logo
كرامي لـ"المدن": عنيدة لكن مرنة.. والامتحانات لرفع مستوى الشهادة

كرامي لـ"المدن": عنيدة لكن مرنة.. والامتحانات لرفع مستوى الشهادة

المدنمنذ يوم واحد

لا عودة عن قرار إجراء الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة، والمقررة في التاسع من تموز المقبل، من دون مواد اختيارية أو تخفيض إضافي للبرامج. لكن لدى وزارة التربية هامش من التحرّك فيما يتعلّق بوضع أسئلة المسابقات، في حال تبيّن أنّ ثانويات في مناطق معنية لم تُنهِ الدروس الأخيرة في المناهج كما يجب.
هذا أبرز ما جاء على لسان وزيرة التربية ريما كرامي في حديث مطوّل أجرته معها "المدن".
الامتحان ليس مجرد تمرين
أكدت كرامي أنّ قرارات إجراء الامتحانات الرسمية أتت بعد دراسات وأبحاث معمّقة وغير متسرّعة. وقالت: "اتّفقنا مع الجميع على أنّ الإجراءات التي اتّخذناها تفترض أنّ العام الدراسي الحالي كان استثنائيّاً. لكن تنبّهنا إلى حدود الاستثناءات الممكنة، وفي الوقت عينه نحافظ على مستوى الامتحان. فالأخير يجب أن يكون وفق معايير فعليّة، وليس مجرّد تمرين لا معنى له. فهو ينتج عنه شهادة، والأخيرة تُعبّر عن درجة جهوزية معيّنة تعكس قدرات الطالب، التي على أساسها نحتفي بنجاحه. وفي حال كان لدى الطلاب صعوبات، علينا تحمّل مسؤولية مساعدتهم، لا أن نكتفي بوضع مسابقات شكليّة كي نقول إنّنا أنجزنا الامتحان".
وأضافت، أنّ "الأوضاع الاستثنائية للعام الحالي ليست بجديدة، فنحن في لبنان، نمرّ بها منذ سنوات، رغم أنّ الظروف الحالية مختلفة نتيجة الحرب. وعندما التقيت بطلاب وأساتذة ومدراء مدارس، سألتهم: هل يضمن أحدٌ ألا يكون العام المقبل استثنائياً أيضاً؟ وهل نضمن في منطقتنا ألا نختبر سلسلة أزمات دائمة؟ كان الجواب لا".
وأوضحت: "لقد انطلقنا كتربويين من مبدأ أساسي لا يقوم على نوعية وجودة الامتحان فحسب، بل اعتبرنا أنّ الامتحان جزء من صمودنا ونضالنا كلبنانيين بألا نجهّل. فقوة لبنان تكمن في قدراته العلمية والمعرفية والفكرية. ونحن متمسّكون بها. وهذا الأمر يستدعي منّا "العضّ على الجرح" وتحمّل المسؤولية والتغلّب على قلقنا".
استمعت إلى لجان المواد
ورداً على سؤال "المدن" حول التوصية التي تسلمتها من لجان بعض المواد، لتخفيض بعض الدروس غير المنجزة، ولم تأخذ بها، قالت: "لقد استغرق العمل على قرار إجراء الامتحان بالشروط الحالية وقتاً كبيراً، تخلّله نقاشات ودراسات. كنّا نُصغي للجميع. ومن غير الصحيح القول إننا تجاهلنا أراء أحد. لقد جمعنا بيانات من الجميع. والمركز التربوي الذي رفع توصية لجان المواد لعب دورًا أساسياً على طاولة القرار. لكن عندما سألت المعنيين عن سبب هذه التوصية وإذا كانت المواد بحاجة لاستكمال، كان الجواب بالنفي. لذا سرنا على مبدأ أن تشمل المعايير الموحّدة جميع الطلاب والمواد، وذلك بناءً على الدراسات التي قمنا بها والتي استدعت تقليص المواد. لقد استمعت إلى جميع اللجان ولم نُهمّش أي لجنة".
وتابعت تقول: "لقد عملنا كتربويين لما فيه مصلحة الطلاب. أتفهّم أنّهم متوترون وخائفون من الامتحان. لكن وعدناهم أن تكون الامتحانات عادلة وغير تعجيزية. ومدّدنا العام الدراسي وأجرينا كل التسهيلات الممكنة. إلا أنّنا لا نريد لطلابنا أن يلتحقوا بالجامعات من دون الجاهزية اللازمة، ما يضطرهم إلى الخضوع لامتحانات استدراكية باهظة الكلفة. نريد أن نعيد للشهادة مستواها الحقيقي، بما يعكس القدرات المطلوبة".
غير تشاركية ومتفرّدة؟
وحول الانتقادات التي تُوجّه إليها من أساتذة ونقابيين بعدم اتّباع النهج التشاركي في اتخاذ القرار، وأنها متشبثة برأيها وتأخذ القرارات بشكل منفرد، ما يجعل الاجتماعات معها غير ذات جدوى، قالت كرامي: "استقبلت الجميع واستمعت إليهم. حتى أحد المسؤولين في المكاتب التربوية للأحزاب السياسية قال لي: "لقد أقنعتنا". أستمع إلى فريق عملي وهو متنوّع الآراء والاتجاهات. وعندما نصل إلى قناعة أدافع عنها. وإذا لم يستطع أحد إقناعي بأمر مختلف، أعتمد القناعة التي توصّلنا إليها. وأنا سهلة الاقتناع بوجهات النظر الأخرى في حال كانت مقنعة. صحيح أنّني عنيدة لكنّي غير متشبّثة برأيي. وليس في وسعي إخافة أو إرهاب أحد، ولا أستطيع التهديد بحزب لا أملكه. أتيت من خلفية معرفية وعلمية أستخدمها للنقاش مع الجميع بغية التوصّل لاتخاذ القرارات".
الامتحانات غير عادلة؟
وحول عدم اعتماد المواد والأسئلة الاختيارية قالت كرامي: "لجأت الوزارة السابقة إلى هذه الآلية السنة الماضية، ومن دون جهوزية. وكانت تجربة فاشلة وخارجة عن قدرات الوزارة. وأثبتت التجربة أنّ الأمر بحاجة إلى جهوزية وخبرة غير متوافرتين".
وأضافت: "لا يمكن تسهيل الامتحانات. فهذا الأمر غير عادل، لأنّ هناك فئة من الطلاب مستعدة أكثر من غيرها. القرارات التي اتّخذناها قد تبدو صعبة ومختلفة عن العام الفائت. لكنّها تنطلق من حرصنا على التعليم الرسمي، وعلى الطلاب. بكل الأحوال لن تكون الامتحانات عادلة مئة بالمئة، لأن الطلاب لم يعيشوا الظروف ذاتها. ففي العديد من المدارس الخاصة الطلاب مستعدون أكثر، ولم يختبروا ظروف الطلاب في القطاع الرسمي ذاتها. لذا أضع كل وقتي وجهدي لدعم المدرسة الرسمية. وأقوم باجتماعات مكثّفة مع مانحين في محاولة لتأمين العام الدراسي المقبل، لا سيّما لطلاب الجنوب".
واستطردت بالقول: "لقد درست تحت القصف والقنص وفي الملاجئ وعلى ضوء الشمعة. أتفهم شعور الطلاب جيداً. لكن اليوم أشكر التربويين الذين ألزمونا بالمواظبة على الدرس رغم كل الظروف التي مررنا بها. وهذا دافع لنا بأن نعمل وفق قدراتنا وظروفنا".
وحول إمكانية إعادة النظر بتخفيض بعض الدروس في بعض المواد قالت كرامي: "لا تراجع بهذا الشأن أبداً. وسأعلن عن البيانات التي جمعناها حول نسبة إنجاز البرامج والمواد. وأؤكد أنّ الوقائع على الأرض أتت متطابقة مع الدراسة التي سبق وقمنا بها".
وختمت بالقول: "نحنا نستعد لمرحلة وضع أسئلة المسابقات، ولا تغيير بشكل الامتحان ولا بالبرنامج. وأدعوا الطلاب إلى الدراسة والاستعداد في كل دروس المواد. وفي حال تبيّن أنّ فئة من الطلاب لم تُنجز الدروس الأخيرة في مواد محدّدة، أو كانت الدروس أُعطيت على عجل و"مسلوقة"، نستطيع توصية لجان الامتحانات بتجنّب طرح أسئلة من هذه الدروس قدر الإمكان. لدينا كوزارة مساحة للتحرّك لمساعدة الطلاب، لكن ليس لتغيير شكل الامتحان ولا لإعادة النظر بالمناهج والمواد".

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خامنئي: سنجعل إسرائيل في حالة يرثى لها
خامنئي: سنجعل إسرائيل في حالة يرثى لها

المركزية

timeمنذ 32 دقائق

  • المركزية

خامنئي: سنجعل إسرائيل في حالة يرثى لها

في اول تعليق له على الضربات الاسرائيلية على ايران، اكد المرشد الإيراني علي خامنئي في كلمة متلفزة، اليوم الجمعة، أن 'القوات المسلحة ستتحرك بكل قوة وستجعل إسرائيل في حالة يرثى لها'. وشدد خامنئي على ان "إسرائيل لن تبقى سالمة ولن نتهاون في هذا الشأن'. وتابع: خامنئي: "الكيان الصهيوني لن ينجو بسلام من هذه الجريمة ولن نلجأ لأنصاف الحلول في ردنا". واضاف: "القوات الإيرانية ستذلّ هذا الكيان الوضيع ولا يوجد أي تقصير في مواجهة إسرائيل داخل البلاد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store