logo
أخبار العالم : شم النسيم: ما هي قصة أقدم "عيد ربيع" يحتفل به المصريون منذ آلاف السنين؟

أخبار العالم : شم النسيم: ما هي قصة أقدم "عيد ربيع" يحتفل به المصريون منذ آلاف السنين؟

الاثنين 21 أبريل 2025 12:15 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
صورة لرجل مصري قديم يصطاد الطيور البرية بعصا الرمي، تعود إلى نحو عام 1350 قبل الميلاد، وهي جزء من لوحة جدارية من مقبرة نب آمون، إحدى مقابر الأسرة الثامنة عشرة.
Article information Author, وائل جمال
Role, بي بي سي نيوز عربي
قبل 3 ساعة
شهدت مصر القديمة أعياداً دينية واجتماعية وزراعية، اختلطت شعائرها الاحتفالية بطقوس خاصة ميّزتها عن سائر حضارات الشرق القديم، منها أعياد اندثرت لأسباب تاريخية ودينية، وأخرى كُتبت لها الحياة في ذاكرة المصريين حتى الآن كعيد "شم النسيم"، الذي يحتفل به المصريون منذ نحو 4700 عام.
يأتي عيد شم النسيم على قائمة الأعياد الزراعية في مصر القديمة، والذي اصطبغ بمرور الوقت بصبغة اجتماعية ذات صلة بالطبيعة، كما يتضح من اسمه "شمو" في اللغة المصرية القديمة، بالكتابة الهيروغليفية، وهي نفس الكلمة التي أطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، وتحمل أيضاً معنى "الحصاد"، ثم تحولت الكلمة إلى "شم" في اللغة القبطية، التي تعد مرحلة متأخرة من الكتابة المصرية القديمة، لكن بأحرف يونانية.
في حين يرى بعض المتخصصين في اللغة المصرية القديمة أن تسمية "شم النسيم" تنطوي على تركيب لغوي كامل في اللغة المصرية القديمة هو "شمو (حصاد)- إن (ال)- سم (نبات)"، في دلالة واضحة على عدم تحريف الاسم المصري الأصلي بإدخال كلمة "نسيم" العربية، التي يعرّفها المعجم بأنها "ريح لينة لا تحرك شجراً"، للإشارة إلى اعتدال الجو وقدوم فصل الربيع.
واختلف العلماء في تحديد بداية واضحة ودقيقة لاحتفال المصريين بعيد "شم النسيم"، فمنهم من رأى أن الاحتفال بدأ في عصور ما قبل الأسرات، بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم، ورأى آخرون أنه يرجع إلى عام 4000 قبل الميلاد.
واستقر أغلب الرأي على اعتبار الاحتفال الرسمي بعيد "شم النسيم" في مصر قد بدأ عام 2700 قبل الميلاد، مع نهاية عصر الأسرة الثالثة وبداية عصر الأسرة الرابعة، وإن كانت هذه الآراء لا تنفي ظهوره في فترة سابقة ولو في شكل احتفالات غير رسمية.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جدارية تظهر رحلة نهرية، بمعبد عبادة أوزوريس، الأسرة الثامنة عشرة، من مقبرة سنفر
قسّم المصري القديم فصول السنة، التي أطلق عليها كلمة "رنبت"، إلى ثلاثة فصول فقط، ارتبطت بالدورة الزراعية التي اعتمدت عليها حياته بالكامل وهي: فصل الفيضان الذي أطلق عليه "آخت"، وهو يبدأ من شهر يوليو/تموز، وفصل بذر البذور "برت"، ويبدأ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وفصل الحصاد "شمو" الذي يبدأ في شهر مارس/آذار.
لم تكن حياة المصري قديماً مقصورةً على إقامة الشعائر الدينية، مجرّدةً من أي استمتاع بمباهج الحياة ونشر روح البهجة، فقد حرص في أكثر من مناسبة على تأكيد مفهوم البهجة في نقوشه ونصوصه الأدبية، كهذا المقتطف الذي يُطلق عليه "أناشيد الضارب على الجنك".
يُظهر هذا المقتطف، الذي قدمته العالمة الفرنسية كلير لالويت، للنص المصري القديم، في دراستها "نصوص مقدسة ونصوص دنيوية"، قَدْر تمسك المصري بكل ما يشع بهجة للإنسان في حياته وفي محيط أسرته، إذ يقول: "اقضِ يوماً سعيداً، وضع البخور والزيت الفاخر معاً من أجل أنفك، وضع أكاليل اللوتس والزهور على صدرك، بينما زوجتك الرقيقة في قلبك جالسة إلى جوارك".
ويضيف النص: "فلتكن الأغاني والرقص أمامك، واطرح الهموم خلفك. لا تتذكر سوى الفرح، إلى أن يحلّ يوم الرسو في الأرض التي تحب الصمت".
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جدارية لحصاد القمح رمز الخير تعود إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد
اعتبر المصريون القدماء عيد "شم النسيم" بعثاً جديداً للحياة كل عام، تتجدد فيه الكائنات وتزدهر الطبيعة بكل ما فيها، كما اعتبروه بداية سنة جديدة "مدنية"، غير زراعية، يستهلون به نشاطهم لعام جديد.
وكانت الزهور وانتشار الخضرة بشيراً ببداية موسم الحصاد، فكانوا يملأون مخازن الغلال بحصاده، ويقدّمون للإله الخالق، خلال طقوس احتفالية، سنابل القمح الخضراء، في دلالة رمزية على "الخلق الجديد" الدال على الخير والسلام.
وحمل عيد "شم النسيم" طابع الاحتفال الشعبي منذ عصور قديمة للغاية، سجّلها المصري في نقوشه على جدران مقابره، ليخلّد ذكرى نشاطه في ذلك اليوم، فكان الناس يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للتريّض، والاستمتاع بالزهور والأخضر على الأرض، حاملين صنوف الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة دون غيرها.
وحافظ المصريون على هذه الطقوس آلاف السنين حتى الآن، في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن.
"طقوس الطعام"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جدارية لمقبرة مصرية من طيبة، الأقصر، يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد
دأبت النقوش المصرية على تصوير مناظر تبرز موائد وأطعمة كثيرة، تتسم بالبذخ أحياناً من نصيب الطبقات العليا في المجتمع المصري، أمثال الوزراء والكهنة وكبار الموظفين وأصحاب الأراضي، أما عامة الشعب فكانوا ينتظرون الأعياد والمناسبات الاحتفالية لتناول كل ما لذ وطاب لهم من مأكل ومشرب في حدود الإمكانات.
وحرص المصري القديم على أن تضم قائمة طعامه في "شم النسيم" عدداً من الأطعمة التي لم يكن اختيارها محض عشوائية أو صدفة بحتة، بل كانت تحمل مدلولاً دينياً وفكرياً ارتبط بعقيدته خلال احتفاله بالمناسبة، من بينها أطعمة أساسية كالبيض، والسمك المملح (الفسيخ)، والبصل، والخس، والحمّص الأخضر (الملانة).
وترمز البيضة إلى "التجدد وبداية خلق جديد" في العقيدة الدينية المصرية، فهي منشأ الحياة، وقناة خروج أجيال من الكائنات، وأصل كل خلق، ورمز كل بعث.
أطلق المصري على البيضة كلمة "سوحت"، وذكرها في برديات الأدب الديني القديم عندما اعتقد أن الإله "خلق الأرض من صلصال في هيئة بيضة، ودب فيها الروح، فبدأت فيها الحياة"، لذا كانوا يقدمون البيض على موائد القرابين لدلالته الرمزية والدينية على حد سواء.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جزء من جدارية من الأسرة الثامنة عشرة، حوالي 1350 قبل الميلاد، تصور بركة مليئة بالبط، وزهور اللوتس، وأسماك البلطي، وتنمو نباتات البردي على الحواف، ويحيط بالبركة أشجار النخيل، ونخيل الدوم، وشجيرات أخرى
كما تظهر أهمية البيضة في هذا المقتطف من أنشودة أخناتون، التي يمتدح فيها الإله، نقلاً عن الترجمة الفرنسية التي قدمتها لالويت للنص المصري القديم: "أنت الذي يهب الحياة للابن في بطن أمه، وتخفف روعها وتجفف دموعها، وتمده بالغذاء في بطن أمه، واهباً الهواء لتحيا به جميع المخلوقات، وعند نزوله في يوم ولادته، تفتح فمه وتمنحه احتياجاته".
ويضيف النص: "الفرخ في العش يزقزق في بيضته، لأنك أنت من الآن تمنحه من خلالها نسمات تعطيه الحياة، وتشكّله بالكامل، ليتمكن من تحطيم قشرة البيضة، ويخرج يزقزق سائراً على رجليه".
كما نُسب إلى الإله "بتاح" أنه خالق البيضة التي أخرجت الشمس، بحسب العقيدة المصرية القديمة، فكانت البيضة رمزاً للشمس المتجددة كل يوم ومبعث الحياة كلها، وكان المصري ينقش على البيضة أمنياته الخاصة، ويضعها في سلة مصنوعة من سعف النخيل، ليحظى بإطلالة نور الإله عند إشراقه متجسداً في نور الشمس في يوم العيد كل عام.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جدارية لعملية اصطياد أسماك من مقبرة "مننا" التي تعود إلى أحد النبلاء - الأسرة الثامنة عشرة
كما حرص المصري على تناول السمك المملح (المعروف حالياً بالفسيخ) في هذه المناسبة مع بداية تقديسه نهر النيل، الذي أطلق عليه "حعبي" بدءاً من عصر الأسرة الخامسة، فضلاً عن ارتباط تناوله بأسباب عقائدية تنطوي على أن الحياة خُلقت من محيط مائي أزلي لا حدود له، خرجت منه جميع الكائنات، أعقبه بعث للحياة ووضع قوانين الكون.
وبرع المصريون في صناعة السمك المملح، وكانوا يخصصون لصناعته أماكن أشبه بالورش كما يتضح من نقش في مقبرة الوزير "رخ-مي-رع" في عهد الأسرة 18، وتشير بردية "إيبرس" الطبية إلى أن السمك المملح كان يوصف للوقاية والعلاج من أمراض حمى الربيع وضربات الشمس.
وأَوْلى المصريون أهمية كبيرة لتناول نبات البصل، الذي أطلقوا عليه اسم "بصر"، خلال الاحتفال بعيد "شم النسيم" اعتباراً من عصر الأسرة السادسة، لارتباطه بأسطورة قديمة تحدثت عن شفاء أمير صغير من مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه، وكان البصل سبباً في الشفاء بعد أن وُضع النبات تحت وسادة الأمير، واستنشقه عند شروق الشمس في يوم وافق احتفال المصريين بعيد "شم النسيم" فكُتب له الشفاء، فأصبح تقليداً حافظ عليه المصريون حتى الآن.
كما حمل تناول المصري القديم لنبات الخس في هذه المناسبة دلالة رمزية وعقائدية أخرى، لارتباط هذا النبات بالإله "مين"، إله الخصوبة والتناسل، وأشارت بردية "إيبرس" الطبية إلى فائدة تناوله كعلاج لأمراض الجهاز الهضمي.
أما الحمّص الأخضر، المعروف باسم "الملانة"، فقد عرفته عصور الدولة القديمة، وأطلق عليه المصريون اسم "حور-بك"، وكان يحمل دلالة عقائدية على تجدد الحياة عند المصري، لأن ثمرة الحمّص عندما تمتليء وتنضج، ترمز عنده لقدوم فصل الربيع، فصل التجدد وازدهار الحياة.
"بقاء لا نهاية له"
صدر الصورة، Getty Images
نقل المصريون قديماً الاحتفال بعيد الحصاد، "شم النسيم"، وطقوسه إلى حضارات الشرق القديم في عهد الملك تحوتمس الثالث (1479-1425 قبل الميلاد) وفتوحاته العسكرية، التي أسهمت في توسع الإمبراطورية المصرية جغرافياً، وخروجها بعيداً عن نطاق حدود الدولة المصرية، ونشر عادات وتقاليد مصرية غريبة عن هذه الحضارات، فكُتب لها الاستمرار وإن حملت أسماء مختلفة.
وروجت مصر عقائدها واحتفالاتها بنفس الفكر العقائدي المحلي، كما حمل عيد الحصاد نفس مفهوم تجدد الحياة وبداية الخلق كل عام في حضارات الشرق القديم، واعتبرته شعوب تلك الحضارات بداية لسنة جديدة لبعث الحياة، كما حدث في الحضارات البابلية والفارسية والفينيقية.
ويعتبر عيد "شم النسيم" الاحتفال الوحيد الذي جمع المصريين بمختلف عقائدهم الدينية منذ آلاف السنين، دون أن يلبس ثوباً عقائدياً على الإطلاق، فالمشهد التاريخي في مصر يُؤْثر التصورات الذهنية التي غالبت الأيام، بعد أن ظلت أرضها المركز الأول لكل حياة، حياة الآلهة وحياة البشر، فكل شئ ينطلق انطلاقاً من هذا المكان.
وتقول لالويت عن الفكر المصري قديماً: "تغلغل الإيمان إلى أعماق أعماق هذا الشعب، فكان الكون بأكمله بمختلف عناصره: أحياءً أو جماداً، بشراً أو حيواناتٍ، كوناً إلهياً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسبوع القاهرة للصورة يحتفي بنجوم الدراما في «موسم من مسلسلاتنا»
أسبوع القاهرة للصورة يحتفي بنجوم الدراما في «موسم من مسلسلاتنا»

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ 19 ساعات

  • أخبار اليوم المصرية

أسبوع القاهرة للصورة يحتفي بنجوم الدراما في «موسم من مسلسلاتنا»

في احتفاء بنجوم الدراما المصرية، أقيم معرض "موسم من مسلسلاتنا" ضمن فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة (CPW) الذي نظمته فوتوبيا تحت شعار "اكتشاف المشهد"، برعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الثقافة. وقدم المعرض مجموعة من البوسترات لأهم الأعمال الدرامية التي عرضت في السنوات الأخيرة وبورتريهات للنجوم المشاركين فيها مثل رسالة الإمام محمد ابن إدريس الشافعي، إخواتي، ومسار إجباري، ومفترق طرق، ساعته وتاريخه، وغيرها من الأعمال الدرامية التي التُقطت بعدسة عائشة الشبراوي وأحمد هيمن، في تحية بصرية لصناعة الدراما المصرية ونجومها. وقالت المصورة عائشة الشبراوي إن فكرة المعرض تعود إلى مروة أبو ليلة، مؤسس أسبوع القاهرة للصورة، مشيرة إلى أنها اختارت الأعمال المشاركة بالتعاون مع هبة معاذ- منسقة المعرض- من بين العديد من بوسترات الأعمال الدرامية التي تستحق تسليط الضوء عليها، وحرصت على أن تكون كل صورة تمثل روح العمل الفني. وأضافت "الشبراوي" أن "موسم من مسلسلاتنا" المعرض الأول لها منذ ثماني سنوات، مشيرة إلى سعيها الدائم لالتقاط إحساس الشخصية وروحها من خلال الصورة، مؤكدة أن المخرجين أصبحوا يولون أهمية كبيرة للبُوستر كواجهة أولى للعمل قبل طرحه للجمهور. وأكد المصور أحمد هيمن على حرصه أثناء العمل على إظهار "روح الشخصية" التي يقدمها الفنان، بحيث تعكس الصورة طبيعة العمل الفني نفسه، مشيرًا إلى أنه يخوض عدة جلسات عمل مع فريق العمل والمخرج، ويقرأ السيناريو جيدًا قبل تنفيذ البوستر للوصول إلى الشكل النهائي الذي يخدم الرؤية الفنية. وأضاف "هيمن" أن منسقة المعرض هبة معاذ كانت مسؤولة عن اختيار أماكن العرض وتنسيق الصور والإضاءة، إلى جانب اختيار الفكرة العامة للمعرض، وأنه إلى جانب عرض أعماله في المعرض فهو يشارك في عدد من الفعاليات والجلسات النقاشية خلال أسبوع القاهرة للصورة. من جانبها، أوضحت منسقة المعرض هبة معاذ أن مروة أبو ليلة مؤسس فوتوبيا كانت ترغب في عرض بوسترات الأعمال القديمة كنوع من التحية والتقدير لهذه الأعمال، لكن بعد لقاء الفنانين، تبيّن وجود غنى بصري واضح في بوسترات الدراما الحديثة أيضًا، مما أتاح فرصة للاحتفاء بكليهما. وأضافت أن المصورَين عائشة الشبراوي وهيمن يُعدّان من أبرز الأسماء في هذا المجال، ولهما بصمة واضحة في عالم التصوير الفني. وأشارت "معاذ" إلى أن اختيار الأعمال المعروضة تأثر بمساحة المكان المتاحة، ما استدعى تنسيقًا دقيقًا بين الأعمال، فتم تقسيم المساحة بين الشبراوي وهيمن، مع الحرص على تقديم "حكاية بصرية" متكاملة، وليس فقط عرض البوسترات كصور ثابتة، مؤكدة على أهمية مكان العرض والإضاءة في إبراز الأعمال، حيث تُعد هذه العناصر من العوامل الحاسمة في نجاح تجربة الزائر داخل المعرض. يذكر أن الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة، ضمت أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، والمؤسسات الدولية مثل World Press Photo ، Vogue، national geographic و Getty Images وذلك في 14 موقعا بمنطقة وسط البلد، كما يستضيف أسبوع القاهرة للصورة خلال فعالياته أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروض توضيحية مباشرة بمشاركة خبراء وفنانين عالميين بالتعاون مع عدد من السفارات منها الهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والسويسرية والدانماركية والمركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.

جمال حسان: المتحف المصرى الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء (خاص)
جمال حسان: المتحف المصرى الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء (خاص)

الدستور

timeمنذ 19 ساعات

  • الدستور

جمال حسان: المتحف المصرى الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء (خاص)

مع بدء العد التنازلي، لاستقبال العالم لهدية مصر في القرن الحادي والعشرين، يترقب المصريون والعالم معهم، افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يعيد السياحة المصرية في صدارة الوجهات السياحية الأكبر في العالم. وتحدثت الكاتبة الكبيرة، جمال حسان، في تصريحات لـ 'الدستور'، حول ما يمثله المتحف المصري الكبير في الترويج لمصر كواجهة سياحية، وقبلة لأنظار العالم، فضلا عن عرض المئات من القطع الأثرية حبيسة المخازن. جمال حسان: المتحف المصري الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء واستهلت 'حسان' حديثها مشيرة إلى: 'نحن بصدد حدث عالمى بامتياز مع افتتاح صرح عظيم يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء فى بلد فجر الضمير من المعابد الراسخة فى أرجاء مصر وحتى السد العالى فى العصر الحديث". وأضافت: 'فرحة مستحقة وامتنان لله عز وجل بإنجاز هذا الحلم ليكون المتحف المصري الكبير أكبر متحف فى العالم ويضم كنوز البلد التى أبدعها المصريون من عصر الأسرات والعصر اليونانى والرومانى، هذا التراث التاريخى جزء لايتجزأ من الهوية الوطنية والشخصية المصرية وشاهد فعلي على أن المصريين بناة حضارة وليس هدم عبر العصور'. المتحف المصري الكبير إضافة جديدة لحفظ تراثنا المادى وأضافت 'حسان': 'كذلك فإنه إنجاز ذو دلالة على تصميم وإرادة القيادة السياسية ومؤسسات الدولة كافة للمضى فى إتمام هذا المشروع الكبير رغم الظروف التى عانت منها مصر فى السنوات الماضية، كما أنه يعتبر إضافة جديدة لحفظ تراثنا المادى بأحدث التقنيات الرقمية بشكل دقيق والحفاظ عليه للأجيال القادمة والعالم'. وتابعت: 'زرت المتحف وانبهرت، تحفة معمارية تبقى فى الذاكرة طويلا وكأنه هرم آخر يضيف سحرا جاذبا لمنطقة الأهرام العريقة، يختلف فى تصميمه تماما عن أي متحف من المتاحف التى زرتها وفى كافة التفاصيل يعبر عن الفخر والاعتزاز بما يضمه من كنوز تعرض فى أبهى صورة'. المتحف المصري الكبير تعظيم الواجهة السياحية لمصر واستطردت: "كان برفقتي عدد من الزوار الأجانب ورغم الشغف بالزيارة فلم نتمكن من الطواف إلا بجزء بسيط من المقتنيات المعروضة، لاحظنا أن القاعات فسيحة مفتوحة فى تدرج من أسفل لأعلى فلا تشعر بأى إزدحام والإضاءة رائعة ومتناسقة مع المساحات وهناك شاشات إرشادية وممرات وأسانسيرات لإحتياجات الصغار والكبار، أيضا لفت نظرى إلزام لأى مرشد سياحى معه أكثر من أربعة أفراد بأن يستخدم سماعات الأذن الشخصية معهم فلا إزعاج للآخرين. أما صالة بيع الهدايا للزوار فكانت ممتازة بتنوع التحف العينية والعاملين على مستوى راق ومهذب، المنطقة المحيطة شهدت تغيرات كثيرة لرفع كفاءتها كى تليق بالحدث الكبير وتعظيم الواجهة السياحية لمصر ومن المتوقع أن يكون لاحتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير تأثير ملحوظ على زيادة أعداد السياح فى الفترة القادمة.

أخبار العالم : الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية
أخبار العالم : الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية

الثلاثاء 20 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Article information Author, محمد همدر Role, بي بي سي نيوز عربي قبل 3 ساعة ماذا ستفعل لو وجدت نفسك وحيداً في عالَمٍ يغرق؟ ماذا لو خسرت أحباءك ومنزلك وكل ما تملك، وسرت تائهاً بلا وجهة، والمياه تغمر كل شيء؟ ما الذي سيحلّ بنا عندما يأتي الطوفان؟ يدفعنا فيلم الرسوم المتحركة "فلو" إلى طرح هذه الأسئلة، وإلى تخيّل سيناريو ما بعد الكارثة. الفيلم الذي أخرجه اللاتفي غينتس زيلبالوديس، وشارك في كتابته وإنتاجه مع ماتيس كازا، يخلو من أي حوار. يحكي قصة هرّ أسود اسمه فلو، يحاول النجاة من طوفانٍ يجتاح العالم، برفقة مجموعة من الحيوانات الهاربة، ويدعو إلى التفكير في تداعيات تغيّر المناخ على الأرض وسكانها. واعتمد المخرج في تنفيذ العمل على برنامج "بلندر" (Blender) لصناعة الرسوم المتحركة، وقرّر الاستغناء عن الحوار تماماً، فجاء تواصل الحيوانات بأصواتها الطبيعية، من دون أن تُسقَطَ عليها أي صفات أو سمات بشرية. هذا الخيار أضفى على الفيلم طابعاً واقعياً، وجعله متاحاً للجميع، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً أمام فهمه. عرض العمل لأول مرة في 22 أيار/مايو 2024 ضمن قسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي، ونال جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب جوائز عدّة أخرى، بينها جائزة سيزار الفرنسية عام 2025. وبدأ عرض الفيلم حديثاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان، والسعودية، والإمارات. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تمثال لشخصية الفيلم الرئيسية "فلو" في ريغا عاصمة لاتفيا كلّ شيء يغرق يخرج "فلو" من منزله وحيداً وخائفاً، بعد أن فقد الأمل في عودة أصحابه. المياه تغمر كلّ شيء، ومنسوبها يستمرّ بالارتفاع. لم يعد بإمكانه البقاء في منزله، عليه أن يهجره ويتحرّك وسط غابةٍ بدأت الفيضانات تجتاحها أيضاً. كلّ ما حوله يغرق ويختفي تحت الماء. الرياح تشتدّ، والمطر لا يتوقّف. الحيوانات الأليفة والبرّية تركض مسرعةً لتنجو، وتكاد تدهسه. في هذه اللحظات، لا أحد يفكّر سوى بالهرب والنجاة من الطوفان. تطفو أمامه جثث حيوانات نافقة، قتلها الفيضان. يتوقّع العلماء أن يشهد العالم مزيداً من الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص الفيضانات والحرائق، بوصفها من أبرز تداعيات تغيّر المناخ، التي ستصطحب معها ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وهبوب رياح عاتية، وهطول أمطار غزيرة. الفيضانات وارتفاع منسوب المياه سيقابلهما جفاف وندرة في الأمطار. هذان العاملان كفيلان بتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وبتهديد التنوع البيولوجي في أي مكان، بما في ذلك الكائنات النادرة المهدَّدة بالانقراض. صدر الصورة، التعليق على الصورة، في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي "فلو" بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي فلو بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. كلّ حيوان يحمل سلوكاً وأطباعاً مختلفة عن الآخر. عليهم الآن أن يعيشوا معاً، بعدما تداخلت عوالمهم: قندس، وصقر جديان، وقرد ليمور، وكلاب أليفة. بعد النجاة، يأتي هَمُّ الغذاء وهَمُّ المبيت. هذان العاملان، اللذان يؤمّنان الاستمرار والاستقرار، سيكونان أيضاً سبباً للنزاع بين الناجين. سيجد الناجون أنفسهم، بعد وقت، على متن سفينة مهجورة. ستكون وسيلة النجاة الوحيدة، ومنها ستبدأ الرحلة في عالم ضربته الكارثة، حيث غمرت المياه المعالم الطبيعية والمناطق السكنية، وما تبقّى من الحضارات والتاريخ. يذكّر هذا المشهد بسفينة نوح، سفينة النجاة التي حملت الناجين من الطوفان الكبير، كما يرد في الكتب المقدسة. ستبحر السفينة وسط الرياح الشديدة والمطر الغزير. وعلى متنها، ستتعلّم الكائنات المختلفة التكاتف والتعاون وبناء علاقات جديدة، كما ستُضطر لاكتساب مهارات مثل العوم، وصيد الأسماك، وقيادة السفينة. فهل سيتعاون البشر مع بعضهم البعض حين تحلّ الكارثة؟ صدر الصورة، التعليق على الصورة، الفيلم صامت ومصنوع ببرنامج بلندر المجاني للرسوم المتحركة سينما خضراء؟ تناولت السينما العالمية الكوارث الطبيعية في عدد كبير من الأفلام، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تركّز في الغالب على معاناة الأفراد في مواجهة الخطر، من دون التطرّق مباشرة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث. ومع تصاعد حملات التوعية حول تغيّر المناخ وتداعياته خلال العقود الأخيرة، بدأ بعض الكتّاب والمخرجين بمحاولة مقاربة هذه الأزمة من منظور أعمق، لا يكتفي فقط برصد النتائج، بل يحاول العودة إلى جذور المشكلة. يرى الناقد السينمائي إلياس دُمّر، في حديث مع بي بي سي عربي، أنّ هناك تحولاً واضحاً في المعالجة السينمائية خلال السنوات الأخيرة. يقول: "في السابق، كانت الكوارث الطبيعية تُقدَّم في الأفلام بوصفها أحداثاً خارقة أو ضرباً من القضاء والقدر، من دون التعمّق في الأسباب الجذرية مثل تغيّر المناخ. ركزت أفلام مثل Twister (الإعصار) الصادر عام 1996، وVolcano (بركان) الصادر عام 1997، على الإثارة والتشويق، ولم تتناول البُعد البيئي أو المناخي بشكل فعليّ". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، هِرٌّ هاربٌ مع عائلته من فيضانات الأرجنتين خلال الأيام الماضية يقول دمّر: "شهدنا عبر السنين، تحوّلاً تدريجياً في اللغة السينمائية تجاه المسؤوليّة البيئيّة. فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم The Day After Tomorrow (بعد غد)، الصادر عام 2004، من أوائل الإنتاجات الهوليوودية الكبرى التي ربطت بوضوح بين التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية، رغم ما وُجّه إليه من انتقادات تتعلق بالمبالغة العلميّة". أما فيلم Don't Look Up (لا تنظر إلى الأعلى)، الصادر عام 2021، فقدّم معالجة مجازية وساخرة سلّطت الضوء على اللامبالاة البشريّة تجاه التحذيرات العلميّة، سواء تعلّقت بالمناخ أو بغيره من المخاطر الوجوديّة. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، كايت بلانشيت، ميريل ستريب، وجنيفر لورنس. ويشير مّر إلى أنّ السينما الوثائقية تبدو أكثر حرية في تناول قضايا الواقع، بما في ذلك تغيّر المناخ، إذ إنها لا تخضع غالباً لشروط السوق أو لمعادلات الربح والخسارة، كما أنّ كلفتها الإنتاجية عادة ما تكون أقلّ. ومن بين الأمثلة التي يذكرها، الفيلم الوثائقي Before the Flood (قبل الطوفان)، الصادر عام 2016، من إنتاج ليوناردو دي كابريو بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يتناول التهديدات المناخية بلُغَة مباشرة. كما يلفت إلى فيلم An Inconvenient Truth (حقيقة غير مريحة)، الذي صدر عام 2006، وفاز بجائزتي أوسكار، ويعدّ - بحسب دمّر - مثالاً بارزاً على التناول الصريح لقضية تغيّر المناخ في السينما العالمية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، من الفيضانات في الولايات المتحدة هذا العام يقول إلياس دمّر إنّ "هناك حساسية أكبر تجاه قضايا البيئة بدأت تظهر في هوليوود، خاصة مع تصاعد ضغوط جماعات البيئة والمشاهير الناشطين، مثل ليوناردو دي كابريو وإيما طومسون". ويضيف: "شهدنا أيضاً اتجاهاً متنامياً في بعض المهرجانات السينمائية لتخصيص جوائز أو فئات خاصة بالأفلام البيئية، مثل مهرجان "كان" الذي منح مساحات أوسع للأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، أو مهرجان "صندانس" الذي دعم تجارب بيئية مستقلة". لكن، رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى دمّر أنّ السينما التجارية لا تزال "أسيرة منطق السوق، وبالتالي فإنّ الإنتاج البيئي المباشر لا يحظى غالباً بالزخم نفسه، ما لم يُغلّف بالإثارة أو يحظَ بنجوم كبار". ويتابع قائلاً إنّ هناك تحديات عدّة أمام السينما التي تتناول قضايا المناخ والبيئة. "أولها الجمود الجماهيري"، يوضح دمّر، "فالجمهور عموماً ينجذب إلى الترفيه أكثر من التوعية، ما يضع الأفلام البيئية في موقع صعب على المستوى التجاري". أما التحدي الثاني، بحسب دمّر، فيكمن في "تعقيد القضايا المناخية ذاتها؛ فمن الصعب تبسيط موضوع مثل الاحتباس الحراري أو تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بلغة سينمائية جذابة". ويشير أيضاً إلى أنّ "بعض الدول أو الجماهير لا تتقبّل بسهولة الرسائل التي تحمل نقداً ضمنياً للنظام الاقتصادي أو الصناعي، وهو ما يزيد من تعقيد استقبال هذا النوع من الأعمال". أما التحدي الثالث، فيتعلّق بـ"التحفّظات الإنتاجية"، إذ يميل العديد من المنتجين إلى تجنّب المواضيع الواقعية الثقيلة، خوفاً من عدم تحقيق عائدات مضمونة. ويرى دمّر أنّ الحلّ قد يكمن في "الدمج الذكي بين الترفيه والتوعية، عبر خلق شخصيات وقصص إنسانية تتقاطع مع الكوارث البيئية بشكل عاطفي وجذّاب". لكن المفارقة برأيه أنّ صناعة السينما نفسها من بين الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والوقود، وتخلّف أثراً بيئياً سلبياً، ما قد يتعارض مع الرسائل التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة. ومن هنا ظهر مصطلح "السينما الخضراء"، وهي مقاربة تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في مواقع التصوير. ويتابع دمّر: "التأثير البيئي لصناعة السينما لا يستهان به، بدءاً من استهلاك الطاقة، مروراً باستخدام الطائرات والشاحنات لنقل الطواقم والمعدّات". ويضيف: "للوصول إلى سينما خضراء، توصي العديد من طاولات النقاش منذ سنوات بتقليل عدد عناصر فرق الإنتاج، وتخفيض التنقّلات، والاعتماد على الطاقة النظيفة في مواقع التصوير، إضافة إلى إعادة تدوير الديكور والأزياء بدلاً من صناعتها من جديد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store