أحدث الأخبار مع #المصريون


البلاد البحرينية
منذ 6 ساعات
- البلاد البحرينية
أجمل الأماكن السياحية في مصر: التاريخ والطبيعة معًا
مصر تُعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، حيث تجمع بين التراث التاريخي العريق والجمال الطبيعي الساحر. تتميز بأماكن جذابة تخطف الأنفاس لكل من يحب الثقافة، التاريخ، والطبيعة. في هذا المقال، نستعرض أجمل الأماكن السياحية في مصر وأهم معالمها الشهيرة التي تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم. أهرامات الجيزة: أحد عجائب الدنيا السبع لا يمكن التحدث عن السياحة في مصر دون ذكر أهرامات الجيزة، فهي رمز الحضارة المصرية القديمة. بناء هذه الأهرامات دام لسنوات طويلة، ويُعتقد أنها بُنيت كقبور لملوك الفراعنة. أهرام خوفو، خفرع، ومنقرع تعتبر تحفة معمارية لا مثيل لها، وتُظهر براعة المصريين القدماء في الهندسة والبناء. التصميم الهندسي للأهرامات التصميم الهندسي للأهرامات يثير فضول العلماء حتى يومنا هذا. على الرغم من عدم توفر التكنولوجيا الحديثة في ذلك الوقت، فإن الطريقة التي صف بها المصريون القدماء الكتل الحجرية بدقة ملحوظة تثير الإعجاب. الدراسات العلمية تشير إلى أن وزن الكتل يصل إلى عشرات الأطنان، ومع ذلك تم نقلها وترصيفها بدقة مذهلة. أهمية موقع الأهرامات موقع الأهرامات في الجيزة ليس فقط استراتيجيًا ولكن أيضًا مرتبط بالتقاليد الدينية المصرية القديمة. الأهرامات بنيت بالقرب من نهر النيل، الذي كان يعتبر شريان الحياة للمصريين القدماء، ومع ذلك، اختيرت مواقعها أيضًا بناءً على الاتجاهات الفلكية المرتبطة بالشمس ونجمة الشمال. معبد الكرنك: أعظم معالم مصر القديمة معبد الكرنك يعتبر أكبر مجمع ديني في العالم القديم وموقعًا مميزًا يعبر عن القوة والاقتصاد في عصر الفراعنة. هذا المعبد يقع في مدينة الأقصر ويشمل عدة مبانٍ وأقسام مخصصة لعبادة الإله آمون رع. يتميز بالكثير من الأعمدة الضخمة والنقوش المعقدة التي تخبرنا قصصًا عن تأثيرات التاريخ المصري. الهندسة المعمارية الفريدة الهندسة المعمارية لمعبد الكرنك تُظهر تطور الهندسة في العصر الفرعوني، حيث تم استخدام أعمدة ضخمة لتأمين التوازن الهيكلي وتزيينها بحروف ونقوش رائعة تحكي قصص الفراعنة ومجدهم. تعتبر قاعة الأعمدة الكبرى إحدى أبرز أجزاء المعبد، حيث تحتوي على 134 عمودًا شاهقًا مصفوفة بشكل رائع. التقاليد الدينية في معبد الكرنك معبد الكرنك لم يكن مجرد موقع ديني، بل كان يُستخدم أيضًا لأغراض سياسية. زعماء الفراعنة يستخدمونه لتأكيد سلطتهم وشرعيتهم الإلهية أمام الشعب، وكانت الاحتفالات والإجراءات الدينية تجري في هذا الموقع لتعزيز نفوذهم على المجتمع. معبد الأقصر: قلب الحضارة المصرية القديمة معبد الأقصر هو واحد من أجمل المعالم السياحية في مصر ويُعد رمزًا بارزًا للحضارة المصرية القديمة. يقع على ضفاف نهر النيل ويشتهر بتماثيله الضخمة ونقوشه التاريخية. يُعتبر نقطة جذب مهمة للسياح الذين يريدون الغوص في التاريخ المصري. التصميم المميز للمعبد تصميم معبد الأقصر يبرز جمال الفنون المعمارية لدى المصريين القدماء. المدخل الكبير يُعرف ببوابة آمون، التي كانت تجمع بين الأعمدة العالية والتماثيل الضخمة، مما يعطي شعورًا بالعظمة والهيبة. إضافةً إلى ذلك، المعبد يحتوي على فناء واسع يعكس إبداع الهندسة القديمة. ارتباط المعبد بالمهرجانات القديمة معبد الأقصر ارتبط منذ القدم بمهرجان الأوبت، وهو واحد من أهم المهرجانات الدينية لدى المصريين القدماء. خلال هذا المهرجان، كانت التماثيل المقدسة تُنقل من الكرنك إلى الأقصر وسط احتفالات ضخمة تملأ الشوارع، مما يعكس أهمية المعابد في المناسبات الوطنية. قلعة قايتباي: تحفة معمارية على ساحل البحر قلعة قايتباي تقع في مدينة الإسكندرية، وهي واحدة من أشهر القلاع في مصر. بُنيت خلال القرن الخامس عشر على يد السلطان قايتباي للدفاع عن المدينة ضد الهجمات البحرية. تصميمها الرائع وموقعها على البحر الأبيض المتوسط يجعلانها واحدة من أجمل الأماكن السياحية. الدور الدفاعي للقلعة قلعة قايتباي لعبت دورًا مهمًا في حماية مدينة الإسكندرية خلال العصور الوسطى. بفضل موقعها على الساحل، كانت القلعة تُستخدم كمركز عسكري لمراقبة التحركات البحرية والدفاع ضد الهجمات المحتملة. حتى يومنا هذا، لا يزال تصميمها يعكس استراتيجية دفاعية متقدمة. الأنشطة السياحية في القلعة زيارة قلعة قايتباي لا تقتصر على الاستمتاع بمنظرها الخارجي، بل يمكن للزوار استكشاف غرفها الداخلية والمتحف الموجود داخلها. كما تُعتبر مكانًا مثاليًا لالتقاط الصور، حيث يحيط بها منظر ساحر للبحر، مما يمنح الزوار تجربة سياحية فريدة. قلعة محمد علي: جوهرة القاهرة التاريخية قلعة محمد علي تُعد واحدة من أروع المعالم السياحية في القاهرة. بُنيت خلال القرن التاسع عشر في عصر محمد علي باشا، وتتميز بتصميم معماري أعاد تعريف تخطيط القلاع في مصر. تقع فوق جبل المقطم، مما يمنحها إطلالة رائعة على المدينة. الإطلالة البانورامية للقلعة واحدة من أبرز ميزات قلعة محمد علي هي الإطلالة البانورامية الرائعة التي توفرها. من فوق القلعة، يمكن مشاهدة جميع أنحاء القاهرة، وهو ما يجعلها نقطة تصوير رائعة للسياح الذين يرغبون في التقاط صور مذهلة للمدينة. المسجد الهائل داخل القلعة داخل القلعة يقع مسجد محمد علي، الذي يُعتبر واحدًا من أجمل المساجد في مصر. يتميز بالقباب الكبيرة والمآذن الطويلة، وتصميمه يعكس جمال العمارة العثمانية التي كان محمد علي باشا يسعى لنقلها إلى مصر. عوامل جذب إضافية للسياحة في مصر بالإضافة إلى المعالم التاريخية، مصر تتميز بشواطئها الساحرة مثل شرم الشيخ والغردقة التي توفر للسياح تجارب غوص فريدة لاستكشاف الحياة البحرية في البحر الأحمر. كما تُعد واحات الصحراء مثل سيوة مواقع مثالية للاستمتاع بالهدوء والطبيعة الخلابة. الإحصائيات السياحية في مصر وفقًا للإحصائيات الرسمية، مصر تستقطب ملايين السياح سنويًا. في عام 2022، سجّلت وزارة السياحة استقبال أكثر من 12 مليون زائر دولي، مما يثبت جاذبية الأماكن السياحية المتنوعة التي تقدمها البلاد. وهذا العدد مرشح للزيادة مع استمرار تطوير المرافق السياحية. أهمية السياحة للاقتصاد المصري السياحة تُعتبر أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري، حيث تمثل حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي. دعم الصناعة السياحية لا يقتصر فقط على خلق فرص عمل مباشرة بل يمتد أيضًا إلى تحفيز الصناعات المرتبطة مثل النقل والخدمات. كيف تختار وجهتك السياحية في مصر؟ اختيار الوجهة السياحية يعتمد على اهتمامات المسافر. إذا كنت من محبي التاريخ، فالأهرامات والمعابد القديمة تعتبر الاختيار الأمثل. أما إذا كنت تبحث عن الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة، فإن الشواطئ المصرية والواحات ستلبي طموحاتك بكل تأكيد. أفضل توقيت لزيارة الأماكن السياحية أفضل وقت لزيارة مصر يكون عادةً خلال فصل الشتاء بين أكتوبر ومارس، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة تُتيح الاستمتاع بالأنشطة الخارجية. في هذا الموسم، الأجواء تكون مثالية لاستكشاف المواقع الأثرية والتاريخية بدون الشعور بحرارة الصيف الشديدة. الاستعداد لرحلتك من الضروري التخطيط المسبق لرحلتك إلى مصر من حيث اختيار الأماكن السياحية المناسبة وحجز الفنادق مسبقًا. كما يُفضل أن تُرافق مرشدًا سياحيًا عند زيارة المعالم الثقافية لتتمكن من فهم تاريخها بشكل أفضل والحصول على تجربة شاملة. التنوع الثقافي والطبيعي في مصر مصر تجمع بين الثقافة الغنية والطبيعة الساحرة، مما يجعلها وجهة سياحية متكاملة. من التقاط الصور أمام الأهرامات إلى الغوص في البحر الأحمر أو الاستمتاع بمشاهدة النجوم في الصحراء الغربية، كل لحظة في مصر تترك أثرًا لا يُنسى. الترويج للسياحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة أساسية للترويج للسياحة في مصر. تسهم الصور والفيديوهات المنتشرة عبر المنصات الرقمية في زيادة الوعي بجمال وروعة الأماكن السياحية، مما يشجع المزيد من الزوار على القدوم إلى البلاد. توصيات السياح السياح الذين زاروا مصر دائمًا ما يُشيدون بجودة الخدمات السياحية وحفاوة الاستقبال من الشعب المصري. تُعتبر هذه التجارب عاملًا مهمًا يجذب المزيد من الزوار ويعزز صورة مصر كوجهة سياحية رائدة. تم نشر هذا المقال على موقع


المصري اليوم
منذ 2 أيام
- منوعات
- المصري اليوم
رسميًا.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام والخاص
تساءل عددًا من المواطنون عن موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 محركات البحث مع اقتراب حلول ذكرى مولد خير البشر النبي محمد (ص)، إذ يتطلع الملايين لمعرفة موعد العطلة الرسمية التي تُعد من أبرز المناسبات الدينية في العالم الإسلامي. وبحسب ما جاء في أجندة العطلات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية، فإن موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 سيوافق يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، وهو ما يصادف 12 ربيع الأول 1447 هجريًا، لتكون عطلة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاعين العام والخاص. أخبار متعلقة ويُعد تحديد موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 فرصة للعديد من الأسر لترتيب أنشطة دينية واجتماعية، تشمل حضور حلقات الذكر، وتوزيع الحلوى، وزيارة الأهل، احتفالًا بمولد رسول الرحمة. ويؤكد مراقبون أن موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 سيكون ضمن الإجازات الأطول المنتظرة خلال النصف الثاني من العام. دار الإفتاء توضح فضل الاحتفال بمولد النبي في موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 - صورة أرشيفية أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» أن موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 لا يقتصر على كونه يوم عطلة فحسب، بل هو مناسبة عظيمة لإحياء سُنن المحبة والذكر والعبادة. وأضافت الدار أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أمر مستحب، استنادًا إلى الكتاب والسنة، وهو ما أجمع عليه علماء الأمة دون خلاف يُعتد به، في إشارة إلى أهمية استغلال موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في أداء العبادات والطاعات. كما أوضحت أن من صور التعبير عن الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025: الاجتماع على الذكر، وإطعام الطعام، والإنشاد، والصيام، وهو ما يُضفي طابعًا روحانيًا مميزًا على هذا اليوم المبارك. كيف يحتفل المصريون في موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025؟ موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 - صورة أرشيفية يرتبط موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بعادات ومظاهر احتفالية متوارثة بين المصريين، من بينها شراء حلوى المولد وتوزيعها، وتنظيم مواكب إنشاد ديني، وزيارة المساجد الكبرى التي تقام فيها مجالس ذكر ومدائح نبوية. وتُعد هذه الطقوس شكلًا من أشكال التعبير الشعبي عن الحب للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025. كما تستغل الأسر المناسبة لتنظيم لقاءات عائلية وتبادل الهدايا، وتحرص المدارس وبعض الجهات على توعية الأطفال بتاريخ النبي وسيرته العطرة خلال موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025، مما يجعلها مناسبة دينية وتربوية واجتماعية في آن واحد. لماذا يُعد موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 مهمًا للمواطنين؟ يمثل موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 أهمية خاصة لدى المواطنين، ليس فقط باعتباره يوم عطلة مدفوعة الأجر، ولكن أيضًا لأنه يمنحهم فرصة للتقرب إلى الله تعالى والتعبير عن محبة النبي المصطفى بطرق متنوعة. ومن جهة أخرى، يُتيح موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 لبعض الموظفين والطلاب فترة راحة قصيرة تُمكنهم من إعادة شحن طاقتهم وسط مشاغل الحياة اليومية. وتشير التوقعات إلى أن موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 سيشهد نشاطًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي من حيث التهاني والمحتوى الديني، إلى جانب تغطيات إعلامية متميزة للاحتفالات الرسمية والشعبية.


الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
أسعار دخول متاحف التحرير والكبير والقومي للحضارة للمصريين والأجانب لعام 2025
تعد المتاحف المصرية من أبرز المقاصد السياحية والثقافية في العالم، إذ توفر للزوار فرصة استكشاف تاريخ مصر العريق والآثار الفرعونية المدهشة التي تحكي قصصًا من أقدم الحضارات، وفي عام 2025. قدمت وزارة السياحة والآثار في مصر من خلال المجلس الأعلى للآثار تحديثًا لأسعار دخول بعض من أهم المتاحف في البلاد، والتي تشمل المتحف المصري بالتحرير، المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، وهذه المتاحف تمثل كنوزًا حقيقية لما تحتويه من آثار ومقتنيات نادرة من تاريخ الحضارة المصرية. المتحف المصري بالتحرير يعتبر المتحف المصري بالتحرير من أقدم المتاحف في مصر ومن أروع معالم القاهرة، حيث يضم مجموعات مدهشة من الآثار المصرية القديمة، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون والعديد من المومياوات والتوابيت الفرعونية، منذ افتتاحه في عام 1902، ظل المتحف مقصدًا رئيسيًا للزوار من كافة أنحاء العالم، ما جعله واحدًا من أهم المعالم الثقافية في مصر. أما بالنسبة لأسعار دخول المتحف المصري بالتحرير لعام 2025، فإنها تتفاوت حسب الجنسية والفئة العمرية، وجاءت كالتالي: المصريون والعرب: البالغين: 30 جنيها. الطلاب: 10 جنيهات. الأجانب: البالغين: 450 جنيها. الطلاب: 230 جنيها. هذه الأسعار تضمن وصول المتحف إلى فئات متعددة من الزوار، بما في ذلك المصريين والأجانب، مما يعزز من فرصة استكشاف الآثار الفرعونية التي تحتفظ بها القاهرة. المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير يُعتبر من أكبر المشاريع الثقافية في مصر، ومن المقرر أن يستقبل المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك قطع نادرة تخص فترة حكم الفراعنة، يضم المتحف العديد من المقتنيات التي تعرض للزوار عمق الحضارة المصرية القديمة. أما بالنسبة لأسعار التذاكر لزيارة المتحف المصري الكبير، فهي أيضًا متباينة حسب الجنسية، وجاءت على النحو التالي: المصريون: البالغين: 200 جنيه. الطلاب، الأطفال، وكبار السن: 100 جنيه. العرب والأجانب: البالغين: 1270 جنيها. الطلاب، الأطفال: 635 جنيها. ويُعد المتحف المصري الكبير من المعالم الحديثة التي تجذب السياح، خاصة بعد اكتمال تجهيزات العرض، التي تضم قاعات مخصصة للآثار الملكية وقطع فنية تاريخية لا مثيل لها. المتحف القومي للحضارة المصرية يُعتبر المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط من أهم المتاحف التي تعكس تنوع وثراء الحضارة المصرية على مر العصور، ويضم المتحف مجموعة من المومياوات الملكية التي تم نقلها مؤخرًا من المتحف المصري بالتحرير، بالإضافة إلى عرض حضارات متنوعة من مصر القديمة حتى العصور الإسلامية. أسعار دخول المتحف القومي للحضارة المصرية هي كالتالي: المصريون: البالغين: 90 جنيها. الطلاب: 40 جنيها. العرب والأجانب: البالغين: 500 جنيه. الطلاب: 250 جنيها. تختلف الأسعار بناءً على فئة الزوار، ويعد هذا المتحف نقطة جذب قوية لكل من يرغب في التعرف على تطور الحضارة المصرية عبر العصور. وهذه المتاحف تلعب دورًا أساسيًا في دعم السياحة الثقافية في مصر، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة في ظل تزايد اهتمام العالم بزيارة مصر لاستكشاف معالمها التاريخية. اقرأ أيضًا: شريف شعبان عن افتتاح المتحف المصرى الكبير: "يعزز مكانة مصر" (خاص) 500 ألف متر مربع.. موقع وطريقة الوصول إلى المتحف المصري الكبير الكرسي الاحتفالي للملك توت عنخ آمون.. قطعة آسرة في المتحف المصري الكبير


نافذة على العالم
منذ 5 أيام
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : أخطر الصفحات السرية من تاريخ مصر!
الخميس 15 مايو 2025 04:15 مساءً نافذة على العالم - (1) لم يحدث التاريخ لكى نضعه فى غرف سرية مغلقة. وفى دولة كبرى مثل مصر، هناك صفحاتٌ من التاريخ يجب أن يتم تعليقها تمائم وأحجبة فى رقاب أهل مصر حتى لا ينسوا. وإذا كانت قراءة تاريخ مصر فضيلة مستحبة لعموم المصريين، فإن قراءة صفحاتٍ بعينها منه وتعلمها وإدراك ما بها هو مما يجب أن يكون واجبا حتميا لكل من يتبوأ منصبا فى مصر – من مهنة المعلم وصولا لأعلى درجات السلم الوظيفى فى مصر- منذ وقوع أحداث تلك الصفحات وحتى تقوم قيامة الأرض. بل ويجب أن يكون اجتيازً دوراتٍ تثقيفية لدراسة تلك الصفحات شرطا لا يتم التنازل عنه من صلاحيات هؤلاء الذين خصصتُهم بالذكر لشغل ما يشغلونه من مواقع. فبدونها يصبح بعضُهم كمن يثقل كاهله بقربة ماء ضخمة يعتقد أنه يصنع خيرا بسقاية أهله وهو لا يرى تلك الثقوب الواسعة التى تمزق قربته! هى صفحاتٌ أصبحت - بفعل عوامل كثيرة - أشبه بالصفحات السرية رغم أنها متاحة مباحة للجميع بين دفاف الموسوعات التاريخية. من عوامل نقلها من خانة العلن إلى الغرف المغلقة أنها لم تترك خلفها إرثا معماريا ضخما يطوف حوله العاشقون. حتى دارسى التاريخ والمشتغلين به لم يتوقفوا أمامها طويلا. فهؤلاء يقفزون فى حديثهم واهتماماتهم من انهيار مصر أواخر الدولة الحديثة حوالى منتصف القرن الحادى عشر قبل الميلاد مباشرة إلى عام 332ق.م حين غزا الإسكندرُ مصر، وكأن مصر فى القرون بين هذين التاريخين كانت خاوية على عروشها لا يسكنها بشرٌ ولم تحدث بها حوادثٌ جلل! وبعض المنصفين منهم يقتطعون حدثا من هنا أو من هناك، لكننى أزعم أن غالبيتنا لم نتوقف أمام أهم وأخطر صفحات تاريخ مصر، والتى يمكنها أن تكون - لمن يدرك مدى خطورة ما حدث بها - شعاعا من نور يقيه ويقى مصر شر السقوط فى نفس الفخاخ. والتى يمكنها أيضا أن تكون - لمن يتجاهلها أو يجهلها - لعنة كبرى وكأنها تنتقم لنفسها من هذا التجاهل. هذه الفترة تحمل كل أسرار القرون التالية، وهى التى صاغت تاريخ مصر لأكثر من عشرين قرنا آتية ووجهت ذلك التاريخ إلى ما آل إليه ونعرفه جميعا من استبعاد المصريين من حكم بلادهم طوال هذه القرون العشرين! (2) لقد كانت مصر طوال تاريخها المكتوب مستهدفة من الجيران والأصدقاء سواء بسواء مع الأعداء. مستهدفة لموقعها الجغرافى، ولما قام به أبناؤها من حضارة على ضفاف النيل، ويمكن تلخيص أسباب الاستهداف بعبارة عبقرية لمرشدة سياحية مصرية (باصينلنا فى العيشة من قديم الزمن!) نعم يستكثرون على مصر ما حباها به الله، وما أنجزه شعبها فى فجر تاريخهم، ويحسدونها على موقعها الجغرافى. ثم لما أقام المصريون حضارتهم ورزقهم الله خيرا كثيرا بعد قرونٍ من الجهد الشاق والعمل الدؤوب، تحول استكثار المنحة الإلهية وتحول حسدهم لمصر عليها إلى طمع صريحٍ وشرٍ فى النفوس وغلٍ متوارث. ثم تمت ترجمت كل هذا الشر النفسى والشره الجماعى فى الواقع إلى محاولاتٍ لم تتوقف لسرقة ما أنجزه المصريون بالعرق والدم، وذلك بالتخطيط المنظم عسكريا وسياسيا. وأيضا بإرسال الرسل والجواسيس فى صورة تجار، أو مجرد أفرادٍ عاديين باحثين عن عمل بأعدادٍ كبيرة يتجولون فى مصر من أدناها إلى أقصاها، ويسكنون فى القرى النائية، ويسجلون فى عقولهم أو كتابة كل ما يرون وكل ما تمتلكه مصر من قوة ونقاط ضعفٍ، ثم يعودون بعد أن يكون المصريون قد أكرموا وفادتهم ومنحوهم الأمان وخير التجارة. يعودون لمن أرسلوهم بكنوزٍ من الخيرات، وأيضا بكنوزٍ من المعلومات لكشف مصر من الداخل تفصيلا. تعاملت المملكة المصرية منذ فجر تاريخها مع هذه الأطماع والتهديدات العسكرية الصريحة بقوة، فأسست أقدم جيوش العالم المنظمة وأنشأت نقاط الحدود، وأسست لنفسها مجموعة قيم أخلاقية تحكم علاقاتها مع جيرانها فآثرت السلام والتبادل التجارى رغم قدرتها العسكرية على اجتياح جميع بلدان الجيران. لم تبخل عليهم أوقات محنهم التى لم تتوقف من ظروف معيشية صعبة، أو صراعات داخلية تلقى على حدود مصر بالباحثين عن الأمان والعيش، فعرفت مصر مبكرا جدا فكرة استضافة بعض أفراد الجيران فى تلك الظروف، ولدينا آلاف الوثائق التى تثبت هذا، حتى أن اليهود بعد السبى البابلى لم يجدوا غير أبواب مصر ليقصدوها. قوة المملكة المصرية خلق توازنا بين هذه المفردات، وبين الحفاظ على هوية مصر ومصالح شعبها. (3) ثم نصل إلى تاريخٍ أو حدثٍ فاصل لم تصبح مصرُ بعده أبدا كما كانت قبله. لم يكن هذا الحدث هو غزو عسكرى فقط، لأن مصر كانت قد تعرضت بالفعل قبله لغزوها من قبل الهكسوس لأول مرة فى تاريخها بعد انهيار الدولة الوسطى حوالى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وتجاوزت هذا الغزو، بل وجعلته نقطة إنطلاقٍ كبرى لتأسيس مملكتها الأعظم. لكن ذلك التاريخ أو الحدث الفاصل الذى أعنيه كان بعد ذلك بقرون طويلةٍ وتحديدا فى النصف الأول من القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وذلك حين تعرضتْ فى عصر الملك العظيم رمسيس الثالث لأخطر وأضخم موجات غزو فى تاريخها وهو ما يعرف بموجات شعوب البحر. بدأت إرهاصات هذا الحدث قبل وصول الملك رمسيس الثالث للحكم وتقريبا فى عصر الملك مرنبتاح ابن الملك المعظم رمسيس الثانى فى نهايات القرن الثالث عشر قبل الميلاد. عشرات الآلاف من خليط من الأجناس قررت أن تستولى على مصر للأبد. الهجوم برا وبحرا. عمليات إنزال على الشواطىء الليبية والآلاف يجتاحون القبائل الليبية، وبعض تلك القبائل تتوافق معهم وتنضم للتحالف.. فيهاجمون معا حدود مصر الغربية عصر الملك مرنبتاح فيسحقهم ويحضر معه آلاف الأسرى إلى مصر. ويرتكب الخطأ الأول بأن يضعهم فيما يشبه المستعمرات الحربية لكى يجدوا بعد جيلين طريقهم للجيش المصرى كمرتزقة! لو انتهت القصة عند هذا الحد لما كان هناك خطرٌ داهم على عموم مصر. لكن، وفى عصر رمسيس الثالث عاودت هذه الموجات محاولاتها بشكل أكثر شراسة وبأعداد أضخم. عشرات الآلاف يهاجمون مباشرة سواحل مصر شمالا، وآخرون يهاجمونها برا من الشرق..بخلاف الذين استوطنوا سابقا الأراضى الليبية واندمجوا مع قبائلها واندمجوا مع الأعداد الجديدة التى تم إنزالها فقاموا بمهاجمة مصر غربا بالتزامن مع الآخرين. ثلاث موجات عنيفة فى غضون أقل من عشر سنوات ستغير – مع مفردات أخرى ترتبت عليها – تاريخ مصر للأبد. نجح رمسيس الثالث عسكريا برا وبحرا فى صد الهجوم وأسر عشرات الآلاف ألقى بهم فى نفس المستعمرات الحربية التى أصبحت فى أكثر من موقع فى مصر. كان ذلك هو الظهور الأول للماليك فى مصر! أجانبٌ من شتى بقاع البلدان لا تربطهم بمصر رابطة أرض أو ديانة أو انتماء، بل جاءوا غزاة يملأ الطمع والشره نفوسهم تجاه مصر وأهلها. لقد ارتكب هذا الملك – رغم عظمة ما قام به – خطأ استراتيجيا سيكلف مصر بعده كثيرا جدا جدا! أجيالٌ أخرى من نسل هؤلاء نشأوا نشأة عسكرية لا ولاء لهم إلا لمصالحهم، وجدوا طريقهم أيضا إلى الجيش المصرى كمرتزقة، وبدأوا فى التسلل للمناصب القيادية حتى أصبحوا بعد أقل من قرنٍ يتحكمون تقريبا فى جسد هذا الجيش. تزامن مع خطأ رمسيس الثالث ضعفُ مَن خلفوه فى الحكمُ، مع اشتداد وتغول قوة رجال الدين. وفى أقل من ثمانين عاما من وفاته قفز رجالُ الدين هؤلاء – ولأول مرة فى تاريخ مصر – إلى العرش ليكونوا أول أسرة ملكية مصرية من الكهنة. كان ذلك نهايات القرن الحادى عشر قبل الميلاد. أى أن هذا الملك العظيم ترك لخلفه الذين لم يكونوا على قدر قوته ما لم يستطيعوا مواجهته أو تغييره. (4) كان هذا هو المشهد فى مصر..انهيار السلطة السياسية المدنية، وسيطرةُ المؤسسة الدينية عليها بأن نصبت كاهنا لحكم مصر.. بدءُ سيطرة المماليك على الجيش المصرى ومناصبه الكبرى وقياداته. فقدت مصرُ مكانتها الدولية وأصبح مبعوثوها يُعامَلَون باستهانة شديدة وصلت لتعمد إهانتهم – وثيقة ون أمون – وانقسمت مصرُ مرة ثانية لشمالٍ وجنوب. دمر كهنة أمون يقينَ المصريين بوجود عدلٍ حقيقى، ودمروا ما أنجزته مصر فى مجال التحاكم القانونى، وأصبحت المحاكم لا قيمة لها، والكلمة العليا فى كل شكوى أصبحت هى ما يحكم به الإله والذى ينطق به الكاهن الأكبر باستلهام وحى أمون. متد نفوذ الكهنة إلى تعيين الموظفين بالرشاوى الصريحة لأول مرة فى تاريخ مصر. بدأ فى مصر انهيار ما شيده المصريون من حضارة مادية وقيمية. بدأ كبار المرتزقة فى إثارة القلاقل فى مصر، والقيام بالنهب والسرقة وأثاروا الفوضى والإضطراب تماما كما نعرف عن سلوك مماليك العصور الوسطى. مع كل هذا، كان لا يزال هناك أملٌ فى استعادة المصريين لبلادهم وحضارتهم والعودة لعصور الإزدهار، لأن هناك الطرفُ الأهم وهو الشعب المصرى كان لا يزال متماسكا يقوم بزراعة أرضه ولم تتوقف أنشطته التجارية والصناعية حتى مع تدهور بعض مظاهرها. السلطة السياسية المدنية قد سقطت بتغول السلطة الدينية عليها. القوة الصلبة أو الجيش بدأ فى طريق التفكك وسيطرة المماليك عليه. لكن بقيت الأرض وبقى الشعب وهما نصف المعادلة وهما نصف الأساطين الأربعة التى قامت عليها الحضارة المصرية لأكثر من ألفى عامٍ قبل ذلك التاريخ. لكن ما حدث أو بدأ فى الحدوث فى هذا التوقيت تحديدا سوف يقضى على هذا الأمل وسوف يلقى بمصر فيما آلتْ إليه. لم تكن هناك لا سلطة سياسية ولا جيش مصرى وطنى بمعناه السابق لحماية العنصرين الآخرين – الشعب والأرض – من العبث بهما. هذا هو التاريخ أو الحدث الفاصل الذى أشرتُ إليه، وهذا هو الحدث الحاسم الذى سيغير وجه تاريخ مصر، وهذا ما يجب أن نقرأه جميعا قراءة صحيحة وألا نستهين به. ما حدث أن أبواب مصر قد أصبحت مفتوحة على مصارعها دون حامٍ أو ضابطٍ أمام عشرات الآلاف من المدنيين الأجانب – من غير المرتزقة العسكريين – من تجار وعاطلين باحثين عن الاستفادة من هذا المشهد الذى كان بعيد المنال أمام أسلافهم. فتح المرتزقة الأبوابَ لإدخال آلاف المرتزقة القادمين من جزر البحر المتوسط ومن اليونان. ولحق هؤلاء آلافٌ من بنى جلدتهم الذين كانت أقصى غايات أسلافهم هى أن يزوروا مصر فقط. فجأة وجدوا حدودَ مصر مباحة لهم فقدموا بحرا وبرا بأعداد بالغة الضخامة. بدأ هؤلاء فى استيطان أماكن بعينها بأعداد كبيرة مكونين ما يشبه مستعمراتٍ خاصة بهم تحت حماية المرتزقة. لم ينتظر اليهود والسوريون طويلا، فاكتسحت أعدادٌ كبرى منهم أرضَ مصر. بدأت تتكون فى مصر مراكز قوى اقتصادية من كلٍ من اليهود والسوريين واليونانيين وباقى جزر البحر المتوسط. بدأوا فى محاولات السيطرة على تجارة القمح المصرية من التجار المصريين. تكدست الثروات فى أيديهم وفقد التجار المصريون مصادر تجارتهم لصالح التجار اليونانيين والسوريين واليهود. وحين نصل لبدايات القرن السادس قبل الميلاد، يكون التاريخ قد بدأ بالفعل فى دورته القاتمة فى مصر. الجيش المصرى أصبح جيشا غالبيته الفاعلة من المرتزقة، والاقتصاد المصرى أصبح بالفعل فى قبضة غير المصريين. مشهد غزو قمبيز لمصر سبقه فرارُ قائدٍ من المرتزقة اليونانيين من الجيش (المصرى) ولقائه بقمبيز وإطلاعه على تفاصيل استحكامات الثغور المصرية، بل وخطط معه لتفاصيل غزو مصر! وحين حدث الغزو ساعدتْ قبائلٌ على الحدود الشرقية الجيشَ الغازى بإبل محملة بقرب المياه. ثم فى المواجهة العسكرية انهزم وارتد جيشُ المرتزقة المسمى كذبا الجيش المصرى! (5) استمر ملوكُ مصر فى السقوط درجة بعد الأخرى، وحتى الذى حاول إعادة بعث المملكة – الملك بسماتيك منتصف القرن السادس قبل الميلاد – سقط مشروعه أو بالأحرى لم يستطع تغيير واقع جيش المرتزقة. بعد السبى البابلى وتدمير الهيكل اليهودى، تدفق آلاف اللاجئين اليهود لمصر، وبلغ الكرمُ المصرى وقتها أنْ تم منحهم قطعة أرض فى الدلتا لإقامة هيكل يهودى، وانتشرت الجالية اليهودية فى عموم مصر حتى وصلوا صعيدها وأقاموا فى إدفو وجزيرة إلفنتين بأسوان، ثم قاموا بعد ذلك بالتنكر للمصريين بالتعاون مع المستعمر الفارسى ضد المصريين وهذا ما وثقته وثائق أو برديات جزيرة إلفنتين! ملكٌ اسمه (واح إيب رع) استنجد به الليبيون لينقذهم من تدفق المهاجرين اليونانيين، فخاف أن يرسل لهم جيش المرتزقة، وأرسل لهم بعض تشكيلاتٍ مصرية خالصة اتجهت للحدود الغربية. عرف المرتزقة اليونانيون فى الجيش المصرى فبعثوا لليونانيين فى ليبيا فأعدوا كمينا مشتركا للجيش المصرى وكادوا أن يبيدوه. الناجون من هذا الجيش المصرى عادوا وثاروا على الملك فتلاه ملكٌ آخر اسمه أحمس – وقطعا هو غير الملك العظيم أحمس - حاول استرضاء الجنود المصريين واحتواء غضب التجار المصريين وثورتهم ضد سيطرة الأجانب على التجارة. لكن هذا الملك عجز تماما عن فعل أى شىء. عجز عن طرد التجار الأجانب. كما عجز عن إبعاد مرتزقة الجيش الذين أصبحوا بالفعل القوة الفاعلة المسيطرة، لكنهم كانوا لا يدينون بالولاء لمصر. اتخذ هذا الملك عدة إجراءات لتهدئة ثورة وغضب المصريين لكنها لم تفلح واستمر هذا الغضب. حاول بناء تحصينات جديدة بها جنود مصريون، وحاول بناء معابد جديدة لإرضاء المصريين، وأنشأ حامياتٍ ومناطق توطن فى مناطق جديدة وحاول تشجعة المصريين على الإقامة بها. لكن هذه المحاولات لم تنجح فى تغيير الواقع من وقوع الاقتصاد المصرى تحت سيطرة التجار الأجانب المقيمين فى مصر، وسقوط الجيش تحت سيطرة المرتزقة. منذ ذلك التاريخ – بدء القرن الخامس قبل الميلاد – وحتى غزو الإسكندر لمصر عام 332 قبل الميلاد، كانت مصر تركض ركضا نحو مصيرها المظلم. لم يستسلم الشعب المصرى – كما يردد بعض الجاهلين بحقيقة ما حدث – أو يتقبل الخضوع للحكم الأجنبى أبدا. قام المصريون بثورات متلاحقة ضد كل محتلٍ طرق بابها فى هذه السنوات، وبعض تلك الثورات كانت قوية جدا ضد الفرس أطلق عليها الثورة الكبرى حوالى 410ق.م وبالتزامن مع هذه الثورات، كان المصريون يثورون ضد تغول وسيطرة المقيمين الأجانب على مفردات التجارة والاقتصاد والاستيلاء على الأراضى وعلى مناطق بعينها. حتى كان الغزو الأكبر حين غزا الإسكندر المقدونى مصر عام 332م لنفس الأسباب التى طمع بها كل الغزاة (الموقع الجغرافى – القمح – تجارة الورق – تفوق المصريين فى الصناعات مثل صناعة السفن وصناعة الأسلحة والمنسوجات والعلوم مثل علوم الطب والصيدلة والهندسة والعمارة). (6) قرارٌ خاطىءٌ واحدٌ وجه الضربة الأولى والأقوى لهدم ما شيدته مصر طوال قرونٍ سابقة. الجيش المصرى كان ركنا فاصلا حاسما فى حماية الأرض والشعب والحضارة، بل كان هو ذاته من منجزات الحضارة المصرية. الروح القومية المصرية التى تقدس الأرض كانت هى الركن الثانى الحامى لهذه الدولة العظمى والذى لم يقل فى قيمته وأهميته عن الركن الأول. فلم يتورط الجيش المصرى طوال تاريخه قبل تحوله لجيش مرتزقة فى أية مشاهد مشينة كمشاهد الخيانة التى أصبحت تتكرر حين تحول إلى جيشٍ من المرتزقة وكأنها مشهدا عاديا. ولم تعرف الخيانة طريقها لمفردات المصريين الذين كانوا يضعون تقديس مصر رأسا برأس مع معتقداتهم الدينية. القرار الخاطىء الأول كان ضرب هذا الجيش أو تفكيكه بالمرتزقة أو هدم الأساس القائم عليه كجيش مصرى خالص بفتح أبوابه للمرتزقة. لو لم يحدث هذا لتغير تاريخ مصر كله. لنتخيل ذلك..هل كان سيستطيع الإسكندر احتلالها؟ وإن حدث – بصفته الجيش الأقوى وقتها – هل كان سيستمر هذا الاحتلال بعد موته وتمزيق دولته العظمى؟ بعد وفاته كان احتمالا قائما بقوة – لو كان الجيش المصرى ما زال قائما بنفس تكوينه الخالص – أن تسترد مصر استقلالها وتبدأ فترة تاريخية أخرى. ولو حدث هذا فقد كان واردا بقوة ألا تصبح مصر من ممتلكات الإمبراطورية الرومانية. وألا ينجح العرب فى غزوها! التاريخ كما حدث هو مصيرٌ مكتوب ولا شك، لكن عدم بحث أسباب حدوثه ليس قدرا ولا مصيرا وإنما تكاسلٌ مذموم يُعاقَب عليه مقترفوه! لكننى أعتقد أن الحدث الذى كان أكثر تأثيرا بالسلب وأكثر خطأ والذى كان له الكلمة الفصل فى صياغة تاريخ مصر بعد ذلك هو دخول عشرات الآلاف – أو ربما مئات الألاف لأننا لا نملك حصرا للأعداد وقتها – من الأجانب وسيطرتهم على مفردات الأنشطة الاقتصادية فى مصر. ولقد بدأوا بأهم محصول وأهم تجارة وهى تجارة القمح، ثم تسللوا لباقى المفردات. لأن ذلك قد أضعف العنصر البشرى المصرى الذى كان يمكنه – لو ظل على تماسكه وقوته الاقتصادية – أن يتدخل فى لحظةٍ ما ضد وجود المرتزقة فى الجيش المصرى. وهنا فأنا لا أتحدث عن وهمٍ بل عن محاولاتٍ وقعت بالفعل حين ثار الجنود المصريون على الملك (واح إيب رع) فأرسل لهم أحد قواده الذى تحدثتُ عنه (أحمس) فشعر المصريون بأنه يمكنه أن يكون ذلك القائد المصرى الذى يصوب أوضاع مصر. فنصبوه ملكا بالفعل! وتجاوب مع تذمر المصريين – التجار منهم خاصة - ضد الوجود الأجنبى وحاول استرضائهم، لكنه عجز عن تغيير الأمر الواقع. فلو أن الأمر فى تلك اللحظة كان متعلقا فقط بقصة المرتزقة لكان من السهولة بمكان أن يتحد العسكريون المصريون الثائرون تحت قيادة هذا الملك مع جموع المصريين لطرد هؤلاء المرتزقة من مصر أو تجريدهم من نفوذهم بالتدريج، وقد فعلها بعد ذلك بقرون محمد على باشا فى القلعة! أى لولا هذا – وجود تلك الأعداد الكبرى من الأجانب – لكان ممكنا للمصريين أن ينقضوا بالتعاون مع العناصر المصرية فى الجيش المصرى على قادة المرتزقة وأن يخوضوا معركة أو مواجهة مثل المواجهات الأقوى التى خاضوها بعد ذلك ضد الاحتلال الفارسى وهو الأكثر دموية. ولن أقبل حديثَ أحدهم ناصحا أنْ لو تفتح عمل الشيطان! فلو هنا تفتح العقولَ المغلقة لفهم ما حدث فى مصر واستيعابه. فتمنى عدم غزوها عسكريا وتمنى احتفاظها بشخصيتها واستقلالها لا علاقة له بأديان. فالديانة فكرة، والأفكار لا تحتاج لجيوشٍ لنشرها! (7) بعضُ الأحداث فى التاريخ نتجاهلها أو نمر عليها مرورَ العابرين، لكنها فى الحقيقة هى السر الأكبر. هى الإجابة الموضوعية لسؤالٍ مهم طالما سمعناه، وهى الرد القاطع على فكرة كاذبة وقحة طالما رددها بعضُ الجهال بالتاريخ من المصريين، وتبناها رسميا ودعائيا أعداؤهم. كيف رضى المصريون بهذا الكم والتنوع والتعدد للمحتلين الأجانب؟ هذا هو السؤال، أما الأكذوبة فهى تلك العبارة الساخرة المهينة..أن المصريين شعب خانعٌ استمرأ الخضوع. الحقيقة هى أن صيغة السؤال تقر شيئا وهميا كاذبا وكأنه حقيقة (رضاء المصريين بالحكم الأجنبى)، فالسؤال فاسدٌ تاريخيا. فالمصريون لم يرضوا أبدا بأن يحتل أرضَهم جيشٌ يتلوه آخر. لقد استغرق أمر إخضاع المصريين قسرا للحكم الأجنبى ما يقرب من ستة قرون كاملة..ستة قرون من المقاومة والثورات والتذمر والاضطراب ومحاولات العودة. هل استغرق إخضاعُ أى شعب فى العالم للاستعمار كل هذه القرون من الزمان غير الشعب المصرى؟! لم يرض المصريون، وقاوموا، وتم تجريدهم من قوتهم العسكرية أولا رغما عنهم. ثم تم إضعافهم إقتصاديا وأيضا رغما عنهم بمزاحمة عشرات الآلاف من الأجانب لهم فى منافساتٍ تجارية غير عادلة أو شريفة، حيث كان هؤلاء الأجانب يتمتعون بما هو أقرب للامتيازات الأجنبية التى وفرتها لهم قواتُ المرتزقة التى أتت من نفس البلاد التى ينتمون إليها، فى حين كانت السلطة السياسية المصرية المدنية الحامية لحقوق المصريين قد سقطتْ، وقوتهم العسكرية كانت تتعرض لمحاولات الإقصاء المتعمدة فانكشف ظهر المصريون فى تلك المنافسات التجارية. أعتقد أن سيطرة هؤلاء على اقتصاد مصر وتجارتها وبعض أراضيها وازدياد أعدادهم وتضاعفها مراتٍ ومراتٍ هو ما أسقط مصر تاريخيا ووضعها فى هذا النفق المظلم من الحكم الأجنبى منذ عصر الإسكندر الأكبر وحتى وصول محمد نجيب للحكم. وأنا هنا لستُ فى معرض تقييم كل فترة تاريخية بين هذين التاريخين – الإسكندر الأكبر ومحمد نجيب – لكننى أتحدث عن أسباب سقوط مصر تحت نير الحكم الأجنبى بعد أن كانت القوة الأعظم فى العالم القديم. كما ذكرت وفصلتُ فأنا لا أعتقد أن المرتزقة كانوا كلمة السر الأهم فى هذا السقوط لما أوردته من أسباب، لكننى أقدم هذه القراءة لهذه الفترات المظلمة من تاريخ مصر لأننى أعتقد أنها ربما تكون قراءة جديدة لمن يقرأها. وأقدمها الآن تحديدا - بعد أن قدمتها قبل ذلك بسنواتٍ ضمن رؤيتى الأشمل لقصة مصر وحضارتها وأسرار سقوطها خارج مدار الحضارة فى (الكتاب الأسود) – لأننى وبصراحة شديدة أدق بها ناقوس الخطر لعله يكون هناك من يسمع!


الدستور
منذ 5 أيام
- سياسة
- الدستور
أخطر الصفحات السرية من تاريخ مصر!
(1) لم يحدث التاريخ لكى نضعه فى غرف سرية مغلقة. وفى دولة كبرى مثل مصر، هناك صفحاتٌ من التاريخ يجب أن يتم تعليقها تمائم وأحجبة فى رقاب أهل مصر حتى لا ينسوا. وإذا كانت قراءة تاريخ مصر فضيلة مستحبة لعموم المصريين، فإن قراءة صفحاتٍ بعينها منه وتعلمها وإدراك ما بها هو مما يجب أن يكون واجبا حتميا لكل من يتبوأ منصبا فى مصر – من مهنة المعلم وصولا لأعلى درجات السلم الوظيفى فى مصر- منذ وقوع أحداث تلك الصفحات وحتى تقوم قيامة الأرض. بل ويجب أن يكون اجتيازً دوراتٍ تثقيفية لدراسة تلك الصفحات شرطا لا يتم التنازل عنه من صلاحيات هؤلاء الذين خصصتُهم بالذكر لشغل ما يشغلونه من مواقع. فبدونها يصبح بعضُهم كمن يثقل كاهله بقربة ماء ضخمة يعتقد أنه يصنع خيرا بسقاية أهله وهو لا يرى تلك الثقوب الواسعة التى تمزق قربته! هى صفحاتٌ أصبحت - بفعل عوامل كثيرة - أشبه بالصفحات السرية رغم أنها متاحة مباحة للجميع بين دفاف الموسوعات التاريخية. من عوامل نقلها من خانة العلن إلى الغرف المغلقة أنها لم تترك خلفها إرثا معماريا ضخما يطوف حوله العاشقون. حتى دارسى التاريخ والمشتغلين به لم يتوقفوا أمامها طويلا. فهؤلاء يقفزون فى حديثهم واهتماماتهم من انهيار مصر أواخر الدولة الحديثة حوالى منتصف القرن الحادى عشر قبل الميلاد مباشرة إلى عام 332ق.م حين غزا الإسكندرُ مصر، وكأن مصر فى القرون بين هذين التاريخين كانت خاوية على عروشها لا يسكنها بشرٌ ولم تحدث بها حوادثٌ جلل! وبعض المنصفين منهم يقتطعون حدثا من هنا أو من هناك، لكننى أزعم أن غالبيتنا لم نتوقف أمام أهم وأخطر صفحات تاريخ مصر، والتى يمكنها أن تكون - لمن يدرك مدى خطورة ما حدث بها - شعاعا من نور يقيه ويقى مصر شر السقوط فى نفس الفخاخ. والتى يمكنها أيضا أن تكون - لمن يتجاهلها أو يجهلها - لعنة كبرى وكأنها تنتقم لنفسها من هذا التجاهل. هذه الفترة تحمل كل أسرار القرون التالية، وهى التى صاغت تاريخ مصر لأكثر من عشرين قرنا آتية ووجهت ذلك التاريخ إلى ما آل إليه ونعرفه جميعا من استبعاد المصريين من حكم بلادهم طوال هذه القرون العشرين! (2) لقد كانت مصر طوال تاريخها المكتوب مستهدفة من الجيران والأصدقاء سواء بسواء مع الأعداء. مستهدفة لموقعها الجغرافى، ولما قام به أبناؤها من حضارة على ضفاف النيل، ويمكن تلخيص أسباب الاستهداف بعبارة عبقرية لمرشدة سياحية مصرية (باصينلنا فى العيشة من قديم الزمن!) نعم يستكثرون على مصر ما حباها به الله، وما أنجزه شعبها فى فجر تاريخهم، ويحسدونها على موقعها الجغرافى. ثم لما أقام المصريون حضارتهم ورزقهم الله خيرا كثيرا بعد قرونٍ من الجهد الشاق والعمل الدؤوب، تحول استكثار المنحة الإلهية وتحول حسدهم لمصر عليها إلى طمع صريحٍ وشرٍ فى النفوس وغلٍ متوارث. ثم تمت ترجمت كل هذا الشر النفسى والشره الجماعى فى الواقع إلى محاولاتٍ لم تتوقف لسرقة ما أنجزه المصريون بالعرق والدم، وذلك بالتخطيط المنظم عسكريا وسياسيا. وأيضا بإرسال الرسل والجواسيس فى صورة تجار، أو مجرد أفرادٍ عاديين باحثين عن عمل بأعدادٍ كبيرة يتجولون فى مصر من أدناها إلى أقصاها، ويسكنون فى القرى النائية، ويسجلون فى عقولهم أو كتابة كل ما يرون وكل ما تمتلكه مصر من قوة ونقاط ضعفٍ، ثم يعودون بعد أن يكون المصريون قد أكرموا وفادتهم ومنحوهم الأمان وخير التجارة. يعودون لمن أرسلوهم بكنوزٍ من الخيرات، وأيضا بكنوزٍ من المعلومات لكشف مصر من الداخل تفصيلا. تعاملت المملكة المصرية منذ فجر تاريخها مع هذه الأطماع والتهديدات العسكرية الصريحة بقوة، فأسست أقدم جيوش العالم المنظمة وأنشأت نقاط الحدود، وأسست لنفسها مجموعة قيم أخلاقية تحكم علاقاتها مع جيرانها فآثرت السلام والتبادل التجارى رغم قدرتها العسكرية على اجتياح جميع بلدان الجيران. لم تبخل عليهم أوقات محنهم التى لم تتوقف من ظروف معيشية صعبة، أو صراعات داخلية تلقى على حدود مصر بالباحثين عن الأمان والعيش، فعرفت مصر مبكرا جدا فكرة استضافة بعض أفراد الجيران فى تلك الظروف، ولدينا آلاف الوثائق التى تثبت هذا، حتى أن اليهود بعد السبى البابلى لم يجدوا غير أبواب مصر ليقصدوها. قوة المملكة المصرية خلق توازنا بين هذه المفردات، وبين الحفاظ على هوية مصر ومصالح شعبها. (3) ثم نصل إلى تاريخٍ أو حدثٍ فاصل لم تصبح مصرُ بعده أبدا كما كانت قبله. لم يكن هذا الحدث هو غزو عسكرى فقط، لأن مصر كانت قد تعرضت بالفعل قبله لغزوها من قبل الهكسوس لأول مرة فى تاريخها بعد انهيار الدولة الوسطى حوالى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وتجاوزت هذا الغزو، بل وجعلته نقطة إنطلاقٍ كبرى لتأسيس مملكتها الأعظم. لكن ذلك التاريخ أو الحدث الفاصل الذى أعنيه كان بعد ذلك بقرون طويلةٍ وتحديدا فى النصف الأول من القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وذلك حين تعرضتْ فى عصر الملك العظيم رمسيس الثالث لأخطر وأضخم موجات غزو فى تاريخها وهو ما يعرف بموجات شعوب البحر. بدأت إرهاصات هذا الحدث قبل وصول الملك رمسيس الثالث للحكم وتقريبا فى عصر الملك مرنبتاح ابن الملك المعظم رمسيس الثانى فى نهايات القرن الثالث عشر قبل الميلاد. عشرات الآلاف من خليط من الأجناس قررت أن تستولى على مصر للأبد. الهجوم برا وبحرا. عمليات إنزال على الشواطىء الليبية والآلاف يجتاحون القبائل الليبية، وبعض تلك القبائل تتوافق معهم وتنضم للتحالف.. فيهاجمون معا حدود مصر الغربية عصر الملك مرنبتاح فيسحقهم ويحضر معه آلاف الأسرى إلى مصر. ويرتكب الخطأ الأول بأن يضعهم فيما يشبه المستعمرات الحربية لكى يجدوا بعد جيلين طريقهم للجيش المصرى كمرتزقة! لو انتهت القصة عند هذا الحد لما كان هناك خطرٌ داهم على عموم مصر. لكن، وفى عصر رمسيس الثالث عاودت هذه الموجات محاولاتها بشكل أكثر شراسة وبأعداد أضخم. عشرات الآلاف يهاجمون مباشرة سواحل مصر شمالا، وآخرون يهاجمونها برا من الشرق..بخلاف الذين استوطنوا سابقا الأراضى الليبية واندمجوا مع قبائلها واندمجوا مع الأعداد الجديدة التى تم إنزالها فقاموا بمهاجمة مصر غربا بالتزامن مع الآخرين. ثلاث موجات عنيفة فى غضون أقل من عشر سنوات ستغير – مع مفردات أخرى ترتبت عليها – تاريخ مصر للأبد. نجح رمسيس الثالث عسكريا برا وبحرا فى صد الهجوم وأسر عشرات الآلاف ألقى بهم فى نفس المستعمرات الحربية التى أصبحت فى أكثر من موقع فى مصر. كان ذلك هو الظهور الأول للماليك فى مصر! أجانبٌ من شتى بقاع البلدان لا تربطهم بمصر رابطة أرض أو ديانة أو انتماء، بل جاءوا غزاة يملأ الطمع والشره نفوسهم تجاه مصر وأهلها. لقد ارتكب هذا الملك – رغم عظمة ما قام به – خطأ استراتيجيا سيكلف مصر بعده كثيرا جدا جدا! أجيالٌ أخرى من نسل هؤلاء نشأوا نشأة عسكرية لا ولاء لهم إلا لمصالحهم، وجدوا طريقهم أيضا إلى الجيش المصرى كمرتزقة، وبدأوا فى التسلل للمناصب القيادية حتى أصبحوا بعد أقل من قرنٍ يتحكمون تقريبا فى جسد هذا الجيش. تزامن مع خطأ رمسيس الثالث ضعفُ مَن خلفوه فى الحكمُ، مع اشتداد وتغول قوة رجال الدين. وفى أقل من ثمانين عاما من وفاته قفز رجالُ الدين هؤلاء – ولأول مرة فى تاريخ مصر – إلى العرش ليكونوا أول أسرة ملكية مصرية من الكهنة. كان ذلك نهايات القرن الحادى عشر قبل الميلاد. أى أن هذا الملك العظيم ترك لخلفه الذين لم يكونوا على قدر قوته ما لم يستطيعوا مواجهته أو تغييره. (4) كان هذا هو المشهد فى مصر..انهيار السلطة السياسية المدنية، وسيطرةُ المؤسسة الدينية عليها بأن نصبت كاهنا لحكم مصر.. بدءُ سيطرة المماليك على الجيش المصرى ومناصبه الكبرى وقياداته. فقدت مصرُ مكانتها الدولية وأصبح مبعوثوها يُعامَلَون باستهانة شديدة وصلت لتعمد إهانتهم – وثيقة ون أمون – وانقسمت مصرُ مرة ثانية لشمالٍ وجنوب. دمر كهنة أمون يقينَ المصريين بوجود عدلٍ حقيقى، ودمروا ما أنجزته مصر فى مجال التحاكم القانونى، وأصبحت المحاكم لا قيمة لها، والكلمة العليا فى كل شكوى أصبحت هى ما يحكم به الإله والذى ينطق به الكاهن الأكبر باستلهام وحى أمون. متد نفوذ الكهنة إلى تعيين الموظفين بالرشاوى الصريحة لأول مرة فى تاريخ مصر. بدأ فى مصر انهيار ما شيده المصريون من حضارة مادية وقيمية. بدأ كبار المرتزقة فى إثارة القلاقل فى مصر، والقيام بالنهب والسرقة وأثاروا الفوضى والإضطراب تماما كما نعرف عن سلوك مماليك العصور الوسطى. مع كل هذا، كان لا يزال هناك أملٌ فى استعادة المصريين لبلادهم وحضارتهم والعودة لعصور الإزدهار، لأن هناك الطرفُ الأهم وهو الشعب المصرى كان لا يزال متماسكا يقوم بزراعة أرضه ولم تتوقف أنشطته التجارية والصناعية حتى مع تدهور بعض مظاهرها. السلطة السياسية المدنية قد سقطت بتغول السلطة الدينية عليها. القوة الصلبة أو الجيش بدأ فى طريق التفكك وسيطرة المماليك عليه. لكن بقيت الأرض وبقى الشعب وهما نصف المعادلة وهما نصف الأساطين الأربعة التى قامت عليها الحضارة المصرية لأكثر من ألفى عامٍ قبل ذلك التاريخ. لكن ما حدث أو بدأ فى الحدوث فى هذا التوقيت تحديدا سوف يقضى على هذا الأمل وسوف يلقى بمصر فيما آلتْ إليه. لم تكن هناك لا سلطة سياسية ولا جيش مصرى وطنى بمعناه السابق لحماية العنصرين الآخرين – الشعب والأرض – من العبث بهما. هذا هو التاريخ أو الحدث الفاصل الذى أشرتُ إليه، وهذا هو الحدث الحاسم الذى سيغير وجه تاريخ مصر، وهذا ما يجب أن نقرأه جميعا قراءة صحيحة وألا نستهين به. ما حدث أن أبواب مصر قد أصبحت مفتوحة على مصارعها دون حامٍ أو ضابطٍ أمام عشرات الآلاف من المدنيين الأجانب – من غير المرتزقة العسكريين – من تجار وعاطلين باحثين عن الاستفادة من هذا المشهد الذى كان بعيد المنال أمام أسلافهم. فتح المرتزقة الأبوابَ لإدخال آلاف المرتزقة القادمين من جزر البحر المتوسط ومن اليونان. ولحق هؤلاء آلافٌ من بنى جلدتهم الذين كانت أقصى غايات أسلافهم هى أن يزوروا مصر فقط. فجأة وجدوا حدودَ مصر مباحة لهم فقدموا بحرا وبرا بأعداد بالغة الضخامة. بدأ هؤلاء فى استيطان أماكن بعينها بأعداد كبيرة مكونين ما يشبه مستعمراتٍ خاصة بهم تحت حماية المرتزقة. لم ينتظر اليهود والسوريون طويلا، فاكتسحت أعدادٌ كبرى منهم أرضَ مصر. بدأت تتكون فى مصر مراكز قوى اقتصادية من كلٍ من اليهود والسوريين واليونانيين وباقى جزر البحر المتوسط. بدأوا فى محاولات السيطرة على تجارة القمح المصرية من التجار المصريين. تكدست الثروات فى أيديهم وفقد التجار المصريون مصادر تجارتهم لصالح التجار اليونانيين والسوريين واليهود. وحين نصل لبدايات القرن السادس قبل الميلاد، يكون التاريخ قد بدأ بالفعل فى دورته القاتمة فى مصر. الجيش المصرى أصبح جيشا غالبيته الفاعلة من المرتزقة، والاقتصاد المصرى أصبح بالفعل فى قبضة غير المصريين. مشهد غزو قمبيز لمصر سبقه فرارُ قائدٍ من المرتزقة اليونانيين من الجيش (المصرى) ولقائه بقمبيز وإطلاعه على تفاصيل استحكامات الثغور المصرية، بل وخطط معه لتفاصيل غزو مصر! وحين حدث الغزو ساعدتْ قبائلٌ على الحدود الشرقية الجيشَ الغازى بإبل محملة بقرب المياه. ثم فى المواجهة العسكرية انهزم وارتد جيشُ المرتزقة المسمى كذبا الجيش المصرى! (5) استمر ملوكُ مصر فى السقوط درجة بعد الأخرى، وحتى الذى حاول إعادة بعث المملكة – الملك بسماتيك منتصف القرن السادس قبل الميلاد – سقط مشروعه أو بالأحرى لم يستطع تغيير واقع جيش المرتزقة. بعد السبى البابلى وتدمير الهيكل اليهودى، تدفق آلاف اللاجئين اليهود لمصر، وبلغ الكرمُ المصرى وقتها أنْ تم منحهم قطعة أرض فى الدلتا لإقامة هيكل يهودى، وانتشرت الجالية اليهودية فى عموم مصر حتى وصلوا صعيدها وأقاموا فى إدفو وجزيرة إلفنتين بأسوان، ثم قاموا بعد ذلك بالتنكر للمصريين بالتعاون مع المستعمر الفارسى ضد المصريين وهذا ما وثقته وثائق أو برديات جزيرة إلفنتين! ملكٌ اسمه (واح إيب رع) استنجد به الليبيون لينقذهم من تدفق المهاجرين اليونانيين، فخاف أن يرسل لهم جيش المرتزقة، وأرسل لهم بعض تشكيلاتٍ مصرية خالصة اتجهت للحدود الغربية. عرف المرتزقة اليونانيون فى الجيش المصرى فبعثوا لليونانيين فى ليبيا فأعدوا كمينا مشتركا للجيش المصرى وكادوا أن يبيدوه. الناجون من هذا الجيش المصرى عادوا وثاروا على الملك فتلاه ملكٌ آخر اسمه أحمس – وقطعا هو غير الملك العظيم أحمس - حاول استرضاء الجنود المصريين واحتواء غضب التجار المصريين وثورتهم ضد سيطرة الأجانب على التجارة. لكن هذا الملك عجز تماما عن فعل أى شىء. عجز عن طرد التجار الأجانب. كما عجز عن إبعاد مرتزقة الجيش الذين أصبحوا بالفعل القوة الفاعلة المسيطرة، لكنهم كانوا لا يدينون بالولاء لمصر. اتخذ هذا الملك عدة إجراءات لتهدئة ثورة وغضب المصريين لكنها لم تفلح واستمر هذا الغضب. حاول بناء تحصينات جديدة بها جنود مصريون، وحاول بناء معابد جديدة لإرضاء المصريين، وأنشأ حامياتٍ ومناطق توطن فى مناطق جديدة وحاول تشجعة المصريين على الإقامة بها. لكن هذه المحاولات لم تنجح فى تغيير الواقع من وقوع الاقتصاد المصرى تحت سيطرة التجار الأجانب المقيمين فى مصر، وسقوط الجيش تحت سيطرة المرتزقة. منذ ذلك التاريخ – بدء القرن الخامس قبل الميلاد – وحتى غزو الإسكندر لمصر عام 332 قبل الميلاد، كانت مصر تركض ركضا نحو مصيرها المظلم. لم يستسلم الشعب المصرى – كما يردد بعض الجاهلين بحقيقة ما حدث – أو يتقبل الخضوع للحكم الأجنبى أبدا. قام المصريون بثورات متلاحقة ضد كل محتلٍ طرق بابها فى هذه السنوات، وبعض تلك الثورات كانت قوية جدا ضد الفرس أطلق عليها الثورة الكبرى حوالى 410ق.م وبالتزامن مع هذه الثورات، كان المصريون يثورون ضد تغول وسيطرة المقيمين الأجانب على مفردات التجارة والاقتصاد والاستيلاء على الأراضى وعلى مناطق بعينها. حتى كان الغزو الأكبر حين غزا الإسكندر المقدونى مصر عام 332م لنفس الأسباب التى طمع بها كل الغزاة (الموقع الجغرافى – القمح – تجارة الورق – تفوق المصريين فى الصناعات مثل صناعة السفن وصناعة الأسلحة والمنسوجات والعلوم مثل علوم الطب والصيدلة والهندسة والعمارة). (6) قرارٌ خاطىءٌ واحدٌ وجه الضربة الأولى والأقوى لهدم ما شيدته مصر طوال قرونٍ سابقة. الجيش المصرى كان ركنا فاصلا حاسما فى حماية الأرض والشعب والحضارة، بل كان هو ذاته من منجزات الحضارة المصرية. الروح القومية المصرية التى تقدس الأرض كانت هى الركن الثانى الحامى لهذه الدولة العظمى والذى لم يقل فى قيمته وأهميته عن الركن الأول. فلم يتورط الجيش المصرى طوال تاريخه قبل تحوله لجيش مرتزقة فى أية مشاهد مشينة كمشاهد الخيانة التى أصبحت تتكرر حين تحول إلى جيشٍ من المرتزقة وكأنها مشهدا عاديا. ولم تعرف الخيانة طريقها لمفردات المصريين الذين كانوا يضعون تقديس مصر رأسا برأس مع معتقداتهم الدينية. القرار الخاطىء الأول كان ضرب هذا الجيش أو تفكيكه بالمرتزقة أو هدم الأساس القائم عليه كجيش مصرى خالص بفتح أبوابه للمرتزقة. لو لم يحدث هذا لتغير تاريخ مصر كله. لنتخيل ذلك..هل كان سيستطيع الإسكندر احتلالها؟ وإن حدث – بصفته الجيش الأقوى وقتها – هل كان سيستمر هذا الاحتلال بعد موته وتمزيق دولته العظمى؟ بعد وفاته كان احتمالا قائما بقوة – لو كان الجيش المصرى ما زال قائما بنفس تكوينه الخالص – أن تسترد مصر استقلالها وتبدأ فترة تاريخية أخرى. ولو حدث هذا فقد كان واردا بقوة ألا تصبح مصر من ممتلكات الإمبراطورية الرومانية. وألا ينجح العرب فى غزوها! التاريخ كما حدث هو مصيرٌ مكتوب ولا شك، لكن عدم بحث أسباب حدوثه ليس قدرا ولا مصيرا وإنما تكاسلٌ مذموم يُعاقَب عليه مقترفوه! لكننى أعتقد أن الحدث الذى كان أكثر تأثيرا بالسلب وأكثر خطأ والذى كان له الكلمة الفصل فى صياغة تاريخ مصر بعد ذلك هو دخول عشرات الآلاف – أو ربما مئات الألاف لأننا لا نملك حصرا للأعداد وقتها – من الأجانب وسيطرتهم على مفردات الأنشطة الاقتصادية فى مصر. ولقد بدأوا بأهم محصول وأهم تجارة وهى تجارة القمح، ثم تسللوا لباقى المفردات. لأن ذلك قد أضعف العنصر البشرى المصرى الذى كان يمكنه – لو ظل على تماسكه وقوته الاقتصادية – أن يتدخل فى لحظةٍ ما ضد وجود المرتزقة فى الجيش المصرى. وهنا فأنا لا أتحدث عن وهمٍ بل عن محاولاتٍ وقعت بالفعل حين ثار الجنود المصريون على الملك (واح إيب رع) فأرسل لهم أحد قواده الذى تحدثتُ عنه (أحمس) فشعر المصريون بأنه يمكنه أن يكون ذلك القائد المصرى الذى يصوب أوضاع مصر. فنصبوه ملكا بالفعل! وتجاوب مع تذمر المصريين – التجار منهم خاصة - ضد الوجود الأجنبى وحاول استرضائهم، لكنه عجز عن تغيير الأمر الواقع. فلو أن الأمر فى تلك اللحظة كان متعلقا فقط بقصة المرتزقة لكان من السهولة بمكان أن يتحد العسكريون المصريون الثائرون تحت قيادة هذا الملك مع جموع المصريين لطرد هؤلاء المرتزقة من مصر أو تجريدهم من نفوذهم بالتدريج، وقد فعلها بعد ذلك بقرون محمد على باشا فى القلعة! أى لولا هذا – وجود تلك الأعداد الكبرى من الأجانب – لكان ممكنا للمصريين أن ينقضوا بالتعاون مع العناصر المصرية فى الجيش المصرى على قادة المرتزقة وأن يخوضوا معركة أو مواجهة مثل المواجهات الأقوى التى خاضوها بعد ذلك ضد الاحتلال الفارسى وهو الأكثر دموية. ولن أقبل حديثَ أحدهم ناصحا أنْ لو تفتح عمل الشيطان! فلو هنا تفتح العقولَ المغلقة لفهم ما حدث فى مصر واستيعابه. فتمنى عدم غزوها عسكريا وتمنى احتفاظها بشخصيتها واستقلالها لا علاقة له بأديان. فالديانة فكرة، والأفكار لا تحتاج لجيوشٍ لنشرها! (7) بعضُ الأحداث فى التاريخ نتجاهلها أو نمر عليها مرورَ العابرين، لكنها فى الحقيقة هى السر الأكبر. هى الإجابة الموضوعية لسؤالٍ مهم طالما سمعناه، وهى الرد القاطع على فكرة كاذبة وقحة طالما رددها بعضُ الجهال بالتاريخ من المصريين، وتبناها رسميا ودعائيا أعداؤهم. كيف رضى المصريون بهذا الكم والتنوع والتعدد للمحتلين الأجانب؟ هذا هو السؤال، أما الأكذوبة فهى تلك العبارة الساخرة المهينة..أن المصريين شعب خانعٌ استمرأ الخضوع. الحقيقة هى أن صيغة السؤال تقر شيئا وهميا كاذبا وكأنه حقيقة (رضاء المصريين بالحكم الأجنبى)، فالسؤال فاسدٌ تاريخيا. فالمصريون لم يرضوا أبدا بأن يحتل أرضَهم جيشٌ يتلوه آخر. لقد استغرق أمر إخضاع المصريين قسرا للحكم الأجنبى ما يقرب من ستة قرون كاملة..ستة قرون من المقاومة والثورات والتذمر والاضطراب ومحاولات العودة. هل استغرق إخضاعُ أى شعب فى العالم للاستعمار كل هذه القرون من الزمان غير الشعب المصرى؟! لم يرض المصريون، وقاوموا، وتم تجريدهم من قوتهم العسكرية أولا رغما عنهم. ثم تم إضعافهم إقتصاديا وأيضا رغما عنهم بمزاحمة عشرات الآلاف من الأجانب لهم فى منافساتٍ تجارية غير عادلة أو شريفة، حيث كان هؤلاء الأجانب يتمتعون بما هو أقرب للامتيازات الأجنبية التى وفرتها لهم قواتُ المرتزقة التى أتت من نفس البلاد التى ينتمون إليها، فى حين كانت السلطة السياسية المصرية المدنية الحامية لحقوق المصريين قد سقطتْ، وقوتهم العسكرية كانت تتعرض لمحاولات الإقصاء المتعمدة فانكشف ظهر المصريون فى تلك المنافسات التجارية. أعتقد أن سيطرة هؤلاء على اقتصاد مصر وتجارتها وبعض أراضيها وازدياد أعدادهم وتضاعفها مراتٍ ومراتٍ هو ما أسقط مصر تاريخيا ووضعها فى هذا النفق المظلم من الحكم الأجنبى منذ عصر الإسكندر الأكبر وحتى وصول محمد نجيب للحكم. وأنا هنا لستُ فى معرض تقييم كل فترة تاريخية بين هذين التاريخين – الإسكندر الأكبر ومحمد نجيب – لكننى أتحدث عن أسباب سقوط مصر تحت نير الحكم الأجنبى بعد أن كانت القوة الأعظم فى العالم القديم. كما ذكرت وفصلتُ فأنا لا أعتقد أن المرتزقة كانوا كلمة السر الأهم فى هذا السقوط لما أوردته من أسباب، لكننى أقدم هذه القراءة لهذه الفترات المظلمة من تاريخ مصر لأننى أعتقد أنها ربما تكون قراءة جديدة لمن يقرأها. وأقدمها الآن تحديدا - بعد أن قدمتها قبل ذلك بسنواتٍ ضمن رؤيتى الأشمل لقصة مصر وحضارتها وأسرار سقوطها خارج مدار الحضارة فى (الكتاب الأسود) – لأننى وبصراحة شديدة أدق بها ناقوس الخطر لعله يكون هناك من يسمع!