
تحذير من مخاطر الحطام الفضائي.. كيف يمكن أن تؤثر "ظاهرة كيسلر" على الأقمار الصناعية؟
في خضم تسارع وتيرة الأنشطة الفضائية، تبرز أزمة جديدة تهدد مستقبل الأقمار الصناعية وعمليات الاستكشاف الفضائي، تتمثل في تفاقم مشكلة الحطام الفضائي، التي باتت تشكل تحديًا وجوديًا للفضاء القريب من الأرض.
ووفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن وكالة الفضاء الأوروبية، فإن كمية الأجسام الاصطناعية المهملة والشظايا الناتجة عن انفجارات أو تصادمات في المدار الأرضي المنخفض وصلت إلى مستويات مقلقة، وهو ما يمهد الطريق لسيناريو كارثي يعرف بظاهرة "كيسلر".
انفجار الخطر في صمت
تعود فرضية "ظاهرة كيسلر" إلى العالم الفيزيائي دونالد كيسلر، الذي حذر في تسعينيات القرن الماضي من إمكانية تحول الفضاء القريب من الأرض إلى حقل فوضوي من الشظايا المتطايرة، نتيجة سلسلة من التصادمات المتكررة بين الأجسام الفضائية المهملة.
ووفق هذا السيناريو، فإن كل اصطدام يولد شظايا جديدة، ترفع من احتمالية حدوث اصطدامات أخرى، في حلقة متسلسلة قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على البيئة الفضائية.
هذه الفرضية لم تعد مجرد احتمال نظري، حيث إنَّ الواقع يشير إلى أن هناك أكثر من 130 مليون قطعة من الحطام الفضائي المتناهي الصغر تدور حول الأرض، بعضها بحجم لا يتجاوز المليمتر، لكنها تتحرك بسرعات تقارب 27 ألف كيلومتر في الساعة، ما يجعلها قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالأقمار الصناعية أو حتى المركبات الفضائية المأهولة.
من الأقمار إلى القلق
حتى عام 2025، تم تسجيل ما يقارب 40 ألف جسم فضائي في المدار، منها 11 ألف قمر صناعي فقط لا تزال تعمل، وما تبقى هو عبارة عن أجسام خاملة أو شظايا متفرقة، بعضها يعود لعقود مضت، ومع تزايد عمليات الإطلاق، التي شهدت ارتفاعًا حادًا منذ عام 2018، أصبح الفضاء أكثر ازدحامًا وتعقيدًا من أي وقت مضى.
وبحسب الخبراء، فإنَّ الخطورة تكمن في أن الأقمار والمركبات غير العاملة لا تمتلك القدرة على تعديل مسارها لتفادي الاصطدام، مما يجعلها قنابل موقوتة تدور في صمت، ويكفي حادث واحد لإطلاق سلسلة من الاصطدامات التي قد تؤدي إلى كارثة فضائية غير مسبوقة.
جهود مضنية.. هل تكفي؟
وأمام هذا التهديد المتصاعد، بدأت وكالات الفضاء والحكومات اتخاذ إجراءات استباقية، أبرزها التوجه نحو عمليات العودة المتحكم بها للأقمار الصناعية والصواريخ بعد انتهاء مهامها، إذ أصبحت تشكل أكثر من نصف عمليات العودة إلى الأرض، كما أن 90% من مراحل الصواريخ باتت تُزال من المدار خلال خمس سنوات من استخدامها، وفقًا لمعايير عام 2023.
ورغم تلك التحسينات، لا يزال التحدي أكبر من أن يُحل بإجراءات فردية، إذ شددت وكالة الفضاء الأوروبية على أن الامتناع عن خلق مزيد من الحطام لم يعد كافيًا، وأن الحل يتطلب تعاونًا دوليًا شاملًا لتنظيف المدار الأرضي وتطوير تكنولوجيا لالتقاط النفايات الفضائية.
المستقبل بين الأمل والتحذير
لا يختلف العلماء على أن الفضاء أصبح موردًا حيويًا للاتصالات والملاحة والمراقبة، ولكن استمرار تجاهل قضية الحطام قد يُحوّل هذا المورد إلى عبء خطير، فمنذ إطلاق أول قمر صناعي عام 1957، وقعت أكثر من 650 حادثة تصادم مدارية كبيرة، وكل حادثة منها تركت أثرًا طويل الأمد على البنية التحتية الفضائية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : وكالة الفضاء الأوروبية تتوقع العيش على المريخ فى غضون 15 عامًا فقط
الجمعة 20 يونيو 2025 11:50 مساءً نافذة على العالم - تأمل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أن يصبح حلم العيش على المريخ حقيقة واقعة في غضون 15 عامًا فقط، وفي تقرير جديد، تحدد الوكالة، التي تمثل أكثر من 20 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة، رؤية طموحة لاستكشاف الفضاء بحلول عام 2040. وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، ينص التقرير: "بحلول عام 2040، نتصور وجودًا أوروبيًا مرنًا عبر مدارات الأرض والنظام الشمسي"، مضيفا "التوسع في الفضاء ليس رفاهية بل ضرورة، ولم يعد الفضاء حدودًا بل أصبح إقليمًا، إنه يطلق العنان لموارد مجهولة تفتح أسواقًا جديدة ويمكّن من تحقيق إنجازات علمية." يُظهر التقرير الجديد، "التكنولوجيا 2040: رؤية لوكالة الفضاء الأوروبية"، للجمهور أين تريد وكالة الفضاء الأوروبية أن تكون "في العقود القادمة، والاتجاهات لتحقيق ذلك". كما أنه كجزء من رؤيتها، سيعيش البشر، في غضون 15 عامًا فقط، في موائل "وفيرة" تُسمى "واحات الفضاء" في مدار الأرض، وكذلك على القمر والمريخ وما وراءهما. ستحمي هذه القباب البيضاء البشر من الإشعاع الكوني، وتوفر لهم مكانًا للنوم وتناول الطعام والعمل بين الرحلات الخارجية. ستكون موائل مكتفية ذاتيًا تمامًا، تُنتج طاقتها وغذائها بنفسها، مما يجعل مهمات إعادة الإمداد من الأرض شيئًا من الماضي. وسيعتمد البشر على تكنولوجيا ذاتية التشغيل تُشبه الروبوتات في سلسلة أفلام حرب النجوم لاستكشاف الكوكب الشاسع، الذي يبلغ قطره حوالي 4212 ميلًا. تؤكد وكالة الفضاء الأوروبية على ضرورة حماية هذه الموائل لرواد الفضاء من الظروف الخارجية القاسية، داعيةً إلى استخدام "مواد ذكية للحماية من الإشعاع". وستُزود هذه الموائل بقدرات استشعار عالية التقنية للتنبؤ بالمخاطر المتغيرة ورصدها والتخفيف منها، مثل الصخور الفضائية القادمة. وفي حال هبوطها على المريخ، سيتم استخراج موادها من المذنبات والكويكبات، واستخدامها في مواد البناء، مع تحليلها للكشف عن المزيد عن تاريخ نظامنا الشمسي. كما تتصور وكالة الفضاء الأوروبية مستقبلاً لن تكون فيه "الهياكل الفضائية الكبيرة"، مثل المركبات الفضائية والأقمار الصناعية والتلسكوبات ومحطات الفضاء، مقيدة بحدود أبعاد مركبات الإطلاق، وبدلاً من ذلك، يُمكن تصنيع وتجميع مثل هذه الآلة مباشرةً في المدار، أو على سطح القمر أو المريخ.


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : مهمة بروبا- 3 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية تُنتج أول كسوف شمسى اصطناعى فى العالم
الأربعاء 18 يونيو 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - أنتجت مهمة بروبا-3 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والمكونة من قمرين صناعيين يدوران حول الأرض، رسميا أول كسوف شمسى اصطناعى فى العالم، حيث قام مركز عمليات العلوم ASPIICS (SOC)، التابع للمرصد الملكى البلجيكى، بمعالجة الصور التى ستشاهدونها قريبا، حيث يقوم فريق متخصص من العلماء والمهندسين بإعداد أوامر تشغيلية لجهاز الإكليل الشمسى بناء على طلبات من المجتمع العلمى. يحدث كسوف الشمس بشكل أساسى عندما يصطف القمر تماما مع الشمس، مُلقيا ظله على الأرض، لبضع دقائق عابرة، يحصل العلماء على فرصة نادرة لدراسة الغلاف الجوى الخارجى للشمس، لكن هذه المشاهد الطبيعية يصعب التنبؤ بها، ومدتها القصيرة تجعل الباحثين متعطشين لمزيد من البيانات، لكن بروبا-3 استطاعت أن تتجاوز هذه القيود، فمن خلال إطلاق مركبتين فضائيتين على بُعد 150 مترا فى تشكيل مثالى، تُنتج المهمة كسوفا عند الطلب، مُحافظة عليه لمدة تصل إلى 6 ساعات لكل مدار مدته 19.6 ساعة، وفقا لموقع techeblog. يقول أندريه جوكوف، الباحث الرئيسى فى جهاز رصد الهالة الشمسية Proba-3: "صورنا للكسوف الاصطناعى تُضاهى تلك الملتقطة أثناء الكسوف الطبيعى، الفرق هو أننا نستطيع إنشاء الكسوف مرة واحدة كل 19.6 ساعة مدارية، بينما يحدث الكسوف الكلى للشمس طبيعيا مرة واحدة تقريبا، ونادرا ما يحدث مرتين فى السنة". تضمن مجموعة من التقنيات - نظام الملاحة GPS، ووصلات الراديو بين الأقمار الصناعية، وكاميرات الضوء المرئى، وأجهزة الاستشعار التى تعمل بالليزر - حركة المركبة الفضائية كوحدة واحدة، يقول ديتمار بيلز، مدير التكنولوجيا والهندسة والجودة فى وكالة الفضاء الأوروبية: "الدقة المُحققة استثنائية"، ويُثبت هذا سنوات تطورنا التكنولوجى، ويضع وكالة الفضاء الأوروبية فى طليعة مهمات الطيران التكوينى. تتجاوز الآثار المترتبة على ذلك علوم الطاقة الشمسية، حيث يُمكن للطيران التكوينى أن يُحدث ثورة فى استكشاف الفضاء، مُمكّنا التلسكوبات الافتراضية التى تمتد كيلومترات أو خدمات الأقمار الصناعية فى المدار من إطالة عمر المهمة. خلال مهمتها التى تستمر عامين، ستُقدم بروبا-3 ما يقرب من 1000 ساعة من بيانات الإكليل، وهى متاحة مجانا للباحثين حول العالم.


الصباح العربي
منذ 3 أيام
- الصباح العربي
عين أوروبا في الفضاء: انطلاق مشروع 'مرصد فضائي' لاكتشاف أسرار الجاذبية
في خطوة طموحة لاستكشاف أعماق الكون، تعكف أوروبا على تطوير مرصد فضائي لرصد موجات الجاذبية، يمنح العلماء نافذة جديدة لفهم أسرار الفضاء. واليوم أعلنت شركة "أو إتش بي" للتكنولوجيا والفضاء، ومقرّها في بريمن الألمانية، عن توقيع عقد بارز مع وكالة الفضاء الأوروبية خلال معرض باريس الجوي، يخصّ مهمة "هوائي مقياس التداخل الليزري الفضائي". الشركة، بصفتها المتعاقد الرئيسي، ستقود تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركاء آخرين، فيما تبلغ قيمة العقد 839 مليون يورو "حوالي نحو 963 مليون دولار".