
في استخفاف صهيوني مشين بمنظومة القوانين إطلاق النار على 32 دبلوماسيًا في جنين
لم يعد عدوان «الكيان الصهيوني» -بعد ارتكابه في «قطاع غزة» وعموم الأراضي الفلسطينية مجازر لها أول ولا يبدو أنَّ لها آخر- مقتصرًا على حياة أبناء الشعب الفلسطيني، بل يتسع نطاق عدوانه ليهدد -بدون تردد- حياة وفود بعثات دبلوماسية مشمولة بالحصانة، غير آبهٍ بما قد يترتب على ذلك الخرق من إدانة.
استنكار تعرض دبلوماسيين للخطر
لأنَّ تواجد أعضاء البعثات الدبلوماسية التي تقدر بعشرات الدبلوماسيين على أرض فلسطين يهدف إلى الحدِّ -قدر المستطاع- من فداحة الجرائم الصهيونية في حقِّ التجمعات السكانية الفلسطينية، ولأنَّ «دولة الكيان» ترى في تواجدها الدائم كشف شيءٍ مما ترتكبه من جرائم، تعمد إلى تخويفها من إجراء أية تحركات ذات قيمة، وتحول -بكل السبل- دون بلوغها مسرح الجريمة، وليس أدل على ذلك من إطلاق النار يوم الأربعاء على 32 من الدبلوماسيين أمام البوابة الشرقية لمخيم «جنين» حينما ذهبوا إليها -بتنسيق مسبق مع سلطات الكيان- لتقصي ما أمكن تقصيه من الحقائق حول ما يمارس من انتهاكات ضد الفلسطينيين.
وقد قوبل إطلاق النار الذي عرض حياة عشرات الدبلوماسيين للأخطار بالكثير من الاستنكار من قبل الدول الممثلة تمثيلًا دبلوماسيًّا في الضفة الغربية وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى الاستنكار الذي صدر عن منظمة الأمم المتحدة، وإلى استنكار السلطة الفلسطينية، واستنكار بعض الحكومات الإسلامية والعربية طغت على المشهد استنكارات صدرت عن دول غربية أشير إلى أهمها في سياق التقرير التحليلي المعنون [إسرائيل تطلق النار تجاه وفد دبلوماسي في جنين... وتثير غضبًا دوليًّا] الذي نشرته جريدة «الشرق الأوسط» يوم الأربعاء الـ21 من مايو الجاري بما يلي: (استنكرت وزارة الخارجية الألمانية -في بيان صدر عنها- ما وصفته بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار «دون مبرر» على الوفد الدبلوماسي قرب جنين، وجاء في البيان «يجب على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الحادث فورًا، واحترام حرمة الدبلوماسيين».
وأدان وزير الخارجية الآيرلندي «سايمون هاريس» الأربعاء «بأشد العبارات» الطلقات التحذيرية التي أطلقها جنود إسرائيليون في اتجاه الدبلوماسيين في الضفة الغربية وبينهم آيرلنديان. وقال هاريس: «أشعر بالصدمة إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار اليوم الأربعاء بالقرب من مجموعة من الدبلوماسيين الذين كانوا يزورون جنين، بينهم دبلوماسيان آيرلنديان مقرهما في «رام الله»... هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وأدينه بأشد العبارات»).
تجاهل إسرائيلي للقانون الدولي
البعثات الدبلوماسية محصنة بموجب نصوص القانون الدولي، وأيُّ اعتداء على بعثة دبلوماسية يُدان دوليًّا، ويُجرم من كافة الأنظمة السياسية، وما من شكٍّ أن سلطات الكيان الصهيوني التي تعتدي في «قطاع غزة» تستهدف بين الحين والحين -على هامش المجازر التي ترتكبها في حق المدنيين الفلسطينيين- مقار منظمات أممية محصنة وتزهق أرواح عددٍ من موظفيها المحصنين، قد أقدمت على تهديد عشرات الدبلوماسيين، وهي تدرك خطورة ما أقدمت عليه، وتقدم عليه منذ سنين، وهي -نتيجة المحاباة والإسناد الأمريكيين اللامحدودين- توقن حقَّ اليقين بعدم وقوعها تحت طائلة القوانين، فاعتبر جُرمها استخفافًا تامًّا بالأعراف الدولية وبالقانون الدولي، وقد تجسد بعض هذا المعنى في تقرير جريدة «الشرق الأوسط» الإخباري التحليلي على النحو التالي: (وقالت وزارة الخارجية التركية -في بيان لها-: «هذا الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان»، مضيفة أنَّ دبلوماسيًّا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة. وتابعت: «يُشكل استهداف الدبلوماسيين تهديدًا خطيرًا ليس فقط لسلامة الأفراد، وإنما للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يشكلان أساس العلاقات بين الدول»).
إطلاق بيانات جوفاء واستدعاء سفراء
من الملفت أنَّ كافَّة الأنظمة العربية التي سبق لها التورط بإبرام «اتفاقات أبراهام» مع دولة «الكيان الصهيوني» اقتصرت في تعاطيها مع جريمة هذه الدولة المتطاولة المتمثلة في استهداف أعضاء البعثات الدبلوماسية على إصدار البيانات السياسية، ولم يرقَ وما كان له أن يرقى -بأيِّ حالٍ من الأحوال- إلى استدعاء السفراء، بينما أقدمت على هذه الخطوة العملية الأكثر تأثيرًا والأكثر جدوى دول غربية غالبيتها أوروبية، بالإضافة إلى «كندا» و«الأوروغواي» من الأمريكيتين.
والفروق بين صياغة وإصدار بيانات الشجب والتنديد والإدانة والاستنكار التي لا يساوي معظمها قيمة الحبر الذي تكتب به من قبل موظفين مختصين أنيط بهم إنجاز هذا العمل -أولًا بأول- في سياق الروتين، وبين إجراء استدعاء السفراء الذي يترتب عليه إرسال رسائل سياسية ذات مغازٍ كبيرة وخطيرة وشاملة فروقٌ هائلة، فضلًا عمَّا قد يطرأ على علاقات الدول الأطراف -بعد استدعاء السفراء- من تغير واختلاف ربما يفضي إلى حدوث قطيعة سياسية، ما لم يحدث في سلوكيات الدول المستدعى سفراؤها تحسنات قياسية، بينما لا يترتب على تحبير البيانات المتشابهة القوالب وإلقائها بأسلوبٍ خطابيٍّ مؤثر في أكثر من وسيلة ومنبر بهدف المزايدة والتفاخر لا أقلَّ ولا أكثر أيُّ شيءٍ يُذكر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
مكافحة الفساد تحيل عدداً من المتهمين إلى النيابة في قضية غسل أموال
26 سبتمبرنت:- عقد مجلس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد اجتماعه الدوري اليوم برئاسة عضو الهيئة الدكتور أحمد عبدالله الشيخ . وأقر المجلس في اجتماعه إحالة عدد من المتهمين الى نيابة الأموال العامة المتخصصة بقضايا الفساد في قضية فساد متعلقة بغسل أموال . وناقش مجلس الهيئة في اجتماعه عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله واتخذ إزاءها القرارات المناسبة.


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
سلطان عمان والرئيس الإيراني يبحثان المستجدات الراهنة في المنطقة
عقد السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، اليوم، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يزور مسقط حاليا، جلسة مباحثات رسمية موسعة. عقد السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، اليوم، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يزور مسقط حاليا، جلسة مباحثات رسمية موسعة. وجرى خلال الجلسة تبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة في المنطقة والسعي في تعزيز الشراكة بين البلدين لاسيما في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم، إضافة إلى تعزيز التعاون في الأنشطة اللوجستية والصحية. وعقب جلسة المباحثات، شهد الجانبان التّوقيع على 5 اتفاقيات تعاون و10 مذكرات تفاهم و3 برامج تنفيذيّة في مجالات متعددة من بينها القانون والقضاء والاستثمار والاتصالات وعدة مجالات أخرى .


وكالة الصحافة اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الصحافة اليمنية
توضيح هام من وزارة التربية بشأن إعلان نتائج الشهادة العامة الأساسية
صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية // نفت وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي في حكومة صنعاء بشكل قاطع ما يتم تداوله عبر بعض المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن إعلان نتائج اختبارات الشهادة العامة الأساسية. وفي تصريح صحفي، أكد مدير الاختبارات نجيب المطري، اليوم الثلاثاء، أن عملية التصحيح الإلكتروني لأوراق إجابات طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية للعام الدراسي 1446هـ – 2024/2025م لا تزال جارية، مشيرًا إلى أن الوزارة لم تعلن حتى اللحظة أي نتائج رسمية. وأهاب المطري بالجميع عدم الانجرار خلف الشائعات أو تصديق الروابط الوهمية التي يتم تداولها على مواقع التواصل، داعيًا الجميع إلى ضرورة التحري واعتماد الأخبار الصادرة فقط عن الصفحات الرسمية للوزارة ومصادرها المعتمدة. ويأتي هذا التوضيح في ظل تزايد القلق والتفاعل على منصات التواصل، ما دفع الوزارة إلى كسر الصمت وتفنيد الأكاذيب، في خطوة تهدف إلى طمأنة الطلاب وأسرهم، والحفاظ على مصداقية العملية التعليمية.