أحدث الأخبار مع #ابراهيمابوحويله


الشاهين
منذ 2 أيام
- سياسة
- الشاهين
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا…
ابراهيم ابو حويله في تلك اللحظة التي يعلو الباطل ويتضخم حتى يكاد يملأ المحيط، تأتي ظروف الزمان بتصاريف عجيبة، وهنا تقف مستغربا هل لكل هذا من نهاية، الظلم مخيف وعواقبه اكثر إخافة، وما يتعرض له الناس في فلسطين، كل فلسطين منذ حوالي القرن ونيف شيء عجيب، يفوق قدرة الناس على التحمل، جوع وقتل وتشريد وخيام وقنابل خارقة للتحصينات تنزل على اجساد النساء والأطفال والمدنيين العزل، وصمت مريب يكاد يأخذ بالعقول. وصمود اسطوري يكاد يذهب بالعقول. كيف استطاع هؤلاء الصمود إلى الأن، في وقت يلقي فيه هذا الجندي المدجج بألة الحرب والدعم النفسي واللوجستي والفضائي والطيران والمدرعات، نفسه من شرفة طابق حتى لا يلاقي هذا المقاوم المدافع عن شرفه وارضه، والذي من الممكن ان يكون ببنطال رياضة وزنوبا وبطن خاوية، مقاييس لا يتقبلها العقل ولا المنطق. هؤلاء الذين علوا في الأرض علوا كبيرا، ووصلوا ان يفرضوا على حكام الأرض ما يريدون، سواء كان حقا او باطلا، امرا مقبولا ام مرفوضا، اخلاقيا ام غير اخلاقي، يتوافق مع القوانين ام لا، بلا حرج ولا تكلف ولا خاطر لأي أحد فيهم، بل يكاد الأمر أن يكون مفروضا. ولكن هل يدرك هذا الخبيث الجبان ان سنن الله ماضية، واقداره محتومة، وان هذا العلو اذا لم يحسنوا فيه لأنفسهم، فإن مصيرهم هو التتبير والزوال والدمار، اول مراتب المقاومة الرفض لهذا الواقع، والعمل على تغييره، والصمود والصبر على المقاومة، حتى الشهادة او النصر، هل صدق عمر المختار رحمه الله في القول هنا، نحن لا نستسلم، ننتصر او نموت، يبدو ذلك جليا هنا، هذه الفئة صامدة برغم ما أصابها، محتسبة امرها، متوجهة إلى ربها، لا يضرها من خذلها، ويبدو لي ان مع العسر سيكون يسرا، بل يجب أن يكون مع العسر يسرا، فهذا امر إلهي لا يقدر احد على إيقافه او منعه. عندما تصبر هذه الفئة المظلومة على ما أصابها وتحتسب أمرها، تبدأ المواقف بالتفكك، وحتى الصلب منها يتفتت تحت هذه المطارق، فمع كل قتل هناك مطرقة، تضرب تلك الرؤوس الظالمة في العمق من مواقفها وأفكارها، ومع كل مجزرة وطفل وامرأة وصرخة وألم وجوع، وقتل للضعيف والمريض والنساء والأطفال، تتعدد المطارق بعدد المصائب، فتفك بهذه الرؤوس، يا إلهي كيف تصبح صخرة الصمود مطرقة لرؤوس الظالمين، وسبب في تصدع مواقفهم وأرائهم. هل لذلك بدأت بعض الضمائر تصحو، اليوم يخرج علينا المستشار الألماني فريدرش ميرتس، وديفيد لامي وزير خارجية بريطانيا، وجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي لينتقد تجويع المدنيين، والإيطالي والفرنسي والإسباني، هل استيقظت الدماء الزرقاء اخيرا، على وقع هذا الصمود اوالقتل غير المبرر، ام هل بدأت تكلفة رعاية هذا الكيان المجرم المارق ترتفع، وهذه الأصوات تهمس بالحقيقة، هؤلاء الذين صمتوا دهورا طويلة على هذا الظلم، بل كانوا من المبررين الداعمين وما زالوا، ولكن هذه الهمسة في العرف التاريخي والإجتماعي لها مدلولات كبيرة. هي بداية امر ما قد يقصر وقد يطول، ولكنها البداية، لم يكن احد يجرؤ على هذا القول حتى في خياله من الساسة، وكانت زلة واحدة كفيلة بنهاية حياته السياسية، وهذا المجنون في البيت الابيض، عجوز احمق الخطى يسير وفق عنجهية وتكبر وازدراء وصلف عجيب، وهو خلط الأوراق والأعداء والأصدقاء، حتى لقد ضج منه القريب والبعيد، وتخرج الأصوات في الكيان تنادي بضرورة إيجاد السبل والوسائل للسيطرة والتحكم به، فهو غير متوقع نهائيا، وقد يأتي بأي فعل تكون له عواقب وخيمة على هذا الكيان. هل هذا هو الصديق الجاهل، الذي يريد ان ينفعك فيهبدك بحجر تعجل نهايتك لأن ذبابة ازعجتك وانت نائم، طبعا من يستقرىء الاحداث وتتابعها، يدرك ان في الأفق شيئا يقترب، فهذه الإرهاصات تتجمع وتصبح تيارا يضع هذه الفئة وهذا الكيان الخبيث في اطار معين، ويصرف لهم صفات معينة، ويرفع عنهم الكثير من الدعم المعنوي والإنساني والقانوني والدولي، وهو بحسب معطياته مرشح للصمود، ولكن السؤال إلى متى؟ هل هذا هو التتبير الذي تكلم عنه الله في كتابه، لا شك أن يومهم آت، هو آت لا محالة، ولكن كل نهاية لها مقدمات تعجلها او تأخرها، الظروف في بداية القرن كانت تتجمع في مصلحتهم في كل شيء، حتى عندما دخل العثمانيون الحرب مع الألمان، وحتى عندما أستدان السلطان من الغرب الأموال، في الإقتصاد والسياسة، في الحرب والسلم، في التحالفات والمعاهدات كان كل شيء يسير في مصلحتهم. والأن أرى ان الأمور تتغير بشكل كبير، نعم هناك خسائر كبيرة تكاد تفطر قلب الواحد منّا، ولكن هل نسينا ما قامت به الحربين العالميتين، وحجم الدمار والقتل، البعض يشير إلى أنهم أي جماعة الكيان كانت لهم يد في هذه الحرب، وأقول ربما، الحرب مائدة الجبناء والقتلة وتجار الحروب والضمائر، هؤلاء الذين يقتاتون على دماء الأطفال الأبرياء، والنساء والعجزة، هؤلاء لا يهتمون من هو المنتصر، هم فقط يريدون للحرب أن تستمر، لأن هذا هو مكسبهم الحقيقي، ولو كان يدفع بدماء الأبرياء. إرهاصات المرحلة القادمة يكتبها الإنقسام الذي يكبر يوما بعد يوم في الكيان، ويكتبها موقف غربي يتشكل بهدوء ولكنه يكبر ويقوى ويرتفع صوته، ولكن أين الموقف العربي الرسمي والشعبي، هل يعاني إحباطا وعجزا وضيق في الأفق، حقيقة أدرك أن تحرك البعض محدود والأخر معدوم والثالث متواطىء، ولكن هل نستطيع ان نرمي الجميع عن قوس واحدة، فهناك من يتبنى فلسطين قضية ويجعل كل منبر له فرصة ليعرض قضيتها، ويستغل كل ظرف ليخفف من معاناتها. نعم كلنا مقصرون، ولكن المنصف يدرك هذا الذي يحاول من ذلك الذي يحفر تحتها، ذلك الذي في قلبه مرض ايضا معروف، ولكننا بحاجة إلى قليل من الإنصاف، ولكن ما أن تتهيء الظروف والتي أرى أنها أقتربت اليوم أكثر من اي زمن مضى، فهذا الحجم من التضحيات والإخلاص لن يذهب سدى، وهذا ما أرى، أن النهاية باتت اليوم أقرب.


الشاهين
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الشاهين
سيكولوجية الإنسان المقهور والمتخلف
ابراهيم ابو حويله القت إلي زوجتي كتاب التخلف الإجتماعي للدكتور مصطفى حجازي، وقالت هذا الكتاب من جنس الكتب التي تعشقها، اظنها باتت تعرفني فنحن اقتربنا من عقدنا الثالث، وهي مشتركة في نادي قراءة، ويتم تحديد كتاب يقرأ بشكل جماعي، وهذا الكتاب حتما ليس من مجموعة الكتب التي تفضلها فقد بت اعرفها، فهي تفر من هذه المواضيع، ولكن يبدو ان الأدمن كان له رأي أخر. بدأت اقلب صفحاته بشكل سريع، وعلقت فيما ورد هنا، نعم انا ادندن حول هذه المفاهيم، واسعى محاولا وضعها في اطر وانماط كما يقول د عبدالوهاب المسيري، لأنك ستضيع مع الحقيقة او الحقائق بدون انماط والقول له، فكم من حقيقة تأتي مضللة ولكن عندما تعيدها إلى نمط معين ستدرك ذلك الإتجاه الذي تسير به، وهذا يصلح مع كل شيء تقريبا، نحن لنا انماط سلوك، والدول لها انماط سلوك، وحتى الأبناء لهم انماط سلوك، وحتما ستضيع بدون تنميط العقل البشري، او وضع انماط لتحديد الحقائق والعقول حولك، هل هذا هو حال العقل العربي ضائع؟ هذا ليس موضوعنا على كل حال. نعود إلى سيكولوجية الإنسان المقهور وسيكولوجية الإنسان المتخلف فهما تتقاطعان في بعض الجوانب، لكنهما ليستا متماثلتين بالكامل، فلكل منهما خصوصيته: متي يصبح التغيير هدفا ومتى نقاوم التغيير، التشتيت هل هو هدف بحد ذاته أم وسيلة الهاء ام ضياع حضاري. في البداية لنعرف من هو الإنسان المقهور (حسب مصطفى حجازي) هو شخص يعيش تحت وطأة القمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويعاني من فقدان السيطرة على مصيره، تتصف نفسيته بالشعور بالعجز والدونية، وهو خاضع للسلطة أو متماهي معها، في سلوكه عدوانية مكبوتة، قد تنفجر في شكل عنف داخلي أو اجتماعي، لديه إنعدام ثقة بالذات والآخرين، وهو متعلق بالغيبيات والقدرية للهروب من الواقع. ومن هو الإنسان المتخلف، هو نتاج بيئة تعاني من تأخر حضاري وثقافي وعلمي، وطبعا التخلف هنا لا يتعلق بالجينات أو العِرق، ولكن بالبنية الثقافية والاجتماعية، ويتمير بالتفكير الخرافي واللاعقلاني، وغياب النقد الذاتي، ورفض التغيير والتمسك بالماضي، وتقديس السلطة الأبوية، وقصور في فهم العلاقة بين السبب والنتيجة، انتهى كلامه. فكلاهما يعاني من الاغتراب وفقدان الفعالية، اما بسبب القمع او بسبب التخلف، وينتج عنهما سلوك دفاعي مثل التبرير او الإسقاط او الإنكار. ويميلان إلى الاستسلام للقدر بدلًا من الفعل الواعي، وبين الوقوع في فخ القدرية او عدم الفاعلية او التخلف النتيجة هنا واحدة، فنحن امة تقترب من مليارين، ومع ذلك لا تنسيق، ولا فكر موحد، ولا فاعلية، ولا قدرة على توجيه النفس والأخر بشكل يعود على الجميع بالفائدة، وكلاهما يساهم في إعادة إنتاج وضعه، سواء بالتواطؤ مع القهر أو برفض التغيير. بينما يحدث الاختلاف بينهما في ان الإنسان المقهور قد يكون مثقفًا أو واعيًا، لكنه يُقهر بالقوة، في حين أن الإنسان المتخلف يعيش في ثقافة متخلفة ترسّخ تخلفه، فما يحدث لنا هو نيتجة قوة عليا، او علينا ان ننتظر المهدي ليحررنا، او كما تسعى المسيحية الص ه وينية إلى تهيئة الظروف التي تؤدى إلى نزول المسيح، وبالتالي نخلص من المسلمين والي ه ود معا، وهكذا نعلق في غيبيات لا تحرر الأمة، ومع ان فعل الرسول صل الله عليه وسلم، كان قائما من اول يوم في حياته إلى نهايتها، على الاعداد والتجهيز ودراسة المعطيات والتاريخ والجغرافيا، وتوظيف الظروف والعلاقات الاجتماعية والسياسية والسنن التاريخية والاجتماعية والكونية لخدمة منهجه، ومن ثم التوجه بالدعاء لخالقه، والتركيز على الاخلاص في التوجه والنية، وهذا تعرضنا له في مواقع اخرى بشكل تفصيلي، وليس هنا مجال للتوسع فيه هنا. المقهور يمكن أن يتحول إلى ثائر في وجه انظمة القمع والظلم العالمية إذا وجد الأمل والقيادة، أما المتخلف فنادرا ما يقاوم التغيير لأنه لا يدرك حاجته إليه. ولذلك سعى غاندي إلى غرس منهج جديد في التعامل مع الإستعمار البريطاني، وهذا ما قام به ماو تسي تونع وهوشي منه، وهنا أين يقع ما فعله الرسول صل الله عليه وسلم مع امته؟. هل ادركت ما فعله الرسول صل الله وعليه وسلم مع امته، وكيف استطاع صناعة انسان يصلح بأن يكون خليفة في الأرض، يرفض الظلم ولا ينصاع له، ويسعى لخير الإنسان هنا، ويتكتل بشكل منهجي معا، ويتصرف بصورة نمطية منظمة منضبطة، قادرة على إجبار الأخر لينصاع لها، ويسير معها حرصا وخوفا منها. وبنظري هكذا يحدث التغيير.


الشاهين
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشاهين
أمة تتشكل …
ابراهيم ابو حويله وقفت مع موقف الرسول صل الله عليه وسلم من العرب، بالرغم مما قامت به قريش والأعراب والخيانات والقتل في احد والأحزاب، وموقف قريش من منع الرسول من اداء العمرة في صلح الحديبية. لقد حرص الرسول صلوات ربي عليه على الموقف الموحد، لمجموعة الأشخاص المؤثرين في محيطه، كان يسعى لبناء أمة ويدرك تماما بأنه بحاجة إلى الكوادر المؤهلة، وعليه أن يسعى لصقل هذه المواهب ورفع سويتها، لتكون قادرة على تحمل تبعات المرحلة القادمة، وهنا نجد ان كل افعاله صل الله عليه وسلم تصب في نفس النقطة، ومن هنا جاء العتاب القرآني له في سورة عبس. هل هذا كان السبب في أنه لم يكن يسعى للثأر الشخصي او القبلي او المجتمعي، الى ماذا كان يسعى؟ فما كان موقفه في كل النزاعات والمواقف التي تعرض لها موقفا شخصيا، ولا كان سعيا لحق شخصي، ولو كان يسعى لذلك لثأر لمقتل عمه حمزه، ومع ذلك تعامل مع قريش على اساس النبوة من جهة، وعلى اساس الموقف التجميعي الذي يؤلف القلوب، ويسعى إلى امتلاكها من جهة اخرى. فمن تلك الدعوة التي دعا فيا لعمر او عمرو، ومن ثم موقفه مع صناديد قريش والأعراب، حتى مع الذين غدروا بالقراء من اسلم، وكانوا كتيبة كاملة في فتح مكة. وموقفه مع قادة قريش صفوان عكرمة وسهيل، فقد منحهم الفرصة للتوبة واعطاهم الأمان بمجرد ان طُلب لهم، وهكذا نجد موقفه مع صفوان في غزوة حنين عندما اعطاه واد من الأنعام، فقال ابا وهب ايعجبك هذا هو لك، فقال ماطابت نفس احد بهذا إلا نفس نبي أشهد ان لا إله إلا الله واشهد انك رسول الله، وهذا الموقف من العفو تكرر مع ابوسفيان إبتداء، ومع تلك الثلة التي لم تكن تظهر الا العداء للإسلام في افعالها واقوالها مثل صفوان وعكرمة، أو تلك التي كانت اقل عداء واكثر اعتدالا مثل حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وابو سفيان. وهذه السياسة لم تكن معروفة من قبل في العرب، فهم قوم تأخذهم الحمية، ويسعون لعز القبيلة ومنعتها والثأر الشخصي، وهنا سنجد ان عامة المسلمين من الأنصار والمهاجرين لم تكن قادرة على فهم هذه التصرفات ومآلاتها، ولذلك نقل عن بعضهم تحفظه على اغداق الأموال على المؤلفة قلوبهم بهذا الشكل، وهذا طبيعة النفس البشرية. ولكن حكمة وقيادة النبي كانت تتجاوز ذلك بمراحل، وهنا تظهر قدرات الرسول صل الله عليه وسلم، حيث نجد سهيل بن عمرو وصفوان بن امية وابوسفيان وعكرمة وغيرهم من قادات قريش، كانوا صمام أمان للدعوة وكانوا اعمدة اساسية في حملها، ومن الساعين بها بعد ذلك، بل وقف صفوان موقفا مشرفا في الردة، وكان له دور في استقرار قريش وبقائها على العهد النبوي في ذلك الموقف، ونرى هذه الأموال التي اعطيت لهم، كانت سببا في مضاعفة جهودهم ونفقاتهم في سبيل الله لاحقا، فهذا صفوان يقول ما انفقت نفقة في الصد عن سبيل الله إلأ سأنفق ضعفها، وكذا كان الأمر في قتالهم وثباتهم. وهنا نجد ان امة تتشكل هنا، وصناعة حضارية تبدأ هنا، ثبات تلك الفئة التي تعد بالمئات بداية إلى تلك المرحلة التي أصبحت هذه الفئة كتلة مؤثرة تؤثر ولا تتأثر، وتسعى لتغيير محيطها وبناء اساس متين لدولة مدنية عقدية حضارية، يجمعها رابط واحد، ويؤلف بينها عقيدة واضحة، وتتعامل على اسس مدنية حضارية مع اليهود وغيرهم من المشركين حول المدينة، وكيف انه كان في الف واربعمائة رجل في صلح الحديبية، يصبحون عشرة ألاف رجل في فتح مكة، وكيف ان هؤلاء الذين كانوا يقاتلون هذا الدين بكل قوة وعناد وتكبر، يصبحون جنود اوفياء لهذه الدعوة الناشئة وهذا الدين الجديد. كان الرسول صل الله عليه وسلم يدرك مرحلية حياته وقيادته، ويدرك ان بناء أمة هو في الحقيقة بناء لكتلة واحدة يتفق فيها السيد والتابع، والقائد والجندي، والحاكم والمحكوم، وكيف أن هذه الأمة التي هي وحدة واحدة، وموقف واحد ضد من عاداها. وهي قادرة على صهر جميع العناصر التي تتكون منها معا، وتشكيلهم في بوتقة واحدة تخدم امة واحدة ويقودها دين واحد، وهو دين قادر على منح العدالة والمساواة والحرية والكرامة لكل من ينضوي تحت هذه الأمة سواء كان تابعا لهذا الدين ام لا. وهذا ما لم ولن تقوم به أمة دون امة الأسلام، ولن يكون لقائد ولا مبدأ ولا فكرة إلا لهذا الدين، فكل فكرة إلى زوال، عروبية او اشتراكية او يسارية، او قائد فذ مثل صدام أوعبد الناصر، ولا قومية ولا غيره، قادرة على اقناع البشر في العمل والحياة والموت في سبيلها، فقد مضت قوميات كادت ان تحكم العالم مثل الرومان والألمان. وها هي اوربا تذوي تحت وطأة قلة الرجال والسلاح، وامريكا تسعى بكل قوة للحفاظ على تلك المكانة التي مكنتها من السيطرة على العالم مدة قرنا من الزمان. ولكن لا يبدو ان هذه الأمة تصحو اليوم من كبوتها وتدرك حقا ما لديها، فهناك قوى عالمية تتشكل، وهذه الصين تسعى بكل قوة إلى هدفها، والهند تسعى ايضا، وهذه الأمة لا يبدو عليها علامات حيوية حتى اللحظة، ولكن هناك حرارة تدب في الأوصال، وحركة لا تكاد تكون مؤثرة ولكنها موجودة، وسعي من جهات هنا وهناك لإعادة النفس والحياة إليها. ولذك فهم منهج النبي صل الله عليه وسلم في التعامل مع هذه المعطيات قبل قيام الأمة، وسعيه الحثيث لزرع العقيدة التي توحد، ونشر التصرفات التي تؤلف بين القلوب وتوحد الصف، فلم يكن يسعى لجماعة ولا طائفة ولا فرقة ولا ولا. ولكن تأليف هنا واتفاق هناك، وانضباط كبير من اصحابه في الفعل والقول، كما حدث في عمرة القضاء، فكانوا جماعة منظمة منضبطة تتحرك بأمر واحد، وتظهر همة ونشاط ونظافة في الجسد والفعل والقول، ما كان له اثر على قادة قريش وعامتها، وعلى العرب عامة بعد ذلك. واصبحت جزيرة العرب وحدة واحدة تغزو غيرها ولا يغزوها غيرها، وبدأت الحياة في الأمة. الطريق واحد، ولا طريق غيره اراه للنهوض بهذه الأمة والوصول إلى عزة وكرامة جميع أبنائها، ولكن نحتاج إلى وعي وفهم وانضباط، وبعدها حتما سيأتي النصر…

عمون
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
ملتقى النخبة يناقش "الإسلام السياسي: بين التجربة ومسارات الفهم"
عمون - في إطار سلسلة الحوارات الفكرية والثقافية التي يعقدها ملتقى النخبة - Elite، جرى مساء الثلاثاء حوار بعنوان: "الإسلام السياسي: من الفكرة إلى الواقع.. بين التجربة ومسارات الفهم"، وذلك بحضور نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين والحقوقيين الذين ناقشوا بتجرد ومسؤولية فكرية واحدة من أكثر القضايا حساسية وجدلاً في الواقع العربي والإسلامي المعاصر. وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي والفكري، وتداخل المفاهيم الدينية والاجتماعية في الوعي العام، برز مفهوم "الإسلام السياسي" بوصفه أحد أكثر المفاهيم تفاوتاً في الفهم والتطبيق والتوظيف. ومع هذا الجدل المتسارع، جاءت الدعوة لفتح نقاش حر ومسؤول حول هذا المفهوم، بعيداً عن التمجيد أو الشيطنة، بغرض استعادة الفهم العميق لدور الدين في الشأن العام، دون أن يتحول إلى وسيلة للفرقة أو أداة للسلطة. وتالياً أبرز محاور النقاش : طبيعة الإسلام كدين، وما إذا كان يمتد ليكون نظاماً شاملاً بما في ذلك السياسة. إشكالية الفصل بين الدين والسياسة: ضرورة أم انحراف عن أصل الفكرة الإسلامية؟ دور الغرب والحركة الاحتلالية في دعم أو محاربة مشاريع الإسلام السياسي. أثر التجربة الإسلامية في الواقع: هل ساهمت في بناء المجتمعات أم زادت من تعقيدها؟ المقارنات مع الديانات الأخرى: هل يوجد "نصرانية سياسية" أو "يهودية سياسية"؟ مدى مشروعية الأحداث العابرة للحدود كجزء من مشهد الإسلام السياسي. هل نحن أمام لحظة مراجعة شاملة لهذا المفهوم؟ وتالياً مداخلات المشاركين: السيد ابراهيم ابو حويله.. كانت مداخلته بعنوان "الإسلام والجماعات والسياسة".. نحن في العالم الإسلامي ليس لدينا مشكلة مع الإسلام السياسي في المجمل، وحتى أهل الكتاب في مجملهم عاشوا هنا بحرية إعتقاد وعمل وحياة بكرامة، ولكن المشكلة هي في الجماعات الإسلامية وفهمها وسبل تعاملها مع المجتمعات والسلطات القائمة في المنطقة، وفي المجمل الشعوب تريد حكما اسلاميا واحكاما اسلامية وتحب دينها، ولذلك نعيش حالة الإنفصام العجيب اليوم، وهذا الإنفصام جاء من فهم العامة ان الجماعات الإسلامية ستعيد له المدينة الفاضلة بكل إيجابياتها، وبدون سلبيات، فهنا الكل سعيد وبيت مال المسلمين عامر بالأموال التي تنفق ليل نهار، والخراج يأتي من كل أصقاع الأرض لينفق هنا، والخليفة ابوبكر والقاضي علي ورجل الشرطة عمر وآمر بيت المسلمين عثمان رضي الله عنهم جميعا، ونحن في جنة الله في أرضه. ولكن الحقيقة مختلفة تماما، فكما تكونوا يولى عليكم، والحاكم من جنس المحكوم، والمسؤول هو من جنس العامة، فإن كانت العامة صالحه صلح شأن الجميع، وإلا كان الفساد هو الحال والمآل، وما رأيته في محيطي يجعلني واثق تماما بأن العقل العربي اليوم، ما زال أنانيا ونفعيا وانتهازيا وقمعيا ، ولم تصله روح الإسلام الحقيقة القائمة على العمل والمشاركة، والدفع والنفع والتغيير عبر كل الوسائل الممكنة، التي تحفظ الإنسان وحياته وفكره وحريته وأملاكه . هل نحن في الحقيقة من أضاع الدين بسعينا وفهمنا، وحصرنا الدين في هذا الفهم الضيق أو ذلك، هل حقا نتقبل الأخر والمخالف، ونقول لمن ملكتهم أيدينا إذهبوا فإنتم الطلقاء، هل حقا نسعى لفهم الدين بناء على مقاصده، وعلى منهج منزله جل في علاه، أم نريدها خلافة وحكما وملكا بصورة دينية، وبالتالي سلطة تتحكم في حياة الناس، ورقابهم وأموالهم وأعراضهم وفق فهمنا ورغباتنا، بحيث أقتنع العامة أن بحث البعض من هذه الجماعات هو عن عزة الدين وعودته إلى الحياة منهجا، ولكن منهج رجالها او الكثير منهم هو في الحقيقة يساهم في محاربة الدين، وعزله عن المجتمع، كما شاهدنا في بعض مناطق التوتر، وهنا أنا لا أتهم النيات ولكني أتهم التصرفات، والتي ساهمت في تأجيج الخلافات بين الجماعات والسلطات القائمة، كما ساهمت الثورات في العالم الإسلامي سابقا في حروب وفتن وقتل للألاف في هذه الفتن، حتى أن الثورات الخمس الكبرى في القرن الأول الهجري إنتهت بمقتلة وفتنة عظيمة ولم تغير الإنظمة الحاكمة القائمة، ومن هنا نزع العديد من الفقهاء للتشدد في هذا الأمر، ووضع الكثير من الضوابط التي تحد من الوصول إليه، حفاظا على حرمات الدماء. نعود للمنهج الإصلي للدعوة وهو خلو بيني وبين الناس "، كما في قصة الوليد بن المغيرة التي يرويها إبن هشام وإبن كثير، ونحن اليوم إلا من رحم ربي نزعم أننا دعاة، ونحن في الحقيقة قضاة، ويجب أن نعود إلى إحياء الدين منهج حياة فردي أولا، ومن ثم السعي لأن يكون منهج حياة في المجتمع، عندها ومع رغبة الكثيرين في إحياء الدين منهج حياة، ينتشر سريعا ويصبح الصفة العامة في المجتمع، ونحن نرى حرص الناس على أي صورة تتصل بالإسلام، وحتى الحاكم والمحكوم هو حريص على صورة الدين العامة إلا في صور محدودة. الدكتور علي المر.. كان رايه كما يلي: ابتداء "تعبير الإسلام السياسي" ليس من الإسلام. فالإسلام كله سياسة. من حيث أنه تكليف من الله عز وجل للإنسان لإدارة شؤون الحياة؛ وفق منهج الله "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" [سورة البقرة 38]. وكل الرسالات السماوية وما جاء به الرسل عليهم السلام كان شرائع لنظم حياة المجتمعات. ومنذ نشوء الدولة الحديثة، قبل مئة عام، ألغي الإسلام، من واقع الحياة، وتوقفت أحكامه عند عبارة "دين الدولة الإسلام" في دساتير الدول. ونتيجة لذلك ساد نوع من الفراغ في الدولة الحديثة، وظهرت بسبب ذلك الحركات الإسلامية لتعيد تحكيم الشريعة الإسلامية في واقع الحياة، وطرحت كذلك أدواتها، من شركات وبنوك ومشافي وجامعات .. الخ! وفي واقع الحال لو أن الدولة الحديثة فعلت مادة الإسلام في الدستور لانتفت الحاجة إلى حركات تسمى نفسها إسلامية أو أدوات خاصة بها. أما عندنا في الأردن فإن مما لا يمكن تجاهله أن الدولة استمدت شرعيتها من الإسلام، وزاد الحاجة إلحاحًا، في الجانب السياسي والاجتماعي، كون الأسرة الحاكمة تنتسب لنبي الإسلام. نحن نعلم الظروف المحيطة بالموضوع ولكن ما يضيفه ويضفيه هذا البعد على الموضوع في الدولة الأردنية والنظام الأردني أكبر وأعظم؛ ويستوجب العمل له!. فيما كان رأي المحامي بشير الحديدي.. كما يلي.. ..ان مصطلح الإسلام السياسي إنما هو مصطلح أطلقه نظام اجنبي لم يقرأ القرآن يوما ولم يقرأ تاريخ الإسلام وقد استعان بمجموعه من المسلمين الماجورين بلا عقيدة او مبدأ... ..الإسلام دين ينظم العلاقه بين الإنسان وربه سبحانه وتعالى فيعمل الإنسان عملا صالحا إرضاء لله سبحانه وتعالى... ...الإسلام كذلك ينظم العلاقات بين البشر والامم معتمدا على العلم القائم على اسلوب البحث العلمي ... ...الإسلام دين عقيده ومنظم للعلاقات بين الناس والامم لا يحتاج إلى رجل دين بل يحتاج إلى عالم يخطى ويصيب فالدين ليس حكرا على أحد او مجموعة من الناس... ..وما يحدث على الساحه الاردنيه فأنا اعتقد جازما انه تصفيه حسابات لخصوم سياسين لم تستطع الأحزاب القومية اواليساريه أو ما شاء الله من المسميات ان تنافس حزب جبهه العمل الإسلامي بالانتخابات النيابية فصبت جام غضبها عليها لعلها تحقق ما فشلت به انتخابيا... ... جبهه العمل الإسلامي لم تكن مسؤؤله عن مشروع الباص السريع ولا عن ازمه الملكية ولا عن عجز الموازنه ووو... ...وللحق فحركات التيار الإسلامي لها ما لها وعليها ما عليها باشخاصها وليس بانتمائها فكل إنسان يحاسب على ما فعل.. ..وعلى مر العصور ارتكب جرائم بأسم الدين سواء الدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي والدليل على ذلك الحروب الصليبية القديمه والحديثه أو ما يحصل الان في الأراضي المحتله سواء بالضفه الغربية أو غزه أو ما حصل في يوغسلافيا أو.. . ..لا يؤخذ على الدين فعل من عصاه.. ..ولا يؤخذ على القانون من خالفه... ..وقد يكون الفعل مباحا بالقانون ومحرم بالدين..أو ..يكون الفعل مباح بالدين ومحرم بالقانون... .. فلم تلحق وصمه الخطيئة بسيدنا المسيح عليه السلام لان من القى القنبله الذرية على اليابان ينتمي لاتباع المسيح عليه السلام.. ..ولم يهتز الدين الإسلامي عندما قام الحجاج بغزو مكه المكرمه فكل إنسان.. ..لا يوجد إسلام سياسي وإنما يوجد إنسان فاسد يختبئ خلف الدين أو الدوله... ......ولكم كل الاحترام.... ... لك الله يا وطني... السيد حسام مضاعين.. كانت وجهة نظره عن الدين والسياسة كما يلي: الدين بشكل عام يدعو الى الفضيلة وعمل الخير والعدالة والمساواة وغيرها من الصفات الحميدة، ويدعو ايضا الى محبة الله وعبادته، ويسعى التابع لهذا الدين او ذاك الى الحصول على رضى الله بالدرجة الاولى من خلال الالتزام بتعليمات الدين ونصوصه ، وهي غير قابلة للنقد والاعتراض. اما السياسة فتخلو بالغالب من مثل هذه الدعوات، لا بل قد يلجأ السياسي الى الدهاء والمكر والعنف احيانا في سبيل تحقيق اهداف ومصالح معينة لا تمت بصلة الى جوهر الاديان ، ويسعى السياسي بالغالب الى ارضاء نفسه او رئيسه للحصول على اعلى المكاسب المادية، بخلاف رجل الدين الحقيقي الذي لا يساوم على دينه مهما كلف الامر. لذلك ارى انه وللمحافظة على الدين طاهرا نقيا علينا ان نبتعد به عن السياسة والسياسيين قدر المستطاع كي لا تتداخل المفاهيم وتختلط الامور على المواطن البسيط، فيتبع بذلك السياسة المغلفة باطار ديني مهما كان شكلها ، لانه يرى في النص الديني قدسية لا جدال فيها، ويستغل البعض من رجال الدين هذه الحالة لفرض سطوتهم وسيطرتهم على اتباعهم ، لانهم يوهمون الكثير من الناس بانهم وحدهم يمتلكون سلاح العفة والصلاح. وبالتالي فان الخلط بين المقدس وغير المقدس سيقود الى تشويه الصورة لدى الجمهور فينساق البعض بتهور خلف رجال الدين الذين يركبون صهوة السياسة، والبعض ينساق خلف رجال السياسة الذي بلتحفون بعباءة الدين وايضا بتهور، وهنا تكمن الخطورة مع العلم بانه لا غالب بين الفريقين الا بمقدار ما يمتلك الواحد منهم من سلطة ونفوذ وقدرة على اغواء الجمهور. السيد جميل خالد القماز.. كانت مداخلته تحت عنوان "الاسلام السياسي": هل نستطيع سن قوانين بعيدة كليا عن الدين،،، وهل العالم المتدين بعيدا عن دينه في حياته السياسية ،، وهل ما تقوم به امريكا بقيادة ترامب ومن قبله كبوش وابنه كانت قراراتهم وحروبهم بعيدة عن ارتباطهم بعقيدتهم،،،ام ان ما يقوم النتن الظالم بعيدا عن معتقده المجرم ،،،، لا يمكن فصل الدين عن السياسة ومن يطالب بذلك تجده ببعض الظروف يلهث لتدخل الدين بالسياسة للخروج من مأزق ما،،، اول من استخدم مصطلح الاسلام السياسي هو الاسرائيلي مارتن كرامر،،،وظهر هذا المصطلح مع انتشار العلمانية بشكل كبير والتي تعمل على فصل الدين عن الدولة واطلاق الحريات ( الزائفة) ،،، وحديثا ظهرت مصطلحات كثيرة تفرق وتصنف الدين منها الاسلام السياسي والاسلام المتطرف والاسلام المعتدل،،،، وكلها تهدف الى كبح الاسلام واضعافه،لان الاسلام واحد وليس انواع،،، اذا ما نظرنا الى الدين الاسلامي نظرة شاملة سنجده دستورا كاملا ينفع لكل زمان ومكان ،،،فالدين لا يتعارض مع العلم ولا الاختراعات ولا الصناعات ولا مع اي تطور علمي ،، ولكن هناك محاذير عالمية من ذلك ،،، فالاسلام دين يخيف الكثير حتى ان من يدعون الاسلام بخافونه،لوضوحه ووضوح اوامره والتي لو تطبق لانهت مظاهر واعمال كثيرة في المجتمعات ،،، لذا دخل العالم الغربي المسيطر واوجد مفاهيم جديدة ،،، وانواع جديدة للاسلام لكي يتماشى مع العالم ولا يكون عقبة امامه ،، فعندما نتحدث عن اثنين مليار ،ماذا لو تم تطبيق الاحكام الاسلامية على المعاملات المالية،،،لانتهت الفوائد ( الربا) ، ولانتهى القمار،ولنتهت الدعارة،ولانتها شرب الخمر،، نحن نتحدث عن ترليونات من الدولارات ممكن انهائها بتطبيق الاسلام الحق الغير مصنف،،،، الاسلام واحد اوجده الله وليس له تاؤيل ولا تبديل،،، لذا يعمل الغرب على ترسيخ مفاهيم جديدة ليتماشى هذا الدين مع العالم ،وهذا هو وعدهم لنا انهم سيفصلوا دين اسلام جديد يناسبهم هم اكثر ما يناسبنا،،،، وقد فعلوا،،، نقيب المهندسين الاسبق المهندس عبدالله عبيدات كانت وجهة نظره كما يلي.. الاسلام السياسي موضوع معقد اختلف فيه الاسلاميون والسياسيون واخذ مساحات من الاجتهاد والبحث ذلك انه ليس مرتبطا بفكر او فلسفة وإنما مرتبط عند الكثير بالعقيدة والدين وهذا ما يجعل الإسلام السياسي عند البعض عقيدة وحاكمية لله والتخلي عنه تخلي عن الحكم بما انزل الله وفي الجانب الآخر هناك من ينادي إلى فصل الدين عن الدولة وان الدين فقط شعائر تعبديه. حارب الغرب والأنظمة العربية فكرة الإسلام السياسي واعتبر الغرب ان الإسلام السياسي يهدد هيمنته على العالم الإسلامي لأن فكرته تقوم على توحيد الأمة مما يعني القوة واستقلال القرار ، أما الانظمه العربية فقد اعتبرته تهديدا لعروشها. اختزل البعض الإسلام السياسي في تطبيق الحدود فقط مما سيؤدي في نظرهم إلى عدم واقعية هذا النظام وتم استخدام هذا المفهوم فزاعة لتخويف الناس من الإسلام السياسي . ظهر مفهوم الإسلام السياسي بعد القضاء على الخلافة الإسلامية بعد ظهور حركة الاخوان المسلمين في مصر عام ١٩٢٨ حيث وصف حسن البنا جماعه الاخوان انها جماعة شمولية فهي صوفية وسلفية ودعوية وسياسية، وهذا هو الإسلام الشمولي وبعده جاء سيد قطب ومن خلال ظلال القرآن ومعالم في الطريق نادى بأن تكون الحاكمية لله وحده من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية وانتشر هذا الفكر في العالمين العربي والإسلامي . باختصار هذا الموضوع شائك ومعقد ومختلف عليه ومحارب من المشروع "الاسرائيلي - الأمريكي". السيد فيصل تايه كاتب وناشط سياسي واجتماعي كانت مداخلته كما يلي: انا اقول ان المشكلة ليست في الإسلام السياسي بقدر ما هي في الفكر السياسي المنحرف الذي يؤدي إلى ممارسة سياسية خاطئة كالفكر السياسي المتطرف الذي يتبنى الرؤية الأُحادية للأمور , والنظرة الإقصائية للآخرين , والثنائية القطعية التي لا مكان للوسطية فيها ، التي تقود جميعها إلى التكفير ومن ثم التفجير . والمشكلة أيضاً ليست في الإسلام السياسي بقدر ما هي في الاستغلال السيء والتوظيف الرديء للدين لخدمة السياسة والسياسيين والتنظير الديني لشرعنة الاستبداد السياسي والتأصيل الشرعي لحصر الحكم في فئة معينة ونخبة قليلة لإسقاط حق الشعب في المشاركة في الحكم واختيار الحكام، ولي عنق النصوص الدينية ، وقصر نظام الحكم السياسي الإسلامي على قوالب نمطية جامدة مستنسخة من أزمنة غابرة لاستحضار شكل الحكم دون جوهرة ومبادئه العامة كالشورى والعدالة والمساواة والبيعة وحق مساءلة الحكام ونقدهم وعزلهم فيما لو أخلوا بشروط البيعة. ان خنق مفهوم السياسة في الإسلام بطريقة فكرية انتجت منهجية العنف الذي شهده العالم الإسلامي في العقود الماضية ولازال يعاني منه وسوف يستمر إلى المستقبل إذا لم تتمكن المجتمعات الإسلامية من معالجة الخطأ التاريخي الذي حدث أثناء نمو الإسلام والمتمثل في تحويل مفاهيم السلطة وإدارة المجتمعات في الإسلام إلى مفاهيم عنف وتسلط واعتداء. إن الدولة المتوافقة مع الحياة الحديثة لا يمكن أن تكون بالطريقة التي يفكرون بها فلديهم إشكالية كبيرة تتمثل في رغبتهم الدائمة بنقل صورة محددة للحياة الاجتماعية من تاريخ بداية الإسلام ومن ثم تطبيقها على المسلمين أجمعين وهذا ما ظهر في مراحل زمنية مختلفة من تجارب الإسلام السياسي التي مر بها العالم الإسلامي وخصوصا في العصر الحديث. الكثير من المسلمين وحتى المعتدلين منهم يعجزون وبشكل مباشر عن إجابة أسئلة حول الولاء والوطنية كما تقتضيها التكوينات السياسية الحديثة للدول فلذلك تجد أن الأسئلة المرتبطة بهذا الجانب والموجهة للإسلاميين دائما ما تحصل على إجابات مضطربة، وهذا تعبير صحيح عن غياب التفكير والتحليل في كيفية بناء دول إسلامية ذات بعد ديني وبمفاهيم سياسية حديثه تقتضيها طبيعة التكوينات السياسية السائدة في العالم. من المؤكد أن يتزايد المسلمون من معتنقي العنف بنكهة الإسلام السياسي خلال العقود القادمة بطريقة تخلق الفوضى السياسية في المجتمعات المسلمة فقد تعود أفكار ثورية كتلك التي حدثت في منتصف ونهاية القرن الماضي في دول إسلامية وعربية ولكن هذه المرة بمذاق الإسلام السياسي الذي يقدم الأفكار الدينية المختارة كنازعة ألغام تتقدم أهدافه وقد ننتظر هذا في باكستان وأفغانستان وبعض الدول المحيطة بنا. المحامي أمجد خريسات أوجز رأيه بالآتي: ان الإسلام دين بطبيعته لايقتصر على الشعائر والعبادات في المساجد او البيوت او في اي مكان تجوز به العباده بل هو يمتد ليكون نظاماً شاملاً للحياة بما في ذلك السياسة والاقتصاد والحياه الاجتماعية ما بين افراد المجتمع سوء مسلمين اوغير مسلمين فهو ينظم العلاقه ما بين المسلم وربه وما بين المسلم وغيره من المسلمين وكذلك مع غير المسلمين كما انه ينظم العلاقه ما بين المسلم واسرته الصغيره واسرته الكبيره ايضا . - برايي لايمكن الفصل ما بين الدين والسياسة، بل هو من متطلبات الحياه وبالتالي تنظم العلاقات السياسية وفق قواعد الشريعه وان الحركات التي تنادي بفصل الدين عن السياسه برايي هي حركات غربية واسرائيلية لايجوز لنا كمسلمين اتباعها او الدعوه اليها لانها لاشك صراع ما بين الاسلام (الدين ككل ) وبين الاديان الاخرى التي هدفها محاربه الاسلام والمسلمين بشتى الطرق والاساليب. السيد محمود ملكاوي وضع وجهة نظره بالنقاط التالية: -الإسلام السياسي مُصطلح يُشير إلى الاستخدام السياسي للقيم والمبادئ والمُثل الإسلامية في تنظيم المجتمع والدولة (أي الجمْع بين الإسلام والسياسة). -تاريخياً : فكرة الجمع بين الإسلام والسياسة ليست بجديدة ، إذ تعود جذورها إلى زمن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والخلافة الإسلامية ، إلاّ أنّ مصطلح "الإسلام السياسي" بمعناه الحديث ظهر في أوائل القرن العشرين بعد سقوط الخلافة العثمانية ، وظهور الأنظمة القومية في العالم العربي والإسلامي. -يُعتبر جمال الدين الأفغاني (1838-1897) من أوائل المفكرين المسلمين الذين طرحوا أفكاراً حول الإصلاح الإسلامي ، ومقاومة الهيمنة الغربية. -وجاء من بعده تلميذه محمد عبده (1849-1905)، وقد ركّز على الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي، ثم جاء محمد رشيد رضا (1865-1935) ، الذي كان من أوائل الداعين إلى الحكم الإسلامي ، وتطبيق الشريعة كنظام سياسي في كتابه "الخلافة أو الإمامة العظمى" (1923). -مع تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 ، قام الشيخ حسن البنّا بكتابة العديد من الرسائل التي دعت إلى العودة إلى الإسلام كنظام شامل للحياة / الفكر السياسي الإسلامي المعاصر. -هناك مفكرون عرب ومسلمون آخرون كتبوا في هذا المجال ، ومستشرقون من الغرب. -يرى الكثير من الباحثين والمفكّرين أنّ إفتقار دُعاة الإسلام السياسي للوعي الكافي مكّن الغرب لجعل "الإسلام السياسي" سبباً لاضعاف دول المنطقة. -إدارة الدول في عصرنا الحالي تقوم على مبادىء سياسية غاية في التعقيد والعلاقات الدولية المتشابكة ربما لم يرتقِ اليها فكر الأحزاب الإسلامية في دول المنطقة كما ينبغي. -يرى البعض أنه من المفارقات العجيبة أنّ الاسلام السياسي "نظرياً" من أشدّ التنظيمات السياسية عداوةً وتهجُّماً على ما يسمونه "الامبريالية الأمريكية" والغرب عُموماً ، لكننا نجد على أرض الواقع أنّ طرفيه السُّني والشِّيعي أصبحا بمثابة مطيّةً لدول الغرب ، تُحركهُ كيف تشاء ، وِفقَ مصالحها الاستعمارية. -على ما يبدو، لم يشهد التاريخ الإسلامي على مرِّ العصور ما يمكن تسميته بالدولة الاسلامية التي تُطبّق شَرع الله بشكلٍ تامّ ومثالي في كل مفاصل الحياة اليومية-بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام- وقد افتقرت الدُّول الاسلامية على مرِّ العصور للاستقرار السياسي التّام ، فما تكاد تهدأ ثورة في مكانٍ ما حتى تبدأ ثورة في مكان آخر ، عدا عن المُؤامرات التي كانت السِّمة البارزة في كثيرٍ من الأحيان. المهندس أحمد عيسى العدوان كانت وجهة نظره بنقاط ومفاصل كما يلي: الدين الاسلامي لا يقتصر على الشعائر فهو دين متكامل بما فيه الجانب السياسي الذي يتطلب: 1- التوسع في نشر الاسلام والدفاع عنه بمواقف مختلفه وصولا الى الحلول السياسيه. 2- والدين والسياسه على مر التاريخ سواء الدين الاسلامي او الديانات الاخرى هما وجهان لعمله واحده يكمل بعضهما الاخر ولا يمكن الفصل بينهما مادام هناك حروب تخوضها الامم التي تدين بالدين الاسلامي او الديانات الاخرى. 3-ومنذ مطلع القرن العشرين ومع وجود من يحاول ان يجهض انتشار الدين الاسلامي ومحاربته فقد ظهرت مؤسسات تعمل بشكل منفرد عن الدولة وكانها دوله داخل دوله مما اعطى انطباع عن الدين الاسلامي بانه دين الارهاب . وفعلا بعض من نادوا بشعارات التمسك بالدين فقد كان لهم تصرفات لا تتماشى مع قيم الدين الاسلامي والذي في حروبه كان الرسول يقول لا تقطعوا شجرة واظهروا محاسن الاسلام في كل معاملاتكم حتى اثناء الحروب، وهذا الزمن الماسك على دينه كالماسك جمره ،وكلنا ندرك ان الدين الاسلامي محارب واهله ابتعدوا عن مفاهيمه واكتفوا باداء الصلوات بعيدا عن قيم الدين وسلوكياته حتى ان بعض الدول الاسلامية تحولت الى دول علمانية من خلاله فصلت السياسة عن الدين ان مفهوم الدين يعيدنا الى كيفيه نشأ الاسلام وكيف كون دوله الاسلام وما هي الحروب التي خاضها عسكريا وسياسيا لنشر الاسلام ، وان ابتعادنا عن هدا النهج يقودنا الى حالات التفرق حتى ما بين الدول الاسلاميه فيما بينها . انا مع ان تكون الدوله الاسلاميه تجمع ما بين الدين وشعائره وقيمه بالاضافه الى الامور السياسية وتحت مظله الدوله كما كنا ايام الخلفاء الراشدين ودولنا الاسلامية. الكاتب محمود الدباس كانت مداخلته بالشكل الآتي: تحت عنوان "حين ضاق الفهم.. واتسعت الساحات".. ما إن خرجت التنظيمات الإسلامية.. من عباءة الدعوة إلى ساحة السياسة.. حتى اصطدمت بجدران الواقع.. الذي لا يُشبه منابر الخطابة ولا دفاتر الفقه.. فقد حملت تلك التنظيمات مشروعاً.. كان في ظاهره حلم إقامة العدل وبسط الشورى.. غير أن أدواته.. كانت قاصرة عن التعامل مع تعقيدات السياسة.. ومناوراتها المتشابكة.. فالفهم الذي تبنّته أغلب هذه الحركات للسياسة.. ظل محصوراً في مثاليات النصوص.. دون استيعاب لبنية الدولة الحديثة.. أو لطبيعة موازين القوى الدولية.. كانت السياسة عندهم.. إما ساحة للمواجهة الأبدية بين الحق والباطل.. أو سلّماً نحو التمكين ثم التطبيق.. ولم تكن مرنة بما يكفي.. لتفهم أن السياسة ليست فقط سؤال الحلال والحرام.. بل هي إدارة توازنات.. وتحالفات.. ومصالح متغيرة.. وبين مَن استبطن الإسلام شعاراً.. يُجمّل به طموحه الشخصي.. ومَن ظنّ أن الوصول إلى الحكم.. هو الغاية العظمى.. ضاعت المعالم.. وتشوهت التجربة.. فمنهم مَن دخل اللعبة من دون أن يفهم قواعدها.. ومنهم مَن فهمها.. لكنه ظن أنه قادر على تطويعها.. فكانت النتيجة.. أن فشلوا في الحفاظ على منجزاتهم.. بل وربما فقدوا القاعدة الشعبية التي حملتهم في البداية.. ولعل أخطر ما في الأمر.. أنهم حين لم يُفلحوا.. لم يكتفِ خصومهم باتهامهم بسوء الإدارة.. بل حُمّل الإسلام نفسه فشلهم.. بينما الحقيقة أن ما سقط ليس هو الدين.. بل نسخة مشوشة من فهمه السياسي.. العميد المتقاعد باسم الحموري كانت مداخلته باختصار عن نشأة الحركات الاسلامية كما يلي: للأسف الإسلام السياسي صناعة إستعمارية حيث أوجدت الأحزاب الإسلامية لكي يبعدوا المجتمع العربي المسلم عن ثقافته الإسلامية ومنهجه الإسلامي الذي هو أساس نجاح الأمة الإسلامية في السابق. وهذا ما يؤكد ما ذكره إبن الحزم الظاهري إذا دخلت السياسة في الدين أفسدته، وأقول لا يوجد لدينا إسلام سياسي ولكن يوجد لدينا أناس سياسين يتسترون في الدين!! البروفيسور خليل الحجاج كانت مداخلته حول تاريخ نشأت مفهوم الاسلام السياسي حيث قال: حتى لاتذهب بعيدا في التفسير والتنظير غير المنطقي غير المبني على معرفة او ناتج عن بحث الاسلام السياسي مصطلح ظهر على اثر محاولات التيار الإسلامي أواخر الثمانينات الاجتماع حول مفهوم يعيد الحكم للاسلام عندما بدأ التيار القومي يترنح ويشهد محاولات الحلول مكانه من بعض الجماعات الاسلامية خلال تلك المحاولة اعتذر التيار الجعفري الاثني عشري الذي تولى قيادة التيار الشيعي على اثر ثورة الخميني وتحجج بانه يبني مشروعه الخاص وكذلك فعلت جماعة الإخوان المسلمين الذين أعلنوا انهم يقبلون بنتائج الصندوق وتوسيع حركتهم الشعبية وهو ماتم التعبير عنه بالسلام السياسي اي بمعنى قبوله المشاركة السياسية وعلى اثر ذلك تصدت الحركة السلفية لمحاولة منازعة التيار القومي في الجزائر وتونس والسودان ومصر وسوريا. وافغانستان..والعراق واليمن.... احترامي وتقديري لجميع الاراء الواردة التي تثري الحوار. الدكتور مصطفى التل.. كانت مداخلته كما يلي: وتحت عنوان "الإسلام السياسي من أزمة المصطلح إلى أزمة النخب".. تُعرّف وزارة الخارجية البريطانية "الإسلام السياسي" بأنه تطبيق القيم الإسلامية في الحكومات الحديثة، مع الإشارة إلى أن بعض الجماعات قد تستخدم هذا المفهوم بشكل تكتيكي دون التزام حقيقي بالقيم الديمقراطية. هذا التعريف يعيد الجدل حول أسلمة السياسة ويطرح تساؤلات حول طبيعة المشكلة: هل تكمن في المصطلح نفسه أم في النخب التي تتعامل معه؟ تعود جذور "الإسلام السياسي" إلى ما بعد سقوط الخلافة العثمانية، حيث ظهرت جماعات إسلامية كاستجابة لفقدان النظام السياسي الإسلامي. وقد استخدم خصوم هذه الجماعات مصطلح "الإسلام السياسي" للدلالة على الفصل بين الإسلام والحياة السياسية، وهو مفهوم مستورد من الغرب. إضافة "سياسي" إلى "الإسلام" يوحي بأن السياسة ليست جزءًا من الإسلام، مما يحد من فهم الإسلام كمنظومة شاملة. كما أن المصطلح يعزز فكرة "الإسلاموية السياسية" كمرادف لـ"الإسلاموفوبيا" في السياق الغربي، مما يساهم في ترسيخ الخوف من الحركة الإسلامية. تتزايد الدراسات والأبحاث التي تتناول "فشل الإسلام السياسي"، مستندة إلى آراء مستشرقين وأكاديميين غير مسلمين، مما يعزز من صورة سلبية عن الحركة الإسلامية. في المقابل، يُطرح سؤال حول استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، وهو أمر حدث عبر التاريخ. في النهاية، يُعتبر "الإسلام السياسي" مصطلحًا مستوردًا يعكس أزمة في النخب التي تستورد مفاهيمها من الخارج، مما يؤدي إلى تشويه الفهم الصحيح للإسلام كمنظومة حياة شاملة فيما كان رأي د. عيد ابو دلبوح: الإسلام السياسي الإسلام المتزمت الإسلام المتطرف الإسلام الوسطي جميعها اسماء من قبل الاستعمار الغربي والذي فتت الدوله الواحده. واذا قلنا عن السياسه،فان معظم دول العالم الثالث لا تتعاطى بالسياسة وانما بالتسلط والتحكم بالسلطه ومعتمده على دعم استعماري خارجي. وانتشرت أنواع الاسلام اعلاه من بعد ازدياد اعداد الشباب الذين تفقهوا بالدين وتسلحوا بالعلم والاقتصاد واصبح أثرهم واضحا وتعامل الدول وبالذات في العالم الثالث اصبح الكل يشعر ان مقدرات الدول اصبحت تعود شيئا فشيئا إلى اوطانها وعن طريق عدم قدره من هم خارج الحدود على سلب الثروات بسهوله مثل ما كان سابقا. وحاليا نجد ان دول العالم الثالث معظمها هي اشباه دول لا سياده ولا اعتماد على الذات وأمر اداره دولها ليست بيدها. ولكون ان العالم تفتح وتوسع وبطريقه التكنولوحيا الحديثه وانكشفت ركاكه الدول وتبين بشكل واضح بان الشعوب تريد الأنظف والأنقى. ومن هنا اختلفت ادارات الدول على استخدام العنف والارهاب ضد كل ما هو مسلم ويتهمون بها ذو التوجهات الاسلاميه وكل ذلك من اجل بقائهم في السلطة، ومن بعد ذلك نعتوا الاسلام بما هم يطبقوه من عجز. ودليل عدم مصداقيه أقوالهم فاننا لم نرى دوله اسلاميه حقيقيه منذ بدايات القرن الماضي ولتاريخه .فالوضع السيى هو نتاج ادارات دول لأكثر من خمسين وستين عاما والاسلام منها بري، ولكن من يمنع فنونه السخاق واللواط،فان ذلك سيزعج اوضاعهم وكيف إذا اصبح الاقتصاد اسلامياً وبالتالي تتوزع الثروه افقيا فهنا قمه المصيبه التي ستنزل على الدول الرأسماليه وذات الاقتصاد العمودي.فالمشكلة هي في ادارات الدول التي تخاف من الاسلام لانه سيكشف عيوبهم وعجزهم. والخل لكل ذلك هو فتح المحال بان تحكم الشعوب نفسها وان تكون العداله هي اساس الحكم. اما الدكتور مصطفى التل فلخص رأيه كالتالي: الإسلام السياسي من أزمة المصطلح إلى أزمة النخب تُعرّف وزارة الخارجية البريطانية "الإسلام السياسي" بأنه تطبيق القيم الإسلامية في الحكومات الحديثة، مع الإشارة إلى أن بعض الجماعات قد تستخدم هذا المفهوم بشكل تكتيكي دون التزام حقيقي بالقيم الديمقراطية. هذا التعريف يعيد الجدل حول أسلمة السياسة ويطرح تساؤلات حول طبيعة المشكلة: هل تكمن في المصطلح نفسه أم في النخب التي تتعامل معه؟ تعود جذور "الإسلام السياسي" إلى ما بعد سقوط الخلافة العثمانية، حيث ظهرت جماعات إسلامية كاستجابة لفقدان النظام السياسي الإسلامي. وقد استخدم خصوم هذه الجماعات مصطلح "الإسلام السياسي" للدلالة على الفصل بين الإسلام والحياة السياسية، وهو مفهوم مستورد من الغرب. إضافة "سياسي" إلى "الإسلام" يوحي بأن السياسة ليست جزءًا من الإسلام، مما يحد من فهم الإسلام كمنظومة شاملة. كما أن المصطلح يعزز فكرة "الإسلاموية السياسية" كمرادف لـ"الإسلاموفوبيا" في السياق الغربي، مما يساهم في ترسيخ الخوف من الحركة الإسلامية. تتزايد الدراسات والأبحاث التي تتناول "فشل الإسلام السياسي"، مستندة إلى آراء مستشرقين وأكاديميين غير مسلمين، مما يعزز من صورة سلبية عن الحركة الإسلامية. في المقابل، يُطرح سؤال حول استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، وهو أمر حدث عبر التاريخ. في النهاية، يُعتبر "الإسلام السياسي" مصطلحًا مستوردًا يعكس أزمة في النخب التي تستورد مفاهيمها من الخارج، مما يؤدي إلى تشويه الفهم الصحيح للإسلام كمنظومة حياة شاملة. الدكتور محمد بزبز الحياري.. اختتم الحوار بهذا التفصيل.. ارى ان المحتوى السياسي للإسلام موجود وهو مدماك اساسي في بنائه الشامل جنبا الى جنب مع المحتوى الاقتصادي والقضائي والاجتماعي، الخ، لكن سوء فهم وإدراك هذا المحتوى من الكثير من التنظيمات التي تتخذ من الدين مرجعا لها وبالتالي سوء توظيفه أدى الى ما أدى اليه من ظهوره بمسميات أخرى وانساقوا لدروب متفرعة تشتتت بهم عن الاصل والجوهر النابع من العقيدة الاسلامية السمحة لهذا المحتوى، من ناحية أخرى لا ننكر ان هناك قوى أخرى ترقى لان نسميها دول او اقل او أكثر ،اوهمتهم وهيأت لهم بعضا من هذه الدروب وأزالت اشواكها وعبّدتها لهم ليسلكوها ( وقد كان) ، لكنها انتظرتهم بنهاية هذه الدروب ووسمتهم بالتطرف والارهاب كنهاية حتمية لهذه المسالك وعلى مرآى من العالم الذي لم يستطع الا ان يؤيد ذلك وفق الشواهد المتراكمة التي تورطوا ، لابل ويزيد عليها تسميات ٱخرى، بالمقابل كان لدى الاسلاميين التهيوء والاستعداد التام لاتباع الاشارات التوجيهية المثبته بداية هذه الدروب والانحراف بمقتضاها والانزلاق الى آخرها بسهولة ، رافقه نزقهم الفكري وضيق افقهم السياسي الذي تُرجِم الى اندفاعاتهم المحمومة والرعناء لتحقيق اهداف استراتيجية كبرى يلزمها سنوات وعقود وجهود متظافرة من العمل السياسي الراشد وغيره لتحقيقها ، لكنهم يريدوها بأيام او اشهر بأبعد تقديراتهم، مما اغرقهم أكثر وأكثر بفخ الارهاب والتطرف الذي نصب لهم بإحكام، ايضا بنيتهم الفكرية التي اوهمتهم انهم هم وحدهم من يمتلكون الحقيقة ولا غيرهم، مستغلين بذلك سلطة الدين وهيبته وإحترامه في نفوس المسلمين وعدم سماع الرأي الآخر لا بل وتكفيره احيانا وحصنوا خطابهم وحججهم وأفعالهم بمقاصد الشريعة . بإعتقادي ان معالجة هذه الظاهرة ( الاسلام السياسي المتطرف) الذي اصبح يحرج اوطانهم ويزجوا بها لمستنقعات من الفوضى واعادتهم لجوهر المحتوى السياسي الاصيل، هو بالمقام الاول: تفكيك بنيتهم الفكرية التي قامت على الوهم وسوء التقدير وإختزالهم لمفهوم الجهاد والمقاومة ومواجهة العدو بتصنيع اسلحة بدائيةوهتافات خرقاء لا تغني ولا تسمن ، ثم التعامل بما يقتصيه القانون لكل حادثة من حوادثهم على حدة دون اللجوء الى الاقصاء والبطش بأي حالة من الاحوال.