
عندما تتواطأ الدول في التستر على جرائم الحرب!ر. مالك
عندما تتواطأ الدول في التستر على جرائم الحرب!
بقلم: ر. مالك
بينما تُسحق غزة تحت القنابل، ينفتح جرح عميق بين الشعوب التي تنتفض والحكومات التي تصمت. وبينما تتحدى القوافل الإنسانية الحصار مخاطرةً بأرواحها، تنظر القوى الكبرى، الغربية منها والعربية، إلى جهة أخرى.
لم يعد التواطؤ مع المجرم نتنياهو موضع شك؛ بل أصبح حقيقة، موثقة بالصمت، مثبتة بالعقود، ومختومة بالتجاهل، فهناك جرائم لا يُرتكبها البعض، بل يسمحون بها، وهناك مجازر لا يُخطط لها الجميع، لكنهم يبررونها.
وفي هذا المسرح المظلم الذي يُعرض في غزة، لا يقتصر دور البطولة على من يُلقي القنابل، بل يشمل أيضاً أولئك الذين يجلسون في المقاعد الأمامية، يصفقون بين صمتين دبلوماسيين.
المجرم نتنياهو يقود حرباً لا نهاية لها، بحسابات دقيقة وبلا محاسبة. يدمر، يهدم، يُجَوّع، ويُهجّر، باسم 'الأمن'. وهذا وحده كافٍ لكي تُعرض القوى الغربية، التي لا تتردد في التبشير بالديمقراطية، عن النظر، بل الأسوأ: أنها تقدم له السلاح، وتوفر له الذرائع، وأحياناً حتى الأهداف. أما بعض الدول العربية التابعة، فقد أصبحت خضوعها أمراً لا يحتاج لإثبات.
استبدلوا التضامن بالاتفاقات الاقتصادية، وبوعود استثمار، وباعتراف سياسي بنظام كانوا بالأمس يهاجمونه بشدة. حيث كان من المفترض أن ينتصر الشرف، اختاروا التطبيع. حيث تطلبت الكرامة الرفض، اختاروا التعاون.
الانقسام: بين الشعوب وحكامها. ومع ذلك، فإن العالم يتحرك. ليس الحكومات، بل الشعوب هي التي تتحرك.
من باريس إلى نيويورك، ومن إسطنبول إلى كوالالمبور، ملايين من البشر يتظاهرون، ينددون، يبكون، ويصرخون. في الشوارع، على الشبكات، على الجدران، وفي المدارس، القضية الفلسطينية حيّة أكثر من أي وقت مضى. هؤلاء ليسوا جماهير غاضبة، بل ضمائر ترفض النفاق، وأناس عاديون لم يعودوا يتحملون أن تُسحق أمة باسم النظام العالمي.
وفيما الوزارات تتردد، والوزراء يصدرون بيانات باهتة، تنطلق القوافل الإنسانية.
زوارق مدنية تتحدى الحصار. شاحنات تحاول اختراق الحدود. متطوعون بلا سلاح، بلا حماية، بلا دعم رسمي، يحاولون فعل ما ترفض دولكم القيام به: إنقاذ الأرواح. لكنكم لا تساعدونهم، بل تتركونهم وحدهم، في مواجهة البحر، والدبابات، وجبنكم. بعضهم يُعتقل، البعض يُهدد، وآخرون يُسكتون، لكنهم يستمرون، مدفوعين بإيمان واحد: أن الحياة الإنسانية ليست سلعة للبيع.
من سينتصر، الشعوب أم الأنظمة؟
سؤال بات يُطرح بصوت مرتفع: من سينتصر في هذا الصراع التاريخي؟ أنتم، الحكومات القوية ولكن المعزولة؟ أم هم، الشعوب المشتتة ولكن الصامدة؟
أنتم لديكم الجيوش، والقمم، والاتفاقيات، وهم لديهم الذاكرة، والغضب، ونوع من الأمل لم تعودوا تفهمونه، والتاريخ، ذلك الذي تظنون أنكم تكتبونه وفق أهوائكم، لا يقف يوماً مع المتواطئين المتفرجين.
هذه المقالة إهداء لمن يسيرون حين تتجمد الدول، لمن يُداوون حين تهدم الحكومات، ولمن لا يزال يؤمن بأن العدالة أقوى من حسابات الدولة.
2025-06-13
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء العراقية
منذ 26 دقائق
- الأنباء العراقية
إعلام صهيوني: انهيار 9 مبان وتضرر مئات الشقق السكنية في تل أبيب
البحث المتقدم ص 100% متابعة – واع أفادت وسائل إعلام صهيونية، اليوم السبت، بانهيار مبانٍ بشكل كامل في تل أبيب جراء سقوط صواريخ إيرانية. وقالت الوسائل إن " 9 مبان انهارت وتضرر مئات الشقق السكنية في رمات غان وسط الكيان جراء الرشقة الصاروخية الإيرانية الأخيرة". وأضافت أن "فرق الإنقاذ والطوارئ تعمل في عدة مواقع بمختلف أنحاء الكيان، التي وردت منها تقارير عن سقوط صواريخ". ا


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
موجة صاروخية إيرانية جديدة تستهدف إسرائيل والأخيرة ترد بغارات جوية قرب طهران
شفق نيوز/ مع بدء فجر اليوم السبت، أطلقت إيران موجة جديدة من الصواريخ الفرط صوتية بإتجاه إسرائيل، وسط حديث عن استهدافها منطقة إستراتيجية مهمة في تل أبيب، فيما نفذت بالمقابل إسرائيل ضربات جوية على مدن إيرانية. وبحسب وسائل إعلام عربية، فإن الصواريخ الإيرانية سقطت بشكل مباشر وسط تل أبيب محدثة دمارا كبيرا، وسط أنباء عن "حدث كبير" في المدينة، بسبب صاروخ إيراني. كما أفادت وسائل الإعلام، باستهداف مطار بن غورين في إسرائيل بالصواريخ الإيرانية، فيما تم تسجيل 7 إصابات جديدة في إسرائيل. وبالمقابل، فقد نفذت إسرائيل غارات على إيران، مستهدفة محيط طهران وبعض المنشآت في هذا التوقيت. وقد أفادت وسائل إعلام إيرانية، بسماع أصوات انفجارات في طهران، فيما أعلنت أخرى، عن التصدي لهجوم إسرائيلي. وكان الجيش الإسرائيلي، اكد قبل نحو ساعتين، أن إيران أطلقت موجة جديدة من الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بالتزامن مع قصف اسرائيلي في طهران وإيلام، في أحدث تطور ضمن التصعيد العسكري المتبادل بين الطرفين خلال الساعات الأخيرة. في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجمات الجوية الإسرائيلية استهدفت قبل قليل حياً في طهران يضم منزل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إضافة إلى مجمّع رئاسي في قلب العاصمة الإيرانية، في تصعيد لافت من جانب إسرائيل. من جانبها، بثّ التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد حيّة قال إنها تعود إلى عمل الدفاعات الجوية الإيرانية فوق طهران، مؤكداً أن "الأصوات التي تُسمع في العاصمة ناجمة عن تصدي الدفاعات للصواريخ الإسرائيلية". ويأتي هذا التصعيد المتسارع بعد أن شنت إسرائيل، فجر الجمعة، سلسلة من الضربات الجوية والصاروخية الواسعة على أهداف داخل إيران، قالت إنها استهدفت مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي، وتسببت بمقتل عدد من كبار القادة العسكريين، وردّت إيران بإطلاق موجات متتالية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى سقوط قتيلة في تل أبيب وإصابة عدد من المدنيين.


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
سماء العراق تتحول إلى ممر لصواريخ الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية
شفق نيوز/ مع تصاعد المواجهة العسكرية المفتوحة بين إسرائيل وإيران، تحولت الأجواء العراقية خلال الساعات الأخيرة إلى ساحة عبور خطيرة لصواريخ وطائرات الطرفين المتحاربين، وسط غياب منظومة دفاع جوي متطورة قادرة. وقالت مصادر أمنية عراقية لوكالة شفق نيوز إن طائرات حربية إسرائيلية اخترقت الأجواء العراقية في عدة مسارات، لتوجيه ضربات صاروخية إلى العمق الإيراني، بما في ذلك مواقع استراتيجية في طهران ومحيطها. وفي المقابل، أطلقت إيران موجات من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى عبر الأجواء العراقية باتجاه العمق الإسرائيلي، حيث رُصدت عدة مسارات لهذه الصواريخ تمرّ عبر سماء مناطق عراقية مختلفة. وأدى استخدام الأجواء العراقية بهذه الكثافة إلى سقوط أجزاء من حشوات صواريخ وخزانات وقود تابعة لصواريخ باليستية في مناطق مأهولة عراقية. وأفاد مراسل شفق نيوز بأن أحد خزانات وقود الصواريخ سقط فوق منزل في منطقة الحسينية شمال بغداد، ما تسبب بأضرار مادية دون تسجيل إصابات بشرية. كما وردت أنباء عن سقوط حطام صاروخي آخر قرب مناطق في غرب البلاد. في الوقت ذاته، أفاد سكان محليون في بغداد وبابل وديالى وكركوك وسامراء بأنهم سمعوا دويّ أصوات قوية لإطلاق صواريخ وعبور مقذوفات في سماء مناطقهم. وقال مصدر أمني إن "الأجواء العراقية تحولت عملياً إلى ممر لصواريخ الطرفين، وسط حالة من الاستنفار الأمني، لكن دون وجود وسائل فعلية لاعتراض أو تحييد هذه الصواريخ"، مشدداً على أن العراق يفتقر حتى اليوم إلى منظومة دفاع جوي حديثة أو شبكة متكاملة لحماية أجوائه من هذه التهديدات. وأثارت هذه التطورات قلقاً متزايداً لدى السلطات والمواطنين على حد سواء، مع التحذير من احتمال تعرض المناطق السكنية العراقية لخطر متزايد في حال استمرار هذا الاستخدام المكثف لأجواء البلاد. وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت إغلاق الأجواء أمام حركة الطيران المدني كإجراء احترازي، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار عبور الطيران الحربي والصواريخ فوق العراق. ويشهد الشرق الأوسط منذ فجر الجمعة تصعيداً غير مسبوق، بعدما شنت إسرائيل هجمات جوية وصاروخية موسعة ضد أهداف في إيران، ردّت عليها طهران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة نحو إسرائيل.