
معطيات تصعيديّة بالغة الخطورة بعد غارات الضاحية واتصالات لمنع التدهور
الغارات الإسرائيلية المدمّرة التي هزّت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الخميس، أرخت بثقلها على احتفالات أوّل أيام عيد الأضحى المبارك، وخصوصاً على السكان الذي أجبروا على إخلاء منازلهم وتشرّدوا لساعات في الشوارع ليلة العيد، في مشهد تكرّر للمرة الرابعة منذ اتفاق وقف إطلاق النار.
هذه الاعتداءات استدعت مشاورات عاجلة بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، كما دفعت الجانب اللبناني إلى التواصل مع الأميركيين والفرنسيين، بهدف منع تدهور الأوضاع الأمنية بشكل دراماتيكي على ابواب موسم الصيف.
وكتبت "النهار": بدأ غداة الغارات المدمرة التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت في ليلة عيد الأضحى أن معطيات تصعيدية بالغة الخطورة طرأت على الواقع اللبناني والمواجهة المفتوحة على خلفية تداعيات الإطاحة باتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل المعلن منذ تشرين الثاني الماضي بما يثير مخاوف عميقة على المدى المنظور.
ولم يكن خافياً القلق الذي تصاعد بقوة على موسم الاصطياف في ظل توقيت الهجوم الإسرائيلي الأعنف والأوسع والأشد تدميراً في أحياء الضاحية وهو الهجوم الرابع منذ إعلان وقف النار، وهو توقيت متعمد تماماً في ظل الالتباس والغموض وربما الفراغ الديبلوماسي الأميركي منذ صعدت إلى الواجهة إجراءات المناقلات والتغييرات التي تجريها إدارة ترامب في صفوف ديبلوماسيين وموفدين تسلموا ملفات الشرق الأوسط ومن بينهم مورغان أرتاغوس وكانوا يصنفون من الصقور المنحازين بقوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كذلك، فإن التوقيت متصل بالمشهد الداخلي السياسي الأمني في لبنان الذي شهد في الفترة الأخيرة تخفيفاً للاندفاعات المتعلقة بملف نزع سلاح حزب الله عبر التحركات السياسية الداخلية وربما لم يرق هذا الامر إسرائيل ودول أخرى وتركت أميركا لإسرائيل إطلاق ما تشاء من رسائل تجاه لبنان عبر الساحة المفتوحة والتهويل باستمرارها ما دام لبنان لا ينزع سلاح الحزب.
لكن التداعيات الجديدة التي برزت إلى واجهة التطور الميداني الأخير تمثلت في رفع نبرة لبنان الرسمي والجيش إن عبر لوم الولايات المتحدة الأميركية ضمناً وإن عبر التحذير الذي أطلقه الجيش للمرة الأولى باحتمال تجميد تعاونه مع اللجنة المعنية بالرقابة على وقف النار بعدما كشف إفشال إسرائيل لمسعاه لتجنب الغارات الإسرائيلية على الضاحية.
ولذا، سادت أجواء قاتمة في الساعات الأخيرة، إذ لم تظهر رهانات كبيرة على تحرك أميركي فعال من شأنه لجم الاختراقات الإسرائيلية واحتمالات المضي في عمليات أخرى ولو أن النبرة الرسمية العلنية لا تزال تركز على المسؤولية الأميركية في لجم إسرائيل.
في غضون ذلك، كشف مسؤول عسكري لبناني أن إسرائيل حالت دون قيام الجيش بتفتيش موقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل قصفه ليل الخميس، وقال: "أرسل الإسرائيليون خلال النهار رسالة مفادها أن هناك هدفا في الضاحية الجنوبية لبيروت يستفسرون عنه (للاشتباه) بأنه قد يحتوي أسلحة".
وأضاف: "استطلع الجيش اللبناني المكان الذي كان مشروع أبنية مدمرة، ورد الجيش عبر الميكانيزم (آلية وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف على تطبيقه) بأن المكان لا يحتوي على شيء".
وفي حين أشار الى أن الإسرائيليين لم يبعثوا بأي رسالة عبر لجنة الإشراف بشأن المواقع التي يعتزمون استهدافها خلال الليل، أوضح "عندما انتشر بيان أفيخاي أدرعي، حاول الجيش (اللبناني) أن يتجه إلى أول موقع أشار إليه لكن ضربات إسرائيلية تحذيرية حالت دون أن يكمل الجيش اللبناني مهمته". وتضم اللجنة لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وتتولى مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الساري بين اسرائيل وحزب الله منذ أواخر تشرين الثاني.
وكتبت "الشرق الاوسط": أكدت مصادر وزارية ان الجهود تواصلت للحد من الغارات، بما في ذلك من خلال اتصالات مع واشنطن استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.
وقالت هذه المصادر إن "الجواب الأميركي بداية كان أنه سيجري استيضاح الأمر من تل أبيب ليُبنى على الشيء مقتضاه»، موضحة أن هذا الرد جاء قبل أن تعلن إسرائيل أن ضرباتها كانت «منسقة مع أميركا".
وأكدت المصادر أن ما حدث "غير مقبول"، وأضاف: "موقف رئيس الجمهورية جوزيف عون واضح في هذا الإطار: لا يمكن القبول باستمرار العمليات الإسرائيلية على هذا النحو. لا يمكن أن تعمد تل أبيب إلى تنفيذ الضربات متى ما قرّرت ذلك".
في هذا السياق، كشفت قيادة الجيش في بيان أصدرته أمس أنها، "فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية لمنع وقوع الاعتداء، فيما توجهت دوريات إلى عدد من المواقع للكشف عليها بالرغم من رفض العدو للاقتراح". وأضافت في بيانها "تعيد قيادة الجيش تأكيد التزامها بتنفيذ القرار ١٧٠١ واتفاقية وقف الأعمال العدائية، وتلفت إلى أن إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية في ما خص الكشف على المواقع".
في المقابل، أفاد مصدر أمني إسرائيلي لمحطة "الحدث"، بأن الجيش اللبناني لم يُقدم على أي خطوة تجاه "مستودع تصنيع" تابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية، رغم تبلّغه معلومات عنه.
وأضاف المصدر أنَّ "الجانب الأميركي أوصل رسالتنا إلى الجيش اللبناني ومكتب رئاسة الجمهورية بشأن المستودع"، مشيراً إلى أن "واشنطن أبلغت بشكل رسمي السلطات اللبنانية عن وجود هذا المستودع".
وأشار إلى أن "الدولة اللبنانية لا تقوم بالكثير تجاه سلاح حزب الله شمال نهر الليطاني". وتابع: "يبدو أن الجيش اللبناني لم يتمكّن من التحرك تجاه المستودع بعد إبلاغه بالأمر".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
بعد مهاجمته ترامب.. البيت الابيض يردّ على ماسك
وصفت كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض، مزاعم الملياردير إيلون ماسك بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مذكور في وثائق تتعلق بقضية رجل الأعمال جيفري إبستين، بأنها 'مؤسفة'. وقالت ليفيت لشبكة 'سي إن إن': 'هذه حلقة مؤسفة لإيلون، الذي لم يرضه مشروع القانون الضخم والجميل، المتعلق بخفض الإنفاق الحكومي، لأنه لا يتضمن الأمور التي تهمه'. وكان ماسك قال إن الرئيس الأميركي مذكور ضمن وثائق عدة تتعلق بقضية رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية واستغلال جنسي. وكتب ماسك في تغريدة على منصة 'إكس': 'حان وقت المفاجأة الكبرى: دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها. يوما سعيدا دونالد ترامب!'. (روسيا اليوم)


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
قاض أميركي يوقف ترحيل أسرة المشتبه به في منفذ هجوم كولورادو
منع قاض اتحادي في ولاية كولورادو الأميركية، الأربعاء، إدارة الرئيس دونالد ترامب بصورة مؤقتة من ترحيل أسرة مصري يشتبه في ارتكابه هجوما بعبوات حارقة في بولدر بالولاية. وقال قاضي المحكمة الجزئية غوردون غالاغر إن ترحيل الأسرة المؤلفة من زوجته وأبنائه الخمسة دون إجراءات قانونية مناسبة قد يتسبب في 'ضرر لا يمكن إصلاحه'. وفقا لوثائق المحكمة، رفع محامون يمثلون أسرة المواطن المصري المتهم بإلقاء قنابل حارقة في مسيرة مؤيدة لإسرائيل في كولورادو يوم الأحد الماضي دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية اليوم الأربعاء تطالب بالإفراج عن أفراد الأسرة ومنع ترحيلهم. وقالت الدعوى، المرفوعة أمام محكمة اتحادية في كولورادو، إن هيام الجمل زوجة المشتبه به 'صُدمت عندما علمت أن زوجها (محمد صبري سليمان) قبض عليه لارتكابه عملا عنيفا ضد تجمع سلمي لأفراد يسعون للتذكير بالأسرى الإسرائيليين'. وطالبت الدعوى بالإفراج عن أفراد الأسرة بينما يسعون للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة. وأضافت الدعوى 'من المؤكد أنه من غير القانوني معاقبة الأفراد على جرائم أقاربهم. هذه الأساليب مثل العقاب الجماعي أو استهداف الأسر تنتهك أسس نظام العدالة الديمقراطية'.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم
اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس أن إيران هي أكبر دولة 'راعية للإرهاب' في العالم. وكتبت بروس على منصة 'إكس': 'إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. 'حماس' و'حزب الله' والحوثيون أورام خبيثة في تلك المنطقة، هدفها زعزعة الاستقرار والقتل والحفاظ على نوع من الفوضى التي تسمح لإيران بالاستمرار'. ويأتي منشور المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية بعد تقرير نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال' حول سعى إيران لتعزيز ترسانتها من الصواريخ البالستية عبر طلب آلاف الأطنان من مكونات حيوية من الصين، أبرزها 'بيركلورات الأمونيوم'، المستخدمة في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ. وأفادت مصادر مطلعة على الصفقة للصحيفة، بانه من المتوقع وصول شحنات من 'بيركلورات الأمونيوم' إلى إيران خلال الأشهر المقبلة، ورجح أحد المصادر أن ترسل طهران كميات منها إلى الجماعات الموالية لها ضمن ما يسمى 'بـ محور المقاومة'، وفي مقدمتها جماعة 'أنصار الله' في اليمن.