logo
غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح.. حربُ الإبادة لُعبة 'نتنياهو' و'ترامب'

غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح.. حربُ الإبادة لُعبة 'نتنياهو' و'ترامب'

يمني برس٢٢-٠٣-٢٠٢٥

يمني برس- تقرير- عبدالقوي السباعي
لم تكن فلسطين يومًا سوى قلب جريح في خارطة الصراع الكبرى، إلا أن ما يشهده قطاع غزة اليوم من حرب إبادة جماعيةٍ يخرج عن حدود المألوف، في ظل تداخل معقد بين الهروب السياسي الداخلي لقادة الكيان، والترتيبات الأمريكية، مع تقاطع أجندات إقليمية ودولية لا مكان فيها للدم الفلسطيني؛ سوى أنه وقود لمعادلات النفوذ.
حرب الإبادة الجماعية هذه ليست مُجَـرّد عدوان عسكري، بل هي مشهد معقد تتحكم به خيوط السياسة العمياء التي نسجتها 'تل أبيب وواشنطن' وعواصم إقليمية أُخرى، والتي تتجاهل التدبير والعدل الإلهي الذي يتفوق على كُـلّ مخطّط وظلم، فغزة ورغم احتضارها تحت وطأة القصف والحصار؛ تذكر العالم أجمع بأن العدالة لن تسقط أبدًا.
في الداخل الإسرائيلي، يقف مجرم الحرب 'نتنياهو' في زاوية حرجة، يطارده شبح المحاكمات بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الثقة، فيما تتفاقم حدة الانقسام السياسي بين أقطاب اليمين الصهيوني المتطرف والعلمانيين، حيث يرى كثير من المراقبين أن الحرب على غزة باتت أدَاة ناجعة بيد 'نتنياهو' وبدعمٍ من 'ترامب' للهروب من ورطته الداخلية، وتوحيد الرأي العام الإسرائيلي خلفه، مستغلًا مشاعر الخوف والتطرف، ويفتح عبر الدم الفلسطيني نافذة نجاة من أسوار السجن المحتملة.
لقد دأب 'نتنياهو' تاريخيًّا على تصدير أزماته إلى الخارج، مستثمرًا في الحروب على غزة كرافعةٍ سياسية، لكنها هذه المرة تأتي في ظل صراع داخلي أكثر شراسة بين أحزاب اليمين ذاته، بين من يدفع نحو تصعيد مستدام ومن يرى في المفاوضات والتهدئة ورقة لتحقيق مكاسب انتخابية.
الولايات المتحدة الأمريكية ليست بعيدة عن هذا المشهد الدموي؛ فإدارة 'ترامب' تجد نفسها أمام مفترق طرق بين الحفاظ على تفوق 'إسرائيل' الإقليمي، وبين استرضاء حلفاءها في العالم العربي والإسلامي ضمن سياق إعادة ترتيب التحالفات بعد تراجع الدور الأمريكي في بعض مناطق العالم.
الحرب على غزة تمنح 'واشنطن' فرصة لإعادة توجيه دفة المنطقة، من خلال تصعيد يبرّر المزيد من التدخل العسكري، ويُعيد تثبيت 'إسرائيل' كعنصر حاسم في معادلات الشرق الأوسط، ويرجح كفة الدور الأمريكي وضرورته في خفض هذا التصعيد وتوجّـهات السياسة الأمريكية في إعادة ترتيب الأوليات في المنطقة.
كما أن مِلف التطبيع الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، والذي تعثر في الشهور الماضية، يجد في هذه الحرب أرضية جديدة لإعادة إحياء مشروعات 'السلام' الأمريكي المزعوم، ولو على حساب تدمير غزة بالكامل، ولو على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في شوارعها.
ولأن هذا الدم ليس مُجَـرّد ضحية لصراعٍ محلي، بل هو جزء من لعبةٍ جيوسياسية أكبر، فهناك دول وقوى تراقب عن كثب مسار الحرب، وتحاول دفع المشهد بكل الطرق والوسائل لتحقيق مكاسب ميدانية لصالح فصائل الجهاد والمقاومة والشعب الفلسطيني ككل، بالمقابل، تجد دول أُخرى في هذه الحرب مناسبة لتعزيز أوراق التفاوض والتحالف مع 'واشنطن وتل أبيب'، بينما تبقى بعض العواصم العربية في موقع المتفرج أَو بالأصح المتواطئ من تحت الطاولة.
الرواية الصهيونية.. صناعة العدوّ واستثمار الدم:
في جوهر هذه الحرب، يتكرس مفهوم صناعة العدوّ، حَيثُ تُختزل غزة في خطاب المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية ككيان مهدّد للوجود الصهيوني، رغم فارق القوة الهائل، وتسويق هذا العدوّ يخدم مصالح منظومة الحكم في الكيان الصهيوني داخليًّا وخارجيًّا، مع تحول سكان القطاع إلى ورقة مساومةٍ دمويةٍ في يد اللاعبين الدوليين والإقليميين.
اللافت أن حجم التدمير والقتل الممنهج يعكس استراتيجية واضحة لإخراج غزة من المشهد السياسي والجغرافي، وتحويلها إلى نموذجٍ مدمّـر لكل من يفكر في تحدي التفوق العسكري الإسرائيلي، أَو يخرج عن بيت الطاعة الأمريكية.
ما يحدث في غزة، هو انعكاس لمعادلاتٍ معقدة يتحكم بها ساسة يبحثون عن المصالح والمطامح على حساب الأبرياء، فغزة اليوم تُحرق تحت أقدام حسابات 'تل أبيب وواشنطن' والعواصم الإقليمية والمنظمات الأممية المتواطئة، في معادلةٍ لم تعد ترى في الفلسطيني سوى ضحيةٍ دائمة على مدى 76 عامًا.
غير أن التاريخ لطالما أثبت أن الدم لا يكتب إلا رواية الثبات والصمود، وغزة وأهلها ومقاومتها، رغم الكارثة، تبقى شوكةً في حلق هذه التحالفات، وجرحًا مفتوحًا يعري صفقات السلاح والدم في سوق السياسة العالمية، ويفضح صفقات التطبيع والعار في سوق النخاسة والخيانة العربية والإقليمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : نتنياهو يعلق على مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن
أخبار العالم : نتنياهو يعلق على مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن

نافذة على العالم

timeمنذ 2 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : نتنياهو يعلق على مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن

الخميس 22 مايو 2025 10:30 صباحاً نافذة على العالم - (CNN)-- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه أمر بتعزيز الأمن في البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم عقب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، مساء الأربعاء. وقال نتنياهو في بيان: "قلبي يتألم لعائلتي الشاب والفتاة العزيزين، اللذين انتهت حياتهما فجأة على يد قاتل معادٍ للسامية خسيس"، مضيفا: "إننا نشهد الثمن الباهظ لمعاداة السامية والتحريض الجامح ضد دولة إسرائيل". وأكدت المدعية العامة الأمريكية، بام بوندي، لنتنياهو أن الرئيس دونالد ترامب "يشارك شخصيًا في إدارة الرد على الهجوم، وأن الولايات المتحدة ستضمن تقديم القاتل للعدالة"، وفقًا للبيان. كما طلبت من نتنياهو تقديم تعازيها لعائلتي الشابين اللذين قُتلا. في أول تعليق له على حادثة إطلاق النار، قدّم ترامب، تعازيه لعائلتي موظفي السفارة الإسرائيلية اللذين قُتلا بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، حيث كتب في منشور على منصة تروث سوشيال: "يجب أن تنتهي هذه المجازر المروعة في واشنطن العاصمة، والتي تستند بوضوح إلى معاداة السامية، فورًا! لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة، تعازيّ لعائلات الضحايا، من المحزن أن تحدث مثل هذه الأمور! بارك الله فيكم جميعًا".

منهم بن غفير وسموتريتش.. بريطانيا تستعد لفرض عقوبات على وزراء نتنياهو
منهم بن غفير وسموتريتش.. بريطانيا تستعد لفرض عقوبات على وزراء نتنياهو

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

منهم بن غفير وسموتريتش.. بريطانيا تستعد لفرض عقوبات على وزراء نتنياهو

يقترب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من فرض عقوبات على كبار أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو بسبب حرب غزة ، وسط دعوات من أعضاء البرلمان لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إسرائيل ويجري النظر في فرض العقوبات مع تزايد القلق بشأن مصير آلاف الفلسطينيين، في ظل تصعيد جيش الدفاع الإسرائيلي لعملياته العسكرية، واستمرار صعوبة وصول الإمدادات. وبحسب صحيفة الاندبندنت، وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير ، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى آخرين، على رأس القائمة المحتملة. يأتي ذلك بعد يوم من إصدار بريطانيا عقوبات جديدة على إسرائيل وتعليقها للمحادثات التجارية بسبب تصعيدها الذي وصفته بـ "غير المبرر أخلاقياً" للعنف في غزة، حيث وصف وزير الخارجية ديفيد لامي تصرفات نتنياهو بأنها "غير متناسبة إطلاقاً". مع تزايد الإلحاح على محنة 14 ألف رضيع في غزة، ممن قد لا يبقون على قيد الحياة إلا ساعات، انضم نواب من حزب العمال، من المحافظين والخضر والليبراليين الديمقراطيين والحزب الوطني الاسكتلندي، إلى نواب من أحزاب المحافظين والخضر والليبراليين الديمقراطيين والحزب الوطني الاسكتلندي، في المطالبة باتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد حكومة نتنياهو. وحثت مجموعة من الأصوات في مجلس العموم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على تعليق جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل وفرض عقوبات على وزراء حكومة نتنياهو، مطالبين باتخاذ "إجراءات ملموسة" كما وعد ستارمر في بيان مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني. وفي تبادلات غاضبة في جميع أنحاء المجلس، تساءل النواب عما يلزم حكومة حزب العمال للاعتراف بأن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر لفرض عقوبات صارمة، وفي بيانه، أكد لامي أن الحكومة تدرس فرض عقوبات على الوزراء، مضيفًا: "نحن نبقي هذه القضايا قيد المراجعة"، ومع ذلك، وفي إشارة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات، أدان وزير الخارجية الدعوات "الوحشية" من وزراء الحكومة الإسرائيلية لتطهير غزة وذكر بالاسم سموتريتش وبن غفير اللذين وصفهما بـ"المتطرفين". رحبت شخصيات معارضة في إسرائيل بإجراءات حكومة حزب العمال البريطانية، حيث يعتقدون أن نتنياهو قد تجاوز الحدود، وقال إيهود أولمرت: "واصلوا الإدانة السياسية قدر استطاعتكم وبأقصى قوة ممكنة". على الجانب الاخر، ردت الحكومة الإسرائيلية مشيرة الى أن المملكة المتحدة لا تزال تعتقد أنها قوة استعمارية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورين مارمورشتاين، إن بريطانيا تلحق الضرر باقتصادها، ولديها "هوس بإسرائيل".

يقول نتنياهو إن إسرائيل ستتحكم في 'كل من غزة' بعد هجوم آخر
يقول نتنياهو إن إسرائيل ستتحكم في 'كل من غزة' بعد هجوم آخر

وكالة نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • وكالة نيوز

يقول نتنياهو إن إسرائيل ستتحكم في 'كل من غزة' بعد هجوم آخر

كامل قطاع غزة سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية مؤتمره الصحفي الأول منذ ديسمبر / كانون الأول ، سيصبح تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في نهاية هجومها الأخير هجومًا ، في نهاية شهر ديسمبر. قُتل مئات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لا هوادة فيه في جميع أنحاء غزة في الأيام الأخيرة ، على الأقل 82 عامًا منذ الفجر يوم الأربعاء ، مع استمرار الجوع وفقط كمية صغيرة الشاحنات المساعدة مسموح به مع الحصار في الواقع. وقال نتنياهو يوم الأربعاء إنه إذا كانت هناك فرصة لوقف وقف إطلاق النار المؤقتة وتبادل الرهائن ، فستكون إسرائيل مفتوحة لها '. وضع الزعيم الإسرائيلي الشروط التالية لإنهاء الحرب: إطلاق جميع الأسرى ، ونزع سلاح حماس ، نفي قيادته وإمكانية الاستمرار في أ يخطط أوضح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في فبراير / شباط من شأنه أن يطرد الفلسطينيين من غزة. قال ترامب إن الولايات المتحدة يجب أن تدير غزة وتحويل الأراضي إلى 'الريفيرا في الشرق الأوسط'. هذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها نتنياهو خطة ترامب كأحد الشروط لوقف القتال. دعت دول ومجموعات الحقوق المتعددة الخطة التطهير العرقي. وقال نتنياهو إنه يتعين على إسرائيل تجنب 'أزمة إنسانية للحفاظ على حريتنا في العمل التشغيلي' ، في إشارة إلى قرار إسرائيل بالسماح لعدد محدود للغاية من شاحنات المساعدات الإنسانية في غزة. كما أشار إلى خطة مصقولة كثيرًا 'تم تطويرها مع الولايات المتحدة' لتوزيع الطعام في الجيب دون السيطرة على حماس. الجماعة الفلسطينية تنكر أنها تساعد. مساعدة محدودة دخول غزة ، ولكن لا توزيع تعرضت إسرائيل لضغوط دولية لوقف الحصار الكلي للعقاب على غزة ، والتي منعت أي شاحنات طعام أو مساعدة من دخول الإقليم منذ 2 مارس. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الكارثة الإنسانية الرهيبة بالفعل داخل الجيب. وجد تقييم تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل المدعوم من الأمم المتحدة أكثر من 93 في المائة من الأطفال في غزة ، أو حوالي 930،000 ، على حافة المجاعة. يوم الأربعاء ، قال الجيش الإسرائيلي إنه سمح 100 شاحنة مساعدة تحمل الدقيق وأغذية الأطفال والمعدات الطبية في غزة. ومع ذلك ، قال مسؤولو الأمم المتحدة إن مشاكل التوزيع لم تكن تعني عدم الوصول إلى الأشخاص المحتاجين حتى الآن. وقال ستيفان دوجارريك ، الناطق باسم رئيس الجامعة: 'إن الإمدادات المحدودة التي يُسمح لها أخيرًا بالدخول إلى Kerem Shalom (باللغة العربية ، معبر حدود Karem Abu Salem) ليست في أي مكان بما يكفي لتلبية الاحتياجات في غزة ، وهي شاسعة ، وهي هائلة. قالت مجموعات الإغاثة إن مقدار المساعدات التي تسمح بها إسرائيل ليست كافية تقريبًا ، حيث وصفت جهود نتنياهو بأن 'الشاشة الدخانية للتظاهر بأن الحصار قد انتهى'. وقال باسكال كويسارد ، منسق الطوارئ في خان يونس ، 'إن قرار السلطات الإسرائيلية' بالسماح بقرار غير كافٍ من المساعدات في غزة بعد شهور من الحصار الجوي ، يشير إلى تجنب اتهام الناس الجوعين في غزة ، بينما ، في الواقع ، يبقيهم على قيد الحياة بالكاد '. 'رجل مضغوط ، مهووس ، كذب' كان النقاد سريعًا في الرد على المؤتمر الصحفي لشركة نتنياهو. وقال زعيم المعارضة يار لابيد إن 'كلمات اليوم تعني احتلال غزة لسنوات عديدة والاستيقاظ كل يوم حتى وفاة الجنود' ، مضيفًا أن مكانة البلاد الدولية ستنهار وأن الاقتصاد سيتعرض للتلف الشديد. وقال يير جولان زعيم حزب الديمقراطيين يار جولان بعد المؤتمر الصحفي: 'لقد رأيت عرضًا تقديميًا من قبل رجل مضغوط ، مهووس ، لا يتحمل أي مسؤولية عن أي شيء'. 'سأقاضيك عن التشهير بسبب الأكاذيب التي انتشرت عني ، وسنهزمك في الانتخابات قريبًا جدًا ونرسل لك إلى صفحات التاريخ.' انتقد نتنياهو الجولان يوم الثلاثاء بعد أن قال زعيم المعارضة ، 'بلد عاقل … لا يقتل الأطفال كهواية'. دعا نتنياهو التعليق 'مروع'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store