
حيوانات بعيون خارقة
في الوقت الذي يظن فيه الإنسان أنه يرى العالم كما هو، تكشف لنا الطبيعة حقيقة أكثر إثارة، فهناك مخلوقات ترى أشياء لا يمكن للبشر إدراكها.
فمن أطياف خفية إلى ألوان لا نعرفها، إلى حركات لا تُلتقط إلا بكاميرات فائقة السرعة، تفتح لنا هذه الحيوانات نافذة على عوالم "خفية" تسير معنا يوميا دون أن نلاحظها.
الأشعة فوق البنفسجية.. رؤية الفراشات الخارقة
بينما ينتهي طيف الألوان الذي نراه نحن عند اللون البنفسجي، تبدأ الفراشات هناك في اكتشاف عالم آخر، حيث تمتلك أعينها خلايا ضوئية تستطيع التقاط الأشعة فوق البنفسجية، ما يسمح لها بتمييز أزهار تبدو لنا متماثلة، لكنها تظهر لها برسائل خفية، كأن الزهور ترشدها إلى رحيقها من خلال علامات لا تراها أعيننا.
الأشعة تحت الحمراء.. عيون الأفاعي الحرارية
بعض أنواع الأفاعي، مثل أفعى الحُفَر، تمتلك مجسات حرارية تجعلها ترى حرارة أجسام الكائنات الحية، حتى في الظلام الدامس.
هذه القدرة تُشبه ما تفعله كاميرات الرؤية الليلية، لكنها مدمجة بشكل طبيعي في جسمها، ما يسمح لها بصيد فرائسها بدقة مذهلة.
روبيان السرعوف يملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية
الروبيان السرعوف.. ملك الألوان
قد تبدو صغيرة الحجم، لكنها تملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية في مملكة الحيوان، حيث تمتلك الروبيان السرعوف ما يصل إلى 16 نوعا من المستقبلات اللونية (مقارنة بثلاثة لدى البشر فقط)، ما يجعلها ترى ألوانا لا يمكننا حتى تخيلها، بل إنها تستطيع أيضا تمييز الضوء المستقطب، الذي لا تدركه أعين البشر.
النحل.. الضوء المخفي في قلب الزهرة
مثل الفراشات، يستطيع النحل رؤية الأشعة فوق البنفسجية، ما يساعده على اكتشاف "الطرق السريعة" التي ترسمها الزهور للإشارة إلى مكان الرحيق، الزهرة التي تبدو لنا بلون واحد، قد يراها النحل كبوصلة لونية موجهة بدقة.
القطط والكلاب.. عيون تتألق في الظلام
رغم أن الكلاب والقطط ترى الألوان كما نراها، فإن أعينها تتفوق علينا في الرؤية الليلية.
حيث تحتوي شبكيات أعينها على طبقة عاكسة تُعرف بـ"tapetum lucidum"، تُعيد توجيه الضوء نحو الخلايا البصرية، فتُضيء أعينها في الظلام وتمنحها قدرة أكبر على التحرك ليلا.
وهذا التنوع في أنظمة الرؤية يدفعنا إلى إعادة التفكير في العالم من حولنا، فما نراه ليس كل ما هو موجود، بل مجرد "جزء صغير" من الحقيقة الكاملة، وبينما نحتاج إلى أدوات علمية معقدة لرؤية الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء، فإن هذه المخلوقات "البسيطة" تملكها بشكل طبيعي منذ ملايين السنين. (العين الاخبارية)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 3 أيام
- المنار
أقوى عاصفة شمسية في 2025 تضرب الأرض فما نتائجها؟
حسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أطلقت الشمس يوم 14 مايو/أيار 2025 توهّجًا من الفئة إكس 2.7، بلغ ذروته عند الساعة 08:25 صباحًا بتوقيت غرينتش. التوهج الشمسي هو انفجار هائل للطاقة يحدث في الغلاف الجوي للشمس، نتيجة إطلاق مفاجئ للطاقة المخزنة في الحقول المغناطيسية، خاصةً فوق مناطق على سطح الشمس تسمى 'البقع الشمسية'، وهي مناطق تظهر في صور التلسكوبات داكنة على سطح الشمس، لأن درجة حرارتها أقل بقدر صغير من محيطها. ويؤدي هذا الانفجار إلى انبعاث إشعاعات قوية تشمل الأشعة السينية، الأشعة فوق البنفسجية، وأشعة غاما، بالإضافة إلى موجات راديوية. وتُصنّف التوهّجات حسب شدّتها إلى فئات تبدأ من 'إيه' وتصل إلى 'إكس'، حيث تُعتبر فئة 'إكس' الأقوى، ويعد التوهج الأخير أقوى التوهجات التي انطلقت من الشمس خلال عام 2025. أثر محدود وتصل هذه الانبعاثات إلى الأرض لتتفاعل مع مجالها المغناطيسي، متسببة بشكل أساسي في ظاهرة الشفق القطبي الشهيرة، وهي أضواء ملونة تظهر في السماء في المناطق القريبة من القطبين. وتمر الشمس بدورة نشاط تستغرق نحو 11 سنة، تتراوح بين الحد الأدنى للنشاط والحد الأقصى للنشاط، وخلال فترة الحد الأقصى، تزداد عدد البقع الشمسية، وبالتبعية يزداد عدد التوهجات الشمسية. الدورة الشمسية الحالية، المعروفة باسم 'الدورة الشمسية 25″، بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2019 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2030 تقريبًا، وتتميز هذه الدورة بزيادة ملحوظة في النشاط الشمسي مقارنة بالدورة السابقة، مع توقعات بأن تصل إلى ذروتها في 2025. وتسبّب هذا التوهّج الأخير في انقطاعات مؤقتة للاتصالات اللاسلكية على الجانب النهاري من الأرض، خاصة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وبشكل خاص تأثّرت خدمات الاتصالات عالية التردد، المستخدمة في الطيران والملاحة والاتصالات البحرية. وقد انطلق التوهج الشمسي الأخير من بقعة شمسية سميت إيه آر 4087، والتي أطلقت بدورها عددا من التوهجات الشمسية الأخف مؤخرا. هل تؤثر التوهجات الشمسية على الإنسان؟ الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض يعملان كدرع واقٍ، يمنعان معظم الإشعاعات الناتجة عن التوهجات الشمسية من الوصول إلى سطح الأرض، مما يجعل تأثيرها المباشر على صحة البشر ضئيلًا أو غير موجود على الإطلاق. وكانت بعض الدراسات قد أشارت إلى أن العواصف الشمسية قد تؤثر على الساعة البيولوجية للإنسان، ومع ذلك، لا يوجد اتفاق بين العلماء حول هذا الأمر، ولا توجد أدلة قاطعة على تأثيرات صحية خطيرة مباشرة. ويؤكد العلماء أن المخاطر تظهر بشكل أساسي في الارتفاعات العالية، مثل رواد الفضاء أو الطيارين في الرحلات القطبية، حيث يعتقد أنهم قد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات الإشعاعات الشمسية، لذا يتم اتخاذ احتياطات خاصة في هذه الحالات. ما التأثير على الطقس؟ كما أن التوهجات الشمسية لا تسبب تغيرات مباشرة في الطقس اليومي مثل الأمطار أو درجات الحرارة. ويعتقد العلماء أن العامل الأساسي المؤثر في مناخ الأرض حاليا هو التغير المناخي، والذي يرفع من تطرف الظواهر المناخية مثل الموجات الحارة. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النشاط الشمسي قد يؤثر على المناخ على المدى الطويل، مثل فترات التبريد أو الاحترار، ولكن هذه التأثيرات معقدة وتحتاج إلى مزيد من البحث لفهمها بالكامل، ولا يوجد حتى الآن اتفاق بين العلماء على صحتها. وبشكل أساسي يعمل نطاق 'طقس الفضاء' حاليا على دراسة تلك التوهجات، بغرض أساسي وهو تأمين التكنولوجيا، حيث يمكن للتوهجات الشمسية أن تؤثر على الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، مما قد يؤدي إلى انقطاعات مؤقتة أو تشويش في الإشارات. تقوم وكالات الفضاء ومراكز الأرصاد الفضائية بمراقبة الشمس باستمرار، وفي هذا السياق يتم بتحديث أنظمة الحماية للأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء، وتتخذ شركات الاتصالات والطيران احتياطات إضافية خلال فترات النشاط الشمسي المرتفع.


ليبانون 24
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
حيوانات بعيون خارقة
في الوقت الذي يظن فيه الإنسان أنه يرى العالم كما هو، تكشف لنا الطبيعة حقيقة أكثر إثارة، فهناك مخلوقات ترى أشياء لا يمكن للبشر إدراكها. فمن أطياف خفية إلى ألوان لا نعرفها، إلى حركات لا تُلتقط إلا بكاميرات فائقة السرعة، تفتح لنا هذه الحيوانات نافذة على عوالم "خفية" تسير معنا يوميا دون أن نلاحظها. الأشعة فوق البنفسجية.. رؤية الفراشات الخارقة بينما ينتهي طيف الألوان الذي نراه نحن عند اللون البنفسجي، تبدأ الفراشات هناك في اكتشاف عالم آخر، حيث تمتلك أعينها خلايا ضوئية تستطيع التقاط الأشعة فوق البنفسجية، ما يسمح لها بتمييز أزهار تبدو لنا متماثلة، لكنها تظهر لها برسائل خفية، كأن الزهور ترشدها إلى رحيقها من خلال علامات لا تراها أعيننا. الأشعة تحت الحمراء.. عيون الأفاعي الحرارية بعض أنواع الأفاعي، مثل أفعى الحُفَر، تمتلك مجسات حرارية تجعلها ترى حرارة أجسام الكائنات الحية، حتى في الظلام الدامس. هذه القدرة تُشبه ما تفعله كاميرات الرؤية الليلية، لكنها مدمجة بشكل طبيعي في جسمها، ما يسمح لها بصيد فرائسها بدقة مذهلة. روبيان السرعوف يملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية الروبيان السرعوف.. ملك الألوان قد تبدو صغيرة الحجم، لكنها تملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية في مملكة الحيوان، حيث تمتلك الروبيان السرعوف ما يصل إلى 16 نوعا من المستقبلات اللونية (مقارنة بثلاثة لدى البشر فقط)، ما يجعلها ترى ألوانا لا يمكننا حتى تخيلها، بل إنها تستطيع أيضا تمييز الضوء المستقطب، الذي لا تدركه أعين البشر. النحل.. الضوء المخفي في قلب الزهرة مثل الفراشات، يستطيع النحل رؤية الأشعة فوق البنفسجية، ما يساعده على اكتشاف "الطرق السريعة" التي ترسمها الزهور للإشارة إلى مكان الرحيق، الزهرة التي تبدو لنا بلون واحد، قد يراها النحل كبوصلة لونية موجهة بدقة. القطط والكلاب.. عيون تتألق في الظلام رغم أن الكلاب والقطط ترى الألوان كما نراها، فإن أعينها تتفوق علينا في الرؤية الليلية. حيث تحتوي شبكيات أعينها على طبقة عاكسة تُعرف بـ"tapetum lucidum"، تُعيد توجيه الضوء نحو الخلايا البصرية، فتُضيء أعينها في الظلام وتمنحها قدرة أكبر على التحرك ليلا. وهذا التنوع في أنظمة الرؤية يدفعنا إلى إعادة التفكير في العالم من حولنا، فما نراه ليس كل ما هو موجود، بل مجرد "جزء صغير" من الحقيقة الكاملة، وبينما نحتاج إلى أدوات علمية معقدة لرؤية الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء، فإن هذه المخلوقات "البسيطة" تملكها بشكل طبيعي منذ ملايين السنين. (العين الاخبارية)


سيدر نيوز
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
من الأشعة فوق البنفسجية إلى الضوء المستقطب: كيف ترى الحيوانات ما لا نراه؟
في الوقت الذي يظن فيه الإنسان أنه يرى العالم كما هو، تكشف لنا الطبيعة حقيقة أكثر إثارة، فهناك مخلوقات ترى أشياء لا يمكن للبشر إدراكها. فمن أطياف خفية إلى ألوان لا نعرفها، إلى حركات لا تُلتقط إلا بكاميرات فائقة السرعة، تفتح لنا هذه الحيوانات نافذة على عوالم 'خفية' تسير معنا يوميا دون أن نلاحظها. الأشعة فوق البنفسجية.. رؤية الفراشات الخارقة بينما ينتهي طيف الألوان الذي نراه نحن عند اللون البنفسجي، تبدأ الفراشات هناك في اكتشاف عالم آخر، حيث تمتلك أعينها خلايا ضوئية تستطيع التقاط الأشعة فوق البنفسجية، ما يسمح لها بتمييز أزهار تبدو لنا متماثلة، لكنها تظهر لها برسائل خفية، كأن الزهور ترشدها إلى رحيقها من خلال علامات لا تراها أعيننا. روبيان السرعوف يملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية الأشعة تحت الحمراء.. عيون الأفاعي الحرارية بعض أنواع الأفاعي، مثل أفعى الحُفَر، تمتلك مجسات حرارية تجعلها ترى حرارة أجسام الكائنات الحية، حتى في الظلام الدامس. هذه القدرة تُشبه ما تفعله كاميرات الرؤية الليلية، لكنها مدمجة بشكل طبيعي في جسمها، ما يسمح لها بصيد فرائسها بدقة مذهلة. روبيان السرعوف يملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية الروبيان السرعوف.. ملك الألوان قد تبدو صغيرة الحجم، لكنها تملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية في مملكة الحيوان، حيث تمتلك الروبيان السرعوف ما يصل إلى 16 نوعا من المستقبلات اللونية (مقارنة بثلاثة لدى البشر فقط)، ما يجعلها ترى ألوانا لا يمكننا حتى تخيلها، بل إنها تستطيع أيضا تمييز الضوء المستقطب، الذي لا تدركه أعين البشر. الضوء المخفي في قلب الزهرة مثل الفراشات، يستطيع النحل رؤية الأشعة فوق البنفسجية، ما يساعده على اكتشاف 'الطرق السريعة' التي ترسمها الزهور للإشارة إلى مكان الرحيق، الزهرة التي تبدو لنا بلون واحد، قد يراها النحل كبوصلة لونية موجهة بدقة. رغم أن الكلاب والقطط ترى الألوان كما نراها، فإن أعينها تتفوق علينا في الرؤية الليلية. حيث تحتوي شبكيات أعينها على طبقة عاكسة تُعرف بـ'tapetum lucidum'، تُعيد توجيه الضوء نحو الخلايا البصرية، فتُضيء أعينها في الظلام وتمنحها قدرة أكبر على التحرك ليلا. روبيان السرعوف يملك واحدة من أعقد أنظمة الرؤية وهذا التنوع في أنظمة الرؤية يدفعنا إلى إعادة التفكير في العالم من حولنا، فما نراه ليس كل ما هو موجود، بل مجرد 'جزء صغير' من الحقيقة الكاملة، وبينما نحتاج إلى أدوات علمية معقدة لرؤية الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء، فإن هذه المخلوقات 'البسيطة' تملكها بشكل طبيعي منذ ملايين السنين.