logo
زيارة ولي العهد إلى اليابان.. دبلوماسية المستقبل ومرتكزات الشراكة الاستراتيجية

زيارة ولي العهد إلى اليابان.. دبلوماسية المستقبل ومرتكزات الشراكة الاستراتيجية

الدستور١٠-٠٥-٢٠٢٥

تحمل زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى اليابان دلالات عميقة تتجاوز البعد البروتوكولي، لتكشف عن تحوّل نوعي في فلسفة الدور الأردني في العلاقات الدولية، وخاصة في سياق التغيرات التكنولوجية والاقتصادية العالمية. فهي ليست زيارة مجاملة، بل خطوة محسوبة في اتجاه ترسيخ ما يمكن تسميته بـ»دبلوماسية المستقبل»، التي تضع الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الرقمي، وتمكين الشباب في صدارة أولويات الدولة الأردنية.
منذ عقود، اتسمت العلاقات الأردنية - اليابانية بالثبات والدعم المتبادل، سواء من حيث المساعدات الإنمائية أو التعاون في المحافل الدولية. لكن هذه الزيارة جاءت لتفتح أبوابًا جديدة في طبيعة تلك العلاقة؛ لم تعد اليابان مجرد مانح اقتصادي، بل شريك استراتيجي في صياغة المستقبل، وخاصة مع دخول الأردن مرحلة التحديث الشامل للدولة، سياسيًا واقتصاديًا وإداريًا.
لقاءات سمو ولي العهد مع كبار المسؤولين اليابانيين، وفي مقدمتهم ولي عهد اليابان ورئيس الوزراء، كانت منصّات لصياغة رؤية جديدة للتعاون تقوم على التكنولوجيا، الابتكار، والاقتصاد المعرفي. وهذه إشارات واضحة إلى أن الأردن يخرج من قوقعة العلاقة المانح - المتلقي، نحو علاقة متوازنة قائمة على تبادل المصالح وبناء القدرات. زيارة سموه للجناح الأردني في معرض «إكسبو 2025» المقام في أوساكا، والاحتفال باليوم الوطني الأردني، شكلت رسالة رمزية قوية أن الأردن حاضر على الخريطة الثقافية العالمية، ويمتلك ما يقدمه من تراث، إبداع، وإنسان. الحضور الأردني لم يكن فولكلوريًا فقط، بل هو تعبير عن دولة تؤمن بقوتها الناعمة وبأن الثقافة هي رافعة للتنمية والتواصل الحضاري.
الجزء الأهم في الزيارة تمثل في المحادثات التي تطرقت إلى التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتطوير السياسات المرتبطة بالروبوتات، وهي قضايا شديدة الحداثة تُعبّر عن رؤية استراتيجية تتبناها القيادة الأردنية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس رقمية. إطلاق المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل هو مؤشر على أن ولي العهد يسعى إلى تحويل الأردن إلى مركز إقليمي في تكنولوجيا المستقبل، ليس فقط كمستهلك للتقنيات بل كشريك في صناعتها وتنظيمها أخلاقيًا وتشريعيًا.
وركزت اللقاءات الاقتصادية التي أجراها سموه على تدريب الكوادر الأردنية وتطوير مهارات الشباب، وهو ما يعكس إيمانًا عميقًا بأن النهضة تبدأ من الإنسان، وأن الاستثمار الحقيقي ليس فقط في البنى التحتية، بل في العقول.
زيارة سمو ولي العهد إلى اليابان أعادت تعريف الدور الأردني في العلاقات الدولية، فقدّمت نموذجًا لدبلوماسية ذكية تتكئ على الحاضر وتخاطب المستقبل. إنها زيارة تعبّر عن دولة تؤمن بالحوار، وتخطط لتكون شريكًا فاعلًا في العالم الجديد الذي تصنعه التكنولوجيا والتحولات الجيوسياسية. وهي أيضًا رسالة واضحة أن الأردن، برؤية قيادته الشابة، لا يقف عند حدود ما هو مألوف، بل يطمح لصياغة مستقبل أكثر ابتكارًا، انفتاحًا، واستقلالًا اقتصاديًا؛ فاليابان لم تعد مجرد صديق قديم، بل حليف استراتيجي في معركة التحديث الأردني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير
البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير

أخبارنا

timeمنذ 5 أيام

  • أخبارنا

البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير

أخبارنا : تزامنًا مع يوم المرور العالمي واسبوع المرور العربي، واصل البنك العربي رعايته لحملة "مدرستي فرحتي" وذلك للعام الدراسي الثاني 2024/2025 في إطار التزامه بدعم وخدمة المجتمعات المحلية، حيث تم إطلاق الحملة بالتنسيق مع إدارة السير، بهدف تعزيز السلامة على الطرقات وإرشاد وتعليم الطلاب على عدد من القواعد المرورية الهامة مثل الطرق الصحيحة لعبور الشارع وتجنب المواقف الخطرة على الطرقات. وتستهدف الحملة هذا العام أكثر من 100,000 طالب وطالبة من الفئة العمرية ما بين 6 إلى 18 سنة في مختلف محافظات المملكة، وتركّز على الحد من حوادث الدهس من خلال تقديم إرشادات توعوية بطرق حديثة وأكثر فاعلية. وتشمل المبادرة ورشات عمل ومحاضرات تفاعلية، إلى جانب توزيع مواد تعليمية مثل كتيبات التلوين، الألغاز، الألوان، حافظات الأقلام والسبورات البيضاء. ويتميّز تنفيذ الحملة هذا العام بإدخال التكنولوجيا كوسيلة تعليمية حديثة، من خلال استخدام أدوات الواقع الافتراضي (VR) التي تتيح للطلاب محاكاة سيناريوهات مرورية واقعية ضمن بيئة تعليمية تفاعلية، تُسهم في تعزيز فهمهم لقواعد السلامة المرورية بأسلوب مبتكر وأكثر تأثيراً. وخلال حديثه عن الحملة، قال مدير إدارة السير العميد فراس الرشيد: "انطلاقاً من التوجيهات الملكية السامية لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وضعت إدارة السير التوعية المجتمعية في صلب الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، حيث أن التوعية هي السلاح الأقوى لوقف نزيف الطرقات." وأضاف" لقد قمنا بتطوير برامج توعوية مخصصة للفئات الأكثر عرضة للحوادث، مثل الشباب، لتشمل كافة أنماط النقل، حيث كثّفنا جهودنا عبر منصات التواصل مثل الواتساب، ورسائل الـ SMS، وحساباتنا الرسمية، إلى جانب استخدام الواقع الافتراضي في فيديوهات توعوية ميدانية شملت محاضرات في المدارس والجامعات، وتوزيع مطبوعات تثقيفية، حيث أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي؛ فالوعي هو الوقود الذي يُحرّكها." ويأتي دعم البنك لهذه المبادرة في إطار برنامجه الخاص بالمسؤولية الاجتماعية والذي يعنى بمجموعة من القضايا التي تنسجم مع قيم المواطنة والمساهمة في التنمية المجتمعية، بما في ذلك المبادرات والنشاطات التي تعنى بالأطفال انسجامًا مع اهتمامه بهذه الفئة العمرية من خلال دعم البرامج والمبادرات التثقيفية والتوعوية الهادفة الموجهة لهم.

البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية مدرستي فرحتي بالتعاون مع إدارة السير
البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية مدرستي فرحتي بالتعاون مع إدارة السير

جو 24

timeمنذ 5 أيام

  • جو 24

البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية مدرستي فرحتي بالتعاون مع إدارة السير

جو 24 : تزامنًا مع يوم المرور العالمي واسبوع المرور العربي، واصل البنك العربي رعايته لحملة "مدرستي فرحتي" وذلك للعام الدراسي الثاني 2024/2025 في إطار التزامه بدعم وخدمة المجتمعات المحلية، حيث تم إطلاق الحملة بالتنسيق مع إدارة السير، بهدف تعزيز السلامة على الطرقات وإرشاد وتعليم الطلاب على عدد من القواعد المرورية الهامة مثل الطرق الصحيحة لعبور الشارع وتجنب المواقف الخطرة على الطرقات. وتستهدف الحملة هذا العام أكثر من 100,000 طالب وطالبة من الفئة العمرية ما بين 6 إلى 18 سنة في مختلف محافظات المملكة، وتركّز على الحد من حوادث الدهس من خلال تقديم إرشادات توعوية بطرق حديثة وأكثر فاعلية. وتشمل المبادرة ورشات عمل ومحاضرات تفاعلية، إلى جانب توزيع مواد تعليمية مثل كتيبات التلوين، الألغاز، الألوان، حافظات الأقلام والسبورات البيضاء . ويتميّز تنفيذ الحملة هذا العام بإدخال التكنولوجيا كوسيلة تعليمية حديثة، من خلال استخدام أدوات الواقع الافتراضي (VR) التي تتيح للطلاب محاكاة سيناريوهات مرورية واقعية ضمن بيئة تعليمية تفاعلية، تُسهم في تعزيز فهمهم لقواعد السلامة المرورية بأسلوب مبتكر وأكثر تأثيراً . وخلال حديثه عن الحملة، قال مدير إدارة السير العميد فراس الرشيد: "انطلاقاً من التوجيهات الملكية السامية لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وضعت إدارة السير التوعية المجتمعية في صلب الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، حيث أن التوعية هي السلاح الأقوى لوقف نزيف الطرقات." وأضاف" لقد قمنا بتطوير برامج توعوية مخصصة للفئات الأكثر عرضة للحوادث، مثل الشباب، لتشمل كافة أنماط النقل، حيث كثّفنا جهودنا عبر منصات التواصل مثل الواتساب، ورسائل الـ SMS ، وحساباتنا الرسمية، إلى جانب استخدام الواقع الافتراضي في فيديوهات توعوية ميدانية شملت محاضرات في المدارس والجامعات، وتوزيع مطبوعات تثقيفية، حيث أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي؛ فالوعي هو الوقود الذي يُحرّكها." ويأتي دعم البنك لهذه المبادرة في إطار برنامجه الخاص بالمسؤولية الاجتماعية والذي يعنى بمجموعة من القضايا التي تنسجم مع قيم المواطنة والمساهمة في التنمية المجتمعية، بما في ذلك المبادرات والنشاطات التي تعنى بالأطفال انسجامًا مع اهتمامه بهذه الفئة العمرية من خلال دعم البرامج والمبادرات التثقيفية والتوعوية الهادفة الموجهة لهم. تابعو الأردن 24 على

البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير
البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير

جهينة نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • جهينة نيوز

البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير

تاريخ النشر : 2025-05-18 - 02:54 am تزامنًا مع يوم المرور العالمي واسبوع المرور العربي، واصل البنك العربي رعايته لحملة "مدرستي فرحتي" وذلك للعام الدراسي الثاني 2024/2025 في إطار التزامه بدعم وخدمة المجتمعات المحلية، حيث تم إطلاق الحملة بالتنسيق مع إدارة السير، بهدف تعزيز السلامة على الطرقات وإرشاد وتعليم الطلاب على عدد من القواعد المرورية الهامة مثل الطرق الصحيحة لعبور الشارع وتجنب المواقف الخطرة على الطرقات. وتستهدف الحملة هذا العام أكثر من 100,000 طالب وطالبة من الفئة العمرية ما بين 6 إلى 18 سنة في مختلف محافظات المملكة، وتركّز على الحد من حوادث الدهس من خلال تقديم إرشادات توعوية بطرق حديثة وأكثر فاعلية. وتشمل المبادرة ورشات عمل ومحاضرات تفاعلية، إلى جانب توزيع مواد تعليمية مثل كتيبات التلوين، الألغاز، الألوان، حافظات الأقلام والسبورات البيضاء. ويتميّز تنفيذ الحملة هذا العام بإدخال التكنولوجيا كوسيلة تعليمية حديثة، من خلال استخدام أدوات الواقع الافتراضي (VR) التي تتيح للطلاب محاكاة سيناريوهات مرورية واقعية ضمن بيئة تعليمية تفاعلية، تُسهم في تعزيز فهمهم لقواعد السلامة المرورية بأسلوب مبتكر وأكثر تأثيراً. وخلال حديثه عن الحملة، قال مدير إدارة السير العميد فراس الرشيد: "انطلاقاً من التوجيهات الملكية السامية لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وضعت إدارة السير التوعية المجتمعية في صلب الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، حيث أن التوعية هي السلاح الأقوى لوقف نزيف الطرقات." وأضاف" لقد قمنا بتطوير برامج توعوية مخصصة للفئات الأكثر عرضة للحوادث، مثل الشباب، لتشمل كافة أنماط النقل، حيث كثّفنا جهودنا عبر منصات التواصل مثل الواتساب، ورسائل الـ SMS، وحساباتنا الرسمية، إلى جانب استخدام الواقع الافتراضي في فيديوهات توعوية ميدانية شملت محاضرات في المدارس والجامعات، وتوزيع مطبوعات تثقيفية، حيث أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي؛ فالوعي هو الوقود الذي يُحرّكها." ويأتي دعم البنك لهذه المبادرة في إطار برنامجه الخاص بالمسؤولية الاجتماعية والذي يعنى بمجموعة من القضايا التي تنسجم مع قيم المواطنة والمساهمة في التنمية المجتمعية، بما في ذلك المبادرات والنشاطات التي تعنى بالأطفال انسجامًا مع اهتمامه بهذه الفئة العمرية من خلال دعم البرامج والمبادرات التثقيفية والتوعوية الهادفة الموجهة لهم. تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store