
«الشوباشي» يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ويكشف «القاعدة الذهبية» للخروج من التخلف والردة الفكرية
وجه المفكر والكاتب الصحفي الدكتور شريف الشوباشي رسالة إلى من أسماهم «أهل النفاق والغش والخداع»، للخروج من الردة الفكرية والمحنة الثقافية التي يعيشها العرب والمسلمون منذ أكثر من نصف قرن.
وأكد الشوباشي، في بث مباشر على صفحته على فيس بوك، أن الأحكام والحدود الموجودة بشكل واضح وصريح في القرأن الكريم والسنة النبوية لا تصلح لكل زمان ومكان، مدللا على ذلك بعدم تطبيق هذه الحدود والأحكام في الغالبية الساحقة من الدول الإسلامية بعلم الشيوخ وعلماء الدين في هذه الدول، وبالتالي يجب تطبيق البعد الزمني، الذي سماه «القاعدة الذهبية» على كل الأحكام الأخرى الموجودة في القرآن والسنة لأنها غير صالحة لكل زمان ومكان، وأنها لا تصلح سوى للزمن التي نزلت فيه.
وأكد الشوباشي أنه من خلال هذا الحديث سوف يجيب عن السؤال الجوهري والتاريخي والمصيري: لماذا تخلف العرب والمسلمون وتقدم غيرهم؟
كما تساءل: هل نحن متمسكون بكل حرف جاء في القرأن الكريم وكل كلمة جاءت في السنة المحمدية؟
وقال الشوباشي، أن هناك أحكام وحدود منصوص عليها في القرآن والسنة بكل وضوح، لا لبس ولا اجتهاد فيها، مثل، حدود السرقة والزنا والحرابة وشرب الخمر، ولكن هذه الحدود لا تطبق على أرض الواقع، لا في مصر ولا في الغالبية الساحقة من الدول الإسلامية، مشيرا إلى أن هناك 56 دولة إسلامية، لا تطبق هذه الحدود سوى ثلاثة دول فقط هي، السعودية وإيران وأفغانستان، مشيرا إلى أن الشيوخ في هذه الدول يعلمون ذلك ومطنشين وعاملين ود من طين وودن من عجين.
وأردف الشوباشي، أن هناك إجماع من الدول الإسلامية على تعطيل هذه الحدود والأحكام الواضحة والتي لا تقبل التأويل أو التفسير، لأنها غير مناسبة للعصرالذي نعيشه، وبالتالي لا نستطيع أن نتهم حكام وشعوب هذه الدول بالكفر.
ولفت، أن الحل للخروج من الردة الفكرية التي نعيشها يكمن في تطبيق القاعدة الذهبية التي لا نعمل بها والمتمثلة في «البعد الزمني»، مشيرا إلى أن القرأن نزل على أهل الجزيرة العربية في زمن ما، والقرأن صالح لكل زمان ومكان، ولكن الصالح هو القيم والمبادئ والمثل العليا التي لا نعمل بها الأن، بل أننا نعمل عكسها، قائلا« نحن نتمسك بالأحكام والحدود، ولكننا لا نمارس قيم الإسلام العظيمة ونعمل عكسها، الأحكام خاصة بالزمن التي نزلت فيه، وبالتالي هي لا تصلح لكل زمان ومكان، والدليل أن الغالبية الساحقة من الدول الإسلامية لا تطبق بعض الأحكام والحدود الواضحة، لأن هذه الأحكام غير مناسبة للعصر».
تاريخية النص القرآني
الحقيقة أن الدكتور شريف الشوباشي يعيد تفجير قضية ما يسمى بـ«تاريخية النص القرأني»، وهي قضية خلافية بين العلماء والمفكرين.
والفترة الماضية تحدث بعض المحسوبين على التيار التنويري أو العلماني مثل الدكتور خالد منتصر، والكاتب الصحفي إسماعيل حسني، والكاتبة الصحفية سحر الجعارة، عن «تاريخية النص القرأني»، وضربوا الكثير من الأمثلة على ذلك منها، تعطيل حد السرقة في عهد عمر بن الخطاب، وكذلك إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم في عهد عمر بن الخطاب، وكذلك إلغاء الرق والعبودية وملك اليمين في العصر الحديث، رغم وجود آيات قرأنية صريحة تؤكد على هذه الأحكام.
وتركز نظريّة تاريخيّة النصّ الدينيّ على أنّ النصوص جميعًا وخاصّةً النصّ الدينيّ تشكَّل وتولَّد في "الواقع والثقافة"، وليس ظاهرةً مفارقةً للواقع التاريخيّ والاجتماعيّ، فالنصّ "منتَجٌ ثقافيٌّ" وليد بيئته الحاضنة له.
تعتمد نظريّة التاريخيّة على أسسٍ ومبادئ خاصّةٍ، كلّ هٰذه الأسباب تجعل النصّ الدينيّ أمرًا بشريًّا غير مقدّسٍ، ليس فوق التاريخ ولا فوق الزمان والمكان.
ويُعتبر المفكّر المصري نصر حامد أبو زيد، واحدًا من بين كبار الباحثين الذين تركّزت أبحاثهم العلميّة على مسألة تاريخيّة النصِّ القرآني ومراحل تطوّره المختلفة، وهو الأمر الذي تسبّب في محنته الشهيرة عام 1995م، عندما حُكم بالتفريق بينه وبين زوجته، وما استتبع ذلك من هجرته إلى هولندا حيث عمل هناك كأستاذٍ للدراسات الإسلاميّة بجامعة لايدن.
في كتابه "الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجيا الوسطية"، يصف أبو زيد النصَّ القرآني بكونه النصَّ الذي يملك سيطرةً مطلقة في صناعة الثقافة الإسلاميّة قديمًا وحديثًا، ويؤكّد أبو زيد على ضرورة الانعتاق من تلك السلطة، فيقول "وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرّر، لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كلِّ سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان".
ويرى أبو زيد أن أحد أكبر المشكلات التي تمثّل عائقًا أمام المسلمين، هي تلك المتمثّلة في وقوع حالةٍ من حالات التماهي بين الدين والتراث في عقول المسلمين، ويفسّر الباحث المصري تلك الحالة بتصوّر المسلمين الخاطئ للنصِّ القرآني، والذي يذهب إلى أن القرآن قد غُلِّفَ بالطابع المقدّس في كلِّ مراحله، رغم أن نظرةً واحدةً عابرة في الكتب المختصّة بدراسة أسباب النزول، من شأنها أن تكشف الطابع الزمني للنصِّ القرآني، وهو، بالمُجمل، طابع دنيوي، لكونه قد ناقش ظواهر وعوارض طارئةً تعرّض لها المجتمع الإسلامي في أوقاتٍ بعينها.
يقول نصر حامد أبو زيد في كتابه « مفهوم النصّ: دراسة في علوم القرآن، المركز الثقافي العربي، بيروت-لبنان، ط1، 1990، ص24»، «النصّ القرآني في حقيقته وجوهره منتج ثقافي؛ والمقصود بذلك أنَّه تشكّل في الواقع والثقافة خلال فترة تزيد على العشرين عامًا، وإذا كانت هذه الحقيقة تبدو بديهية ومتّفقًا عليها، فإنَّ الإيمان بوجود ميتافيزيقي سابق للنصّ يعود لكي يطمس هذه الحقيقة البديهية، ويعكِّر من ثَـمَّ إمكانية الفهم العلمي لظاهرة النصّ».
وخلصت دراسة حديثة بعنوان « تاريخية النصّ القرآني عند نصر حامد أبو زيد»، أعدها بقلم سعيد عبيدي، منشورة على موقع « مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث»، أنّ نصر حامد أبو زيد، في نقده للنصّ القرآني، إنّما يقوم بنقد الواقع، ونقد أصحاب التّيار الدّيني المتشدّد، الذين يعملون على تغييب هذا الواقع المعاش واللّحظة الرّاهنة، فالواقع «إذن هو الأصل، ولا سبيل لإهداره، فمن الواقع تكوّن النصّ، ومن لغته وثقافته صيغت مفاهيمه، ومن خلال حركته بفاعلية البشر تتجدّد دلالته، فالواقع أوّلًا، والواقع ثانيًا، والواقع أخيرًا، وإهدار الواقع لحساب نصّ جامد ثابت المعنى والّدلالة، يحوّل كليهما إلى أسطورة». وهو الأمر الذي جعل نصر حامد أبو زيد يلتفت إلى المعضلة التي وقع ويقع فيها الخطاب الدّيني بصفة عامّة، كونه ينطلق دائمًا من تصوّرات عقائدية عن طبيعة كلّ من الله والإنسان، والعلاقة التي ترتبط بينهما، ثم يفرض المعنى من خارج النصّ، وكأنّه يستنطق النّصوص بما لا تحمله من معانٍ.
وكذلك المفكّر السوري الطيب تيزيني، الذي يري أن النصَّ القرآني قد مرّ بمرحلتين متمايزتين في سبيل وصوله للمتلقّي، المرحلة الأولى، وفيها وقع إنزال الله للنصِّ القرآني جملةً واحدة إلى السماء الدنيا، بينما تنزّلت الآيات في المرحلة الثانية، مُنجمة، حسب الظروف والمستجدات التاريخيّة على مدار ثلاثة وعشرين عامًا، هي زمن الدعوة المحمديّة، بشقّيها المكّي والمدني.
من هنا، فأن تاريخيّة النص عند تيزيني قد تبدّت في ثلاثة مستويات، وهي تنزيل الآيات على الرسول، تلقّف الرسول لها، والصدع بها باتجاه البشر.
أما محمد أركون، فيقول بأن "الإسلام كبقية الأديان في الخضوع للتاريخية التي خضعت لها المسيحية؛ إذ إن الإسلام لا يختلف عن المسيحية في كونه يقع ضمن الإطار المعرفي للقرون الوسطى..".
ويستطرد: "إنه نتاج الممارسة التاريخية للبشر، وبالتالي فهو يتطور ويتغير، إنه يخضع للتاريخية مثله مثل أي شيء على وجه الأرض، إنه ناتج عن الممارسة التاريخية لفاعلين اجتماعيين شديدي التنوع.. كما أنه ناتج عن فعل الشروط التاريخية التعقيد عبر الزمان والمكان.
ويقول محمد أبو حامد، لا يمكن لأحد أن يقرأ القرآن، إلا ويرى بصمات التاريخ، والحركة الاجتماعية فى بنيته، إذن نحن بحاجة لمعرفة السياق التاريخى العام "القرن السابع وما قبله"، والخاص "تاريخ الحجاز وتاريخ فترة النبوة"، من أجل أن نفهم، ومن أجل أن ندرك الحيوية، التى يتعامل بها الوحى مع الواقع.
علماء الدين يفندون مزاعم التنويريين
كشف الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، سبب الجدل حول تاريخية النص القرآني.
وقال "أبوعاصي" خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، إن كلمة التاريخية لها مفهومان، الأول أنه نص جاء في زمن وانتهى وذهب زمنه، والمفهوم الثاني هو دراسة النص القرآني في الظرف الاجتماعي والتاريخي والحدث الذي نزل فيه.
ولفت إلى أنه عند البحث عن كثير من القضايا في ظرفها التاريخي، نتساءل هل قيلت باعتبارها أمرا تعبديا ولا باعتبارها أمرا اجتماعيا، فمثلا عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام النساء ناقصات عقل ودين هل هذا حكم فطري جٍبلي أم قضية اجتماعية حصلت، فحكم في هذه القضية، وهل هي سنة كونية ولا سنة اجتماعية.
وتابع: 'لو قصدنا بالتاريخية تفسير النص مع مراعاة الظروف والسياق الداخلي والخارجي والجو العام الذي كان ينزل فيه النص، فهذا مصطلح مقبول، ولكن إذا قلت التاريخية أن النص القرآني نص انتهى زمنه وذهب إلى الماضي ويوضع في المتحف والآن لسنا في حاجة إليه هذا غير مقبول، ولا أعتقد حتى عند الباحثين الحداثيين من يجرؤ أن يقول هذا'.
ويقول الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية السابق ومفتى مصر الحالي، دكتور نظير عياد، إن بعض المناهج الحدثية حسب زعمهم تمكن من الانفلات من قيود الماضي والخروج من قبضة التخلف واللتان طال أمدهما نتيجة التمسك بتلك المناهج القديمة التي أسهمت في التخلف العلمي، والتأخر الحضاري، وهو ما يحفز تحفيزًا إلى الأخذ بهذه المناهج الحدثية وإسقاطها على الوحي الإلهي وصولًا إلى التقدم المنشود والتحضر المزعوم تمامًا، كما حدث في الغرب الذي أسقط هذه المناهج على كتبه وتعامل معها دون أي ضوابط أو قيود.
أضاف، أنه من العجب أن هؤلاء وهم يطالبون بإعادة النظر في النص القرآني وإعادة قراءته قراءة عصرية يزعمون بذلك أنهم يخدمون كتاب الله، وعند التأمل فيما يدّعونه يتضح أنها دعوات باطلة من جنس دعوات سابقة القصد منها نزع القداسة عن القرآن والتشكيك في مصدره، ورفض مرجعيته، وإنكار دوره وتأثيره في الواقع، والعمل على الحيلولة بينه وبين إصلاح حال المسلمين.
أوضح عياد أن ما أورده ميثاق العسر ما هي إلا تخيلات ورؤى فكرية بالغة الغرابة ممعنة في التعسف وأدت إلى نتائج وهمية، ودعاوى باطلة حول وثاقة النص القرآني، وقد أسسها صاحبها على نظرية تاريخية النص الديني التي شاعت في الغرب، ودعت إلى التنصل من النص الديني ورفضه والخروج عليه بدعوى عدم ملاءمته للواقع.
ويقول الدكتور عبد الله سمك رئيس قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة جامعة الأزهر إلى أن "هذا الكلام لا يصدر إلا عمن لا يدرك فهم النصوص القرآنية ومعرفة أسباب النزول وحكمة الله في التشريع. أو تصدر عن سوء قصد لأن أصحاب الهوى هم الذين يتلمسون أي وسيلة للإساءة للقرآن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
فضيلة الإمام الأكبر
العلماء والفقهاء يؤكدون أن صلاة الرجال بجوار النساء فى صف واحد دون وجود فاصل أو حاجز يُعد مخالفة صريحة للضوابط الشرعية بيان مهم جدًا أصدرته وزارة الأوقاف يوم وقفة عيد الأضحى المبارك لتنبيه عموم المصلين والمصليات إلى ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والتنظيمية عند أداء صلاة العيد وذلك حرصًا على الحفاظ على قدسية الشعيرة واحترامًا لقيم ديننا الحنيف والتزامًا بقواعد النظام العام.وقالت الوزارة إن العلماء والفقهاء يؤكدون أن صلاة الرجال بجوار النساء فى صف واحد دون وجود فاصل أو حاجز يُعد مخالفة صريحة للضوابط الشرعية التى تحث على التفريق بين صفوف الرجال والنساء فى الصلاة وتُعد -أيضًا- تجاوزًا لقوانين المحافظة على الآداب العامة التى تنظم أسس الاجتماع بين الجنسين بما يحقق الاحترام المتبادل والسكينة والخشوع المطلوبين فى مثل هذه الشعائر الجليلة.وأهابت بجميع المصلين والمصليات ضرورة الانتباه إلى هذه المسألة وتنظيم الصفوف بما يتوافق مع الشرع الشريف وذلك من خلال تخصيص أماكن واضحة للنساء تفصلها عن صفوف الرجال بحواجز مناسبة أو فواصل تنظيمية تضمن أداء الصلاة فى أجواء روحانية تليق بمقام العيد المبارك.كان هذا البيان من الأهمية بمكان نظرًا لما يحدث من تجاوزات ومخالفة هذا المطلب الشرعى.وعلى الرغم من هذا التحذير فقد التقطت صور عديدة لصلاة عيد الأضحى فى أحد المساجد الشهيرة والنساء مختلطة بالرجال فى مشهد مكروه تماما علما بأن هذه المشاهد المخالفة للشرع تكررت فى هذا المسجد بدون داع مما يجعلنا نتساءل: أين القائمون على هذا المسجد ولماذا لا يحذرون المصلين قبل الصلاة وأين التوعية الدينية للناس حتى لا يقعوا فى هذه الأخطاء. ما حدث هو تجرؤ على ضوابط الصلاة وعلى الدين الإسلامى.لا أعلم لماذا قفز إلى ذهنى مشهد السيدة الأمريكية أمينة ودود أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا كومنولث التى قامت بإمامة نحو 100 مسلم وصلت بهم فى نيويورك عام 2005 وتلقت انتقادًا شديدًا يومها فى جميع دول العالم الإسلامى وبعض الجمعيات الإسلامية فى أوروبا لأنها خالفت الشريعة الإسلامية السمحاء التى تحترم المرأة وكرمتها فى القرآن والسنة النبوية الشريفة.ورأى المعارضون أن هذا الحدث لا يعبر عن المسلمين فى الولايات المتحدة ورفع المحتجون وقتها لافتات خارج مبنى الكنيسة التى أقيمت فيها صلاة الجمعة كتب على إحداها: «الصلاة المختلطة اليوم تعنى نار جهنم غدا».وأفتت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز فى الإسلام للمرأة إمامة صلاة جماعة تضم رجالًا ونساء. وأضافت الفتوى: «أما إمامة المرأة للرجال فى جماعة عارضة.. فذهب جماهير العلماء إلى حرمة ذلك وإلى أن الصلاة تقع باطلة».وقال مكتب مفتى الديار المصرية وقتها الدكتور على جمعة فى الفتوى: «أما الأذان من المرأة وتوليها خطبة الجمعة وإمامتها فلا نعلم خلافًا بين أحد من المسلمين علمائهم وعوامهم على عدم جوازه وعلى بطلان الصلاة وبطلان الأذان».يا فضيلة الدكتور أحمد الطيب إمامنا الأكبر وشيخ الأزهر الشريف.. نحن فى حاجة ماسة إلى حملة إعلامية على الفضائيات وكل الشاشات لتقديم صحيح الدين وتوعية الناس خاصة فى المناسبات الدينية مثل العيدين بما يجب فعله لنتجنب الأخطاء لأن هناك للأسف أمية دينية جاءت إلينا من وسائل التواصل الاجتماعى ولا نعلم هل هى مقصودة أم تمارس على جهل بالدين ونعلم أهمية الدور الكبير لأزهرنا الشريف فى العالم الإسلامى وفى القلب منه مصر لتوعية سائر المسلمين بالمفاهيم الصحيحة.أمر مستحب خروج النساء والفتيات لأداء صلاة العيد اتباعا لسنة نبينا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بشرط الممارسة الصحيحة للصلاة وكل عام ومصرنا بألف خير.


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
"فكرهم في مواجهة الوعي".. كيف أسقطت الدولة قناع الإخوان؟
مواجهة الدولة المصرية لجماعة الإخوان الإرهابية لم تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل خاضت الدولة معركة فكرية عميقة في مواجهة التطرف، لإعادة بناء الوعي الجمعي والتصدي للأفكار الهدّامة التي سعت الجماعة لغرسها في عقول المواطنين، خصوصًا الشباب، هذه المواجهة الفكرية شملت مؤسسات الدولة الدينية والثقافية والتعليمية، ضمن خطة شاملة لتحصين المجتمع. نجحت القاهرة في السنوات الأخيرة في تحجيم نفوذ الإخوان فكريًا، بفضل المواجهة الشاملة التي ربطت بين الأمن والثقافة والتعليم والدين. هذه المواجهة المستمرة تمثل حجر الأساس في حماية المجتمع من أي محاولات لإعادة تدوير التطرف، وتجعل من الوعي درعًا حصينًا أمام كل دعاوى الهدم والتخريب. وحرصت الدولة على تفنيد الخطاب الإخواني المتشدد عبر المؤسسات الدينية الرسمية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء، من خلال منصات إلكترونية وبرامج إعلامية وفتاوى رسمية تفضح التزييف الديني للإخوان، وتبرز سماحة الإسلام الحقيقي. كما عملت وزارة الأوقاف على إعادة هيكلة الخطاب الديني داخل المساجد، ومنعت المنابر من أن تكون أدوات للتحريض أو نشر أفكار متطرفة، كما أطلقت أكاديمية تدريب الدعاة لتأهيل الأئمة وإكسابهم أدوات التفاعل مع قضايا العصر بوعي وعقلانية. ولعب الإعلام دورًا بارزًا في فضح جرائم الجماعة وأفكارها المضللة، من خلال الدراما، والبرامج التوعوية، والوثائقيات التي أعادت توثيق التاريخ الدموي للإخوان، وقدّمت نماذج حقيقية لكيفية استغلال الجماعة للدين لتحقيق أهداف سياسية. كذلك تم تحديث المناهج التعليمية لحذف المواد التي قد تُستغل في دعم الفكر المتشدد، مع إدراج مفاهيم المواطنة، والتسامح، واحترام الآخر، كما تم إطلاق مبادرات بالجامعات والمدارس لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الشائعات. وقادت وزارة الثقافة حملات جماهيرية بالمكتبات والقصور الثقافية، خاصة في القرى والمناطق المهمشة، لنشر الفنون والكتب التي تدعم العقل المستنير، وتواجه مفاهيم الظلامية التي روجت لها الجماعة لعقود. كما شاركت الجمعيات الأهلية في تنظيم ندوات، ومبادرات توعوية، وورش عمل لبناء الوعي ضد الفكر الإخواني، خاصة في المناطق التي حاولت الجماعة التغلغل بها عبر الدعم المالي المشروط بالفكر والتبعية.


فيتو
منذ 2 ساعات
- فيتو
في ذكرى رحيله، لماذا قتل الإسلاميون المفكر فرج فودة؟
في صباح 8 يونيو 1992، رحل الدكتور فرج فودة، الكاتب والمفكر والناقد الجريء، الذي نذر حياته لمواجهة الاستبداد الفكري والديني، وناصر حرية الفكر والإنسان، وفي مؤلفاته قدم نقدًا تحليليًا لمشروع الإسلام السياسي، معتمدًا على الفهم الدقيق للنصوص الدينية في سياقها التاريخي، وكشف ما اعتبره تناقضات وأخطاء في فهم وتأويل الدين، ودفع الثمن غاليًا. من هو فرج فودة؟ ولد فرج فودة في محافظة الدقهليةعام 1946، وتخرج في كلية الزراعة، لكن شغفه الحقيقي كان بالكتابة والفكر، ونقد الفكر الديني المتشدد ومشروع الإسلام السياسي. حمل فودة راية قيم الحداثة والعقلانية، ومع الوقت أصبح واحدًا من أكثر الأصوات التي تتحدى الخطاب الديني السائد، وتتشدد في رفض استغلال الدين في السياسة. كتابات وأفكار فرج فودة لم يكن فودة عدوًا للدين كما أشيع عنه، بل كان يرفض ما أسماه التشويه السياسي للدين، واستغلاله كأداة للقمع والهيمنة، حيث تأثر فرج فودة بفكر الحداثة الأوروبية، خاصة الليبرالية والتنوير، وكان يحذر من تصادم الأديان والفكر. ووقفت كتابات فودة في وجه التيارات الإسلامية المتشددة التي كانت تزداد نفوذًا في مصر خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، كما كان فودة صريحًا في انتقاده لجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الجهادية، التي رأى أنها تغذي العنف، وتحد من الحرية، وكان من أوائل الذين حذروا من التطرف وقدموا قراءة نقدية لفكر العنف الديني. هذا الموقف الجريء وضعه في مرمى نيران المتشددين، حيث لم تكن معركته فقط فكرية، بل كانت معركة وجود في ظل مناخ سياسي مضطرب، شهد آنذاك تصاعدًا للعنف بين الدولة والجماعات الإسلامية. كتابات فرج فودة في مواجهة الإسلام السياسي أصدر الدكتور فرج فودة عدة كتب نارية أغلبها ضد مشروع الإسلام السياسي، لكن كتابه «الحقيقة الغائبة» كان أخطرها على الإطلاق في الهجوم على التيار الإسلامي، إذ اعتبر فودة أن فكر الإسلام السياسي ليس مشروعًا دينيًا بقدر ما هو مشروع سياسي يستخدم الدين كغطاء لتحقيق أهداف سلطوية تحرم الإنسان من حريته وكرامته. وأعلن فودة في هذا الكتاب الذي أثار الكثير من الجدل، رفضه لاستغلال الدين كأداة سياسية، واعتبر مشروع الإسلام السياسي أهم عائق أمام الحداثة والتحرر، كما حذر فودة في نفس الكتاب من الاستبداد الفكري الذي يراه لا يقل خطرًا عن الاستبداد السياسي، لأنه يقتل العقل، ويغلق الباب أمام أي نقاش حر. اتهامات الإسلاميين لـ فرج فودة تعرض فودة لاتهامات صعبة سواء من الإسلاميين أو حتى رجال دين زعموا أنه ضد الإسلام في المطلق، وهناك من هاجم مشروعه واتهمه بالحدة البالغة التي لا تصلح لحساسية الواقع المصري، مما جعله هدفًا سهلًا للحملات المعادية. بحسب محمد عابد الجابري في كتابه نقد العقل العربي، هناك حتمية للانفصال عن التراث المتصلب الذي يشكل عقبة أمام النهضة الفكرية، فالعقل العربي يحتاج إلى نقد داخلي حاسم حتى يخلص من التناقضات التي تحاصره بين التراث والحداثة، وهذا يتقاطع مع رؤى فودة الذي لم يكن ينتقد الإسلام كدين، بل الأساليب التي تفسره وتجعل منه أداة للهيمنة. مناظرة معرض الكتاب، كلمة النهاية في مشروع فرج فودة في يناير 1992، وبين أروقة معرض القاهرة الدولي للكتاب، حدثت واحدة من أبرز لحظات المواجهة الفكرية في مصر الحديثة، حين تحدى فرج فودة التيار الإسلامي ليس فقط بنقده المكتوب، بل بوقوفه وجهًا لوجه أمام منظريه. كانت تلك المناظرة بمثابة شرارة اشتعلت في الساحة الفكرية، حيث تصدى فودة لأفكار كان يروج لها الإسلاميون بكل حدة وجرأة، والمعركة لم تكن كلامية فقط، بل تضمنت اتهامات متبادلة، حيث واجه فودة اتهامات من الإسلاميين بأنه «يلغي الدين» و«يشوه صورة الإسلام»، بينما أكد هو أن نقده يستهدف الاستغلال السياسي للدين وليس الدين نفسه. استمرت المناظرة 3 ساعات متواصلة، وحضرها أكثر من 30 ألف شخص أغلبهم من أتباع تيارات الإسلام السياسي، وانقسم المحاضرون في المناظرة إلى فريقين، الأول، يمثل "الدولة الدينية"، والآخر يمثل الدولة المدنية، ويضم الدكتور فرج فودة ومعه محمد خلف الله من حزب التجمع اليساري. وأصبحت المناظرة نقطة تحوّل درامية في حياة فودة، حيث زادت من عزلته وخطره، وحفزت تيارات متطرفة على التصعيد ضده، لتصل في النهاية إلى جريمة اغتياله بعد أشهر قليلة من ذلك الحدث على يد متطرفين إسلاميين من الجماعة الإسلامية، بعد أن أثارت كتاباته وأفكاره غضب جماعات الإخوان والتنظيمات الجهادية، الذين اعتبروا فودة خصمًا فكريًا يستهدف وجودهم السياسي والديني. إرث فرج فودة حتى اليوم يراه كثيرون حتى اليوم رمزا للمثقف الشجاع الذي رفض الخضوع للإسلاميين، وترك إرثًا فكريًا عميقًا يُدرس في الجامعات، ويقتبس منه الباحثون العرب والأجانب، بينما يرى البعض الآخر أن نقده كان قاسيًا ولم يراع حساسيات الحالة المصرية. رحل فوده وتبقي النقاشات التي فجرها حية حتى اليوم حول ضوابط العلاقة بين الدين والسياسة وحرية الإنسان. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.