
فضائل عشر ذي الحجة.. موضوع خطبة الجمعة اليوم
حددت
وزارة الأوقاف
موضوع الخطبة الأولى في الجمعة اليوم بكل محافظات الجمهورية بعنوان: فضائل عشر ذي الحجة.
وقالت الوزارة، إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بفضائل ومنزلة العشر الأول من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات، علمًا بأن الخطبة الثانية ستشهد اختصاص إحدى المحافظات بخطبة تتناول التحذير البالغ من المخدرات، ورسالة أمل إلى مدمن، إلى جانب تعميم خطبة ثانية على المحافظات الأخرى والتي تؤكد أن الانتحار يأس من رحمة الله.
نص خطبة الجمعة اليوم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمرنا بالاستجابة، وحثنا على التوبة والإنابة، أحمده سبحانه وأشكره على نعمة التوفيق لطريق السعادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في النسك والصلاة والعبادة، وأشهد أن سيدنا ونبينا وتاج رؤوسنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا سيدنا محمدا عبده ورسوله، علمنا منهج الرشاد والقيادة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والسيادة، أما بعد:
فها نحن نعيش نفحات أيام مباركات، أهلت علينا كغيث يروي القلوب الظامئة، وأشرقت على نفوسنا كشمس تبدد ظلمات الغفلة، إنها كنوز ثمينة، ومغانم عظيمة، ومنح ربانية تتجلى فيها الرحمة والمغفرة بأبهى صورها، إنها أيام الطاعة والنور والعودة إلى الرب الغفور! إن هذا الزمان زمان تنزل البركات، ورفعة الدرجات، وإجابة الدعوات، إن العشر الأوائل من ذي الحجة هي التي أقسم الله جل جلاله بها في كتابه الكريم؛ فقال سبحانه: {والفجر * وليال عشر}، وقسم الله أيها الكرام عظيم!
أيها الناس، هل تدبرتم فضل هذه العشر؟ هل استشعرتم عظيم منزلتها عند الله جل جلاله؟ إن عشر ذي الحجة ليست مجرد أرقام في تقويم الزمان، بل هي خير أيام الله الحنان المنان عظيم الإحسان، أفلا يحرص اللبيب على التزود من خيرها وبركتها؟ ألا تعلمون أن القلوب تتعلق فيها بالبيت الحرام وتشتاق إلى سجدة على بلاطه تغسل الهموم وتسقط الذنوب! إن فيها يوم عرفة، وما أدراكم ما يوم عرفة؟! يوم تجتمع القلوب على صعيد واحد، تلهج بالدعاء والتضرع، وتنتظر العفو والمغفرة من رب ودود، يوم يباهي الله فيه بأهل عرفة ملائكته، فما أعظم هذا المشهد! وما أجل هذا المقام! ثم يتبع ذلك يوم النحر، يوم تراق فيه الدماء تقربا إلى الله تعالى، وتتجسد فيه معاني التضحية والفداء، فهل لنا في هذا المقام من عبرة؟! وهل لنا من هذه القصة أجل عظة؟
إن هذه العشر تجمع أمهات العبادات، ففيها الصلاة الواجبة، وفيها الصيام المستحب، وفيها الصدقة المتقبلة، وفيها ذكر الله بالتكبير والتهليل والتحميد، وفيها الحج لمن استطاع إليه سبيلا، فأي فضل أعظم من هذا؟ وأي خير أسمى منه؟!
فيا أولي الألباب، إن هذه الفضائل تستنهض القلوب للعمل الصالح، وتستنفر الهمم للاجتهاد في الطاعات وصنوف القربات، فلنجعل هذه العشر محطة للتزود من الإيمان، وميدانا للتنافس في الخيرات، وموسما للتوبة والاستغفار، وحاديك هذا البيان المحمدي الشريف: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قيل: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
عباد الله، فلنغتنم كل دقيقة في هذه العشر؛ فإنها حدائق غناء، تفتح أبوابها لعباد الله، وتفوح منها أزكى الروائح؛ روائح الذكر والتسبيح والتهليل، كل يوم فيها زهرة يانعة، وكل ليلة فيها نجم متلألئ يضيء سماء الروح، وفيها تتردد أصداء التلبية في الأرجاء، «لبيك اللهم لبيك»، إنها أنشودة الروح المشتاقة إلى بيت الله العتيق، تعبر عن وحدة الأمة وتجردها لله الواحد القهار.
واعلموا أيها النبلاء أن هذه العشر ليست حكرا على الحاج وحده، بل هي منحة ربانية لكل مسلم ومسلمة، فرصة سانحة لنرتقي بأنفسنا، ونقترب من خالقنا، فلنجعل من كل لحظة فيها غنيمة، ومن كل تسبيحة كنزا، ومن كل صدقة نورا يضيء لنا الدروب والقلوب، أيها الكرام استثمروا هذه الأيام المباركة بهمم عالية، وعزائم صادقة، صلوا الأرحام، سامحوا، اجبروا خواطر خلق الله، زكوا ألسنتكم بالطيب من القول، أكثروا من قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته، الهجوا بالدعاء في الأسحار وعند الإفطار، أحسنوا إلى الفقراء والمساكين، اجعلوا هذه العشر نقطة تحول في حياتكم، جددوا العهد مع الله جل جلاله، {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 35 دقائق
- مصرس
مرافعة النيابة في انفجار خط غاز طريق الواحات: «طبيبة المستقبل» أخمدت النار برمال الطريق ولم تجد من يعينها
قال ممثل النيابة العامة، في مستهل مرافعته أمام محكمة جنح أول وثالث أكتوبر، في قضية انفجار خط الغاز بطريق الواحات، والتي أسفرت عن مصرع 8 أشخاص، وإصابة 17 آخرين، واحتراق 8 سيارات وموتوسكيل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فإتقان العمل واجب شرعي قبل أن يكون واجبًا أخلاقيًا، وذلك على كل موظف وعامل ومسؤول، صغيرًا كان أو كبيرًا. النص الكامل لمرافعة النيابة العامة في قضية انفجار خط غاز الواحاتوأضاف ممثل النيابة: «سيادة الرئيس، وأنا أنظر في واقعات هذه الدعوى بعين المحقق، رأيت أمامي آلام الأهل الذين فقدوا ذويهم، كنت أستشعر حزنًا عميقًا، وأنا أرى في أعين الشهود تساؤلات عديدة: ماذا حدث؟ من المخطئ؟ من المتسبب في هذه الفاجعة الكبرى؟ فكارثة إنسانية كهذه لا تحدث من مجرد خطأ فردي، وإنما تشير بإصبع الاتهام إلى إهمال مستشرٍ في جسد بعض العاملين بشركات الهندسة والمقاولات».ثم تابع قائلًا: «تبدأ واقعات دعوانا من وقوف جهاز مدينة السادس من أكتوبر على وجود تشققات وشروخ بطبقة الأسفلت بمدخل المدينة بطريق الواحات. فكلف الجهاز شركة خاصة تُدعى شركة «الميليجي» لتنفيذ تلك الأعمال، وذلك لوجود تعاقد سابق بينهما، ولكن هذا التعاقد لا يُغفل الدور الرقابي الواقع على عاتق جهاز المدينة».وأشار إلى أن «الشركة المنفذة، ونظرًا لأهمية هذا الدور، عهد الجهاز إلى شركة هندسية خاصة تُدعى «السهل الصاوي» بممارسة أعمال الرقابة».«يضرب الأرض باللودر.. فيصيب ماسورة الغاز»وتطرق وكيل النيابة إلى دور عامل اللودر، قائلًا: «يضرب الأرض بتلك الآلة، يحفر بعمق أكثر من المقرر له، فيصيب برعونة ماسورة غاز طبيعي، محدثًا بها شرخًا يبلغ طوله ثلاثة أمتار تقريبًا. وهنا تبدأ الطامة الكبرى. يظن أنه اصطدم بماسورة مياه، فيهرول وآخرون معه لإيقاف السيارات التي تسير بالطريق، محاولين إرجاعها لتسير من طريق آخر، ظنًا منهم أن المنطقة ستغمر بالمياه. ويا ليتها كانت».وأضاف: «تبدأ رائحة الغاز الطبيعي في التصاعد والانتشار. يدرك العاملون فورًا أن ما أُتلف هو ماسورة غاز طبيعي. يتحول الهواء إلى غاز قابل للاشتعال في أي لحظة».«ألسنة لهب وسيارات تشتعل وأرواح تحترق»وقال: «تعلو أصوات محركات السيارات بفعل كثافة الغاز المحيط، فتتوقف السيارات عن العمل فجأة. لم يفهم قائدو السيارات سبب توقف سياراتهم، فحاولوا بحسن نية إعادة تشغيلها، فيحدث شرز كهربائي يمتزج بالغاز المحيط، فيتحول إلى ألسنة حارقة من اللهب. وتشتعل النيران في سيارة تلو الأخرى».وأضاف: «تشتعل النيران، وداخل السيارات أرواح بريئة لا ذنب لها. هذا التراقص الصارخ، وهذا الاستهتار القاتل، تسبب في احتراق طفل رضيع وأمه داخل السيارة، لم يتمكنا من المغادرة من هول المشهد. احترق جسدهما وتفحما».واستطرد: «وهذان آخران ركضا مسرعين والنيران تأكل جسدهما، يطلبان المساعدة من المارة، حتى أذابت الحرارة جلودهما. وهذه طبيبة المستقبل، طالت النيران جسدها الطاهر، فخرجت مسرعة من السيارة تطلب العون فلم تجد من يعينها، فقامت بإطفاء جسدها المشتعل برمال الأرض».«إهمال متسلسل وتراخٍ ممنهج»وواصل ممثل النيابة مرافعته قائلًا: «هذا المشهد الحزين كان ضحاياه فئة من أنبغ فئات المجتمع، نتيجة إهمال جسيم. استشرى في نفوس المتهمين، فصوّر لدينا مأساة أنشأتها سلسلة من الرعونة والاستهتار بالقوانين والأعراف الهندسية. سلسلة مهينة، تشارك فيها المتهمون جميعًا، لنجد أنفسنا أمام هذه الكارثة الإنسانية».وتابع: «ولكن ما يجب حقًا أن نعرضه على سيادتكم، هو: كيف لأمر كهذا أن يحدث بتلك البساطة؟ كيف لهذا الدمار أن يحدث مع وجود أربعة مهندسي طرق مسؤولين عن ذلك العمل، يشرف كل منهم على الآخر؟ وللرد على تلك التساؤلات، ينبغي أن نعود بالزمن قليلاً».«خرق للعقود وتجاهل للتنسيق»وأوضح ممثل النيابة أن «لحظة تسلُّم مهندسي الشركة المنفذة لموقع العمل، تُلزمهم بنود التعاقد، قبل بدء إزالة أي طبقة من طبقات الطريق، بالتنسيق مع جهات البنية التحتية المختلفة. وإلا يُحظر استخدام الآلات الثقيلة، وتتغير آلية العمل بالكامل. وهو التزام في صميم التعاقد».وأشار إلى أن «الأعراف الهندسية المعتمدة تُلزمهم بعمل جسات استكشافية. وهنا انفرط عقد الحرص والمسؤولية عن المتهمين جميعاً. فالمهندس المسؤول استهان بأعراف مهنته، وبدأ أعمال إزالة طبقات الطريق دون تنسيق مع المرافق، ودون جسات استكشافية. وزاد الطين بلة بتركه للموقع، تاركًا عمالًا يحفرون بغير إشراف هندسي».وأضاف: «وهذا مدير مشروعات بالشركة المنفذة، سلّم معدات ثقيلة لسابقه، رغم علمه بعدم إتمام التنسيقات وعدم جاهزية الموقع للعمل. وذاك مهندس رقابي وإشرافي بالموقع، شاركهم الجريمة، فبدأت الأعمال بموافقته، في وقت كان عليه بصفته الإشرافية أن يمنعهم ويوقفهم».وتابع: «أما هذا، فهو كبير الخبراء بالشركة الهندسية الرقابية، يدير مشروعًا لا يعلم عنه شيئًا. لا يعلم متى بدأت الأعمال، ولا متى تنتهي. كل شيء حبر على ورق. فضح هذه السلسلة المترابطة من الإهمالات، عامل لودر أرعن، متعجل لإنهاء عمله. وآخر تركه يعمل دون استخدام الأجهزة والقياسات المساحية».«النيابة تقدم أدلتها»وأكد ممثل النيابة أن «هذه كارثة إنسانية خطيرة، سببها فساد إداري ومهني، أودى بحياة أبرياء راحوا ضحية إهمال جسيم يستوجب علينا ردعه».ثم قال: «أما بشأن إقامة الدليل على المتهمين، فأترك استعراضه للسيد الزميل. ولما كانت النيابة العامة لا تُلقي اتهامًا جزافًا، وما كان لها أن تتكلم إلا بالحق مؤيدًا بالدليل والبرهان، فإنها بذلت أيامًا وليالي لجمع الأدلة، توصلًا إلى كافة المسؤولين عن وقوع ذلك الجُرم».وأضاف: «جمعنا أدلة جاءت جميعها متسقة ومترابطة في إثبات الجريمة وتحديد الجُناة. وفي سبيل إيضاح الأدلة، سوف نقسم الأمر إلى جانبين: الأول، التدليل على أن وفاة الضحايا وإصابة المصابين كان بسبب انفجار واندلاع حريق. والثاني، إقامة الدليل على أن المتهمين هم المتسببون».«الشهادات تحدد المسؤولين»وقال: «بالنسبة إلى المتهم الأول، شهدوا بقيامه بكسر ماسورة الغاز أثناء الحفر، والمتهم الثاني، شهدوا أنه لم يوقف السائق عن الاستمرار حتى وصل لخط الغاز وأتلفه، أما الثالث، فأمر بإجراء الحفر بمعدات ثقيلة دون تحصله على التصاريح اللازمة».وأضاف: «المتهم الرابع أرسل معدات الحفر الثقيلة إلى موقع العمل، قبل أن يتأكد من استيفاء مهندس التنفيذ للتنسيقات. وأوضح أعضاء اللجنة مسؤولية المتهمين الخامس والسادس بأنهما وافقا على بدء التنفيذ والحفر قبل استخراج التصاريح».وأكد أن «المتهمين من الثالث وحتى السادس خالفوا بنود العقود المبرمة بين هيئة المجتمعات العمرانية والشركتين، وقد حُددت البنود المخالفة في كل عقد على حدة».«المجتمع ينتظر العدالة»واختتم ممثل النيابة مرافعته قائلاً: «لجريمة اليوم آثار نفسية ومجتمعية تظل عالقة بذهن المدني عليهم وذويهم وجميع من شاهدها. فليكن حكمكم يا سيادة القاضي مخففًا لحزن ذوي المتوفين، مكفكفًا لدموعهم، شافيًا لصدورهم، أمانًا لكل من فزع، وطمأنينة لكل من خاف».وقال بصوت حاسم: «سيد الرئيس، هؤلاء المتهمون لم يرعوا حكم دين، ولا قاعدة قانون، ولا عرف مهنة، ولا فطرة نفس، لذا نطالبكم بإنزال أشد ما رتّبه القانون على فعل أمثالهم. نطالبكم بتوقيع أقصى عقوبة، وهي الحبس عشر سنين، ليكن عقابكم عبرة زاجرة لكل من يفكر أن يهمل عمله أو يقصّر في أداء واجبه، وليعلم أن من ورائه قضاءً يضرب على يدي كل مقصّر، حتى إذا عمل أحدهم عملًا أتقنه».


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
قضية انفجار خط غاز الواحات، دفاع المتهم الأول يطالب بتشكيل لجنة هندسية لتحديد المسئولية
طلب دفاع المتهم الأول في قضية انفجار خط غاز الواحات، سائق اللودر، بتشكيل لجنة من كلية الهندسة ومتخصصين من الهيئة العامة للبترول، ومهندسين من هيئة الطرق، بالإضافة إلى خبراء من وزارة العدل، لبيان مدى الالتزام بمعايير الأمن والسلامة في أعمال تجديد خط الغاز محل الواقعة، والتحقق مما إذا كان جهاز مدينة 6 أكتوبر قد قام بمعاينة موقع الحفر، وذلك لتحديد مسؤولية شركة الغاز أو شركة المقاولات أو الجهاز بشأن الحادث. ودفع الدفاع بانتفاء علم المتهم بوجود أي خطوط غاز في موقع العمل، وانتفاء مسؤوليته الجنائية والمدنية عن الحادث، بالإضافة إلى عدم كفاية التحريات. ورفعت محكمة أكتوبر اليوم السبت ثاني جلسات محاكمة المتهمين في انفجار خط غاز الواحات، الذي أسفر عن إصابة 16 شخصًا ومصرع 8 آخرين، لإصدار القرار. وفي الجلسة السابقة ترافع ممثل النيابة العامة، وقال في مستهل مرافعته أمام محكمة جنح أول وثالث أكتوبر، في القضية المعروفة إعلاميا بحادث انفجار خط الغاز بطريق الواحات، والتي أسفرت عن وفاة ثمانية أشخاص وإصابة سبعة عشر آخرين واحتراق ثماني سيارات ودراجة نارية: "إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، وإن إتقان العمل هو واجب شرعي قبل أن يكون أخلاقيا، وهو التزام يقع على عاتق كل موظف وعامل ومسؤول، سواء كان صغيرا أو كبيرا". إهمال مسئولي بعض الشركات سبب الكارثة وأضاف ممثل النيابة قائلا: 'سيادة الرئيس، عندما نظرت في تفاصيل هذه القضية كمحقق، رأيت أمامي آلام أسر فقدت أحبتها، وشعرت بحزن عميق وأنا أستمع إلى الشهادات التي امتلأت بالتساؤلات: ماذا حدث؟ من هو المخطئ؟ ومن المتسبب في هذه الكارثة الكبرى؟ مثل هذه الفاجعة لا يمكن أن تكون نتيجة خطأ فردي بسيط، بل تشير بوضوح إلى إهمال متجذر داخل بعض العاملين في شركات الهندسة والمقاولات'. وتابع ممثل النيابة فى قضية انفجار خط الغاز بطريق الواحات قائلا: "تبدأ وقائع هذه الدعوى عندما رصد جهاز مدينة السادس من أكتوبر وجود تشققات وشروخ بطبقة الأسفلت في مدخل المدينة على طريق الواحات، فكلف الجهاز شركة خاصة تُدعى شركة الميليجي بتنفيذ أعمال الصيانة، استنادا إلى وجود تعاقد سابق معها، إلا أن هذا التعاقد لا يُعفي الجهاز من مسؤوليته الرقابية". وأشار إلى أن الجهاز عهد إلى شركة هندسية خاصة تُدعى السهل الصاوي بمهمة الإشراف الفني والرقابة على الأعمال نظرا لأهمية هذه المسؤولية. عامل اللودر تجاوز العمق المقرر فكسر خط الغاز ثم تناول وكيل النيابة دور عامل اللودر قائلا: "يضرب الأرض بذلك اللودر ويحفر بعمق يتجاوز المقرر، فيصيب ماسورة غاز طبيعي ويحدث بها شرخا طوله نحو ثلاثة أمتار، وهنا تبدأ الكارثة. ظن العامل في البداية أنه اصطدم بماسورة مياه، فهرع هو وآخرون لإيقاف السيارات على الطريق وإعادة توجيهها، ظنا منهم أن المنطقة ستغمر بالمياه، ويا ليتها كانت كذلك". وتابع قائلا: "بدأت رائحة الغاز في التصاعد والانتشار، وأدرك العاملون أن ما تم إتلافه هو ماسورة غاز طبيعي، فتحول الهواء المحيط إلى مادة قابلة للاشتعال في أية لحظة" وقال: "بسبب كثافة الغاز، بدأت السيارات تتوقف عن العمل فجأة، لم يفهم السائقون السبب، فحاولوا إعادة تشغيلها، ما أدى إلى شرارة كهربائية التهبت في الهواء المشبع بالغاز، وتحول المكان إلى ألسنة من اللهب، واشتعلت سيارة تلو الأخرى". وأردف: "اشتعلت السيارات وفي داخلها أرواح بريئة لا ذنب لها، ومن بينها طفل رضيع وأمه احترقا داخل السيارة ولم يتمكنا من الهروب من هول المشهد، فاحترق جسديهما وتفحما تماما". وتابع: "وهناك اثنان آخران ركضا هاربين والنيران تأكل أجسادهما، يستنجدان بالمارة حتى أذابت الحرارة جلودهما. أما طبيبة المستقبل فقد التهمت النيران جسدها الطاهر، فخرجت مسرعة من السيارة تبحث عن من ينقذها، ولم تجد، فأخذت تطفئ النار التي اشتعلت في جسدها برمال الطريق". ضحايا الكارثة من أنبغ فئات المجتمع ثم استكمل ممثل النيابة قائلا: "هذا المشهد المؤلم راح ضحيته مجموعة من أنبغ فئات المجتمع، نتيجة إهمال جسيم، استشرى في سلوك المتهمين، وصنع أمامنا مأساة سببتها سلسلة من التراخي والاستهتار بكل القوانين والأعراف الهندسية. سلسلة متشابكة، شارك فيها المتهمون جميعا، حتى وقعت هذه الكارثة الإنسانية". وقال: "لكن السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه على سيادتكم هو: كيف يمكن لواقعة كهذه أن تحدث بهذه البساطة؟ كيف يقع هذا الكم من الدمار تحت إشراف أربعة مهندسين طرق، من المفترض أن يشرف كل منهم على الآخر؟ والإجابة تبدأ عندما نعود بالزمن قليلا". وأوضح أن المهندسين المسؤولين في الشركة المنفذة، وفور تسلمهم موقع العمل، كانوا ملزمين طبقا لبنود التعاقد بالتنسيق مع جهات البنية التحتية المختلفة، قبل البدء في إزالة أي طبقة من الطريق، وكان يحظر استخدام المعدات الثقيلة دون هذا التنسيق، كما أن الأعراف الهندسية المعتمدة تلزمهم بإجراء جلسات استكشافية قبل الحفر، وهذا الالتزام تم تجاهله تماما، فقد بدأ المهندس المسؤول في إزالة طبقات الطريق دون التنسيق المطلوب، ودون إجراء أي جسات، والأسوأ من ذلك أنه غادر الموقع وترك العمال يحفرون دون إشراف هندسي. وأشار إلى أن مدير المشروعات في الشركة المنفذة سلم المعدات الثقيلة لمهندس التنفيذ رغم علمه بعدم استكمال الإجراءات التنسيقية، وأن مهندس الرقابة والإشراف بالموقع بدأ الأعمال ووافق عليها رغم أنه كان يجب عليه إيقافها ومنع البدء فيها. وتابع قائلا: "أما كبير الخبراء بالشركة الهندسية الرقابية، فقد كان يدير المشروع دون أن يعلم عنه شيئا، لا يعرف متى بدأت الأعمال، ولا متى تنتهي، كل شيء كان على الورق فقط. وقد فضح هذا التسلسل المتشابك من الإهمال عامل اللودر الذي تصرف برعونة، وكان يسابق الزمن لإنهاء عمله، وآخر تركه يعمل دون استخدام الأجهزة والقياسات المساحية". وأكد ممثل النيابة أن هذه كارثة إنسانية خطيرة، سببها فساد إداري ومهني، أودى بحياة أبرياء لا ذنب لهم، وأن هذا الإهمال الجسيم يستوجب الردع. ثم أشار إلى أن النيابة العامة لا توجه الاتهامات جزافا، بل لا تتحدث إلا مدعومة بالأدلة والقرائن، وأنها بذلت أياما طويلة لجمع الأدلة والوصول إلى كل من تسبب في هذا الجرم. وبين أن النيابة توصلت إلى أدلة متماسكة ومترابطة، تثبت الجريمة وتحدد المسؤولين عنها، وأنها ستعرض هذه الأدلة في شقين: الأول لإثبات أن الوفاة والإصابات ناتجة عن الانفجار، والثاني لإثبات أن المتهمين هم المتسببون الفعليون في الحادث. وقال إن الشهادات جاءت لتؤكد أن المتهم الأول هو من كسر ماسورة الغاز أثناء الحفر، وأن المتهم الثاني لم يوقف السائق رغم أنه كان يراه يقترب من خط الغاز، أما المتهم الثالث فقد أمر باستخدام المعدات الثقيلة دون أن يتحصل على التصاريح، والمتهم الرابع أرسل هذه المعدات إلى الموقع قبل التأكد من أن التنسيقات تمت فعلا، فيما أظهر تقرير اللجنة الفنية أن المتهمين الخامس والسادس وافقا على بدء العمل دون الحصول على التصاريح المطلوبة. وأكد ممثل النيابة أن المتهمين من الثالث وحتى السادس خالفوا البنود التعاقدية المبرمة بين هيئة المجتمعات العمرانية والشركتين المنفذتين، وأن البنود المخالفة قد تم تحديدها في كل عقد على حدة. وتابع مرافعته قائلا: "لهذه الجريمة آثارا نفسية واجتماعية لن تزول من ذاكرة من فقدوا أحباءهم، ومن شاهدوا هذا الحادث. فليكن حكمكم شافيا لصدور هؤلاء، مزيلا لحزنهم، مطمئنا لمن فزع، وآمنا لمن خاف". واختتم بصوت حازم: "سيدي الرئيس، هؤلاء المتهمون لم يحترموا دينا، ولا قانونا، ولا أعراف المهنة، ولا حتى ضميرهم الإنساني. ولذلك نطالب بتوقيع أقصى عقوبة حددها القانون، وهي الحبس لمدة عشر سنوات، ليكون الحكم عبرة لكل من يهمل أو يقصر في عمله، وليعلم الجميع أن هناك قضاء يضرب على يد كل مقصر، حتى يتقن كل عامل عمله". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


البشاير
منذ 2 ساعات
- البشاير
الحصيني يودّع أولى دفعات حجاج مصر ضمن برنامج ضيوف الحرمين
في أجواء سادها التقدير والامتنان، ودّع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية، الأستاذ صالح بن عيد الحصيني، صباح اليوم الجمعة في مطار القاهرة الدولي، أولى دفعات حجاج مصر المشاركين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج ، الذي تُشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. تسهيلات لوجستية ورعاية شاملة للحجاج وخلال وداعه للحجاج، أكد السفير الحصيني حرص القيادة الرشيدة – أيدها الله – على تقديم أفضل التسهيلات والخدمات الممكنة لضيوف الرحمن، وضمان تنقلهم في أجواء آمنة ومريحة منذ مغادرتهم وحتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة. كما أعرب عن شكره وتقديره للجهات المصرية المعنية على التعاون الكبير وتسهيل إجراءات السفر، مشيدًا بالتنظيم المتميز للبرنامج والدعم السخي الذي توليه القيادة السعودية للحجاج، والذي يعكس حرص المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين. امتنان الحجاج وتقديرهم للرعاية السعودية من جانبهم، عبّر الحجاج المصريون عن عميق شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على منحهم فرصة أداء مناسك الحج ضمن هذا البرنامج المبارك، منوهين بحسن التنظيم وكرم الضيافة، وبالدور الريادي الذي تقوم به المملكة في خدمة الحجاج من مختلف دول العالم. وأشاروا إلى أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين يعكس صورة مشرفة للمملكة وجهودها في تسهيل أداء الشعائر، مؤكدين أن الرعاية التي حظوا بها قبل مغادرتهم دليل على ما توليه السعودية من اهتمام بضيوف الرحمن. Tags: السفير الحصيني برنامج خادم الحرمين حج 2025 حجاج مصر خدمات الحج السعودية ضيوف الرحمن مطار القاهرة وزارة الشؤون الإسلامية