
الدكتورة دينا أبو الفتوح لـ«الفجر»: الجامعة الأمريكية ملتقى للثقافات وطلابنا سفراء لهويتهم
من قلب ميدان التحرير، وبين جدران عريقة تحمل عبق التاريخ وروح التعددية الثقافية، نظّمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة نسخة جديدة من مهرجانها الثقافي السنوي
AUC CultureFest
، الذي أصبح أحد أبرز الفعاليات التي تجمع بين التعليم والفن والتواصل المجتمعي. وبين أروقة الحرم الجامعي القديم، اجتمع طلاب وسفراء وفنانون ومبدعون من جنسيات وثقافات متعددة في تظاهرة ثقافية ثرية تعكس روح الجامعة ورؤيتها.
الجامعة الأمريكية، التي تمتد جذورها لأكثر من قرن، لم تكتفِ بدورها الأكاديمي فحسب، بل تبنّت منذ تأسيسها رسالة أوسع تهدف إلى تعزيز قيم الحوار والانفتاح والتفاهم الثقافي بين الشعوب، وهي رسالة تجسدت بوضوح في هذه الفعالية التي جمعت بين الموسيقى، والفن، والمسرح، والكتب، والعروض المتنوعة.
"الفجر" كان لها هذا اللقاء الحصري مع الدكتورة دينا أبو الفتوح، نائب رئيس الجامعة الأمريكية للعلاقات العامة والاتصالات، التي تحدّثت بإسهاب عن فلسفة الجامعة، وأهداف المهرجان، وكواليس تنظيمه، وكذلك رؤيتها لإعداد طلاب قادرين على أن يكونوا "مواطنين عالميين" يتواصلون مع الآخر دون أن يتخلوا عن هويتهم. حوار خاص نكشف فيه كيف تحولت الجامعة إلى منصة ثقافية مفتوحة للمجتمع، وكيف يُمكن للثقافة أن تكون جسرًا للتواصل والتفاهم.
بداية دكتورة، كيف ترين دور الجامعة الأمريكية في تنظيم فعاليات ثقافية بهذا الحجم؟
الجامعة الأمريكية مش بس مكان للتعليم الأكاديمي، هي على مدار أكتر من 100 سنة كانت دائمًا منبر للثقافة والفن والحوار المجتمعي. عندنا تاريخ طويل من الندوات، العروض الفنية، والمناقشات العامة. واللي بنشوفه النهاردة في CultureFest هو امتداد طبيعي لهذا الدور. دي النسخة التانية من الفعالية، وبتبني على النجاح الكبير اللي حصل في النسخة الأولى.
وماذا عن الاستعدادات لهذه النسخة؟ وكيف تم التنظيم؟
التنظيم بدأ من شهور، وكان فيه حرص شديد على إن كل تفصيلة تكون مدروسة. من الحاجات الجميلة جدًا إننا شفنا مشاركة واسعة من داخل وخارج الجامعة. عدد كبير من السفارات شارك، ومدارس قدمت عروض فنية، كمان نظمنا معرض كتب، وكل دا بيؤكد إن الفعالية مش بس للجامعة، لكن بقت حدث مجتمعي حقيقي.
وما الهدف الأساسي من تنظيم هذا النوع من الفعاليات؟
هدفنا الأساسي هو ربط الجامعة بالمجتمع اللي حواليها. الثقافة جزء لا يتجزأ من رسالتنا، والجامعة كانت دايمًا مفتوحة للمجتمع. الناس فاكرة فعاليات وأفلام وعروض حصلت هنا من زمان. إحنا عايزين الجامعة تكون مساحة للحوار والانفتاح الثقافي، مش مجرد حرم أكاديمي مغلق.
هل الجامعة بتركز على تقديم ثقافات معينة أكتر من غيرها؟ خصوصًا مع الطابع الأمريكي للجامعة؟
إحنا في الجامعة بنشتغل على إعداد طلاب يكونوا "مواطنين عالميين" – global citizens – يقدروا يتفاعلوا مع كل الثقافات. مش هدفنا إن الطالب يعرف ثقافة واحدة، لكن يكون عنده وعي بهويته وفي نفس الوقت قادر يفهم الآخر ويتواصل معاه. الطالب عندنا بيكون سفير لثقافته، وفي نفس الوقت منفتح على العالم كله.
تنظيم فعالية بحجم CultureFest لا بد أن يواجه تحديات.. ما أبرزها؟
أكيد. أغلب التحديات كانت تنظيمية. بنفكر دايمًا في راحة الزوار: إزاي يدخلوا، إزاي يتحركوا جوه الحرم، أماكن الأكل، أماكن الجلوس، ووسائل الانتقال. ولما بتستضيف آلاف من الناس، كل تفصيلة بتفرق. لكن الحقيقة، بنلاقي دعم كبير من كل الجهات داخل وخارج الجامعة، والكل بيشتغل علشان ننجح.
كلمة أخيرة تحبين توجيهها؟
بشكر كل القائمين على الفعالية، خصوصًا طلابنا اللي لعبوا دور أساسي في التنظيم. وسعيدة جدًا إن الجامعة الأمريكية تقدر تلعب الدور دا في دعم الثقافة وفتح أبوابها للمجتمع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 2 أيام
- الأسبوع
9 من أعمالها ضمن أفضل 100 فيلم مصري.. محطات فارقة في حياة «سيدة الشاشة العربية»
فاتن حمامة وعمر الشريف فرحة بكري سيدة الشاشة العربية.. تمر اليوم 27 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة فاتن حمامة، التي تألقت كأيقونة فنية لا تُنسى، وتحولت من مجرد ممثلة إلى رمز للثورة، تعتبر أفلامها جزءًا من ذاكرة السينما العربية، حيث استخدمت الشاشة كمنصة لنقاش قضايا نسائية واجتماعية هامة. نشأه الفنانة فاتن حمامة وُلدت فاتن حمامة في 27 مايو عام 1931، بمدينة السنبلاوين إحدى مراكز محافظة الدقهلية، وبدأت رحلتها الفنية منذ طفولتها، عندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في عام 1940، نشرت صورتها في مجلة «الإثنين» وهي ترتدي زي ممرضة، فاختارها المخرج محمد كريم للعب دور «أنيسة» في فيلم «يوم سعيد» بطولة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وهي في العاشرة من عمرها، ومنذ ذلك الحين، تميزت بإطلالتها النقية وأدائها الراقي، مما أهلها لأن تكون من أبرز نجمات السينما في عصرها. أبرز أعمال فاتن حمامة قدمت فاتن حمامة خلال مسيرتها الطويلة أكثر من 100 فيلم، تنوعت ما بين الرومانسية والاجتماعية والدرامية، التي تُعتبر حدثًا مهمًّا في تاريخ السينما المصرية وبدورها في التأثير على المجتمع، كقوة ناعمة من خلال أعمالها الفنية، ومن أشهرها «أريد حلاً، امبراطورية ميم، الباب المفتوح، أفواه وأرانب، دعاء الكروان، الأستاذة فاطمة، موعد غرام، أيامنا الحلوة، أبي فوق الشجرة» وغيرها من الأعمال. ما أهم أدوار فاتن حمامة؟ تميزت بأدوارها التي تعكس المرأة العربية بكل ما تحمله من قوة وحساسية، وناقشت من خلال أعمالها قضايا مجتمعية مهمة مثل المرأة والتعليم والحرية. في 1996، اختيرت كأفضل ممثلة في تاريخ السينما المصرية خلال احتفالية مئويتها، كما وُضعت 9 من أفلامها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري. مثلّت مصر في مهرجانات دولية مرموقة، كـمهرجان كان عن فيلمي "صراع في الوادي" (1954) و"دعاء الكروان" (1959)، الذي رُشح لجائزة أفضل فيلم في مهرجان برلين. ما هي الجوائز التي حصلت عليها فاتن حمامة؟ أحسن ممثلة لسنوات عديدة شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999 جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000 وسام الأرز من لبنان (1953 - 2001) وسام الكفاءة الفكرية من المغرب الجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001 ميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر شهاده تقدير في عيد الفن عام 1979 من قبل محمد أنور السادات ميدالية الاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد ميدالية الشرف من قبل إميل لحود وسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري عضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية وجاكرتا. شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013 كم مرة تزوجت الفنانة فاتن حمامة؟ تزوجت فاتن حمامة للمرة الأولى من المخرج السينمائي الراحل عز الدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم «أبو زيد الهلالي» عام 1947، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية، وأنتجت هذه الشركة فيلمها «موعد مع الحياة»، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه، واستمر زواجهما 7 أعوام، حتى تم الانفصال عام 1954. أما بالنسبة للزيجة الثانية نشأت قصة حب بين فاتن حمامة والفنان الراحل عمر الشريف أثناء تصوير فيلمهما «صراع في الوادي» عام 1955، حيث طلب عمر الشريف من المخرج الراحل يوسف شاهين أن يتدخل له من أجل الزواج منها. وبالفعل تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة، بعدما اعتنق الإسلام من أجل الزواج منها، وأنجب منها ابنهما الوحيد «طارق»، واستمر زواجهما حوالي 19 عامًا، حتى تم الانفصال رسميًا عام 1974، وقدم الثنائي معًا العديد من الأعمال منها «نهر الحب، وأيامنا الحلوة، ولا أنام، وسيدة القصر». أما بالنسبة للزيجة الثالثة بعد انفصالها عن عمر الشريف بعام واحد، تزوجت فاتن حمامة للمرة الثالثة من طبيب الأشعة محمد عبد الوهاب عام 1975، واستمر زواجهما لمدة 40 عامًا، حتى وفاتها عام 2015. وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة توفيت فاتن حمامة عن عمر يناهز الـ 83 في 17 يناير 2015، مثل هذا اليوم، ولم يحدد سبب الوفاة من قبل ابنها.


بوابة الأهرام
منذ 2 أيام
- بوابة الأهرام
في ذكري ميلاد سيدة الشاشة.. فاتن حمامة نجمة أثرت في المجتمع بواقعية أعمالها
هبة إسماعيل كانت الفنانة فاتن حمامة علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وأسهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940. موضوعات مقترحة فاتن حمامة سيدة الشاشة كان لقب سيدة الشاشة ليس مجرد لقب مثل الألقاب التي تطلق علي الفنانين لكن فاتن حمامة كانت تستحقه فعملت بجد واحترام لمهنتها دفع الجميع لاحترامها واحترام فنها فكانت سيدة الشاشة عن حق. في عام 1996 أثناء احتفالية 100 سنة علي السينما المصرية تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار تسعة من أفلامها في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحتها منظمة الكتّاب والنقاد المصريين جائزة نجمة القرن، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001. وفي عام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فاتن حمامة بها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. فاتن حمامة وصالح سليم بدايات فاتن حمامة تمر اليوم ذكري ميلاد فاتن حمامة التي ولدت في 27 مايو 1931، وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم. بدأ ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها ، وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «يوم سعيد» (1940)، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم «رصاصة في القلب» (1944)، ومع فيلمها الثالث «دنيا» (1946) تمكنت من حجز مكانا لها في السينما المصرية ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946. فاتن حمامة انطلاقة حقيقية لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم «ملاك الرحمة» (1946)، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها آنذاك 15 عاماً فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها. واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم «كرسي الاعتراف» (1949)، وفي نفس العام قامت بدور البطولة في الفيلمين «اليتيمتين» للمخرج حسن الإمام و«ست البيت» (1949)، وحققت هذه الأفلام نجاحًا عاليًا على صعيد شباك التذاكر. قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلمًا وكان المخرجون يسندون إليها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم «صراع في الوادي» (1954) للمخرج يوسف شاهين ، وفي فيلم «الأستاذة فاطمة» (1952) مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم «إمبراطورية ميم» (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم «أريد حلا» (1975) جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام (1988) قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم «يوم مر ويوم حلو» ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة.


بوابة الفجر
منذ 2 أيام
- بوابة الفجر
فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
في كل عام ومع حلول 27 مايو، تتجدد ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن مجرد نجمة لامعة في سماء الفن، بل كانت حالة فريدة من النقاء الفني والوعي الاجتماعي والذكاء الإنساني، لم تُعرف فقط بجمال ملامحها، بل بعُمق أدوارها وحرصها على تقديم فن نظيف وهادف يعبّر عن واقع المجتمع المصري ويُلامس قضاياه الحساسة ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فاتن حمامة حاضرة في قلوب الملايين وأذهانهم، رمزًا للأنوثة الراقية والموهبة النادرة والالتزام القيمي. النشأة.. بداية موهبة مبكرة ولدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل موظفًا في وزارة التعليم. منذ طفولتها، بدت عليها ملامح النجومية؛ فقد شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، مما لفت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي قدمها لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت لم تتجاوز التاسعة من عمرها. ومن هنا بدأت رحلة الصعود، التي ستجعل من هذه الطفلة واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما العربية. مسيرة فنية امتدت لعقود.. رقي وأداء بلا حدود طوال أكثر من 60 عامًا، أبدعت فاتن حمامة في تقديم شخصيات متنوعة عكست تطور المرأة المصرية وتحولاتها، وتعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ. جسّدت المرأة القوية، المظلومة، المكافحة، العاشقة، والمتمردة، فتركت بصمة لا تُنسى في كل دور قدمته. من بين أبرز أفلامها: "دعاء الكروان" (1959)، "أريد حلًا" (1975)، "الحرام" (1965)، "نهر الحب" (1960)، "الخيط الرفيع" (1971)، "أفواه وأرانب" (1977)، "إمبراطورية ميم" (1972)، "بين الأطلال"، "لا أنام"، و"الطريق المسدود". كما أثرت الشاشة الصغيرة بمسلسلات ناجحة أبرزها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، الذي كان آخر ظهور فني لها في عام 2000. فاتن حمامة والسينما النظيفة لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كانت تمتلك رؤية وضميرًا فنيًا حيًا. كانت من أوائل الفنانات اللاتي رفضن المشاهد الجريئة أو الأدوار التي تُهين صورة المرأة أو تهدم القيم. بل كانت دائمًا تحرص على أن تقدم رسالة اجتماعية أو إنسانية من خلال كل عمل، لذلك لُقّبت بـ "صاحبة المدرسة النظيفة في السينما المصرية". زيجاتها.. حبّان في حياتها وثالث كان السكينة مرت فاتن حمامة بثلاث زيجات شكلت فصولًا مختلفة من حياتها: عز الدين ذو الفقار: المخرج الذي تزوجته عام 1947 وأنجبت منه ابنتها "نادية"، وكان له دور كبير في بداياتها الفنية. عمر الشريف: نجم السينما العالمي الذي وقعت في حبه أثناء تصوير "صراع في الوادي"، وتزوجا عام 1955، وأنجبا ابنها طارق، لكن انتهت علاقتهما بالطلاق بسبب حياة عمر الشريف العالمية. الدكتور محمد عبد الوهاب: وهو طبيب مصري تزوجته عام 1975، وعاشت معه حياة مستقرة بعيدة عن الأضواء حتى وفاتها. تكريمات وجوائز.. اعتراف عالمي ومحلي نالت فاتن حمامة عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبتها وحرصها على تقديم فن راقٍ، منها: جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران الدولي، جائزة أفضل ممثلة من مهرجان جاكرتا، جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وسام الفنون والآداب من فرنسا. الرحيل في صمت.. لكن صوتها لا يزال حيًا في 17 يناير 2015، غابت فاتن حمامة عن عالمنا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 83 عامًا. رحلت في هدوء كما عاشت، لكن ظلت سيرتها تتردد في كل بيت، وكل لقاء عن الفن الأصيل. خرجت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وسط حضور فني وجماهيري كبير، مودعين واحدة من أنبل من عرفتهم الشاشة العربية. إرث لا يُنسى.. مدرسة في الفن والخلق بموهبتها وثقافتها واحترافها، أرست فاتن حمامة قواعد فنية وأخلاقية لا تزال تُدرَّس حتى اليوم. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوت المرأة الواعية، والضمير الحي للفن. وفي كل ذكرى لميلادها، يعود جمهورها ليتأمل أعمالها، ويتذكر قيمة فنية وإنسانية قلّ أن تتكرر. رحلت فاتن حمامة، لكن أعمالها لا تزال تنطق بالحياة، واسمها محفور في الذاكرة العربية كأعظم من أنجبتهم الشاشة المصرية.