
بالأرقام.. تحويلات العاملين بالخارج تتجاوز الـ 5 تريليون دولار.. كيف تساهم في بناء الاقتصادات حول العالم؟.. الهند في الصدارة.. مصر بين أكبر الدول استقبالا للتحويلات
تشكل تحويلات المصريين بالخارج إحدى الروافد الأساسية لتوفير النقد الأجنبي للاقتصاد المصري، وفي السنوات الأخيرة تحولت تحويلات العاملين إلى المصدر الأبرز للعملة الصعبة مع تحقيقها العديد من القفزات غير المسبوقة في النمو المتلاحق للتحويلات لتمثل ثالث أكبر مصدر لتدفقات النقد الأجنبي لمصر، بعد الاستثمار الأجنبي المباشر وإيرادات السياحة.
وفي قفزة غير مسبوقة لتحويلات المصريين بالخارج، أعلن البنك المركزي نهاية شهر فبراير الماضي زيادة قدرها %51.3 فى حصيلة تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال 2024، مؤكدا أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج استمرت في تحقيق قفزات متتالية عقب الإجراءات الإصلاحية في مارس 2024.
بالأرقام.. تحويلات العاملين بالخارج حـول العـالم
بالنظر إلى البيانات فإن تحويلات العاملين بالخارج تأتي من حـوالي مليـار شـخص حـول العـالم، بمــا يمثــل شخصــا مــن كــل ســبعة أشــخاص، كمــا يرســل 200 مليـــون عامـــل بالخـــارج تحـــويلات إلـــى أوطـــانهم ســـنويا، ويســتفيد منهــا 800 مليــون شــخص (فــي أســر مكونــة مــن أربعة أفراد في المتوسط)، وفقا لتقرير حديث صادر عن رئاسة مجلس الوزراء .
ولفت التقرير إلى أنه على مدار السنوات العشرين الماضية، شهدت تدفقات التحويلات المالية عالميا نموا بمقدار خمسة أضعاف، وهو ما أدى بـدوره إلـى مواجهـة الأزمـات خاصـة فـي البلدان المتلقية، كما سـجلت قيمـة التحـويلات الماليـة للعـاملين بالخـارج علـى مســتوى العــالم نحــو 860.3 مليــار دولار أمريكــي فــي عــام 2023 مقارنـة بــ 835.6 مليـار دولار أمريكـي فـي عـام 2022.
وبلغت قيمة التحويلات المالية 860.3 مليار دولار أمريكي بنسبة ارتفاع بلغت 3.0%، فيما سجلت قيمة التحويلات المالية إلى البلـدان المنخفضـة والمتوسـطة الـدخل نحـو669.3 مليــار دولار أمريكــي فــي عــام ،2023 ً ويمثــل ذلــك نمــوا بنســبة %3.8 مقارنــة بعام 2022، وفقا لبيانات البنك الدولي.
الهند في الصدارة.. والتحويلات تتجاوز الـ 5 تريليون دولار
تشير بيانات البنك الدولي إلى أنه مــن المقــدر أن تســجل القيمــة المتوقعــة لتحــويلات العــاملين بالخــارج نحــو 5.4 تريليونــات دولار أمريكــي إلــى البلــدان الناميــة خـــــلال الفتـــــرة (2022 - 2030)، ومـــــن المقـــــدر أن يـــــتم ادخـــــار أو اســتثمار حــوالي 1.5 تريليــون دولار أمريكــي مــن إجمــالي الأمــوال المحولة.
واســـتحوذت الهنـــد علـــى النصـــيب الأكبـــر مـــن التحـــويلات الماليـــة للعـــاملين بالخـــارج فـــي عـــام ،2023 لتصـــل إلـــى 125.0 مليـــار دولار أمريكـــي، تلتهـــا المكســـيك بقيمـــة 67.0 مليـــار دولار أمريكـــي، ثـــم الهند الصين بقيمة 49.5 مليار دولار أمريكي.
وبالنظر إلى مصر سجلت قيمة تدفقات تحويلات العاملين بالخـارج داخـل مصـر نحــو 22.1 مليــار دولار أمريكــي فــي العــام المــالي /2022 ،2023 وأوضحت بيانات عام 2021 أن مصر اسـتقبلت نحـو %74.8 مـن التحـــــويلات الماليـــــة للعـاملين بالخـارج مـــــن دول كـل مـن (المملكــة العربيــة الســعودية، والإمــارات العربيــة المتحــدة، والكويت، والولايات المتحدة الأمريكية، وقطر".
ومن المتوقع أن ترتفع قيمة التحويلات المالية للعاملين بالخارج عالميا لتسـجل نحو 887 مليار دولار أمريكي في عام ،2024 بنسبة ارتفـاع بلغـت %3.1 مقارنـة بعـام .2023
60% من إجمالي دخل الأسر يأتي من تحويلات العاملين بالخارج، ويعتبر هذا بمثابة شريان الحياة لملايين الأسر. حيث يقوم العاملون بالخارج بتحويل ما يتراوح بين 200 إلى 300 دولار أمريكي في المتوسط إلى أوطانهم خلال مدة تتراوح من شهر إلى شهرين، وهو ما يمثل 15 % فقط مما يحصلون عليه من دخل.
75% من قيمة التحويلات المالية يتم استخدامها لتلبية الاحتياجات الغذائية وتغطية النفقات الطبية أو الرسوم المدرسية أو مصاريف السكن.
وفي أوقات الأزمات، قد يرسل العاملون بالخارج المزيد من الأموال إلى أوطانهم. أما النسبة المتبقية من التحويلات المالية البالغة 25 %، والتي تمثل أكثر من 150 مليار دولار أمريكي في السنة، فيتم ادخارها أو استثمارها في بناء الأصول أو القيام بأنشطة تدر الدخل وتولد الوظائف.
فرصة نمو هائلة في الخدمات المالية المبتكرة
70 دولة أو أكثر تعتمد على التحويلات المالية وتمثل حوالي %4 على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي، حيث تُعَد التحويلات المالية محركًا للنمو وخاصة في المناطق الريفية.
6% في المتوسط هي نسبة تكلفة عمليات تحويل الأموال من إجمالي المبلغ المحول، أي ضعف النسبة المستهدفة البالغة %3 والمحددة في أهداف التنمية المستدامة، مما يعطي التحويلات المالية فرصة نمو هائلة في الخدمات المالية المبتكرة من خلال تحويل الأموال عبر الهواتف المتنقلة وتقنية (Block Chain) سلسلة الكتل لإحداث تحول جذري في الأسواق، وخفض تكلفة تحويل الأموال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو
نفى هاني يونس، المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء، المعلومات المتداولة بوسائل التواصل الاجتماعي والتي ادعت تصدير فاكهة المانجو من مصر للخارج عام 2014 بقيمة 113 مليون دولار، بينما تم استيراد عصير مانجو بقيمة 234 مليون دولار. معلومات عارية عن الصحة بشأن تصدير المانجو وأوضح هاني يونس، أن هذه المعلومات عارية تمامًا عن الصحة، وتصنف بأنها "حرب شائعات"، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات المغلوطة منسوبة على غير الحقيقة لمصلحة الجمارك التي لم تصدر أي بيانات بهذا الشأن ومنشورة على أحد المواقع عبر تزييف لوجو الموقع الذي لم ينشر هذه المعلومات من الأساس. حرب الشائعات وقال هاني يونس، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان "حرب الشائعات": إن المعلومات الصحيحة والصادرة عن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات هي أنه خلال العام الميلادي 2024 تم تصدير فاكهة المانجو الطازجة بقيمة 143 مليون دولار، فيما تم استيراد فاكهة المانجو الطازجة من الخارج بقيمة 4 آلاف دولار، كما تم تصدير عصير المانجو بقيمة 7 ملايين دولار، واستيراد عصير مانجو بقيمه 377 ألف دولار. معلومات وشائعات على المواقع والصفحات ودعا المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بالتحقق مما يتم نشره من معلومات وشائعات على المواقع والصفحات المختلفة قبل القيام بإعادة نشرها مرة أخرى، خاصة أن مصلحة الجمارك لما يصدر عنها هذا الكلام، ولا الموقع المنسوب له المعلومات نشر هذا الكلام أصلًا.


الموجز
منذ 2 ساعات
- الموجز
ترامب يشعل حربًا تجارية جديدة مع أوروبا.. ورسوم الـ50% تهز الأسواق العالمية
في خطوة مفاجئة تهدد بإشعال فتيل حرب تجارية جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، اعتبارًا من الأول من يونيو، وذلك بعد انهيار المفاوضات التجارية بين الجانبين. نشر ترامب قراره عبر منصته "تروث سوشيال"، واتهم الاتحاد الأوروبي بأنه "تكوّن لاستغلال الولايات المتحدة تجاريًا"، مشيرًا إلى أن المحادثات لم تحقق أي تقدم. وفي تصريحات متلفزة، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن مفاوضات بلاده مع دول مثل الهند والمملكة المتحدة تسير بإيجابية، مشيرًا إلى وجود 18 شريكًا تجاريًا يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي. أثار القرار موجة من الانتقادات في العواصم الأوروبية، حيث وصف رئيس الوزراء الأيرلندي الخطوة بأنها "مخيبة للآمال"، بينما أكدت الحكومة الألمانية أن فرض رسوم إضافية "لا يخدم مصالح أحد". وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أجرى المفوض الأوروبي للتجارة، ماروش شيفكوفيتش، اتصالًا هاتفيًا مع ممثل التجارة الأمريكي جاميسون جرير، في إطار جهود دبلوماسية لتهدئة الأوضاع. تقارير إعلامية أوروبية أشارت إلى أن اللجنة الأوروبية "لا تزال تحاول فهم نوايا واشنطن" وسط حالة من الغموض بشأن الموقف الأمريكي الحقيقي. تسبب الإعلان في اضطرابات حادة بالأسواق المالية العالمية، حيث انهارت مؤشرات البورصات الأوروبية، وتراجعت بورصة ميلانو بأكثر من 3%، فيما فقدت أسهم كبرى البنوك والشركات الإيطالية ما يصل إلى 7%. وفي وول ستريت، تراجعت مؤشرات داو جونز وستاندرد أند بورز وناسداك بنسب متفاوتة، وسط موجة بيع واسعة النطاق. وشهدت شركة "أبل" ضربة قوية، بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على هواتف الآيفون المُصنعة خارج الولايات المتحدة، مما أدى إلى انخفاض أسهمها 4% وخسارتها أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال ساعات. ارتفع سعر الذهب بنسبة 1.5% ليبلغ نحو 3350 دولارًا للأونصة، في ظل تزايد الإقبال على الأصول الآمنة وتوقع خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة. وعلى الجانب الآخر، تراجعت أسعار النفط والغاز بنسب متفاوتة. وحذر كبير الاقتصاديين في بنك "بيرينبرج"، هولجر شميدينج، من أن "هذه خطوة تصعيدية خطيرة"، متوقعًا ردًا أوروبيًا قد يفاقم الأضرار الاقتصادية لكلا الطرفين.


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
الاقتصاد الأميركي.. و«اللايقين الاستراتيجي»
الاقتصاد الأميركي.. و«اللايقين الاستراتيجي» وفق كل المعايير، لايمكن التقليل من تأثيرات الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بين13و16 مايو الجاري، الى المملكة العربية السعودية وقطروالإمارات العربية المتحدة. ومع الأخذ بالاعتبار أهميتها «الاستثمارية»، بجمع صفقات بنحو 4 تريليونات دولار، لايمكن التقليل من أهميتها «السياسية والأمنية»، حيث شكلت حدثاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، مع التأكيد على دور الخليج العربي «محور استقطاب» إقليمي ودولي. وعندما وصف ترامب الاتفاقيات التي وقعت أثناء الزيارة، بأنها «أكبر صفقات من نوعها في التاريخ»، كان يبعث رسائل الى الداخل الأميركي، تساعده في تجاوز بعض الركود الذي أصاب الأسواق، جراء رفع منسوب الرسوم الجمركية على السلع الخارجية، ويرد التحية لكبرى الشركات والمؤسسات التي وقفت معه في حملته الإنتخابية. ولكن بعد عودته الى واشنطن، يواجه ترامب تداعيات إعلان «موديز»عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من درجة ممتاز«AAA»، وهي الأعلى، إلى درجة «1A A»، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وذلك نتيجة مجموعة عوامل متداخلة تعكس هشاشة الوضع المالي العام، وتفاقم الضغوط المستقبلية على الميزانية الفيدرالية.ولعل أهمها، الارتفاع الحاد في الدين العام الذي سيواصل مساره التصاعدي، وتبرزتكلفة خدمة هذا الدين البالغة نحو تريليون دولار سنوياً، كعبء إضافي على المالية العامة. والأكثر خطورة في هذا السياق، أن قرار«موديز» يسلط الضوء على العجز السياسي في مواجهة الأزمة. وحذر بأنه في «حال استمرت هذه الديناميكية من دون تدخل حاسم، فقد لايكون خفض التصنيف الحالي هو الأخير، ما يهدد بتقويض مكانة الدولار، كعملة احتياط عالمية، ويعرض الأسواق العالمية لتقلبات غير مسبوقة». لقد سبق لوزير الخزانة سكوت بيسنت أن استدرك مبكراً، ومحذراً من «احتمال معقول»، ببلوغ سقف الدين في أغسطس المقبل، و«حض الكونجرس على زيادة أو تعليق (هذا السقف) بحلول منتصف يوليو، قبل عطلته الصيفية، وذلك لحماية الثقة الكاملة بالولايات المتحدة وسمعتها»، بتجنب خطر تخلف الحكومة عن سداد مستحقاتها. وأوضح بيسنت في رسالة إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون«إن الفشل في تعليق أو زيادة حد الدين، من شأنه أن يثير الفوضى في نظامنا المالي، ويقلل من أمن أميركا ومكانتها القيادية العالمية». مع العلم أنه تم تجاوز سقف الإقتراض البالغ 36.2 تريليون دولار. ويخطط «الجمهوريون» لرفعه بمقدار4 أو5 تريليونات، ليتجاوز ال 40 تريليون دولار. لاشك في أن التحول المفاجئ في التوجهات الاستراتيجية لإدارة الرئيس ترامب، أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط الاستثمارية، حول مدى قدرة الولايات المتحدة للحفاظ على استقرارها الاقتصادي والسياسي، وساهم ذلك في تعميق حالة «عدم اليقين»، وإضعاف الثقة، خصوصاً أن سلسلة تقارير أميركية ودولية، عممت مخاوفها من مخاطرهذه«الحالة». ويرى المستثمرون أن لا شيء يزعجهم أكثر من«الغموض»، والفيديرالي ليس في موقع يمكنه أن يمنحهم «اليقين». لكن وزير الخزانة لا يؤيد مخاوف المستثمرين، وهو يسمي نهج ترامب سياسته التجارية بأنه «اللايقين الاستراتيجي»، في إشارة الى فكرة أن إبقاء الأطراف المقابلة على جهل بالهدف النهائي المنشود لأميركا، يمكن أن يساعد في الحصول على صفقات أفضل. وهو (أي ترامب) يسير في إتجاه معاكس لتطور التجارة العالمية، وهدفه من هذه السياسة، هو خلق النظام من الفوضى، وتنسيق نظام التعريفات الجمركية الفوضوي، ووضع قواعد تفاوض ثابتة، تسمح للدول بالاستفادة من ميزتها النسبية، والوصول إلى الأسواق الخارجية. *كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية.