
سيكولوجية الإنسان المقهور والمتخلف
ابراهيم ابو حويله
القت إلي زوجتي كتاب التخلف الإجتماعي للدكتور مصطفى حجازي، وقالت هذا الكتاب من جنس الكتب التي تعشقها، اظنها باتت تعرفني فنحن اقتربنا من عقدنا الثالث، وهي مشتركة في نادي قراءة، ويتم تحديد كتاب يقرأ بشكل جماعي، وهذا الكتاب حتما ليس من مجموعة الكتب التي تفضلها فقد بت اعرفها، فهي تفر من هذه المواضيع، ولكن يبدو ان الأدمن كان له رأي أخر.
بدأت اقلب صفحاته بشكل سريع، وعلقت فيما ورد هنا، نعم انا ادندن حول هذه المفاهيم، واسعى محاولا وضعها في اطر وانماط كما يقول د عبدالوهاب المسيري، لأنك ستضيع مع الحقيقة او الحقائق بدون انماط والقول له، فكم من حقيقة تأتي مضللة ولكن عندما تعيدها إلى نمط معين ستدرك ذلك الإتجاه الذي تسير به، وهذا يصلح مع كل شيء تقريبا، نحن لنا انماط سلوك، والدول لها انماط سلوك، وحتى الأبناء لهم انماط سلوك، وحتما ستضيع بدون تنميط العقل البشري، او وضع انماط لتحديد الحقائق والعقول حولك، هل هذا هو حال العقل العربي ضائع؟ هذا ليس موضوعنا على كل حال.
نعود إلى سيكولوجية الإنسان المقهور وسيكولوجية الإنسان المتخلف فهما تتقاطعان في بعض الجوانب، لكنهما ليستا متماثلتين بالكامل، فلكل منهما خصوصيته: متي يصبح التغيير هدفا ومتى نقاوم التغيير، التشتيت هل هو هدف بحد ذاته أم وسيلة الهاء ام ضياع حضاري.
في البداية لنعرف من هو الإنسان المقهور (حسب مصطفى حجازي)
هو شخص يعيش تحت وطأة القمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويعاني من فقدان السيطرة على مصيره، تتصف نفسيته بالشعور بالعجز والدونية، وهو خاضع للسلطة أو متماهي معها، في سلوكه عدوانية مكبوتة، قد تنفجر في شكل عنف داخلي أو اجتماعي، لديه إنعدام ثقة بالذات والآخرين، وهو متعلق بالغيبيات والقدرية للهروب من الواقع.
ومن هو الإنسان المتخلف، هو نتاج بيئة تعاني من تأخر حضاري وثقافي وعلمي، وطبعا التخلف هنا لا يتعلق بالجينات أو العِرق، ولكن بالبنية الثقافية والاجتماعية، ويتمير بالتفكير الخرافي واللاعقلاني، وغياب النقد الذاتي، ورفض التغيير والتمسك بالماضي، وتقديس السلطة الأبوية، وقصور في فهم العلاقة بين السبب والنتيجة، انتهى كلامه.
فكلاهما يعاني من الاغتراب وفقدان الفعالية، اما بسبب القمع او بسبب التخلف، وينتج عنهما سلوك دفاعي مثل التبرير او الإسقاط او الإنكار. ويميلان إلى الاستسلام للقدر بدلًا من الفعل الواعي، وبين الوقوع في فخ القدرية او عدم الفاعلية او التخلف النتيجة هنا واحدة، فنحن امة تقترب من مليارين، ومع ذلك لا تنسيق، ولا فكر موحد، ولا فاعلية، ولا قدرة على توجيه النفس والأخر بشكل يعود على الجميع بالفائدة، وكلاهما يساهم في إعادة إنتاج وضعه، سواء بالتواطؤ مع القهر أو برفض التغيير.
بينما يحدث الاختلاف بينهما في ان الإنسان المقهور قد يكون مثقفًا أو واعيًا، لكنه يُقهر بالقوة، في حين أن الإنسان المتخلف يعيش في ثقافة متخلفة ترسّخ تخلفه، فما يحدث لنا هو نيتجة قوة عليا، او علينا ان ننتظر المهدي ليحررنا، او كما تسعى المسيحية الص ه وينية إلى تهيئة الظروف التي تؤدى إلى نزول المسيح، وبالتالي نخلص من المسلمين والي ه ود معا، وهكذا نعلق في غيبيات لا تحرر الأمة، ومع ان فعل الرسول صل الله عليه وسلم، كان قائما من اول يوم في حياته إلى نهايتها، على الاعداد والتجهيز ودراسة المعطيات والتاريخ والجغرافيا، وتوظيف الظروف والعلاقات الاجتماعية والسياسية والسنن التاريخية والاجتماعية والكونية لخدمة منهجه، ومن ثم التوجه بالدعاء لخالقه، والتركيز على الاخلاص في التوجه والنية، وهذا تعرضنا له في مواقع اخرى بشكل تفصيلي، وليس هنا مجال للتوسع فيه هنا.
المقهور يمكن أن يتحول إلى ثائر في وجه انظمة القمع والظلم العالمية إذا وجد الأمل والقيادة، أما المتخلف فنادرا ما يقاوم التغيير لأنه لا يدرك حاجته إليه. ولذلك سعى غاندي إلى غرس منهج جديد في التعامل مع الإستعمار البريطاني، وهذا ما قام به ماو تسي تونع وهوشي منه، وهنا أين يقع ما فعله الرسول صل الله عليه وسلم مع امته؟.
هل ادركت ما فعله الرسول صل الله وعليه وسلم مع امته، وكيف استطاع صناعة انسان يصلح بأن يكون خليفة في الأرض، يرفض الظلم ولا ينصاع له، ويسعى لخير الإنسان هنا، ويتكتل بشكل منهجي معا، ويتصرف بصورة نمطية منظمة منضبطة، قادرة على إجبار الأخر لينصاع لها، ويسير معها حرصا وخوفا منها.
وبنظري هكذا يحدث التغيير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
عيد استقلال ووطن يتجدد برؤية قيادته الهاشمية
كتب نقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة يُطلّ علينا عيد الاستقلال التاسع والسبعون للمملكة الأردنية الهاشمية، والوطن يزداد منعة وقوة، ويخطو بثقة نحو المستقبل، مستندًا إلى إرث هاشمي عريق، وقيادة حكيمة ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي واصل مسيرة البناء والتحديث، مثبتًا أن الاستقلال ليس محطة زمنية فقط، بل هو مشروع وطني مستمر في التطور والنماء. لقد شكلت السنوات الماضية، في ظل القيادة الهاشمية، مرحلة تحول شاملة في مختلف مناحي الحياة، حيث اتسمت السياسات الوطنية بالوضوح والمرونة، وتركزت الجهود على بناء دولة عصرية، قائمة على سيادة القانون، ومزدهرة باقتصادها، ومستندة إلى مواردها الوطنية وكفاءاتها البشرية. وفي صلب هذا التحول، برزت رؤية التحديث الاقتصادي كوثيقة وطنية استراتيجية، وضعت الأردن على مسار تنموي واضح وطموح حتى عام 2033، تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتمكين القطاع الخاص، وخلق بيئة محفزة للاستثمار. وقد جاءت هذه الرؤية لتترجم طموحات القيادة في بناء اقتصاد إنتاجي يعتمد على المعرفة والابتكار والاستغلال الأمثل للموارد. ومن بين القطاعات الحيوية التي حظيت باهتمام خاص في هذه الرؤية، يبرز قطاع التعدين كأحد الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الوطني، لما يمتلكه الأردن من ثروات طبيعية واعدة، كالفوسفات والبوتاس والنحاس والرمال السيليكا. وتواكب هذا الاهتمام مع إجراءات نوعية اتخذتها الحكومة لتطوير الصناعات التحويلية التعدينية، بما في ذلك تسهيل الإجراءات الاستثمارية، وإطلاق مشاريع تصنيع محلي قائمة على الخامات الوطنية، ما يسهم في رفع القيمة المضافة وتوليد فرص عمل لأبناء الوطن. لقد شهد قطاع التعدين تطورات مهمة في السنوات الأخيرة، سواء من خلال التوسع في عمليات الاستكشاف، أو عبر التوجه إلى الصناعات ذات البعد التكنولوجي والمعرفي، مثل إنتاج الأسمدة، والمعادن ذات الاستخدامات الصناعية الدقيقة. وتفخر نقابة الجيولوجيين الأردنيين بدورها المهني في هذا الحراك، من خلال رفد المؤسسات الوطنية بكفاءات جيولوجية متميزة، والمشاركة في إعداد الدراسات والمسوحات الجيولوجية، ودعم السياسات القائمة على الاستدامة والحوكمة الرشيدة للموارد. ولا يمكن الحديث عن الاستقلال دون التوقف عند الدور الكبير الذي قام به الهاشميون في صياغة هوية الدولة الأردنية الحديثة، وبناء مؤسساتها على أسس من العدالة والمشاركة والكرامة. فقد أرسى الهاشميون، منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، قواعد دولة قوية ذات رسالة حضارية، واستمر هذا النهج مع المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وصولًا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي كرّس جهوده في تعزيز السيادة، وصون الأمن، والانفتاح على العالم، وتحقيق التنمية الشاملة. وفي عيد الاستقلال، نقف وقفة فخر واعتزاز بما تحقق، ونتطلع بتفاؤل وثقة إلى المستقبل، مستندين إلى الإرادة الوطنية الصلبة، والرؤية الملكية السامية، والعقول الأردنية النيرة التي لم تتوانَ يومًا عن خدمة الوطن في جميع الميادين. وفي الختام، تتقدم نقابة الجيولوجيين الأردنيين، ممثلة بنقيبها ومجلسها والهيئة العامة، بأسمى آيات التهنئة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وإلى أبناء الشعب الأردني كافة، سائلين الله أن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار، وأن يبقى واحة علم وإبداع، وعنوانًا للنهضة والتقدم في ظل راية الهاشميين.

عمون
منذ 4 أيام
- عمون
مشاركة رئيس جامعة عجلون الوطنية في مؤتمر "الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية" في بيروت
عمون - تأكيدًا على الحضور الأردني الفاعل في المحافل العلمية الدولية، شارك عطوفة الأستاذ الدكتور فراس الهناندة، رئيس جامعة عجلون الوطنية، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: تشكيل الحاضر وإعادة تعريف المستقبل"، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم الخميس الموافق 15 أيار 2025 في حرم جامعة القديس يوسف (USJ) في العاصمة اللبنانية بيروت، ويستمر على مدار يومين، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والطب والرعاية الصحية. وحضر الجلسة الافتتاحية معالي وزير العمل اللبناني محمد حيدر، ومعالي وزير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي اللبناني كمال شحادة، وسعادة رئيس جامعة القديس يوسف الأب الدكتور سليم دكاش، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية وممثلي المؤسسات البحثية والتعليمية. وقد ألقى عطوفة الدكتور الهناندة كلمة رسمية خلال الجلسة الافتتاحية، أكد فيها أهمية التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الطبية في تعزيز جودة الرعاية الصحية ورفع كفاءة الأنظمة الصحية عالميًا، مشددًا على ضرورة الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التقني من أجل مستقبل صحي أكثر استدامة وإنسانية. كما أشار عطوفته إلى حرص جامعة عجلون الوطنية على تطوير برامجها التدريسية والبحثية في مجالات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الجامعة تحتضن "مركز الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي" التابع لاتحاد الجامعات العربية، والذي يؤدي دورًا محوريًا في دعم الابتكار التقني والتعاون العلمي بين الجامعات العربية، بما يسهم في إعداد جيل من الكفاءات القادرة على قيادة التحول الرقمي في المنطقة. وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تسلّم عطوفة الأستاذ الدكتور فراس الهناندة درعًا تكريميًا من معالي وزير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي اللبناني كمال شحادة، تقديرًا لدوره الريادي في دعم التعاون الأكاديمي العربي وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي. وعقب تسلّمه الدرع، أشاد عطوفته بالدور الكبير لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – في توجيه بوصلة الدولة الأردنية نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذا التوجّه الملكي يشكّل حافزًا وطنيًا لتسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الصحي. كما نوّه بالجهود التي تبذلها جامعة عجلون الوطنية في هذا المجال، لا سيما من خلال احتضانها مركز الذكاء الاصطناعي، الذي يسهم في تعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية في العالم العربي. وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود الجامعة لترسيخ حضورها الإقليمي والدولي، والانفتاح على أحدث الاتجاهات العلمية والتكنولوجية، بما يتماشى مع رسالتها التدريسية والإنسانية في خدمة الإنسان والمجتمع.

الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
الرمثا: اختتام فعاليات البحث العلمي في دورته الثالثة
الرمثا-الدستور-محمد أبو طبنجه رعى مدير التربية والتعليم للواء الرمثا الدكتور فيصل الحوامدة، فعاليات الحفل الختامي لمسابقة البحث العلمي الدورة الثالثة، التي أقيمت في مدرسة الرمثا الثانوية للبنين على مستوى اللواء. واكد الحوامدة إن للبحث العلمي أهمية كبيرة تنعكس على المجتمع والعلم حيث تعمل البحوث على تحقيق التقدم والتطور وخدمة المجتمع الإنساني في كافة المجالات، وتسهم في دراسة الظواهر الطبيعية والكشف عن أسباب حدوثها وأهميتها ودراسة كافة الأمور المحيطة بها، خاصة مع قيام الطلبة بتوظيف الذكاء الإصطناعي في تعزيز بحوثهم. وأشار إلى وجوب وقوف الطالب الباحث على أصول كتابة البحث العلمي، عارفا بالأهداف المتوقع الوصول إليها من خلال بحثه، مبديا اعجابه بالأبحاث التي ناقشتها اللجنة المكونة من المختصين التربويين، موعزا بضرورة استمرارهم بكتابة الأبحاث بشكل دوري لتعزيز مهاراتهم في كتابة البحث العلمي بصورة علمية بحتةونقل خبراتهم لزملائهم. وتحدث منسق المسابقة الدكتور احمد القبلان، عن اهداف المسابقة وشروطها ومستجداتها في دورتها الثالثة على مستوى المديرية. وقام الحوامدة بتكريم الفائزين بأفضل الأبحاث على مستوى اللواء متمنيا لهم مزيدا من التقدم والنجاح في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، وكانت النتائج على النحو التالي: المركز الأول: الطالبة جنى الصالح من مدرسة البويضة الثانوية للبنات المركز الثاني: الطالبة جمان نصار من مدرسة الرمثا الثانوية للبنات المركز الثاني مكرر: الطالبة حلا مياس من مدرسة البويضة الثانوية للبنات المركز الثالث: الطالبة براءة وردات من مدرسة عمراوة الثانوية للبنات وفي الختام شكر الحوامدة لجنة التحكيم المكونة من المشرفين التربويين الدكتور احمد القبلان والدكتور عمر البركات والدكتور عبد المعطي الشلول والأستاذة غادة الحمزة وكل من ساهم في انجاح مسابقة البحث العلمي. وحضر الحفل مدير الشؤون التعليمية الدكتور عماد النعامنة ورئيس مجلس التطوير التربوي شريف الزعبي ومديري ومديرات المدارس المشاركة وعدد من المشرفين التربويين.