logo
عندما تتواطأ الدول في التستر على جرائم الحرب!ر. مالك

عندما تتواطأ الدول في التستر على جرائم الحرب!ر. مالك

ساحة التحريرمنذ 3 أيام

عندما تتواطأ الدول في التستر على جرائم الحرب!
بقلم: ر. مالك
بينما تُسحق غزة تحت القنابل، ينفتح جرح عميق بين الشعوب التي تنتفض والحكومات التي تصمت. وبينما تتحدى القوافل الإنسانية الحصار مخاطرةً بأرواحها، تنظر القوى الكبرى، الغربية منها والعربية، إلى جهة أخرى.
لم يعد التواطؤ مع المجرم نتنياهو موضع شك؛ بل أصبح حقيقة، موثقة بالصمت، مثبتة بالعقود، ومختومة بالتجاهل، فهناك جرائم لا يُرتكبها البعض، بل يسمحون بها، وهناك مجازر لا يُخطط لها الجميع، لكنهم يبررونها.
وفي هذا المسرح المظلم الذي يُعرض في غزة، لا يقتصر دور البطولة على من يُلقي القنابل، بل يشمل أيضاً أولئك الذين يجلسون في المقاعد الأمامية، يصفقون بين صمتين دبلوماسيين.
المجرم نتنياهو يقود حرباً لا نهاية لها، بحسابات دقيقة وبلا محاسبة. يدمر، يهدم، يُجَوّع، ويُهجّر، باسم 'الأمن'. وهذا وحده كافٍ لكي تُعرض القوى الغربية، التي لا تتردد في التبشير بالديمقراطية، عن النظر، بل الأسوأ: أنها تقدم له السلاح، وتوفر له الذرائع، وأحياناً حتى الأهداف. أما بعض الدول العربية التابعة، فقد أصبحت خضوعها أمراً لا يحتاج لإثبات.
استبدلوا التضامن بالاتفاقات الاقتصادية، وبوعود استثمار، وباعتراف سياسي بنظام كانوا بالأمس يهاجمونه بشدة. حيث كان من المفترض أن ينتصر الشرف، اختاروا التطبيع. حيث تطلبت الكرامة الرفض، اختاروا التعاون.
الانقسام: بين الشعوب وحكامها. ومع ذلك، فإن العالم يتحرك. ليس الحكومات، بل الشعوب هي التي تتحرك.
من باريس إلى نيويورك، ومن إسطنبول إلى كوالالمبور، ملايين من البشر يتظاهرون، ينددون، يبكون، ويصرخون. في الشوارع، على الشبكات، على الجدران، وفي المدارس، القضية الفلسطينية حيّة أكثر من أي وقت مضى. هؤلاء ليسوا جماهير غاضبة، بل ضمائر ترفض النفاق، وأناس عاديون لم يعودوا يتحملون أن تُسحق أمة باسم النظام العالمي.
وفيما الوزارات تتردد، والوزراء يصدرون بيانات باهتة، تنطلق القوافل الإنسانية.
زوارق مدنية تتحدى الحصار. شاحنات تحاول اختراق الحدود. متطوعون بلا سلاح، بلا حماية، بلا دعم رسمي، يحاولون فعل ما ترفض دولكم القيام به: إنقاذ الأرواح. لكنكم لا تساعدونهم، بل تتركونهم وحدهم، في مواجهة البحر، والدبابات، وجبنكم. بعضهم يُعتقل، البعض يُهدد، وآخرون يُسكتون، لكنهم يستمرون، مدفوعين بإيمان واحد: أن الحياة الإنسانية ليست سلعة للبيع.
من سينتصر، الشعوب أم الأنظمة؟
سؤال بات يُطرح بصوت مرتفع: من سينتصر في هذا الصراع التاريخي؟ أنتم، الحكومات القوية ولكن المعزولة؟ أم هم، الشعوب المشتتة ولكن الصامدة؟
أنتم لديكم الجيوش، والقمم، والاتفاقيات، وهم لديهم الذاكرة، والغضب، ونوع من الأمل لم تعودوا تفهمونه، والتاريخ، ذلك الذي تظنون أنكم تكتبونه وفق أهوائكم، لا يقف يوماً مع المتواطئين المتفرجين.
هذه المقالة إهداء لمن يسيرون حين تتجمد الدول، لمن يُداوون حين تهدم الحكومات، ولمن لا يزال يؤمن بأن العدالة أقوى من حسابات الدولة.
‎2025-‎06-‎13

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رويترز: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي
رويترز: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي

شفق نيوز

timeمنذ 33 دقائق

  • شفق نيوز

رويترز: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي

شفق نيوز/ نقلت وكالة رويترز، عن مسؤولين أمريكيين، يوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. وقالت الوكالة، إن "مسؤولين أميركيين أفادا، بأن ترامب عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لقتل المرشد الإيراني". وشهدت ظهيرة اليوم الأحد، تصعيدا كبيرا وخطيرا بالصراع بين إسرائيل وإيران، حيث جرى تبادل القصف بشكل محتدم، ما أدى لخسائر بشرية ومادية هائلة. وكانت وكالة فارس الإيرانية، أفادت بداية، بتعرض مبنى شرطة طهران الكبرى لقصف إسرائيلي، فيما بينت أن إسرائيل بدأت باستهداف المدنيين. وقالت الوكالة في أخبار عاجلة: "نحن أمام عدوان إسرائيلي جديد ومباشر على المدنيين في العاصمة طهران". وأضافت "تم سماع دوي أصوات انفجارات في تبريز غرب إيران"، مبينة أن "إسرائيل استهدفت أيضا مبنى سكني قرب شارع كشاورز في طهران". وأشارت انباء إلى "استهداف إسرائيلي في مدينة آراك". وقد ذكرت الوكالة أيضا: "إصابة عناصر بالشرطة الإيرانية في مركزهم بطهران باستهداف مسيرة". كما سقطت صواريخ إسرائيلية، قرب السفارة العراقية في طهران، فضلا عن الشارع الذس يضم مبنى الاستخبارات الإيرانية.

السفارة الأمريكية في بغداد تخشى من استهداف مصالح واشنطن بهجمات "إرهابية"
السفارة الأمريكية في بغداد تخشى من استهداف مصالح واشنطن بهجمات "إرهابية"

شفق نيوز

timeمنذ 33 دقائق

  • شفق نيوز

السفارة الأمريكية في بغداد تخشى من استهداف مصالح واشنطن بهجمات "إرهابية"

شفق نيوز/ أصدرت السفارة الأمريكية لدى بغداد، يوم الأحد، تنبيهاً أمنياً حذّرت فيه المواطنين الأمريكيين من تزايد احتمالات وقوع أعمال عنف أو هجمات ضد مصالحها في العراق. ودعت السفارة، في بيان اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، جميع المواطنين الأمريكيين الموجودين في العراق إلى تجنّب الأماكن التي يرتادها الأجانب، إضافة إلى تجنّب التجمعات والحشود الكبيرة. وأكدت السفارة، أنها ستواصل متابعة الوضع الأمني عن كثب وتقديم التحديثات اللازمة حال توافر أي مستجدات، في وقت لا تزال فيه وزارة الخارجية الأمريكية تبقي على تحذير السفر إلى العراق عند المستوى الرابع "ممنوع السفر". وفي وقت سابق من اليوم، هددت كتائب حزب الله في العراق، باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، فيما وجهت رسالة إلى الحكومة العراقية والإطار التنسيقي. يُشار إلى أن التوتر بين إسرائيل وإيران تصاعد بشكل حاد منذ 13 حزيران/ يونيو 2025، عندما شنت إسرائيل هجوماً صاروخياً مباغتاً استهدف مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وردت طهران في الليلة ذاتها بسلسلة هجمات صاروخية كثيفة، استمرت ليومين متتاليين "ليلاً"، وطالت أهدافاً عسكرية ومنشآت داخل إسرائيل. وتسببت هذه الهجمات المتبادلة في خسائر بشرية بالعشرات وأضرار مادية جسيمة في كلا الجانبين، ما أثار قلقاً دولياً وإقليمياً واسعاً، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع تهدد أمن المنطقة واستقرارها.

مصفاة أصفهان تواصل أنشطتها بشكل طبيعي
مصفاة أصفهان تواصل أنشطتها بشكل طبيعي

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 43 دقائق

  • اذاعة طهران العربية

مصفاة أصفهان تواصل أنشطتها بشكل طبيعي

أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن جميع الوحدات التشغيلية والمنشآت والأقسام المختلفة في مصفاة أصفهان تعمل في حالة مستقرة، ويواصل العاملون في هذه المنشأة، بكل التزامهم المعهود، إنتاج الوقود وتوفيره للبلاد دون انقطاع. واكدت وزارة النفط أن أنشطة المصفاة مستمرة بسلاسة، نافيةً الشائعات التي تم تداولها في الفضاء الافتراضي بشأن استهداف المصفاة أو توقفها. كما دعت إدارة العلاقات العامة بوزارة النفط المواطنين إلى متابعة أخبار المنشآت الحيوية والبُنى التحتية من المصادر الرسمية والموثوقة فقط، والامتناع عن إعادة نشر الأخبار غير الموثقة التي قد تؤدي إلى إثارة القلق في الرأي العام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store