logo
بوعلام صنصال… حين تتحوّل الكلمة إلى تهمة في جزائر القبضة الأمنية

بوعلام صنصال… حين تتحوّل الكلمة إلى تهمة في جزائر القبضة الأمنية

صوت العدالةمنذ 11 ساعات

تشكل محاكمة الكاتب بوعلام صنصال محطة بارزة في المشهد السياسي الجزائري، ليس فقط لكونها تطال شخصية أدبية بارزة تجاوزت الثمانين من عمرها، بل لأنها تكشف بوضوح عن طبيعة العلاقة المتوترة بين حرية التعبير والسلطة في الجزائر، خاصة في ظل الحكم العسكري المقنع.
منذ توقيفه في نونبر 2024، إثر تصريحات أدلى بها لصحيفة 'فرونتير' الفرنسية، حول ما اعتبره 'اقتطاعًا فرنسيًا لأراضٍ مغربية وضمّها للجزائر إبان الاستعمار'، وجدت السلطات الجزائرية في تلك التصريحات 'مساسًا بالوحدة الترابية' و'إهانة لهيئات نظامية'، لتسارع إلى توجيه اتهامات قاسية تصل عقوباتها إلى عشر سنوات سجناً.
هذا التعامل يعكس بجلاء حساسية النظام الجزائري تجاه كل ما يمس 'السردية الرسمية' حول الحدود والتاريخ، وهي مواضيع يعتبرها النظام جزءاً من شرعيته السياسية. فبدل الرد بالحجج، يتم اللجوء إلى الترسانة القضائية لإسكات الأصوات المعارضة، ولو كانت في شكل رأي أدبي أو تحليل سياسي.
محاكمة صنصال تأتي في سياق تصاعد غير مسبوق في التوتر بين الجزائر وباريس، بعد سلسلة من الخلافات السياسية منذ صيف 2024، عمّقتها هذه القضية، خاصة مع مطالبة فرنسا بـ'مبادرة إنسانية' تُراعي سنّ الكاتب ووضعه الصحي، وهو ما تعتبره الجزائر 'تدخلًا غير مقبولاً'.
إن استمرار احتجاز صنصال، في ظل انعدام بوادر العفو أو التسوية، يكرّس صورة الجزائر كدولة تُحاكم الكلمة وتُضيّق على حرية الرأي، كما يكشف هشاشة العلاقة بين السلطة والنخبة المثقفة، التي تجد نفسها اليوم أمام خيارين: الصمت أو المقصلة القضائية.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل تمثل هذه المحاكمة نهاية لصوت معارض آخر، أم بداية موجة تضامن قد تُعيد طرح سؤال حرية التعبير في بلد لا يزال يحكمه منطق الخوف؟

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمن تطوان يوضح ملابسات توقيف شاب في القصر الكبير ويفنّد تصريحات 'مضللة' على يوتيوب
أمن تطوان يوضح ملابسات توقيف شاب في القصر الكبير ويفنّد تصريحات 'مضللة' على يوتيوب

هبة بريس

timeمنذ 14 دقائق

  • هبة بريس

أمن تطوان يوضح ملابسات توقيف شاب في القصر الكبير ويفنّد تصريحات 'مضللة' على يوتيوب

هبة بريس – تطوان خرجت ولاية أمن تطوان، يوم الثلاثاء، ببيان توضيحي على خلفية مقطع فيديو منشور على موقع 'يوتيوب'، يتضمن تصريحات أدلى بها شخص كان موضوع بحث قضائي سابق، وُصفت معطياته بـ'الزائفة' والمنافية لما هو مثبت قانوناً. وأفادت الولاية، التي تشرف على مفوضية الشرطة بمدينة القصر الكبير، بأن القضية موضوع الشريط تتعلق بواقعة ضرب وجرح تُباشر بشأنها الدائرة الأمنية الثانية تحقيقاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وذكر البيان، الذي توصلت به جريدة هبة بريس، أن الشخص الظاهر في الفيديو كان قد وُضع تحت تدبير الحراسة النظرية، وذلك بتعليمات من النيابة العامة، مع احترام جميع الإجراءات القانونية، بما في ذلك إشعار والدته وتسجيله ضمن لائحة الأشخاص الموقوفين المعروضة على القضاء. وأضافت مصالح الأمن أن الموقوف نُقل إلى المستشفى المحلي بالقصر الكبير بعد ظهور مضاعفات صحية عليه، قبل أن يتم تحويله إلى المستشفى الجهوي بطنجة بناءً على توصية الطاقم الطبي، مشيرة إلى أن النيابة العامة قررت رفع الحراسة النظرية إلى حين تماثله للشفاء، مع استمرار المسطرة القضائية في حقه. وشدد البيان على أن تصريحات المعني في الفيديو تضمّنت 'مغالطات وتحريفاً للوقائع'، مؤكداً أن المصالح الأمنية استمعت لشهادات عدد من الأشخاص كانوا برفقة المشتبه فيه، وقد أُحيلت هذه الإفادات على النيابة العامة في إطار البحث التمهيدي الذي يخضع لمقتضيات السرية القانونية. وأكدت ولاية أمن تطوان أن نشر هذا التوضيح يندرج في إطار تصحيح المعلومات المتداولة وتفنيد المزاعم التي تمس بسير القضايا الجارية وتغذي التضليل الإعلامي، معلنة احتفاظها بحقها في متابعة كل من يدلي بتصريحات قد تندرج ضمن أفعال معاقب عليها قانوناً.

طنجة: تاجر يضرم النار في نفسه بسبب ضائقة مالية
طنجة: تاجر يضرم النار في نفسه بسبب ضائقة مالية

اليوم 24

timeمنذ 18 دقائق

  • اليوم 24

طنجة: تاجر يضرم النار في نفسه بسبب ضائقة مالية

وسط الشارع العام بالقرب من فندق 'أهلا' بطريق الرباط بمدينة طنجة، وفي مشهد مرعب، أقدم زوال يومه الثلاثاء شخص في عقده الرابع على إحراق نفسه، ما تسبب له في حروق خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس. وعلم 'اليوم24' أن المعني البالغ من العمر حوالي 46 سنة، أقدم على حرق نفسه أمام المارة مباشرة بعد توصله بإشعار يقضي بإفراغ المحل الذي يزاول فيه نشاطه التجاري، ما تسبب له في أزمة نفسية حادة دفعته لمحاولة إنهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية. وأضاف المصدر ذاته بأن المعني بالأمر يملك محلا لبيع العقاقير، وكان يعيش في الفترة الأخيرة وضعا ماديا صعبا بسبب خلافات مالية مع شركاء سابقين، مما زاد من تفاقم معاناته النفسية، الأمر الذي جعله يدخل في حالة هيجان شديدة، حيث أقدم على صب مواد حارقة على جسمه، وأشعل النار في نفسه. وذكرت المصادر نفسها، أن عددا من المواطنين تدخلوا وقاموا بإخماد النار وإنقاذ الشاب من موت محقق، إذ تم نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي « محمد الخامس » بطنجة. وأضافت المصادر أن الضحية لازال يرقد بقسم العناية المركزة بنفس المستشفى، إذ من المنتظر أن تفتح الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة بتعليمات من النيابة العامة المختصة، تحقيقا في أسباب إقدامه على الانتحار بهذه الطريقة المأساوية.

تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل بعد إعلان الهدنة.. هل تنهار التهدئة؟
تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل بعد إعلان الهدنة.. هل تنهار التهدئة؟

بلبريس

timeمنذ 23 دقائق

  • بلبريس

تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل بعد إعلان الهدنة.. هل تنهار التهدئة؟

بلبريس - آية بطل في تطور خطير يُعيد التوتر بين إيران وإسرائيل إلى الواجهة، أعلن الجيش الإيراني صباح الثلاثاء أن إسرائيل نفّذت ثلاث ضربات جوية استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن المتحدث باسم القوات المسلحة أن "الكيان الصهيوني شنّ ثلاث هجمات حتى الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي"، دون الكشف عن تفاصيل الأهداف أو حجم الخسائر. من جهته، تدخل الرئيس الأميركي بشكل مباشر، عبر رسالة نشرها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، خاطب فيها إسرائيل قائلاً: "إسرائيل! لا تُلقِ هذه القنابل. إن فعلتِ ذلك، فسيكون ذلك انتهاكاً جسيماً. أعيدوا طياريكم إلى ديارهم الآن!"، في محاولة واضحة لاحتواء التصعيد ومنع انهيار الهدنة، التي جاءت بعد 12 يوماً من المواجهات بين الطرفين. لكن الوضع سرعان ما تدهور، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي رصدت إطلاق صواريخ من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل، بعد نحو ساعتين ونصف فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ونتيجة لذلك، دعت السلطات الإسرائيلية السكان إلى الدخول إلى الملاجئ والمناطق المحمية، في خطوة تعكس حجم الخطر القائم. وفي سياق متصل، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أصدر تعليمات برفع مستوى الجاهزية العسكرية إلى أقصى درجة، تحسباً لأي هجمات جديدة محتملة، مشيراً إلى أن "الخطر لا يزال قائماً ولا توجد أي تغييرات في تعليمات الجبهة الداخلية". رداً على ما وصفه بـ"الخرق الإيراني الصارخ"، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن إصدار أوامر بشن ضربات جوية جديدة على أهداف داخل العاصمة الإيرانية طهران، مؤكداً أن إسرائيل "لن تتهاون مع أي تهديد مباشر"، وأن الرد سيكون "حازماً وسريعاً". هذا التصعيد المتبادل يعكس هشاشة وقف إطلاق النار بين الجانبين، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام كل طرف بالتهدئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store