
الانفلات الأمني في إب اليمنية لمعاقبة منتقدي الفساد
تشهد محافظة إب اليمنية ازدياداً في الجرائم ووقائع الانفلات الأمني تثير هلع السكان وخوفهم، وتزامن مقتل شخص في ظروف غامضة بعد انتقاده فساد السلطات الحوثية واتهامها بالوقوف ضده في خلافات عائلية، مع إطلاق سجين متهم بجرائم خطيرة.
وعُثِر، الاثنين الماضي، على جثة فكري الجراني، من سكان مركز المحافظة التي تبعد 193 كيلومتراً عن جنوب صنعاء، خلف جامع عائشة وسط المدينة، وعليها آثار عدة طعنات، في حين التزمت أجهزة أمن الجماعة الحوثية الصمت، وسط مطالبة السكان لها بكشف غموض الجريمة وإلقاء القبض على منفذيها، وحمّلوها المسؤولية الكاملة عن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأمنية في المحافظة الخاضعة لسيطرتها.
وذكرت مصادر محلية مطلعة في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» أن السكان يتهمون أجهزة أمن الجماعة بالتعاطي المستهتر وغير المسؤول مع الجريمة، وعدم تفعيل أدوات التحري والتحقيق، والاكتفاء بزيارة موقعها والتحفظ على الجثة؛ خصوصاً أن الضحية كان يشتكي من تلقيه تهديدات باستهداف حياته وسلامته الجسدية.
وتساور سكان مدينة إب الشكوك بارتباط الجريمة بكتابات للقتيل على مواقع التواصل الاجتماعي هدد فيها بكشف فساد ونهب ممتلكات واستغلال للوظيفة العامة، إلى جانب تصريحه بتلقي تهديدات باستهداف حياته بعد خلافات عائلية حُرم بسببها من أولاده، واشتكى من فساد أجهزة الأمن والقضاء التي رفضت إنصافه وتجاهلت شكاواه.
ونقلت المصادر أن الواقعة زادت من استياء وسخط السكان من تدهور الأمن في المحافظة، وتقاعس أجهزة أمن الجماعة الحوثية في أداء مهامها، بل واتهامها في الوقت ذاته بالتواطؤ مع عصابات إجرامية، وتسهيل إفلاتها من المحاسبة والعقاب، وإطلاق سراح متهمين بجرائم خطيرة من السجون.
تهريب السجناء
جاءت هذه الواقعة بعد نحو أسبوع من هروب متهم بالشروع في القتل من سجن في المحافظة، يقول السكان إن قادة أمنيين في الجماعة الحوثية تواطأوا معه مقابل رشوة مالية.
وأوردت مصادر محلية أن المتهم جرى تهريبه من سجن قسم شرطة «مَيْتَم» في مديرية ريف إب، بعد دفع رشوة مالية لقادة أمنيين قُدرت بنحو 5 آلاف و600 دولار (3 ملايين ريال، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ534 ريالاً).
وشهدت محافظة إب خلال السنوات الماضية عدداً من حوادث هروب السجناء، سواء من السجن المركزي، حيث يقضي المتهمون عقوبتهم أو يخضعون للمحاكمة، أو من سجون أقسام الشرطة التي يحتجزون فيها قيد التحقيق فيما ينسب إليهم من اتهامات.
وفي فبراير (شباط) الماضي، تمكن 4 من المتهمين بقضايا جنائية، من الهروب من أحد السجون الاحتياطية التي تديرها الجماعة الحوثية في المحافظة إلى جهة مجهولة، بالتزامن مع جريمة قتل ارتكبها سجين فار في مدينة القاعدة جنوبي المحافظة، ولا يزال الجاني طليقاً.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وجهت مصادر قانونية في مديرية ذي السفال التابعة لمحافظة إب، أصابع الاتهام لقيادات أمنية حوثية بإخراج الجاني من سجن أمن المحافظة بصفقة مشبوهة، جرى فيها نقله إلى سجن قسم شرطة في مدينة القاعدة، حيث تمكن من الهروب رفقة محتجزين آخرين.
معاقبة منتقدي الفساد
شهدت الأسابيع الماضية من الشهر الحالي حوادث أمنية متفرقة اتهمت الجماعة الحوثية بارتكابها أو تدبيرها ضمن ما يقول السكان إنها مساعٍ لترهيبهم ونشر الفوضى والانقسام المجتمعي في أوساطهم.
وقال ناشط حقوقي في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» إن طبيعة الجرائم والحوادث الأمنية، إلى جانب ملاحقة الناشطين ومنتقدي الفساد، تجبر السكان على التزام الصمت خوفاً على حياتهم وسلامتهم.
وكشف الناشط، الذي طلب التحفظ على بياناته للحفاظ على سلامته، أن المحافظة تشهد خلال الأشهر الأخيرة وقائع انتهاكات متنوعة مرتبطة بانتقاد الفساد والنافذين الحوثيين.
ويجري، بحسب الناشط، ملاحقة الأفراد بسبب مواقفهم من قضايا الفساد، ليس فقط من خلال الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وحتى عبر الحديث عنها في اللقاءات العامة للسكان والأسواق ووسائل المواصلات في المدن والأرياف.
وأوضح الناشط أنه رصد ووثق عمليات مداهمة واقتحام للمنازل، جرى فيها انتهاك الحرمات والاعتداء على النساء والأطفال، ووصفه بالتحدي الصارخ لقيم وأعراف المجتمع التي تُجرم مثل هذه الممارسات، على خلفية حديث مالكي هذه المنازل أو ساكنيها عن وقائع فساد.
كانت إحدى الشخصيات الاجتماعية الموالية للحوثيين في المحافظة قد وقعت ضحية عملية اغتيال أشرف عليها أحد القادة الحوثيين أواخر الشهر الماضي، في واقعة عدّها السكان استمراراً لمسلسل تصفية الجماعة للموالين لها.
ووفقاً لمصادر محلية؛ فإن قيادياً حوثياً استغل خلافات بين الشيخ سام الحريمي، وإحدى العائلات على أراضٍ في مديرية حزم العدين، وساندت أفراداً من هذه العائلة لنصب كمين مسلح للحريمي أسفر عن مقتله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 35 دقائق
- اليمن الآن
توكل كرمان تفجر المفاجأة: إشادة بالبيض وهجوم ناري على صالح في ذكرى الوحدة
قالت الناشطة توكل كرمان:عيد وحدة مجيد، أجدد في هذا اليوم العظيم الذي شهد أعظم حدث في التاريخ العربي المعاصر. واضافت: إكباري واعتزازي بصانع الوحدة ومعلنها أبو اليمنيين الزعيم علي سالم البيض واختتمت:وأؤكد ازدرائي ومقتي وسخطي ومعي أجيال اليمنيين بمن غدر بالوحدة والجمهورية معا، المخلوع علي صالح ، الذي عاقبناه بثورة عظمى، أسقطت حكمه العائلي الفاشل والفاسد والمستبد إلى الأبد. الوحده توكل كرمان علي سالم البيض شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق وداعًا للخليج؟ اكتشف الدولة التي تمنح عمالتها 'غير المتعلمة' 5 آلاف دولار شهريًا! التالي البيض: خطاب الرئيس العليمي في ذكرى الوحدة نقطة تحول تاريخي


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
العدل الأمريكية تحقق في اختراق "كوين بيس".. القراصنة طلبوا فدية بـ20 مليون دولار
فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا رسميًا في حادثة اختراق منصة تداول العملات المشفرة "كوين بيس"، التي أفادت مؤخرًا بتعرضها لهجوم إلكتروني مكّن القراصنة من الوصول إلى بيانات العملاء، قبل أن يطالبوا بفدية قدرها 20 مليون دولار. ونقلت وكالة "بلومبرج" عن مصدر مطلع أن التحقيق يشمل محققين من القسم الجنائي بالوزارة في واشنطن، والذين يدرسون ملابسات الاختراق والجهات التي تقف خلفه. من جانبه، قال بول جريوال، كبير المسؤولين القانونيين في "كوين بيس"، إن الشركة أبلغت وزارة العدل إلى جانب وكالات إنفاذ القانون الأمريكية والدولية، وتعمل معها عن كثب، مضيفًا: "نرحب بأي تحرك لتوجيه اتهامات جنائية ضد هؤلاء المجرمين". وكانت "كوين بيس"، وهي أكبر منصة أمريكية لتداول العملات الرقمية، قد كشفت يوم الخميس أن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى النظام الداخلي من خلال دفع رشاوى لعناصر من فريق خدمة العملاء، في واحدة من أكثر الهجمات إثارة للقلق في قطاع الأصول الرقمية مؤخرًا. ويأتي التحقيق في وقت حساس يشهد اهتمامًا متزايدًا من السلطات الأمريكية بتنظيم قطاع العملات المشفرة، وسط مخاوف متصاعدة من مخاطر الأمن السيبراني وغسل الأموال.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
سويسرا تضغط على بنك "يو بي إس" لتعزيز رأس ماله بـ25 مليار دولار لمواجهة المخاطر
يعتزم المشرعون السويسريون فرض قانون يُلزم بنك "يو بي إس" بالاحتفاظ برأس مال إضافي يصل إلى 25 مليار دولار لتغطية الخسائر المحتملة، خصوصاً في فروعه الأجنبية التي يجب أن تغطي خسائرها بنسبة 100%. يأتي هذا الإجراء رغم معارضة إدارة البنك وعلى رأسها الرئيس التنفيذي سيرجيو إرموتي، مع بقاء مسودة القانون قيد المراجعة من قبل المجلس الاتحادي قبل تقديمها للبرلمان.