
مساحات للتأمل
بدر علي قمبر
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت». وقال تعالى: «أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، بل ورسلنا لديهم يكتبون». إن المتأمل لأحوالنا اليوم يُدرك يقينًا المخاطر التي تترتب عليها كثرة الأقاويل، والقيل والقال، والفتن التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، أو في المجالس، أو في الأعمال، أو في البيوت، وكلها مؤشرات خطيرة تؤدي في أغلب الأحوال إلى مخاطر النفور والتضاد في العلاقات، وإلى زرع الشك والريبة في جميع المواقف، والتي تنطلق من منبع عدم الإحساس، وإساءة الظن، والتجسس النابع من عدم الثقة بالآخرين. يقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً». ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث». هناك نفوس تتعامل بمثل هذه الأساليب التي تمثل خطورة في بقاء «ملامح المحبة» في العلاقات، بل وتساهم في نشر الضغينة والفتن، التي لربما تمتد لفترة طويلة، فلا مناص حينها من إيجاد العلاج الناجع.
وعندما نتحدث عن الصمت، فإنما نتحدث عن أسلوب جميل لقوة النفس، والتغافل، والتأمل، وإعطاء الفرصة للآخرين للتعبير عن مكنون مشاعرهم، والتي لربما أفصحوا من خلالها بحقيقة ما يحملونه في نفوسهم. الصمت أسلوب حكيم، يبعدك عن المهاترات والمشاحنات، وعن الخوض في متاهات الجدل العقيم، الذي لربما يخسرك نفسك وقوة تحمّلك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة، لمن ترك المراء وإن كان مُحقًا». هنا تأتي الحكمة، وقدرة النفس على ضبط مشاعرها وأقاويلها عندما تواجه بعض النفوس العنفوانية، والتي تزرع الشك أينما كانت. الصمت يعطيك فرصة لكي تراجع حساباتك، وتضع حدًا للعديد من العلاقات والمواقف، من أجل أن تحافظ على «صحتك النفسية والجسدية»، وتحافظ على منهجك ومبادئك التي تعلمتها ونشأت عليها، والتي تمثل سمتك وأخلاقك، وتؤمن حينها بالرسائل الربانية التي لولاها لعشنا في تيه.
الصمت قوّة وتأمل وإحساس، يجعلك تعيش المواقف بإحساس، وتعدل من أسلوبك، حتى تسير في «مسير الحياة» بأمن وطمأنينة وسكينة وإنجاز.
قابلته منذ أيام ليسأل عني وعن أحوالي، وأحسست بأن هناك شيئاً ما يدور في خلده، فبدأ يسأل عن ملامح «الأثر» الذي رفعتُ شعاره في حياته، وملامح «ويبقى الأثر» التي اتخذتها رسالة في أسلوبي. ولأنه عاشرني في حقبة ما، وعرف سر الإحساس بالمحبة التي تجمعنا، وعرف معاني العطاء الذي تبادلناه معاً، والأسلوب الجميل الذي أدرنا من خلاله مشروعات الحياة، وكانت بصمة أثر جميلة ورائعة في المجتمع وفي نفوس الآخرين، فقد قدم لي بعض المشاعر والأحاسيس التي أثرت في نفسه، وذكرني بأن الحياة هي كما هي لم تتغير، والواجب علينا أن نسير فيها بثبات، وبرسالتنا التي حملناها من قبل، وأن نتغافل عن المزعجات، ونقوم أنفسنا، وننهض من جديد كلما اعترتنا أعاصير الحياة المُرهقة. يقابلني بإحساس مُرهف، وعرف أن هناك شخوصاً في الحياة، لا تعرف قيمتهم إلا إذا فقدتهم، فهم يمثلون قامات خير وإحسان ونجاح، تعلمت منهم الكثير، وعشت معهم أجمل لحظات الإنجاز والنجاح. وأكثر ما أسعد صاحبي كما قال، هي تلك الدعوات الصادقة من أولئك الذين تعاملنا معهم بإحسان، ووقفنا بجانبهم في فترات مضت، وأصلحنا ثقوب حياتهم، وأضحوا اليوم بلسماً شافياً للآخرين، كما تعلموه من قبل، وهو الأثر المُستدام الذي ينتقل للآخرين، كلما أحسنتَ صنيع الإحسان معهم. وكل ذلك بفضل الله تعالى.
قال تعالى: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».تظلم نفسك أحياناً عندما تنزعج من بعض المواقف، وتنزعج من بعض الابتلاءات والمحن والمواقف العصيبة، ولكنها ـ بحمد الله تعالى ـ رسائل ربانية واضحة بأنك اليوم على أعتاب تجديد إيمانك ويقينك بأقدار الله تعالى، وبما يكتبه لك، فلا تحزن، فإنما الحزن هو من الشيطان الرجيم. ولذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال». الرسالة إيمانية وهي نعمة من الله تعالى، بأن عليك أن تعود إليه في كل ابتلاء، حتى تقوى في الشدة والرخاء، وترضى بما يكتبه الله لك في مسيرك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له». كن على يقين بأنك على خير دائماً مع أقدار الحياة، وتعامل معها بطمأنينة قلب المسلم، وسكينة نفسه، وإقباله على ربه بالدعاء الصادق.
ومضة أملتذكر دائماً وصية النبي صلى الله عليه وسلم: «من استوى يوماه فهو مغبون». لذا كن على موعد للتغيير والعطاء في كل مناحي حياتك، في كل يوم تعيشه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 15 ساعات
- البلاد البحرينية
فتحية الكوهجي.. مسيرة مهنية في خدمة العمل الاجتماعي وتمكين المرأة
أسرة محبة للعلم.. بداية مسار مليء بالشغف والمسؤولية التقاعد ليس نهاية الطريق، بل انطلاقة جديدة لطموحات لا يحدّها العمر 'الأسر المنتجة' نموذج فعّال لتعزيز الاقتصاد الأسري والصناعات الحرفية الجمعيات والعمل التطوعي ركيزة أساس في بناء مجتمع متكامل الشباب في قلب التنمية المستدامة استثمار في الحاضر ورسالة للمستقبل الصبر والاستمرارية قيمتان شكلتا مفتاح النجاح والمسيرة المؤثرة تزخر مملكة البحرين بشخصيات وطنية بارزة أسهمت في رسم ملامح الحاضر والمستقبل، وتركَت بصمات ملهمة تتناقلها الأجيال، بما قدمته من عطاءٍ متميز وحكمةٍ نابعة من الإيمان بالمسؤولية المجتمعية. ضيفتنا في هذا اللقاء هي واحدة من تلك الشخصيات الرائدة التي جمعت بين القيادة والرؤية، وبين الإبداع، والعمل الاجتماعي التطوعي، لتقدم نموذجًا مشرفًا للمرأة البحرينية، فتحية عبد الرزاق الكوهجي، رئيسة جمعية المرأة المعاصرة، التي تمكنت من خلال مسيرتها المهنية والاجتماعية الحافلة، وشغفها العميق بتحقيق التغيير، أن تكون قدوة في التميز والعطاء. في هذا اللقاء، تسلّط 'البلاد' الضوء على أبرز المحطات في مسيرة الكوهجي، وتفتح معها صفحات من تجربتها التي تؤمن فيها بأن الطموح، والإرادة، والعمل الجاد، هي مفاتيح تحقيق الإنجاز، وصناعة الأثر. تابعونا في هذه الرحلة المثرية، التي نستعرض فيها دروس النجاح من قلب تجربةٍ نسائية ملهمة، أبت أن تقف عند حدود، فاختارت أن تصنع الفارق. منذ سنواتها الأولى، أدركت فتحية عبد الرزاق الكوهجي أهمية التعليم والدعم الأسري في بناء الشخصية وصقل الطموح، فقد نشأت في أسرة تؤمن بأن العلم هو السبيل إلى التميز، إذ كان والداها – رحمهما الله – من عشاق المعرفة، وحرصًا على توفير بيئة تعليمية محفزة لأبنائهما، وهو ما انعكس على مسيرة جميع أفراد الأسرة الذين أصبحوا من حملة الشهادات الجامعية العليا. وفي هذا الشأن تستذكر الكوهجي تلك المرحلة بامتنان قائلة: 'والداي شجعانا على التعليم والتفوق، وحرصا على غرس حب العلم والمعرفة في نفوسنا'، وهي بذور نمت وتفتحت لاحقًا في مسيرة علمية ومجتمعية حافلة. فبعد إنهائها للمرحلة الثانوية، التحقت بجامعة الكويت لدراسة علم النفس والاجتماع، وهي الخطوة التي فتحت أمامها آفاقًا جديدة لفهم طبيعة الإنسان والمجتمع واحتياجاته، وتشكّلت معها ملامح طريقها المهني والاجتماعي، وتقول في هذا الجانب: 'في بداية طريقي الجامعي كنت محبة لعلم النفس، وفهم شخصيات الآخرين، ومد يد المساعدة لكل أفراد المجتمع'، وهذا الميل الإنساني المبكر لم يكن غريبًا على نشأتها، فهي ابنة أسرة عُرفت بحبها للعمل الخيري وخدمة المجتمع، حيث ترى أن العطاء والتطوع ليسا مجرد نشاط، بل أسلوب حياة ينبع من الإيمان بأهمية الإحساس بالآخر، والرضا النفسي والاجتماعي الناتج عن خدمة الناس. تؤمن الكوهجي بأن عمل الخير هو ركيزة أساس في حياة الأسرة، مؤكدة بالقول: 'نسعى دائمًا لدعم الأسر المحتاجة، فإسعاد الآخرين يمنحنا راحة نفسية لا تضاهى'. مسيرة حافلة بالعطاء بعد تخرّجها من الجامعة، خطت فتحية عبد الرزاق الكوهجي أولى خطواتها في ميدان العمل الاجتماعي، حيث بدأت مسيرتها المهنية كباحثة اجتماعية، وهي التجربة التي شكّلت ركيزة أساسية في بناء رؤيتها العميقة لمفهوم التنمية المجتمعية، وتصف الكوهجي هذه المرحلة بأنها 'فرصة ذهبية' أتاحت لها الاطلاع عن قرب على التحديات التي تواجه الأسر البحرينية، مؤكدة أن دورها لم يكن محصورًا في تقديم المساعدات المادية، بل تعداه إلى الإسهام في تعزيز مفاهيم التنمية المستدامة والبحث عن حلول جذرية للمشكلات المجتمعية. هذا الفهم العميق لطبيعة العمل الاجتماعي، وتجربتها الميدانية الواسعة، أسهما في ترسيخ مكانتها كإحدى القيادات النسائية البارزة في مجال العمل الخيري والاجتماعي بمملكة البحرين. وترى الكوهجي بأن العمل الاجتماعي ليس مجرد وظيفة، بل رسالة ومسؤولية وطنية وإنسانية تتطلب الالتزام والجدية، مشيرة إلى أن هذا المجال لطالما كان جزءًا لا يتجزأ من حياتها، ومصدر فخر شخصي، لما يتيحه من فرص حقيقية للمساهمة في تنمية المجتمع وتنفيذ مشروعات تنموية تخدم الوطن والمواطن. وعلى مدار مسيرتها العملية، تولّت فتحية عبد الرزاق الكوهجي إدارة عدد من المراكز الاجتماعية، حيث أظهرت قدرات قيادية عالية في تنفيذ مشروعات تنموية نوعية تركت أثرًا ملموسًا في المجتمع، ومن أبرز هذه المبادرات 'مشروع الأسر المنتجة بفروعه المختلفة'، إلى جانب برامج 'تمكين المرأة وتدريبها على مهن وحرف نافعة'، التي ساهمت في تحسين المستوى المعيشي للعديد من الأسر، وفتحت آفاقًا جديدة أمام النساء لاكتساب المهارات والاستقلال الاقتصادي. وتدرّجت الكوهجي في مناصبها حتى تولّت منصب مديرة إدارة الرعاية الاجتماعية، حيث أُنيط بها الإشراف على مراكز رعاية كبار المواطنين، بما في ذلك الأندية النهارية وغيرها من المرافق التي تقدم خدمات متخصصة لهذه الفئة، مما يعكس التزامها برعاية مختلف شرائح المجتمع. وفي موازاة ذلك، تواصل الكوهجي دورها القيادي كرئيسة لجمعية المرأة المعاصرة، حيث تؤمن بأهمية الدور الرائد الذي تضطلع به الجمعيات الأهلية في دعم خطط التنمية المستدامة، مؤكدة أن الشراكة بين القطاع الأهلي والحكومي باتت ضرورة لتحقيق أهداف التنمية وتلبية احتياجات المجتمع بشكل تكاملي وفعّال. التحدي محطة صقل التجربة وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهت فتحية في بداياتها المهنية، فهي لم تكن تراها عوائق، بل فرص حقيقية للتعلم والنمو وتطوير الذات، فهي تؤمن بأن العمل الجماعي والتخطيط السليم يشكلان أساسًا لتجاوز الصعوبات وتحقيق الأهداف، لا سيما في بيئة العمل الاجتماعي التي تتطلب تضافر الجهود. وتؤكد الكوهجي أن الجمعيات النسائية والاجتماعية في البحرين استطاعت، عبر التعاون المثمر، أن تقدم نموذجًا مميزًا في العمل المشترك لخدمة قضايا المرأة والمجتمع، مشيرة إلى أن هذا التكاتف أثمر عن تنظيم فعاليات ومشاريع نوعية دعمت المرأة البحرينية وعزّزت من حضورها محليًّا ودوليًّا، وتقول في هذا السياق: 'نجحنا في تنظيم فعاليات ومشاريع مشتركة دعمت قضايا المرأة والمجتمع، وأسهمت في تعزيز مكانة المرأة البحرينية على المستوى المحلي والدولي'. 'تمكين البحرينية'.. قصة نجاح وطنية في هذا الجانب، أعربت فتحية الكوهجي عن فخرها واعتزازها بالإنجازات التي حققتها المرأة البحرينية بفضل دعم قيادة مملكة البحرين، والمجلس الأعلى للمرأة، موضحة بالقول: 'أن المجلس الأعلى للمرأة قدّم دفعًا قويًّا من خلال استراتيجيات واضحة لدعم المرأة البحرينية عبر مبادراته الهادفة واستراتيجياته البناءة، الأمر الذي رسخ مكانة المرأة البحرينية وجعلها قادرة على تحقيق المستحيل، سواء في حياتها العملية أو بعد التقاعد، فالعمر ليس عائقاً أمام الطموح، بل هو دافع لمزيد من العطاء، وعليه، فإن المرأة البحرينية استطاعت تبوء أعلى المناصب القيادية'. أكدت فتحية أهمية الانخراط في العمل التطوعي لجميع فئات المجتمع كوسيلة لاكتساب الخبرات وتنمية الذات، خاصة وأنها ترى العمل التطوعي هو فرصة لتطوير مهارات القيادة وبناء الذات، والشباب هم أساس بناء مستقبل مشرق لمجتمعاتنا. 'البحرينية' قصة متجددة عبّرت فتحية عبد الرزاق الكوهجي عن فخرها العميق بالإنجازات التي حققتها المرأة البحرينية، مؤكدة أن ما تحقق هو ثمرة دعم مستمر من قيادة مملكة البحرين، والمجلس الأعلى للمرأة، الذي لعب دورًا محوريًّا في تمكين المرأة من خلال تبني استراتيجيات واضحة ومبادرات هادفة. وأوضحت الكوهجي أن المجلس الأعلى للمرأة قدّم دفعة قوية للمرأة البحرينية، عبر برامج وخطط بناءة رسّخت مكانتها في مختلف المجالات، ووفّرت لها البيئة المناسبة للتميّز والإنجاز، وتقول: 'لقد ساعدت تلك المبادرات المرأة البحرينية على تجاوز التحديات وتحقيق المستحيل، سواء في مسيرتها العملية أو بعد التقاعد، فالعمر لم يكن يومًا عائقًا أمام الطموح، بل أصبح دافعًا لمزيد من العطاء'. وأشادت الكوهجي بما حققته المرأة البحرينية من حضور بارز في مواقع اتخاذ القرار، حيث تبوأت مناصب قيادية عليا، وأثبتت قدرتها على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية. أكدت الكوهجي في شأن متصل، أهمية العمل التطوعي كأحد المسارات الرئيسة لاكتساب الخبرات، وتنمية الذات، وتطوير المهارات القيادية، داعية إلى تعزيز ثقافة التطوع لدى جميع فئات المجتمع، مشددة على أن الشباب يشكلون الأساس المتين لبناء مستقبل مشرق، لا سيما وأن الاستثمار في طاقاتهم وتمكينهم من أدوات العمل المجتمعي هو خطوة أساسية نحو مجتمع أكثر وعيًا وتقدمًا. رسالة وطنية تؤمن فتحية عبد الرزاق الكوهجي أن العمل الاجتماعي التطوعي ليس نهاية الطموح، بل هو بوابة لمساهمة وطنية أشمل تخدم مختلف مجالات التنمية في البحرين، وتؤكد أن تطلعاتها تتجاوز حدود المبادرات الاجتماعية إلى الإسهام الفاعل في دعم البرامج والمشروعات الوطنية، مستفيدة من خبراتها التراكمية الواسعة التي اكتسبتها على مدار سنوات من العمل والعطاء. وتضيف الكوهجي: 'شغفي بالعمل واستمراريتي فيه لا يتوقفان عند حد معين، فالمسؤولية الوطنية رسالة يحملها كل بحريني وبحرينية، بهدف بناء مجتمع أكثر تطورًا وتماسكًا'. نموذج للريادة المجتمعية كلمات تختزل مسيرة عطاء، وتحمل في طياتها دعوة صادقة لمواصلة البناء والمساهمة في رفعة الوطن. فتحية عبد الرزاق الكوهجي، رئيسة جمعية المرأة المعاصرة، لا تُجسد صورة المرأة البحرينية المبدعة فحسب، بل تمثل كذلك مصدر إلهام حقيقيًّا لكل من يسعى إلى التميز والعطاء في خدمة المجتمع، فقد تركت بصمات واضحة وعميقة في ميادين العمل الاجتماعي والتطوعي، لتبقى سيرتها ومسيرتها شاهدتين على تجربة ثرية وملهمة، تُشكّل رافدًا معرفيًّا وإنسانيًّا للأجيال القادمة. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
الحاج عبدالله الذهبة.. تاجر مجوهرات أشرف على ملجأ أيتام بالهند
ينتسب الراحل الحاج عبدالله الذهبة إلى عائلة لها مكانتها وامتدادها في البحرين وبعض دول الخليج، وممن اشتهر من أعلام هذه الأسرة هو المرحوم الشاعر الشيخ عبدالله بن الشيخ أحمد الذهبة البحراني المولود في قرية جدحفص أوائل القرن الثاني عشر الهجري، ولا يزال مسجد الذهبة في القرية يحمل اسم والده الشيخ أحمد. مسؤولية إعالة الأسرة في فريق الحطب بالمنامة ولد الحاج عبدالله الذهبة عام 1926، وهو بالمناسبة حفيد الشاعر الشيخ عبدالله الذهبة رحمه الله، ومن أصدقاء طفولته ورفاقه المرحومين العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور، حسن بن عبد الرسول بن رجب وإخوانه، عبدالرسول المسقطي، السيد مجيد الماجد، الحاج على أبو ديب، الحاج حسن على السماهيجى وجاسم محمد الصفار، توفي والده وهو صغير فتولى مسؤولية إعالة أسرته إذ كان هو الابن الوحيد بين ثلاث أخوات. بين صفوى ورحيمة والرياض سافر إلى السعودية في منتصف الأربعينيات بحثًا عن لقمة العيش حيث عمل في إحدى شركات النفط متنقلًا بين منطقتي صفوى ورحيمة ثم العاصمة الرياض، ودام عمله في السعودية ما يقارب 10 أعوام. بعد فترة عمله في السعودية، تزوج ابنة خالته كريمة السيد أحمد السيد محمود، ثم غادر إلى الكويت في منتصف الخمسينيات وزاول مهنة الدلالة وتجارة المواد الغذائية، واستقر في الكويت نحو 15 عامًا ثم قرر العودة إلى البحرين ليستقر بشكل دائم مع العائلة عام 1970، وافتتح محلًّا لبيع الذهب والمجوهرات واستمر في هذه التجارة لما يقارب 15 عامًا. مجمع الأيتام في 'رامبور' كان المرحوم الحاج عبدالله الذهبة مشهورًا بالأمانة ودماثة الخلق وحسن المعشر، ليس على مستوى البحرين فحسب، ولكن على مستوى الخليج والمنطقة، لذا تولى مسؤولية القيام بالعديد من المشاريع الخيرية نيابة عن عدد من تجار الخليج، ومن هذه المشاريع بناء مجمع للأيتام في قرية رامبور بالهند أوائل الستينيات بالهند، ويحوي ذلك المجمع مدرسة وسكن بتمويل من مؤسسة مناهل الخير في دولة الكويت. مجوهرات الهند وأحجارها الكريمة كان رحمة الله عليه كثير السفر للهند لتجارة المجوهرات والأحجار الكريمة، وكان يصطحب ابنه عادل في بعض السفرات ليتعرف على التجار الهنود، وكانت تمتد فترة إقامته لأكثر من 6 أشهر في بعض الأحيان بالزيارة الواحدة، وكان يزور دول الخليج للقاء التجار ورجال الأعمال. توفى رحمة الله عليه يوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1998، ودفن بمقبرة المنامة. في مجوهرات الذهبة بشارع الشيخ عبدالله من لقاءاته مع التجار البحرينيين والسعوديين مع تجار دبي محمد أحمد العباس وعلي ابراهيم الفردان


البلاد البحرينية
منذ 7 أيام
- البلاد البحرينية
استعدوا لزيادة عدد سكان سترة إلى 65 ألف نسمة
ترحب 'البلاد' برسائل ومساهمات القراء، وتنشر منها ما لا يتعارض مع قوانين النشر، مع الاحتفاظ بحق تنقيح الرسائل واختصارها. يرجى توجيه الرسائل إلى البريد الإلكتروني ([email protected]) متضمنة الاسم ورقم الهاتف. تأسست جمعية سترة الخيرية تحت مسمى 'صندوق سترة الخيري' في الأول من سبتمبر بالعام 1993م، وذلك طبقًا لأحكام القانون الخاص بالجمعيات والأندية الرياضية والهيئات الاجتماعية والثقافية. ومنذ ذلك التاريخ، والجمعية تقدم خدماتها لعموم مناطق سترة دون تمييز، وتسعى جاهدة لتلبية احتياجات الأسر المتعففة، وتقديم المساعدات للأفراد والطلبة المحتاجين، ودفع تكاليف العلاج لبعض الحالات المرضية، وتغطية نفقات الزواج. لدى الجمعية العديد من المشروعات الرائدة التي تلامس الحياة المعيشية لأبناء جزيرة سترة، مثل ترميم البيوت، وتوفير الأجهزة المنزلية والكهربائية، وإقامة حفلات تكريم للمتفوقين، وكفالة الأيتام، وتوزيع السلال الرمضانية، وحقيبة الطالب، والمبادرات الموجهة لأصحاب الهمم. ولا تختلف جمعية سترة الخيرية عن باقي الجمعيات والمؤسسات في مملكة البحرين، فهي تعيش المصاعب، وتتقاسم الهموم والمتاعب، وتواجه المنعطفات الخطيرة والتحديات المختلفة. لكنها تجتاز تلك العقبات بفضل الله تعالى، وبجهود وإخلاص أعضاء المجالس الإدارية المتعاقبة، وصبر العاملين في اللجان التابعة للجمعية، رحم الله الماضين وأطال في عمر الباقين. كما لا يمكن إغفال دعم ومساندة أهالي سترة، الذين كانوا عونًا وسندًا لجمعيتهم منذ تأسيسها وحتى اليوم. واليوم، وبعد مرور قرابة 32 عامًا على تأسيسها، ما تزال جمعية سترة الخيرية قادرة على العطاء على رغم صعوبة العمل ووعورة الطريق. وأحسب أن التحديات تزداد قوة من حين لآخر، ومعها يجب أن تتضاعف الجهود، ويزداد النشاط، وتُبتكر أساليب جديدة، وتُوضع برامج وخطط ناجحة. من الضروري أن تخرج الجمعية من حالة الرتابة والروتين، وتنفتح أكثر على الحاضنة الاجتماعية، وتوثق علاقتها بالأفراد وبقية جمعيات ولجان المجتمع المدني في سترة. كما أنه من واجب كل ستراوي مخلص الوقوف إلى جانب الجمعية، ومساندة العاملين فيها، فالأمر لم يعد كالسابق، لا على المستوى الإداري ولا الشعبي. الجمعية اليوم بحاجة ماسة إلى سجل منظم للأعضاء المنتسبين حسب النظام الأساسي؛ لأن ازدياد وتنوع العضوية سيسهم في تشكيل جمعية عمومية فاعلة، تدعم الإدارة القادمة، وتساهم في تطوير مستقبل الجمعية، وتعزز قوة الانتخابات، وتفرز إداريين ولجانًا عاملة تعيد للجمعية هيبتها وقوتها المعهودة. وليسمح لي مجلس إدارة جمعية سترة الخيرية أن أشير إلى بعض النقاط المهمة: أولًا: تحت شعار 'سترة تنتخب'، دشنت لجنة الإشراف على الانتخابات حملتها لانتخاب مجلس إدارة جديد. لكن، في ظل المعطيات الحالية، لن يتطور الأداء الإداري والمالي ما لم تكن هناك جمعية عمومية مختلفة وفاعلة، لها حضور قوي في الانتخابات وما بعدها. ثانيًا: لا ينبغي على الأخوة الأفاضل في اللجنة المشرفة على الانتخابات الاكتفاء بالجانب التنظيري، وإصدار البيانات والدعوات فقط، بل يجب تفعيل البرامج العلمية والعملية التي تشجع على المبادرة، وتنفيذ زيارات ميدانية لإقناع الكوادر المؤهلة بالترشح. ثالثًا: مع اكتمال مدينة شرق سترة، سيزداد عدد السكان بنسبة كبيرة قد تصل إلى نصف العدد الحالي، ليبلغ نحو 65 ألف نسمة أو أكثر. ومع هذا التوسع العمراني، ستزداد الضغوط على البنية التحتية، بما فيها جمعية سترة الخيرية؛ ما يستدعي الاستعداد المبكر بدءًا من الانتخابات القادمة، بإحياء الجمعية العمومية وتقوية مجلس الإدارة واللجان العاملة. رابعًا: لدي ثقة بوزارة التنمية الاجتماعية، ولا أشك في متابعتها لاحتياجات جمعية سترة الخيرية، خصوصًا مع التوسع العمراني والسكاني. ومن هذا المنطلق، أوجه الدعوة إلى وزير التنمية الاجتماعية أسامة العلوي، لزيارة الجمعية والاطلاع عن قرب على احتياجاتها، وما يواجهه مجلس إدارتها من معوقات وصعوبات، والعمل على تذليلها لضمان استمرار الجمعية في أداء واجباتها وتحقيق أهدافها.