
ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل؟
في الوقت الحالي، يبدو أن القتال بين إسرائيل وإيران يقتصر على البلدين فقط. وفي الأمم المتحدة وأماكن أخرى، صدرت دعوات كثيرة لضبط النفس.
لكن ماذا لو لم تجد تلك الدعوات آذانًا صاغية؟ وماذا لو تصاعد القتال واتسع نطاقه؟
فيما يلي أسوأ السيناريوهات المحتملة.
تورط الولايات المتحدة
رغم النفي الأمريكي، فإن إيران تعتقد بوضوح أن القوات الأمريكية أيدت – وبدعم ضمني على الأقل – الهجمات الإسرائيلية.
وقد تلجأ إيران إلى ضرب أهداف أمريكية في أنحاء الشرق الأوسط، مثل معسكرات القوات الخاصة في العراق، والقواعد العسكرية في الخليج، والبعثات الدبلوماسية في المنطقة. ورغم أن القوى التابعة لإيران، مثل حماس وحزب الله، قد تراجعت قوتها بشكل كبير، فإن الميليشيات الموالية لها في العراق ما زالت مسلحة وموجودة.
وقد توقعت الولايات المتحدة احتمال وقوع مثل هذه الهجمات، وسحبت بعض أفرادها كإجراء احترازي. وفي رسائلها العلنية، حذرت واشنطن إيران بشدة من عواقب أي هجوم على أهداف أمريكية.
لكن ماذا لو قُتل مواطن أمريكي في تل أبيب مثلًا، أو في أي مكان آخر؟
قد يجد دونالد ترامب نفسه مضطرًا إلى التحرك، ولطالما اتُّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يسعى لجرّ الولايات المتحدة إلى معركته ضد إيران.
ويقول محللون عسكريون إن الولايات المتحدة وحدها تملك القاذفات والقنابل الخارقة للتحصينات القادرة على اختراق أعمق المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة منشأة فوردو.
وقد وعد ترامب أنصاره من حركة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" بأنه لن يخوض أي "حروب" في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن العديد من الجمهوريين يدعمون حكومة إسرائيل ورؤيتها القائلة إن الوقت قد حان للسعي إلى تغيير النظام في طهران.
لكن إذا أصبحت الولايات المتحدة طرفًا نشطًا في القتال، فسيُعد ذلك تصعيدًا هائلًا قد تكون له تبعات طويلة الأمد ومدمرة.
تورط دول خليجية
إذا فشلت إيران في إلحاق الضرر بالأهداف العسكرية وغيرها من المواقع المحمية جيدًا داخل إسرائيل، فقد تلجأ إلى توجيه صواريخها نحو أهداف أكثر هشاشة في منطقة الخليج، وخصوصًا تلك الدول التي تعتقد إيران أنها ساعدت ودعمت أعداءها على مدى السنوات.
وهناك العديد من الأهداف المتعلقة بالطاقة والبنية التحتية في المنطقة. تذكّر أن إيران اتُّهمت بقصف حقول النفط السعودية في عام 2019، كما استهدفت ميليشياتها الحوثية أهدافًا في الإمارات عام 2022.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات نوعًا من المصالحة بين إيران وبعض دول المنطقة.
لكن هذه الدول تستضيف قواعد جوية أمريكية، وبعضها – بشكل غير معلن – ساعد في الدفاع عن إسرائيل من هجوم صاروخي إيراني العام الماضي.
وإذا تعرّضت منطقة الخليج لهجوم، فقد تطالب بدورها بتدخل الطائرات الحربية الأمريكية للدفاع عنها، إلى جانب الدفاع عن إسرائيل.
فشل إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية
ماذا لو فشل الهجوم الإسرائيلي؟ وماذا لو كانت المنشآت النووية الإيرانية عميقة للغاية ومحميّة جيدًا؟ وماذا لو لم يتم تدمير 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وهو الوقود النووي الذي لا يفصله عن درجة التخصيب اللازمة للأسلحة سوى خطوة صغيرة، وهو ما يكفي لصنع نحو عشر قنابل نووية؟
ويُعتقد أن هذا اليورانيوم قد يكون مخبّأً في مناجم سرّية عميقة. قد تكون إسرائيل قتلت بعض العلماء النوويين، لكن لا توجد قنابل قادرة على تدمير المعرفة والخبرة الإيرانية.
وماذا لو أقنع الهجوم الإسرائيلي القيادة الإيرانية بأن السبيل الوحيد لردع المزيد من الهجمات هو الإسراع قدر الإمكان في الحصول على قدرة نووية؟
وماذا لو كان القادة العسكريون الجدد على طاولة القرار أكثر تهورًا وأقل حذرًا من أسلافهم الذين قُتلوا؟
وفي الحد الأدنى، قد يُجبر ذلك إسرائيل على شن مزيد من الهجمات، مما قد يربط المنطقة بحلقة مستمرة من الضربات والضربات المضادة، ولدى الإسرائيليين عبارة قاسية لوصف هذه الاستراتيجية؛ يسمونها "جزّ العشب".
حدوث صدمة اقتصادية عالمية
يشهد سعر النفط ارتفاعًا حادًا بالفعل.
فماذا لو حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، مما سيقيّد حركة النفط بشكل أكبر؟
وماذا لو في الجهة الأخرى من شبه الجزيرة العربية كثّف الحوثيون في اليمن هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر؟ فهم آخر حلفاء إيران من الوكلاء، ولديهم تاريخ من السلوك غير المتوقع والاستعداد لتحمّل مخاطر عالية.
وتعاني العديد من الدول حول العالم بالفعل من أزمة في تكاليف المعيشة، وارتفاع أسعار النفط سيزيد من التضخم في نظام اقتصادي عالمي يعاني أصلًا من أعباء حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها ترامب.
ولا ننسى أن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيشهد تدفق مليارات الدولارات إلى خزائن الكرملين، لتمويل حربه ضد أوكرانيا.
فراغ ناجم عن سقوط النظام الإيراني
وماذا لو نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها طويل الأمد بإسقاط النظام الثوري الإسلامي في إيران؟
ويزعم نتنياهو أن هدفه الأساسي هو تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكنه أوضح في بيانه الجمعة أن هدفه الأوسع يشمل تغيير النظام.
فقد قال "للشعب الإيراني الفخور" إن هجومه "يمهّد الطريق أمامكم لنيل حريتكم" من ما وصفه بـ"النظام الشرير والقمعي".
وقد يجد إسقاط الحكومة الإيرانية صدى إيجابيًا لدى بعض الأطراف في المنطقة، خاصة لدى بعض الإسرائيليين. لكن، ما الفراغ الذي قد يتركه ذلك؟ وما العواقب غير المتوقعة التي قد تترتب عليه؟ وكيف سيكون شكل الصراع الداخلي في إيران؟
لا يزال كثيرون يتذكرون ما حدث في العراق وليبيا عندما تم إسقاط الحكم المركزي القوي فيهما.
لذلك سيتوقف الكثير على كيفية تطور هذه الحرب في الأيام المقبلة.
وكيف وبأي حدة سترد إيران؟ وما مقدار ضبط النفس، إن وُجد، الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل؟.
سيتوقف الكثير على الإجابة عن هذين السؤالين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 23 دقائق
- اليمن الآن
ثاني دولة تغلق سفارتها في طهران
وسط هجمات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، اتجهت دول لإغلاق سفاراتها في طهران، مرجعة السبب إلى «إجراءات احترازية». وصباح الأحد، قالت وزارة الخارجية الهولندية إنها قررت إغلاق سفارة بلادها في إيران حتى إشعار آخر «لإجراءات احترازية». تلاها إعلان السفارة السويسرية في العاصمة الإيرانية طهران، والتي تمثّل المصالح الأمريكية في إيران، أنها أغلقت أبوابها مؤقتاً حتى إشعار آخر. ولم تذكر السفارة في بيانها المقتضب أسباب الإغلاق، لكنها أكدت أن القرار يأتي في إطار "إجراءات احترازية". وتزامن هذا الإعلان مع تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة إثر الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل. يُذكر أن سويسرا تمثل المصالح الأمريكية في إيران منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن عام 1980، وتؤدي دوراً حيوياً في نقل الرسائل بين الطرفين في الأوقات الحساسة. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، سفيرة سويسرا لدى طهران، للاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، أن استدعاء السفيرة جاء بهدف "نقل رسالة احتجاج رسمية من إيران إلى الولايات المتحدة على خلفية الهجمات الإسرائيلية". ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة وقتلت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن هجومه "الاستباقي"، الذي يتواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية". بالمقابل، أكدت إيران على حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي إسرائيل، بـ"برد ساحق" يجعلها تندم على هجومها. وهذا الهجوم الإسرائيلي الأوسع من نوعه على إيران، يمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات. وبينما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم الإسرائيلي بـ"المثالي"، مشيرا إلى أنه منح إيران 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وأن هذه المهلة انتهت الخميس، تتصاعد تحركات واتصالات إقليمية، في مسعى لتجنيب المنطقة تصعيدا قد يتحول لحرب شاملة


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!
عن أي حديث يتساءلون..؟! وكل طرفٍ من تلك القوى النافذة تريد أن تحكم نصف العالم، وتدعي امتلاك كل الحقيقة، وبأنها صاحبة القرار الصعب في زمن الحروب والكوارث، وصوتها لا يعلو عليها صوت مهما كان نفوذه الدولي أو الأمم.. في زمن الحروب والأزمات لا نستطيع تحديد اتجاه المسار التاريخي الحقيقي، بل يظل مغلق الدائرة، فهو يبدأ وينتهي في المكان نفسه، لا يعني هذا أن المسار التاريخي يقف عاجزاً، بل هناك عمليات اختزال هندسية تتكشف عبر الأزمنة القادمة.. المتأمل اليوم في تاريخ منظمة الأمم المتحدة منذ بزوغها حتى يومنا هذا ما من يوم يمر دون أن تتردد أصداء القرارات والسياسات دون جدوى، وخاصة في مجال ما يعرف بـ"حقوق الإنسان"، وخير شاهد على ذلك ما يحدث في غزة الآن من جرائم نكراء، ومجازر شنعاء، وإبادة عرقية مفرطة، على مرأى ومسمع العالم.. السؤال الذي يفرض نفسه هنا: في ظل هيمنة القوى العالمية، وضعف الأمم المتحدة.. الى أين تذهب مأساة الشعب الفلسطيني، وفي ظل الإبادة الجماعية التي تمارسها قوى الكيان الصهيوني بكل فظاظةٍ واستعلاء ضاربةً بكل القيم والمبادئ والمواثيق والقوانين الأممية والدولية عرض الحائط غير مبالية لأي عواقب أياً كانت نتائجها.. ولهذا كل العالم لم يلتفت لهذه المبادئ والمواثيق والقوانين لا من الشرق، ولا من الغرب بالرغم أن الجميع أقسموا أمامها واعترفوا بـ"قدسيتها".. نحن في زمن غاب فيه الضمير الإنساني الذي يجمع المجموعة الدولية تحت مظلة تلك الحقوق والمواثيق والقوانين التي صارت حبراً على ورق.. إننا أمام أوضاع وظروف تاريخية متباينة، ولكل شعب من شعوب العالم أن يعي أن المرحلة القادمة ستفاجئ الجميع بتطورات وتغيرات سياسية واقتصادية وثقافية على أنماط متعددة، ورؤى متباينة، وستكون هناك زلازل سياسية، وصراعات فكرية ومذهبية قد تقود المنطقة الى مشاحنات أيديولوجية بين قوى مهيمنة وأخرى منافسة.. في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العالم، وتشهده المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، لابد من تحالف عربي مبني على أسس راسخة، وإرادة سياسية موحدة، وتحالف إنساني كوني ضد التطرف والتعصب والغلو، والإرهاب بشتى صوره وأشكاله.. ولن يكون هذا التحالف حرباً شعواء فقط، بل لابد أن ينبني أساساً على التربية والقيم والمبادئ السامية المستمدة من عقيدتنا وقيمنا الثقافية والحضارية والتراثية بكل أبعادها وشروطها.. لابد أن نتخلص من "تابوات" القمع والقهر والكبت، ونتجه الى خطاب التحرير الذي يقود الى التنوير.. صفوة القول: علينا أن ننأى عن ثقافة الأجوبة المعلبة الجاهزة، أنها موت للإنسان.. وتحيل الحياة الى سجنٍ مظلم، فتقتل نزعة الشك.. وروح الدهشة، وفرح المعرفة.. فثقافة الأجوبة المعلبة قاتلة ومدمرة، ولهذا لم ولن تنتصر الحرية إلا بانتصارها على ثقافة الأجوبة المعلبة والمؤدلجة على خط مبرمج جاهز.. لابد من لحظات تأمل وتساؤل.. لأن في التأمل دهشة وإبداع.. والتأمل سلوك وممارسة تفكير، إنه ظهور وسطوع الذات الفاعلة المبدعة.. للأسف الشديد أن معظم أزمات الدول العربية في المنطقة نتاج تراكمات ثقافية وتراثية ومذهبية، ولم ولن تحل هذه القضايا إلا بالحوار المسؤول والمناقشة الهادفة دون تعصب أو تطرف.. ولنفسح المجال للعلماء والمفكرين والمختصين والمثقفين ليدلوا بدلوهم دون إفراط أو تفريط.. فبالحوار الهادف البناء ترتقي الأمم والشعوب والدول.. نافذة شعرية: الشعارات التي تكنسها الريح.. على أرصفة الليل.. وأضواء الحوانيت.. ومقاهي العالم السفلي.. وحفارو القبور.. ووعاظ السلاطين.. ومداحو الملوك.. ذكروني بالطواويس التي باضت على الأوتاد.. في أعراس "هارون الرشيد".. في هذا الجحيم.. وعلى ذئب جريح.. يلعق الجرح.. ويعوي عبر صحراء الجليد.. آه من عصر المماليك الجديد.. "عبدالوهاب البياتي"


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
ترامب يرمي بثقله لإمكانية التوصل لاتفاق بين إيران وإسرائيل
أخبار وتقارير (الأول) وكالات: أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل، رغم التصعيد الإقليمي والتوترات المتفاقمة بين الطرفين. وفي تصريحات أدلى بها خلال تجمع انتخابي في ولاية نيفادا، قال ترامب: "أنا لا أؤيد الحروب، وأعتقد أن بإمكاننا التوصل إلى نوع من التفاهم بين إيران وإسرائيل... لقد كنت قريبًا من تحقيق ذلك عندما كنت في البيت الأبيض". وأضاف ترامب أن "السلام ممكن إذا توفرت الإرادة".. مشيرًا إلى أن سياسة "الضغط القصوى" التي انتهجها ضد طهران خلال ولايته كانت تهدف إلى "إجبار النظام الإيراني على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط أفضل". تصريحات ترامب تأتي في وقت تتصاعد فيه وتيرة المواجهة غير المباشرة بين طهران وتل أبيب، سواء عبر الساحة السورية أو من خلال أذرع عسكرية مدعومة من إيران في المنطقة. ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من طهران أو تل أبيب بشأن تصريحات ترامب.