logo
السفير الإيراني في الرياض : لا رجعة عن مسار التواصل والتفاعل بين السعودية وإيران

السفير الإيراني في الرياض : لا رجعة عن مسار التواصل والتفاعل بين السعودية وإيران

أخبارنا١٠-٠٢-٢٠٢٥

أخبارنا :
شدد السفير الإيراني لدى المملكة علي رضا عنايتي، في حوار خاص لـ«عكاظ»، على أن تطور العلاقات وتعزيزها بين طهران والرياض، جاء استجابةً لتوجيهات وعزم القادة في البلدين لاستكمال هذه المسيرة الأخوية بين الشعبين والتقريب بينهما.
وأكد السفير عنايتي، أن المسار الجديد الذي تم اتباعه في العامين الأخيرين لتنمية وتوسيع التواصل والتفاعل بين البلدين مسار لا رجعة فيه، وأن فوائد تعميق وتوطيد العلاقات الثنائية لن تقتصر فقط على إيران والمملكة، وإنما تمتد لتشمل تنمية التعاون الإقليمي والتضامن بين الدول الإسلامية عموماً.
وقال: «على مدى عامين تقدمنا بخطوات ملموسة ومدروسة لتعزيز العلاقات وتوطيدها، وهناك تواصل وتنسيق مستمر بين القادة والمسؤولين، فالبلدان لديهما إمكانيات هائلة وموارد ضخمة، وقادران على التعاون في عدة مجالات تسهم في تحقيق النمو والازدهار للإقليم بأكمله».
وعبر السفير الإيراني، عن شكره للمسؤولين في المملكة، لتسهيل شؤون الحجاج والمعتمرين الإیرانیین وتقديم الخدمات لهم، وأشار إلى أن عدد الحجاج في الموسم الأخير وصل إلى 90 ألف حاج، بينما اعتمر حتى الآن نحو ١٠٠ ألف إيراني، «ونعمل على زيادة العدد، تلبية لرغبة مواطنينا لزيارة المشاعر المقدسة»، وفي ما يلي نص الحوار:
• بعد نحو عامين من توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين، كيف تقيِّمون المستوى الذي وصلت إليه العلاقات؟
•• في البداية أشكر صحيفة «عكاظ»، على هذا الحوار، وتسليط الضوء على واقع العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصاً بعد مضي نحو عامين من عودتها، وقد أنجزنا - بحمد الله - كثيراً من الأمور خلال تلك الفترة، التي تهم البلدین والشعبين، وتصب في مصلحتهما، وتشمل عدة مجالات، سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية، إضافة إلى الاجتماعية والرياضية.
وهذه العلاقات، تطورت ونمت في عدة اتجاهات، وتمضي قدماً يوماً بعد يوم، فهناك مجالات تقدمنا فيها كثيراً، في حين لا تزال بعض الملفات تحتاج إلى عمل وجهد أكبر، لكن يمكننا القول عموماً، إن العلاقات الإيرانية - السعودية، في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، شهدت تقدماً ملحوظاً نحو الأمام، ونحن سوف نتدارك ما مضى إن شاء الله.
ففي الإطار السياسي مثلاً، متقدمون بشكل كبير، من خلال الاتصالات المستمرة والمشاورات الدائمة بين مسؤولي البلدين، وقد تمكنا من توظيف تلك الجهود لدعم استقرار المنطقة، والحد من تفاقم الأزمات، وفي مقدمة ذلك التركيز والاعتناء بقضية فلسطين، وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقد قام وزیرا الخارجية لكلا البلدين بزيارات متبادلة، واجتماعات واتصالات مستمرة، بهدف المضي قدماً لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك وبحثها.
جادون في تنفيذ الاتفاقيات
• هل هناك فرص جديدة تتعلق بالجوانب الاقتصادية والتجارية بعد اجتماع اللجنة الثلاثية الذي تم في الرياض؟
•• تحظى إيران والمملكة بموقع جيوسياسي وجيواقتصادي مهم في منطقة الشرق الأوسط، ولكن العلاقات الاقتصادية والتجارية في تصوري تحتاج إلى جهد أكبر، ولذلك تمت عدة زيارات للمسؤولين المعنيين في البلدين، لبحث هذه الملفات، وللتعرف أكثر على الإمكانيات والقدرات ومكامن العمل الواعدة ودراستها، لإيجاد منصة للعمل التجاري المدروس بين الجانبين.
وزار وكيل وزارة الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية الرياض، والتقى المسؤولين المعنيين هنا، كما أن وزير الاقتصاد الإيراني، التقى وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، وكذلك وزير الاستثمار، على هامش الاجتماع الإقليمي والدولي، الذي انعقد في المملكة، وقام وزير الزراعة الإيراني بزيارة للمشاركة في مؤتمر «كوب 16»، كذلك أقيمت معارض في طهران وفي المملكة، شارك فيها رجال أعمال من البلدين، ومع ذلك نعتقد أننا لا نزال في بداية الطريق، ومن حيث بناء هيكلة العمل لدينا اتفاقيات سابقة سارية المفعول، يمكن أن ننطلق منها، كاتفاقية التجارة والاقتصاد، التي تعتبر إطاراً عاماً للعمل الاقتصادي بين البلدين.
بإذن الله، نحن وإخواننا السعوديون جادون في تطبيق وتفعيل كل الاتفاقيات، ولنا اتصالات ومشاورات مستمرة في هذا المجال، وقد تم التأكيد على ذلك في عدة اجتماعات ثنائية، ومن خلال اللجنة الثلاثية المشتركة.
الترابط بين المملكة وإيران لا يخدم البلدين فقط، بل ينعكس على الإقليم عموماً، فالنقل وتبادل البضائع ومحطات العبور والانسيابية في الحركة وتنقل المواطنين تصب في صالح المنطقة ككل، وتساعد في نهوضها بمشاركة أبنائها، وتجلب لها الأمن والتنمية، ونحن جميعاً نتشارك الرؤى التي تنادي بذلك.
• هل سيكون هناك اجتماع آخر للجنة السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة، وهل لا تزال لدى اللجنة ملفات عالقة لم تحل؟
•• عمل اللجنة يعتبر مهماً وضرورياً، وهو مستمر ومتواصل، من خلال جلوس الأطراف الثلاثة لدراسة وبحث العمل المشترك، وهي فرصة للحوارات الثنائية ومراجعة العلاقات وتقييمها، وسبل تنميتها، فالعلاقات من خلال هذه اللجنة تتقدم بخطى ثابتة، يوماً بعد آخر، دون استعجال أو تراجع، ونحن مستعدون لاستضافة أعمال اللجنة في دورتها الثالثة في طهران.
190 ألف حاج ومعتمر
• منذ عودة العلاقات، كم بلغ عدد الحجاج والمعتمرين الإيرانيين الذين أدوا مناسكهم، وكيف يمكن لمثل هذه الشعائر أن تعزز التواصل والتقارب بين البلدين؟
•• في موسم الحج الماضي، وصل إلى المملكة نحو ٩٠ ألف حاج إيراني، ومنذ إعادة العلاقات تم تدشين رحلات العمرة بشكل مستمر، واعتمر حتى الآن نحو ١٠٠ ألف إيراني، ونحن نعمل على زيادة العدد، وتلبية رغبة مواطنينا لزيارة المشاعر المقدسة.
لقد ساهمت عودة العلاقات بحمد الله في تسهيل وصول الإيرانيين للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، أسوة بإخوانهم من مختلف دول العالم الإسلامي.
• ماذا عن التبادل السياحي بين البلدين؟
•• المجال السياحي بين البلدين مجال خصب وواعد، وبإمكان السياح من البلدين الاستفادة من هذه الميزة في الاطلاع على المعالم السياحية والأثرية والتاريخية الموجودة في الدولتين، فإيران تستقطب سنوياً الكثير من السياح من مختلف البلدان في مناطق جميلة وجاذبة مثل شيراز ومشهد وطهران وأصفهان، والبعض يأتي للنقاهة والعلاج، وهذا أحد أوجه السياحة لدينا. إيران، بأرضها الخلابة وطبيعتها الخضراء، وغاباتها وبحارها وجبالها، وتنوع مناخها، ترحب بالسياح السعوديين في مختلف الفصول من العام.
ولعل القرب الجغرافي يساعد في هذا الأمر، فنحن لا نريد أن يقتصر التواصل بين شعبينا على الزيارات الدينية فقط، بل نقول لأهلنا في المملكة أهلاً وسهلاً بكم في إيران، وهذا هو أحد العناوين التي تم التأكيد عليها في البيان الصادر في ٦ أبريل ٢٠٢٣م، من وزيري الخارجية لكلا البلدين. ونحن كسفارة نقوم بدورنا في تسهیل الأمور، والخطوط المباشرة للطيران تسهل ذلك بإذن الله، وتعمل الآن 4 رحلات تجاریة مجدولة أسبوعیاً من الدمام إلی مشهد، وستتم زيادتها قريباً، إن شاء الله، بعد التنسيق والترتيب مع الجانب السعودي.
تذليل عقبات التبادل التجاري
• كم وصل معدل «التبادل التجاري» بین البلدین، وكيف يمكن زيادته ورفعه بين دولتين جارتين تملكان موارد ومقومات هائلة؟
•• الميزان التجاري بين طهران والرياض كان قد بلغ 800 مليون دولار عام 2016م، قبل أن يهبط بعدها، لكن هناك جهوداً حثيثة تبذل الآن لرفعه، ورغم إرادة الجانبين الصادقة إلا أن المبادلات التجارية بينهما لم ترتق حتى الآن للمستوى المنشود. ونعمل حالياً بكل جهد لتذليل العقبات، والتشاور وتبادل الرؤى والأفكار، وكيفية تطوير العمل الاقتصادي، وتنشيط التجارة بين البلدين. ومن جهة ثانية، العمل التجاري والاستثماري يحتاج إلى مذكرات تفاهم واتفاقيات تؤطر تلك العملية، وربما سبق وأشرت لكم في حديثي عن الاتفاقية العامة للتجارة والاقتصاد، التي تم التوقيع عليها في ١٩٩٨م، في طهران، من قبل وزيري الخارجية، وهذه اتفاقية شاملة لجميع مناحي العمل الاقتصادي، ولا يزال العمل قائماً بها، وأكدنا على تفعيل هذه الاتفاقية، وهناك اتفاقيات أخرى، مثل اتفاقية النقل الجوي، وتم بموجبها عودة الرحلات التجارية، ورحلات الحج والعمرة، وفي النقل البحري أيضاً. وقد قدمنا مشروع اتفاقية للنقل البري، والمداولات مستمرة بين طهران والرياض بشأنه، للوصول لنتائج تلبي طموحات الجانبين.
تعميق وتوطيد التواصل
• لا يخفى عليكم أهمية التبادل الثقافي ودوره في ترسيخ العلاقات بين البلدين وازدهارها.. كيف يمكن للزيارات المتبادلة أن تساهم في بناء الجسور الثقافية بين الرياض وطهران، وتعزيز الفرص الفنية والإعلامية لمواطنيهما؟
•• قبل الإجابة، لا يفوتني أن أشيد بالمشاورات والمداولات المهمة لقيادتي البلدين نحو تمتين العلاقات وتطويرها في ما يتعلق بالجوانب السیاسیة، والاقتصادیة، والثقافية، والإعلامية، والسياحية، والعلمية والبحثية، فهي كلها تقوي وترسخ العلاقات، التي تسير بنية صادقة من القادة، الذين اعتنوا بها ويحرصون على استمرارها، لتكون هذه العلاقات متنوعة ومترابطة ومتكاملة، ومنفتحة أكثر، ونحن نؤکد أن العلاقات الشعبية بين مواطني البلدين مهمة لتقویة العلاقات، وهنا يأتي دور المثقفین والمفكرین وأساتذة الجامعات.
وإيماناً بأهمية هذا الجانب، جاءت أخيراً زيارة رئيس مركز الدراسات والبحوث الدبلوماسية الإيرانية إلى المملكة، والتقى رئيس معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، كما شارك في ندوة فكرية متخصصة في هذا المجال.
أود التأكيد على أن المسار الجديد الذي تم اتباعه في العامين الأخيرين، لتنمية وتوسيع التواصل والتفاعل بين البلدين، هو مسار لا رجعة فيه، وأن فوائد تعميق وتوطيد العلاقات الثنائية هذه لن تقتصر فقط على إيران والمملكة، وإنما ستمتد لتشمل تنمية التعاون الإقليمي والتضامن بين الدول الإسلامية عموماً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال
نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال

السوسنة

timeمنذ 16 دقائق

  • السوسنة

نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال

مسقط – السوسنة - رفع نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان، ممثلًا برئيس مجلس الإدارة السيد عمار علي عبيدات وأعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية.وأكد النادي في بيان بهذه المناسبة الوطنية الغالية، أن يوم الاستقلال سيبقى محفورًا في وجدان الأردنيين، بما يحمله من معاني الفخر والاعتزاز والوفاء لكل من بذل وقدّم وضحّى في سبيل رفعة الوطن، مستذكرين أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للأردن.وجاء في البيان:"نستقبل هذه المناسبة بكل مشاعر الفرح بما تحقق، والفخر بما أُنجز، والوفاء لتضحيات الأجداد، والدعاء بأن يديم الله نعمة الأمن والاستقرار على أردننا الغالي تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة."كما عبر النادي عن اعتزازه بالماضي، وفخره بالحاضر، وتطلعه إلى مستقبل أفضل، مؤكدًا التزامه بالعمل الصادق والإخلاص في سبيل تقدم الأردن وازدهاره.وختم النادي تهنئته بالدعاء إلى الله أن يحفظ الأردن، قيادةً وشعبًا وحكومة، وأن يديم على جلالة الملك وولي عهده موفور الصحة والعافية.

الأردن في عيد استقلاله
الأردن في عيد استقلاله

السوسنة

timeمنذ 17 دقائق

  • السوسنة

الأردن في عيد استقلاله

على مدار التاسعة والسبعين، ونحن على ثبات موقف واحد تجاه أردننا الحبيب، يكبر كل يوم معنا، لكنه لا يشيخ، ويبقى في عرين شبابه معطاءً، قويًا، يزيد صلابة. الأردن لم يكن في الوجود حلمًا يريد أن يتحقق، بل الأردن واقع جميع رسمته حدوده أحلامنا، وحرسه عيون جنودنا، وحفظت أرضه أقدامنا. الأردن لم يكن وسيلة في يوم، بل كان جسرًا للعطاء والخير، حافظ على كرامة الإنسان، بل صانها كما صان ترابه وسمائه. وحينما يسألوننا: "أنت من الأردن؟" بكل فخر نقول نحن أردنيون، من ديار الهاشميين، وأسماؤنا النشامى، وعروبتنا أصيلة، وجذورنا متينة. نحن من عرفنا بالجود، وقضيتنا الأردن في عالم يختل فيه مبادئ العدالة والوجود. هناك حروب، وهناك قتل، وهناك دمار، وهناك نزوح، وهناك في الأردن وطن وسع الجميع، رحب بالزائرين، قدم العون بالرغم من الإمكانيات المحدودة، لكن أثبت دور الأردن على مستوى العالم بالرغم من زمن زادت فيه قوى التشكيك، وبعض زخم الإعلام السلبي الذي لم يؤثر علينا، لأننا وطن عرف نفسه وأثبت أنه لم يتخلَ عن دوره تجاه العرب.ولن نقول إن التحديات قد انتهت، لكننا على يقين أن للوطن قائدًا وجيشًا وشعبًا، كالدماء في الجسد يسري في عروقه. بدون مجاملة على حساب الوطن أبدًا، لكن الحقيقة في واقع صخب الإعلام وبث الإشاعات وكثرة وسائل الاتصالات وتزييف الأخبار. وما زلنا ننظر إلى وطننا على أنه حقيقة تتجدد. رفع علمه كل الأجيال وعلى مدار تسعة وسبعين عامًا، لم تغادرنا سنة إلا ونحن نحتفل في يوم الاستقلال، ونحن بفضل الله في أحسن حال. كان الأردن قد وُلِد من جديد، بنفس الشعور. حب الأردن يولد ويكبر معنا، ولن يغادرنا.

عيد الاستقلال: مجد متجدد ووطن يزهو بالعزة
عيد الاستقلال: مجد متجدد ووطن يزهو بالعزة

خبرني

timeمنذ 29 دقائق

  • خبرني

عيد الاستقلال: مجد متجدد ووطن يزهو بالعزة

عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى في تقويم الوطن، بل هو تاج المجد الأردني، يوم تتجلى فيه كرامة الأمة وعزتها، ويقف فيه الأردنيون بكل فخر واعتزاز أمام راية رفرفت بعزيمة الأحرار، وإرادة لا تلين. في الخامس والعشرين من أيار عام 1946، كتب الأردنيون بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين فصلاً جديداً من تاريخهم المجيد، حيث خرج الوطن من عباءة الانتداب إلى رحاب الحرية، معلناً قيام الدولة الأردنية المستقلة ذات السيادة، لترتفع راية الاستقلال فوق كل التحديات، ويبدأ عهد البناء والنهضة. في عيد الاستقلال يتجدد الكبرياء الوطني، نستذكر فيه محطات الفخار، ونستحضر فيه تضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وآمنوا بأن الاستقلال ليس غاية فحسب، بل بداية لمسيرة لا تعرف التراجع، عنوانها: الكرامة، والبذل، والعطاء. القيادة الهاشمية، منذ التأسيس وحتى اليوم، كانت وما زالت القائد الأمين للمشروع الوطني الأردني، والضامن لوحدة الوطن واستقراره. فها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يحمل الراية بجدارة، ويقود الوطن نحو آفاق من التقدم والتحديث، مُجسّداً رؤية هاشمية تستند إلى شرعية تاريخية، وولاء شعبي راسخ، وحكمة في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. في يوم الاستقلال، يزهو الوطن بأبنائه، وتنبض القلوب بالوفاء، وتتعانق رايات العز على امتداد الجغرافيا الأردنية رافعين رؤوسنا عالياً بهذا اليوم الخالد، مجددين العهد بأن نظل الأوفياء لمسيرة الأجداد، والحماة لمنجزات الوطن، والبناة لمستقبله المشرق. إن تمجيد الاستقلال لا يكون فقط بالكلمات، بل بالفعل، بالولاء، وبالانتماء. أن نحب الأردن يعني أن نحمي مؤسساته، نحترم قانونه، نعمل بإخلاص، نرفض الفساد، نزرع الأمل، ونتسلح بالعلم والمعرفة. ونحمي المنجزات الوطنية وصونها. فالتحديات التي يواجهها الأردن داخلياً وخارجياً تتطلب وعياً شعبياً، وعزيمة وطنية، واستمرار العمل بروح الجماعة والمسؤولية. إن الاستقلال لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة طويلة من العطاء والتحدي. والوفاء لتلك اللحظة التاريخية يتطلب منّا جميعاً أن نكون شركاء حقيقيين في الحفاظ على الدولة ومكتسباتها، والسير خلف قيادة هاشمية حكيمة أثبتت، في كل مفصل من مفاصل التاريخ، أنها جديرة بثقة الشعب وتطلعاته. فالمحافظة على منجزات الاستقلال مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل أردني وأردنية، وتبدأ بالتمسك بالقيم الوطنية، واحترام القانون، والإخلاص في العمل، وتعزيز ثقافة الحوار والانتماء، والمشاركة الفاعلة في مسيرة الإصلاح والتحديث. ففي يوم الاستقلال نجدد عهد الولاء والانتماء، ونرفع أكفّنا بالدعاء أن يحفظ الله الأردن، قيادةً وشعبًا، جيشًا وأمنًا، حاضرًا ومستقبلًا. كل عام والأردن بألف خير، وكل عام ورايتنا تعانق السماء. وفي هذه المناسبة العزيزة، نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والأسرة الأردنية الواحدة، سائلين الله أن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار، وأن تبقى رايته خفّاقة في سماء المجد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store