
أكاديميون لـ«البيان»: الإمارات.. حضور قوي ونموذج تنموي لخدمة البشرية
متابعة - قسم المحليات
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً جديداً على الساحة الدولية، حيث سجلت أقوى حضور دولي لها عبر تاريخها، متصدرة مستويات الثقة العالمية، ويأتي هذا الإنجاز تتويجاً لنهج الدولة القائم على التنمية المستدامة والانفتاح والتعاون الدولي، ما عزز من مكانتها شريكاً موثوقاً ومؤثراً في مختلف المجالات.
وفي هذا الإطار أكد عدد من الأكاديميين لـ«البيان» أن هذا الإنجاز يعكس نجاح استراتيجياتها الدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية، مشيرين إلى أن الإمارات عززت دورها الريادي في بناء جسور التعاون، مستندة إلى نموذجها التنموي الذي يعد واحداً من أكثر النماذج فاعلية في المنطقة والعالم.
قوة نموذجية
وفي هذا الإطار قال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، إن تبوؤ الإمارات المركز العاشر عالمياً في مؤشر القوة الناعمة يعكس مكانتها بوصفها قوة تنموية عالمية نموذجية، وذلك نظراً لرؤيتها الاستشرافية التي تجمع بين الدبلوماسية الذكية، والاقتصاد القائم على المعرفة، والابتكار المستدام، ما جعلها نموذجاً يحتذى في التنمية والتأثير الإيجابي على الساحة الدولية.
وأضاف أن تحقيق هذا المركز المتقدم في مؤشر القوة الناعمة يعكس حضور الدولة العالمي القوي، ويعكس أيضاً مستوى الثقة العالمية التي تحظى بها، لافتاً إلى أن قوة الإمارات الناعمة تكمن في نشر قيم التسامح والتعايش والانفتاح، وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية والإسهام في إيجاد حلول عالمية للتحديات المعاصرة، سواء في مجالات الاقتصاد، أو الطاقة المتجددة، أو التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد الدكتور العور أن النموذج التنموي الفريد لدولة الإمارات لم يعد مجرد تجربة محلية ناجحة، بل بات أداة فاعلة تسهم في تقدم وازدهار البشرية جمعاء، وهذا الإنجاز يعزز مركز الإمارات اقتصادياً وسياحياً، ومكانتها العالمية في صنع المستقبل وتعزيز التعاون الدولي لمصلحة الإنسانية.
من جهته، قال الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، إن القوة الناعمة أصبحت أداة أساسية في تعزيز النفوذ الدولي، تعتمد على التأثير الثقافي، والاقتصادي، والدبلوماسي، والتنموي، مشيراً إلى أن الحضور الدولي القوي والثقة العالمية بالإمارات لعبت دوراً جوهرياً في تعزيز مكانتها في المنظمات الدولية والإقليمية.
وأشار إلى أن الإمارات تعد عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة، حيث تلعب دوراً بارزاً في قضايا السلام والتنمية والتعاون الدولي ورفع مستوى الدول الفقيرة لتحسين اقتصاداتها، وأما في مجلس التعاون الخليجي فهي أحد الأعضاء المؤثرين في القرارات الاقتصادية والسياسية الإقليمية.
وأما عضويتها في مجموعة العشرين (G20) بصفتها ضيفاً دائماً فتعكس مكانتها الاقتصادية المتقدمة بين الدول الاقتصادية الرائدة، إضافة إلى أن عدداً من المنظمات تتخذ من أرض الإمارات مقراً لها لثقتها فيها لتحقيق أهدافها.
وأضاف أن السياسة الخارجية المتوازنة والتعاون في تحقيق الاستقرار الإقليمي هو خير دليل على دور القوة الناعمة للإمارات لتحقيق الإنجازات السياسية والتعايش المجتمعي الناجح وتحسين حياة الشعوب الفقيرة، وعلى صعيد السياسة الخارجية فإن الإمارات تعتمد على الحياد الإيجابي، ما جعلها وسيطاً موثوقاً في النزاعات الإقليمية.
ومن جانب آخر، فإن الانخراط في مبادرات السلام والمساعدات الإنسانية دليل آخر على مصداقية القوة الناعمة للإمارات، والأمثلة في هذا الجانب كثيرة، كما فعلت في دعم الأوضاع في السودان، وأفغانستان، وفلسطين، وسوريا، وغيرها من البلدان.
وأشار إلى أن الإمارات وقعت عدة اتفاقيات دولية في مجالات الاقتصاد، والأمن، والطاقة، والصحة، ما عزز الثقة العالمية بها، وكذلك استضافة الفعاليات الكبرى وتعزيز الدبلوماسية الثقافية للإمارات، التي استطاعت عبر استضافة إكسبو 2020 دبي وقمة المناخ «COP28» أن تؤكد قدرتها على لعب دور قيادي في القضايا العالمية، ما عزز حضورها الدولي بوصفها مركزاً للابتكار والتعاون الدولي.
وأكد أن الإمارات نجحت في بناء اقتصاد متنوع بعيد عن النفط، حيث أصبح القطاع غير النفطي يشكل أكثر من %70 من الناتج المحلي الإجمالي، وأما في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فهي من أسرع القطاعات نمواً مع استثمارات ضخمة في شركات كثيرة.
فضلاً عن أن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي يعكس رؤية الدولة للريادة العالمية في الابتكار، حيث تعتبر الإمارات رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة عبر مشاريع مثل مدينة مصدر، ومحطة «براكة» للطاقة النووية ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، كما أن تعهد الإمارات بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 جعلها شريكاً أساسياً في الجهود البيئية.
جهود إنسانية
بدورها، قالت البروفيسور هيذر ماكغريجور، عميد ونائب رئيس جامعة هيريوت وات دبي، إن الجهود الإنسانية لدولة الإمارات أصبحت في المركز الثالث عالمياً في الكرم وفق مؤشر «CAF»، إذ تتجاوز مساعداتها الخارجية 1% من ناتجها القومي، إضافة إلى ذلك فإن المبادرات مثل «المليار وجبة» عززت صورة الإمارات بوصفها دولة داعمة للبشرية والإنسانية.
وأشارت أيضاً إلى دور القوة الناعمة في الثقافة والتعليم والمعرفة، حيث تدعم الإمارات البحث العلمي والتعليم العالي باستثمارات ضخمة في مشاريع البحث والتطوير، مثل مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء، تؤدي دوراً في تطوير العلوم الفضائية.
مشاريع إنسانية
وقالت الدكتورة نورة الكربي، رئيسة قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي بجامعة الشارقة: «الإنجاز يعكس تاريخاً طويلاً من الثقة العالمية، حيث استطاعت الإمارات أن تبني سمعة قوية بفضل إنجازاتها التنموية والاقتصادية، وذلك من خلال استثماراتها في التعليم، والصحة، والثقافة، لتقديم نموذج تنموي يسهم في تحسين جودة الحياة للناس في جميع أنحاء العالم.
وهذا النموذج يمتد ليشمل مشاريع إنسانية وخيرية في مختلف الدول، ما يعكس التزامها العميق بتحقيق الخير للبشرية، وذلك من خلال استراتيجياتها المتنوعة التي تؤكد دورها بوصفها داعماً رئيساً للسلام والتنمية».
وأكدت الدكتورة حصة الفلاحي، من كلية علوم الاتصال بجامعة زايد، أن تصنيف الإمارات ضمن المراكز المتقدمة في مؤشر القوة الناعمة يعكس مكانتها الراسخة على الساحة الدولية، مدعومة برؤية تنموية شاملة تقوم على الابتكار والاستدامة.
وأشارت إلى أن هذا التقدم يأتي نتيجة جهود مستمرة لتعزيز الثقة العالمية وترسيخ دور الدولة بوصفها مساهماً أساسياً في التنمية والتطور، وأضافت أن الإمارات تواصل إطلاق مبادرات نوعية تُحدث تغييراً إيجابياً في مختلف القطاعات، ما يعزز من شراكاتها الدولية ويؤكد التزامها بتقديم نماذج تنموية فاعلة.
تنمية مستدامة
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور السيد بخيت، أستاذ الإعلام في جامعة زايد، أن هذا الإنجاز يعكس تأثير الإمارات الإيجابي عالمياً، ويؤكد نجاحها في بناء نموذج تنموي يواكب المتغيرات الدولية، وأشار إلى أن ثقة المجتمع الدولي بسياسات الدولة ونهجها الدبلوماسي تعزز مكانتها، في حين تواصل الإمارات من خلال مشاريعها ومبادراتها المساهمة في تطوير الاقتصاد المعرفي وترسيخ التنمية المستدامة.
من جانبه، أوضح الأكاديمي فادي حداد، من الجامعة الأمريكية في دبي، أن تميز الإمارات في مؤشر القوة الناعمة يعكس دورها الرائد في توظيف الإعلام والثقافة جنباً إلى جنب مع اقتصادها القوي والمتنوع.
وأشار إلى أن الدولة نجحت في تسخير الإعلام لتعزيز قيم التسامح والابتكار، واستخدمت الثقافة أداة للحوار العالمي، ما أسهم في ترسيخ هويتها المتوازنة بين الأصالة والحداثة. وأكد أن هذا النهج جعل الإمارات جسراً يربط الشرق بالغرب، وعزز حضورها الدولي، ما رسخ مكانتها بين أكثر الدول تأثيراً عالمياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ 3 ساعات
- الشارقة 24
موقع الفاية يتقدم بثبات نحو إدراجه بقائمة التراث العالمي لليونسكو
الشارقة 24: في مرحلة جديدة من مسيرتها الثقافية والعلمية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة عبر إمارة الشارقة، دعم ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية"، إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك تزامناً مع ترقّب المجتمع الدولي لإعلان القائمة الجديدة للمواقع المدرجة . التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني يأتي ذلك تأكيداً على التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني، وتعزيز مكانة المواقع الأثرية التي تسهم في إعادة رسم ملامح التاريخ البشري القديم، إذ يمثل "الفاية"، الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية، ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية، يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام، ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا . الموقع رُشِّح رسمياً في 2024 ضمن فئة "المشهد الثقافي" وقد رُشِّح الموقع رسمياً في عام 2024 ضمن فئة "المشهد الثقافي"، ويخضع حالياً للتقييم من قبل "مركز التراث العالمي" التابع لليونسكو، كأحد أبرز المواقع المهمة في دورة الترشيح الجديدة، إلى جانب عدد محدود من المواقع حول العالم . بدور القاسمي تقود جهود ترشيح "الفاية" لقائمة التراث العالمي وتقود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، سفيرة ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية"،جهود التعريف العالمي بهذا الترشيح، حيث يعكس دورها جهداً وطنياً جماعياً يهدف إلى الارتقاء بالمكانة الدولية للموقع، وترسيخ ريادة دولة الإمارات في مجالات الحفاظ على التراث الإنساني، والدبلوماسية الثقافية، والتقدم العلمي . وأكدت الشيخة بدور القاسمي أهمية الترشيح في إثراء التراث العالمي، وقالت: "يقدم الفاية واحداً من أقدم السجلات المتكاملة للوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية قبل أكثر من 210 آلاف عام، أرشيف حي، يَعُمق فهمنا لهويتنا وجذورنا والطريقة التي تعلمنا بها فنون البقاء ". وأضافت: "إن ترشيح الفاية لإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو يؤكد أهمية الحفاظ على هذه المواقع القديمة، ليس فقط لقيمتها التاريخية، بل أيضاً لما تحمله من قدرة على إعادة توجيه الأجيال الجديدة وتعزيز دورهم في بناء راهننا ومستقبلنا، وأرى أن هذا الترشيح يشكّل فرصة للارتقاء بمكانة الفاية كإرث إنساني مشترك لجميع الشعوب ". أهمية "الفاية": نظرة على المشهد الطبيعي على مدار أكثر من 30 عاماً، قادت "هيئة الشارقة للآثار" بالتعاون مع "جامعة توبنغن" الألمانية و"جامعة أكسفورد بروكس" البريطانية، سلسلة من الأبحاث والتنقيبات في "الفاية"، أسفرت عن اكتشاف 18 طبقة جيولوجية متعاقبة،توثق كلٌ منها مرحلة زمنية مختلفة من النشاط البشري في الموقع . وتُظهر الاكتشافات أن الفاية لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط، بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة، وذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان، ووفرة الصوان لصناعة الأدوات، والمأوى الطبيعي في الجبال، ما جعل من الموقع بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ . واكتسب "الفاية" قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل لبقاء الإنسان وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته . من جانبه، أكد سعادة عيسى يوسف، المدير العام لهيئة الشارقة للآثار، أن "حماية الفاية تستند إلى قانون الشارقة للتراث الثقافي رقم 4 لعام 2020، والذي يضمن صون الموقع للأجيال القادمة. وعلى مدار أكثر من 30 عاماً من البحث الدقيق والتعاون مع نخبة من الخبراء الدوليين، كشفت بعثتنا الوطنية بالتعاون مع خبراء دوليين عن 18 طبقة جيولوجية تعود إلى العصر الحجري، توثق تاريخاً معقّداً لتطور الإنسان وتكيفه وبقائه هنا في إمارة الشارقة ". وأضاف: "ومع تقدم ترشيح الفاية إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، من المهم التأكيد على أن جهودنا التعاونية جعلت من هذا المشروع جهداً عالمياً يربط الماضي بالحاضر، ويُسهم في إثراء الأدبيات العالمية للاكتشافات الأثرية. لذلك، فإن هذا الموقع يحمل قيمة استثنائية على مستوى العالم، وليس فقط لإمارة الشارقة ودولة الإمارات ". وطورت دولة الإمارات خطة إدارة شاملة لحماية موقع "الفاية"، والتي ستعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع، وإجراء البحوث، وتنظيم حركة الزوار فيه، من عام 2024 ولغاية 2030، وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي .


الاتحاد
منذ 11 ساعات
- الاتحاد
موقع "الفاية" يتقدم بثبات في مسار إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو
تواصل دولة الإمارات عبر إمارة الشارقة دعم ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وذلك في مرحلة جديدة من مسيرتها الثقافية والعلمية وتزامناً مع ترقّب المجتمع الدولي لإعلان القائمة الجديدة للمواقع المدرجة. ويأتي ذلك تأكيداً على التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني وتعزيز مكانة المواقع الأثرية التي تسهم في إعادة رسم ملامح التاريخ البشري القديم إذ يمثل موقع "الفاية" الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا. ورُشِّح الموقع رسمياً في 2024 ضمن فئة "المشهد الثقافي" ويخضع حالياً للتقييم من قبل "مركز التراث العالمي" التابع لليونسكو كأحد أبرز المواقع المهمة في دورة الترشيح الجديدة إلى جانب عدد محدود من المواقع حول العالم. وتقود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرة ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" جهود التعريف العالمي بهذا الترشيح حيث يعكس دورها جهداً وطنياً جماعياً يهدف إلى الارتقاء بالمكانة الدولية للموقع وترسيخ ريادة دولة الإمارات في مجالات الحفاظ على التراث الإنساني والدبلوماسية الثقافية، والتقدم العلمي. وأكدت الشيخة بدور القاسمي أهمية الترشيح في إثراء التراث العالمي قائلة " يقدم الفاية واحداً من أقدم السجلات المتكاملة للوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية قبل أكثر من 210 آلاف عام أرشيف حي يَعُمق فهمنا لهويتنا وجذورنا والطريقة التي تعلمنا بها فنون البقاء". وأضافت أن ترشيح الفاية لإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو يؤكد أهمية الحفاظ على هذه المواقع القديمة ليس فقط لقيمتها التاريخية بل أيضاً لما تحمله من قدرة على إعادة توجيه الأجيال الجديدة وتعزيز دورهم في بناء راهننا ومستقبلنا.. وأرى أن هذا الترشيح يشكّل فرصة للارتقاء بمكانة الفاية كإرث إنساني مشترك لجميع الشعوب. وعلى مدار أكثر من 30 عاماً قادت هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع جامعة توبنغن الألمانية وجامعة أكسفورد بروكس البريطانية سلسلة من الأبحاث والتنقيبات في "الفاية" أسفرت عن اكتشاف 18 طبقة جيولوجية متعاقبة توثق كلٌ منها مرحلة زمنية مختلفة من النشاط البشري في الموقع. وتُظهر الاكتشافات أن الفاية لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة وذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان ووفرة الصوان لصناعة الأدوات والمأوى الطبيعي في الجبال ما جعل من الموقع بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ. واكتسب "الفاية" قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل لبقاء الإنسان وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته. من جانبه أكد سعادة عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار أن حماية "الفاية' تستند إلى قانون الشارقة للتراث الثقافي رقم 4 لعام 2020 الذي يضمن صون الموقع للأجيال القادمة وعلى مدار أكثر من 30 عاماً من البحث الدقيق والتعاون مع نخبة من الخبراء الدوليين كشفت بعثتنا الوطنية بالتعاون مع خبراء دوليين عن 18 طبقة جيولوجية تعود إلى العصر الحجري توثق تاريخاً معقّداً لتطور الإنسان وتكيفه وبقائه هنا في إمارة الشارقة. وأضاف "ومع تقدم ترشيح الفاية إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو من المهم التأكيد على أن جهودنا التعاونية جعلت من هذا المشروع جهداً عالمياً يربط الماضي بالحاضر ويُسهم في إثراء الأدبيات العالمية للاكتشافات الأثرية لذلك فإن هذا الموقع يحمل قيمة استثنائية على مستوى العالم وليس فقط لإمارة الشارقة ودولة الإمارات". وطورت دولة الإمارات خطة إدارة شاملة لحماية موقع "الفاية" والتي ستعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع وإجراء البحوث وتنظيم حركة الزوار فيه من عام 2024 حتى 2030 وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
تونس تقترب من إدراج حديقتها الجيولوجية على قائمة اليونسكو (خاص)
دخلت الحديقة الجيولوجية الواقعة في الجنوب الشرقي التونسي المرحلة النهائية من مسار إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وتقدّمت السلطات التونسية رسميًا بطلب الترشح، وسط دعم علمي ومؤسساتي متواصل منذ سنوات. وتغطي الحديقة مساحة تقارب 6 آلاف كيلومتر مربع، ويعيش بها نحو 330 ألف نسمة، وتعتبر بمثابة متحف طبيعي مفتوح يوثق لمراحل جيولوجية وإنسانية ممتدة منذ مئات الملايين من السنين. ويبرز من بين معالمها جبل طباقة، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 250 مليون سنة، وبقايا بحر التيتس الذي غطّى كامل المنطقة خلال العصر الجوراسي. وحددت إدارة الحديقة 28 موقعًا جيولوجيًا وثقافيًا ذا أهمية كبرى، وتمتد هذه المواقع على طول سلسلة جبال "الظاهر" من مطماطة في محافظة قابس حتى "ذهيبة" بمحافظة تطاوين. كما تم تثبيت 12 لوحة تعريفية تبرز ثراء المنطقة بالمخزون الجيولوجي والتراثي. وزار وفد من اليونسكو الحديقة خلال الأسبوع الجاري في إطار التقييم الميداني للملف الفني المقدَّم، حيث اطّلع على متحف "ذاكرة الأرض" الذي يُعد مقر إدارة الحديقة، ويضم كنوزًا من المتحجرات النادرة، من بينها بقايا ديناصورات تعود لأكثر من 100 مليون سنة، وأحافير ونباتات متحجرة، إلى جانب عرض علمي قدّمه الدكتور محمد واجة، أول من اكتشف بقايا الديناصورات بالمنطقة مطلع تسعينيات القرن الماضي. وقال مدير الحديقة الجيولوجية، محسن حسين، لموقع "العين الإخبارية"، إن تونس وصلت الآن إلى "المرحلة الأخيرة من إجراءات المصادقة الدولية"، متوقعًا أن يتم الإعلان عن اعتماد الحديقة رسميًا ضمن شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية خلال الربع الأول من عام 2026. وأوضح أن مشروع الإعداد انطلق منذ عام 2016، وحظي بدعم مبدئي من اليونسكو عام 2021، ما مكّن من تعبئة خبرات دولية لإعداد ملف متكامل. وتعود الأهمية الجيولوجية للمنطقة إلى كونها كانت مغطاة بالمياه في عصور سحيقة، قبل أن تنحسر تدريجيًا بين 251 و65 مليون سنة مضت. وظلت سلسلة جبال الظاهر شاهدة على هذه التحولات، وتضم أعلى قمة فيها وهي "كف النصورة" التي ترتفع 713 مترًا عن سطح البحر. ويحظى الموقع أيضًا باهتمام عالمي في مجال علم الحفريات، حيث عُثر فيه على آثار أقدام ديناصورات، إضافة إلى هيكل عظمي كامل بطول 14 مترًا لنوع جديد من الديناصورات، أُطلق عليه اسم "تطاوينيا هانيباليس"، ويُقدر عمره بـ110 ملايين سنة. وتسعى تونس من خلال هذا المشروع إلى تعزيز حضورها في قائمة التراث العالمي، والتي تضم حاليًا تسعة مواقع طبيعية وثقافية، أبرزها مدينة تونس العتيقة، قرطاج، مدرج الجم، جزيرة جربة، وسوسة والقيروان، إضافة إلى إدراج ثمانية عناصر على قائمة التراث الثقافي غير المادي، مثل فخار سجنان، والكسكسي، والهريسة، وفنون الخط العربي. وتأمل تونس أن يُضاف الموقع العاشر إلى القائمة الدولية قريبًا، بما يعكس غنى الجنوب التونسي الطبيعي والثقافي، ويعزز الجذب السياحي والعلمي للمنطقة. aXA6IDgyLjI2LjIxMC4zOSA= جزيرة ام اند امز FR