
ملتقى الذيد الرمضاني ينظم ندوة عن أثر القرآن بتعزيز الصحة النفسية
الشارقة 24:
نظّم ملتقى الذيد الرمضاني محاضرة قيّمة لفضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي بعنوان "أثر القرآن الكريم في تعزيز الصحة النفسية وعلاج الأمراض"، وسط حضور كبير من الشخصيات المجتمعية وأعيان المنطقة.
وشهدت المحاضرة التي نظمها نادي الذيد الثقافي الرياضي في إطار فعالياته لملتقى الذيد الرمضاني من مساء أمس حضور الشيخ محمد بن معضد بن هويدن، والدكتور محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد، وراشد المحيان رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في المنطقة الوسطى، والدكتور علي سالم الطنيجي رئيس مجلس ضاحية البستان، وسالم محمد بن هويدن رئيس مجلس إدارة نادي الذيد، وسلطان مطر بن دلموك الكتبي رئيس مجلس إدارة في مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية والدكتور سالم زايد الطنيجي وسعيد بالليث الطنيجي إلى جانب عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين، منهم حميد عبدالله بالصدرية الخاطري نائب رئيس مجلس إدارة نادي الذيد، وعدد من أعضاء مجلس إدارة النادي والمدير التنفيذي، وأحمد السلمان من مجلس الشارقة الرياضي، بالإضافة إلى عدد من أعيان المنطقة الوسطى ولفيف من المدعوين.
القرآن الكريم وعلاقته بالصحة النفسية
استهل فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي محاضرته بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان واستخلفه في هذه الدنيا لحكمة عظيمة، فهو يعيش في دار ابتلاء واختبار، كما قال تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"، أي في معاناة ومكابدة، وهذا واقع يشمل الجميع دون استثناء، حتى الأنبياء لم يسلموا من منغّصات الدنيا وتقلباتها، كما جاء في قوله تعالى: "إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ"، فكل إنسان يكدح ويسعى، ويواجه التحديات والأزمات.
وبيّن الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي أن الحياة الدنيا ليست بدار خلود، وإنما دار اختبار وابتلاء، فقد قال الله سبحانه وتعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، مشيرًا إلى أن الابتلاءات تأتي في صور متعددة مثل الأمراض، فقدان الأحبة، الفقر والغنى، الصحة والمرض، مما يستوجب على المؤمن التحلي بالصبر والتوكل على الله.
طلب السعادة في الحياة
وأكد الشيخ الدكتور عزيز أن البشرية مجتمعة تسعى وراء السعادة والطمأنينة، لكن السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا بالرضا بقضاء الله واللجوء إليه في كل الأحوال، مستشهدًا بقصة حادثة الإفك التي تعرضت لها السيدة عائشة - رضي الله عنها، وكيف صبرت حتى جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى في قوله: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ"، مما يبرز أهمية الصبر والتوكل على الله في تجاوز المحن والأزمات النفسية.
وأشار إلى أن الإنسان يمر في حياته بتقلبات وأزمات نفسية، مثل الاكتئاب والحزن، إلا أن القرآن الكريم يقدم الحلول لكل من يعاني من ضيق نفسي أو أزمة، مؤكدًا أن اللجوء إلى الله بالدعاء والعبادة هو السبيل للخروج من الظلمات إلى النور، مستشهدًا بدعاء نبي الله يونس عليه السلام عندما نادى في الظلمات: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، ففرّج الله عنه كربه.
أهمية التوازن والاتزان النفسي
تطرق الشيخ الدكتور عزيز إلى أهمية تحقيق التوازن النفسي في حياة المسلم، وأهمية ضبط المشاعر والانفعالات حتى لا يكون الإنسان رهينة للأحداث والمتغيرات، مشددًا على أن المؤمن يجعل الدنيا في يده وليس في قلبه، فهو يعمل للآخرة، ويعلم أن هذه الدنيا زائلة، وأن الاستعداد للرحيل والموت حقٌ على كل إنسان، كما قال الله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ"
الصحة النفسية في ضوء القرآن الكريم
أكد الشيخ العنزي أن من أهم عوامل تعزيز الصحة النفسية هو الافتقار إلى الله، والشعور بالحاجة الدائمة إليه، والاتجاه إليه بالدعاء والاستغفار، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" .
كما أشار إلى أن القرآن الكريم وجّه الإنسان إلى استخدام عقله والتفكر في هذه الدنيا، وعدم الانغماس في الملذات دون وعي، لأن الدنيا ليست بدار خلود، فالناس إما أن يكونوا إخوة في الجنة أو شركاء في النار، حسب أعمالهم وسلوكياتهم في هذه الحياة.
في ختام المحاضرة، دعا الشيخ الحضور إلى التمسك بتعاليم القرآن الكريم في كل تفاصيل حياتهم، خاصة عند مواجهة الأزمات النفسية والابتلاءات، لما للقرآن من أثر في تهدئة النفوس، وتوجيه الإنسان نحو الطمأنينة الحقيقية.
كما أثنى الحضور على المحاضرة لما حملته من رسائل إيمانية عميقة تسهم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية في ضوء تعاليم الإسلام، مشيدين بأهمية هذه اللقاءات الدينية التي تضيء جوانب حياتهم، وترشدهم إلى التعامل مع مصاعب الحياة بإيمان ويقين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
التعوّد على النعمة… حين يُصبح العاديّ حلمًا عند غيرك
في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتخطفنا فيه شاشات الهواتف ودوّامة التكنولوجيا والرفاه، صرنا نعيش في زحام من النِّعَم دون أن ننتبه. أصبحنا نركض خلف تفاصيل يومية تُشغلنا عن أنفسنا، وعن شكر الله، بل وعن أداء فرائضه أحيانًا. فكم من شخصٍ استيقظ على عافية، لكن انشغاله بجدول يومه المزدحم أنساه أن يسجد لله شكرًا. كوب ماء تشربه بسهولة هو في الحقيقة حلمُ مريضٍ لا يستطيع رفع الكوب أو بلع الماء. نومك بهدوء بعد يومٍ مرهق هو أُمنية لمُبتلى بالقلق أو الألم أو الخوف. أن تُصلّي في وقتك، أن تمشي برجليك، أن تفتح ثلاجتك فترى ما يسدّ جوعك، أن ترى أبناءك يضحكون… كلّها نعم، لو فقدتَ واحدةً منها، لأدركتَ كم كنت غنيًا ولم تعلم. بل حتى ترف الذهاب إلى صالة الرياضة أو مقهى هادئ، هو رفاه لا يملكه ملايين الناس حول العالم. رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – لخّص لنا في حديثٍ بليغٍ عميق، فقال: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" [رواه الترمذي]. فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والشكر لله على الصحة والعافية، وندعو الله العلي القدير أن يحفظ لنا أبناءنا وبناتنا، وأن يبارك لنا في أرزاقنا. وقد قال الشاعر إيليا أبو ماضي: أَلَا في فُؤادِ المرءِ سِرٌّ إذا بدا *** يُريكَ النِّعَمَ الغُفْلَ كيف تبدو عظيمة ومعنى البيت: أن في قلب الإنسان لحظة وعي، إذا انكشفت له فجأة، أدرك عظمة النِّعَم التي طالما اعتادها وغفل عن شكرها، لتبدو أمامه فجأة كأنها كنوز لا تُقدّر بثمن. ويقول الكاتب الأمريكي رالف والدو إمرسون: "إن أعظم شكر يمكن أن تقدمه لله هو أن تفرح بنعمه وتشعر بها". وهذا جوهر الشكر الحقيقي… أن تستشعر النعمة وتفرح بها، لا أن تعتادها حتى تنساها. فيا من تقرأ هذه الكلمات، صغيرًا كنت أو كبيرًا، لا تجعل التعود يُطفئ بصيرتك، ولا تنتظر زوال النعمة حتى تعرف قدرها. احمد الله، واشكره، وأكثر من الصلاة والدعاء، لك، ولأحبابك، ولوطنك. اللهم احفظ دولة الإمارات العربية المتحدة وأهلها الكرام، وانشر فيها الخير والأمن والطمأنينة، وبارك في قائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – حفظه الله – وإخوانه حكام الإمارات، وأدم عزهم ورفعة شأنهم، وزدهم توفيقًا وسدادًا، إنك على كل شيء قدير.

البوابة
منذ 16 ساعات
- البوابة
هل الصحبة السيئة من علامات ضعف الإيمان؟
أكدت الدكتورة فاطمة أبو العلا، أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، أن ضعف الإنسان أمام نفسه لا يعني بالضرورة أنه شخص سيئ، بل هو انعكاس لطبيعة بشرية تميل للاستسلام أحيانًا للهوى والمغريات والظروف المحيطة. وقالت خلال مداخلة هاتفية مع الدكتورة دينا أبو الخير، في برنامج «وللنساء نصيب» المذاع على قناة «صدى البلد» إن من أبرز أسباب تكرار الأخطاء ضعف الإيمان، والفراغ الروحي والعقلي، إلى جانب الصحبة السيئة، مشيرة إلى أن الإنسان الذي لا يجد ما يشغله إيجابيًا قد يسقط في دائرة السلوكيات الخاطئة. الصحبة الفاسدة تُضعف من عزيمة الفرد وأضافت أن الصحبة الفاسدة تُضعف من عزيمة الفرد وتحبط محاولاته للثبات على السلوك القويم، مستشهدة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، ما يبرز أهمية البيئة الاجتماعية المحيطة ودورها في تشكيل الشخصية. وشددت الدكتورة أبو العلا على أهمية توفير دعم نفسي واجتماعي للفرد، موضحة أن أول تلك الوسائل هو الدعم الأسري، الذي يتمثل في وجود بيئة آمنة، مشبعة بالحب والتفاهم والاحتواء، حيث تُعد الأسرة المؤسسة الأولى للتنشئة الاجتماعية.


البوابة
منذ 16 ساعات
- البوابة
دينا أبو الخير: تكرار الذنب لا يمنع التوبة.. والله يغفر ما دام العبد تائبًا بصدق
أكدت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، أن تكرار الذنب بعد التوبة لا يعني انقطاع رحمة الله أو رفضه لعبده التائب، مشددة على أن باب التوبة يظل مفتوحًا في كل وقت، ما دام الإنسان يعود إلى الله بقلب صادق ونية خالصة. وقالت خلال تقديم برنامجها «وللنساء نصيب» المذاع على قناة «صدى البلد» إن الإنسان قد يضعف أمام الشهوات أو هوى النفس أو وساوس الشيطان، فيقع في الذنب رغم توبته المتكررة، مشيرة إلى أن ذلك لا يُفقده أمل العودة إلى الله، بل يجب أن يكون دافعًا لمجاهدة النفس أكثر، والاستمرار في طلب المغفرة. وأوضحت أن أحد المتابعين وجه إليها سؤالًا عن شعوره بالخجل من تكرار التوبة بعد الوقوع في الذنب مرات عدة، وخشيته أن يكون ذلك استخفافًا برحمة الله، فأجابته بأن هذا الشعور بالحياء والخوف من الله هو دليل على بقاء نور الإيمان في القلب، وعلى إدراك مقام الرب جل وعلا. ضرورة الحذر من وساوس الشيطان وشددت على ضرورة الحذر من وساوس الشيطان التي تُقنع الإنسان بأن توبته لن تُقبل بسبب كثرة ذنوبه، قائلة: "هذا مدخل خطير من شياطين الإنس والجن، يُراد به إبعاد الإنسان عن باب الله، وجعله ييأس من المغفرة".