logo
تهريب النمل

تهريب النمل

العربي الجديدمنذ 2 أيام

نجد لتهريب
الثدييات
الكبيرة، كالأفيال والزرافات ووحيد القرن والنمور والأسود، وأنواع أخرى من
الحيوانات البريّة
، جذوراً تاريخية يُشبّهها البعض بما كان يجري من تهريب قسري للبشر في العقود المظلمة، خاصة من دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. لكن حين أصبحت الهجرة بإرادة البشر بات الأمر يقض مضاجع دول ما يطلق عليه العالم الأول.
وشارك في بعض الجرائم ملوك ورؤساء من دول العالم الثالث في إطار الهدايا الدبلوماسية، محبة واحتراماً وتقديراً للضيف، أو طلباً للود، وغالباً ما تكون من تراث الدولة، أو من مواردها النادرة، كالحيوانات البرية. يقومون بها من دون دراية بما يترتب على ذلك من زعزعة للنظم البيئية.
وانفتح باب التهريب لتظهر الحيوانات الأفريقية والآسيوية ضمن حيوانات الحدائق، ونجوم السيرك في كل بقعة من أوروبا وأميركا، ومن بعدها طاولت الجرائم الحيوانات الأليفة، وحتى بعض الحشرات.
قد يذكر قراء الزاوية حكايات
تهريب العقارب
، أما الآن، فقد وصل الأمر إلى مملكة النمل، ففي كينيا، تم العثور في 5 إبريل/نيسان الماضي، على خمسة آلاف نملة معبأة في أنابيب اختبار بحوزة مراهقين من إحدى الدول الأوروبية، لتوجه لهما تهمة قرصنة الحياة البرية، بينما ادعى الشابان أنهما يجمعان النمل من أجل المتعة، ولا يعرفان أن ذلك غير قانوني، فيما قالت السلطات الكينية إن الأمر جزء من اتجاه لتهريب الأنواع الصغيرة والأقل شهرة.
لم يتوقف الأمر عند الأوروبيين، فقد تم توجيه الاتهام كذلك إلى مواطن كيني، وآخر فيتنامي وجد بحوزتهما 400 نملة. وقالت خدمة الحياة البرية في كينيا إن الرجال الأربعة كانوا متورطين في تهريب النمل إلى أسواق في أوروبا وآسيا، وقدرت السلطات قيمة النمل بأكثر من سبعة آلاف دولار، ما يعادل مليون شلن كيني.
بيئة
التحديثات الحية
تونس: سوق سوداء للنفايات البلاستيكية تُهدّد البيئة
وللنمل فوائده في بيئته، إذ يقوم بحفر الأنفاق داخل التربة، ما يساعد على تهويتها وتحسين نفاذ الماء والهواء، كما يساهم في تحلُّل المواد العضوية وتحويلها إلى عناصر غذائية تفيد النباتات، وتتغذى بعض أنواع النمل على الحشرات الضارة، مثل اليرقات والعناكب، ما يساعد في السيطرة على عددها، وحماية المحاصيل، مثلما يساهم في نقل وتوزيع بذور النباتات، وفي تنظيف البيئة من خلال جمع بقايا الطعام والحيوانات الميتة وتحليلها، إلى جانب أن النمل جزء من سلسلة الغذاء، إذ يشكل غذاءً لكائنات من بينها الطيور والزواحف، ما يساعد في الحفاظ على التوازن البيئي.
فهل هناك دور مغاير منتظر للنمل الأفريقي في أوروبا وآسيا حتى تظهر مغامرات التهريب؟
وذكرت خدمة الحياة البرية الكينية أن "التصدير غير القانوني للنمل لا يقوض حقوق كينيا السيادية على تنوعها البيولوجي فحسب، بل يحرم أيضاً المجتمعات المحلية والمؤسسات البحثية من فوائد بيئية واقتصادية محتملة".
(متخصص في شؤون البيئة)

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملفّ خاص من "النهار": "سوريا: أرض الفرص؟"
ملفّ خاص من "النهار": "سوريا: أرض الفرص؟"

النهار

timeمنذ 25 دقائق

  • النهار

ملفّ خاص من "النهار": "سوريا: أرض الفرص؟"

بعد 14 سنة من الحرب والعقوبات، بدأت تلوح في أفق سوريا بوادر خروج من العزلة الاقتصادية. مع سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول / ديسمبر 2024، والتحرك السريع نسبياً من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نحو رفع العقوبات التي كبّلت الاقتصاد السوري، تبدو البلاد مقبلة على مرحلة جديدة قد تحمل معها أملاً بالتعافي، لا فقط داخل سوريا، بل في المنطقة بأكملها، حيث كانت تداعيات الانهيار السوري عبئاً ثقيلاً على دول الجوار. "النهار" خصّصت ملفّاً حول رفع العقوبات عن سوريا بعنوان: "سوريا: أرض الفرص؟"، نستعرض من خلالها المشهد السوري المتوقّع مع رفع العقوبات، سياسيّاً واقتصاديّاً وماليّاً، والشراكات الاقتصادية بين سوريا ودول الجوار لاسيما الإمارات العربية المتحدة، وكيف سيؤثر هذا القرار على علاقة سوريا بلبنان. إليكم أبرز مواد الملفّ: 1- عبدالرحمن أياس: رفع العقوبات عن سوريا: انفراج مرتقب بعد عزلة دولية منذ عام 2011، فرض الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقوبات شاملة شلّت حركة الاقتصاد السوري. شملت هذه العقوبات حظراً على قطاع النفط والغاز، وتجميداً للأصول، ووقفاً للصادرات التكنولوجية إلى البلاد، ومنعاً للتعاملات المالية معها. هذه الإجراءات، وإن كانت موجهة ضد النظام، تسبّبت بانهيار شبه كامل في البنية التحتية، وحدّت من قدرة السوريين على الوصول إلى أبسط مستلزمات الحياة اليومية. للمزيد اضغط هنا. 2- باولا عطية: اتفاق بقيمة 800 مليون دولار بين سوريا وموانئ دبي العالمية: بداية مسيرة الألف ميل نحو إنعاش الاقتصاد السوري في خطوة مفصلية تعكس تحوّلاً اقتصادياً وسياسياً في المشهد السوري، وقّعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا مذكرة تفاهم مع شركة "موانئ دبي العالمية" (دي بي ورلد) بقيمة 800 مليون دولار، لتطوير محطة متعددة الأغراض في ميناء طرطوس. هذه الخطوة جاءت بعد إعلان الإدارة الأميركية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ما أتاح المجال أمام اتفاقات استثمارية جديدة لطالما كانت معطّلة بفعل "قانون قيصر". للمزيد اضغط هنا. 3- الليرة السورية في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية: رحلة الانهيار والتعافي المحدود تشهد الليرة السورية تقلبات حادة نتيجة التدهور الاقتصادي المزمن في البلاد، والتفاوت الكبير بين أسعار الصرف الرسمية وغير الرسمية. وبحسب موقع ثالث أكبر شبكة لتحويل الأموال عالمياً، بلغ سعر الصرف الرسمي الذي حدده مصرف سوريا المركزي في 13 مايو/أيار 2025 نحو 13,000 ليرة سورية للدولار الأميركي، وهو السعر ذاته الذي يظهره موقع كمؤشر على سعر الصرف الرسمي. للمزيد اضغط هنا. 4- المهندس حيدر عبدالجبار البطاط: سوريا تخرج من الظل: خريطة جديدة للنفط والأمن والسياسة في تحوّلٍ مفصلي على صعيد السياسة الدولية تجاه سوريا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أيار/مايو 2025 عن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق منذ عام 2011. هذا القرار، الذي جاء عقب تغيير سياسي داخلي وسقوط النظام السابق، لم يكن مجرد خطوة إجرائية، بل لحظة سياسية واقتصادية مفصلية أعادت سوريا إلى طاولة التوازنات الإقليمية والدولية، وطرحت تساؤلات جديّة حول مستقبل البلاد بعد أكثر من عقد من العزلة والانهيار. للمزيد اضغط هنا. 5- فرح مراد: سوريا على مفترق الجغرافيا والاقتصاد: أوروبا تفتح الباب المشروط... والهيدروجين الأخضر في الصدارة ما أعلنته بروكسل ليس مجرّد رفع عقوبات عن دولة منهكة. هو، بتفاصيله وتوقيته، خطوة تحمل أبعاداً تتجاوز إعادة الإعمار، وتضع سوريا في قلب توازنات جيو-اقتصادية جديدة تتشكّل بهدوء على حافة المتوسّط. خريطة الطريق الأوروبية لتخفيف العقوبات تبدو أقل كعرض ثقة، وأكثر كاختبار. تصريح مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس، كان واضحاً: 'نريد التحرّك بسرعة، لكن يمكن التراجع إذا اتخذت دمشق قرارات خاطئة'. بمعنى آخر، أوروبا مستعدّة للانفتاح ولكن على طريقتها، وبشروطها. للمزيد اضغط هنا. 6- سلوى بعلبكي: كيف سيستفيد لبنان من رفع العقوبات عن سوريا؟ يمكن تعداد الفوائد و"الخيرات" التي سيجنيها الاقتصاد اللبناني من رفع العقوبات الدولية عن سوريا، بتعداد الحاجات السورية التي كانت تؤمنها السوق اللبنانية إلى السوق السورية. يكفي أن تعود حركة حركة التصدير والاستيراد في سوريا إلى طبيعتها، لتتوافر السيولة الكافية بالدولار في السوق السورية، فيتوقف تلقائياً نزف العملات الأجنبية من السوق اللبنانية نحو سوريا، بما سيخفف حتماً الضغوط النقدية على مصرف لبنان من جهة، ويزيد من قدرته على استحواذ الفائض الدولاري في السوق من جهة أخرى. للمزيد اضغط هنا. 7- رياض قهوجي: رفع العقوبات يسمح ببناء المؤسسة العسكرية السورية بعقيدة غربية ويؤثر إيجاباً لبنانياً شكّل القرار التاريخي للرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا ولقاء الرئيس أحمد الشرع في الرياض، صدمة كبيرة لجهات إقليمية ودولية عديدة، بخاصة تلك التي كانت، وربما لاتزال، تراهن على فشل الإدارة السورية الجديدة في تثبيت سيطرتها على البلاد، وانهيار الوضع وعودة الحرب الأهلية. فهذا القرار وما تبعه من خطوات مشابهة من قوى دولية وغربية مثل فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، تؤشر إلى رضا هذه الدول عما حققته الإدارة السورية على الأرض، وعن التزامها تنفيذ الخطوات المطلوبة منها، ما يوفر لها استمرارية زخم الدعم الخارجي الكبير. للمزيد اضغط هنا. 8- موناليزا فريحة: تفاصيل القنبلة السياسية التي فجّرها روبرت فورد... ألغاز أحمد الشرع وتحوّلاته عاد "لغز" أحمد الشرع إلى الواجهة بعد القنبلة السياسية التي فجرها السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد خلال تقديمه محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية في بالتيمور الذي يرأسه الصحافي روي غوتمان، الحائز جائزة "بوليتزر". للمزيد اضغط هنا. 9- جاد فياض: معارض سوري يكشف حقيقة زيارات فورد لإدلب... وتدريبه الشرع! رمى روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا، قنبلته حول تدريبه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع للانتقال إلى عالم السياسة، وأخذ إجازته بعيداً عن الإعلام. يبدو أن فورد لم يشأ في الوقت الراهن كشف المزيد من التفاصيل، وترك الكتّاب لتحليلاتهم ومصادرهم المفتوحة، قبل أن تنفي السلطات السورية وتضع زيارات فورد لإدلب في إطار "الاطلاع على التجربة الثورية وتطوّرها". للمزيد اضغط هنا. 10- لمرتين، اصطفت لخير السوريين نجوم العالم، فهل تصطفّ نجوم في ما بينهم؟ إبان زيارة زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأميركي في عهد جيمي كارتر، سوريا في عام 2007، قال ما معناه: "جئت إلى سوريا لأستكشف كيف وازنت على مر القرون بين حضارات نهرية قوية على جانبيها، واستطاعت، بفضل ثقافة أهلها، أن تُصَدر للعالم خمسة وعشرين نبياً أو أكثر" (على ذمته) . فقوة بلاد الشام هي في أهلها وثقافتهم وفي ما يصفه تاريخ الديبلوماسية بأنها بلاد تصعب إدارتها لـ"فقر مواردها الطبيعية" و"لأن شعبها نمرود بالفطرة". فلأكثر من ثلاثين قرناً، كلما ضعفت سوريا وتفككت، تحولت إلى ساحة دامية لصراع الأقوياء. للمزيد اضغط هنا.

تراجع الدعم الأمريكي في المحيط الهادئ: هل تملأ اليابان الفراغ؟

timeمنذ 35 دقائق

تراجع الدعم الأمريكي في المحيط الهادئ: هل تملأ اليابان الفراغ؟

كان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر يناير/كانون الثاني 2025 عن تقليص كبير في حجم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بمثابة صدمة كبيرة، لا سيما بالنسبة للدول النامية التي أقامت شراكة مع الوكالة وكانت في خضم تنفيذ مشاريع ذات أهمية وطنية. وتُعد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكبر وكالة مساعدات في العالم بميزانية سنوية تبلغ 40 مليار دولار، خُصّص من هذه الميزانية حوالي 3.4 مليار دولار لمنطقة جزر المحيط الهادئ. يتم توجيه هذه الأموال للمساعدة في تطوير برامج طبية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والسل، ودعم مرافق البنية التحتية، وتدابير مواجهة تغير المناخ، وتنمية الموارد البشرية في القطاعين العام والخاص. وقد أعرب قادة دول جزر المحيط الهادئ فوراً عن قلقهم إزاء هذا التخفيض الضخم والمفاجئ في قيمة المساعدات، مشيرين إلى الآثار السلبية الكبيرة والحتمية التي ستقع على اقتصاداتهم ومجتمعاتهم. في هذا السياق، قام سيتيفيني رابوكا رئيس وزراء فيجي بزيارة الولايات المتحدة على الفور لمناشدة مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية مواصلة برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في بلاده. جدير بالذكر أن فيجي كانت قد وضعت مؤخرًا إطارًا ثنائيًا لاتفاقية تعاون فني واقتصادي مع الولايات المتحدة، وقد شمل ذلك إنشاء مكتب إقليمي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العاصمة سوفا. عملت الولايات المتحدة مع أستراليا ونيوزيلندا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لتعزيز الأمن ودعم التنمية في منطقة جزر المحيط الهادئ. لكن بعد انتهاء الحرب الباردة، أُغلقت السفارة الأمريكية في جزر سليمان بسبب خفض التكاليف وأسباب أخرى، مما أدى إلى تراجع واضح في الاهتمام الأمريكي بالمنطقة. ويبدو أن هذا الأمر مهد الطريق للصين لشن هجوم دبلوماسي تركّز في البداية على منافستها الدبلوماسية مع تايوان للحصول على اعتراف الأمم المتحدة. على سبيل المثال، في سبتمبر/أيلول 2019، تغير الموقف الدبلوماسي لجزر سليمان وكيريباتي، اللتين كانتا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية سابقًا مع تايوان (جمهورية الصين)، وقامتا بالاعتراف بجمهورية الصين الشعبية. كما أعربت جزر سليمان ودول أخرى في المنطقة عن اهتمامها بالتفاوض على اتفاقيات أمنية مع الصين. في ذلك الوقت، بدت الإدارات الجمهورية في الولايات المتحدة غير مهتمة بشكل خاص بمنطقة جزر المحيط الهادئ، حيث تركت إدارة مصالحها في الدول التي تُشكّل المنطقة الميلانيزية والبولينيزية لكل من أستراليا ونيوزيلندا. في حين اقتصر التعامل مع المنطقة خلال إدارة ترامب الأولى، التي تتبنى شعار 'أمريكا أولاً'، على الدول الميكرونيزية الثلاث في نصف الكرة الشمالي، وهي بالاو، وولايات ميكرونيزيا المتحدة، وجزر مارشال. من ناحية أخرى، لطالما كانت الإدارات الديمقراطية أكثر نشاطًا في نشر المساعدات الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة. حيث أعلنت إدارة باراك أوباما بحزم أن 'الولايات المتحدة دولة من دول المحيط الهادئ'. وانطلاقًا من إدراك أعمق لنفوذ الصين المتنامي ومصالحها البحرية، زادت إدارة جو بايدن من مشاركتها الإقليمية من خلال عقد قمم مع دول جزر المحيط الهادئ في عامي 2022 و2023، كما تعهدت بتقديم ما يقرب من 800 مليون دولار كمساعدات اقتصادية لمعالجة تغير المناخ، الذي يمكن اعتباره القضية الأبرز بالنسبة لمعظم هذه الدول، ولإنشاء إطار لحوار تجاري واستثماري. بالإضافة إلى ذلك، افتُتحت سفارة في جزر سليمان لأول مرة منذ 30 عامًا، بينما أُنشئت سفارة جديدة في تونغا. كما منحت الولايات المتحدة اعترافًا رسميًا بجزر كوك ونيوي، وهما دولتان مستقلتان ترتبطان باتفاق حر مع نيوزيلندا. الأمراض وآثار التغير المناخي أكثر ما يؤرق دول جزر المحيط الهادئ لقد اعتادت دول جزر المحيط الهادئ إلى حد ما على التغييرات الجوهرية في نهج السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، تبعًا للإدارة التي تتولى زمام الأمور. ولطالما رحبت الدول الميلانيزية والبولينيزية في جنوب المحيط الهادئ بالتدخل الأمريكي في عهد الإدارات الديمقراطية. في فيجي، مُنّي الحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء فرانك باينيماراما، الذي كان يسعى إلى إقامة علاقات أقوى مع الصين، بالهزيمة في الانتخابات العامة لعام 2022. وعمدت الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء رابوكا إلى تعميق العلاقات الودية مع الولايات المتحدة وأستراليا. كما شهدت الانتخابات العامة لعام 2021 في ساموا أيضًا هزيمة حزب حاكم موالٍ للصين، وأعلنت رئيسة الوزراء الجديدة، فيامي نعومي ماتافا، أن حكومتها ستعيد تقييم جميع المشاريع التي سعت الإدارة السابقة إلى تنفيذها مع الصين، بما في ذلك مشاريع الموانئ الكبرى. ونظرًا لقلقها من توسع نفوذ الصين، التزمت أمريكا خلال السنوات الأربع لإدارة بايدن بتقديم مساعدات كبيرة لدول جزر المحيط الهادئ من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لذلك فقد شعرت فيجي وساموا بخيبة أمل كبيرة بسبب التخفيضات الأخيرة في التمويل بما يتناقض مع الوعود الأمريكية بالمساعدة في التصدي لانتشار الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية وحمى الضنك، في بلديهما. كما أن الدول الميكرونيزية الثلاث في شمال المحيط الهادئ غير متفائلة بشأن تعامل إدارة ترامب الثانية مع مصالحها. ففي عام 2024، راجعت الدول الثلاث والولايات المتحدة اتفاقيات الشراكة الحرة، وحصلت تلك الدول على وعود باستمرار الدعم المالي الأمريكي. وبموجب الاتفاقية المنقحة، مُنح مواطنو الدول الميكرونيزية الثلاث حرية الهجرة والإقامة والعمل في الولايات المتحدة. لكن الآن ومع مضي إدارة ترامب قدمًا في إجراءات ترحيل المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة، أعرب مواطنو ميكرونيزيا عن قلقهم من تعرضهم هم أيضًا للاستبعاد. الإغراءات الصينية إذا قلصت إدارة ترامب مساعداتها الإنمائية للدول النامية، فمن المرجح أن يتسع دور الصين في منطقة جزر المحيط الهادئ. عندما وافقت ناورو على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الصين في يناير/ كانون الثاني 2024، كان هذا يعني أن بالاو وجزر مارشال وتوفالو هي الدول الوحيدة التي كانت حينها تعترف بالوضع الدولي لتايوان. ولا شك أن الصين لن تتوانى عن استهداف هذه الدول لزيادة عزلة تايوان في المجتمع الدولي. حيث تشير التقارير إلى وجود تحركات سرية من جانب مسؤولين حكوميين صينيين للتواصل مع كبار المسؤولين في تلك الدول الثلاث، وذلك على الرغم من أن حدوث تحول مفاجئ في الموقف السياسي لهذه الدول يعد احتمالاً ضئيلاً للغاية نظرًا لعلاقاتها الأمنية الوثيقة أصلًا مع الولايات المتحدة وأستراليا. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تعرض بكين على دول جزر المحيط الهادئ تعميق التعاون بما يتجاوز قضايا الاعتراف الدبلوماسي ليشمل مجالات الاقتصاد والدفاع. وستقدم الصين مبادلات تجارية مغرية ومساعدات اقتصادية أكثر سخاءً لكل من فيجي وساموا، بالإضافة إلى بابوا غينيا الجديدة، التي تمتلك وفرة من الغاز والموارد الطبيعية الأخرى. على الرغم من أن حجم المساعدة الاقتصادية الصينية الحالية ليس كبيراً، فمن المرجح أن تستغل بكين تردد الولايات المتحدة في ملء الفراغ الدبلوماسي. بالإضافة إلى ما سبق، يقوم مسؤولون كبار من جزر كوك وكيريباتي، اللتين وقعتا اتفاقيات شراكة استراتيجية مع الصين، بزيارات منتظمة إلى بكين في محاولة لتعزيز العلاقات التجارية. تجدر الإشارة إلى أن البعض، حتى في إدارة ترامب، يشعرون بالقلق إزاء الأنشطة العسكرية الصينية والآثار الاستراتيجية لأنشطتها الدبلوماسية في المنطقة، ويشعرون بضرورة إعادة تنشيط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كرد فعل. ومع ذلك، في الوضع الراهن، بالكاد تُسمع أصواتهم، ليكتنف الغموض مستقبل المساعدة الأمريكية لجزر المحيط الهادئ. دور اليابان في تحقيق التوازن في هذه المنطقة في ظل الشكوك الإقليمية الحالية بشأن الموقف الأمريكي، تجدر الإشارة إلى رد فعل أستراليا على تنامي نفوذ الصين الإقليمي. ففي حين اتسمت علاقة الحكومة الائتلافية المحافظة بقيادة رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون بالتوتر مع دول المنطقة بسبب اختلاف وجهات النظر حول أهمية التركيز على تغير المناخ، فإن حكومة حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، التي تولت السلطة عام 2022، كانت أكثر إيجابية في دعم دول جزر المحيط الهادئ في قضايا متنوعة. وقد وقّعت أستراليا لاحقًا مجموعة من الاتفاقيات مع توفالو وناورو وبابوا غينيا الجديدة ودول أخرى تُركّز على التعاون في مجالات عديدة منها المساعدات الاقتصادية والأمن والدفاع. إلا أن أستراليا قد تشهد تغييرًا في الحكومة مجددًا، حيث من المتوقع أن تكون الانتخابات العامة في مايو/ أيار 2025 تنافسية. وبناءً على النتيجة، قد تُعيد كانبيرا أيضًا تقييم نهجها تجاه الجزر. بينما تُغيّر الولايات المتحدة والصين وأستراليا سياساتها الخارجية ونهجها تجاه المنطقة استجابةً لأوضاعها الداخلية وتصرفات بعضها البعض، تنظر دول جزر المحيط الهادئ إلى اليابان كشريك إنمائي مهم ومستقر. وقد رسّخت اليابان سجلاً حافلاً بالإنجازات في دعم تطوير البنية التحتية الرئيسية، كالطرق والموانئ، خلال الفترة ما بين ستينيات وتسعينيات القرن الماضي، حين كانت دول جزر المحيط الهادئ تشقّ طريقها نحو الاستقلال الذي حصلت عليه حديثاً، وتتطلع إلى بناء مستقبلها. بدءاً من عام 1997، دأبت طوكيو على دعوة أعضاء منتدى جزر المحيط الهادئ بانتظام إلى اليابان لإجراء مناقشات واسعة النطاق. وقد عُقدت القمة العاشرة لمنتدى جزر المحيط الهادئ في طوكيو في يوليو/ تموز 2024، واغتنمت اليابان الفرصة مجدداً لتُظهر استعدادها للتعاون في عدة مجالات أهمها تغير المناخ، الذي يشكّل محور تركيز رئيسي لدول جزر المحيط الهادئ. وفي حين أن موقف الولايات المتحدة تجاه جزر المحيط الهادئ لا يزال غير مستقر، واحتمال تقليص مشاركتها كبير، فمن المرجح أن يُنظر إلى استمرار مشاركة اليابان في المنطقة بطريقة أكثر إيجابية في المستقبل. وفي بعض الحالات، قد تحتاج اليابان إلى التفكير في تولي الدور الذي كانت الولايات المتحدة تلعبه حتى الآن، بما في ذلك تقديم المساعدة للدول الثلاث في منطقة ميكرونيزيا، إذ أن هذه الدول ترتبط مع اليابان بعلاقات تاريخية وثيقة، ويمكن لطوكيو الاستفادة من هذه العلاقات ومساهماتها في التنمية المستدامة لتحسين العلاقات ودعم هذه الدول. بصفتها دولًا صديقة تطل على المحيط نفسه، تتوق دول منطقة جزر المحيط الهادئ إلى أن تُظهر اليابان اهتمامًا والتزامًا أكبر بالقضايا الإقليمية، مما يمنح طوكيو فرصة ثمينة لتلبية توقعات تلك الدول وتعزيز العلاقات من خلال المبادرات العامة والخاصة. (نُشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أفراد من خفر السواحل الأمريكي وسكان محليون يقومون بإنزال المياه العذبة ونظام لتحلية الماء بالتناضح العكسي لتخفيف نقص مياه الشرب الناجم عن الجفاف في إحدى الجزر النائية. 12 أبريل/ نيسان 2024، وولياي، ولاية ياب، ولايات ميكرونيزيا المتحدة. زوما برس/ وكالة أخبار كيودو)

الفرجاني "متغشّش" من الوافي بسبب ال200 ألف دولار
الفرجاني "متغشّش" من الوافي بسبب ال200 ألف دولار

تورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • تورس

الفرجاني "متغشّش" من الوافي بسبب ال200 ألف دولار

وكان الوافي قد نشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك تدوينة كشف فيها أن تشامبرز طلق زوجته الأمريكية الثالثة وارتبط بخطوبته الرابعة من لاعبة وقائدة فريق الكرة الطائرة في النادي الإفريقي، ملمّحًا إلى أن هذا الارتباط الشخصي هو ما يفسر دعم تشامبرز الاستثنائي للفرع بمبلغ إضافي قدره 200 ألف دولار، والذي كان محل خلاف بينه وبين هيكل دخيل بسبب عدم صرفه كاملًا على مستحقات اللاعبات. ورد تشامبرز عبر خاصية القصص (Story) على حسابه بفيسبوك، موجّهًا اتهامات مباشرة إلى الوافي، حيث كتب: 1. أنه تواصل معه بشكل محترم لكن الوافي تجاهله "كالجبان"، 2. واتهمه بنشر معلومات خاطئة ومضللة بخصوص التواريخ والتفاصيل، 3. وأوضح أن انتقاداته لهيكل دخيل لا تتعلق فقط بقضية المبلغ، بل تتجاوزها إلى سلسلة إخفاقات داخل النادي أثّرت على جميع اللاعبات، 4. وختم باتهام الوافي بإسقاط إخفاقاته الشخصية على الآخرين. وأكد تشامبرز أن ما نشره حول دعم فرع الكرة الطائرة وملف misallocated $200k هو جزء من ملاحظاته حول سوء التصرف، وليس مجرد غيرة أو دوافع شخصية. هذا السجال العلني يأتي في وقت يشهد فيه النادي الإفريقي صعوبات مالية وتنظيمية، بينما تثير علاقة تشامبرز باللاعبة التونسية العديد من التساؤلات حول حدود التداخل بين الدعم المالي والعلاقات الشخصية في الأندية الرياضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store