logo
عن صديقى سامى السيوى وعالمه الشجى

عن صديقى سامى السيوى وعالمه الشجى

الدستور١٧-٠٢-٢٠٢٥

خلو العالم من الأشخاص الملهمين يهدد بكارثة، لأننا فى زمن نفتقد فيه إلى الخيال الذى جئنا من قرانا لنرفع من شأنه. فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى انتقلت للعمل والإقامة فى القاهرة، كنت أتعرف على هذه المدينة بحماس الغرباء، تنقلت فى غرف وشقق متناثرة فى تجاعيد العاصمة التى تشعرك مبانيها الضخمة بالضآلة، كنت أتعرف على الشوارع بدون خرائط، وعلى البشر أيضًا، أرتاد أماكن السهر أو أصعد إلى الجبل فى الأباجية وصحراء المماليك بحثًا عن الألفة، تعرفت على معظم رموز هذا الزمن وكنت مخلصًا لفطرتى فى انتخاب من يشبهنى، دوائر كثيرة تحركت فيها، إلى أن تعرفت على سامى السيوى ورضوان الكاشف، كان الأول يسكن فى المنيل، ويعمل مساعد مخرج فى أعمال معروفة، مثل: «أنا وانت والزمن طويل» و«فى بيتنا رجل» و«أهلًا جدو العزيز» و«رجال فى المصيدة» وغيرها، وكان الثانى قد أخرج فيلمًا قصيرًا جميلًا بعنوان «الجنوبية» الذى كان مشروع تخرجه فى معهد السينما. كان سامى يملك سيارة فيات ١٢٤ قوية، سافرنا بها إلى الإسكندرية وإلى المنوفية وإلى الفيوم مرارًا، كان مقعدها الخلفى يحتاج إلى تصليح ولم يتم تصليحه أبدًا. الاثنان بالنسبة لى هما الأقرب إلى قلبى وروحى لعدة أسباب، أهمها أنهما حالمان عظيمان، وينتميان إلى المشاعر البكر الخام التى يندر تواجدها وسط الذين يبحثون عن المجد أو الثروة.
سامى، الذى رحل هذا الشهر، كان بيته وبيت أسرته العامر فى الغمراوى مرحبًا ودافئًا ورحبًا، نلتقى لنتحدث عن الشعر والقصة القصيرة والموسيقى والفن التشكيلى، وعن مصائر البشر العاديين الذين نعرفهم أو نلتقيهم فى الحياة، هو الآخر كان يبحث عن الألفة ويحاول أن يدافع عن شىء عظيم غامض فى النفس البشرية، كتب فيلم «ليه يا بنفسج» بروح عطوفة، فيلم عن الحزن والبهجة معًا، حى شعبى محروس بالبركة، فردوس سيدة طيبة، تؤوى فى منزلها الذى لا يوجد به غير سرير واحد ثلاثة رجال، تطعمهم وتكسيهم بل وتغدق عليهم أحيانًا بمصروف يومى، لم تطالبهم بمقابل لهذا العطف، ولا أحد يعرف من أين لها بهذا الخير، ولكنها البركة التى تحل لأنها تحب الخير للآخرين.
حارة سامى ليست حارة رمضان والعوضى، هى حارة المشاعر الطيبة التى تسند الجدران وترمم الشروخ، وتبعث الدفء والطمأنينة فى النفوس، حارة الخروج عن النص فيها له مبررات قديمة، هى حارة يوجد فيها غضب شفاف وتسامح جارح، وبؤس مقيم، تموت فردوس فتظهر معادن الذين كانت تعولهم، ويبدأ السعى نحو بهجة مستحيلة، نجح سامى ورضوان فى رصد الغرف المنفصلة وحكاية كل ساكن فيها، آمال بسيطة لشرائح فى المجتمع تحلم بسكن معقول وطعام، شرائح قادرة على البهجة رغم ما تعانيه وتسعى إليه.
الفيلم الذى عُرض سنة ١٩٩٣ اعتبره نقاد أيامها ينتمى إلى الواقعية السحرية التى كانت رائجة فى أدب أمريكا اللاتينية، خصوصًا أعمال ماركيز وجورج أمادو، وكان مهديًا إلى جيل الستينيات الذى ألهم صنّاعه. سامى كتب فى النقد الأدبى وكان قريبًا من هذا الجيل، وتابع منجزه بدأب ومحبة، وكان معظم رموزه يحتفظون له بمحبة خاصة، خصوصًا إبراهيم أصلان ومحمد البساطى ويحيى الطاهر عبدالله وعبدالحكيم قاسم، وكان يحلم سامى ورضوان بعمل فيلم عن أيقونة هذا الجيل محمد جاد الرب، الشاعر والكاتب والمثقف الذى كانت حياته صالحة لعمل فيلم، وحضرت جلسات مطولة كان يحكى فيها جاد حكاياته المدهشة التى تتجاوز الواقعية السحرية بمراحل، فى فيلم «الساحر» الذى جمعهما بعد تسع سنوات لم يتخلَ الاثنان عن الروح العطوفة نفسها، والدفاع عن الأحلام البسيطة لبشر يعيشون على حافة الحياة، ومع هذا ينشرون البهجة ويدافعون عن أحلامهم، منصور بهجت «محمود عبدالعزيز» الساحر المبهج الذى تحول إلى ساحر قطاع خاص، والحفافة «سلوى خطاب» التى تزوج رجلها أقرب صديقاتها وأرغمها أن تزينها فى فرحها، فتتركه لتسكن فوق الساحر الذى يخاف على ابنته «منة شلبى» منها، لدرجة أنه حبسها فى البيت وأصبحت لا تخرج منه إلا للسطوح لكى تُطعم الحمام، ولم يكن خوف الساحر على ابنته من الحفافة له ما يبرره، حيث اكتشف أنها امرأة مسكينة تفكر فى الانتقام من زوجها الذى كادت أن تقتله لولا تدخل الساحر فى اللحظات الأخيرة، ثم يكتشف أن ابنها «على» يكاد يفقد بصره بالتدريج ويحتاج لعملية فى المخ مكلفة جدًا، ويوجد إلى جوار الشخصيات الكثيرة سايس يحلم بوجود حصان يؤنس وحدته، وصياد شاب فقير يحلم باستعادة رجولته بعد أن فقدها مع فقدان زوجته، وفجأة يأخذنا الاثنان إلى عالم الأثرياء، كأننا فى حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، لنرى المليونير «جميل راتب» المكتئب بسبب فقدانه الذاكرة فيحاول الساحر إدخال البهجة إلى قلبه فى الوقت الذى يحاول فيه أن يبيع لابن المليونير حصانًا عاديًا على أنه حصان عربى أصيل، لكى يتمكن بثمنه من دفع تكاليف العملية لابن الحفافة، لكن ابن المليونير وافق على هذه الصفقة لكى يلقى بشباكه على ابنة الساحر، والذى كاد أن يفتك بها لولا تدخل الساحر وحبيبها حمودة.
أعمال إلى جوار الخيال تنهل من منطقة فى الوجدان لا يتصدى لها سوى الذين يملكون طاقة روحية جبارة، ويسعون إلى ترك أثر فى الوجدان بدون حذلقة، وبدون الرضوخ لآليات السوق ومجاراة الذوق السائد، سامى السيوى «١٠ أغسطس ١٩٤٩- ٩ فبراير ٢٠٢٥» صديقى وأخى الذى عرفته لمدة أربعين عامًا، والذى لم تفارق الابتسامة وجهه، ولم يتذمر أو يشكو مهما ساءت الظروف، والذى آثر أن يبتعد عن مناخ طارد للمواهب، والذى كان سندًا معنويًا لى وصديقًا لأسرتى، والذى عشت أحتكم إلى ذائقته فيما أكتب، وأبتهج لمجرد سماع صوته، والذى هزنى رحيله المفاجئ قبل أن نكمل ما بدأنا من كلام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كمال أبورية: خناقات التصوير لم تقلل من قيمة «سيد الناس»
كمال أبورية: خناقات التصوير لم تقلل من قيمة «سيد الناس»

بوابة ماسبيرو

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • بوابة ماسبيرو

كمال أبورية: خناقات التصوير لم تقلل من قيمة «سيد الناس»

صاحب تاريخ طويل من الأعمال الدرامية خاصة كلاسيكياتها، وترك بصمة واضحة من خلالها بأدوار متنوعة.. الفنان الكبير كمال أبورية أعاد اكتشاف نفسه فى إطار درامى جديد من خلال عالم الشر بشخصية السواح التى قدمها فى مسلسل "سيد الناس"، كما كانت له مشاركته الخاصة فى مسلسل "ولاد الشمس" الذى لاقى خلاله اشادة واسعة رغم ظهوره الشرفى خلال الأحداث. ما حقيقة تصريحك بالندم على المشاركة فى مسلسل "سيد الناس"؟ لم أصرح بهذا الكلام، وقدمت دورا مختلفا من خلاله، حيث أدخلنى "سيد الناس" عالم الشر والعصابات لأقدم نمطا دراميا جديدا، لكن ما صرحت به هو حدوث بعض الأزمات خلال التصوير بسبب الضغط والتصوير لعدد ساعات طويلة وأوقات صعبة، وبالتأكيد فهذا لا يعيب العمل من الناحية الفنية، وبشكل عام لا يوجد عمل فنى متكامل على الإطلاق، أو يرضى جميع الأذواق، فهذا لن يحدث لكن لكل عمل طبيعته، والظروف التى تصاحب صناعته. لكن ما أسباب ظهور مثل تلك التصريحات؟ بالفعل لا يوجد دخان بلا نار، وقد حدثت مشكلة أثناء التصوير بينى وبين مساعدى الإخراج، والبعض تحدث حول هذا الأمر، لتظهر تصريحات بعيدة عما حدث أو ما قلته، مثل أننى نادم على العمل مع المخرج محمد سامى، أو على المشاركة، وغير ذلك، وهذا غير صحيح، فمساعدو سامى بعضهم لا يفرق بين ممثل قدير ووجه شاب، لكن سامى قدم اعتذاره وتحدث مع مساعدته التى حاولت التجاوز معى بحسم، وقد مر الموقف، وهذا لا يعنى الإساءة للعمل. "سيد الناس" ليس التعاون الأول مع سامى، فكيف تراه؟ سامى مخرج موهوب بلا شك، ودائما ما يراهن على تقديم نجومه فى قوالب مختلفة وإبراز جوانب جديدة من موهبتهم، فقد قدمت معه قبل ذلك مسلسل "نعمة الأفوكاتو" وذلك فى إطار تراجيدى مع لمحات كوميدية للأب الحنون والشخصية الطيبة، أما هذا التعاون فقالب الشخصية مختلف تماما، مثلما جاء الإطار العام للدراما مختلفا، والحقيقة ان هذا الدور لفت انتباهى لأنه يقدمنى من خلال جوانب جديدة، وهو ما كان أحد العوامل التى جذبتنى لشخصية عبدالحميد السواح. هناك عناصر كثيرة يبحث عنها اى ممثل بجانب فكرة طبيعة العمل واختلاف الشخصية الذى وجدته بالتأكيد فى الانتقال من الخير إلى الشر كما ذكرت على عكس ما اعتاد الجمهور أن يرانى، وكذلك فريق العمل الذى سبق أن تعاونت معه مثل مخرجه أو بعض نجومه، بالإضافة إلى عناصر الشخصية نفسها من لوك خارجى أو جوهر يتماشى مع كنيتها بين الواقع والدراما، وهو ما احتاج لقراءة خاصة لردود الفعل أو الثبات الانفعالى لرجل مثل السواح بطبيعته الجديدة علىّ كرجل عصابات وند قوى للبطل. هل جاءت ردود الفعل مرضية بالنسبة لك؟ لست متابعا جيدا للسوشيال ميديا، لكنى تلقيت إشادات جيدة من الجمهور العادى الذى أحتك به فى الشارع أو تجمعنى به مناسبات، والحمد لله أن تميز الدور أو اختلاف طبيعته كان أهم ما لفت نظر الجمهور.. وكذلك فإن العمل حظى بنسبة مشاهدة عالية، فالتنوع هو ما يخلق الثراء ويلقى التفاعل من الجمهور. رغم ظهورك الشرفى، هل توقعت نجاح دور القاضى فى مسلسل "لام شمسية"؟ نعم، فقد قبلت الدور رغم أنه ظهور شوفى لأننى توقعت نجاحه، فالجمهور سيتابع ويكون أكثر تعطشا لمعرفة حكم المحكمة، وكذلك لإبراز الدور الصعب الذى يقوم به القاضى وطريقته فى النطق ومخارج الألفاظ والحفاظ على مستوى اللغة وغير ذلك من تفاصيل قدرها الجمهور.. وأكد على هذا النجاح أن البعض قال لى إننا صدقنا كونك قاضيا بكل عفوية وسلاسة فى الأداء، والعمل فى مجمله يقدم قضايا حساسة، وللأسف فهى موجودة فى المجتمع، و"لام شمسية" وضع ظلا أحمر عليها كقضايا التحرش بالأطفال والجانب النفسى للجانى والضحية من زاوية سيكودرامية، وهو ما أعجبنى فى القصة، أنها تبحث فى تفاصيل وداخل كل شخصية، وحتى القاضى الذى قدمته بمشهد واحد. هل كانت هناك استعدادات خاصة لمشهد المرافعة؟ لم استعد للدور بتفاصيل مختلفة عن المعتاد، بل من خلال السيناريو فقط، فلم أدخل محكمة أو أتعرف على أجوائها من خلال بعض الأصدقاء فى المجال القضائى، بل أحببت أن أستشعر القضية وأقدمها كما هى ببساطة، وهو ما لفت نظر الجمهور، فالقاضى هو بشر عليه أن يوازن بين انفعالاته وما يقدم إليه من أدلة، والتركيز والهدوء والمسئولية وغيرها من تفاصيل تبرز معاناة أصحاب هذا العمل، وأرى أن قوة القصة والقضية المطروحة كانت سببا إضافيا لنجاح الدور، لأن مشهد المحاكمة هو الماستر سين للعمل الذى تابعه الجمهور وتفاعل مع أحداثه، وأحيانا ما يكون هناك دور صغير لكنه مؤثر بشكل كبير، حتى وإن كان كوميدياً كما حدث عند مشاركتى فى دراما "الكبير" مع أحمد مكى قبل عامين، حيث لايزال الجمهور يتذكر هذا المشهد. شاركت فى دراما المنصات من خلال مسلسل "الشرنقة"، كيف رأيت التجربة؟ بالفعل، فقد عرض مسلسل "الشرنقة" من خلال إحدى منصات العرض فى الماراثون، وحقق العمل نجاحا كبيرا، ودراما المنصات لها جمهور خاص بالإضافة للجمهور الذى يلجأ إليها لمتابعة بعض الأعمال التى تفوته على القنوات، وربما لا يوجد شخص ليس لديه هاتف للمتابعة، ولذلك أراها نافذة عرض جيدة تقدم شكلا جديدا ولها جمهورها الخاص، وسوف أشارك فى الجزء الثانى من العمل والمقرر الدخول فى تفاصيله قريبا للعرض على نفس المنصة الرقمية. ما الجديد لديك؟ لم أوقع على المشاركة فى اى عمل جديد حتى الآن بعد انتهاء الماراثون، لكن هناك فيلما عن الأزهر الشريف وهو فيلم "المنبر" أقدم من خلاله شخصية الزعيم الشعبى عمر مكرم، ويسرد بطولات الشعب المصرى ضد الاحتلال والظلم بشكل عام فى فترات متغيرة من تاريخ مصر، ويركز على رجال الأزهر ودورهم التنويرى خلال تلك المراحل.

«سيد الناس» دراما للمخرج محمد سامي في مرمى النقاد والجمهور
«سيد الناس» دراما للمخرج محمد سامي في مرمى النقاد والجمهور

المصري اليوم

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • المصري اليوم

«سيد الناس» دراما للمخرج محمد سامي في مرمى النقاد والجمهور

يتواصل عرض مسلسل «سيد الناس»، الذى ينتمى إلى الدراما الشعبية والاجتماعية فى رمضان ٢٠٢٥، بإيقاع سريع ووقائع مُتجددة تُفاجئ المُشاهدين يوميًا. ورغم نسب المشاهدة العالية التى حققها المسلسل منذ انطلاقه أول رمضان ومع استمرار عرضه خلال النصف الثانى، إلا أنه تعرض أيضًا لانتقادات وهجوم وسخرية بسبب طريقة أداء الممثلين، التى دفعت البعض إلى تغيير اسم المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى «جعير الناس»، بسبب الصوت المرتفع والخناقات التى غلبت على أدائهم وأحداث العمل، بجانب احتوائه على ألفاظ وشتائم غير لائقة ربما حققت معدلات قياسية فى عمل درامى، ورأى البعض أن ذلك يسيء للمجتمع المصرى وصورته أمام المجتمعات العربية، فى حين دافع آخرون عن صُنّاع المسلسل، باعتبار ما جاء به يعكس لغة الحوار بين بعض الفئات، ورأى آخرون أنه أسلوب المخرج محمد سامى فى تقديم ممثليه بهذه الطريقة والأداء، فى إطار تيمة الانتقام الشعبية التى تستهوى قطاعًا كبيرًا من الجمهور، والتى جعلت المسلسل مشابهاً لما قدمه سامى فى أعمال أخرى، آخرها «جعفر العمدة» قبل عامين وسبقها «الأسطورة» و«نسل الأغراب» وغيرها. تدور أحداث «سيد الناس» حول شخصية جارحى أبو العباس، المُلقب من المُحيطين به بـ«سيد الناس»، نظرًا لكرمه وشهامته ومُساندته للجميع. وهو الابن الأوسط لرشدى أبوالعباس من زوجته المجهولة، ويستطيع التوفيق بين التزاماته العائلية وعمله، وبين حياة اللهو وحبه الشديد للنساء. تنقلب الأمور إلى جحيم بعد وفاة والده، حيث يكتشف الكثير من الأسرار والخبايا التى تُغير حياته للأبد، لكنه كان قد قطع عهدًا لوالده بالحفاظ على إخوته وعلى الثروة، إلا أنه يؤرقه طوال الوقت البحث عن أمه المجهولة، التى لا يعرف عنها شيئًا، ولا يملك سرها إلا والده الراحل. وبينما يواجه جارحى صراعات مع الأعداء القدامى لأبيه، وعلى رأسهم عائلتا الجباس والمراغى، يُفاجأ بانقلاب داخل العائلة نفسها، من جانب عمه مؤنس أبو العباس وابنه عصام من جهة، واعتماد الهوارى زوجة أبيه وأم إخوته غير الأشقاء، عفيفى ومجدى وعلية، من جهة أخرى، حيث يسعى كل منهم للسيطرة على العائلة والثروة. ويواجه يوميًا العديد من الأحداث مع تشابك الخيوط الدرامية وتداخل الأحداث وتتابعها من مختلف الشخصيات فى المسلسل. وتباينت آراء النقاد حول تقديم التيمة الشعبية من خلال مسلسل «سيد الناس»، حيث رأى البعض أنها مطلوبة وشائعة، بينما اعتبر آخرون أن علينا تحديد مفهوم الدراما الشعبية وكيفية تقديمها بطريقة قريبة من الواقع، فيما رأى البعض الآخر أن الأداء بالصوت العالى ليس أمرًا جيدًا. وقال الناقد طارق الشناوى إن تيمة الانتقام فى الأعمال هى واحدة من الوسائل التى عادةً ما يلجأ إليها المخرج والكاتب لجعل المُتفرج جزءًا من القصة، حتى يصبح هو الآخر متعاطفًا مع شخصية البطل. وأضاف الشناوى فى تصريحات لـ «المصرى اليوم»:«سنجد تشابهًا فى الدراما الشعبية لأنها واحدة من التيمات الشائعة فى الدراما، ونكتشف أن جزءًا كبيرًا من أعمالنا الدرامية يحتوى على هذه النوعية، وهذا أمر طبيعى، لكن السؤال الأهم هو: هل العمل الفنى مُقدَّم بحرية عالية أم لا؟ وهل هو مجرد انتقام أم حالة أعمق من الشكل السطحى الذى نراه كانتقام؟ فهذا يشكل جزءًا مهمًا فى تكوين العمل الفنى، خاصةً أن الانتقام يغلب على معظم الدراما». وحول أداء الفنان عمرو سعد فى مسلسل «سيد الناس»، أوضح الشناوى: «لا نستطيع القول إن عمرو سعد مُبالغ فى الأداء، فهو ليس مجرد منهج ممثل، بل رؤية إخراجية، وحالة قام عليها العمل الفنى بأسلوب ومزاج خاص». وتابع الشناوى قائلًا: «أدوار الشر تختلف فى الأداء بالطبع، فمثلًا، النجم محمود حميدة فى «ولاد الشمس» كان فى أفضل حالاته، حيث جسّد دور «بابا ماجد» بأسلوب راقٍ وأداء سلس، وبأريحية وحب، مع وعى جيد بالتفاصيل. وقد تميز النص والإخراج بقيادة مهاب طارق وشادى عبدالسلام، ما جعل العمل مختلفًا، حيث جمع بين الحس الشعبى والجماهيرية والعمق الإبداعى. لذلك، لا يمكن مقارنة أداء محمود حميدة فى أدوار الشر بأداء عمرو سعد فى «سيد الناس». أما الناقدة ماجدة موريس، فعلقت على المسلسل بقولها: «مسألة أن النجم يظهر طوال الحلقات غاضبًا ويصرخ ليُبرز ذلك للمشاهدين أمر غير منطقى، وأرى أنهم يقدمون الشخصيات الشعبية بطريقة غير طبيعية وغير واقعية، خاصةً أن هذا الأسلوب يتكرر مع مختلف الممثلين، وربما يكون ذلك من طبيعة عمل المخرج محمد سامى». واعتبرت الناقدة ماجدة خير الله أن معظم المسلسلات التى أثارت الجدل حول الأداء بالصوت العالى أو التيمة الشعبية أو أدوار الشر، للأسف، «رديئة». لكنها أشادت بأداء محمود حميدة فى «ولاد الشمس»، وكذلك محمد دياب فى «قلبى ومفتاحه»، مشيرةً إلى أنهما قدّما الشر بطريقة ذكية وماكرة داخل الأحداث. كما أكدت أن الشرير ليس من الضرورى أن يصرخ طوال الوقت، فالممثل الذى يجسد أدوار الشر يجب أن يستخدم ذكاءه فى الأداء والوصول إلى هدفه، وهذا جزء من مدرسة تمثيلية فى تقديم الشخصية. «سيد الناس» جارحى أبوالعباس المُلقب من المُحيطين بـ «سيد الناس» نظرًا لكرمه وشهامته ومُساندته للجميع. تأليف ورشة «قلم». إخراج محمد سامى. بطولة عمرو سعد، إلهام شاهين، أحمد رزق، خالد الصاوى، ريم مُصطفى، رنا رئيس، صلاح عبد الله، منه فضالى، نشوى مصطفى، بشرى، أحمد زاهر، إنجى المقدم، طارق النهرى، أحمد فهيم. -أغنية تتر المسلسل غناء أحمد سعد، ومن كلمات الشاعر عصام حجاج، وألحان تامر الحاج، وتوزيع أشرف البرنس. قناة ومنصة العرض: «MBC مصر»، و«شاهد».

وراء الأحداث أفلح إن صدق!
وراء الأحداث أفلح إن صدق!

بوابة الأهرام

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • بوابة الأهرام

وراء الأحداث أفلح إن صدق!

قدم المخرج محمد سامى استقالته إلى محكمة الرأى العام. قال الرجل فى بيان على صفحته بالفيسبوك إنه قرر أن يعتزل الإخراج التليفزيونى للتفرغ لدراسة أمر أخر! الاستقالة تقطع الطريق على استمرار نظر الدعوى أمام محكمة الرأى العام. ربما تكون على طريقة «بيدى لا بيد عمرو». قبل أربع سنوات وعقب اللامعقول الذى قدمه فى مسلسل «نسل الأغراب» حمته الشركة المنتجة من المحكمة بالإعلان عن توقفها عن التعاون معه. لم تتعاون معه الشركة عامين تقريبا قبل أن تعطيه فرصة جديدة بمسلسل «جعفر العمدة». ومع ذلك ظلت مساحة «اللامعقول» موجودة وصادمة للرأى العام. بدا أن الرجل مصرا على منهج الصدمة ليس من خلال الفكرة بقدر ما هى من خلال «اللامعقول» الذى يثير الكثير من اللغط، فيحقق له الكثير من الشهرة والوجود. ذهب للتعاون مع منتجين رحبوا بمنهجه فى الإخراج، فكان مسلسلاه هذا العام؛ «سيد الناس» و«إش إش». محكمة الرأى العام انعقدت للدراما بشكل عام وليس لمسلسلات سامى، لكنه إدراكا منه لما قدم عرف أنه سيكون المتهم الأول. قرر القفز من القارب تاركا سهام الاتهام توجه لأعمال أخرى استلهمت طريقته فى الإخراج ونوع القضايا التى يتم تناولها أو طريقة معالجة تلك القضايا. هناك من يتصور أن ذلك القفز هو محاولة لتهدئة الرأى العام رهانا على نسيان الرأى العام وانتظارا لعمل آخر فى الموسم القادم، طالما أن هناك منتجا وإقبالا من الجماهير! بل إن هناك من يرى أن المحاكمة أو التهرب منها سيزيد من حجم الطلب على سامى فى مواسم قادمة بما يرفع أجره. اللافت أن سامى فى بيان الاستقالة خاطب من يهمهم الأمر بأنه «لا يملك شيئا آخر يستطيع أن يقدمه للدراما التلفزيونية أكثر مما قدم»، وكأنه يقول لهم لن أتخلى عن منهجى فأنا لا أعرف غيره كتابة وإخراجا، مذكرا إياهم بأن «الفنون جنون». لكل ذلك نقول «أفلح إن صدق»، فى استغلال عامى «الهدنة» التى طلبها لتعلم شىء أخر يقدمه للدراما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store