logo
أخبار العالم : أخطر الصفحات السرية من تاريخ مصر!

أخبار العالم : أخطر الصفحات السرية من تاريخ مصر!

الخميس 15 مايو 2025 04:15 مساءً
نافذة على العالم -
(1)
لم يحدث التاريخ لكى نضعه فى غرف سرية مغلقة. وفى دولة كبرى مثل مصر، هناك صفحاتٌ من التاريخ يجب أن يتم تعليقها تمائم وأحجبة فى رقاب أهل مصر حتى لا ينسوا. وإذا كانت قراءة تاريخ مصر فضيلة مستحبة لعموم المصريين، فإن قراءة صفحاتٍ بعينها منه وتعلمها وإدراك ما بها هو مما يجب أن يكون واجبا حتميا لكل من يتبوأ منصبا فى مصر – من مهنة المعلم وصولا لأعلى درجات السلم الوظيفى فى مصر- منذ وقوع أحداث تلك الصفحات وحتى تقوم قيامة الأرض. بل ويجب أن يكون اجتيازً دوراتٍ تثقيفية لدراسة تلك الصفحات شرطا لا يتم التنازل عنه من صلاحيات هؤلاء الذين خصصتُهم بالذكر لشغل ما يشغلونه من مواقع. فبدونها يصبح بعضُهم كمن يثقل كاهله بقربة ماء ضخمة يعتقد أنه يصنع خيرا بسقاية أهله وهو لا يرى تلك الثقوب الواسعة التى تمزق قربته!
هى صفحاتٌ أصبحت - بفعل عوامل كثيرة - أشبه بالصفحات السرية رغم أنها متاحة مباحة للجميع بين دفاف الموسوعات التاريخية. من عوامل نقلها من خانة العلن إلى الغرف المغلقة أنها لم تترك خلفها إرثا معماريا ضخما يطوف حوله العاشقون. حتى دارسى التاريخ والمشتغلين به لم يتوقفوا أمامها طويلا. فهؤلاء يقفزون فى حديثهم واهتماماتهم من انهيار مصر أواخر الدولة الحديثة حوالى منتصف القرن الحادى عشر قبل الميلاد مباشرة إلى عام 332ق.م حين غزا الإسكندرُ مصر، وكأن مصر فى القرون بين هذين التاريخين كانت خاوية على عروشها لا يسكنها بشرٌ ولم تحدث بها حوادثٌ جلل!
وبعض المنصفين منهم يقتطعون حدثا من هنا أو من هناك، لكننى أزعم أن غالبيتنا لم نتوقف أمام أهم وأخطر صفحات تاريخ مصر، والتى يمكنها أن تكون - لمن يدرك مدى خطورة ما حدث بها - شعاعا من نور يقيه ويقى مصر شر السقوط فى نفس الفخاخ. والتى يمكنها أيضا أن تكون - لمن يتجاهلها أو يجهلها - لعنة كبرى وكأنها تنتقم لنفسها من هذا التجاهل. هذه الفترة تحمل كل أسرار القرون التالية، وهى التى صاغت تاريخ مصر لأكثر من عشرين قرنا آتية ووجهت ذلك التاريخ إلى ما آل إليه ونعرفه جميعا من استبعاد المصريين من حكم بلادهم طوال هذه القرون العشرين!
(2)
لقد كانت مصر طوال تاريخها المكتوب مستهدفة من الجيران والأصدقاء سواء بسواء مع الأعداء. مستهدفة لموقعها الجغرافى، ولما قام به أبناؤها من حضارة على ضفاف النيل، ويمكن تلخيص أسباب الاستهداف بعبارة عبقرية لمرشدة سياحية مصرية (باصينلنا فى العيشة من قديم الزمن!) نعم يستكثرون على مصر ما حباها به الله، وما أنجزه شعبها فى فجر تاريخهم، ويحسدونها على موقعها الجغرافى. ثم لما أقام المصريون حضارتهم ورزقهم الله خيرا كثيرا بعد قرونٍ من الجهد الشاق والعمل الدؤوب، تحول استكثار المنحة الإلهية وتحول حسدهم لمصر عليها إلى طمع صريحٍ وشرٍ فى النفوس وغلٍ متوارث.
ثم تمت ترجمت كل هذا الشر النفسى والشره الجماعى فى الواقع إلى محاولاتٍ لم تتوقف لسرقة ما أنجزه المصريون بالعرق والدم، وذلك بالتخطيط المنظم عسكريا وسياسيا. وأيضا بإرسال الرسل والجواسيس فى صورة تجار، أو مجرد أفرادٍ عاديين باحثين عن عمل بأعدادٍ كبيرة يتجولون فى مصر من أدناها إلى أقصاها، ويسكنون فى القرى النائية، ويسجلون فى عقولهم أو كتابة كل ما يرون وكل ما تمتلكه مصر من قوة ونقاط ضعفٍ، ثم يعودون بعد أن يكون المصريون قد أكرموا وفادتهم ومنحوهم الأمان وخير التجارة. يعودون لمن أرسلوهم بكنوزٍ من الخيرات، وأيضا بكنوزٍ من المعلومات لكشف مصر من الداخل تفصيلا. تعاملت المملكة المصرية منذ فجر تاريخها مع هذه الأطماع والتهديدات العسكرية الصريحة بقوة، فأسست أقدم جيوش العالم المنظمة وأنشأت نقاط الحدود، وأسست لنفسها مجموعة قيم أخلاقية تحكم علاقاتها مع جيرانها فآثرت السلام والتبادل التجارى رغم قدرتها العسكرية على اجتياح جميع بلدان الجيران. لم تبخل عليهم أوقات محنهم التى لم تتوقف من ظروف معيشية صعبة، أو صراعات داخلية تلقى على حدود مصر بالباحثين عن الأمان والعيش، فعرفت مصر مبكرا جدا فكرة استضافة بعض أفراد الجيران فى تلك الظروف، ولدينا آلاف الوثائق التى تثبت هذا، حتى أن اليهود بعد السبى البابلى لم يجدوا غير أبواب مصر ليقصدوها. قوة المملكة المصرية خلق توازنا بين هذه المفردات، وبين الحفاظ على هوية مصر ومصالح شعبها.
(3)
ثم نصل إلى تاريخٍ أو حدثٍ فاصل لم تصبح مصرُ بعده أبدا كما كانت قبله. لم يكن هذا الحدث هو غزو عسكرى فقط، لأن مصر كانت قد تعرضت بالفعل قبله لغزوها من قبل الهكسوس لأول مرة فى تاريخها بعد انهيار الدولة الوسطى حوالى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وتجاوزت هذا الغزو، بل وجعلته نقطة إنطلاقٍ كبرى لتأسيس مملكتها الأعظم. لكن ذلك التاريخ أو الحدث الفاصل الذى أعنيه كان بعد ذلك بقرون طويلةٍ وتحديدا فى النصف الأول من القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وذلك حين تعرضتْ فى عصر الملك العظيم رمسيس الثالث لأخطر وأضخم موجات غزو فى تاريخها وهو ما يعرف بموجات شعوب البحر. بدأت إرهاصات هذا الحدث قبل وصول الملك رمسيس الثالث للحكم وتقريبا فى عصر الملك مرنبتاح ابن الملك المعظم رمسيس الثانى فى نهايات القرن الثالث عشر قبل الميلاد. عشرات الآلاف من خليط من الأجناس قررت أن تستولى على مصر للأبد. الهجوم برا وبحرا. عمليات إنزال على الشواطىء الليبية والآلاف يجتاحون القبائل الليبية، وبعض تلك القبائل تتوافق معهم وتنضم للتحالف.. فيهاجمون معا حدود مصر الغربية عصر الملك مرنبتاح فيسحقهم ويحضر معه آلاف الأسرى إلى مصر. ويرتكب الخطأ الأول بأن يضعهم فيما يشبه المستعمرات الحربية لكى يجدوا بعد جيلين طريقهم للجيش المصرى كمرتزقة! لو انتهت القصة عند هذا الحد لما كان هناك خطرٌ داهم على عموم مصر.
لكن، وفى عصر رمسيس الثالث عاودت هذه الموجات محاولاتها بشكل أكثر شراسة وبأعداد أضخم. عشرات الآلاف يهاجمون مباشرة سواحل مصر شمالا، وآخرون يهاجمونها برا من الشرق..بخلاف الذين استوطنوا سابقا الأراضى الليبية واندمجوا مع قبائلها واندمجوا مع الأعداد الجديدة التى تم إنزالها فقاموا بمهاجمة مصر غربا بالتزامن مع الآخرين. ثلاث موجات عنيفة فى غضون أقل من عشر سنوات ستغير – مع مفردات أخرى ترتبت عليها – تاريخ مصر للأبد. نجح رمسيس الثالث عسكريا برا وبحرا فى صد الهجوم وأسر عشرات الآلاف ألقى بهم فى نفس المستعمرات الحربية التى أصبحت فى أكثر من موقع فى مصر. كان ذلك هو الظهور الأول للماليك فى مصر! أجانبٌ من شتى بقاع البلدان لا تربطهم بمصر رابطة أرض أو ديانة أو انتماء، بل جاءوا غزاة يملأ الطمع والشره نفوسهم تجاه مصر وأهلها. لقد ارتكب هذا الملك – رغم عظمة ما قام به – خطأ استراتيجيا سيكلف مصر بعده كثيرا جدا جدا!
أجيالٌ أخرى من نسل هؤلاء نشأوا نشأة عسكرية لا ولاء لهم إلا لمصالحهم، وجدوا طريقهم أيضا إلى الجيش المصرى كمرتزقة، وبدأوا فى التسلل للمناصب القيادية حتى أصبحوا بعد أقل من قرنٍ يتحكمون تقريبا فى جسد هذا الجيش. تزامن مع خطأ رمسيس الثالث ضعفُ مَن خلفوه فى الحكمُ، مع اشتداد وتغول قوة رجال الدين. وفى أقل من ثمانين عاما من وفاته قفز رجالُ الدين هؤلاء – ولأول مرة فى تاريخ مصر – إلى العرش ليكونوا أول أسرة ملكية مصرية من الكهنة. كان ذلك نهايات القرن الحادى عشر قبل الميلاد. أى أن هذا الملك العظيم ترك لخلفه الذين لم يكونوا على قدر قوته ما لم يستطيعوا مواجهته أو تغييره.
(4)
كان هذا هو المشهد فى مصر..انهيار السلطة السياسية المدنية، وسيطرةُ المؤسسة الدينية عليها بأن نصبت كاهنا لحكم مصر.. بدءُ سيطرة المماليك على الجيش المصرى ومناصبه الكبرى وقياداته. فقدت مصرُ مكانتها الدولية وأصبح مبعوثوها يُعامَلَون باستهانة شديدة وصلت لتعمد إهانتهم – وثيقة ون أمون – وانقسمت مصرُ مرة ثانية لشمالٍ وجنوب. دمر كهنة أمون يقينَ المصريين بوجود عدلٍ حقيقى، ودمروا ما أنجزته مصر فى مجال التحاكم القانونى، وأصبحت المحاكم لا قيمة لها، والكلمة العليا فى كل شكوى أصبحت هى ما يحكم به الإله والذى ينطق به الكاهن الأكبر باستلهام وحى أمون. متد نفوذ الكهنة إلى تعيين الموظفين بالرشاوى الصريحة لأول مرة فى تاريخ مصر. بدأ فى مصر انهيار ما شيده المصريون من حضارة مادية وقيمية.
بدأ كبار المرتزقة فى إثارة القلاقل فى مصر، والقيام بالنهب والسرقة وأثاروا الفوضى والإضطراب تماما كما نعرف عن سلوك مماليك العصور الوسطى. مع كل هذا، كان لا يزال هناك أملٌ فى استعادة المصريين لبلادهم وحضارتهم والعودة لعصور الإزدهار، لأن هناك الطرفُ الأهم وهو الشعب المصرى كان لا يزال متماسكا يقوم بزراعة أرضه ولم تتوقف أنشطته التجارية والصناعية حتى مع تدهور بعض مظاهرها. السلطة السياسية المدنية قد سقطت بتغول السلطة الدينية عليها. القوة الصلبة أو الجيش بدأ فى طريق التفكك وسيطرة المماليك عليه. لكن بقيت الأرض وبقى الشعب وهما نصف المعادلة وهما نصف الأساطين الأربعة التى قامت عليها الحضارة المصرية لأكثر من ألفى عامٍ قبل ذلك التاريخ.
لكن ما حدث أو بدأ فى الحدوث فى هذا التوقيت تحديدا سوف يقضى على هذا الأمل وسوف يلقى بمصر فيما آلتْ إليه. لم تكن هناك لا سلطة سياسية ولا جيش مصرى وطنى بمعناه السابق لحماية العنصرين الآخرين – الشعب والأرض – من العبث بهما. هذا هو التاريخ أو الحدث الفاصل الذى أشرتُ إليه، وهذا هو الحدث الحاسم الذى سيغير وجه تاريخ مصر، وهذا ما يجب أن نقرأه جميعا قراءة صحيحة وألا نستهين به.
ما حدث أن أبواب مصر قد أصبحت مفتوحة على مصارعها دون حامٍ أو ضابطٍ أمام عشرات الآلاف من المدنيين الأجانب – من غير المرتزقة العسكريين – من تجار وعاطلين باحثين عن الاستفادة من هذا المشهد الذى كان بعيد المنال أمام أسلافهم. فتح المرتزقة الأبوابَ لإدخال آلاف المرتزقة القادمين من جزر البحر المتوسط ومن اليونان. ولحق هؤلاء آلافٌ من بنى جلدتهم الذين كانت أقصى غايات أسلافهم هى أن يزوروا مصر فقط. فجأة وجدوا حدودَ مصر مباحة لهم فقدموا بحرا وبرا بأعداد بالغة الضخامة. بدأ هؤلاء فى استيطان أماكن بعينها بأعداد كبيرة مكونين ما يشبه مستعمراتٍ خاصة بهم تحت حماية المرتزقة.
لم ينتظر اليهود والسوريون طويلا، فاكتسحت أعدادٌ كبرى منهم أرضَ مصر. بدأت تتكون فى مصر مراكز قوى اقتصادية من كلٍ من اليهود والسوريين واليونانيين وباقى جزر البحر المتوسط. بدأوا فى محاولات السيطرة على تجارة القمح المصرية من التجار المصريين. تكدست الثروات فى أيديهم وفقد التجار المصريون مصادر تجارتهم لصالح التجار اليونانيين والسوريين واليهود. وحين نصل لبدايات القرن السادس قبل الميلاد، يكون التاريخ قد بدأ بالفعل فى دورته القاتمة فى مصر. الجيش المصرى أصبح جيشا غالبيته الفاعلة من المرتزقة، والاقتصاد المصرى أصبح بالفعل فى قبضة غير المصريين. مشهد غزو قمبيز لمصر سبقه فرارُ قائدٍ من المرتزقة اليونانيين من الجيش (المصرى) ولقائه بقمبيز وإطلاعه على تفاصيل استحكامات الثغور المصرية، بل وخطط معه لتفاصيل غزو مصر! وحين حدث الغزو ساعدتْ قبائلٌ على الحدود الشرقية الجيشَ الغازى بإبل محملة بقرب المياه. ثم فى المواجهة العسكرية انهزم وارتد جيشُ المرتزقة المسمى كذبا الجيش المصرى!
(5)
استمر ملوكُ مصر فى السقوط درجة بعد الأخرى، وحتى الذى حاول إعادة بعث المملكة – الملك بسماتيك منتصف القرن السادس قبل الميلاد – سقط مشروعه أو بالأحرى لم يستطع تغيير واقع جيش المرتزقة. بعد السبى البابلى وتدمير الهيكل اليهودى، تدفق آلاف اللاجئين اليهود لمصر، وبلغ الكرمُ المصرى وقتها أنْ تم منحهم قطعة أرض فى الدلتا لإقامة هيكل يهودى، وانتشرت الجالية اليهودية فى عموم مصر حتى وصلوا صعيدها وأقاموا فى إدفو وجزيرة إلفنتين بأسوان، ثم قاموا بعد ذلك بالتنكر للمصريين بالتعاون مع المستعمر الفارسى ضد المصريين وهذا ما وثقته وثائق أو برديات جزيرة إلفنتين!
ملكٌ اسمه (واح إيب رع) استنجد به الليبيون لينقذهم من تدفق المهاجرين اليونانيين، فخاف أن يرسل لهم جيش المرتزقة، وأرسل لهم بعض تشكيلاتٍ مصرية خالصة اتجهت للحدود الغربية. عرف المرتزقة اليونانيون فى الجيش المصرى فبعثوا لليونانيين فى ليبيا فأعدوا كمينا مشتركا للجيش المصرى وكادوا أن يبيدوه. الناجون من هذا الجيش المصرى عادوا وثاروا على الملك فتلاه ملكٌ آخر اسمه أحمس – وقطعا هو غير الملك العظيم أحمس - حاول استرضاء الجنود المصريين واحتواء غضب التجار المصريين وثورتهم ضد سيطرة الأجانب على التجارة.
لكن هذا الملك عجز تماما عن فعل أى شىء. عجز عن طرد التجار الأجانب. كما عجز عن إبعاد مرتزقة الجيش الذين أصبحوا بالفعل القوة الفاعلة المسيطرة، لكنهم كانوا لا يدينون بالولاء لمصر. اتخذ هذا الملك عدة إجراءات لتهدئة ثورة وغضب المصريين لكنها لم تفلح واستمر هذا الغضب. حاول بناء تحصينات جديدة بها جنود مصريون، وحاول بناء معابد جديدة لإرضاء المصريين، وأنشأ حامياتٍ ومناطق توطن فى مناطق جديدة وحاول تشجعة المصريين على الإقامة بها. لكن هذه المحاولات لم تنجح فى تغيير الواقع من وقوع الاقتصاد المصرى تحت سيطرة التجار الأجانب المقيمين فى مصر، وسقوط الجيش تحت سيطرة المرتزقة.
منذ ذلك التاريخ – بدء القرن الخامس قبل الميلاد – وحتى غزو الإسكندر لمصر عام 332 قبل الميلاد، كانت مصر تركض ركضا نحو مصيرها المظلم. لم يستسلم الشعب المصرى – كما يردد بعض الجاهلين بحقيقة ما حدث – أو يتقبل الخضوع للحكم الأجنبى أبدا. قام المصريون بثورات متلاحقة ضد كل محتلٍ طرق بابها فى هذه السنوات، وبعض تلك الثورات كانت قوية جدا ضد الفرس أطلق عليها الثورة الكبرى حوالى 410ق.م وبالتزامن مع هذه الثورات، كان المصريون يثورون ضد تغول وسيطرة المقيمين الأجانب على مفردات التجارة والاقتصاد والاستيلاء على الأراضى وعلى مناطق بعينها. حتى كان الغزو الأكبر حين غزا الإسكندر المقدونى مصر عام 332م لنفس الأسباب التى طمع بها كل الغزاة (الموقع الجغرافى – القمح – تجارة الورق – تفوق المصريين فى الصناعات مثل صناعة السفن وصناعة الأسلحة والمنسوجات والعلوم مثل علوم الطب والصيدلة والهندسة والعمارة).
(6)
قرارٌ خاطىءٌ واحدٌ وجه الضربة الأولى والأقوى لهدم ما شيدته مصر طوال قرونٍ سابقة. الجيش المصرى كان ركنا فاصلا حاسما فى حماية الأرض والشعب والحضارة، بل كان هو ذاته من منجزات الحضارة المصرية. الروح القومية المصرية التى تقدس الأرض كانت هى الركن الثانى الحامى لهذه الدولة العظمى والذى لم يقل فى قيمته وأهميته عن الركن الأول. فلم يتورط الجيش المصرى طوال تاريخه قبل تحوله لجيش مرتزقة فى أية مشاهد مشينة كمشاهد الخيانة التى أصبحت تتكرر حين تحول إلى جيشٍ من المرتزقة وكأنها مشهدا عاديا. ولم تعرف الخيانة طريقها لمفردات المصريين الذين كانوا يضعون تقديس مصر رأسا برأس مع معتقداتهم الدينية. القرار الخاطىء الأول كان ضرب هذا الجيش أو تفكيكه بالمرتزقة أو هدم الأساس القائم عليه كجيش مصرى خالص بفتح أبوابه للمرتزقة.
لو لم يحدث هذا لتغير تاريخ مصر كله. لنتخيل ذلك..هل كان سيستطيع الإسكندر احتلالها؟ وإن حدث – بصفته الجيش الأقوى وقتها – هل كان سيستمر هذا الاحتلال بعد موته وتمزيق دولته العظمى؟ بعد وفاته كان احتمالا قائما بقوة – لو كان الجيش المصرى ما زال قائما بنفس تكوينه الخالص – أن تسترد مصر استقلالها وتبدأ فترة تاريخية أخرى. ولو حدث هذا فقد كان واردا بقوة ألا تصبح مصر من ممتلكات الإمبراطورية الرومانية. وألا ينجح العرب فى غزوها! التاريخ كما حدث هو مصيرٌ مكتوب ولا شك، لكن عدم بحث أسباب حدوثه ليس قدرا ولا مصيرا وإنما تكاسلٌ مذموم يُعاقَب عليه مقترفوه!
لكننى أعتقد أن الحدث الذى كان أكثر تأثيرا بالسلب وأكثر خطأ والذى كان له الكلمة الفصل فى صياغة تاريخ مصر بعد ذلك هو دخول عشرات الآلاف – أو ربما مئات الألاف لأننا لا نملك حصرا للأعداد وقتها – من الأجانب وسيطرتهم على مفردات الأنشطة الاقتصادية فى مصر. ولقد بدأوا بأهم محصول وأهم تجارة وهى تجارة القمح، ثم تسللوا لباقى المفردات. لأن ذلك قد أضعف العنصر البشرى المصرى الذى كان يمكنه – لو ظل على تماسكه وقوته الاقتصادية – أن يتدخل فى لحظةٍ ما ضد وجود المرتزقة فى الجيش المصرى. وهنا فأنا لا أتحدث عن وهمٍ بل عن محاولاتٍ وقعت بالفعل حين ثار الجنود المصريون على الملك (واح إيب رع) فأرسل لهم أحد قواده الذى تحدثتُ عنه (أحمس) فشعر المصريون بأنه يمكنه أن يكون ذلك القائد المصرى الذى يصوب أوضاع مصر. فنصبوه ملكا بالفعل! وتجاوب مع تذمر المصريين – التجار منهم خاصة - ضد الوجود الأجنبى وحاول استرضائهم، لكنه عجز عن تغيير الأمر الواقع. فلو أن الأمر فى تلك اللحظة كان متعلقا فقط بقصة المرتزقة لكان من السهولة بمكان أن يتحد العسكريون المصريون الثائرون تحت قيادة هذا الملك مع جموع المصريين لطرد هؤلاء المرتزقة من مصر أو تجريدهم من نفوذهم بالتدريج، وقد فعلها بعد ذلك بقرون محمد على باشا فى القلعة!
أى لولا هذا – وجود تلك الأعداد الكبرى من الأجانب – لكان ممكنا للمصريين أن ينقضوا بالتعاون مع العناصر المصرية فى الجيش المصرى على قادة المرتزقة وأن يخوضوا معركة أو مواجهة مثل المواجهات الأقوى التى خاضوها بعد ذلك ضد الاحتلال الفارسى وهو الأكثر دموية.
ولن أقبل حديثَ أحدهم ناصحا أنْ لو تفتح عمل الشيطان! فلو هنا تفتح العقولَ المغلقة لفهم ما حدث فى مصر واستيعابه. فتمنى عدم غزوها عسكريا وتمنى احتفاظها بشخصيتها واستقلالها لا علاقة له بأديان. فالديانة فكرة، والأفكار لا تحتاج لجيوشٍ لنشرها!
(7)
بعضُ الأحداث فى التاريخ نتجاهلها أو نمر عليها مرورَ العابرين، لكنها فى الحقيقة هى السر الأكبر. هى الإجابة الموضوعية لسؤالٍ مهم طالما سمعناه، وهى الرد القاطع على فكرة كاذبة وقحة طالما رددها بعضُ الجهال بالتاريخ من المصريين، وتبناها رسميا ودعائيا أعداؤهم. كيف رضى المصريون بهذا الكم والتنوع والتعدد للمحتلين الأجانب؟ هذا هو السؤال، أما الأكذوبة فهى تلك العبارة الساخرة المهينة..أن المصريين شعب خانعٌ استمرأ الخضوع.
الحقيقة هى أن صيغة السؤال تقر شيئا وهميا كاذبا وكأنه حقيقة (رضاء المصريين بالحكم الأجنبى)، فالسؤال فاسدٌ تاريخيا. فالمصريون لم يرضوا أبدا بأن يحتل أرضَهم جيشٌ يتلوه آخر. لقد استغرق أمر إخضاع المصريين قسرا للحكم الأجنبى ما يقرب من ستة قرون كاملة..ستة قرون من المقاومة والثورات والتذمر والاضطراب ومحاولات العودة. هل استغرق إخضاعُ أى شعب فى العالم للاستعمار كل هذه القرون من الزمان غير الشعب المصرى؟!
لم يرض المصريون، وقاوموا، وتم تجريدهم من قوتهم العسكرية أولا رغما عنهم. ثم تم إضعافهم إقتصاديا وأيضا رغما عنهم بمزاحمة عشرات الآلاف من الأجانب لهم فى منافساتٍ تجارية غير عادلة أو شريفة، حيث كان هؤلاء الأجانب يتمتعون بما هو أقرب للامتيازات الأجنبية التى وفرتها لهم قواتُ المرتزقة التى أتت من نفس البلاد التى ينتمون إليها، فى حين كانت السلطة السياسية المصرية المدنية الحامية لحقوق المصريين قد سقطتْ، وقوتهم العسكرية كانت تتعرض لمحاولات الإقصاء المتعمدة فانكشف ظهر المصريون فى تلك المنافسات التجارية. أعتقد أن سيطرة هؤلاء على اقتصاد مصر وتجارتها وبعض أراضيها وازدياد أعدادهم وتضاعفها مراتٍ ومراتٍ هو ما أسقط مصر تاريخيا ووضعها فى هذا النفق المظلم من الحكم الأجنبى منذ عصر الإسكندر الأكبر وحتى وصول محمد نجيب للحكم. وأنا هنا لستُ فى معرض تقييم كل فترة تاريخية بين هذين التاريخين – الإسكندر الأكبر ومحمد نجيب – لكننى أتحدث عن أسباب سقوط مصر تحت نير الحكم الأجنبى بعد أن كانت القوة الأعظم فى العالم القديم. كما ذكرت وفصلتُ فأنا لا أعتقد أن المرتزقة كانوا كلمة السر الأهم فى هذا السقوط لما أوردته من أسباب، لكننى أقدم هذه القراءة لهذه الفترات المظلمة من تاريخ مصر لأننى أعتقد أنها ربما تكون قراءة جديدة لمن يقرأها.
وأقدمها الآن تحديدا - بعد أن قدمتها قبل ذلك بسنواتٍ ضمن رؤيتى الأشمل لقصة مصر وحضارتها وأسرار سقوطها خارج مدار الحضارة فى (الكتاب الأسود) – لأننى وبصراحة شديدة أدق بها ناقوس الخطر لعله يكون هناك من يسمع!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدكتور علي جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية
الدكتور علي جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية

الدستور

timeمنذ 29 دقائق

  • الدستور

الدكتور علي جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي الديار المصرية الأسبق: "ما تتبعوش الشواذ، اتبعوا جمهور الأمة، وربنا أشار إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾." وأوضح جمعة، خلال بودكاست "مع نور الدين" المذاع على قناة الناس، أن هذه الآية تحمل دلالة عظيمة في اعتبار الجماعة، حتى لو أخطأت في بعض التفاصيل، موضحا: "افرض إن الناس كانوا غلطانين في رؤية هلال ذي الحجة، فحسبوا يوم عرفة خطأً، هل الحج باطل؟ لا، الحج محسوب، وربنا يستجيب؛ لأننا لا نشتغل بالحقائق الغيبية بل بما أمرنا الله به". وأشار مفتي الديار المصرية الأسبق، إلى حديث نبوي شريف يبسّط الفهم في هذا الباب، فقال: "النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس)، الناس كتير بيسألوا: السعودية صايمة ولا فاطرة؟ مصر صايمة ولا فاطرة؟ الإجابة: صوموا حيث صام الناس، وأفطروا حيث أفطروا". الدين لا يُبنى على هذه المعرفة المتخصصة وشبّه بعض الأمور الغيبية بحقيقة علمية، قائلًا: "الماء مكوّن من هيدروجين وأكسجين، والهيدروجين يشتعل، والأكسجين يساعد على الاشتعال، طيب هل هذا يجعل الماء نار؟ لأ طبعًا، رغم إن لو اتحلل يبقى نار، لكن إحنا مش مطالبين كمسلمين نعرف ده علشان نتوضى أو لا." وأكد مفتي الديار المصرية الأسبق، أن الدين لا يُبنى على هذه المعرفة المتخصصة، موضحا: "الكلام ده عرفناه حديثًا في المدارس، لكن المسلمين في العالم كله عبر القرون ما فقدوش إيمانهم لما ما عرفوش إن الماء نار إذا تحلل..فيه ناس بتجي تقول: مش هتوضى لأن الماء نار، ده تفكير غير منطقي، وغير سليم، وده نفس العقلية اللي تقول فقه الدليل أو الفقه الشعبي بشكل غير منضبط".

فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه
فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه

مصراوي

timeمنذ 35 دقائق

  • مصراوي

فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه

كتب - علي شبل: تلقى الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا حول مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية ومدى مسؤولياتها من حيث حقوق وواجبات الزوج تجاه زوجته، موضحًا أن القوامة ليست مجرد سلطة أو تحكم، بل هي تكليف وتحمل مسؤوليات كبيرة. وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "القوامة ليست بمعنى التسلط أو التحكم، بل هي مسؤولية يتحملها الرجل تجاه زوجته.. القوامة تعني أن الرجل هو المسؤول عن رعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها من مال، وحماية حقوق الزوجة، وهو مكلف بالإنفاق عليها وعلى أولاده في حال كان الزوج في وضع اقتصادي أفضل من الزوجة." وأشار عويضة إلى أن بعض الناس يفهمون القوامة بشكل مغلوط، حيث يظنون أن القوامة تعني أن الرجل يجب أن يكون صاحب القرار الوحيد في الأسرة، وأن الزوجة ليس لها الحق في المناقشة أو اتخاذ القرارات. وأوضح قائلا: "القوامة مسؤولية، والشرع لم يجعل الرجل متسلطًا على زوجته، وإذا نظرنا إلى تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وحياته مع زوجاته، نجد أن هناك مشورة وحوارا دائما بينه وبين أمهات المؤمنين، على سبيل المثال، عندما قالت السيدة أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية: 'يا رسول الله، ماذا عن الهدي؟' آخذ برأيها، مما يدل على أن المرأة كانت لها القدرة على تقديم الرأي والمناقشة." وتابع: "الإسلام دعا الزوج إلى التشاور مع زوجته في الأمور المهمة، ولا مانع من أن يكون هناك أخذ ورد في الحوار، لا ينبغي للرجل أن يتخذ قرارات منفردة دون أن يستمع إلى رأي زوجته، فالحوار والتفاهم هما الأساس في بناء بيت مسلم قائم على التعاون والمشورة." وأضاف: "القوامة أيضًا مرتبطة بالمسؤولية المالية، حتى لو كانت الزوجة أغنى من زوجها، فالرجل هو المسؤول عن الإنفاق عليها وعلى أولاده، الشرع يجعل الرجل مسؤولًا عن توفير احتياجات الأسرة، ويجب أن ينفق من ماله على زوجته، ولا يُطلب من الزوجة أن تنفق من مالها الخاص، هذا يدل على أن القوامة تشمل المسؤولية الاقتصادية وكذلك العاطفية." وأكمل: "القوامة لا تعني أن الرجل فقط هو الذي يملك الحق في اتخاذ القرارات، بل يجب أن يكون هناك توازن، وفي بعض الحالات، قد يكون رأي الزوجة هو الصواب، كما حدث مع السيدة أم سلمة في صلح الحديبية، في الإسلام، المرأة لها رأي مسموع، ويجب أن يتعامل الزوج مع زوجته بالرحمة والاحترام."

ما هو مفهوم القوامة؟.. أمين الفتوى يجيب
ما هو مفهوم القوامة؟.. أمين الفتوى يجيب

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

ما هو مفهوم القوامة؟.. أمين الفتوى يجيب

كتبت -داليا الظنيني: أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية ومدى مسؤولياتها من حيث حقوق وواجبات الزوج تجاه زوجته، موضحًا أن القوامة ليست مجرد سلطة أو تحكم، بل هي تكليف وتحمل مسؤوليات كبيرة. وقال عويضة خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء:"القوامة ليست بمعنى التسلط أو التحكم، بل هي مسؤولية يتحملها الرجل تجاه زوجته.. القوامة تعني أن الرجل هو المسؤول عن رعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها من مال، وحماية حقوق الزوجة، وهو مكلف بالإنفاق عليها وعلى أولاده في حال كان الزوج في وضع اقتصادي أفضل من الزوجة." وأشار عويضة إلى أن بعض الناس يفهمون القوامة بشكل مغلوط، حيث يظنون أن القوامة تعني أن الرجل يجب أن يكون صاحب القرار الوحيد في الأسرة، وأن الزوجة ليس لها الحق في المناقشة أو اتخاذ القرارات. وأوضح قائلا: "القوامة مسؤولية، والشرع لم يجعل الرجل متسلطًا على زوجته، وإذا نظرنا إلى تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وحياته مع زوجاته، نجد أن هناك مشورة وحوار دائم بينه وبين أمهات المؤمنين، على سبيل المثال، عندما قالت السيدة أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية: 'يا رسول الله، ماذا عن الهدي؟' آخذ برأيها، مما يدل على أن المرأة كانت لها القدرة على تقديم الرأي والمناقشة." وتابع: "الإسلام دعا الزوج إلى التشاور مع زوجته في الأمور المهمة، ولا مانع من أن يكون هناك أخذ ورد في الحوار، لا ينبغي للرجل أن يتخذ قرارات منفردة دون أن يستمع إلى رأي زوجته، فالحوار والتفاهم هما الأساس في بناء بيت مسلم قائم على التعاون والمشورة." وأضاف: "القوامة أيضًا مرتبطة بالمسؤولية المالية، حتى لو كانت الزوجة أغنى من زوجها، فالرجل هو المسؤول عن الإنفاق عليها وعلى أولاده، الشرع يجعل الرجل مسؤولًا عن توفير احتياجات الأسرة، ويجب أن ينفق من ماله على زوجته، ولا يُطلب من الزوجة أن تنفق من مالها الخاص، هذا يدل على أن القوامة تشمل المسؤولية الاقتصادية وكذلك العاطفية." وأكمل: "القوامة لا تعني أن الرجل فقط هو الذي يملك الحق في اتخاذ القرارات، بل يجب أن يكون هناك توازن، وفي بعض الحالات، قد يكون رأي الزوجة هو الصواب، كما حدث مع السيدة أم سلمة في صلح الحديبية، في الإسلام، المرأة لها رأي مسموع، ويجب أن يتعامل الزوج مع زوجته بالرحمة والاحترام."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store