logo
جيل الألفية مقابل الجيل زد: أيهما أكثر صحة؟ الخبراء يجيبون على هذا السؤال

جيل الألفية مقابل الجيل زد: أيهما أكثر صحة؟ الخبراء يجيبون على هذا السؤال

مجلة هي٠٣-٠١-٢٠٢٥

لكل جيل من الأجيال الماضية والحاضرة، وطبعًا المستقبلية، سماته الخاصة وطريقته المميزة في التعامل مع الأمور من حوله. ويعزو الخبراء هذا "التفرد" لكل جيل، بالمتغيرات والأجواء المحيطة به في المقام الأول، ثم نوعية التطور والدرجة التي وصل إليها في المقام الثاني. إذ لا ينكر أحدٌ، تأثير التكنولوجيا على حياة الأفراد وتفكيرهم وحتى توجهاتهم الحياتية والعلمية والصحية.
وفي عصرنا الحالي، حيث التكنولوجيا المتطورة في أوجها، مع الذكاء الاصطناعي والأدوات الذكية المختلفة التي نستخدمها في حياتنا اليومية؛ لا بدَ أن ينعكس ذلك كله على جيل زد وجيل ألفا وغيره من الأجيال التي ستتلي. وهو ما نراه بأم العين مع جيل زد Gen Z حاليًا، الذي يدخل في مقارنةٍ دائمة مع جيل الألفية Millennials كونه الأقرب له ويُمثَل امتدادًا له.
جيل الألفية مقابل الجيل زد أيهما أكثر صحة؟
بلغ أكبر أفراد جيل زد سن السادسة والعشرين في عام 2023،ما يعني أن الوقت قد حان بالنسبة لهذا الجيل لكي يكبر: إذ سوف يُطلب منهم الحصول على تأمينٍ صحي خاص بهم لأول مرة.وهو ما يطرح السؤال: ما مدى الصحة لدى جيل زد؟ وكيف يُقارنون بكبار السن من جيل الألفية؟
يُعرَّف جيل زد من قبل مركز بيو للأبحاثPew Research Center،على أنه أي شخصٍ وُلد بعد عام 1997؛ في حين أن جيل الألفية هو أي شخصٍ وُلد بين عامي 1981 و1996. ما يعني أن أفراد جيل زد يمتدون عبر مجموعةٍ واسعة من مواقف الحياة، من الطلاب في المدرسة الإعدادية إلى العمال الذين يحصلون على تدريبهم الأول ووظائفهم بعد التخرج من الكلية.
بالنسبة لأفراد هذا الجيل، كانت الحياة دومًل تشمل الإنترنت أو الهاتف الذكي؛وهم يكبرون في وقتٍ حيث يوجد تطبيق لكل شيء - بما في ذلك زيارة الطبيب أو المُعالج. إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يشبه تنفس الهواء بالنسبة للجيل زد؛ حيث أصبح جيل الألفية كبيرًا بما يكفي لتذكَر وقتٍ لم يكن فيه آباؤهم على فيسبوك. وبالتالي، فإن للصحة أولويةٌ كبيرة عندهم، لكن في أية مجالات؟
نستعرض معًا في موضوعنا اليوم، للسؤال الذي يراود الكثيرين: جيل الألفية مقابل الجيل زد؛ أيهما أكثر صحة؟ ونجيب عليه من خلال معلوماتٍ منشورة للكاتبة إيمي باركزي،وهي صحفية سابقة متخصصة في العلامات التجارية، على موقع MI Blue Daily.
جيل الألفية وجيل زد: من دكتور غوغل إلى دكتور تيك توك
يتبَع جيل زد النصائح الطبية من وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من استشارة مختص
تنقل باركزي عن الدكتورة أنجيلا سيبرايت، طبيبة الطب العائلي في Blue Cross Blue Shield of Michigan، قولها إنها غالبًا ما تجد أن جيل الألفية وجيل زد يتشاركان بعض أوجه التشابه في نهجهما تجاه الرعاية الصحية.وتضيف: "إن جيل الألفية وجيل زد لديهما وجهة نظرٍ مختلفة فيما يتعلق بالرعاية الصحية؛ فهم يبحثون أكثر عن الراحة، باستخدام التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية.قد يكون للأجيال الأكبر سنًا علاقةٌ طويلة الأمد مع طبيبهم؛ فقد بنوا الثقة والولاء، لذلك سيذهبون إليهم أولًا."
ما يُميَز جيلي الألفية وزد هو استخدامهم الكثيف لوسائل التواصل الإجتماعي، حتى في مواضيع الصحة. وفي حين أن الأجيال الأصغر سنًا يبدون أكثر ميلًا للبحث عن معلومات الرعاية الصحية الخاصة بهم بشكلٍ عام، إلا أنهم يحصلون عليها من مصادر مختلفة.
وترى سيبرايت أن هذا هو التحول من ""دكتور غوغل"" مع جيل الألفية إلى "دكتور تيك توك" مع جيل زد، مضيفةً: "ستتجه الأجيال الأصغر سنًا إلى منصات التواصل الاجتماعي وتبحث عن علامة تصنيف، مثل #longcovid"، موضحةً أنهم أكثر ميلًا لتجربة مُكمَلٍ غير مُثبت طبيًا أو علاجٍ منزلي يسمعون عنه من أقرانهم، عوضًا عن الذهاب إلى متخصص.
جيل الألفية وجيل زد: هاجس الصحة العقلية
بعدما كان الصمت المُطبق هو سيد الموقف لدى الأجيال الأكبر سنًا فيما يخص صحتهم العقلية ومعاناتهم معها، يبدو أن الأجيال الأصغر سنًا لا تجد حرجًا في التطرق إلى هذا الموضوع "المُحرَم" Tabboo لدى الأكبر سنًا. وتقول الدكتورة سيبرايت أن الأجيال الأصغر سنًا تشعر براحةٍ أكبر في الحديث عن صحتهم العقلية وطلب المساعدة من الأجيال الأكبر سنًا.
لا يخجل جيل زد من الحديث عن صحتهم العقلية مقارنةً بجيل الألفية
ولكن، في حين أن جيل زد قد يكون أكثر وعيًا بصحته العقلية، إلا أنه يواجه أيضًا بعضًا من أكبر العقبات. فقد تسببت جائحة كوفيد في مقاطعة العديد من المعالم والتقاليد الحاسمة لأعضاء جيل زد - حيث ألغت العديد من المدارس الأحداث الاجتماعية، ودفعت الفصول الدراسية إلى التعلم عبر الإنترنت وأخرت حفلات التخرج؛وبدأ بعض الطلاب دروس الكلية عبر الإنترنت، بدلًا من الحضور شخصيًا. بالنسبة للجيل زد، فإن هذه الإجراءات قد عملت على إيقاف المستقبل مؤقتًا - وتشير الأبحاث المبكرة إلى أن ذلك أثرَ على توقعاتهم.
ووجد تقريرٌ حديث لمؤسسة جالوب ووالتون فاميليGallup and Walton Family Foundation أن أقل من نصف أفراد جيل زد (47٪) يعتبرون أنفسهم "مزدهرين" في حياتهم - أدنى المعدلات بين أي جيل في الولايات المتحدة، ومعدلٍ أقل من جيل الألفية في نفس العمر.بالإضافة إلى ذلك، يُصنَف جيل زد صحتهم العقلية أقل من أقرانهم الأكبر سنًا: 36٪ من هذا الجيل يعتبرون صحتهم العقلية "عادلة" أو "سيئة"، مقارنةً بـ 27٪ من جيل الألفية.
جيل الألفية وجيل زد: سلوكيات محفوفة بالمخاطر
بعد أن كان الخوف دومًا على أفراد أي جيل من الوقوع فريسة السلوكيات غير الصحية والتي تضر بصحتهم، خصوصًا الشباب الذين يجنحون دومًا نحو القيام بأعمالٍ غير مدروسة بغية التجربة؛ يمكن القول اليوم أن جيل زد شبه بعيد عن مثل هذه الأعمال.
جيل زد أقل ميلًا للتدخين الالكتروني من جيل الألفية في سن المراهقة
يتَتبع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، السلوكيات الصحية للمراهقين والشباب منذ عام 1991، في دراسةٍ استقصائية لنظام مراقبة سلوكيات الشباب المحفوفة بالمخاطر. ويُظهِر هذا التقرير انخفاضاتٍ كبيرة في بعض السلوكيات التي يعتبرها الخبراء محفوفة بالمخاطر عند مقارنة جيل الألفية بجيل زد.بشكلٍ عام، تتراجع السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي يمارسها المراهقون؛ مما يعني أن أفراد جيل زد يدخنون ويشربون أقل مما كان يفعله جيل الألفية عندما كانوا في ذات العمر.
على سبيل المثال؛ وجدت الدراسة الاستقصائية أن جيل زد ممن كانوا في المدرسة الثانوية في عام 2021، في ذات الوقت الذي كان فيه جيل الألفية في المدرسة الثانوية في عام 2001، بلغت نسبة تدخينهم للسجائر خلال شهرٍ كامل 3.8% مقارنةً بنسبة 28.5% لدى جيل الألفية للفترة ذاتها. ما يدل على تراجعٍ كبير، ومحمود حقيقةً، في سلوكيات جيل زد تجاه التدخين. Vaping - والذي لم يكن خيارًا مُتاحًا لأبناء جيل الألفية أثناء سنوات دراستهم الثانوية – يُشكَل اليوم مصدر قلقٍ لشباب جيل زد؛ حيث قال حوالي 18% من طلاب المدارس الثانوية إنهم استخدموا منتجات التدخين الإلكتروني بنشاط في عام 2021.
جيل الألفية وجيل زدوالنشاط البدني
هناك العديد من المؤشرات التي تشير إلى أن جيل الألفية أكثر نشاطًا بدنيًا من أفراد جيل زد. منها تقريرٌ صادر عنMurphy Research أشار إلى أن معدلات التمرين بين جيل زد انخفضت من عام 2019 إلى عام 2022 - وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، مارس أقل من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا التمارين الرياضية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
جيل الألفية وجيل زد: السكري من النوع 2 والسُمنة
يعتقد الخبراء في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن عدد الشباب الذين تقلَ أعمارهم عن 20 عامًا والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2، من المرجح أن يزداد بشكلٍ أسرع خلال العقود القادمة، للأسف. ويستند هذا الاتجاه المتوقع إلى كيفية زيادة معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بين الشباب في السنوات العشرين الماضية، بما في ذلك جيل زد والألفية.
يرتبط هذا الأمر ارتباطًا وثيقًا بمعدلات السُمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال؛ إذ يعاني أكثر من نصف البالغين من جيل زد - حوالي 56٪ من الأمريكيين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا - من زيادة الوزن أو السُمنة، والتي بدورها تزيد من خطر إصابة الأفراد بالعديد من الأمراض المُزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.
فيما يعتبر البعض أن جيل الألفية هو أحد أكثر الأجيال بدانةً؛ففي المملكة المتحدة، وجد الباحثون أن سبعة على الأقل من بين 10 أشخاص ولدوا في جيل الألفية، سيعانون من زيادة الوزن أو السُمنة قبل بلوغهم منتصف العمر. فيما واجه جيل طفرة المواليد معدلات خمسة من كل 10.ومع ذلك، فإن جيل الألفية يشهد بالفعل تأثير السُمنة على صحته؛وقد وجدت الأبحاث التي موَلتها الجمعية الأمريكية للسرطان، أن خطر الإصابة بالسرطان يتزايد بين جيل الألفية - حيث تزداد بعض أنواع السرطان التي تظهر عادةً فقط لدى كبار السن، بين البالغين الأصغر سنًا.
يراقب الخبراء عن كثب كيف يتعامل جيل زد المعتمد بالكامل على التكنولوجيا الرقمية، مع الضغوطات والقلق الذي يُصاحب مرحلة الشباب بعد جائحة كوفيد العالمية. ومع تحوَلهم إلى الجيل التالي من مُستهلكي الرعاية الصحية، فسوف يقودون الابتكار والتغيير. وهو ما يُعوَل عليه، في ظل العديد من التراكمات الصحية السابقة التي عانى منها جيل الألفية، والتي ينبغي على جيل زد وسواه من الأجيال القادمة، السعي للتخلص منها.
وسيكون تحقيق ذلك ممكنًا، من خلال المتابعة في تثقيف وتشجيع هذا الجيل وسواه على التعامل الجدي مع أيَ مشكلاتٍ صحية تلمَ به، وطلب المشورة الطبية الناجعة وليس السعي فقط وراء العلاجات الافتراضية التي يظهر اليوم، أنها غير ناجعة ولا تستند على مرجعٍ طبي موثوق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سرطان تسلل إلى عظامه.. الكشف عن إصابة بايدن يثير جدلاً
سرطان تسلل إلى عظامه.. الكشف عن إصابة بايدن يثير جدلاً

العربية

timeمنذ يوم واحد

  • العربية

سرطان تسلل إلى عظامه.. الكشف عن إصابة بايدن يثير جدلاً

منذ إعلان مكتب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ، أنس إصابته بسرطان البروستاتا وانتشاره إلى العظام، لم تهدأ التساؤلات في الشارع الأميركي عن التوقيت. What I want to know is how did Dr. Jill Biden miss stage five metastatic cancer or is this yet another coverup??? — Donald Trump Jr. (@DonaldJTrumpJr) May 18, 2025 فقد أثار هذا الكشف العديد من التساؤلات من قبل إعلاميين وأطباء خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل حول توقيته. حتى أن دونالد ترامب جونيور نجل الرئيس الحالي دونالد ترامب، تساءل في تغريدة على حسابه في إكي اليوم الإثنين:" كيف فشلت الدكتورة جيل بايدن في اكتشاف سرطان في مرحلته الخامسة أم أن هذه مجرد محاولة أخرى للتستر عليه؟؟؟"، وفق عبيره. في حين أكد الطبيب ستيفن كاي، الذي أمضى سنوات محاضرا في كلية الطب بجامعة ستانفورد أن سرطان البروستاتا من أسهل أنواع السرطان تشخيصًا عند ظهوره ومراقبته Prostate cancer is the easiest cancer to diagnose when it first starts and to watch it progress to bone metastases. The PSA blood test shows the rate of cancer cell growth. For even with the most aggressive form, it is a 5-7 year journey without treatment before it becomes… — Dr Steven Quay (@quay_dr) May 18, 2025 كما أضاف أن " فحص الدم لمستضد البروستاتا النوعي (PSA) يُظهر معدل نمو الخلايا السرطانية." وشدد على أنه " حتى في أكثر أشكاله عدوانية، يستغرق المرض من 5 إلى 7 سنوات دون علاج قبل أن يتفشى" This is the Most Dangerous Cover-up in the History of the Presidency: Last summer, White House Physician Dr. Kevin O'Connor swore to the American people that Joe Biden was 'completely fit for the Presidency' — no issues, nothing to see. Now we learn Biden has 'advanced'prostate… — Benny Johnson (@bennyjohnson) May 18, 2025 ليستنتج قائلا إن "إصابة بايدن بسرطان البروستاتا شخصت منذ ولايته في البيت الأبيض، في حين لم يكن الشعب الأميركي على دراية بالأمر." كما شارك صحافيون ومستخدمون على إكس مقاطع مصورة لبايدن خلال ولايته يتحدث عرضا عن غصابته بالسرطان. كذلك اعتبر بعض الاميركيين أن طبيب البيت الأبيض لم يعلن عن الأمر عمداً في آخر تقييم طبي للرئيس السابق. Joe Biden has had cancer for a while. He has had it for most of his presidency and the White House physicians have long been suspected of fabricating his medical records. As I reported last year, White House physicians had many late night visits with Biden that went past… — Laura Loomer (@LauraLoomer) May 18, 2025 وكان مكتب بايدن أعلن في بيان أمس أن الديموقراطي البالغ 82 عاما "شُخّصت إصابته بسرطان البروستات" يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى تمدّد المرض إلى العظام. كما لفت إلى أن "هذا النوع من السرطانات ورغم كونه أكثر عدوانية، يبدو حساسا للهرمونات ما يتيح إدارة فاعلة" للمرض. وأشار إلى أن الرئيس السابق يدرس وعائلته "خيارات العلاج مع الأطباء". فيما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "حزنه" إزاء الأنباء عن تشخيص إصابة سلفه بالسرطان.

'كفى' تزور 44 مدرسة وجامعة بمنطقة مكة المكرمة لتوعية أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بمخاطر التدخين والمخدرات
'كفى' تزور 44 مدرسة وجامعة بمنطقة مكة المكرمة لتوعية أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بمخاطر التدخين والمخدرات

سويفت نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • سويفت نيوز

'كفى' تزور 44 مدرسة وجامعة بمنطقة مكة المكرمة لتوعية أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بمخاطر التدخين والمخدرات

مكة المكرمة – محمد فرحات: نفذت جمعية 'كفى' للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكة المكرمة، 44 زيارة ميدانية لمدارس وجامعات في مختلف محافظات المنطقة، ضمن مبادرة 'جيل'، بهدف رفع الوعي لدى الطلاب والطالبات بمخاطر السموم، لا سيما التدخين ومشتقاته والمؤثرات العقلية. وأوضح مدير عام الجمعية بمنطقة مكة، الأستاذ إبراهيم الحمدان، أن البرنامج التوعوي امتد على مدار 90 يومًا، وشمل لقاءات توعوية في مدارس محافظات مكة وجدة والطائف والليث والقنفذة، استفاد منها أكثر من 10,000 طالب وطالبة، لافتًا إلى أن العشرات منهم أعلنوا إقلاعهم عن التدخين بعد التفاعل مع البرنامج. وأعرب الحمدان عن شكره وتقديره لوزارة التعليم وكافة القيادات التعليمية في المنطقة، لما قدموه من تعاون مثمر ساهم في تسهيل مهمة فريق الجمعية وتمكينه من الوصول إلى هذه الفئة المهمة، مشيرًا إلى أن مبادرة 'جيل' تُعد إحدى الركائز الأساسية لبرامج الجمعية، وتهدف إلى بناء جيل واعٍ ومدرك لأضرار السموم، وقد أثمرت عن مئات المقلعين سنويًا. وأكد أن 'كفى' مستمرة في تنفيذ رسالتها التوعوية من خلال برامج نوعية تستهدف المجتمع بجميع فئاته، انطلاقًا من إيمانها بأن التوعية هي الخطوة الأولى نحو الوقاية وبناء مستقبل صحي وآمن. مقالات ذات صلة

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طموح الشباب وتركيزهم
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طموح الشباب وتركيزهم

مجلة سيدتي

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طموح الشباب وتركيزهم

باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أصيلاً من تفاصيل الحياة اليومية، وصحيح أنه أمر له جانب إيجابي من حيث التواصل والاطلاع، لكن قد يبدو كذلك مصدر ضغط كبير، بسبب تأثير مواقع التواصل على التركيز والطموح، لاسيما لدى الشباب. تزايدت التساؤلات حول تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية، وبشكل خاص على تركيز الشباب وطموحاتهم. فهل أصبحت منصات مثل إنستغرام وتيك توك وغيرها من منصات وسائل التواصل على سبيل المثال أدوات للتحفيز، أم عوائق تشتت الانتباه وتشتت الأحلام؟ يمكننا الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال تحليل عدة دراسات وتقارير دولية، نرصد في هذا التقرير التوازن المعقد بين الإلهام والتشتت الذي تفرضه هذه المنصات على الجيل الرقمي. إعداد: إيمان محمد وسائل التواصل الاجتماعي تدفع نحو المقارنات تشير دراسة نشرها موقع Psychology Today إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم صورة انتقائية ومثالية عن حياة الآخرين، وهو أمر عارِ عن الصحة، وهذا من شأنه يدفع الشباب إلى مقارنة أنفسهم باستمرار مع غيرهم. هذه المقارنات تؤدي إلى انخفاض تقدير الذات بل والشعور بالدونية، لذلك يختفي تدريجياً الحافز الداخلي وقد يشعر الشاب أو الفتاة بضياع الحلم وطموحات المستقبل. فبدلاً من أن تكون الأهداف نابعة من الداخل، تتحول إلى سعي وراء المعايير التي تحددها "الترندات" الرقمية. تأثير الإشعارات على التركيز إذا كانت الدراسة السابقة قد ركزت على المقارنات في مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الطموح ، فإن ثمة بُعداً آخر شديد الأهمية، وهو تأثير منصات التواصل الاجتماعي على التركيز. وفي هذا الصدد أشارت دراسة نشرت في مركز Pew Research Center لعام 2022، أفادت أن العديد من الشباب يجدون صعوبة في الحفاظ على انتباههم خلال الدراسة أو القراءة بسبب التدفق المستمر للإشعارات والتنبيهات من التطبيقات. وأشارت إلى أن بعض الفتيات في الدراسة يشعرن بأن أدمغتهن تعمل بطريقة "مشتتة"، حيث يصعب عليهن التفرغ الكامل لأي مهمة. أيضاً، الاستخدام المكثف لوسائل التواصل يرتبط بزيادة معدلات القلق واضطراب الانتباه بين الشباب، وحسب الدراسات فإن قضاء أكثر من ثلاث ساعات يومياً على هذه المنصات كفيلة بزيادة احتمالية تراجع الأداء الأكاديمي، كما يقلل من قدرات التركيز والتحليل العميق للمعلومات. طموح الشباب في العصر الرقمي من ناحية أخرى، لا يمكن إنكار أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تعزيز طموحات بعض الشباب ، خاصة أولئك الذين وجدوا في هذه المنصات مساحة للتعبير عن الذات وعرض المواهب. فالمؤثرون وصناع المحتوى أصبحوا قدوة جديدة، يحفزون الآخرين على تطوير مهاراتهم وبناء مسارات مهنية غير تقليدية. لكن وفقاً للدراسة سالفة الذكر، فإن هذا التأثير الإيجابي ترافقه ضغوط عالية، حيث يشعر الشباب بالحاجة المستمرة للتميز والتفوق رقمياً، مما قد يؤدي إلى الإرهاق والقلق. تأثير المقارنات السامة على الشباب وبالعودة إلى الدراسة عينها، فإن وسائل التواصل الاجتماعي عززت روح "التنافسية السامة"، حيث يتم تقييم الإنجاز من خلال عدد الإعجابات أو المشاركات، وليس بناءً على القيمة الحقيقية لما يتم تحقيقه. وبحسب الخبراء، فإن هذا النمط التنافسي يصنف كنوع "سلبي" لأنه يعزز الطموح السطحي ويقلل من التقدير للجهود الفردية طويلة الأمد. وهو ما يعرف بظاهرة 'المقارنة السامة' التي تؤثر سلباً على تقدير الذات وعلى الأهداف الواقعية التي قد يسعى إليها الشباب. نصائح لتقليل التأثير السلبي لمنصات التواصل على الشباب ينصح الخبراء بعدة استراتيجيات للتقليل من تأثير السوشيال ميديا على تركيز وطموح الشباب، منها: التحكم في وقت الاستخدام واحدة من أكبر أخطاء استخدام السوشيال ميديا، هو 'اللا وقت' أي يرافقنا الهاتف على مدار اليوم من دون الانتباه لعدد ساعات الاستهلاك، لذلك، يجب تخصيص أوقات محددة للتصفح الرقمي واستخدام تطبيقات لتتبع الوقت. تحفيز الطموح الواقعي سبق وذكرنا أن المقارنات غير الواقعية تؤثر على الطموح، لذلك ينصح بتشجيع الشباب على وضع أهداف حقيقية لا ترتبط بمقاييس الشهرة الرقمية. تعزيز الوعي الرقمي يمكن تخطي سلبيات منصات التواصل الاجتماعي من خلال تعزيز الفهم، وقد يتحقق ذلك بالاهتمام ببرامج تعليمية تسلط الضوء على التأثير النفسي للمقارنات الاجتماعية. الاستراحة الرقمية سبق وحذر الخبراء من فكرة الوقت وعدد الساعات اللانهائي الذي قد يقضيه الشاب أمام السوشيال ميديا. علينا أخذ استراحات منتظمة بعيداً عن الشاشات لتعزيز الصحة الذهنية. وسائل التواصل الاجتماعي ليست شراً مطلقاً، لكنها تتحول إلى ذلك عند سوء الاستخدام وفقدان الوعي بالتأثيرات التي قد تتسبب فيها، كما يجب أن يظل الواقع هو المحرك الرئيسي لطموح المستقبل، لأن الحياة خلف الشاشات على الأغلب "مفبركة". اقرأوا أيضاً

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store