
د. خالد العاص : بين التأهل والحلم ... هل يبدأ الأردن مشروعه الكروي الحقيقي؟
أخبارنا :
في لحظة تاريخية اختلط فيها الفخر بالفرح، نجح المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم في انتزاع بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد فوزه المستحق على منتخب عُمان بثلاثة أهداف دون رد. لم يكن هذا الفوز مجرد انتصار رياضي، بل لحظة وطنية فارقة، تجاوزت حسابات المستطيل الأخضر، لتلامس وجدان الشارع الأردني، وتعيد تعريف طموحات الرياضة في بلد عُرف بالانضباط والجدية أكثر من التعبير العاطفي.
بعيدًا عن الفرحة العفوية التي اجتاحت الشوارع والساحات، من المهم أن ندرك أن التأهل ليس سوى بداية، لا نهاية المطاف. المنتخب الأردني، بقيادة المدرب المغربي جمال السلامي، أثبت أنه يملك ما يكفي من الانضباط الفني والروح القتالية لصناعة الإنجاز، لكن الوصول إلى المونديال يفرض تحديات جديدة تتطلب جهداً مضاعفًا وتخطيطًا طويل الأمد.
السلامي قاد الفريق بنهج احترافي واضح، أعاد فيه ترتيب الأوراق، وفتح الباب أمام عناصر شابة أعادت الحيوية للتشكيلة الوطنية. لكن الإنجاز الحقيقي يكمن في القدرة على ترجمة هذا النجاح إلى أداء مشرف في المحفل العالمي، بعيدًا عن الاكتفاء الرمزي بالمشاركة.
الاحتفالات الشعبية الواسعة تعكس تعطش الأردنيين إلى إنجاز رياضي بحجم كأس العالم، هذا التأهل جاء ليجمع الناس بمختلف فئاتهم في لحظة نادرة من التوافق الوطني. لكن الأهم الآن هو تحويل هذه اللحظة إلى مسار مؤسسي مستدام، يبدأ بالتحضير الفني الجاد، ويشمل دعمًا ماليًا ولوجستيًا من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسها الاتحاد الأردني لكرة القدم.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الذي كان سندًا قويًا لمنتخب النشامى طوال مراحل التصفيات. الدعم المستمر الذي قدمه سموه لم يكن مجرد حضور رسمي أو كلمات تشجيعية، بل تضمن متابعة دقيقة ومتابعة دائمة لتطورات الفريق، مع توفير الدعم اللازم على المستويات كافة. هذا الاهتمام الملكي أعطى اللاعبين والجهاز الفني دفعة معنوية هائلة، وزاد من شعورهم بالمسؤولية تجاه رفع اسم الأردن عاليًا في المحافل الدولية.
الأنظار تتجه الآن نحو الاستعدادات، وليس فقط نحو الاحتفال. فالمشاركة في كأس العالم تتطلب أكثر من الفوز في التصفيات؛ إنها تحتاج إلى بنية تحتية فنية، ومعسكرات إعداد على أعلى مستوى، ومباريات تجريبية مع منتخبات عالمية، إلى جانب استثمار حقيقي في الجهازين الفني والإداري.
المطلوب اليوم أن نتعامل مع التأهل باعتباره فرصة استراتيجية لتطوير الرياضة الأردنية، وليس كذروة لا تكرّر. فالمونديال ليس مجرد حدث رياضي، بل منصة دولية يمكن للأردن من خلالها أن يبرز صورته الحديثة، المتطورة، المتماسكة، أمام العالم. إنها لحظة فاصلة، لكنها لا تعني شيئًا إن لم تتبعها خطوات مدروسة. فالتأهل إنجاز، لكن صناعة الحضور المشرف في المونديال هو الرهان الحقيقي.
إن الفرص الكبيرة لا تُقاس بحجم الفرح الذي تخلقه فقط، بل بما تتيحه من إمكانيات للتطوير والبناء. وتاريخ الكرة العالمية يثبت أن المنتخبات التي وصلت إلى كأس العالم للمرة الأولى، إما اختفت بعد مشاركتها اليتيمة، أو استثمرت التجربة لتصبح قوى رياضية فاعلة على المدى الطويل.
وهنا، يبرز التحدي الحقيقي أمام المؤسسات الرياضية الأردنية: هل نملك الإرادة لتأسيس مشروع كروي وطني شامل، يبدأ من دعم الفئات العمرية، ويعيد هيكلة دوري المحترفين، ويطوّر الكوادر الفنية والإدارية؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
منتخب النشامى يخطف الأنظار
عمان اكتمل عقد المنتخبات الآسيوية المتأهلة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، مع ختام منافسات التصفيات الآسيوية – الطريق إلى كأس العالم 2026 ، وولا تزال الفرصة قائمة أمام ستة منتخبات أخرى، ولكن عليها اجتياز الملحق لضمان مقعد في النهائيات العالمية التي تستضيفها كندا والمكسيك والولايات المتحدة العام المقبل. وقام الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمس بتسليط الضوء على منتخب النشامى والتصفيات بشكل عام، وذلك على النحو التالي: الأردن وأزبكستان يخطفان الانظار خطف منتخبا الأردن وأوزبكستان الأنظار بعد أن ضمنا مشاركتهما الأولى على الإطلاق في نهائيات كأس العالم، بعد مشوار مثير في التصفيات. وأنهى منتخب أوزبكستان المنافسات في المركز الثاني ضمن المجموعة الأولى، بينما جاء الأردن وصيفاً في المجموعة الثانية. وسينضم المنتخبان إلى كل من أستراليا وإيران واليابان وجمهورية كوريا، وهي المنتخبات التي اعتادت الحضور في النهائيات. خطر الملحق يهدد الكبار منتخبا السعودية وقطر، اللذان شاركا في النسخة الماضية من البطولة، سيكون عليهما خوض الملحق إذا أرادا الظهور في نسخة 2026. وتتنافس ستة منتخبات في الملحق، تُقسّم على مجموعتين، ويتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى النهائيات. عُمان تطمح لنهاية سعيدة بعد تأهل دراماتيكي إلى الملحق، يأمل منتخب عُمان في مواصلة الحلم وحجز بطاقة التأهل للمرة الأولى في تاريخه. ويُعد المنتخب العُماني الوحيد بين الستة الذين لم يسبق لهم الظهور في نهائيات كأس العالم. أما المنتخبات الأخرى، فهي: السعودية التي اعتادت التأهل، إلى جانب الإمارات والعراق وقطر التي شاركت مرة واحدة، بالإضافة إلى إندونيسيا (التي شاركت سابقاً تحت اسم جزر الهند الشرقية الهولندية). فرصة إضافية سيخوض وصيفا المجموعتين في الملحق مواجهة فاصلة، يتأهل الفائز منها إلى الملحق العالمي، حيث ستكون هناك بطاقة إضافية مؤهلة إلى النهائيات على المحك. اليابان تسجل بغزارة ضمن المنتخب الياباني ظهوره الثامن على التوالي في كأس العالم بسهولة، بعدما تصدر المجموعة الثالثة بقيادة المدرب هاجيمي مورياسو، مسجلاً 30 هدفاً. في المقابل، سجلت جمهورية كوريا، متصدرة المجموعة الثانية، 20 هدفاً، فيما أحرزت إيران 19 هدفاً في صدارة المجموعة الأولى. معاناة هجومية ودّع منتخب البحرين التصفيات بعد معاناة واضحة على المستوى الهجومي، حيث سجل فقط خمسة أهداف، وهو أقل معدل في المنافسة. كما عانى منتخبا الصين والكويت، إلى جانب السعودية، هجومياً، إذ اكتفى كل منهم بتسجيل سبعة أهداف في عشر مباريات. حاجة للدفاع الصلب رغم تأهله إلى الملحق بعد احتلاله المركز الرابع في المجموعة الأولى، فإن منتخب قطر، بطل كأس آسيا في نسختيها الأخيرتين، بحاجة ماسة لتحسين منظومته الدفاعية إذا ما أراد بلوغ النهائيات. وقد استقبلت شباك «العنابي» 24 هدفاً، وهو أسوأ سجل دفاعي في التصفيات، متقدماً بثلاثة أهداف على منتخب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الذي حل ثانياً في قائمة الأضعف دفاعياً.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
علوان مستغربًا انتقاد الجماهير: إنجازنا غير عادي
عمون - انتقد لاعب المنتخب الوطني، علي علوان، سلوك جزءٍ من جماهير كرة القدم التي قللت من إنجاز المنتخب الوطني بالوصول إلى كأس العالم خاصة بعد الخسارة في الجولة الاخيرة امام المنتخب العراقي. وقال علوان في تصريحات للرياضية الأردنية، إنّه رغم التشجيع والمؤازرة الكبيرة من الجماهير الأردنية، الّا أنّ بعض الجماهير تحاول التقليل من مستوى الإنجاز بربط تأهل المنتخب الوطني لزيادة اعداد المنتخبات أو خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره الفلسطيني. وبين أنّ الإنجاز الأردني بالوصول إلى المونديال ليس إنجازًا عادية، وإنما يستحق الاشادة. وتابع أنّ المنتخب الوطني، ولم يكن هناك ملحق فهو متأهل أصلًا للمونديال لأنه ثاني مجموعة وقبل نهاية التصفيات بجولة.

سرايا الإخبارية
منذ 3 ساعات
- سرايا الإخبارية
علوان مستغربًا انتقاد الجماهير: إنجازنا غير عادي
سرايا - انتقد لاعب المنتخب الوطني، علي علوان، سلوك جزءٍ من جماهير كرة القدم التي قللت من إنجاز المنتخب الوطني بالوصول إلى كأس العالم خاصة بعد الخسارة في الجولة الاخيرة امام المنتخب العراقي. وقال علوان في تصريحات تلفزيونية، إنّه رغم التشجيع والمؤازرة الكبيرة من الجماهير الأردنية، الّا أنّ بعض الجماهير تحاول التقليل من مستوى الإنجاز بربط تأهل المنتخب الوطني لزيادة اعداد المنتخبات أو خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره الفلسطيني. وبين أنّ الإنجاز الأردني بالوصول إلى المونديال ليس إنجازًا عادية، وإنما يستحق الاشادة. وتابع أنّ المنتخب الوطني، ولم يكن هناك ملحق فهو متأهل أصلًا للمونديال لأنه ثاني مجموعة وقبل نهاية التصفيات بجولة.