logo
ننشر موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان الأوطان ليست حفنة من تراب

ننشر موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان الأوطان ليست حفنة من تراب

صدى البلدمنذ 3 أيام

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "الأوطان ليست حفنة من تراب"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو بيان أهمية العقل والوطن، والتحذير من الفكر المتطرف الذي يفسد العقل ويدمر الأوطان، مع التأكيد على أن حب الوطن جزء من التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته، واقتصاده، من أعظم صور البر بالوطن .
نص الخطبة
الحمد لله رب العالمين، هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الوطن قصة تروى على ألسنة الأجيال، وروح تسكن في كل زاوية ودرب، الوطن شعب عريق، وحضارة سامقة، ومؤسسات تقوم بسواعد البناء، وانتصارات تسطر بدماء الأبطال، ورجال عباقرة نسجوا مجده، وعلماء ومخترعون ومبدعون وقفوا على ثغور العلم وأبهروا العقول، ومناضلون صنعوا المجد، فالوطن يعيش فينا كما نعيش فيه.
أيها الناس، إن من يختزل هذه الكلية الأبدية الساحرة في "حفنة تراب" إنما ارتكب عقوقا وطنيا، وشوه مفهوما عظيما، قال سيد الزهاد إبراهيم بن أدهم –رحمه الله - معبرا عن قيمة وطنه: "ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علي من مفارقة الأوطان".
أيها الكرام، هذه رسالة إلى من قست قلوبهم تجاه أوطانهم، ألم يأت القرآن والسنة بالآيات والأحاديث التي تدل على الأهمية العظمى للوطن؟، ألم يشر القرآن في عشرات الآيات إلى قيمة الوطن؟ ألم يقرن الله تعالى مفارقة الأوطان بقتل النفس في قوله: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}؟، ألم يجعل الله سبحانه وتعالى الجلاء عن الوطن عذابا للمخالفين، فقال: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}؟
أيها الكرام، هل تدركون أن الوطن ليس جمادا لا إحساس له، بل هو كائن يتنفس؟ ألم يخبرنا الحبيب المصطفى ﷺ أن الحجر سلم عليه قبل البعثة؟، ألم يحن إليه الجذع ويبك شوقا حتى سكن بين يديه الشريفتين، ألم يسبح الحصى في كفه الشريف، ألم تشك إليه الحيوانات والدواب، كل هذا ينبئنا أن الكائنات تعي وتشعر.
عباد الله تدبروا، إن الوطن يحزن ويفرح، يرضى ويغضب، فهو قيم وأخلاق، وعادات وتقاليد، وولاء وانتماء، وإخلاص ووفاء، وحضارة وثقافة، وجمال يأسر الألباب، إنه حنين إلى البقاع، وشوق إلى المراقد، وإحساس بكل ذرة فيه، وتأملوا قوله ﷺ عن جبل أحد: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، فكيف بوطن بأسره؟
أيها المكرمون، لقد ضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن، فقال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها؛ من حبها"، ويعقب الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا الحديث في "فتح الباري" فيقول: (وفي الحديث دلالة على مشروعية حب الوطن والحنين إليه) ، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله معبرا عن هذا الحب الفطري: "وكانت العرب إذا سافرت، حملت معها من تربة بلدها تستشفي به عند مرض يعرض".
أيها النبلاء... اقدروا للوطن قدره، فإن حب الوطن ليس مجرد شعارات ترفع، بل هو عمل جاد وإتقان في كل موقع، فالموظف الأمين، والعامل المتقن، والطالب المجتهد، والمعلم المربي، والطبيب الحريص، والتاجر الصدوق، كل هؤلاء يبنون وطنهم بإخلاصهم، وحفاظهم على هويته الثقافية والدينية، ولغته المبدعة العلية، ومرافقه العامة.
دامت لنا نعمة مصر محفوظة مرعية مجبورة منصورة، ببركة دعوة صالحة من آل بيت الجناب المعظم.
***
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فيا أيها الناس، إن الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أفعالنا، في مدى حرصنا على كل ما يخص هذا الوطن، وأولى هذه المظاهر وأوضحها، الحفاظ على الممتلكات العامة التي هي ملك لنا جميعا، هذه الممتلكات، أيها الإخوة، هي ملك لنا جميعا، ومن صور ذلك الحفاظ على وسائل النقل العام، ومنها القطارات، فإنها شرايين حياة تربط أرجاء الوطن، فهل يعقل أن تلقى الحجارة عليها؟، كيف لإنسان أن يخرب قطارا ويعبث بمرافقه التي تنفع الركاب؟ هل يقبل أن تؤذي إنسانا، أو تكون سببا في هلاكه؟ إن من يقوم بذلك لا يدرك أنه يعيق تقدم بلده، ويؤخر مسيرة التنمية، ويؤثر سلبا على آلاف المواطنين الذين يعتمدون على هذه الوسيلة الحيوية.
أيها الكرام، واعلموا أن من أهم دلالات حب الوطن الحفاظ على هويتنا الثقافية الأصيلة، ولغتنا العربية الشريفة، هويتنا الثقافية هي مرآة تعكس تاريخنا وحضارتنا وقيمنا، وعمود هذه الهوية لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، لغة الضاد، التي بها نفكر، وبها نتواصل، وبها نعبر عن ذواتنا، فهل يرضى محب لوطنه أن يرى لغته تضعف، وأن تهجر كلماتها، وأن يستولي عليها الأجنبي؟ إن الاعتزاز بلغتنا واستخدامها الصحيح، وتشجيع أبنائنا على تعلمها وإتقانها، هو جزء لا يتجزأ من حب الوطن، إن الحفاظ على ثقافتنا ولغتنا هو صون لتراث الأجداد، وبناء لمستقبل الأبناء.
واعلموا أن من صور حب الوطن العملية المساهمة في بناء اقتصادنا الوطني، فاقتصاد الوطن هو عصب الحياة، وقاطرة التنمية، فكل جهد يبذله الواحد منا في عمله، كل إخلاص في وظيفته، كل إتقان لمهنته، يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، شراء المنتجات المحلية، دعم الصناعات الوطنية، تشجيع الاستثمار، محاربة الفساد، كلها خطوات عملية تعزز من قوة اقتصادنا، وتوفر فرص العمل لأبنائنا، وتمكن بلدنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم، إن الجندي الذي يدافع عن وطنه، والعامل الذي يخلص في صنعته، والتاجر الذي يتحرى الأمانة في بيعه، كلهم جنود في سبيل بناء هذا الوطن ورفعته، ولقد قال الله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، فهي دعوة إلهية للعمل والإتقان، وما أعظم أن يكون عملنا في خدمة الوطن وصالح الناس.
فلنتق الله أيها الأحبة، ولنجعل من حب الوطن دافعا لنا للعمل الصالح، وللحفاظ على كل ما يخصه، ليكن كل واحد منا حصنا منيعا يحافظ على ممتلكات وطنه، ولسانا فصيحا يدافع عن لغته، ويدا عاملة تسهم في بناء اقتصاده.
اللهم انثر في بلادنا مصر بساط الرزق والعافية
واهدنا سبل السلام والأمان والإكرام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موعد رأس السنة الهجرية 1447.. متى تستطلع دار الإفتاء هلال شهر المحرم
موعد رأس السنة الهجرية 1447.. متى تستطلع دار الإفتاء هلال شهر المحرم

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

موعد رأس السنة الهجرية 1447.. متى تستطلع دار الإفتاء هلال شهر المحرم

يترقب المسلمون في مصر والعالم الإسلامي حلول العام الهجري الجديد 1447، مع اقتراب غرة شهر المحرم، أول شهور السنة الهجرية. ومن المقرر أن تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر المحرم مساء الأربعاء الموافق 29 من ذي الحجة 1446 هجريًا، الموافق 25 يونيو 2025 ميلاديًا، لتحديد بداية السنة الهجرية الجديدة. وستُجرى عملية استطلاع الهلال من خلال لجان دار الإفتاء الشرعية والعلمية المنتشرة في محافظات الجمهورية، بالتنسيق مع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وذلك باستخدام أحدث الوسائل العلمية والبصرية لضمان دقة الرؤية. وبحسب الحسابات الفلكية، من المتوقع أن يكون يوم الخميس 26 يونيو 2025 هو أول أيام شهر المحرم وبداية السنة الهجرية 1447، إلا أن الموعد الرسمي سيُعلن بعد نتائج الرؤية الشرعية مساء الأربعاء. ويُعد شهر المحرم من أعظم شهور الله الحُرم، وله مكانة خاصة في الإسلام، وقد اختاره الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليكون بداية التقويم الهجري، بعد مشاورة الصحابة الذين أجمعوا على أن الهجرة النبوية كانت الحدث الأبرز في تاريخ الدولة الإسلامية، فبدأت منها السنة الهجرية.

بالتنسيق مع طهران وتزامناً مع الهجمات الإيرانية.. الحوثيون يعلنون استهداف يافا
بالتنسيق مع طهران وتزامناً مع الهجمات الإيرانية.. الحوثيون يعلنون استهداف يافا

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

بالتنسيق مع طهران وتزامناً مع الهجمات الإيرانية.. الحوثيون يعلنون استهداف يافا

اعتراض صاروخ، قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن، من مدينة عسقلان، إسرائيل، 3 يونيو/حزيران 2025. رويترز قالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران اليوم الأحد إنها استهدفت مدينة يافا في وسط إسرائيل بعدة صواريخ باليستية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالتنسيق مع طهران، في ظل استمرار تبادل الهجمات الصاروخية بين البلدين. وتشن الجماعة هجمات على إسرائيل، تم اعتراض معظمها، في ما تصفه بأنه دعم للفلسطينيين في غزة خلال الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هناك. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن إسرائيل تتعرض لهجوم مركب بصواريخ من إيران واليمن وطائرات مسيرة. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن تم تنسيقه مع وصول أسراب من المسيرات إلى منطقة تل أبيب الكبرى. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن إسرائيل تتعرض لهجوم واسع ومزدوج بالمسيرات والصواريخ. وجاء الهجوم الجديد في وقت أعلن زعيم أنصار الله الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، تأييده الرد الإيراني على إسرائيل، متوعدا تل أبيب بـحرب مفتوحة ومستمرة. جاء ذلك في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة مساء أمس السبت. وتأتي تصريحات الحوثي ضمن سلسلة مواقف مسؤولين في الجماعة اليمنية، تندد بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وتدعم حق طهران في الرد. وقال الحوثي 'نحن في اليمن نؤيد الرد الإيراني على العدو الإسرائيلي وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع، ورأى أن أي بلد إسلامي يدخل في مواجهة مع العدو الإسرائيلي، فإن المسؤولية والمصلحة الحقيقية للأمة هي في مساندته وتأييد موقفه'. وتعهد الحوثي، باستمرار اليمن في دعم وإسناد قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية منذ أكثر من 20 شهرا، ونصرة الشعب الفلسطيني. ووصف الحوثي، العدوان الإسرائيلي على إيران بأنه مكشوف، وبلطجي، ووقح، وظالم، وإجرامي ولا يراعي أي اعتبارات. وأشار إلى أن تل أبيب استهدفت قادة عسكريين إيرانيين وعلماء في المجال النووي وأبناء الشعب الإيراني، كما استهدفت في خطوة عدوانية خطِرة جدا منشأة نووية دون أن تبالي بما قد يحدث نتيجة لذلك من تلوث إشعاعي نووي. من جانبه قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد، 'بينما يترنح العدو تحت وقع الضربات المسددة يلجأ إلى الكذب لصنع نصر وهمي'. محاولة اغتيال وفي وقت سابق أمس السبت، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت عملية اغتيال في اليمن. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله، إنه إذا نجحت العملية في اليمن فستكون بالغة الأهمية. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع، إن إسرائيل حاولت اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة في جماعة أنصار الله (الحوثيون) محمد عبد الكريم الغماري. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني، قوله إنه إذا نجحت الضربة في اليمن فالأمر دراماتيكي حسب وصفه. وأضافت أن إسرائيل تعمل في كل من إيران واليمن تزامناً مع انطلاق صفارات الإنذار في إسرائيل بسبب الموجة الجديدة من الصواريخ الإيرانية. ونقلت عن مصدر أمني، إن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات في اليمن وإيران في وقت واحد. ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته 'الأسد الصاعد'، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية سمتها 'الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن سبعا، ما أدى بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات. والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من 'حرب الظل' التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران بالتفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.

استعدّوا لنعيم قاسم الإيراني
استعدّوا لنعيم قاسم الإيراني

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

استعدّوا لنعيم قاسم الإيراني

يبدو المشهد الحالي في إيران في خضم هذه الحرب المفتوحة بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية كأنّنا نشاهد الحرب نفسها التي دارت في لبنان ولا تزال. حتى أن عملية اغتيال القادة الايرانيين يوم الجمعة تشبه تماماً اغتيال القادة الكبار في "حزب الله" والذين سبقوا الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله إلى مغادرة هذه الدنيا. كأن هناك تماثلاً أو تكراراً لهذا المشهد الذي يتلاحق اليوم في إيران بعد حدوثه في لبنان. قارن البعض بين شخصية نصر الله وبين شخصية المرشد الإيراني علي خامنئي. ويعبّر كل من الرجلين عن عمق إيديولوجي، وتالياً يتمسكان بالأفكار حتى النهاية. هذا ما حصل مع نصرالله حتى اللحظات الأخيرة من حياته، بعدما وصلت الحرب بين "الحزب" وإسرائيل إلى مستويات تشير إلى أن الطريق العودة من هذه الحرب قد سدّت. لكن نصر الله لم يستطع الاستدارة فيتحوّل في سلوكه بما يلاقي هذه التغييرات. وهو أصلاً عندما ذهب إلى حرب الإسناد، ذهب إلى طريق مسدود والتي أثبتت الأيام أنّها فعلاً الطريق التي قادت "حزب الله" إلى الانهيار. كان نصرالله يشبه خامنئي، وليس العكس. ذهبت بالأمس نسخة صورة خامنئي في لبنان، وبقيت اليوم الصورة الأصلية في طهران. ويظهر من سلوك المرشد الإيراني أنه رجل ثابت في معتقده وثابت على طريقه منذ أن خلف الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية. وفي كل المراحل التي تلت غياب الخميني، كان خامنئي يدير السلطة في إيران على قاعدة إيديولوجية. فلا يستطيع الانفتاح ليس على الحاضر فحسب وإنّما أيضاً على المستقبل. أتت هذه الأحداث الأخيرة، وخصوصاً بعد كل ما جرى لكل مشروع إيران، سواءً في الداخل أو الخارج، لتظهر ان ما يحاول خامنئي القيام به هو فقط تحسين ظروف استمرار نظام الملالي، وليس من أجل إعادة النظر فيه. وهذا ما حصل معه خلال ملاقاته هذه التغييرات التي أتت تقريباً على المشروع الإيراني الخارجي والذي توّج بانهيار النظام الحليف في سوريا. واليوم حان وقت الحساب مع المشروع نفسه داخل بلاد فارس. يمثل تقرير فرناز فسيحي في الـ "نيويورك تايمز" حول اليوم الأول من الحرب التي شنتها إسرائيل على ايران، وثيقة ستبقى مستنداً لتتبع تطورات هذه الحرب. وجاء في التقرير: "في رسائل نصية خاصة تمت مشاركتها مع صحيفة نيويورك تايمز، كان بعض المسؤولين يسألون بعضهم البعض بغضب: "أين دفاعنا الجوي؟" و "كيف يمكن لإسرائيل أن تأتي وتهاجم أي شيء تريده، وتقتل كبار قادتنا، ونحن غير قادرين على إيقافه؟". كما شككوا في الإخفاقات الاستخباراتية والدفاعية الكبيرة التي أدت إلى عدم قدرة إيران على رؤية الهجمات القادمة والأضرار الناجمة عنها". يضيف التقرير : "وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي تم نقله إلى مكان آمن لم يكشف عنه حيث ظل على اتصال مع كبار المسؤولين العسكريين المتبقين في خطاب متلفز إن إسرائيل أعلنت بهجماتها الحرب على إيران. وبينما كان يتحدث متعهداً بالانتقام والعقاب، شنت إيران عدة موجات من الهجمات الصاروخية على تل أبيب والقدس". وتابع التقرير: "في وقت سابق من صباح الجمعة، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو مجلس مكوّن من 23 شخصاً مسؤولاً عن قرارات الأمن القومي، اجتماعاً طارئاً لمناقشة كيفية استجابة البلاد. في الاجتماع، قال السيد خامنئي إنّه يريد الانتقام لكنّه لا يريد التصرّف على عجل، وفقاً لمسؤولين مطّلعين على المناقشات. وقال أحد أعضاء الحرس الثوري الذي تمّ إطلاعه على الاجتماع إن المسؤولين فهموا أن السيد خامنئي واجه لحظة محورية في ما يقرب من 40 عاماً في السلطة: كان عليه أن يقرر بين التحرك والمخاطرة بحرب شاملة يمكن أن تنهي حكمه، أو الانسحاب، وهو ما سيتمّ تفسيره محلياً ودولياً على أنه هزيمة". وخلص تقرير الصحيفة الأميركية الى إيراد ما قاله علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "لا يواجه خامنئي خيارات جيدة. إذا صعّد، فإنه يخاطر بدعوة هجوم إسرائيلي أكثر تدميراً يمكن أن تنضم إليه الولايات المتحدة. إذا لم يفعل ذلك، فإنه يخاطر بتفريغ نظامه أو فقدان السلطة ". وفي سياق متصل، تشير معلومات في لبنان وهي تنطلق من مصادر مواكبة عن كثب للأحداث في إيران الى أن النظام الذي أسّس الخميني لم يحن وقت سقوطه بالكامل. لكن، وتبعاً للمقارنة بين ما يحصل في إيران اليوم بعدما حصل ولا يزال في لبنان يلوح احتمال أن خامنئي لا يستطيع أن يبقى على رأس نظام يشبه سفينة التيتانيك التي غرقت في المحيط. وقبل أن تغرق هذه السفينة، وهذا ما حصل في لبنان، غرق القبطان نفسه أي نصرالله. نحن نتحدث اليوم عن تبديل القيادة في إيران وليس عن تبديل النظام. وهنا ينفتح الأفق على هذا السؤال: هل ستكون إيران على موعد مع مرشد جديد لنسمّيه نعيم قاسم الإيراني على غرار نعيم قاسم اللبناني؟ في نهاية المطاف يقول "حزب الله" أنّه بقى حتى بعد رحيل نصرالله وبإمكان أيضاً النظام الإيراني أن يقول إنه سيبقى حتى لو غاب خامنئي؟ أحمد عياش - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store