
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ولنا في الحياه حكايات نستلهم منها الدروس والعبر .
الخميس، 19 يونيو 2025 01:19 صـ بتوقيت القاهرة
ذات يوم تلقيت تحيه كبيره من أحد أبناء بلدتى الطيبين ، ممزوجه بحفاوة بالغه ، وترحاب شديد ، جعلنى أتعجب ، لكن هذا التعجب زال عندما أدركت أن ذلك مرجعه موقف لى معه قبل أربع سنوات ، كنت فيه داعما له وبقوه ، لم أتذكر هذا الموقف إلا بعد أن إنصرف الرجل ، ساعتها إستقر اليقين أن الإنسان لا ينسى أبدا من كان له سندا وقت العسره أو من تسبب له في أذى . الرجل أقسم بحتمية نزولى الإنتخابات وأنا عبثا أحاول إقناعه أن العطاء لله وفى الله أفضل ملايين المرات من العطاء وسط أجواء شديدة الصراع ، شديدة البغض ، شديدة الهزل ، تفتقد للحد الأدنى من الإحترام والمنافسه الشريفه ، لأن الكل لاينافس الكل بل يبذل الجهد لتشويهه ، وتدميره لعجزه عن الوصول لمستوى مايبذله من جهد ، وأن النائب الآن لم يعد صنيعة شعب ، الرجل الطيب بكى وأنا أحتضنه شاكرا له شعوره الطيب .
المؤلم أن هذا الرجل الطيب همهم بكلمات غريبه تحتاج لمترجم ، مافهمته منها إعتذارا ممزوجا بالحزن ، داعيا على من كانوا يحشدونه وغيره ضدى لصالح مرشحين ٱخرين لعجزهم عن الوصول لنفس مستوى العطاء الذى أقدمه ، حتى أنه قال أنه قيل له ولغيره من الجلوس أن محمود الشاذلى لن ينزل من على كرسى البرلمان لما يقدمه من خدمات خاصة التعيينات فى الكهرباء والبترول ، وكل الأماكن الحلوه ، ورعايته للمرضى ، وإنتشاره وسط الناس وقربه منهم ، والحل أن نشوه تلك الأعمال ونطلق عليه الشائعات بغير ذلك لاأمل لمن نناصرونهم في دخول البرلمان ، وكشف النقاب بتلقائيه عن أبعاد ذلك عندما دعى على أحد الأشخاص الذى وعده بتعيين إبنه في البترول مكافأه لدور أداه في تشويهى وتقزيم ماأقدمه من خدمات ، لكنه خذله ، وتمر السنوات عبر السنوات ولم يجد إلا شخصى داعما له فى أزمه كان قد تعرض لها كادت تعصف بحياته وتدمر أسرته ، أصدقكم القول لم أكن أعرف كل ذلك لكن هذا الرجل البسيط الطيب ظن أننى عرفت ، وحتى لو عرفت ماتأخرت لأننى قطعت عهدا أمام الله في صحن الكعبه المشرفه ألا أخذل مريضا ، أو أقصر في نجدة مستنجد بى حتى لو كان من الذين ناصبونى العداء وكادوا لى لأن المرض ونجدة الملهوف حق دينى وواجب إنسانى .
دلالة ذلك أن العطاء أكبر من أى خطبه ، وأن الإخلاص منجى من المكائد ، وأن الحق عنوان الحقيقه التي سيظهرها رب العالمين على رؤوس الأشهاد لأنه الحكم العدل ، والحق المبين ، وأن المكائد ضارة بالبشر والمجتمع ، بل إن عضوية البرلمان لم تعد في تقديرى مبتغى بعد أن فقدت وبصدق قيمتها لأنها لم تعد بإرادة شعبيه منزهة ، وتحقيق غاياتها باتت عبر طرق تجعل من يحترم نفسه وتاريخه لايشارك فيها حتى ولو بالإدلاء بالصوت ، لأن من يحصل عليها في هذا الزمان لايدرك أنها ليست رفاهية بل مسئوليه ضخمه أمام الخالق والخلق ، وأن ماكان متاحا من خدمات بالأمس خاصة فيما يتعلق بالتعيينات لم يعد متاحا الآن لذا تسبب هؤلاء المغرضين في الماضى بضرر كبير بالشباب ، وحتى الشباب تسببوا في إلحاق الضرر بأنفسهم خاصة الذين إنساقوا خلفهم وضاع عمرهم وتبددت الوظائف وأصبحت من الذكريات ، بل إن النواب لم يعد يعرف بعضهم بعضا الآن ، وأصدقكم القول أنا لاأعرف كثر من نواب محافظتى الحبيبه الغربيه من أعضاء مجلس النواب وحتى أعضاء مجلس الشيوخ ، بل إن هناك نواب أدركت من تعاطى الناس معهم أنهم فى مأزق حقيقى خاصة هؤلاء الذين أسمع عنهم لأول مره رغم أنهم من محافظتى ، من أعنيه بوضوح النائب إبراهيم الديب نائب مركز المحله والذى لشخصه كل التقدير والإحترام ، حتى وإن لم أتشرف بمعرفته حتى إسما إلا ذات يوم من خلال حوار مؤلم مع شباب دائرة مركز المحله وهو يهنئهم بالعيد على صفحته وأزعجنى هذا القدر من النقد الموضوعي والمحترم والصريح ردا على ماطرحه والذى يكشف عن أن هناك حاجه غلط وتألمت أن يكون نائب بمحافظتى وأنا لاأعرفه .
ذكرتنى تلك الأجواء بزمن جميل كنا فيه كنواب يعرف بعضنا بعضا بحق ، وصدق ، وبيننا عيش وملح ، وأخوه صادقه ، متذكرا أخى وصديقى نائب الأقصر المحترم بهاء أبوالحمد زميلى بالبرلمان وصديقى والنائب الحالى ، عندما تعرض أحد أبناء الأقصر لحادث ببلدتى بسيون قال له إذهب لنائب بسيون محمود الشاذلى وإطرق بابه ، وقل له أخوك بهاء بيسلم عليك ، وجاء فعلا وتم عمل اللازم . وذات يوم أيضا كان يجلس نائب الإسكندريه المحترم أبوالعز الحريرى عند رئيس إحدى شركات البترول وطرحت أمامه مشكله لأحد شباب بسيون ، وبمجرد أن عرف أنهى مشكلته ورحب به ، وأرسل لى معه السلام ، وكذلك عندما إنتفض شيخ النواب الزميل الدكتور طلعت عبدالقوى في حوار مع قامه رفيعه بالأجهزه قائلا إلا محمود الشاذلى ذاكرا تاريخى السياسى والبرلمانى ، ونزاهة قلمى ، ومبددا مفاهيم مغلوطه كان أحد المغرضين قد حاول النيل من شخصى وتشويهى لديه خشية أن أعود للبرلمان ، ليثبت أن الرجل موقف . أصدقكم القول أننى سعيد جدا أن الله تعالى عافانى من عضوية البرلمان في هذا الزمان ، وأننى لم أرشح نفسى للبرلمان ويكفينى أننى كنت زميلا لنواب هم تاجا على الرؤوس وكنت النائب الوفدى الوحيد بالبرلمان عن محافظة الغربيه في ذلك الوقت . تبقى كلمه .. إن العطاء لله وفى الله من نعم الله تعالى التي أنعم بها على شخصى ، ويقين بكرمه وفضله لأنه سبحانه إستعملنى في الخير فأعاننى ، ولم يستبدلنى بمن هم أفضل منى ، ولعل تلك الراحه النفسيه مرجعها أن خدمة الناس شرف خاصة أسيادى من المرضى .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
«النكبة تعود بوجه جديد».. خيام الفلسطينيين VS ملاجئ الإسرائيليين
عندما اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، لم تترك إسرائيل بابًا للدمار إلا وطرقته، ولا سبيلًا للعنف إلا وسلكته، النار التهمت البيوت، والقنابل مزقت الأجساد، والتهجير لم يكن خيارًا بل فرضًا على شعب لا يعرف إلا التمسك بالأرض والعرض والكرامة. فمن القتل المتعمد إلى الحرق حيًا، سادت عربدة إسرائيلية في غزة، لكن ما بين أكتوبر 2023 ويونيو2025، دار الزمن دورته، وكأن مشهد النكبة عاد، لكن هذه المرة في الاتجاه الصحيح، فقد أطلقت إيران عمليتها العسكرية «الوعد الصادق 3»، لتهطل الصواريخ على تل أبيب، كما أطلقها الاحتلال الإسرائيلي من قبل على غزة. The situation at the Haifa oil refinery — IRNA News Agency (@IrnaEnglish) June 16، 2025 ووسط صفارات الإنذار والأنقاض المدمرة، ركض الإسرائيليون باحثين عن مهرب، عن أي وجهة تنقذهم من صواريخ إيران، لحظة واحدة كشفت كل شيء؛ لا انتماء ولا جذور، مجرد خائفين يركضون كـ«لاجئين بلا هوية». نتيجة اخطاء السياسين وتهورهم اصبح معظم احياء البلد ركام وانقاض، وضحايا بالعشرات فندق مكتض بالنزلاء البعض تفحم — مايسه الرومي יהודי תימן (@Misa_Roumi) June 15، 2025 الإسرائيليين المستوطنين بأراضي دولة فلسطين العربية المحتلة ووضعهم بالملاجئ مع كلابهم والبزى والحفاظات بدون شي بدون كراسي واسره متلاصقين ، الحمدلله ما معنى ملاجئ ولا نحبها ، فقط نحب أن كون بمقدمة الم،.،ج،.ا،،دين وندعوا الله سبحانه وتعالى بفحتح مبين ☝🏻 — الــعـزّيــ مَـحٌـمَدِسَــبَـنَـهـ (@QQCQO) June 16، 2025 ولعت بينهم البين 🔥🔥 معارك وفوضى وزحام وسباق على الملاجىء وهناك إصابات واستدعاء تدخل الامن 😂😂 المستوطنين الإسرائيليين يبيتون في الملاجئ وداخل محطات المترو والقطارات خشية الهجمات الإيرانية — أنيس منصور (@anesmansory) June 18، 2025 صور الدمار في إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية صور الدمار في إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية وفي مشهد رصدته صحيفة «المصري اليوم»، بدا الانهيار النفسي والمعنوي في وجوه الإسرائيليين واضحًا، وهم يحملون ما تبقى من متاع فوق أنقاض بيوتهم المدمرة، كما فعل الفلسطيني قبلهم، لكن بفارق عظيم، فإن الفلسطيني لم يغادر أرضه رغم الدمار، أما الإسرائيلي فهرب منها رغم وجود الملاجئ. وتوثيقًا لذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن رحلات هروب جماعي سرًا، يقوم بها آلاف الإسرائيليين عبر يخوت وسفن من العديد من الموانئ، الموجودة في هرتسليا، وأسدود، وحيفا، ونتانيا، وغيرها إلى قبرص، حيث أن هذه العمليات كلفتهم آلاف الدولارات. « #إسرائيليون «يقفون على أنقـاض منازلهم في تل أبيب، بينما يحاول بعضهم انتشال ما تبقى من أمتعتهم، بعد الدمــار الذي خلفته الصــواريخ الإيــرانية. #طوفان_الأقصى #قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طهران — وكالة قدس برس (@qudspressagency) June 18، 2025 إنه مشهد يعكس الفارق الجوهري بين شعب متمسك بتراب وطنه، رغم ما يواجهه من موت ودمار (الفلسطينيين)، وبين مستوطن جاء من خلف البحار واهتز كيانه أمام أول موجة صواريخ. في غزة، تشبث الفلسطينيون بمنازلهم حتى بعد أن تحولت إلى ركام، قسموا أن يسقوا ترابها بدمائهم، وأن تبقى الجذور في الأرض، أما في تل أبيب، فقد شاهدنا العكس، هرولة جماعية إلى المطارات والملاجئ، نظرات مذعورة، وحقائب لا تكفي لحمل كل ما تركوه خلفهم، وكأنهم لم يكونوا يومًا أهلًا لهذا المكان. الإسرائيليون يركضون إلى الملاجئ الإسرائيليون يركضون إلى الملاجئ وفي واقع تقشعر له الأبدان، يؤدي الفلسطينيون صلاتهم وسط أنقاض منازلهم المدمرة، غير مبالين بالصواريخ الإسرائيلية، ولا متنازلين عن أرضهم، ثابتون رغم الجراح، ورافضون التهجير كما رفضوا من قبل الخضوع. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، ما دمرته إسرائيل في غزة من منازل، دمرته صواريخ إيران في عمق تل أبيب، قد يكون تبادل غير متكافئ في الخسائر، لكن العدالة التاريخية لا تقاس بالعدد بل بالمعنى. الدمار الذي الحقته الصواريخ الإيرانية بأحد أبراج إسرائيل الدمار الذي الحقه الاحتلال بغزة الدمار الذي الحقته الصواريخ الإيرانية بإسرائيل وكانت الفجيعة الكبرى هو المشهد الحقيقي بين فلسطينيين ينامون في الخيام وعلى ركام بيوتهم المدمرة، وإسرائيليين يصرخون في ملجأ تحت الأرض، يكمن الفارق بين الشجاعة والذعر، بين صاحب الأرض والمحتل العابر. الفلسطينيون على أرضهم رغم الحصار الإسرائيلي هروب الصهاينة إلى الملاجئ خوفا من القصف الإيراني القوي عليهم هذه حالهم عساهم لا يصبحون — FatimaAlmazidi (@almazidi_fatima) June 15، 2025 وفي لقطة أخرى، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، صورة لحفرة يعمق 4 أمتار في موقع الهجوم الصاروخي الإيراني على موقف حافلات بإسرائيل. حفرة بعمق 4 أمتار بموقف حافلات بإسرائيل نتيجة صاروخ إيراني وتشبه هذه اللقطة تمامًا ما فعلته إسرائيل في غزة، وفقًا لما وثقته وسائل إعلام فلسطينية. حفرة بقطاع غزة نتيجة صاروخ إسرائيلي إلى ذلك، يبدو أن إسرائيل تواجه أزمة في حماية مواطنيها خلال تلك الحرب، حيث كشف تقرير لصحيفة «معاريف»، الإسرائيلية، أن تل أبيب تركت كبار السن درعًا بشريًا وهدفًا للصواريخ الإيرانية، دون حماية. وفي مشهد آخر، وبعد 25 عامًا تقريبًا من اختباء الطفل الفلسطيني، محمد الدرة، بين ذراعي والده وسط نيران الاحتلال الإسرائيلي، يصرخ من الخوف بينما يحاول الأب أن يحميه بجسده الضعيف، عاد التاريخ ليعرض مشهدٍ يبدو استخرج من رحم الذاكرة، لرجلٍ إسرائيلي يحتضن طفله محاولًا حمايته من وابل الهجمات الإيرانية الأخيرة. الدرة وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالصورة، لكن لم تثير تعاطفًا بقدر ما استدعت ذكرى محمد الدرة، وأيقظت لدى كثيرين شعورًا بالعدل، فبين الصورتين القديمة والجديدة، تشابهت الملامح والوجع، لكن اختلفت الرؤية.


الطريق
منذ 3 ساعات
- الطريق
الدكتور أسامة الأزهري يعلن عن إطلاق منصة وزارة الأوقاف الرقمية الجديدة
الأربعاء، 18 يونيو 2025 11:48 مـ بتوقيت القاهرة خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، أعلن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن إطلاق وزارة الأوقاف منصتها الرقمية الجديدة، وذلك بحضور عدد من المسئولين. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن المنصة الرقمية الجديدة تعد مشروعا وطنيا خالصا يستهدف المساهمة في تجديد أسس وركائز الخطاب الديني، بأسلوب تفاعليّ حديث يواكب التقنيات الرقمية المعاصرة، وذلك في إطار استراتيجية التحول الرقمي التي تنتهجها الدولة المصرية. وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالمنصة الدينية الرقمية الجديدة، التي تعد نقلة نوعية في تطوير أداء وزارة الأوقاف، وتعزيز خدماتها المقدمة للمجتمع، ولكل زوارها، كما أثنى على حجمها وتنوع موضوعاتها وثراء خدماتها، والذي سيسهم في النهوض بالجانب الفكري والروحي في جهود بناء الإنسان، في الجمهورية الجديدة، وترسيخ دور مصر في بث نور العلم والفكر المستنير إلى العالم أجمع. من جانبه، استهل وزير الأوقاف عرض المنصة بالإشارة إلى أن إطلاق المنصة الرقمية لوزارة الأوقاف اليوم يتزامن مع اليوم الدوليّ لمكافحة خطاب الكراهية، وهو ما نؤكده من إطلاق هذه المنصة التي ندعو من خلالها للفكر المستنير ونبذ الكراهية. وفي هذا الإطار، أوضح وزير الأوقاف أن المنصة قائمة على منهج علمي منبثق من الرؤية الاستراتيجية للوزارة بمحاورها المتمثلة في مكافحة كل أشكال التطرف الديني واللاديني، إلى جانب بناء الإنسان، وصناعة الحضارة؛ مشيرًا إلى أن المنصة ــ بما تحويه من فكر مستنير وقضايا دينية برؤى تجديدية وزوايا علمية متنوعة ــ تعد دليلا على استمرار الدور المصري الرائد في بث الفكر الديني الأزهري القويم، وهو أقوى الروافد في مجموع قوى مصر الناعمة التي قدّرها الله لها واختصها بها. وخلال عرضه، وجه الدكتور أسامة الأزهري الشكر إلى كل من شارك في إخراجها بهذا الثوب المبهر، مؤكدًا أنها نتاج جهود مضنية على مدار الأشهر الماضية منذ توليه الوزارة، ثم استعرض الدكتور أسامة الأزهري محتويات المنصة وأبوابها وأقسامها المتعددة، مؤكدًا في ضوء ذلك أنها أكبر منصة دينية في العالم؛ إذ تبلغ صفحاتها ٦٠ ألف صفحة في المرحلة الأولى، وستتجاوز عدة ملايين من الصفحات بعد اكتمال مراحلها الثلاث بحلول عام ٢٠٢٧. وأشار الوزير إلى أن المنصة ـ في مرحلتيها الثانية والثالثة ـ ستضم أبوابًا متخصصة تعمل بالذكاء الاصطناعي، وآلية للدردشة الإلكترونية؛ لإشباع نهم الأجيال الناشئة من التكنولوجيا بعد تغذية تلك الأبواب بمادة آمنة فكريًا، ومؤتمنة على مقاصد الشريعة وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فضلاً عن ترجمة محتوى المنصة إلى عدد من اللغات الأجنبية؛ تعزيزًا للانتشار وخدمة لرسالة مصر العالمية. وخلال استعراضه، أشار الدكتور أسامة الأزهري إلى أن هناك قسما لمبادرة "صحّح مفاهيمك"، وهو مشروع علميّ استراتيجي لإعادة تشكيل الوعي من الجذور، وإحياء المفاهيم الصحيحة، وتفكيك المغلوطة، في سبيل بناء إنسان حر، مؤمن، عاقل، صانع للحضارة، لافتا إلى أن هذه المبادرة سيتم إطلاقها الأسبوع المقبل برعاية رئيس مجلس الوزراء؛ بهدف تصحيح المفاهيم لدى المواطنين، ومعالجة التراجع القيمي والسلوكي، وتتناول موضوعات مختلفة مثل الاحتيال المالي، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي. تجدر الإشارة إلى أن المنصة تضم أبوابًا وأقسامًا عن المواسم والمناسبات، والفلسفة الإسلامية، والتاريخ والحضارة، والأخلاق والقيم، والأديان والمذاهب، والفقه، والحضارة والعمران، والدولة والعالم، بالإضافة إلى أبواب أخرى عن الإرهاب والتطرف، وشبهات وردود، والتصوف وطرقه، والعقيدة والفرق، والأسرة والمجتمع، واللغة العربية وبلاغتها، فضلا عن أبواب مخصصة للقرآن الكريم وتفسيره، والحديث الشريف وعلومه، والسيرة النبوية، وسير الأعلام، والموضوعات الشائعة، وغيرها، إلى جانب خدمات الوزارة وتعريف بتاريخها وكل الهيئات التابعة لها.


الطريق
منذ 3 ساعات
- الطريق
الدكتور أيمن رفعت المحجوب يكتب: جدلية الأديان في العدالة الاجتماعية (ج٢)
الخميس، 19 يونيو 2025 12:08 صـ بتوقيت القاهرة إن التفسيرات السابقة لإسرائيل حول أن اليهود شعب الله المختار في الأرض وما ترتب على ذلك من خطيئة الكبرياء والتعالي على باقي أجناس الأرض من البشر والتناقض وجدلية الأديان حول العدالة الاجتماعية، وأخذ الأمر يستفحل. فلا غرابة إذاً أن يخرج النور والظلمة من الشعب ذاته أن يأتي المخلص ، وقاتل المخلص من اليهود أنفسهم، أن يضرب الابن من بيت أبيه. فجاء يسوع المسيح من أعماق هذا التناقض ليهدم كل هذه الموميائيات القتالة. لقد كانت الأبصار في ذلك الوقت على متون الأرض، فسما بها لتخترق أجواء الفضاء، ورفعها عن ادوات المادة ليعلقها في ملكوت السماوات. فلقد بشرت التوراة بمجيء سيدنا المسيح مخلص الانسانية كلها، وكان الكتبة والفرنسيون ورجال المال من اليهود ينتظرون مجيء المسيح، قائد جبار، قوى بطاش، ليحرر الشعب اليهودي من الدولة الرومانية الظالمة، ويقيمه حاكماً على شعوب الأرض، فيحقق اليهود أمالهم العنصرية، وسيطرتهم المادية، فخاب فألهم إذ جاء المسيح فقيراً، متواضعاً محباً. إنه لم يأت ليجترح العجائب، ولا لينقذ أهل اليهود وحدهم من الظلمات وحكم الرومان ، فلقد بعث من الله ليغفر الخطايا، لأن مغفرة الخطايا أمر أجل وأجدى للإنسان ، إنه يتناوى الحياة الألية: وماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟. ولقد حملت المسيحية لنا جميعاً معنى الانفتاح على كل الشعوب وحاربت فكرة الانغلاق على شعب بعينه ، واحتكار هذا الشعب لله، وازدواجية الآله في اليهودية ، الذي هو تارة إله محبة وعادلة مستمد من التوراة ، وزهو; 'اليهودية الموسوية' الذي خاطب السيد المسيح أفرادها الطيبين 'طوبى لكم' وهو طورا إله بغض وحقد ، وبطش وجور، وهو 'اليهودية التلمودية' ، والتي خاطب المسيح أفرادها بقوله 'الويل لكم'. والتي كانت تشكل الدين السري الخاص بالمجتمعات الداخلية لليهود ، هذا الدين الذي يستمد تعاليمه من التقاليد والطقوس، والأحقاد المتراكمة المتوارثة. لقد جاءت المسيحية لتبطل اليهودية الموسوية إلى الأبد ، فجاء قول السيد المسيح 'لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، فإنه إما أن يبغض الواحد ، ويجيء الآخر ، أو يلزم الواحد ويرز لالآخر إنكم لن تستطيعوا أن تعبدوا ربين: الله والمال' (متى 24:6). غير أن هذا لم يبطل اليهودية كروح أو معنى ، إنما أبطلتها كجسد أومبي ، أبطلت الحرف ، أبطلت فيها التمسك الأعمى بالتقاليد المذهبية ، وأبطلت فيها جهل الانسان للحقيقة الانسانية من الباطن ، وتركيز فهمها لتلك الحقيقة على أشكال مادية خارجية. وعلى ما تقدم يتضح لنا أنه قد قدر 'لليهودية أن تكون تمهيداً للكنيسة المسيحية ، الوارثة لمواعيد العهد القديم عن مستقبل شعب الله'. إذ كانت اليهودية تنظر مجيء المسيح ، فأتي وحقن الآمال والأماني الروحية التي ابتغتها الانسانية في الدين اليهودي ولم تتحقق، من نداء الفطرة في ساعة العسرة ، وقبس الأمل في نية الضياع ، وبلسم الرحمة يندي على جراحات الظلم والقسوة ، ونبراس العدالة الاجتماعية في عالم التفاوت والتطاحن والحقد والجلالة. ونتيجة لذلك لم يعد لليهودية مبرر للبقاء ، لقد أفرغها الدين المسيحي من مضمونها التوراتي إلى الأبد.