
د. أحمد ماهر أبورحيل يكتب: "ديكتاتورية الجغرافيا"
دائمًا تشكلنا الأرض التى نعيش عليها فهى التى كونت التحالفات الاقتصادية والحروب العسكرية والقوى السياسية والتنمية الاجتماعية بالنسبة إلى الشعوب التى تتوطن الآن كل جزء من الأرض تقريبًا؛ فقد تبدو التكنولوجيا قادرة على قهر المسافات التى تفصل بيننا فى كل من الفضائيين العقلى والمادى، ولكن ليس من السهل أن نتجاوز عوامل الأرض التى نعيش عليها ونعمل بها ونربى فيها أطفالنا ولا نقر بأن لها أهمية عظيمة، وأن اختيارات أولئك الذين يقودون سكان العالم على هذا الكوكب الأرضى سواء فى المجال السياسى أو الاقتصادي أو الاجتماعي؛ سوف تنتج إلى حد ما عن طبيعة الأنهار والجبال والصحارى والمعادن وعوامل الجغرافيا بشكل عام وهو مايسمى ب "ديكتاتورية الجغرافيا".
و ديكتاتورية الجغرافيا" هو مصطلح يُستخدم لوصف تأثير الموقع الجغرافي والظروف الطبيعية على قرارات الدول وسلوكها السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي؛ والفكرة الأساسية هي أن الجغرافيا ليست مجرد خلفية محايدة، بل عامل حاسم يفرض نفسه غالبًا بشكل قهري على الشعوب والدول، بحيث يحدد خياراتها ويقيّد إرادتها ويرسم استراتجيتها.
حيث يؤكد الكاتب "تيم مارشال" أن فهم الجغرافيا ضرورى لفهم السياسات الدولية وأن تجاهل العوامل الجغرافية يؤدى إلى سوء تقدير فى طبيعة العلاقات الدولية، ويحذر من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا كوسيلة لتجاوز القيود الجغرافية مؤكدًا أن الطبيعة لاتزال تلعب دورًا أساسيًا فى تشكيل مسار الدول والأقاليم.
ومن هنا جاءت الجغرافيا لتؤثر بشكل كبير وتلعب دورًا وضحًا فى التحالفات الدولية والإجرءات السياسة والتنظيمات الاقتصادية والهياكل المؤسسية بشكل عام؛ فهناك تحالف الإتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى وقوات درع الجزيرة وهناك تحالف الأوراسى بزعامة الروس، كما تؤثر بالتبعية على النماذج التنموية المختلفة، حيث تلعب العوامل الجغرافية دورًا حاسمًا في تشكيل الفرص والتحديات التي تواجهها الدول في مساراتها التنموية.
حيث أن البلدان الساحلية غالبًا ما تكون أكثر إنفتاحًا على التجارة الدولية، مما يعزز النمو الاقتصادي، بينما البلدان الحبيسة (غير الساحلية) تواجه صعوبات في الوصول إلى الأسواق العالمية، مما يحدّ من قدراتها التصديرية ويزيد من تكاليف النقل كدولة أثيوبيا ومحاولة السيطرة على موانئ فى دولة الصومال، كما أن التضاريس والمناطق الجبلية تعيق بناء البنية التحتية مثل الطرق والسكك الحديدية، وتزيد من تكاليف المشاريع التنموية كاليمن، بينما المناطق السهلية تسهّل الزراعة والتوسع العمراني، مما يدعم النمو السكاني والاقتصادي كالولايات المتحدة؛ بالاضافة إلى أن المناخ المعتدل أكثر ملاءمة للزراعة المستدامة والعيش البشري، مما يشجع على الاستقرار والتنمية، أما المناطق ذات المناخ القاسي (مثل الصحارى أو المناطق القطبية) تواجه تحديات كبيرة في الزراعة، توفر المياه، والموارد الطبيعية، مما يبطئ وتيرة التنمية كما فى بلاد الصحراء الإفريقية كمالى والنيجر، كما أنه واضح فى حالة وجود موارد طبيعية وفيرة مثل النفط، المعادن، أو الأراضي الزراعية يمكن أن يدعم نماذج تنموية تعتمد على الاستخراج كما هو الحال فى دول الخليج العربى والزراعة كما فى أوكرانيا، كما أن المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية (كالزلازل، الفيضانات، الأعاصير) تحتاج إلى استثمارات إضافية في البنية التحتية والوقاية كاليابان والصين وجنوب شرق آسيا، مما يؤثر على وتيرة التنمية، ومن الجدير بالذكر أن الجغرافيا تؤثر على توزيع السكان، مما يخلق تفاوتًا في الوصول إلى الخدمات والفرص الاقتصادية بين المناطق الحضرية والريفية أو بين الساحل والداخل.
ومصر كغيرها من باقى بقاع العالم تأثرت بشكل عميق بعواملها الجغرافية، سواء من حيث شكل التنمية الاقتصادية أو توزيع السكان والبنية التحتية، أو من حيث التحديات البيئية والاستراتيجية والأمنية.
حيث أن الموقع الاستراتيجي في قلب العالم القديم، بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وعلى البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، جعل من مصر نقطة عبور للتجارة العالمية، خصوصًا مع وجود قناة السويس التي تُعد من أهم شرايين التجارة الدولية، وبالرغم من أن هذا الموقع منح مصر قوة جيوسياسية واقتصادية هامة، وساهم في جعل الخدمات اللوجستية والنقل البحري من القطاعات المهمة في النمو الاقتصادي إلا إنه جعلها مطمع لجميع الدول الإستعمارية وجعلها تنتقل من احتلال إلى احتلال منذ نشأتها إلى فترة جلاء البريطانيين؛ ثم بعد ذلك تحول الإحتلال إلى إمبريالية مفرطة ضد مصر؛ حيث أن مصر تعانى دائمًا من جهود كثيفة للسيطرة على قرارها السياسى وهو دائمًا مايرفضه حكامها وهو مايعرضها دومًا للمؤامرات والأزمات؛ بالإضافة إلى وجود حدود طويلة مع دول تعاني من اضطرابات (مثل ليبيا والسودان) بعد مايسمى بثورات الربيع العربى، فرض تحديات أمنية تؤثر على التنمية، نتيجة الهجرة المتنامية، وفي الوقت نفسه الموقع الحدودي مع إسرائيل وغزة جعل من مصر فاعلًا رئيسيًا في قضايا الأمن الإقليمي وزج بها فى كثير من الأمور التى لا دخل لها بها؛ كما جعلها تدخل حروب متعددة مع الكيان الصهيونى وداعميه فى العالم سواء بالمواجهة العسكرية أو الاقتصاد أو بالتخابر؛ كما أن فى أغلب الأوقات يفرض تحديات وتهديات على الحدود الشمالية الشرقية ويعرض مصر على حافة دخول حرب جديدة.
أما بالنسبة لنهر النيل الذى هو شريان الحياة الرئيسي لمصر، إذ تتركز معظم الأنشطة الاقتصادية والزراعية والسكانية على ضفتيه إلا أن الاعتماد على مصدر مائي واحد جعل مصر عرضة لمخاطر شُح المياه، خصوصًا في ظل مشروعات مثل سد النهضة الإثيوبي بحيث جعل مصر تعانى من تهديد شح المياه واستخدامه كورقة ضغط فى كثير من الأحيان، كما جعلها تنفق الكثير والكثير فى بلاد أفريقية لكسب دعمها وتأييدها.
حيث أن النموذج التنموي المصري غالبًا ما ارتبط بـ "مصر النيلية" وهو ما خلق تركيزًا سكانيًا واقتصاديًا في دلتا النيل وواديه، وأدى إلى تكدس سكاني في مساحات محدودة وأهملت الدولة المصرية لسنوات عديدة استصلاح مساحات شاعة من الأراضى والإنتقال من الحيز الضيق لنهر النيل والدلتا إلى باقى مساحات مصر الشاسعة واستغلالها؛ حيث أن أكثر من 90% من السكان يعيشون على أقل من 10% من مساحة البلاد (حول نهر النيل والدلتا)، هذا التركز خلق مشاكل في الخدمات، السكن، والزحام المروري في مدن مثل القاهرة، والإسكندرية، كما أدى إلى فوارق تنموية كبيرة بين الحضر والريف، وبين الوجه البحري والوجه القبلي.
وفى النهاية يجب أن نشير من الناحية الإستراتجية ونؤكد على أن المنطة الجغرافية لها تأثير واضح على الدول سواء فى حالة السلم أو فى حالة الحرب سواء فى السياسات الخارجية أو فى السياسات الداخلية فهى التى تحدد النموذج المتبع سواء فى المجال السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى...الخ
ومن الناحية السيكولوجية تؤثر الجغرافيا التى نعيش فيها بل ولها دلالة واضحة فى أفعالنا وفى أفكارنا، فهى تؤثر فى الشخصية وتعتبر مكون أساسى من مكونات التنشئة الاجتماعية؛ وبالتالى ينشأ الإنسان محبًا بالفطرة للمنطقة التى ولد فيهاـــــ وهذه هى الوطنيةـــــ وبالتالى يكون لها تأثير واضح على تصرفاته وسلوكياته وطالما أن الإنسان قد يصبح قائدًا ومؤثرًا فى بلده أو العالم إذن سوف يضع اعتبارًا للمنطقة والإقليم الذى ينتمى إليه.
ومن الناحية السياسية تؤثر الجغرافيا على السياسات بشكل عام؛ حيث إنه الذى يحرك سياسات الدول فى النهاية هم الأفراد، والكثير من السياسات الحكومية هى سياسات فردية ولكن تأخذ الطابع الجمعى بطبيعة أن الحكومة هى التى تصدرها، وأن ماينطبق على سياسات الدول ينطبق فى كثير من الأحيان على الأفراد الذين هم حصاد مناطقهم الجغرافية.
وختامًا عند تقيمنا وتحليلنا للشأن السياسى سواء على الصعيد المحلى أو الأقليمى أو الدولى سواء فى المجال الاقتصادى أو الاجتماعى أو فى مجال السياسة العامة؛ يجب أن ننظر بعين الإعتبار إلى أن الجغرافيا بمثابة نظامًا ديكتاتوريًا يفرض شروطه ومبادئه على الجميع، وذلك حتى يتثنى لنا الرؤية بصورة واضحة المعالم ومعرفة حقائق الأمور؛ وعلينا أن نتخيل لوكان القدر فرض علينا العيش بمنطقة أخرى؛ هل سوف نكون على هذه الشاكلة فى أمور حياتناالمختلفة أم تفرض الجغرافيا شروطها وتصبح نظامًا ديكتاتوريا على بنى البشر بل وحتى على الحيوان والجماد؟.
حفظ الله الأرض... حفظ الله مصر متكاملة الأركان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ 5 ساعات
- المصري اليوم
قصة جزيرة كلما اهتزت وقع زلزال في مصر: رُفعت 10 أمتار عن الأرض ذات مرة
صباح الخميس 22 مايو، شعر المصريون بهزة أرضية في عدد من المحافظات، وكان السبب كالعادة هو زلزال وقع في جزيرة كريت اليونانية، رغم بُعد مركزه نحو 700 كيلو متر عن العاصمة القاهرة. عمق الزلزال كان نحو 70 كيلومترًا، لافتًا، وهو عمق يسمح بامتداد الإحساس بالزلزال لمسافات أطول، دون أن يُسبب أضرارًا مادية أو بشرية، بحسب الدكتور شريف عبد الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في مداخلة مع فضائية «إكسترا نيوز». مقالات ذات صلة 39 معلومة عن أسماء جلال: عملت «موديل محجبات» ولولا التمثيل لكانت «راقصة» مايو 22, 2025 - 11:28 م منشور متداول لـ مدخن يؤكد إقلاعه بـ«ليزر الإبر الصينية» من أول جلسة.. ماذا يقول العلم؟ مايو 22, 2025 - 10:03 م الهزة جاءت بعد أسبوع من هزة أرضية أخرى ضربت مصر فجرا، وشعر بها أيضا سكان عدد من المحافظات. وفي 12 أكتوبر 2021، وقعت هزة بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر، كان مصدرها جزيرة كريت كذلك. ثم حدثت هزة أرضية من نفس المصدر بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر.. فما قصة جزيرة كريت وزلازلها؟ زلازل جزيرة كريت تُعد جزيرة كريت، أكبر جزر اليونان، من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في البحر المتوسط عبر تاريخها الطويل، وهو أمر تتأثر به مصر لحظيا بهزات أرضية تثير قلق المواطنين. وشهدت الجزيرة سلسلة من الزلازل القوية التي تركت آثارًا عميقة على سكانها وتراثها الثقافي، وتُعد هذه الزلازل محورًا هامًا لدراسة النشاط الزلزالي في المنطقة. تاريخ الزلازل في «كريت» يعود تاريخ الزلازل في كريت إلى العصور القديمة، وأبرزها زلزال عام 365 قبل الميلاد الذي رفع الجزيرة حوالي 10 أمتار. وأكد الأكاديمي سينولاكيس في حديث لقناة «ميجا» اليونانية عام 2023 أن آخر زلزال كبير وقع في كريت كان عام 1403، مشيرًا إلى أن مثل هذه الزلازل الكبرى تحدث كل 600 إلى 800 عام، مع احتمال حدوث زلزال بقوة تصل إلى 8.5 درجات على مقياس ريختر في القوس اليوناني. «المصري لايت» يرصد ويستعرض تاريخ وأسباب الزلازل في جزيرة كريت، وفق مواقع «Haniotika» و«Neakriti» و«Anatropinews». تُوثق سجلات الزلازل التاريخية سلسلة من الأحداث القوية: 368 قبل الميلاد: وفقًا لأولفرت دابر، كانت كريت تضم نحو 100 مدينة، منها 60 مدينة تضررت بشدة بعد زلزال مدمر. سنة 13 من حكم نيرون: هزة قوية دمرت كنوسوس وتراجعت مياه البحر بمقدار كيلومتر تقريبًا. 251 ميلادية: دُمر جزء كبير من الجزيرة بعد زلزال وطاعون. 365 ميلادية: زلزال مدمر تضررت فيه عشر مدن في كريت، مع حدوث فيضانات كبيرة. 1303 و1490: زلازل قوية أحدثت أضرارًا جسيمة استمرت أحيانًا شهورًا. 1508: زلزال دمر مدينة إيرابيترا وأسفر عن وفاة أكثر من 30,000 شخص، وهناك وثائق تؤكد هذا الحدث التاريخي. 1612، 1650، 1665، 1681، 1750، 1780، 1794، 1805، 1810، 1843، 1846: سلسلة من الزلازل والهزات التي تسببت في دمار واسع وخسائر بشرية في مناطق مختلفة من الجزيرة والجزر المجاورة. زلزال 1856 الكارثي في 30 سبتمبر أو 12 أكتوبر حسب التقويم 1856، ضرب زلزال بقوة تقديرية 7.7 على مقياس ريختر جزيرة كريت، مركزه مدينة هيراكليون، مخلفًا دمارًا هائلًا: الخسائر البشرية: 538 قتيلًا و637 جريحًا في جميع أنحاء الجزيرة. الأضرار: من أصل 3620 منزلًا في هيراكليون، بقي 18 فقط صالحة للسكن. دُمرت قرية فوتس بالكامل، وقُتل 42 من سكانها. تعرضت قُرى كاليسا وبيتروكيفالو وبنتامودي وأجيوس مايرون وكيثاريدا وآسيتس لتدمير شبه كامل. الأثر على المباني التاريخية: نجا قصر مصطفى باشا الخشبي الذي استُخدم كمستشفى للجرحى. دمرت العديد من الكنائس الفينيسية المحولة لمساجد، مثل مسجد الوزير ومسجد القديس تيتوس. تعرضت كاتدرائية القديس مينا لأضرار جسيمة، في حين نجت المدرسة البلدية التي أصبحت ملجأً للعائلات المشردة. الحرائق: اندلعت حرائق أحرقت 48 متجرًا بسبب احتكاك أعواد الثقاب أثناء الزلزال. توثيقات تاريخية: يصف المؤرخون والوثائق المحلية مثل مخطوطات دير الثالوث الأقدس والرسائل التاريخية مدى الدمار والآثار الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي خلفها الزلزال. التأثير الإقليمي والإضافي للزلزال تجاوزت تأثيرات زلزال 1856 حدود الجزيرة، حيث شعر به سكان مناطق بعيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشملت الأضرار جزرًا مثل رودس وكارباثوس وسانتوريني، مع وقوع وفيات في هذه المناطق. وجرى رصد موجات تسونامي في سواحل إسرائيل ولبنان. زلزال 1887 في 5 يوليو 1887، ضرب زلزال قوي مدينة هيراكليون مدة 35 ثانية، مما أدى إلى دمار كبير وتشقق المباني، ووفاة شخص واحد من شدة الخوف، كما تسبب في ذعر واسع بين السكان الذين لجأوا إلى الميناء طلبًا للنجاة. وكانت خانيا أيضًا من المناطق المتضررة، حيث تسبب الزلزال في إغماء العديد من الطالبات خلال امتحانات المدرسة. زلزال 365 ميلادية (المعروف أيضًا بزلزال القرن الرابع الميلادي): زلزال ضخم ضرب البحر المتوسط وأحدث تسونامي مدمر، أثر بشكل كبير على سواحل كريت والبحر الأبيض المتوسط بشكل عام، ويعتبر من أقوى الزلازل المسجلة في تاريخ المنطقة. زلزال 1508: زلزال مدمر دمر عدة مدن في كريت وأدى إلى دمار واسع وإلى مئات الوفيات، كما ذكر في المصادر التاريخية القديمة. زلزال 1303: زلزال قوي تسبّب في أضرار كبيرة، خصوصًا في مدينة خانيا، حيث أدى إلى تشقق أسوار المدينة. زلزال 1956: زلزال حديث نسبيًا، قوته تجاوزت 7 درجات على مقياس ريختر، وأحدث دمارًا كبيرًا في أجزاء من الجزيرة وقتل العديد من الأشخاص، وكان من أقوى الزلازل التي ضربت كريت في العصر الحديث. زلزال 1995 في خانيا بلغت قوته حوالي 6.1 درجات. تسبب في أضرار محدودة، لكنه أثار قلق السكان بسبب قربه من مناطق مأهولة. زلزال 2015 في شرق كريت بلغت قوته حوالي 6.3 درجات. شعر به سكان الجزيرة وأدى إلى أضرار طفيفة في بعض المباني القديمة، لكنه لم يسبب خسائر بشرية. زلزال 2021 في البحر قبالة سواحل كريت بلغت قوته حوالي 6.4 درجات. سبب هزات محسوسة في الجزيرة وبعض المناطق المحيطة، مع عدم تسجيل أضرار كبيرة أو خسائر في الأرواح. وتشتهر كريت بأنها «جزيرة الزلازل» لأسباب جيولوجية وعلمية واضحة، وفقًا للمصادر العلمية المتخصصة مثل United States Geological Survey، European-Mediterranean Seismological Centre، Journal of Geophysical Research: Solid Earth، Tectonophysics Journal، International Journal of Earth Sciences: الموقع التكتوني الحساس تقع كريت عند تقاطع الصفيحة الإفريقية مع الصفيحة الأوراسية في منطقة تعرف بالقوس الهيليني، Hellenic Arc، إذ تغوص الصفيحة الإفريقية تحت الأوراسية، عملية تُعرف بالاندساس subduction. التقاء الصفائح هذا يولد توترات ضخمة في القشرة الأرضية، مما يؤدي إلى زلازل متكررة وقوية. نشاط زلزالي مستمر ومتكرر النشاط التكتوني في هذه المنطقة يولد هزات أرضية بشكل متكرر ومستمر، مما يجعل الجزيرة عرضة لزلازل تتراوح بين متوسطة إلى عنيفة بشكل دوري. تاريخ زلزالي طويل سجلات الزلازل في كريت تعود لآلاف السنين، مع تسجيل زلازل ضخمة ذات آثار كارثية عبر التاريخ، مما يثبت أن النشاط الزلزالي ليس حالة معاصرة فقط بل تاريخية مستمرة. البنية الجيولوجية المعقدة تتسم القشرة الأرضية تحت كريت بتكوينات جيولوجية معقدة ومتغيرة، تشمل صدوعًا متعددة ونشاطًا بركانيًا جانبيًا، مما يعزز من احتمالية حدوث زلازل. بعض الزلازل التي ضربت كريت تسببت في حدوث تسونامي مدمر في البحر المتوسط، مما يزيد من خطورة الزلازل على السكان والبنية التحتية.


الاقباط اليوم
منذ 6 ساعات
- الاقباط اليوم
قصة جزيرة كلما اهتزت وقع زلزال في مصر.. رُفعت 10 أمتار عن الأرض ذات مرة
تُعد جزيرة كريت، أكبر جزر اليونان، من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في البحر المتوسط عبر تاريخها الطويل، وهو أمر تتأثر به مصر لحظيا بحدوث هزات أرضية. وشهدت الجزيرة سلسلة من الزلازل القوية التي تركت آثارًا عميقة على سكانها وتراثها الثقافي، وتُعد هذه الزلازل محورًا هامًا لدراسة النشاط الزلزالي في المنطقة. الزلازل التاريخية وتأثيراتها المبكرة ويعود تاريخ الزلازل في كريت إلى العصور القديمة، وأبرزها زلزال عام 365 قبل الميلاد. وأكد الأكاديمي سينولاكيس في حديث لقناة ميجا اليونانية عام 2023 أن آخر زلزال كبير وقع في كريت كان عام 1403، مشيرًا إلى أن مثل هذه الزلازل الكبرى تحدث كل 600 إلى 800 عام، مع احتمال حدوث زلزال بقوة تصل إلى 8.5 درجات على مقياس ريختر في القوس اليوناني. المصري لايت يرصد ويستعرض تاريخ وأسباب الزلازل في جزيرة كريت التي كلما اهتزت شعرت مصر بالتأرجح.


الاقباط اليوم
منذ 8 ساعات
- الاقباط اليوم
تحذيرات من تسونامي في البحر المتوسط.. تسجيل أكثر من 30 هزة ارتدادية لزلزال كريت
أصدر مراقبون أوروبيون تحذيرا من احتمال وقوع تسونامي بعد زلزال بقوة 6.1 درجة ضرب قبالة سواحل جزيرة كريت في اليونان بالبحر المتوسط، اليوم الخميس. استمرت الهزات الارتدادية طوال اليوم بعد وقوع زلزال قوي بقوة 6.1 درجة شمال شرق جزيرة كريت في وقت سابق من هذا الصباح. وضرب زلزال قوي قبالة سواحل جزيرة كريت في الساعة 6:19 صباحًا بالتوقيت المحلي (3.19 صباحًا بتوقيت جرينتش)، وفقًا للمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة، لكن المواقع السياحية الشهيرة في وادي السامرة وإيمبروس ستظل مغلقة طوال يوم الخميس كإجراء احترازي. وقال عالم الزلازل جيراسيموس بابادوبولوس، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه سيكون هناك بعض الهزات الارتدادية الإضافية خلال اليوم، «لكنها جميعها غير ضارة». وأضاف: «لحسن الحظ، أصبح العمق والمسافة عن الجزيرة بمثابة درع حماية مرة أخرى»، بحسب صحيفة إندبندنت البريطانية. وشعر سكان منطقة بحر إيجة بالزلزال، ووصل إلى أجزاء من تركيا وإسرائيل ومصر شمال أفريقيا. تحذير من حدوث تسونامي في اليونان وخارجها أصدر المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل تحذيرا من احتمال وقوع تسونامي وأحال المواطنين في اليونان وتركيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال إلى السلطات المحلية للحصول على التحديثات. ودعت توجيهات وطنية أصدرتها الحكومة اليونانية السياح إلى «الابتعاد عن الساحل والوصول إلى مكان أعلى». تعد جزيرة كريت مركزًا زلزاليًا، وفي حين أن معظم الزلازل خفيفة، فإن الزلازل الأقوى- مثل الزلزال المميت الذي وقع عام 2021 والذي كان مركزه أيضًا بالقرب من جزيرة كريت -تسبب في أضرار في الماضي-. انهيار سقف جامعة بسبب الزلزال قالت السلطات اليونانية إن الأضرار التي أعقبت زلزال اليوم الذي بلغت قوته 6.1 درجة كانت طفيفة إلى حد كبير. وفي جامعة كريت، أظهرت الصور انهيار السقف في قسم الكمبيوتر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليونانية «تو فيما». وقال موظفو المتحف الأثري في هيراكليون إن التغييرات التي طرأت على المعروضات كانت طفيفة، لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، مع حدوث أضرار طفيفة بالمبنى أو القطع الأثرية الموجودة فيه. تعرض عدد من المباني المتداعية في هيراكليون لبعض الأضرار، حيث سقط الحجر والجص على الشارع. تسجيل أكثر من 30 هزة ارتدادية وفي أعقاب زلزال اليوم الذي بلغت قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر، سجل المعهد اليوناني للجيوديناميكا أكثر من 30 هزة ارتدادية. وسجلت أقوى الهزات الارتدادية 3.5 درجة على مقياس ريختر. وقال خبراء الزلازل لوسائل إعلام يونانية إنهم لا يتوقعون حدوث هزات ارتدادية كبيرة. وفي وقت سابق، قال عالم الزلازل جيراسيموس بابادوبولوس، إن الهزات الارتدادية ستستمر حتى يوم الخميس، «لكنها جميعها غير ضارة». ثاني زلزال قوي يضرب اليونان مؤخرا يعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.1 درجة قبالة سواحل جزيرة كريت صباح الخميس هو الزلزال القوي الثاني الذي يضرب اليونان في غضون أيام. وفي يوم الأربعاء الماضي، وقع زلزال بقوة 5.9 درجة على بعد حوالي 48 كيلومترا جنوب شرق كاسوس، أو مباشرة إلى الشرق من جزيرة كريت. وكتب عالم الزلازل جيراسيموس بابادوبولوس، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الزلازل الأخيرة أظهرت أن الهدوء في نشاط الزلازل الذي شهدته اليونان منذ أكتوبر 2021 يبدو أنه قد انتهى، وأن الخبراء سيدرسون النشاط الأخير. كانت الزلازل شائعة تاريخيا في اليونان، التي تقع على حدود الصفيحة التكتونية الأوراسية وصفيحة بحر إيجة. وكان أحدث زلزال بقوة تزيد عن 6 درجات زلزال بقوة 6.4 درجة في لاسيثي، كريت، في أكتوبر 2021.