد ظواهر بتوجيه من احد في الداخل كان أو في الخارج، ولا يعني نقدنا إننا ندعم أو نخدم ' دول العدوان' بل إن من يخدم دول العدوان هم ' طابور الفساد والفاسدين' الذين بأفعالهم يثيرون السكينة الاجتماعية، ويزعزعون الجبهة الداخلية ويستهدفون وحدتها وتماسكها، وليس من ينتقدهم ويكشف أفعالهم المخزية المدمرة لكل القيم الدينية والاخلاقية والوطنية والإنسانية، وهم من يخدمون العدوان بأفعالهم وممارساتهم ومحاولتهم استغلال المرحلة لتحقيق مكاسب شخصية، مناً منهم انهم ضد العدوان وأنهم ' مجاهدين' ، وطالما هم كذلك فإن من حقهم وضع أيديهم على كل شيء يرغبون به وبامتلاكه، وكأنهم يعيدون اجترار ثقافة الحروب القديمة بالفيد والغنائم ..؟! أنهم يمنون على الوطن ب'جهادهم' فيما الحقيقة ان الوطن يمن عليهم، لانه قبلهم 'للجهاد' ليطهرهم من 'رجس' يلوث أفكارهم، ومن يبذل نفسه 'للجهاد' بصدق واخلاص، كيف له ان يفكر ب'مغانم الدنيا' ، إلا أن كان يخطط لقبض ثمن 'جهاده' مقدما..؟! مع ثقتي أن 'المجاهدين' لا علاقة لهم بهذه الترويكا، التي تستغل اسم 'الجهاد' فقط لتحقيق رغباتها، فيما هم يرفعون شعار 'الجهاد' كذبا وزورا ف'المجاهد' لم ولن يكون فاسدا ولا عضوا برابطة ترويكا ' الفساد'..؟! تضامننا مع ' زميلنا أيوب' ومع ' صبره 'على تخرصات ضعفاء النفوس، هو بالمحصلة تعبيرا عن تضامننا مع أنفسنا، ومع كل صوت حر ينتقد وبشجاعة الظواهر السلبية، أن الوطن ليس مجرد اقطاعية لفئة أو جماعة، بل هو وطن جميع أبنائه، وجميعنا نحب وطننا ونعشق ترابه وهوائه وتضاريسه، ودفعنا ولانزل ندفع، ثمن حبنا لوطننا، بدليل إننا باقون فيه، لم ' نهاجر' رغم العروضات السخية، التي عرضت، ولم ' نغادره ' رغم المغريات التي قدمت، بل بقينا فيه بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا، مع ' السلطة القائمة' عليه، والمتعلق في إدارة شئون البلاد والعباد وتطبيق النظم والقوانين والعدل بين الناس وحسب..! لم نختلف على شخصية وهوية من يحكموننا، بل نختلف على طريقة حكمهم، ومنها تعاطيهم مع ' الفاسدين' وعبثهم المدمر لكل القيم الجميلة..!