logo
2024 عام مليء بالتحديات لكننا تجاوزناها بعزيمة وإصرار

2024 عام مليء بالتحديات لكننا تجاوزناها بعزيمة وإصرار

أكد رئيس مجلس إدارة شركة ناس المؤسسة، سمير ناس، أن العام 2024 شهد تحديات غير مسبوقة، إلا أن الشركة تمكنت من التعامل معها بحرفية وإصرار، بفضل التزامها الثابت تجاه أصحاب المصلحة. جاء ذلك ضمن التقرير السنوي الذي سلط الضوء على أداء الشركة، والمبادرات الاستراتيجية، والتطلعات المستقبلية.
وأشار في كلمته أثناء الجمعية العمومية العادية للشركة: 'على الرغم من التقلبات الاقتصادية، سجلت شركة ناس المؤسسة إنجازات رئيسة، حيث أكملت العديد من المشروعات الكبرى، منها منتجع حوار وطريق البسيتين السريع الذي تم تسليمه في ثمانية أشهر فقط، متجاوزًا الجدول الزمني المتوقع البالغ 18 شهرًا. كما تم تحقيق تقدم كبير في مشروع The Avenues 2، المقرر افتتاحه في الربع الأول من العام 2025'.
وأشار ناس إلى أن تنفيذ منتجع حوار واجه تحديات لوجستية فريدة بسبب موقعه في جزيرة نائية، ما تطلب تخطيطًا دقيقًا وإدارة فعالة للبنية التحتية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيمهد الطريق لمزيد من التطورات المستقبلية في الجزيرة.
وقال ناس: 'شهد العام تحديات مثل عدم استقرار أسعار مواد البناء، واضطرابات سلسلة الإمداد، وتباطؤ النمو الاقتصادي، ما شكل ضغطًا على العمليات التشغيلية'، موضحاً أن الشركة تكيفت مع هذه الأوضاع عبر تعزيز كفاءة إدارة المشروعات، وخفض التكاليف، وإدارة العقود بحكمة للحد من تأثير تقلبات الأسعار على الربحية.
وأضاف: 'في إطار خططها المستقبلية، نفذت شركة ناس المؤسسة مبادرات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية، من بينها التحول الرقمي وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية. ونؤكد أن الشركة ستحافظ على نهجها الاستباقي في تأمين المشروعات وتسليمها في المواعيد المحددة، وهو ما عزز سمعتها في السوق'، مبينًا أن شركة ناس المؤسسة لعبت دورًا محوريًا في بناء توسعة مصفاة بابكو، حيث ساهمت بشكل كبير في الأعمال المدنية، مما يؤكد قدرتها على تنفيذ المشروعات الكبرى والمعقدة بكفاءة عالية.
وبين أن الأداء المالي للعام 2024 تأثر بالظروف الاقتصادية العالمية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الفائدة والضغوط المالية المستمرة منذ جائحة كوفيد 19. وأكد ناس أن الشركة تأمل في تحقيق انتعاش مالي قوي في 2025، مشددًا على التزامها بتعظيم قيمة المساهمين عبر الإدارة الفعالة للموارد وتعزيز الإنتاجية.
وقال ناس: 'مع التطلع إلى 2025، تتبنى الشركة استراتيجية توسعية تهدف إلى تعزيز وجودها في دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا المملكة العربية السعودية. وستستهدف شركاتها التابعة، ومنها ناس للأغذية وناس التجارية وناس للمقاولات، الفرص الاستثمارية الواعدة في السوق السعودية'.
واختتم ناس حديثه مؤكدا أن نجاح الشركة في المستقبل يعتمد على امتلاك الكوادر البشرية المؤهلة، والفرق الفنية المتخصصة، والعمالة الماهرة، لضمان تنفيذ المشروعات بكفاءة وفعالية، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والسلامة وعدم تنفيذ أي مشروعات بخسائر.
وصادقت الجمعية العمومية لشركة ناس محضر إجتماع الجمعية العامة المنعقد بتاريخ 28 مارس 2024، وناقشت تقرير مجلس الإدارة عن أعمال الشركة للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024 والمصادقة عليه، كما ناقشت البيانات المالية الموحدة للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024 والمصادقة عليها.
واعتمدت التقرير الصادر بشأن امتثال الشركة لإرشادات حوكمة الشركات وفقاً لمتطلبات وزارة الصناعة والتجارة، ومصرف البحرين المركزي والمصادقة عليها، فيما تم التبليغ والموافقة على العمليات التي جرت في السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024 مع اي من الأطراف ذات العلاقة كما هو مبين في الإيضاح رقم 11 من البيانات المالية بما يتفق مع المادة 189 من قانون الشركات التجارية.
ووافقت الجمعية العمومية على إبراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة عن كل ما يتعلق بتصرفاتهم عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024، وأعادت تعيين كي بي إم جي فخرو كمدققي حسابات خارجيين للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2025، وتفويض مجلس الإدارة بتحديد أتعابهم.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ناس: 69 مليار دولار التبادل التجاري العربي الألماني في العامين الماضيين و656 مليون دولار للبحرين
ناس: 69 مليار دولار التبادل التجاري العربي الألماني في العامين الماضيين و656 مليون دولار للبحرين

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 أيام

  • البلاد البحرينية

ناس: 69 مليار دولار التبادل التجاري العربي الألماني في العامين الماضيين و656 مليون دولار للبحرين

أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس، الأهمية الاستراتيجية للشراكات الاقتصادية بين الدول العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية في تعزيز العلاقات الثنائية وتنمية التبادل التجاري، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين ألمانيا والدول العربية بلغ 62.1 مليار يورو في العام 2023، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وألمانيا 656 مليون دولار في العام نفسه؛ ما يعكس تواصلا ديناميكيا ونموا مستداما في مجالات التعاون الاقتصادي، على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة التي يشهدها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن. وأضاف على هامش ترؤسه وفد غرفة البحرين المشارك في الاجتماع المشترك للمكتب التنفيذي ومجلس الإدارة لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، الذي عقد في برلين صباح أمس بحضور رئيس الغرفة العربية الألمانية فرانك فالتر شتانيماير، والأمين العام للغرفة العربية الألمانية عبدالعزيز المخلافي، وعميد السلك الدبلوماسي العربي في برلين سفير الجمهورية اللبنانية مصطفى أديب، والرئيس التنفيذي للتجارة الخارجية في اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية د. فولكر ترير، بالإضافة إلى أعضاء الغرفة العربية الألمانية، أن هذه الأرقام تؤكد قوة الشراكة الاقتصادية بين الجانبين، وتبرز فرصا واعدة لتعميق الاستثمار المشترك وتوسيع نطاق التعاون التجاري بما يدعم الاستقرار الاقتصادي الإقليمي والدولي. وأوضح ناس أن أوروبا تقف اليوم أمام فرصة استراتيجية مهمة لتعزيز شراكات حقيقية تتجاوز التجارة البينية التقليدية، عبر استثمارات مشتركة وتعاون تقني متطور، لاسيما في قطاع الاقتصاد الرقمي الذي أصبح المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي والتطور المستدام، لافتا إلى أن الاستثمار المشترك في هذه القطاعات يمثل الركيزة الأساسية لبناء اقتصادات قوية ومستدامة، قادرة على مواجهة التحديات الجيوسياسية المعقدة وتعزيز تنافسيتها على الصعيد العالمي، إضافة إلى خدمة المصالح الاقتصادية العربية وتعزيز أطر التعاون الاستراتيجي بين أوروبا والعالم العربي؛ ما يسهم في دفع عجلة التنمية والازدهار المشترك. وأشار إلى أن غرفة البحرين تحرص عبر مشاركتها في المحافل الدولية والإقليمية على تعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات النوعية وفتح آفاق جديدة للفرص الواعدة، مشددا على التزام الغرفة بشكل كامل، عبر برنامج عملها للدورة الثلاثين، بدعم وتعزيز الشراكات الاقتصادية الحقيقية، والعمل بتعاون وثيق مع شركائها في مختلف أنحاء العالم لبناء مستقبل اقتصادي مستدام، يعزز الازدهار والتقدم المشترك، ويرتقي بمستقبل الاقتصاد الوطني، ويواكب الحركة التنموية المتسارعة التي تشهدها المملكة. كما شارك ناس في منتدى الأعمال العربي الألماني الثامن والعشرين، الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية، تحت شعار 'التكامل العربي الألماني من أجل التقدم المستدام'، مؤكدا أن المنتدى يشكل منصة رئيسة لتعزيز علاقات الأعمال بين الجانبين، مشيرا إلى أنه على الرغم من التحديات والتقلبات الكبيرة التي تواجهها الاقتصادات العالمية، إلا أن هناك أسبابا قوية للتفاؤل بشأن المستقبل، خصوصا أن العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وألمانيا تتمتع بجذور راسخة واستقرار متين، وتزخر بفرص واسعة للنمو والتعاون المشترك. من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد نجيبي، أن الغرفة العربية الألمانية تشكل نموذجا ناجحا لتعزيز التعاون بين الحكومة الألمانية والمستثمرين العرب، مشددا على ضرورة تجاوز التحديات التي تواجه الاقتصاد العربي لتعزيز النمو المستدام، لافتا إلى أن البحرين تعد بيئة جاذبة للاستثمار، وتتمتع بفرص واعدة، كما تمثل محطة استراتيجية مهمة في المنطقة ونافذة حيوية لدول مجلس التعاون الخليجي؛ ما يجعلها منصة مثالية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين. وأوضح أن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البحرين وألمانيا تشهد تسارعا ملحوظا، مستندة إلى رؤية مشتركة لتعزيز التعاون التجاري وتنمية فرص الشراكة بين مجتمع الأعمال في البلدين، مشيرا إلى أن مشاركة غرفة البحرين في منتدى الأعمال العربي الألماني فرصة مهمة لتعميق الروابط الاقتصادية مع أحد أبرز الاقتصادات الأوروبية، واستكشاف مجالات جديدة للنمو في قطاعات المستقبل مثل التقنيات الحديثة، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة، مشددا على تطلع الغرفة إلى تعزيز هذه الزخم عبر بناء شراكات نوعية تسهم في دعم التنمية المستدامة، وتركز خصوصا على مجالات الصناعة، التكنولوجيا الصناعية، سلاسل الإمداد الذكية، والابتكار. بدوره أكد الأمين العام لاتحاد الغرف العربية د. خالد حنفي، ضرورة تعزيز الحضور الاستثماري في المنطقة العربية، مبينا أن التعاون الاقتصادي يجب أن يتجاوز حدود الاستيراد والتصدير التقليدية، ليشمل نقل التكنولوجيا والاستثمار المشترك؛ ما يعزز فرص الاستفادة من الطاقات البشرية العربية المتميزة، مضيفا أن هذا التوجه يفتح آفاقا جديدة للتنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة، ويسهم في بناء شراكات استراتيجية قوية تستند على التكامل التكنولوجي والاقتصادي بين الدول العربية وشركائها الدوليين. فيما أكد الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عبدالعزيز المخلافي، أن الغرفة العربية الألمانية تمارس دورها الاقتصادي البحت مركزة جهودها على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، مشددا على التزام الغرفة بالعمل مع جميع الشركاء والجهات المعنية لتحقيق مصالح الاقتصاد المشترك وتعزيز فرص النمو والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الغرفة تسعى دوما إلى توفير بيئة عمل محفزة تتيح فرص التعاون الفعال بين رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الدول، بما يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية.

'البلاد' تستمر بتلقي التهاني بمناسبة يوم الصحافة البحرينية
'البلاد' تستمر بتلقي التهاني بمناسبة يوم الصحافة البحرينية

البلاد البحرينية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

'البلاد' تستمر بتلقي التهاني بمناسبة يوم الصحافة البحرينية

توالت التهاني والتبريكات إلى مؤسسة 'البلاد' الإعلامية بمناسبة يوم الصحافة البحرينية، إذ عبّر عدد من الشخصيات الاقتصادية والبرلمانية عن تقديرهم للدور البارز الذي تضطلع به الصحيفة في خدمة الوطن والمجتمع، وتعزيز الرسالة الإعلامية المسؤولة. وفي مقدمة المهنئين، تقدم رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس، بأحر التهاني لرئيس التحرير مؤنس المردي وفريق العمل، مشيدًا بما حققته صحيفة 'البلاد' من حضور فاعل ضمن منظومة الإعلام الوطني، عبر تغطيات مهنية وموضوعية تعكس نبض الشارع وتواكب تطلعات المجتمع في مختلف الميادين. كما ثمّن جهود الصحيفة في دعم القطاع الخاص وتسليط الضوء على إسهاماته التنموية، بما يعزز الشراكة بين الإعلام ومجتمع الأعمال. كما عبّر النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد نجيبي، عن خالص تهانيه، مؤكدًا أن صحيفة 'البلاد' أثبتت مكانتها كصوت إعلامي متزن ومسؤول، ينقل تطلعات المجتمع ويواكب الحراك الاقتصادي بمهنية عالية، مشيدًا بجهودها في تعزيز الوعي الاقتصادي وخلق مناخ إعلامي محفز للاستثمار والتنمية. من جهتها، قدمت مها مفيز، وفريق عمل قسم التسويق والاتصال في 'تمكين'، التهاني والتبريكات لصحيفة 'البلاد'، مثمنين دورها في نقل الكلمة الوطنية المسؤولة بكل مهنية وشفافية. وأكدت 'تمكين' اعتزازها بالعلاقة المهنية مع الصحيفة، التي تمثل منبرًا وطنيًا يسهم في دعم جهود التنمية وتحقيق المصلحة العامة. وفي السياق نفسه، عبّرت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى د. جهاد الفاضل، عن تقديرها الكبير للجهود التي تبذلها صحيفة 'البلاد' في الارتقاء بالقطاع الصحافي، مؤكدة أن الصحيفة تسهم بفعالية في إيصال الرسالة الإعلامية الوطنية بمهنية والتزام، كما بارك عضو مجلس الشورى د. أنور السادة، لرئيس التحرير وجميع منتسبي الصحيفة، مشيدًا بالدور الإعلامي الحيوي الذي تقوم به الصحيفة في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، والدعم المستمر من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، متمنيًا دوام النجاح والتوفيق لأسرة الصحيفة. وأكملت مؤسسة المبرة الخليفية وشركة MKF Connect سلسلة التهاني بتقديم أطيب التبريكات لرئيس التحرير وفريق العمل، معربين عن تقديرهم للدور المهني الذي تلعبه الصحيفة في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي العام، مؤكدين مكانتها كمنبر إعلامي وطني يعكس تطلعات المواطن البحريني ويساهم في مسيرة التنمية. كما أرسلت مجموعة غرناطة العقارية، ممثلة برئيس مجلس إدارتها حسن مشيمع ، قالب كعك إلى مؤسسة 'البلاد' الإعلامية، وذلك بمناسبة يوم الصحافة البحرينية، الذي يصادف 7 مايو من كل عام. وتأتي هذه التهاني في إطار ما تحظى به الصحافة البحرينية من تقدير واهتمام في يومها الوطني؛ تقديرًا لما تقدمه من جهود متواصلة في خدمة الوطن والمجتمع، إذ تواصل صحيفة 'البلاد' أداء رسالتها الإعلامية بمهنية رفيعة ومسؤولية وطنية راسخة.

الأوقاف التعليمية: رافعة استراتيجية للاستثمار في رأس المال البشري
الأوقاف التعليمية: رافعة استراتيجية للاستثمار في رأس المال البشري

الوطن

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الوطن

الأوقاف التعليمية: رافعة استراتيجية للاستثمار في رأس المال البشري

تُعدّ الأوقاف التعليمية من أهم أدوات التنمية المستدامة في المجتمعات، لما لها من دور فاعل في تمويل التعليم وضمان استمراريته بعيداً عن تقلبات تمويلات القطاع العام والقطاع الخاص أو التبرعات الموسمية. وتُعرف الأوقاف التعليمية بأنها أصول موقوفة تُدار بشكل استثماري وتُخصص عوائدها لدعم مؤسسات التعليم أو المنح الدراسية أو البرامج البحثية والتدريبية. وفقاً لتقرير البنك الدولي (2022)، فإن الاستثمار في التعليم يعزز الناتج المحلي الإجمالي للدول النامية بنسبة تصل إلى 10% إذا تم توجيهه بفاعلية نحو الفئات ذات الدخل المحدود. وهنا تتجلى أهمية الأوقاف التعليمية، خصوصاً في الدول التي تسعى لتحقيق رؤية تنموية طويلة المدى لتعزيز التمويل الذاتي للجامعات والمؤسسات الأكاديمية. وتشير إحصاءات مؤسسة الوقف التعليمي العالمية (IEF) إلى أن حجم الأوقاف التعليمية في الجامعات الأمريكية تجاوز 840 مليار دولار في 2023، حيث تتصدر جامعة هارفارد بحجم وقف يناهز 50.7 مليار دولار، ما يتيح لها تمويل الأبحاث، وتقديم منح دراسية، واستقطاب الكفاءات دون الاعتماد على الرسوم الدراسية وحدها. وعلى الصعيد العربي، يُعد وقف السلطان قابوس لجامعة نزوى في سلطنة عُمان أحد النماذج الرائدة عربياً، إذ يدير أصولاً وقفية تتجاوز 130 مليون دولار، ويُعد مثالاً على شراكة مستدامة بين الحكومة والقطاع الوقفي لدعم التعليم العالي. تُحدث الأوقاف التعليمية أثراً عميقاً في كل من البعدين الاجتماعي والاقتصادي، إذ تسهم في تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال إتاحة فرص التعليم للفئات المحرومة، وتقليل الفجوة التعليمية بين الطبقات. فعلى سبيل المثال، تشير دراسة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD, 2021) إلى أن كل سنة إضافية يقضيها الفرد في التعليم تزيد من دخله بنسبة تتراوح بين 9% و15%، ما يعكس الأثر المباشر للأوقاف التعليمية في تحسين مستويات المعيشة وتقليل نسب البطالة. أما على المستوى الاقتصادي، فتمثل الأوقاف التعليمية آلية تمويل مستدامة تقلل من عبء الدولة على المدى الطويل، وتسهم في بناء رأس مال بشري قادر على دعم الابتكار وزيادة الإنتاجية. وتُظهر تقارير مؤسسة ماكنزي (2023) أن الاستثمارات التعليمية ذات الطابع الوقفي تُولّد عائداً اقتصادياً يزيد بنسبة 20% على الاستثمارات التقليدية في البنية التحتية، إذا ما أحسن إدارتها، وربطها باحتياجات سوق العمل. كما تُعزز الأوقاف التعليمية من استقرار المنظومة التعليمية في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الكوارث، كما حصل خلال جائحة كوفيد-19، حيث تمكّنت الجامعات ذات الأوقاف القوية في الولايات المتحدة وكندا من الحفاظ على برامجها وتقديم منح طارئة للطلبة، مقارنة بتلك التي تعتمد على التمويل الحكومي وحده. اجتماعياً، تُسهم الأوقاف التعليمية في خلق فرص متساوية وتحفيز ثقافة التفوق العلمي، خاصةً إذا وُجّهت لدعم التخصصات المستقبلية كالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وهو ما يشكل رافعة للتحول نحو اقتصاد المعرفة في دولنا الخليجية. في الختام، تمثل الأوقاف التعليمية ركيزة حيوية لبناء اقتصاد المعرفة، ودعم العدالة التعليمية، واستدامة تمويل المؤسسات الأكاديمية. ومع اتساع التحديات التعليمية عالمياً، فإن تنمية هذا القطاع باتت ضرورة استراتيجية لا ترفاً مؤسسياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store