logo
دراسة تحذر من فشل عالمي في مواجهة السمنة

دراسة تحذر من فشل عالمي في مواجهة السمنة

الشرق السعودية٠٦-٠٣-٢٠٢٥

حذَّرت دراسة حديثة، نشرتها دورية "ذا لانسيت" (The Lancet)، من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال والمراهقين على مستوى العالم بحلول عام 2050، مع توقعات بأن يصبح واحد من كل ستة أطفال ومراهقين يعاني من السمنة.
وتشير الدراسة إلى أن التحرك العاجل خلال السنوات الخمس المقبلة قد يكون الحل الأمثل لتجنب أزمة صحية عامة تهدد الأجيال القادمة.
وأوضحت النتائج أن ثلث الأطفال والمراهقين سيكونون إما زائدي الوزن، أو يعانون من السمنة خلال الـ 25 عاماً المقبلة، أي ما يعادل 385 مليون طفل ومراهق زائدي الوزن، و360 مليون يعانون من السمنة.
السمنة وزيادة الوزن
وتؤكد الدراسة أن معدلات السمنة بين الفئة العمرية 5-24 عاماً تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 1990 و2021، حيث ارتفعت بنسبة 244%، ما يعكس فشل الجهود السابقة في كبح هذه الظاهرة بين الأجيال الشابة، ففي عام 2021 وحده، كان هناك 493 مليون طفل ومراهق يعانون من زيادة الوزن، أو السمنة.
ومن المتوقع أن يتفوق معدل زيادة السمنة بين الأطفال والمراهقين على معدل زيادة الوزن، مع توقعات بارتفاع حاد في الفترة بين 2022 و2030.
وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تتجاوز نسبة السمنة (16.5%) نسبة زيادة الوزن (12.9%) بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً.
كما أن ثلث الشباب الذين يعانون من السمنة (130 مليوناً) سيعيشون في منطقتين فقط هما شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مما سيؤدي إلى تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة.
الأمراض المرتبطة بالسمنة
كما تؤكد الدراسة أيضاً أن معدلات زيادة الوزن والسمنة بين البالغين (25 عاماً فأكثر) تضاعفت أكثر من مرة خلال العقود الثلاثة الماضية (1990-2021)، حيث وصل عدد المتأثرين إلى 2.11 مليار بالغ.
تختلف معدلات زيادة الوزن بشكل كبير بين دول العالم، حيث يعيش أكثر من نصف البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن، أو السمنة في ثماني دول فقط هي: الصين (402 مليون)، والهند (180 مليوناً)، والولايات المتحدة الأميركية (172 مليوناً)، والبرازيل (88 مليوناً)، وروسيا (71 مليوناً)، والمكسيك (58 مليوناً)، وإندونيسيا (52 مليوناً)، ومصر (41 مليوناً).
وتظهر هذه التركيزات الجغرافية أن بعض الدول تتحمل عبئاً أكبر من غيرها، مما يتطلب استجابات سياسية واقتصادية مخصصة.
بدون إصلاحات سياسية عاجلة وإجراءات فعَّالة، من المتوقع أن يعاني حوالي 60% من البالغين (3.8 مليار) وثلث الأطفال والمراهقين (746 مليوناً) من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050، ما يُنذر بموجة غير مسبوقة من الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات، مما سيؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات المبكرة وتفاقم الأعباء الاقتصادية.
وأكدت المؤلفة المشاركة في الدراسة، جيسيكا كير، أن عدم وضع خطط عاجلة خلال السنوات الخمس المقبلة سيؤدي إلى مستقبل مظلم للأجيال القادمة، إذ إن السمنة في الطفولة والمراهقة نادراً ما تُحل تلقائياً مع التقدم في العمر.
تؤكد الدراسة أن هذا الارتفاع الكبير في معدلات السمنة سيؤثر بشكل سلبي على الأنظمة الصحية والاقتصادات العالمية، حيث تزيد مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، والسرطان، وأمراض القلب، ومشكلات التنفس، والخصوبة، والصحة النفسية. كما يمكن أن تمتد هذه التأثيرات عبر الأجيال، ما يزيد من خطر انتقال السمنة إلى الأبناء والأحفاد.
فشل عالمي
ورغم إشارة هذه الأرقام إلى فشل عالمي في مواجهة السمنة، إلا أن الباحثين يرون بصيص أمل، إذ يمكن عكس هذا الاتجاه إذا جرى اتخاذ إجراءات حاسمة قبل عام 2030.
وفقاً للدراسة، فإن الإمارات العربية المتحدة، وجزر كوك، وناورو، وتونجا من بين الدول التي يتوقع أن تسجل أعلى معدلات السمنة بحلول عام 2050، أما الدول التي ستضم أكبر عدد من الأطفال والمراهقين المصابين بالسمنة فهي الصين، ومصر، والهند، والولايات المتحدة.
وفي أستراليا، شهد الأطفال والمراهقون واحدة من أسرع معدلات الانتقال إلى السمنة في العالم، حيث إن الفتيات أكثر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنة بزيادة الوزن. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يكون 2.2 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 5-24 عاماً يعانون من السمنة، و1.6 مليون آخرين يعانون من زيادة الوزن.
وتشدد الدراسة على أن شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي ستشهد ارتفاعاً سريعاً في معدلات السمنة بسبب الزيادة السكانية، وضعف الموارد الصحية.
السمنة والتخطيط العمراني
وتوصي الدراسة بضرورة إنشاء مسوحات وطنية لمراقبة السمنة بين الأطفال والمراهقين، لمواجهة هذا التهديد الصحي الجديد.
وتؤكد كير على ضرورة التركيز على الفتيات المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-24 عاماً، نظراً لأن السمنة في هذه المرحلة قد تؤدي إلى انتقالها عبر الأجيال، مما يزيد من أعباء الأمراض المزمنة والتكاليف الاقتصادية المستقبلية.
وأكد الباحثون على ضرورة استثمار الحكومات في استراتيجيات متعددة الجوانب للحد من العوامل المسببة للسمنة، مثل النظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، والعوامل البيئية.
وأضافت أن تحميل الأفراد مسؤولية السمنة لم يعد ممكناً، لأن البيئة المحيطة تلعب دوراً كبيراً في تشجيع السلوكيات غير الصحية. لذا، تحتاج الحكومات إلى فرض ضرائب على المشروبات السكرية، وحظر إعلانات الأطعمة غير الصحية الموجهة للأطفال، وتوفير وجبات صحية في المدارس.
كما شددت الدراسة على الحاجة إلى تحسين التخطيط العمراني لتعزيز أنماط الحياة النشطة، من خلال توفير مساحات مخصصة لممارسة الرياضة، والمشي، وركوب الدراجات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدكتور النمر: ضبْط السكري يخفّض خطر جلطات الدماغ بنسبة 40 % والضغط سببها الأول عالمياً
الدكتور النمر: ضبْط السكري يخفّض خطر جلطات الدماغ بنسبة 40 % والضغط سببها الأول عالمياً

صحيفة سبق

timeمنذ 19 ساعات

  • صحيفة سبق

الدكتور النمر: ضبْط السكري يخفّض خطر جلطات الدماغ بنسبة 40 % والضغط سببها الأول عالمياً

حذّر الدكتور خالد النمر؛ استشاري القلب وقسطرة الشرايين، من خطورة إهمال السيطرة على الأمراض المُزمنة، مؤكداً أن ضبط مستويات السكري يقلل من احتمال الإصابة بجلطة دماغية بنسبة تصل إلى 40 %، في حين يُعَد عدم التحكم في ضغط الدم السبب الأول عالمياً لحدوث تلك الجلطات. وأضاف "النمر"؛ أن الوقاية من هذه الأمراض لا تبدأ فقط من العيادة، بل تنتهي أيضاً في المطبخ، داعياً إلى تعزيز الوعي الغذائي، والاهتمام بنمط الحياة الصحي لتقليل المخاطر.

مجمع إرادة بالدمام يدشن مبادرة " إرادة تمشي " لتعزيز رياضة المشي لمنسوبيه
مجمع إرادة بالدمام يدشن مبادرة " إرادة تمشي " لتعزيز رياضة المشي لمنسوبيه

سعورس

timeمنذ يوم واحد

  • سعورس

مجمع إرادة بالدمام يدشن مبادرة " إرادة تمشي " لتعزيز رياضة المشي لمنسوبيه

دشن مجمع إرادة والصحه النفسية بالدمام (أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي )مبادرة " أمش 30 " والتي تستهدف العاملين في المجمع وكذلك المراجعين تحت عنوان ( إرادة تمشي ) . وأكدت إدارة المجمع أن المبادرة التي انطلقت بحضور رئيس تشغيل المجمع الدكتور مرجع بن علي اليامي وعدد من منسوبي المجمع تهدف إلى تعزيز السلوكيات الصحية في المجتمع وتشجيع العاملين وزوار المجمع على ممارسة النشاط البدني كجزء من حياتهم اليومية، وأهمية تبني العادات الصحية ونشر ثقافة المشي اليومي والمنتظم بين أوساط المشاركين وبينت إدارة المجمع أن هذه المبادرة " إرادة تمشي " تركز على تعزيز ثقافة المشي بشكل يومي ومستمر طيلة أيام الأسبوع من خلال فترتين وتبدأ الفترة الأولى عند الساعة 08:00 صباحًا حتى 08:30 فيما تكون الفترة الثانية من 04:00 مساءً حتى 04:30 لتعزيز ثقافة المشي ونشر الوعي بأهميته في تحسين نمط الحياة والصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

تجمع الرياض يطلق مبادرة "فحص القدم السكري" لدعم صحة الحجاج
تجمع الرياض يطلق مبادرة "فحص القدم السكري" لدعم صحة الحجاج

صحيفة سبق

timeمنذ يوم واحد

  • صحيفة سبق

تجمع الرياض يطلق مبادرة "فحص القدم السكري" لدعم صحة الحجاج

أطلق ⁧تجمع الرياض الصحي الأول⁩ مبادرة "فحص القدم السكري" في مستشفى الملك سلمان، ضمن الحملة الوطنية ⁧#حج_بصحة وذلك . في إطار جهوده المستمرة لتعزيز صحة الحجاج خلال موسم الحج. وتهدف المبادرة إلى تقديم رعاية طبية وقائية للحجاج المصابين بالسكري، نظرًا لكونهم أكثر عرضة لمشكلات القدم مثل التقرحات والالتهابات. وتشمل المبادرة فحوصات طبية متخصصة بإشراف فريق من الأطباء، إلى جانب تقديم إرشادات صحية شاملة حول العناية بالقدمين والوقاية من المضاعفات، مع التركيز على أهمية ضبط مستويات السكر في الدم. ويستفيد من هذه الخدمة الحجاج المصابون بالسكري، حيث يمكنهم الوصول إليها عبر إحالة من مراكز الرعاية الصحية الأولية، أو من خلال عيادات الفرز بوحدة القدم السكرية في مركز الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك سلمان. ويؤكد ⁧تجمع الرياض الصحي الأول⁩ التزامه بتوفير خدمات صحية متكاملة، تسهم في تحقيق أهداف حملة ⁧#حج_بصحة⁩، من خلال تعزيز الوعي، والوقاية، وضمان سلامة ضيوف الرحمن خلال أدائهم للمناسك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store