
'مكتبات الشارقة' تنظم ندوة 'الجذور الأدبية' أولى فعاليات مئويتها
أطلقت 'مكتبات الشارقة العامة ' أمس أولى فعاليات احتفالها بمرور مائة عام على تأسيسها بتنظيم ندوة بعنوان 'الجذور الأدبية' استضافت خلالها أميرة بوكدرة رئيسة مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين الشريك المؤسس في مكتبة ومنشورات دار غاف بهدف تسليط الضوء على جهود الشارقة في جعل الأدب والمعرفة جزءاً أصيلاً من نسيج المجتمع إلى جانب عقد ورشة تفاعلية حول 'أساليب الكتابة الإبداعية' قدمها الكاتب عبد الهادي تقي بمنتدى الطلاب بجامعة الشارقة. حضر الندوة خميس سالم السويدي المستشار في مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة وإيمان بوشليبي مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة والدكتورة أمينة المرزوقي نائب مدير جامعة الشارقة للشؤون الأكاديمية إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين والأكاديميين والطلاب. وأوضحت أميرة بوكدرة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وضع أسساً متينة لنشر المعرفة وترسيخ ثقافة القراءة في الشارقة منوهة بجهود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب المؤسِّسة والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين والتي قدّمت مشاريع رائدة لدعم الناشرين الإماراتيين وتعزيز صناعة النشر محلياً وعالمياً. وأشادت بوكدرة بالبيئة الثقافية التي أرسى دعائمها صاحب السمو حاكم الشارقة من خلال الفعاليات والمبادرات الكبرى مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل ومهرجان الشارقة للآداب والتي جعلت الشارقة حاضنة للكاتب والناشر والقارئ والأسرة وأسهمت في تصدير الثقافة الإماراتية إلى العالم منوهة إلى مبادرة 'مكتبة لكل بيت' التي أطلقها سموه ووصفتها بأنها خطوة غير مسبوقة في تأسيس مجتمع قارئ. وتطرقت إلى صناعة النشر في الإمارات مؤكدةً أنها تواكب المعايير العالمية من حيث الجودة والمحتوى والتصميم مشيرةً إلى أن مبادرات مثل مشروع 'انشر' للشيخة بدور القاسمي والتي لعبت دوراً كبيراً في دعم الناشرين الناشئين. وشهدت 'ورشة الكتابة الإبداعية' مشاركة عدد من طلاب الجامعة وسلّطت الضوء على الأدوات والوسائل الاحترافية التي تمكّن الكتّاب الجدد من تحويل أفكارهم إلى نصوص إبداعية مؤثرة.
وتضمنت الورشة تدريباً عملياً خاض خلاله المشاركون تجربة الكتابة في موضوعات مستوحاة من إمارة الشارقة ثم قرأوا نصوصهم وتبادلوا الأفكار حولها قبل تعليقها على مجسم على شكل جذع شجرة، مستوحى من مفهوم 'الجذور الأدبية' في إشارة رمزية إلى دور المعرفة في ترسيخ الهوية الثقافية والإبداعية.وام

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 8 ساعات
- صحيفة الخليج
الرواية والسينما.. السرد يسقط في فخ الصورة
الشارقة: علاء الدين محمود لا تزال العلاقة بين الرواية والسينما مثار جدل بين النقاد والقراء وصناع الفن، إذ شكلت الأعمال الأدبية، ولا سيما الكلاسيكيات التي حققت انتشاراً عالمياً، مادة مغرية لصناع السينما والتلفزيون، الذين تسابقوا إلى تحويل النصوص إلى مشاهد نابضة بالحياة ومشحونة بالمشاعر، ومن منا لا يتذكر أفلاماً مثل «البؤساء»، و«أحدب نوتر دام»، لفيكتور هوجو، «وآنا كارينينا»، رائعة ليو تولستوي، و«زوربا اليوناني»، لنيكوس كازانتزاكيس، و«العجوز والبحر»، لأرنست هيمنجواي، و«الحب في زمن الكوليرا»، لغارثيا ماركيز، وغيرها من الروائع الخالدة، والتي تحولت إلى أعمال سينمائية ناجحة لاقت استحسان الجمهور وذاع صيتها عالمياً، بعد أن استوفت شروط الكتابة المبدعة، وتضمنت مشهديات مؤثرة، وشخصيات أصبحت معروفة للناس، وهو أمر ينطبق على الكثير من الأعمال الأدبية عموماً. غير أن هذا التحول المرئي للنصوص، أثار حالة من الجدل في أوساط القراء والنقاد ومحبي السرد الروائي، ويرى الكثير منهم أن السينما والتلفزيون تخصمان من حق الرواية، ولا يمكنهما الإحاطة بكل تفاصيل الرواية، وما تتضمنه من مشاعر متنوعة، ويتضح ذلك عندما تتخلى الرواية عن الكثير من أحداثها وتفاصيلها لتصبح عملاً مرئياً، وهنا يبرز الاختلاف على مستوى الأدوات، فالرواية المكتوبة تحتاج إلى فعل القراءة وما يتبعه من تفكيك وتفسير وتأويل للعلامات والرموز، بالإضافة لعنصر الخيال والتوقعات. بينما في العمل المرئي، يجد المشاهد نفسه أمام تصور ومعطى متكامل من المشاهد، ما يعني تغيراً واضحاً في العلاقة بين النص والمتلقي، ويجد الكثير من النقاد أن الشاشة تضع المتلقي أمام تصور أحادي يعبر عن رؤية المخرج دون غيره، ما دفع بهم للتأكيد على أن الروايات لا يمكن أن تتحول إلى عمل مرئي، واعتبار هذا الأمر يرقى إلى مستوى الجريمة، لأن العمل السينمائي والدرامي يعتمد على التكثيف والاختزال واختصار مئات وربما آلاف الصفحات في ساعتين فقط، ما يعني أن الكثير من أفكار المؤلف تسقط، وهذا أمر طبيعي، لأن ذلك من صميم العمل السينمائي والتلفزيوني، حيث إن المخرج يعمل على مقاربة فكرة الكاتب، وصناعة نصه الخاص، من خلال ما يسمى بعملية التأليف داخل التأليف، وهي عملية تعني الانتقال من كثافة الكتابة إلى كثافة الصورة، أي الدخول إلى حيز مختلف. إن الانتقال من عالم الكتابة والحروف إلى الصور والمشهديات ليس عملاً سهلاً، ومثلما تفقد الرواية الكثير من الكلام المكتوب، فإن هناك أبعاداً تضاف إليها بواسطة الكاميرا، وذلك يعني أن تحول الرواية من نص إلى فيلم أوعمل تلفزيوني، يحتاج إلى الكثير من العوامل والتقنيات للحفاظ على فكرة المؤلف الأساسية إلى حد كبير، وذلك لاعتماد الرواية على اللغة في رسم الملامح الداخلية والخارجية للشخصيات، بينما نجد في الخطاب السينمائي إعادة صياغة للواقع، تؤدي من خلاله الصورة الدلالة المرجوة، فالمخرج يعمل على تفكيك بنية النص وإعادة تأويله بالتوافق مع الفكرة الأساسية للمؤلف، ويحرص على روح النص أكثر من بقية التفاصيل. الواقع أن الأعمال والروائع السردية الكلاسيكية القديمة انتقلت إلى الشاشة بيسر، بخلاف الروايات الحديثة المعقدة، بعد تطور السرد في العصر الحديث، حيث أصبحت هناك تيارات ومدارس تلجأ إلى الغموض والمبالغة والتعقيد في الحبكة، كما أن هناك أعمالاً تتناول مسائل فكرية وفلسفية عميقة، وأخرى تسترجع التاريخ بشكل مختلف بالاعتماد على فكرة تأويله، ما صعب من مهمة الانتقال من النص إلى الصورة مثلما حدث سابقاً، لأن الأعمال السردية القديمة كانت حافلة بالصور والمشهديات والوصف والحركة والحبكة الواضحة، بالإضافة للبناء الدرامي المتدرج، حيث يتصاعد الحدث بشكل مستمر وصولاً إلى النهاية الواضحة، ومثلما كانت قراءة الرواية سهلة، كانت عملية مشاهدة الفيلم أكثر وضوحاً، وذلك ما يلاحظه القارئ في أعمال مثل «كوخ العم توم»، للكاتبة هيريت بيتشر، و«ذهب مع الريح»، للكاتبة مارغريت ميتشل، و«حب وكبرياء»، للكاتبة جين أوستن، و«جين اير»، لشارلوت برونتي، وغيرها من الدرر السردية التي لقيت نجاحاً كبيراً كأفلام ومسلسلات، نسبة لتميزها بوضوح الرؤية والخط الزمني «بداية ونهاية»، وكذلك سهولة الحبكة، بعكس الرواية الحديثة شديدة التعقيد. ولكن إلى جانب تطور الرواية، فإننا نجد كذلك أن الرؤية الإخراجية قد اختلفت، خاصة مع التطور التقني الكبير، فباتت الأفلام والمسلسلات نفسها معقدة وتميل إلى الغموض، بالتالي باتت الشاشة تعمل على تأويل العمل السردي أكثر من التعامل مع تفاصيله الصعبة، لأنها مرتبطة بعمق تأملي وفلسفي، ومثل هذه الأعمال هي التي يثار حولها الجدل الكبير بين القراء بين الرفض والقبول. وعلى الرغم من ذلك التطور اللافت، والثورة التكنولوجية الحديثة، إلا أن الأعمال السردية التي تحولت إلى السينما، لا تزال تجد صدى متفاوتاً بين القراء بصورة خاصة، حيث إن جمهور الكتاب هو بطبعه منحاز للنص المكتوب، ومن الصعب إرضاؤه سينمائياً وتلفزيونياً، ولديه غيرة خاصة تجاه الرواية المكتوبة بما يشبه التقديس، لذلك دائماً ما تراه يقارن بين النص الروائي والسينمائي، ويشكو من أن الكثير من الأشياء قد سقطت في الفيلم أو المسلسل، وتعززت هذه الحالة النقدية، مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك»، و«تيك توك»، و«إكس» وغيرها، والتي باتت ملتقى مفضلاً لدى عشاق القراءة لتبادل النقاش والآراء حول الروايات والأفلام والمسلسلات، فكل منهم يدلو بدلوه بين الرفض والقبول، خاصة في ما يتعلق بالأعمال الكبيرة والشهيرة والعميقة، فهناك العديد من الروايات التي أثارت جدلاً كبيراً عقب تحولها إلى أفلام، ويحتج معظم هؤلاء القراء بأن النص لا يمكن أن يتحول إلى صورة، وأن السينما تسرب ثقافة الكسل بحيث تبدل العلاقة بين المتلقي والنص، فيما يرى قراء آخرون أقل تشدداً، أن الأفلام تصنع نوعاً من الإعلان والدعاية للكتاب، بحيث إن هذه العملية تصب في مصلحة القراءة وتكسبها جمهوراً جديداً، فمعظم الذين يشاهدون الأفلام يذهبون للبحث عن النص الروائي من أجل قراءته. الكاتب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز، أعاد هذا الجدل بين القراء بعد أن تحولت رائعته الخالدة «مئة عام من العزلة»، إلى عمل تلفزيوني يحمل ذات الاسم من إخراج الكولومبية لورا مورا، والأرجنتيني أليكس جارسيا لوبيز، حيث وجد هذا العمل اهتماماً كبيراً فور عرضه في منصة «نتفلكس»، وحقق نسبة مشاهدة عالية، نتيجة للسمعة الكبيرة للرواية والمؤلف، غير أن المسلسل وجد ردود أفعال متباينة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المختلفة، وكذلك على مستوى النقاد، حيث أشار الكثير من الناشطين إلى أن العمل الدرامي لم يكن بذات مستوى الرواية، فالكثير من التفاصيل والمشاهد لم يتمكن المسلسل من عكسها على الشاشة، بينما وجد آخرون أن العمل الدرامي كان ناجحاً في الوفاء للرواية، لكنه أكثر من الإفراط في الحركة والإثارة وأهمل الكثير من الجوانب الأخرى، التي كان في الإمكان معالجتها بشكل مختلف. والواقع أن ردة الفعل القوية تلك تجاه المسلسل، أسهمت فيها منصة نتفلكس نفسها، حيث إنها قد أعلنت عن العمل الدرامي منذ وقت طويل قبل عرضه، وبالتالي خلقت حالة من الترقب وكبر معها حجم التوقعات لدى جمهوري القراءة والمشاهدة، لذلك وقبل أن تنتهي حلقات المسلسل الذي عرض في ديسمبر من العام الماضي، اشتعلت الآراء حوله، وكانت في معظمها منحازة للرواية، والواقع أن هذه الأيقونة السردية من الأعمال الصعبة جداً والتي تذهب في خطوط كثيرة، حيث تتناول أجيالاً من العائلات والحكايات المتعلقة بهم، والأحداث التي مروا بها في تلك القرية، ولعل العملية الإخراجية للمسلسل أرادت أن تخفف من حمولة الواقعية السحرية فيه، بحيث تبدو تلك المشاهد السحرية أكثر واقعية، وهو أمر صعب لكنه مثل تحدياً للمخرجين، ولكن المسلسل بشكل عام أعاد التوهج مرة أخرى لتلك الرواية الخالدة. وفي العالم العربي نجد أن الكثير من الأفلام والمسلسلات الكبيرة قد نهضت بواسطة أعمال روائية محترمة، فهناك العديد من النصوص السردية التي عرضت على الشاشتين السينمائية والدرامية، مثل «دعاء الكروان»، لطه حسين، و«في بيتنا رجل»، و«لن أعيش في جلباب أبي»، لإحسان عبد القدوس، و«أرض النفاق»، و«نحن لا نزرع الشوك»، و«رد قلبي»، ليوسف السباعي، «وملحمة الحرافيش»، و«بين القصرين»، و«القاهرة الجديدة»، لنجيب محفوظ، و«أم العروسة»، لعبد الحميد جودة السحار، و«البوسطجي»، ليحيي حقي، و«شجرة اللبلاب»، لمحمد عبد الحليم عبد الله، و«الخروج من الجنة»، لتوفيق الحكيم، والكثير من الروائع الروائية، ولا تزال السينما والدراما العربية تنهل من الأعمال السردية لأجيال جديدة من المخرجين، وفيها ما وجد صدى كبيراً مثل: «بنت اسمها ذات»، للكاتب صنع الله إبراهيم، و«الفيل الأزرق»، لأحمد مراد، ومع اتجاه السينما مؤخراً إلى إعداد سيناريوهات خاصة للأفلام، إلا أن الروايات لا تزال تغري كتاب السينما، وهي أيضاً أمر لا يخلو من الجدل من قبل القراء خاصة، وعلى الرغم من أن العديد من محبي الروايات يصعب إرضاؤهم سينمائياً أو تلفزيونياً، إلا أن الكثير منهم يحبون أن يروا الأبطال والشخصيات التي تعلقوا بها في الشاشة صوتاً وصورة. وعلى المستوى الخليجي، شهد شهر رمضان الماضي، جدلاً كبيراً حول عدد من الروايات التي تحولت إلى مسلسلات خليجية، كان مسرحه مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من أهمها رواية «غراميات شارع الأعشى»، للسعودية بدرية البشر، والتي صدرت عام 2013، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2014، وتحولت إلى مسلسل بعنوان «شارع الأعشى»، حيث أثار المسلسل جدلاً كبيراً، وتصدر قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرضه، والذي استعرض العديد من الجوانب الاجتماعية والتاريخية لحقبة زمنية محددة، وجد البعض أن المسلسل قدم صورة واقعية للحياة في تلك الحقبة، ورأى آخرون أن هناك بعض التفاصيل التي تحتاج إلى مزيد من الدقة. وهناك رواية «فالنتين»، للكاتبة الإماراتية مريم الزعابي، والتي تحولت أيضاً إلى مسلسل خلال شهر رمضان الماضي، وجد صدى كبيراً بين النقاد وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وضم عدداً كبيراً من نجوم الدراما الإماراتية، منهم فاطمة الحوسني وعبد الرحمن الملا، وحصل على إشادة واسعة، جعلت الكثير من القراء يعودون للاطلاع على الرواية، مما يشير إلى أن الأعمال الروائية ستجد المزيد من الاهتمام العربي. سلبيات وإيجابيات وما بين تبيان السلبيات والإيجابيات تحدث عدد من الروائيين الإماراتيين حول تحول الروايات المكتوبة إلى أفلام ومسلسلات درامية، حيث إن هذه العملية تحتاج إلى الكثير من الشروط. «نحن اليوم في عصر الصورة لا الكلمة، الصورة خير من ألف كلمة»، هكذا تحدثت الكاتبة فتحية النمر، التي أكدت على أهمية التعاون بين الكُتاب وأهل الدراما، وهو أمر مطلوب ويساعد على انتشار النصوص المكتوبة بين قطاعات واسعة، حيث إن القراء هم القلة النخبوية، ولابد من الترويج للقراءة عبر الشاشة. وأوضحت أن هناك نصوصاً جميلة وتصلح للعرض، وستحقق جماهيرية عالية خاصة التي تستحضر الماضي، وهو ما يتوجه إليه الكثير من الكتاب في الحاضر ويشتغلون عليه، موضحة أن بعض هذه النصوص تكون غارقة في الرمزية، أو يغلب عليها الطابع الفكري وأخرى تفتقد للمشهدية، وهذا أمر يصعب تحويله لأعمال سينمائية أو درامية، لذلك يلجأ المخرجون إلى نقل روح تلك النصوص. وتوقفت فتحية النمر عن تحويل رواية «مئة عام من العزلة»، مستدعية حديثاً لغارسيا ماركيز جاء فيه: «هناك من عرض عليّ تحويل مئة عام من العزلة للتلفزيون أو السينما لكنني رفضت»، وأوضحت النمر أن ماركيز برر ذلك بحرصه على القارئ الذي يمتلك المخيلة الواسعة والتي تأهله لتخيل الأحداث السحرية التي لا تتوافق مع العقل والمنطق. فيما دفع الكاتب إبراهيم مبارك، بأن الفكرة الروائية ستختلف عندما تتحول إلى الشاشة، بحيث لن تصبح هي ذاتها، لأن هناك العديد من العناصر التي دخلت عليها، وربما تبتعد كثيراً عن رؤية المؤلف، وهذا أمر سيحدث نوعاً من التشويش، لأن المشاهد الذي لم يقرأ النص المكتوب، سوف يتعامل مع ما جاء في الفيلم أو المسلسل على أساس أنه ينتمي للكاتب، وذلك أمر من شأنه إذابة الفوارق بين النص المكتوب والدرامي. وأوضح مبارك أن لكل من القارئ والمشاهد أدوات مختلفة، لكنها جميعاً تصب في مصلحة المعرفة، وأن النصوص القوية والرصينة نجحت بالفعل في التحول لأعمال بصرية مميزة، فعلى سبيل المثال نجد أن كلاسيكيات الرواية العالمية نجحت درامياً، لأن صناع السينما بذلوا جهداً كبيراً في ذلك الأمر، كما أن معظم المشاهدين اطلعوا على تلك الروايات. وذكر مبارك أن هناك كثيراً من النصوص العربية لم تتعامل معها السينما بجهد إخراجي كبير، ومثال ذلك رواية «اللص والكلاب»، لنجيب محفوظ، فعندما تحولت إلى فيلم سقطت منها الكثير من المشهديات والرؤى الفكرية والتفاصيل المهمة. «عوالم الرواية تختلف عن السينما والتلفزيون»، هكذا تحدثت الروائية فاطمة المزروعي، والتي نصحت المشاهدين بضرورة الاطلاع على النص المكتوب قبل مشاهدة الفيلم، فهناك الكثير من الأشياء التي تتجاوزها السينما رغم أهميتها، فعلى سبيل المثال رواية مثل «العطر»، للألماني باتريك زوسكيند، فقدت الكثير من رونقها وحيويتها عندما تحولت إلى فيلم، بل إن القارئ يستطيع أن يشم رائحة العطر في الرواية أكثر من مشاهد الفيلم، لأن الرواية فيها كثير من البذل الذي يوصل القارئ لدرجة من الحس العالي. وتشير فاطمة المزروعي، كذلك إلى وجود إيجابيات في عملية تحويل النص المكتوب إلى فعل ومقترح بصري، حيث إنها تروج للرواية، وتصنع نوعاً من الشغف في العودة للنص الأصلي، وربما ينطبق ذلك على رواية «غراميات شارع الأعشى»، التي حققت مبيعات عالية بعد أن تحولت لمسلسل. ولفتت إلى أن وسائل وأدوات السينما والدراما تختلف عن الكتاب، حيث إن المشتغلين في الأعمال الدرامية يعتمدون على توفير قدر كبير من الدهشة والمتعة البصرية، وبالتالي لابد من أن يأتي العمل مختلفاً عن الفعل الروائي، لكن الناس بحاجة للصورة في هذا العصر، كما أنهم بحاجة لتناول القضايا الاجتماعية الملحة، لذلك فإن الأعمال الروائية التي تطرق تلك الجوانب ستجد نجاحاً كبيراً في السينما على المستوى العربي. الكاتبة صالحة غابش، ذكرت أن الرواية تتغير عندما تذهب إلى الشاشة، وذلك أمر طبيعي، لأن العمل السردي عندما يصبح درامياً أو سينمائياً، فإن ذلك يعني أن تتحول الكلمة إلى مشهد بصري، وتلك العملية تحدث فيها الكثير من الأشياء، وتدخل فيها الكثير من التقنيات، وتخضع لتقديرات مختلفة من قبل صناع العمل السينمائي أو الدرامي. وأشارت إلى أهمية أن يتعامل المخرج أو المنتج مع عملية تحويل النص المكتوب إلى عمل بصري بالكثير من الفعل الإبداعي، لأن الأمر يصبح مجرد حشد للرتوش والمؤثرات، بغية الإثارة والتفكير التجاري المتمثل في الإعلانات وغيرها، فهذه مسؤولية كبيرة، ولابد من احترام المشاهد والكاتب، وتوظيف أدوات الشاشة بشكل جيد مثل الموسيقى والصوت والصورة وغير ذلك. وأوضحت صالحة غابش أن الجدل الذي يثار في مواقع التواصل الاجتماعي حول الروايات التي تتحول إلى الشاشة، لا يعول على أكثره، لأن معظمه ينطلق من دوافع عاطفية ومزاجية، ويفتقد في كثير من الأحيان إلى الموضوعية، بينما بعض المثقفين يجادلون حول أن الرواية تفقد بريقها في حالة ذهابها إلى الشاشة، غير أنه وبشكل عام لابد أن يبرهن العمل المكتوب على قوته في عملية التحول تلك. وذكرت أنه من المهم أن تكون أحد أهداف تحويل النص السردي إلى فعل درامي أو سينمائي، تحفيز المشاهد بالرجوع إلى الرواية الأصل، وذلك يتوقف على البذل الإبداعي الذي يقدمه المخرج من أجل إنجاح العمل، بحيث يحرك الفضول والرغبة في المشاهد للعودة إلى قراءة الرواية. من الأعمال الروائية الخالدة التي تحولت إلى السينما رواية «بيدرو بارمو»، للمكسيكي خوان رولفو، وهي عن رجل يدعى خوان بريسيادو يسافر إلى مدينة كومالا، مسقط رأس والدته المتوفاة مؤخراً، ليجد والده، ويصادف خلال الرواية مدينة أشباح، وكان لهذه الرواية تأثير كبير في كتاب أمريكا اللاتينية خاصة غابرييل غارسيا ماركيز، الذي أشاد بها وأقر بتأثيرها الطاغي عليه، بل وذكر أنها هي التي فتحت له الطريق لكتابة «مئة عام من العزلة»، وفي العام الماضي، تحولت الرواية إلى فيلم يحمل ذات الاسم وعرض على منصة «نتفلكس»، ووجد صدى كبيراً من قبل المشاهدين والقراء والنقاد، بالرغم من أن الرواية نفسها التي كتبت عام 1955، واعتبرت من النصوص الرائدة في عالم الواقعية السحرية، لم تلق صدى كبيراً لدى القراء حين نشرها، بل اهتم بها الكتاب أكثر، لكن الاهتمام بها والنقاش حولها تفجر بعد عرض الفيلم الذي وجد رواجاً كبيراً، حيث كانت معالجة المشاهد المتعلقة بالواقعية السحرية مميزة للغاية، بحسب النقاد الذين أشاروا إلى أن الرواية وعلى الرغم من احتشادها بالغرائبيات إلا أنها لم تغرق في الفنتازيا، لكن الفيلم أحدث انقساماً بين من يرون أنه قدم تجربة بصرية جيدة، وبين الذين وجدوا أنه قد خان روح النص الروائي. مشاكل اجتماعية الأعمال المفضلة دائماً لدى صناع الدراما والسينما، هي التي تعالج المشاكل الاجتماعية بمختلف أشكالها وأنواعها مثل الفقر والحب، والصراع والتفاوت الاجتماعي، وموقع المرأة وغير ذلك، والذي كان متوفراً في الكلاسيكيات الروائية الخالدة، كما أن هناك أنواعاً أخرى برعت الشاشة في تناولها مثل الروايات البوليسية، التي لاقت رواجاً كبيراً، وبرزت الكثير من الأعمال التي كان لها صدى مميزاً، مثل روايات أجاثا كريستي، وسلسلة الشخصية الخيالية شارلوك هولمز لآرثر كونان دويل، ومع التطور التقني للشاشة فرضت جاذبيتها على الجمهور سواء في السينما أو التلفزيون، وبات هناك اهتمام أكبر بالأعمال السردية في مجال الفانتازيا والمغامرات والخيال العلمي و«الديستوبيا» والجريمة ومصاصي الدماء، فتحولت الكثير من الأعمال الروائية في تلك الأنماط إلى الشاشة، والتي أضافت إليها كثيراً لأنها تعتمد على المتعة البصرية والوصف وروح المغامرة، مثل سلسلة «سيد الخواتم»للكاتب ج. ر. ر. تولكين، و«صراع العروش»، للمؤلف جورج مارتن، و«دراكولا»، لبرام ستوكر، وأعمال إدغار آلان بو، وغير ذلك من روايات اعتبرت هي الأعلى مبيعاً، بل وتمت إعادة إنتاج العديد من روايات المغامرة سينمائياً وتلفزيونياً لكونها تستجيب للتطور الكبير في تقنيات السينما و«السينوغرافيا» مثل رواية «روبن هود»تأليف هاورد بيل، وحتى النصوص المسرحية ذات الأثر الكبير، والتي تحتفي بقيم الشجاعة والمغامرة مثل «هاملت» لوليم شكسبير، وغيرها، إذ باتت الشاشة تحفل بالدهشة والمتعة البصرية.


Khaleej Times
منذ 9 ساعات
- Khaleej Times
وداعاً للدمى التقليدية.. "لابوبو" الغريبة تأسر قلوب جيل Z في الإمارات
الدمى ذات الشعر اللامع، والكعب العالي، والعيون الواسعة، والابتسامة الجميلة، أصبحت من الماضي. جيل Z يُحدث تغييرًا جذريًا ويتخلى عن النمطية: أفسحوا المجال لأحدث صيحات الموضة، دمى لابوبو. ما هي دمية لابوبو؟ هذه الدمية الغريبة والجامحة تغزو الإنترنت وتخطف الأضواء. بصفتي مُشاهدًا غير مُلِمٍّ، شعرتُ في البداية بالحيرة من سيل منشورات مواقع التواصل الاجتماعي التي تُظهر ما بدا وكأنه مجرد لعبة لطيفة أخرى تُشبه الوحش. لكن فضولي ازداد عندما رأيتُ طوابيرًا طويلة من المُتسوقين المُتحمسين ينتظرون الحصول على واحدة. إذًا، لماذا يُولع مُستهلكو الإمارات العربية المتحدة بهذه الدمى؟ بالنسبة لسلمى عطا، وهي مهاجرة مصرية في الشارقة، فإن ما يميز الدمية هو "غرابتها، أو ربما قبحها". وبينما تُعتبر معظم الدمى لطيفةً عادةً، فإن "وجوهها المعبرة وابتساماتها العريضة تُميزها عن غيرها من الدمى القابلة للتحصيل"، كما قالت. ابتكر الرسام كاسينغ لونغ، المولود في هونغ كونغ والمُنشأ في هولندا، هذه الدمية الشبيهة بالوحش، مستوحيًا من التراث الشعبي لإنشاء سلسلة كتب مصورة من القصص الخيالية النوردية بعنوان "الوحوش". من بين الوحوش العديدة التي تسكن عالم لونغ الخيالي، لابوبو هي النجمة. بابتسامة شيطانية، تُمارس لابوبو، وجميعهن إناث، مقالب بريئة. ورغم أنها تُثير الفوضى، إلا أن لابوبو طيبة القلب ونواياها حسنة. إذن، ما كل هذه الضجة؟ تعتقد زينة حرب، صانعة محتوى مقيمة في الإمارات العربية المتحدة، أن الهوس المفاجئ بالدمية يعود إلى الفضول. "إنها مخيفة بعض الشيء، كالوحش، لذا لا يفهم الناس الضجة المحيطة بها". قد يدفع هذا المزيد من الناس إلى التحقق من لابوبس لمجرد معرفة كيف يمكن للآخرين الإعجاب بدمية "قبيحة". وأضافت الوافدة أنها رغم إعجابها بقلادات الحقائب، إلا أن الدمية لا تجذبها. وأوضحت: "أحب الأشياء الكلاسيكية والخالدة؛ إنها مجرد موضة. [لو اشتريتها]، بعد عام تقريبًا، سأتساءل عن سبب الضجة المحيطة بها". بالنسبة لبعض مُحبي لابوبو، لفتت الدمية انتباههم عندما شوهدت نجمتهم المُفضلة معها. قالت لاكشمي م، البالغة من العمر 16 عامًا، وهي مغتربة هندية مُقيمة في الشارقة، وهي أيضًا من مُحبي موسيقى البوب الكورية: "اشترت ليزا وريهانا، عضوتا فرقة بلاك بينك، لابوبو". وأضافت لاكشمي: "حتى أن ليزا تحدثت عنها في مقابلة". لا يشتري الناس هذه المنتجات لأنها جذابة فحسب، بل إن جاذبيتها تكمن أيضًا في تجربة "الصندوق الأعمى"، كما أوضحت لاكشمي. الآن، ما هو الصندوق الأعمى؟ كما يوحي الاسم، الأمر كله يتعلق بالمفاجأة. عند شراء دمية لابوبو، لا يُظهر الصندوق التصميم أو اللون الذي ستحصل عليه. أنت لا تختار لابوبو، بل لابوبو تختارك. إنها تكتيكات بيع بالتجزئة ذكية، وهي تعمل بوضوح. قالت سلمى: "فتح الصناديق العمياء ممتعٌ للغاية، أعشق الإثارة. لو أردتُ لابوبو مُحددًا، لظللتُ أشتري الصناديق حتى أحصل على ما أريده." ومع ذلك، مع أسعار تصل إلى 350 درهماً على المواقع الإلكترونية المعتمدة، ليس كل شخص على استعداد لإنفاق هذا المبلغ على الدمية. بالنسبة لميهر، وهي مغتربة مقيمة في دبي، أفلت الوحش من بين يديها لأنها "امتنعت عن شرائه". "كدتُ أشتري واحدة من المتجر الشتوي المؤقت في متحف المستقبل، إذ كان أحد الأكشاك يبيعها بسعر مخفّض". ولكن بعد التسوق كثيرًا في ذلك اليوم، حتى بسعر أقل، وجدت الدمية "غالية بعض الشيء مقابل دمية صغيرة لطيفة"، كما قالت. إذا لم تكن ترغب في دفع 350 درهمًا إماراتيًا لشراء لابوبوس، فهناك دائمًا لافوفوس. هذه البدائل المتشابهة، أي النسخ المقلدة أو شبه المتطابقة، أصبحت الخيار الأمثل لمن لا يرغب في إنفاق الكثير من المال. لقد رصدتهم المؤثرة المقيمة في الإمارات العربية المتحدة ناريهان عزب في وقت مبكر، حيث التقطت حلوى لافوفوس بحجم سلسلة المفاتيح من بائع متجول في ماليزيا قبل أن تنتشر هذه الهوس. قال منشئ المحتوى: "أنا لا أحب الانتظار في طوابير للحصول على أي شيء؛ لذا، أنا بخير مع Lafufus في الوقت الحالي". وقالت لارايب، وهي مقيمة هندية في الإمارات العربية المتحدة، إنها تحب "المظهر غير المتوازن للأشياء الصغيرة اللطيفة"، ومع ذلك، سيكون من الجيد جمعها للحصول على زوج متطابق منها مع الأصدقاء، لكنها ما زالت لن تفكر في شراء النسخة الأصلية بسبب التكلفة، وتبحث عن "بديل جيد" بدلاً من ذلك. سواء كان الأمر يتعلق بابتسامة الوحش الغريبة أو التشويق الذي يوفره الصندوق الأعمى، فقد استحوذ Labubu ذو المظهر الغريب على قلوب الجيل Z - على الأقل حتى ظهور الاتجاه الكبير التالي.


صحيفة الخليج
منذ 9 ساعات
- صحيفة الخليج
مهرجان صيني في نادي سيدات الشارقة
نظم نادي سيدات الشارقة «المهرجان الصيني»، وسط أجواء مستوحاة من الثقافة الصينية العريقة. استمتعت الزائرات بتجربة ثقافية ممتعة من خلال ورش عمل متنوعة، من أبرزها «صناعة الفوانيس الصينية» التي أتاحت لهن التعبير عن إبداعهن، و«الخط الصيني» التي تعلمن فيها أساسيات كتابة الرموز بالفرشاة والحبر بأسلوب تقليدي. وتواصلت التجربة التي أقيمت السبت الماضي، بجلسة تحضير الشاي الصيني التقليدي، وشهدت عروضاً فنية، أبرزها الرقصات الصينية التقليدية، والعزف الحي على آلة «Gu Zheng». وشهد المهرجان مشاركة وفد رسمي من القنصلية العامة لجمهورية الصين في دبي، مما أسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الدولتين، بما يتماشى مع رؤية الشارقة كمركز ثقافي. وقالت أميرة العامري، رئيس قسم الفعاليات في نادي سيدات الشارقة: «تنظيم «المهرجان الصيني» يأتي انطلاقاً من حرص النادي الدائم على تقديم فعاليات تثري الوعي الثقافي، وتوفر مساحة ممتعة وتفاعلية لزائراتنا. ويعكس هذا الحدث التزامنا برسالة أوسع تهدف إلى تعزيز التفاهم والتقارب بين الثقافات، انسجاماً مع رؤية «عام المجتمع» التي تسعى إلى ترسيخ قيم الاحترام والتنوع في دولتنا». وتضمن المهرجان مشاركة فاعلة لمرافق النادي، فقدّم المجمع الرياضي لعبة «Pong Hau Ki» الصينية التقليدية، فيما عرض «بوتيك أوركيد للجمال» خدمات مستوحاة من الثقافة الصينية في تصفيف الشعر وتجميل الأظافر. وأتاح مركز كولاج للمواهب فرصاً للإبداع من خلال ورش فنية مستوحاة من الفن الصيني. واستمتع الأطفال في الركن المخصص لهم في مركز وحضانة بساتين بمجموعة من الحرف اليدوية والتزيين والرسم على الوجوه بأسلوب صيني، بالإضافة إلى ورش تزيين إطارات النظارات. وفي ركن المأكولات، استمتعت الزائرات بتشكيلة من الأطباق الصينية الشهيرة. وأثرت مجموعة من المتاجر والمطاعم الخارجية المهرجان من خلال تقديم منتجات وتجارب صينية أصيلة تنوعت بين الإكسسوارات والهدايا والألعاب التقليدية، والأطباق الشهية.