logo
ملتقى النخبة يناقش "الإسلام السياسي: بين التجربة ومسارات الفهم"

ملتقى النخبة يناقش "الإسلام السياسي: بين التجربة ومسارات الفهم"

عمون٢٢-٠٤-٢٠٢٥

عمون - في إطار سلسلة الحوارات الفكرية والثقافية التي يعقدها ملتقى النخبة - Elite، جرى مساء الثلاثاء حوار بعنوان: "الإسلام السياسي: من الفكرة إلى الواقع.. بين التجربة ومسارات الفهم"، وذلك بحضور نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين والحقوقيين الذين ناقشوا بتجرد ومسؤولية فكرية واحدة من أكثر القضايا حساسية وجدلاً في الواقع العربي والإسلامي المعاصر.
وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي والفكري، وتداخل المفاهيم الدينية والاجتماعية في الوعي العام، برز مفهوم "الإسلام السياسي" بوصفه أحد أكثر المفاهيم تفاوتاً في الفهم والتطبيق والتوظيف. ومع هذا الجدل المتسارع، جاءت الدعوة لفتح نقاش حر ومسؤول حول هذا المفهوم، بعيداً عن التمجيد أو الشيطنة، بغرض استعادة الفهم العميق لدور الدين في الشأن العام، دون أن يتحول إلى وسيلة للفرقة أو أداة للسلطة.
وتالياً أبرز محاور النقاش :
طبيعة الإسلام كدين، وما إذا كان يمتد ليكون نظاماً شاملاً بما في ذلك السياسة.
إشكالية الفصل بين الدين والسياسة: ضرورة أم انحراف عن أصل الفكرة الإسلامية؟
دور الغرب والحركة الاحتلالية في دعم أو محاربة مشاريع الإسلام السياسي.
أثر التجربة الإسلامية في الواقع: هل ساهمت في بناء المجتمعات أم زادت من تعقيدها؟
المقارنات مع الديانات الأخرى: هل يوجد "نصرانية سياسية" أو "يهودية سياسية"؟
مدى مشروعية الأحداث العابرة للحدود كجزء من مشهد الإسلام السياسي.
هل نحن أمام لحظة مراجعة شاملة لهذا المفهوم؟
وتالياً مداخلات المشاركين:
السيد ابراهيم ابو حويله.. كانت مداخلته بعنوان "الإسلام والجماعات والسياسة"..
نحن في العالم الإسلامي ليس لدينا مشكلة مع الإسلام السياسي في المجمل، وحتى أهل الكتاب في مجملهم عاشوا هنا بحرية إعتقاد وعمل وحياة بكرامة، ولكن المشكلة هي في الجماعات الإسلامية وفهمها وسبل تعاملها مع المجتمعات والسلطات القائمة في المنطقة، وفي المجمل الشعوب تريد حكما اسلاميا واحكاما اسلامية وتحب دينها، ولذلك نعيش حالة الإنفصام العجيب اليوم، وهذا الإنفصام جاء من فهم العامة ان الجماعات الإسلامية ستعيد له المدينة الفاضلة بكل إيجابياتها، وبدون سلبيات، فهنا الكل سعيد وبيت مال المسلمين عامر بالأموال التي تنفق ليل نهار، والخراج يأتي من كل أصقاع الأرض لينفق هنا، والخليفة ابوبكر والقاضي علي ورجل الشرطة عمر وآمر بيت المسلمين عثمان رضي الله عنهم جميعا، ونحن في جنة الله في أرضه.
ولكن الحقيقة مختلفة تماما، فكما تكونوا يولى عليكم، والحاكم من جنس المحكوم، والمسؤول هو من جنس العامة، فإن كانت العامة صالحه صلح شأن الجميع، وإلا كان الفساد هو الحال والمآل، وما رأيته في محيطي يجعلني واثق تماما بأن العقل العربي اليوم، ما زال أنانيا ونفعيا وانتهازيا وقمعيا ، ولم تصله روح الإسلام الحقيقة القائمة على العمل والمشاركة، والدفع والنفع والتغيير عبر كل الوسائل الممكنة، التي تحفظ الإنسان وحياته وفكره وحريته وأملاكه .
هل نحن في الحقيقة من أضاع الدين بسعينا وفهمنا، وحصرنا الدين في هذا الفهم الضيق أو ذلك، هل حقا نتقبل الأخر والمخالف، ونقول لمن ملكتهم أيدينا إذهبوا فإنتم الطلقاء، هل حقا نسعى لفهم الدين بناء على مقاصده، وعلى منهج منزله جل في علاه، أم نريدها خلافة وحكما وملكا بصورة دينية، وبالتالي سلطة تتحكم في حياة الناس، ورقابهم وأموالهم وأعراضهم وفق فهمنا ورغباتنا، بحيث أقتنع العامة أن بحث البعض من هذه الجماعات هو عن عزة الدين وعودته إلى الحياة منهجا، ولكن منهج رجالها او الكثير منهم هو في الحقيقة يساهم في محاربة الدين، وعزله عن المجتمع، كما شاهدنا في بعض مناطق التوتر، وهنا أنا لا أتهم النيات ولكني أتهم التصرفات، والتي ساهمت في تأجيج الخلافات بين الجماعات والسلطات القائمة، كما ساهمت الثورات في العالم الإسلامي سابقا في حروب وفتن وقتل للألاف في هذه الفتن، حتى أن الثورات الخمس الكبرى في القرن الأول الهجري إنتهت بمقتلة وفتنة عظيمة ولم تغير الإنظمة الحاكمة القائمة، ومن هنا نزع العديد من الفقهاء للتشدد في هذا الأمر، ووضع الكثير من الضوابط التي تحد من الوصول إليه، حفاظا على حرمات الدماء.
نعود للمنهج الإصلي للدعوة وهو خلو بيني وبين الناس "، كما في قصة الوليد بن المغيرة التي يرويها إبن هشام وإبن كثير، ونحن اليوم إلا من رحم ربي نزعم أننا دعاة، ونحن في الحقيقة قضاة، ويجب أن نعود إلى إحياء الدين منهج حياة فردي أولا، ومن ثم السعي لأن يكون منهج حياة في المجتمع، عندها ومع رغبة الكثيرين في إحياء الدين منهج حياة، ينتشر سريعا ويصبح الصفة العامة في المجتمع، ونحن نرى حرص الناس على أي صورة تتصل بالإسلام، وحتى الحاكم والمحكوم هو حريص على صورة الدين العامة إلا في صور محدودة.
الدكتور علي المر.. كان رايه كما يلي:
ابتداء "تعبير الإسلام السياسي" ليس من الإسلام. فالإسلام كله سياسة. من حيث أنه تكليف من الله عز وجل للإنسان لإدارة شؤون الحياة؛ وفق منهج الله "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" [سورة البقرة 38]. وكل الرسالات السماوية وما جاء به الرسل عليهم السلام كان شرائع لنظم حياة المجتمعات.
ومنذ نشوء الدولة الحديثة، قبل مئة عام، ألغي الإسلام، من واقع الحياة، وتوقفت أحكامه عند عبارة "دين الدولة الإسلام" في دساتير الدول. ونتيجة لذلك ساد نوع من الفراغ في الدولة الحديثة، وظهرت بسبب ذلك الحركات الإسلامية لتعيد تحكيم الشريعة الإسلامية في واقع الحياة، وطرحت كذلك أدواتها، من شركات وبنوك ومشافي وجامعات .. الخ! وفي واقع الحال لو أن الدولة الحديثة فعلت مادة الإسلام في الدستور لانتفت الحاجة إلى حركات تسمى نفسها إسلامية أو أدوات خاصة بها.
أما عندنا في الأردن فإن مما لا يمكن تجاهله أن الدولة استمدت شرعيتها من الإسلام، وزاد الحاجة إلحاحًا، في الجانب السياسي والاجتماعي، كون الأسرة الحاكمة تنتسب لنبي الإسلام. نحن نعلم الظروف المحيطة بالموضوع ولكن ما يضيفه ويضفيه هذا البعد على الموضوع في الدولة الأردنية والنظام الأردني أكبر وأعظم؛ ويستوجب العمل له!.
فيما كان رأي المحامي بشير الحديدي.. كما يلي..
..ان مصطلح الإسلام السياسي إنما هو مصطلح أطلقه نظام اجنبي لم يقرأ القرآن يوما ولم يقرأ تاريخ الإسلام وقد استعان بمجموعه من المسلمين الماجورين
بلا عقيدة او مبدأ...
..الإسلام دين ينظم العلاقه بين الإنسان وربه سبحانه وتعالى فيعمل الإنسان عملا صالحا إرضاء لله سبحانه وتعالى...
...الإسلام كذلك ينظم العلاقات بين البشر والامم معتمدا على العلم القائم على اسلوب البحث العلمي ...
...الإسلام دين عقيده ومنظم للعلاقات بين الناس والامم لا يحتاج إلى رجل دين بل يحتاج إلى عالم يخطى ويصيب فالدين ليس حكرا على أحد او مجموعة من الناس...
..وما يحدث على الساحه الاردنيه فأنا اعتقد جازما انه تصفيه حسابات لخصوم سياسين لم تستطع الأحزاب القومية اواليساريه أو ما شاء الله من المسميات ان تنافس حزب جبهه العمل الإسلامي بالانتخابات النيابية فصبت جام غضبها عليها لعلها تحقق ما فشلت به انتخابيا...
... جبهه العمل الإسلامي لم تكن مسؤؤله عن مشروع الباص السريع ولا عن ازمه الملكية ولا عن عجز الموازنه ووو...
...وللحق فحركات التيار الإسلامي لها ما لها وعليها ما عليها باشخاصها وليس بانتمائها
فكل إنسان يحاسب على ما فعل..
..وعلى مر العصور ارتكب جرائم بأسم الدين سواء الدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي والدليل على ذلك الحروب الصليبية القديمه والحديثه أو ما يحصل الان في الأراضي المحتله سواء بالضفه الغربية أو غزه أو ما حصل في يوغسلافيا أو.. .
..لا يؤخذ على الدين فعل من عصاه..
..ولا يؤخذ على القانون من خالفه...
..وقد يكون الفعل مباحا بالقانون ومحرم بالدين..أو
..يكون الفعل مباح بالدين ومحرم بالقانون...
.. فلم تلحق وصمه الخطيئة بسيدنا المسيح عليه السلام لان من القى القنبله الذرية على اليابان ينتمي لاتباع المسيح عليه السلام..
..ولم يهتز الدين الإسلامي عندما قام الحجاج بغزو مكه المكرمه فكل إنسان..
..لا يوجد إسلام سياسي وإنما يوجد إنسان فاسد يختبئ خلف الدين أو الدوله...
......ولكم كل الاحترام....
... لك الله يا وطني...
السيد حسام مضاعين.. كانت وجهة نظره عن الدين والسياسة كما يلي:
الدين بشكل عام يدعو الى الفضيلة وعمل الخير والعدالة والمساواة وغيرها من الصفات الحميدة، ويدعو ايضا الى محبة الله وعبادته، ويسعى التابع لهذا الدين او ذاك الى الحصول على رضى الله بالدرجة الاولى من خلال الالتزام بتعليمات الدين ونصوصه ، وهي غير قابلة للنقد والاعتراض.
اما السياسة فتخلو بالغالب من مثل هذه الدعوات، لا بل قد يلجأ السياسي الى الدهاء والمكر والعنف احيانا في سبيل تحقيق اهداف ومصالح معينة لا تمت بصلة الى جوهر الاديان ، ويسعى السياسي بالغالب الى ارضاء نفسه او رئيسه للحصول على اعلى المكاسب المادية، بخلاف رجل الدين الحقيقي الذي لا يساوم على دينه مهما كلف الامر.
لذلك ارى انه وللمحافظة على الدين طاهرا نقيا علينا ان نبتعد به عن السياسة والسياسيين قدر المستطاع كي لا تتداخل المفاهيم وتختلط الامور على المواطن البسيط، فيتبع بذلك السياسة المغلفة باطار ديني مهما كان شكلها ، لانه يرى في النص الديني قدسية لا جدال فيها، ويستغل البعض من رجال الدين هذه الحالة لفرض سطوتهم وسيطرتهم على اتباعهم ، لانهم يوهمون الكثير من الناس بانهم وحدهم يمتلكون سلاح العفة والصلاح.
وبالتالي فان الخلط بين المقدس وغير المقدس سيقود الى تشويه الصورة لدى الجمهور فينساق البعض بتهور خلف رجال الدين الذين يركبون صهوة السياسة، والبعض ينساق خلف رجال السياسة الذي بلتحفون بعباءة الدين وايضا بتهور، وهنا تكمن الخطورة مع العلم بانه لا غالب بين الفريقين الا بمقدار ما يمتلك الواحد منهم من سلطة ونفوذ وقدرة على اغواء الجمهور.
السيد جميل خالد القماز.. كانت مداخلته تحت عنوان "الاسلام السياسي":
هل نستطيع سن قوانين بعيدة كليا عن الدين،،،
وهل العالم المتدين بعيدا عن دينه في حياته السياسية ،،
وهل ما تقوم به امريكا بقيادة ترامب ومن قبله كبوش وابنه كانت قراراتهم وحروبهم بعيدة عن ارتباطهم بعقيدتهم،،،ام ان ما يقوم النتن الظالم بعيدا عن معتقده المجرم ،،،،
لا يمكن فصل الدين عن السياسة ومن يطالب بذلك تجده ببعض الظروف يلهث لتدخل الدين بالسياسة للخروج من مأزق ما،،،
اول من استخدم مصطلح الاسلام السياسي هو الاسرائيلي مارتن كرامر،،،وظهر هذا المصطلح مع انتشار العلمانية بشكل كبير والتي تعمل على فصل الدين عن الدولة واطلاق الحريات ( الزائفة) ،،،
وحديثا ظهرت مصطلحات كثيرة تفرق وتصنف الدين منها الاسلام السياسي والاسلام المتطرف والاسلام المعتدل،،،،
وكلها تهدف الى كبح الاسلام واضعافه،لان الاسلام واحد وليس انواع،،،
اذا ما نظرنا الى الدين الاسلامي نظرة شاملة سنجده دستورا كاملا ينفع لكل زمان ومكان ،،،فالدين لا يتعارض مع العلم ولا الاختراعات ولا الصناعات ولا مع اي تطور علمي ،،
ولكن هناك محاذير عالمية من ذلك ،،،
فالاسلام دين يخيف الكثير حتى ان من يدعون الاسلام بخافونه،لوضوحه ووضوح اوامره والتي لو تطبق لانهت مظاهر واعمال كثيرة في المجتمعات ،،،
لذا دخل العالم الغربي المسيطر واوجد مفاهيم جديدة ،،،
وانواع جديدة للاسلام لكي يتماشى مع العالم ولا يكون عقبة امامه ،،
فعندما نتحدث عن اثنين مليار ،ماذا لو تم تطبيق الاحكام الاسلامية على المعاملات المالية،،،لانتهت الفوائد ( الربا) ،
ولانتهى القمار،ولنتهت الدعارة،ولانتها شرب الخمر،،
نحن نتحدث عن ترليونات من الدولارات ممكن انهائها بتطبيق الاسلام الحق الغير مصنف،،،،
الاسلام واحد اوجده الله وليس له تاؤيل ولا تبديل،،،
لذا يعمل الغرب على ترسيخ مفاهيم جديدة ليتماشى هذا الدين مع العالم ،وهذا هو وعدهم لنا انهم سيفصلوا دين اسلام جديد يناسبهم هم اكثر ما يناسبنا،،،،
وقد فعلوا،،،
نقيب المهندسين الاسبق المهندس عبدالله عبيدات كانت وجهة نظره كما يلي..
الاسلام السياسي موضوع معقد اختلف فيه الاسلاميون والسياسيون واخذ مساحات من الاجتهاد والبحث ذلك انه ليس مرتبطا بفكر او فلسفة وإنما مرتبط عند الكثير بالعقيدة والدين وهذا ما يجعل الإسلام السياسي عند البعض عقيدة وحاكمية لله والتخلي عنه تخلي عن الحكم بما انزل الله وفي الجانب الآخر هناك من ينادي إلى فصل الدين عن الدولة وان الدين فقط شعائر تعبديه.
حارب الغرب والأنظمة العربية فكرة الإسلام السياسي واعتبر الغرب ان الإسلام السياسي يهدد هيمنته على العالم الإسلامي لأن فكرته تقوم على توحيد الأمة مما يعني القوة واستقلال القرار ، أما الانظمه العربية فقد اعتبرته تهديدا لعروشها.
اختزل البعض الإسلام السياسي في تطبيق الحدود فقط مما سيؤدي في نظرهم إلى عدم واقعية هذا النظام وتم استخدام هذا المفهوم فزاعة لتخويف الناس من الإسلام السياسي .
ظهر مفهوم الإسلام السياسي بعد القضاء على الخلافة الإسلامية بعد ظهور حركة الاخوان المسلمين في مصر عام ١٩٢٨ حيث وصف حسن البنا جماعه الاخوان انها جماعة شمولية فهي صوفية وسلفية ودعوية وسياسية، وهذا هو الإسلام الشمولي وبعده جاء سيد قطب ومن خلال ظلال القرآن ومعالم في الطريق نادى بأن تكون الحاكمية لله وحده من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية وانتشر هذا الفكر في العالمين العربي والإسلامي .
باختصار هذا الموضوع شائك ومعقد ومختلف عليه ومحارب من المشروع "الاسرائيلي - الأمريكي".
السيد فيصل تايه كاتب وناشط سياسي واجتماعي كانت مداخلته كما يلي:
انا اقول ان المشكلة ليست في الإسلام السياسي بقدر ما هي في الفكر السياسي المنحرف الذي يؤدي إلى ممارسة سياسية خاطئة كالفكر السياسي المتطرف الذي يتبنى الرؤية الأُحادية للأمور , والنظرة الإقصائية للآخرين , والثنائية القطعية التي لا مكان للوسطية فيها ، التي تقود جميعها إلى التكفير ومن ثم التفجير .
والمشكلة أيضاً ليست في الإسلام السياسي بقدر ما هي في الاستغلال السيء والتوظيف الرديء للدين لخدمة السياسة والسياسيين والتنظير الديني لشرعنة الاستبداد السياسي والتأصيل الشرعي لحصر الحكم في فئة معينة ونخبة قليلة لإسقاط حق الشعب في المشاركة في الحكم واختيار الحكام، ولي عنق النصوص الدينية ، وقصر نظام الحكم السياسي الإسلامي على قوالب نمطية جامدة مستنسخة من أزمنة غابرة لاستحضار شكل الحكم دون جوهرة ومبادئه العامة كالشورى والعدالة والمساواة والبيعة وحق مساءلة الحكام ونقدهم وعزلهم فيما لو أخلوا بشروط البيعة.
ان خنق مفهوم السياسة في الإسلام بطريقة فكرية انتجت منهجية العنف الذي شهده العالم الإسلامي في العقود الماضية ولازال يعاني منه وسوف يستمر إلى المستقبل إذا لم تتمكن المجتمعات الإسلامية من معالجة الخطأ التاريخي الذي حدث أثناء نمو الإسلام والمتمثل في تحويل مفاهيم السلطة وإدارة المجتمعات في الإسلام إلى مفاهيم عنف وتسلط واعتداء.
إن الدولة المتوافقة مع الحياة الحديثة لا يمكن أن تكون بالطريقة التي يفكرون بها فلديهم إشكالية كبيرة تتمثل في رغبتهم الدائمة بنقل صورة محددة للحياة الاجتماعية من تاريخ بداية الإسلام ومن ثم تطبيقها على المسلمين أجمعين وهذا ما ظهر في مراحل زمنية مختلفة من تجارب الإسلام السياسي التي مر بها العالم الإسلامي وخصوصا في العصر الحديث.
الكثير من المسلمين وحتى المعتدلين منهم يعجزون وبشكل مباشر عن إجابة أسئلة حول الولاء والوطنية كما تقتضيها التكوينات السياسية الحديثة للدول فلذلك تجد أن الأسئلة المرتبطة بهذا الجانب والموجهة للإسلاميين دائما ما تحصل على إجابات مضطربة، وهذا تعبير صحيح عن غياب التفكير والتحليل في كيفية بناء دول إسلامية ذات بعد ديني وبمفاهيم سياسية حديثه تقتضيها طبيعة التكوينات السياسية السائدة في العالم.
من المؤكد أن يتزايد المسلمون من معتنقي العنف بنكهة الإسلام السياسي خلال العقود القادمة بطريقة تخلق الفوضى السياسية في المجتمعات المسلمة فقد تعود أفكار ثورية كتلك التي حدثت في منتصف ونهاية القرن الماضي في دول إسلامية وعربية ولكن هذه المرة بمذاق الإسلام السياسي الذي يقدم الأفكار الدينية المختارة كنازعة ألغام تتقدم أهدافه وقد ننتظر هذا في باكستان وأفغانستان وبعض الدول المحيطة بنا.
المحامي أمجد خريسات أوجز رأيه بالآتي:
ان الإسلام دين بطبيعته لايقتصر على الشعائر والعبادات في المساجد او البيوت او في اي مكان تجوز به العباده بل هو يمتد ليكون نظاماً شاملاً للحياة بما في ذلك السياسة والاقتصاد والحياه الاجتماعية ما بين افراد المجتمع سوء مسلمين اوغير مسلمين فهو ينظم العلاقه ما بين المسلم وربه وما بين المسلم وغيره من المسلمين وكذلك مع غير المسلمين كما انه ينظم العلاقه ما بين المسلم واسرته الصغيره واسرته الكبيره ايضا .
- برايي لايمكن الفصل ما بين الدين والسياسة، بل هو من متطلبات الحياه وبالتالي تنظم العلاقات السياسية وفق قواعد الشريعه وان الحركات التي تنادي بفصل الدين عن السياسه برايي هي حركات غربية واسرائيلية لايجوز لنا كمسلمين اتباعها او الدعوه اليها لانها لاشك صراع ما بين الاسلام (الدين ككل ) وبين الاديان الاخرى التي هدفها محاربه الاسلام والمسلمين بشتى الطرق والاساليب.
السيد محمود ملكاوي وضع وجهة نظره بالنقاط التالية:
-الإسلام السياسي مُصطلح يُشير إلى الاستخدام السياسي للقيم والمبادئ والمُثل الإسلامية في تنظيم المجتمع والدولة (أي الجمْع بين الإسلام والسياسة).
-تاريخياً : فكرة الجمع بين الإسلام والسياسة ليست بجديدة ، إذ تعود جذورها إلى زمن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والخلافة الإسلامية ، إلاّ أنّ مصطلح "الإسلام السياسي" بمعناه الحديث ظهر في أوائل القرن العشرين بعد سقوط الخلافة العثمانية ، وظهور الأنظمة القومية في العالم العربي والإسلامي.
-يُعتبر جمال الدين الأفغاني (1838-1897) من أوائل المفكرين المسلمين الذين طرحوا أفكاراً حول الإصلاح الإسلامي ، ومقاومة الهيمنة الغربية.
-وجاء من بعده تلميذه محمد عبده (1849-1905)، وقد ركّز على الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي، ثم جاء محمد رشيد رضا (1865-1935) ، الذي كان من أوائل الداعين إلى الحكم الإسلامي ، وتطبيق الشريعة كنظام سياسي في كتابه "الخلافة أو الإمامة العظمى" (1923).
-مع تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 ، قام الشيخ حسن البنّا بكتابة العديد من الرسائل التي دعت إلى العودة إلى الإسلام كنظام شامل للحياة / الفكر السياسي الإسلامي المعاصر.
-هناك مفكرون عرب ومسلمون آخرون كتبوا في هذا المجال ، ومستشرقون من الغرب.
-يرى الكثير من الباحثين والمفكّرين أنّ إفتقار دُعاة الإسلام السياسي للوعي الكافي مكّن الغرب لجعل "الإسلام السياسي" سبباً لاضعاف دول المنطقة.
-إدارة الدول في عصرنا الحالي تقوم على مبادىء سياسية غاية في التعقيد والعلاقات الدولية المتشابكة ربما لم يرتقِ اليها فكر الأحزاب الإسلامية في دول المنطقة كما ينبغي.
-يرى البعض أنه من المفارقات العجيبة أنّ الاسلام السياسي "نظرياً" من أشدّ التنظيمات السياسية عداوةً وتهجُّماً على ما يسمونه "الامبريالية الأمريكية" والغرب عُموماً ، لكننا نجد على أرض الواقع أنّ طرفيه السُّني والشِّيعي أصبحا بمثابة مطيّةً لدول الغرب ، تُحركهُ كيف تشاء ، وِفقَ مصالحها الاستعمارية.
-على ما يبدو، لم يشهد التاريخ الإسلامي على مرِّ العصور ما يمكن تسميته بالدولة الاسلامية التي تُطبّق شَرع الله بشكلٍ تامّ ومثالي في كل مفاصل الحياة اليومية-بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام- وقد افتقرت الدُّول الاسلامية على مرِّ العصور للاستقرار السياسي التّام ، فما تكاد تهدأ ثورة في مكانٍ ما حتى تبدأ ثورة في مكان آخر ، عدا عن المُؤامرات التي كانت السِّمة البارزة في كثيرٍ من الأحيان.
المهندس أحمد عيسى العدوان كانت وجهة نظره بنقاط ومفاصل كما يلي:
الدين الاسلامي لا يقتصر على الشعائر فهو دين متكامل بما فيه الجانب السياسي الذي يتطلب:
1- التوسع في نشر الاسلام والدفاع عنه بمواقف مختلفه وصولا الى الحلول السياسيه.
2- والدين والسياسه على مر التاريخ سواء الدين الاسلامي او الديانات الاخرى هما وجهان لعمله واحده يكمل بعضهما الاخر ولا يمكن الفصل بينهما مادام هناك حروب تخوضها الامم التي تدين بالدين الاسلامي او الديانات الاخرى.
3-ومنذ مطلع القرن العشرين ومع وجود من يحاول ان يجهض انتشار الدين الاسلامي ومحاربته فقد ظهرت مؤسسات تعمل بشكل منفرد عن الدولة وكانها دوله داخل دوله مما اعطى انطباع عن الدين الاسلامي بانه دين الارهاب .
وفعلا بعض من نادوا بشعارات التمسك بالدين فقد كان لهم تصرفات لا تتماشى مع قيم الدين الاسلامي والذي في حروبه كان الرسول يقول لا تقطعوا شجرة واظهروا محاسن الاسلام في كل معاملاتكم حتى اثناء الحروب، وهذا الزمن الماسك على دينه كالماسك جمره ،وكلنا ندرك ان الدين الاسلامي محارب واهله ابتعدوا عن مفاهيمه واكتفوا باداء الصلوات بعيدا عن قيم الدين وسلوكياته حتى ان بعض الدول الاسلامية تحولت الى دول علمانية من خلاله فصلت السياسة عن الدين
ان مفهوم الدين يعيدنا الى كيفيه نشأ الاسلام وكيف كون دوله الاسلام وما هي الحروب التي خاضها عسكريا وسياسيا لنشر الاسلام ، وان ابتعادنا عن هدا النهج يقودنا الى حالات التفرق حتى ما بين الدول الاسلاميه فيما بينها .
انا مع ان تكون الدوله الاسلاميه تجمع ما بين الدين وشعائره وقيمه بالاضافه الى الامور السياسية وتحت مظله الدوله كما كنا ايام الخلفاء الراشدين ودولنا الاسلامية.
الكاتب محمود الدباس كانت مداخلته بالشكل الآتي: تحت عنوان "حين ضاق الفهم.. واتسعت الساحات"..
ما إن خرجت التنظيمات الإسلامية.. من عباءة الدعوة إلى ساحة السياسة.. حتى اصطدمت بجدران الواقع.. الذي لا يُشبه منابر الخطابة ولا دفاتر الفقه.. فقد حملت تلك التنظيمات مشروعاً.. كان في ظاهره حلم إقامة العدل وبسط الشورى.. غير أن أدواته.. كانت قاصرة عن التعامل مع تعقيدات السياسة.. ومناوراتها المتشابكة.. فالفهم الذي تبنّته أغلب هذه الحركات للسياسة.. ظل محصوراً في مثاليات النصوص.. دون استيعاب لبنية الدولة الحديثة.. أو لطبيعة موازين القوى الدولية.. كانت السياسة عندهم.. إما ساحة للمواجهة الأبدية بين الحق والباطل.. أو سلّماً نحو التمكين ثم التطبيق.. ولم تكن مرنة بما يكفي.. لتفهم أن السياسة ليست فقط سؤال الحلال والحرام.. بل هي إدارة توازنات.. وتحالفات.. ومصالح متغيرة..
وبين مَن استبطن الإسلام شعاراً.. يُجمّل به طموحه الشخصي.. ومَن ظنّ أن الوصول إلى الحكم.. هو الغاية العظمى.. ضاعت المعالم.. وتشوهت التجربة..
فمنهم مَن دخل اللعبة من دون أن يفهم قواعدها.. ومنهم مَن فهمها.. لكنه ظن أنه قادر على تطويعها.. فكانت النتيجة.. أن فشلوا في الحفاظ على منجزاتهم.. بل وربما فقدوا القاعدة الشعبية التي حملتهم في البداية..
ولعل أخطر ما في الأمر.. أنهم حين لم يُفلحوا.. لم يكتفِ خصومهم باتهامهم بسوء الإدارة.. بل حُمّل الإسلام نفسه فشلهم.. بينما الحقيقة أن ما سقط ليس هو الدين.. بل نسخة مشوشة من فهمه السياسي..
العميد المتقاعد باسم الحموري كانت مداخلته باختصار عن نشأة الحركات الاسلامية كما يلي:
للأسف الإسلام السياسي صناعة إستعمارية حيث أوجدت الأحزاب الإسلامية لكي يبعدوا المجتمع العربي المسلم عن ثقافته الإسلامية ومنهجه الإسلامي الذي هو أساس نجاح الأمة الإسلامية في السابق.
وهذا ما يؤكد ما ذكره إبن الحزم الظاهري إذا دخلت السياسة في الدين أفسدته، وأقول لا يوجد لدينا إسلام سياسي ولكن يوجد لدينا أناس سياسين يتسترون في الدين!!
البروفيسور خليل الحجاج كانت مداخلته حول تاريخ نشأت مفهوم الاسلام السياسي حيث قال:
حتى لاتذهب بعيدا في التفسير والتنظير غير المنطقي غير المبني على معرفة او ناتج عن بحث الاسلام السياسي مصطلح ظهر على اثر محاولات التيار الإسلامي أواخر الثمانينات الاجتماع حول مفهوم يعيد الحكم للاسلام عندما بدأ التيار القومي يترنح ويشهد محاولات الحلول مكانه من بعض الجماعات الاسلامية خلال تلك المحاولة اعتذر التيار الجعفري الاثني عشري الذي تولى قيادة التيار الشيعي على اثر ثورة الخميني وتحجج بانه يبني مشروعه الخاص وكذلك فعلت جماعة الإخوان المسلمين الذين أعلنوا انهم يقبلون بنتائج الصندوق وتوسيع حركتهم الشعبية وهو ماتم التعبير عنه بالسلام السياسي اي بمعنى قبوله المشاركة السياسية وعلى اثر ذلك تصدت الحركة السلفية لمحاولة منازعة التيار القومي في الجزائر وتونس والسودان ومصر وسوريا. وافغانستان..والعراق واليمن....
احترامي وتقديري لجميع الاراء الواردة التي تثري الحوار.
الدكتور مصطفى التل.. كانت مداخلته كما يلي: وتحت عنوان "الإسلام السياسي من أزمة المصطلح إلى أزمة النخب"..
تُعرّف وزارة الخارجية البريطانية "الإسلام السياسي" بأنه تطبيق القيم الإسلامية في الحكومات الحديثة، مع الإشارة إلى أن بعض الجماعات قد تستخدم هذا المفهوم بشكل تكتيكي دون التزام حقيقي بالقيم الديمقراطية. هذا التعريف يعيد الجدل حول أسلمة السياسة ويطرح تساؤلات حول طبيعة المشكلة: هل تكمن في المصطلح نفسه أم في النخب التي تتعامل معه؟
تعود جذور "الإسلام السياسي" إلى ما بعد سقوط الخلافة العثمانية، حيث ظهرت جماعات إسلامية كاستجابة لفقدان النظام السياسي الإسلامي. وقد استخدم خصوم هذه الجماعات مصطلح "الإسلام السياسي" للدلالة على الفصل بين الإسلام والحياة السياسية، وهو مفهوم مستورد من الغرب.
إضافة "سياسي" إلى "الإسلام" يوحي بأن السياسة ليست جزءًا من الإسلام، مما يحد من فهم الإسلام كمنظومة شاملة. كما أن المصطلح يعزز فكرة "الإسلاموية السياسية" كمرادف لـ"الإسلاموفوبيا" في السياق الغربي، مما يساهم في ترسيخ الخوف من الحركة الإسلامية.
تتزايد الدراسات والأبحاث التي تتناول "فشل الإسلام السياسي"، مستندة إلى آراء مستشرقين وأكاديميين غير مسلمين، مما يعزز من صورة سلبية عن الحركة الإسلامية. في المقابل، يُطرح سؤال حول استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، وهو أمر حدث عبر التاريخ.
في النهاية، يُعتبر "الإسلام السياسي" مصطلحًا مستوردًا يعكس أزمة في النخب التي تستورد مفاهيمها من الخارج، مما يؤدي إلى تشويه الفهم الصحيح للإسلام كمنظومة حياة شاملة
فيما كان رأي د. عيد ابو دلبوح:
الإسلام السياسي
الإسلام المتزمت
الإسلام المتطرف
الإسلام الوسطي
جميعها اسماء من قبل الاستعمار الغربي والذي فتت الدوله الواحده.
واذا قلنا عن السياسه،فان معظم دول العالم الثالث لا تتعاطى بالسياسة وانما بالتسلط والتحكم بالسلطه ومعتمده على دعم استعماري خارجي.
وانتشرت أنواع الاسلام اعلاه من بعد ازدياد اعداد الشباب الذين تفقهوا بالدين وتسلحوا بالعلم والاقتصاد واصبح أثرهم واضحا وتعامل الدول وبالذات في العالم الثالث اصبح الكل يشعر ان مقدرات الدول اصبحت تعود شيئا فشيئا إلى اوطانها وعن طريق عدم قدره من هم خارج الحدود على سلب الثروات بسهوله مثل ما كان سابقا.
وحاليا نجد ان دول العالم الثالث معظمها هي اشباه دول لا سياده ولا اعتماد على الذات وأمر اداره دولها ليست بيدها.
ولكون ان العالم تفتح وتوسع وبطريقه التكنولوحيا الحديثه وانكشفت ركاكه الدول وتبين بشكل واضح بان الشعوب تريد الأنظف والأنقى.
ومن هنا اختلفت ادارات الدول على استخدام العنف والارهاب ضد كل ما هو مسلم ويتهمون بها ذو التوجهات الاسلاميه وكل ذلك من اجل بقائهم في السلطة، ومن بعد ذلك نعتوا الاسلام بما هم يطبقوه من عجز.
ودليل عدم مصداقيه أقوالهم فاننا لم نرى دوله اسلاميه حقيقيه منذ بدايات القرن الماضي ولتاريخه .فالوضع السيى هو نتاج ادارات دول لأكثر من خمسين وستين عاما والاسلام منها بري، ولكن من يمنع فنونه السخاق واللواط،فان ذلك سيزعج اوضاعهم وكيف إذا اصبح الاقتصاد اسلامياً وبالتالي تتوزع الثروه افقيا فهنا قمه المصيبه التي ستنزل على الدول الرأسماليه وذات الاقتصاد العمودي.فالمشكلة هي في ادارات الدول التي تخاف من الاسلام لانه سيكشف عيوبهم وعجزهم. والخل لكل ذلك هو فتح المحال بان تحكم الشعوب نفسها وان تكون العداله هي اساس الحكم.
اما الدكتور مصطفى التل فلخص رأيه كالتالي: الإسلام السياسي من أزمة المصطلح إلى أزمة النخب
تُعرّف وزارة الخارجية البريطانية "الإسلام السياسي" بأنه تطبيق القيم الإسلامية في الحكومات الحديثة، مع الإشارة إلى أن بعض الجماعات قد تستخدم هذا المفهوم بشكل تكتيكي دون التزام حقيقي بالقيم الديمقراطية. هذا التعريف يعيد الجدل حول أسلمة السياسة ويطرح تساؤلات حول طبيعة المشكلة: هل تكمن في المصطلح نفسه أم في النخب التي تتعامل معه؟
تعود جذور "الإسلام السياسي" إلى ما بعد سقوط الخلافة العثمانية، حيث ظهرت جماعات إسلامية كاستجابة لفقدان النظام السياسي الإسلامي. وقد استخدم خصوم هذه الجماعات مصطلح "الإسلام السياسي" للدلالة على الفصل بين الإسلام والحياة السياسية، وهو مفهوم مستورد من الغرب.
إضافة "سياسي" إلى "الإسلام" يوحي بأن السياسة ليست جزءًا من الإسلام، مما يحد من فهم الإسلام كمنظومة شاملة. كما أن المصطلح يعزز فكرة "الإسلاموية السياسية" كمرادف لـ"الإسلاموفوبيا" في السياق الغربي، مما يساهم في ترسيخ الخوف من الحركة الإسلامية.
تتزايد الدراسات والأبحاث التي تتناول "فشل الإسلام السياسي"، مستندة إلى آراء مستشرقين وأكاديميين غير مسلمين، مما يعزز من صورة سلبية عن الحركة الإسلامية. في المقابل، يُطرح سؤال حول استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، وهو أمر حدث عبر التاريخ.
في النهاية، يُعتبر "الإسلام السياسي" مصطلحًا مستوردًا يعكس أزمة في النخب التي تستورد مفاهيمها من الخارج، مما يؤدي إلى تشويه الفهم الصحيح للإسلام كمنظومة حياة شاملة.
الدكتور محمد بزبز الحياري.. اختتم الحوار بهذا التفصيل.. ارى ان المحتوى السياسي للإسلام موجود وهو مدماك اساسي في بنائه الشامل جنبا الى جنب مع المحتوى الاقتصادي والقضائي والاجتماعي، الخ،
لكن سوء فهم وإدراك هذا المحتوى من الكثير من التنظيمات التي تتخذ من الدين مرجعا لها وبالتالي سوء توظيفه أدى الى ما أدى اليه من ظهوره بمسميات أخرى وانساقوا لدروب متفرعة تشتتت بهم عن الاصل والجوهر النابع من العقيدة الاسلامية السمحة لهذا المحتوى، من ناحية أخرى لا ننكر ان هناك قوى أخرى ترقى لان نسميها دول او اقل او أكثر ،اوهمتهم وهيأت لهم بعضا من هذه الدروب وأزالت اشواكها وعبّدتها لهم ليسلكوها ( وقد كان) ، لكنها انتظرتهم بنهاية هذه الدروب ووسمتهم بالتطرف والارهاب كنهاية حتمية لهذه المسالك وعلى مرآى من العالم الذي لم يستطع الا ان يؤيد ذلك وفق الشواهد المتراكمة التي تورطوا ، لابل ويزيد عليها تسميات ٱخرى، بالمقابل كان لدى الاسلاميين التهيوء والاستعداد التام لاتباع الاشارات التوجيهية المثبته بداية هذه الدروب والانحراف بمقتضاها والانزلاق الى آخرها بسهولة ، رافقه نزقهم الفكري وضيق افقهم السياسي الذي تُرجِم الى اندفاعاتهم المحمومة والرعناء لتحقيق اهداف استراتيجية كبرى يلزمها سنوات وعقود وجهود متظافرة من العمل السياسي الراشد وغيره لتحقيقها ، لكنهم يريدوها بأيام او اشهر بأبعد تقديراتهم، مما اغرقهم أكثر وأكثر بفخ الارهاب والتطرف الذي نصب لهم بإحكام، ايضا بنيتهم الفكرية التي اوهمتهم انهم هم وحدهم من يمتلكون الحقيقة ولا غيرهم، مستغلين بذلك سلطة الدين وهيبته وإحترامه في نفوس المسلمين وعدم سماع الرأي الآخر لا بل وتكفيره احيانا وحصنوا خطابهم وحججهم وأفعالهم بمقاصد الشريعة .
بإعتقادي ان معالجة هذه الظاهرة ( الاسلام السياسي المتطرف) الذي اصبح يحرج اوطانهم ويزجوا بها لمستنقعات من الفوضى واعادتهم لجوهر المحتوى السياسي الاصيل، هو بالمقام الاول: تفكيك بنيتهم الفكرية التي قامت على الوهم وسوء التقدير وإختزالهم لمفهوم الجهاد والمقاومة ومواجهة العدو بتصنيع اسلحة بدائيةوهتافات خرقاء لا تغني ولا تسمن ، ثم التعامل بما يقتصيه القانون لكل حادثة من حوادثهم على حدة دون اللجوء الى الاقصاء والبطش بأي حالة من الاحوال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الفرنسي يدعو إلى التحرّك ضد جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا
الرئيس الفرنسي يدعو إلى التحرّك ضد جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا

رؤيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا

الرئيس الفرنسي يدعو إلى التحرّك ضد جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا

ندد "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" بـ"الاتهامات التي لا أساس لها" وحذّر من الخلط "الخطير" بين الإسلام والتطرف عام 2023 منعت فرنسا طالبات المدارس الحكومية من ارتداء العباءة أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الحكومة بوضع مقترحات للتعامل مع تأثير جماعة الإخوان المسلمين وانتشار "الإسلام السياسي" في فرنسا، بحسب ما أفاد الإليزيه. جاء إعلان الرئاسة الفرنسية بعدما ترأس ماكرون اجتماعا أمنيا لدراسة تقرير يحذّر من الإخوان المسلمين ويقول إن الجماعة تشكّل "تهديدا للتماسك الوطني" في فرنسا. وأفاد قصر الإليزيه "نظرا إلى أهمية المسألة وخطورة الوقائع التي تم التحقق منها، طلب من الحكومة وضع مقترحات ستجري دراستها في اجتماع مجلس الدفاع المقبل مطلع حزيران/يونيو". وفي خطوة نادرة، قرر ماكرون أيضا نشر التقرير علنا بحلول نهاية الأسبوع. وحصلت فرانس برس على نسخة من التقرير الثلاثاء. وقال قصر الإليزيه إنه سيتم الإعلان عن بعض الإجراءات بينما ستبقى أخرى سريّة. وأعد التقرير بشأن الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928 موظفان رسميان رفيعان بتكليف من الحكومة. وقال الإليزيه قبيل الاجتماع إن التقرير "يحدد بوضوح الطبيعة المناهضة للجمهورية والتخريبية لـالإخوان المسلمين" ويقترح "طرقا للتعامل مع هذا التهديد". وتضم كل من فرنسا وألمانيا أكبر نسبة من المسلمين مقارنة مع باقي بلدان الاتحاد الأوروبي. وتسعى السلطات الفرنسية لمنع أي انتشار للفكر الإسلامي المتشدد، حسب رأيهم. وباتت مسألة التطرف الديني قضية جدلية في ظل تحوّل المشهد السياسي في فرنسا وازدياد شعبية اليمين المتشدد. وأثار التقرير ردود فعل حادة إذ اتّهمت زعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن الحكومة بعدم التحرك، قائلة على منصة "إكس" إنها لطالما اقترحت إجراءات "للقضاء على الأصولية الإسلامية". من جانبه، قال رئيس حزبها "التجمع الوطني" جوردان بارديلا عبر إذاعة "فرانس إنتر" "إذا وصلنا إلى السلطة غدا، فسنحظر "الإخوان المسلمين". لكن البعض دانوا ما يقولون إنه تزايد رهاب الإسلام في فرنسا. وقال اليساري المتشدد جان لوك ميلانشون على منصة "إكس" إن "رهاب الإسلام تجاوز الحد". واتهم المسؤولين بدعم "النظريات الوهمية" للوبن ووزير الداخلية الفرنسي المتشدد برونو روتايو. وأشار التقرير إلى تفشي الإسلام السياسي "من الأسفل إلى الأعلى"، مضيفا أن الظاهرة تمثّل "تهديدا على الأمدين القصير إلى المتوسط". وأكدت الرئاسة الفرنسية في الوقت ذاته "نحن متفقون تماما في قولنا إن علينا ألا نعمم في التعامل مع المسلمين". وأضافت "نقاتل ضد الإسلام السياسي وتجاوزاته المتطرفة". وركّز التقرير على دور "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" والذي وصفه بأنه "الفرع الوطني لـ+الأخوان المسلمين+ في فرنسا". "هدف خفي وتخريبي" من جانبه، ندد "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" بـ"الاتهامات التي لا أساس لها" وحذّر من الخلط "الخطير" بين الإسلام والتطرف. وقال "نرفض بشدة أي اتهامات تحاول ربطنا بمشروع سياسي خارجي"، محذّرا من "وصم الإسلام والمسلمين". وتابع أن "الاتهام الدائم يشكّل العقول ويثير المخاوف وبكل أسف، يساهم في أعمال العنف"، مشيرا إلى حادثة مقتل المالي أبوبكر سيسيه (22 عاما) بطعنه عشرات المرات بينما كان يصلي داخل مسجد في جنوب فرنسا. وذكرت صحيفة "لوفيغارو" المحافظة التي كانت أول وسيلة إعلامية تنشر مقتطفات من التقرير "الصادم" الثلاثاء أن جماعة الإخوان المسلمين "تسعى إلى إدخال الشريعة إلى فرنسا". لكن التقرير أفاد بأن "أي وثيقة لم تظهر مؤخرا رغبة المسلمين في فرنسا بتأسيس دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق قوانين الشريعة هناك"، لافتا مع ذلك إلى أن التهديد حقيقي. وقال التقرير "لا نتعامل مع حالة انفصالية عدائية" بل مع "هدف خفي.. ولكنه تخريبي للمؤسسات". واقترح حزب ماكرون منع القاصرات دون الخامسة عشرة من ارتداء الحجاب الذي اعتبر أنه "يقوّض بشكل خطير المساواة بين الجنسين وحماية الأطفال"، حسب زعمهم. كما يسعى الحزب إلى "تجريم أولياء الأمور الذين يجبرون بناتهم دون السن القانونية على وضع الحجاب، بتهمة الإكراه". وعام 2023، منعت فرنسا طالبات المدارس الحكومية من ارتداء العباءة.

الصفدي والعيسوي وجهان لعملة واحدة
الصفدي والعيسوي وجهان لعملة واحدة

الشاهين

timeمنذ 2 ساعات

  • الشاهين

الصفدي والعيسوي وجهان لعملة واحدة

جواد الخضري حين يتبارى المسؤولون في العمل لما فيه المصلحة الوطنية الواحدة والثابتة للوطن والمواطن، فإن ذلك من شأنه أن يعزز التواصل داخليًا وإقليميًا ودوليًا. وقبل كل شيء، علينا أن نذكر الإنجازات لكل مسؤول يسعى لاستمرار البناء، ولا أقول 'يُعطى' لأن كل مسؤول عليه واجبات وعليه أن يعمل على تحقيقها. شخصيتان تميزتا بالعمل الدؤوب والاحتراف، يشهد لهما أفعالهما التي حققت ولا زالت تحقق الإنجازات؛ نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي لا يكل ولا يمل، من خلال الجولات المكوكية على مستوى دول الجوار، والإقليم، والمستوى الدولي، والعمل على السير بخطى ثابتة في تأكيد الموقف الأردني رسميا وإنسانيا في حل مختلف النزاعات لنشر السلام وتحقيقه في كافة مناطق العالم. أما على المستوى الداخلي، فإننا نُشاهد ونلمس على الدوام ما يقوم به رئيس الديوان الملكي الهاشمي السيد يوسف العيسوي من لقاءات مستمرة مع مختلف شرائح المواطنين، سواء في المحافظات أو المدن أو القرى أو البادية أو المخيمات، بهدف الاستماع إليهم والعمل على تلبية معظم احتياجاتهم ومطالبهم، عدا عن الجولات المكوكية لرئيس الديوان الملكي العامر للوصول إلى المواطنين في أماكنهم، وتقديم كل ما يلزم، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية، التي يعمل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله على توجيه الجميع من السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية، والقضائية) بها، بما يخدم الوطن والمواطن على الدوام. من هنا نجد أن الصفدي والعيسوي مثال حيٌّ لما يقومان به من عمل افكار جلالة الملك، ونقلها لتحقيق رؤية سياسة أردنية ساعية إلى تحقيق العدل والسلام الدولي ، ونبذ كل ما يتعارض معهما، بما يهدف إلى تحقيق السلام في جميع أرجاء المعمورة. أما بالنسبة للشأن الداخلي ، فإن ما يقوم به العيسوي يهدف إلى توفير معظم احتياجات المواطنين، والعمل على تحقيقها وتلبيتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مساكن الأسر العفيفة التي جاءت بمكرمة ملكية سامية، وتعزيز المستشفيات الحكومية بما تحتاجه لرفع جودة الخدمات الصحية للمستشفيات ، وكذلك المراكز الصحية الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطن، فضلًا عن العديد من الخدمات العامة على مستوى الوطن، في مدنه وقراه وبأوديته ومخيماته. ما حاولت أن أهدف اليه من الكتابة عن هاتين الشخصيتين، انما هو من اجل أن يتحرك كل مسؤول للقيام بواجباته، لأن المنصب هو تكليف لا تشريف.

ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين
ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين

سرايا - ترأّس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء اجتماعا أمنيا بعد نشر تقرير يحذّر من جماعة الإخوان المسلمين وانتشار "الإسلام السياسي" في فرنسا. وناقش الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الحكومة وأهم الوزراء، تقريرا يدعو إلى التحرّك للتعامل مع مسألة تزايد نفوذ الجماعة التي اعتبر أنها تشكّل تهديدا "للتماسك الوطني" في فرنسا. وبعد الاجتماع، ستتخذ إجراءات "سيتم الإعلان عن بعضها" فيما ستبقى الأخرى سريّة، بحسب قصر الإليزيه. وأعد التقرير بشأن الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928 موظفان رسميان رفيعان بتكليف من الحكومة. وقال الإليزيه إن التقرير "يحدد بوضوح الطبيعة المناهضة للجمهورية والتخريبية لـ+الإخوان المسلمين+" ويقترح "طرقا للتعامل مع هذا التهديد". وأكدت الرئاسة الفرنسية في الوقت ذاته "نحن متفقون تماما في قولنا إن علينا ألا نعمم في التعامل مع المسلمين". وأضافت "نقاتل ضد الإسلام السياسي وتجاوزاته المتطرفة". وركّز التقرير على دور "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" والذي وصفه بأنه "الفرع الوطني لـ+الأخوان المسلمين+ في فرنسا". من جانبه، ندد "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" بـ"الاتهامات التي لا أساس لها" وحذّر من الخلط "الخطير" بين الإسلام والتطرف. وقال "نرفض بشدة أي اتهامات تحاول ربطنا بمشروع سياسي خارجي". وأضاف "حتى الخلط غير المتعمد بين الإسلام والإسلام السياسي والراديكالية ليس خطيرا فحسب، بل يأتي بنتائج عكسية على الجمهورية نفسها"، محذّرا من "وصم الإسلام والمسلمين". أ ف ب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store