
دعوات للنفير ضد تهويد المسجد الإبراهيمي و'تحويله لكنيس'
وأبلغت سلطات الاحتلال إدارة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، عبر الارتباط المدني الفلسطيني، بنقل كافة صلاحيات الأعمال في سقف صحن المسجد من وزارة الأوقاف الفلسطينية إلى الاحتلال الإسرائيلي.
ويشمل القرار استئناف أعمال تغطية سقف المنطقة المعروفة باسم "الصحن"، والتي كان مستوطنون قد استولوا عليها، ووضعوا فيها خيمة لـ"العبادة" منذ 20 عامًا، مطالبين بتسقيفها لتصبح مكانًا دائمًا للصلاة اليهودية.
وبحسب تقارير محلية، فإن الاحتلال شرع في تسقيف الصحن لأول مرة في يوليو/ تموز 2024، لكنه اضطر إلى إيقاف العمل بعد احتجاجات شعبية واسعة. والآن، مع تجدد القرار الإسرائيلي، يُخشى أن يمضي الاحتلال قدمًا في تحويل جزء كبير من المسجد الإبراهيمي إلى كنيس يهودي.
الحرم الإبراهيمي ملكية إسلامية خالصة
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن "الحرم الإبراهيمي ملكية وقفية خالصة للمسلمين، ولا يحق لأي جهة العبث به أو تغيير معالمه".
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض سيطرته الكاملة على المسجد، وتحويله تدريجيًا إلى كنيس يهودي، معتبرة أن ذلك "تعدٍّ خطير على مقدس إسلامي، وانتهاك للقوانين الدولية التي وضعت الحرم على قائمة الموروث الحضاري عام 2017".
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد في المسجد، سواء من خلال أعمال التهويد أو من خلال انتهاكاته اليومية، وتدنيسه للحرم، داعية أبناء الشعب الفلسطيني في الخليل و الضفة الغربية إلى التصدي لهذه المخططات والمرابطة داخل المسجد لحمايته من التهويد.
من جهتها دانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القرار الإسرائيلي، معتبرة أنه يأتي في إطار مخطط صهيوني لتهويد المسجد الإبراهيمي، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، كما جرى في المسجد الأقصى".
وقالت الحركة في بيانها: هذا القرار يتزامن مع الذكرى الحادية والثلاثين لمجزرة المسجد الإبراهيمي، ويكشف نوايا الاحتلال الحقيقية وتصميمه على مواصلة تهويد المسجد وتقسيمه والسيطرة عليه".
وأكدت حماس أن "المسجد الإبراهيمي ملكية وقفية خالصة للمسلمين، وأن جميع مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويده بالكامل والسيطرة عليه ستبوء بالفشل أمام تصدي شعبنا الفلسطيني، ولا سيما أهالي مدينة الخليل الأبطال"، داعية الفلسطينيين إلى "حماية المسجد الإبراهيمي والرباط فيه لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير معالمه والسيطرة عليه".
فيما دعت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيين في الخليل و الضفة الغربية إلى النفير العام والرباط في المسجد الإبراهيمي، معتبرة أن القرار الإسرائيلي يأتي ضمن سياسة الاحتلال الممنهجة لتهويد المقدسات الإسلامية، وفرض سيطرته الكاملة على المسجد.
وأضافت الحركة، في بيان لها، أن "هذه الخطوة لن تمر مرور الكرام، فشعبنا الفلسطيني الذي أفشل كل محاولات الاحتلال في السابق، سيواصل تصديه لمؤامرات التهويد".
سنوات من التهويد والتقسيم
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، التي تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويعيش فيها نحو 400 مستوطن تحت حماية 1500 جندي إسرائيلي.
وفي عام 1994، قسّم الكيان الإسرائيلي المسجد إلى 63% لليهود و37% للمسلمين، عقب المجزرة التي ارتكبها المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين، والتي أسفرت عن استشهاد 29 مصليًا فلسطينيًّا داخل المسجد أثناء صلاة الفجر.
ومنذ ذلك الحين، فرض الاحتلال قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد، فيما سمح للمستوطنين بإقامة طقوسهم الدينية داخله، مع منع رفع الأذان فيه خلال الأعياد اليهودية.
تصاعد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية
ويتزامن القرار الإسرائيلي بشأن المسجد الإبراهيمي مع تصعيد غير مسبوق في الضفة الغربية، حيث كثف المستوطنون والجيش الإسرائيلي اعتداءاتهم منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفق معطيات رسمية فلسطينية، فقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية عن استشهاد ما لا يقل عن 924 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفًا و500 آخرين.
أما في قطاع غزة، فخلال الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، شن الكيان عدوانا مدمرا، أسفر عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، في واحدة من أكثر حروب الابادة دموية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.
ووسط هذه التطورات، حذر مراقبون من أن الاحتلال يسعى إلى فرض أمر واقع جديد في المسجد الإبراهيمي، في ظل انشغال العالم بالعدوان على غزة.
ويرى محللون أن القرار الإسرائيلي قد يشعل موجة جديدة من المواجهات في الضفة الغربية، خاصة في مدينة الخليل التي تشهد توترًا متصاعدًا بسبب ممارسات المستوطنين وحماية الجيش لهم.
كما أن تصاعد الغضب الشعبي قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة، خاصة مع دعوات حماس والجهاد الإسلامي للنفير العام والرباط في المسجد الإبراهيمي، ما ينذر بجولة جديدة من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 2 ساعات
- الحركات الإسلامية
25 مايو: السلطات اللبنانية تعتقل رجل الدين "عمر بكري" في جبل لبنان
في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو 2014: اعتقلت السلطات اللبنانية رجل الدين عمر بكري صباح الأحد في بلدة عالية الواقعة في جبل لبنان القريب من العاصمة بيروت، حسب وكالة الأنباء اللبنانية (الوكالة الوطنية للإعلام). وكان بكري هرب من منزله في مدينة طرابلس شمالي لبنان الشهر الماضي عندما حضرت قوات الأمن لاعتقاله في محاولة لوقف العنف الطائفي الذي شهدته المدينة بين معارضي نظام الرئيس بشار الأسد وأنصاره. وكانت السلطات اللبنانية دهمت منزل بكري في سياق تطبيق خطة أمنية جديدة في طرابلس ومحيطها أقرها مجلس الوزراء اللبناني للتصدي للعنف الطائفي المتصاعد الذي خلف مقتل وجرح العشرات. ويعد الشيخ بكري من بين 200 شخص تهمهم السلطات اللبنانية بالصلة بهجمات العنف في المدينة. للمزيد عن شخصيته وحياته.. 25 مايو: نصرالله: تقرير "دير شبيغل" مؤامرة للفتنة بين السنّة والشيعة بلبنان وفي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو 2009: اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الاثنين 25-5-2009 أن تقرير مجلة "دير شبيغل" الالمانية الذي اتهم حزب الله باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، "خطير جداً جداً جداً" ومؤامرة جديدة "لإيقاع الفتنة" بين السنة والشيعة. وقال إن تقرير المجلة "اتهام اسرائيلي لحزب الله باغتيال" الحريري، و"سنتعاطى معه على انه اتهام إسرائيلي". للمزيد عن "حسن نصر الله".. 25 مايو: أول تعميد لـ"قس" كاثوليكي في أمريكا وفي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو 1793م: وفي مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية بالتحديد، أصبح الأب ستيفن تيودور بادين أول قس كاثوليكي يتم تعميده في الولايات المتحدة الأمريكية. وقام بإعلان تعميد بادين الأسقف جون كارول، وهو معتنق قديم للكاثوليكية الأمريكية، وتم تعيين بادين بالبعثة الكاثوليكية في ولاية كنتاكي. 25 مايو: استئناف مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني وفي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو 2006 استؤنف في الأراضي الفلسطينية لليوم الثاني على التوالي مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني. وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرًا أنه سيدعو الى إجراء استفتاء شعبي إذا رفضت الحكومة التي تقودها حركة حماس دعم مقترحه الخاص بقيام دولة فلسطينية فى المستقبل تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. على صعيد آخر، قال يوسف الزهار أحد قادة القوة الأمنية الجديدة التي شكلتها حماس مؤخرا في قطاع غزة: "إن وزير الداخلية سعيد صيام أمر بسحب أفراد هذه القوة من شوارع قطاع غزة".. وكان اشتباك عنيف قد اندلع بالأمس وسط مدينة غزة بين مسلحين من تنظيمي حماس وفتح الفلسطينين كما أفاد شهود عيان. وقد منح عباس حكومة حماس وحركة فتح التى يقودها مهلة عشرة أيام للقبول بفكرة السلام إذا انسحبت إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وإلا فإنه سيدعو إلى إجراء استفتاء شعبي خلال أربعين يومًا في حال عدم التوصل الى اتفاق خلال عشرة أيام من المفاوضات. للمزيد عن حماس.. 25 مايو: الجيش العراقي "يعثر" على كميات كبيرة من الأسلحة في مدينة الصدر وفي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو 2008 عثرت القوات العراقية المنتشرة في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي على "كميات كبيرة" من الأسلحة والمتفجرات، خصوصًا في أحد المساجد ومستشفى خلال عمليات تفتيش؛ وذلك وفقًا لما ورد في بيان للجيش الأمريكي. وأكد بيان أن اثنين من المخابئ التي عثر عليها داخل مسجد ومبنى آخر بالقرب منه تحتوي على مئات البنادق وألغام مضادة للدبابات، وسترات واقية من الرصاص وحوالي مائة صاروخ وكميات كبيرة من القذائف المضادة للدروع. وأشار إلى أن "غالبية هذه الأسلحة عثر عليها داخل المسجد"، وأوضح أن "الجنود العراقيين اكتشفوا مخبئا ثالثا في أحد مستشفيات مدينة الصدر". ووفقا للبيان، فقد عثر على 38 مخبئا للسلاح في الضاحية الشيعية منذ بدء عملية "السلام" الأمنية. 25 مايو: "طالبان" تأمر مقاتليها بالانسحاب من سوات.. ومواصلة "الجهاد" وفي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو 2010 أمر قائد حركة طالبان في سوات، في شمال غرب باكستان، رجاله بالانسحاب من مينغورا، كبرى مدن المنطقة التي يشن الجيش الباكستاني هجوماً واسعاً عليها، لكنه وعد بمواصلة الجهاد في مكان آخر، على ما أعلن الناطق باسمه. وأعلن الجيش الباكستاني في الوقت نفسه أنه يواصل بسط السيطرة على المدينة شارعاً تلو الآخر، بعد أن خلت من سكانها كما قال، لكنه لقي "مقاومة ضارية" في بعض الأحياء. وأعلن مسلم خان الناطق باسم قائد طالبان مولانا فضل الله من مكان مجهول، أن "مولانا فضل الله أمر كل المجاهدين وقف المقاومة في مينغورا ومحيطها للتخفيف من معاناة السكان وتجنب الخسائر في صفوف المدنيين". وأكد أن "أغلبية مجاهدينا غادرت مينغورا"، مضيفاً: "سنقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا من أجل تطبيق الشريعة". للمزيد عن حركة طالبان..


اذاعة طهران العربية
منذ يوم واحد
- اذاعة طهران العربية
ما هو رد المقاومة على دعوة نائب أمريكي لقصف غزة بالسلاح النووي؟
واعتبرت حماس أن هذه الدعوة تمثل "جريمة مكتملة الأركان" ودليلاً على "العنصرية الفاشية" التي تحكم تفكير بعض الساسة الأميركيين، مما يستوجب الإدانة من الإدارة الأميركية والكونغرس، الذي أصبح منصة لتبرير جرائم الاحتلال. وأشارت الحركة إلى أن هذه التصريحات تمثل "انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني" وتحريضاً على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني. من جهتها، عبّرت حركة الجهاد الإسلامي عن استنكارها وغضبها من تصريحات فاين، معتبرةً إياها دعوة علنية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. واعتبرت الحركة أن تشبيه سكان غزة بالنازيين أو اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية يُعد تحريضاً مباشراً على الإبادة الجماعية. كما دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذه التصريحات، واعتبرتها "جريمة حرب مكتملة الأركان" تعكس العقلية الأميركية المتطرفة. بدورها، حركة المجاهدين أدانت تصريحات فاين، ورأت فيها امتداداً للسياسة الأميركية المساندة للإرهاب، داعيةً أحرار العالم إلى رفض هذه التصريحات ومناصرة الشعب الفلسطيني. وكان النائب الجمهوري قد صرّح خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأن "القضية الفلسطينية قضية شريرة"، مشيراً إلى أن الحل يجب أن يكون مماثلاً لما حدث في الحرب العالمية الثانية.


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر "السكان اليائسون" وصول الطعام
تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس، وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت حوالي 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مرارا وتكرارا من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحومليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفا أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعيشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".