
انطلاق جلسة "اللغات باعتبارها أدوات للتنمية المستدامة" احتفاءً باليوم الدولي للغة الأم
بالشراكة بين مركز أبوظبي للغة العربية والأرشيف والمكتبة الوطنية ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، انعقدت الجلسة الحوارية بعنوان "اللغات باعتبارها أدوات للتنمية المستدامة"، في إطار الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم، الذي يصادف 21 فبراير من كل عام، وذلك في مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية بالعاصمة أبوظبي.
وناقشت الفعالية التي تقام ايضاً بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الفضي لليوم الدولي للغة الأم، الذي اختارت له اليونسكو هذا العام شعار "اللغات بوصفها أدوات للتنمية المستدامة"، أهمية التعدّدية اللغوية، وأثر التعليم متعدّد الألسن بوصفه أحد ركائز التعليم، والتعلّم بين الأجيال، وأضاءت على التنوّع الثقافي في مجتمع الإمارات بما ينسجم مع إعلان العام 2025 "عام المجتمع"، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله.
وقالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "في رحاب إعلان الإمارات العام 2025 عاماً للمجتمع، نحتفل مع اليونسكو باليوبيل الفضي لليوم الدولي للغة الأم، إبرازاً لمكانة اللُّغات كأدوات للتنمية المستدامة، وأهمية التعليم متعدد الألسن في تمكين نهضة الأوطان ورفعة الإنسانية، مجدّدين التزامنا معاً يداً بيد للحفاظ على تراثنا وقيمنا الأصيلة والاعتزاز بهويتنا الوطنية ولغتنا العربية الأم، والاحتفاء بالتنوّع والتعددية الثقافية التي هي السمة الأبرز لمجتمعنا الإماراتي".
وأضافت سعادتها: "نسلّط الضوء على أهمية اللغات في إطلاق الإمكانات والقدرات، وإتاحة فرص تطوير ورعاية المواهب وتشجيع الابتكار، ونعمل بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية والأرشيف والمكتبة الوطنية، إسهاماً في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وترجمةً لمبادئ عام المجتمع في بناء مجتمع متكاتف وترسيخ ثقافة التعاون وتعزيز الوحدة والانتماء".
وختمت بالقول: "نؤمن بالتعليم متعدّد اللغات لما له من دور في الحفاظ على التراث اللغوي وعادات وتقاليد الإنسانية بمختلف شعوبها وثقافاتها، ولكونه أداةً معرفية لتعزيز المهارات والتقدم العلمي والأداء الأكاديمي، والانسجام الاجتماعي والتفاهم المشترك والحوار".
ومن جهته قال سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "يتزامن الاحتفاء بـاليوم الدولي للغة الأم هذا العام، مع تخصيص دولة الإمارات عام 2025 ليكون عام المجتمع؛ ليتقاطع هذا الاحتفاء باللغة، مع الاهتمام بالمجتمع الذي تُشكّل اللغةُ نواةَ هويته وثقافته؛ وأداته للقيام بدوره ركيزةً أساسية لعملية البناء والاستدامة في دولة الإمارات. ومن هنا تنبع الأهمية النوعية للشعار الذي اختارته اليونسكو لاحتفالية هذا العام "اللغات بوصفها أدوات للتنمية المستدامة"؛ لأنه يسلط الضوء على اللغات من زاوية كونها مؤثراً حقيقياً في تنمية المجتمعات، إضافة إلى دورها في التواصل والالتقاء الحضاري بين الثقافات وحفظ تقاليدها. ومن هنا كان حرصنا في مركز أبوظبي للغة العربية على مشاركتكم الاحتفاء بهذه المناسبة، للتركيز على أهمية اللغة كونها ركيزة لتنمية الأمم، وتطوّرها والمحافظة عليها، والإسهام في صون مقدرات المجتمع الفكرية والمعرفية".
بدوره قال سعادة عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية:" دولة الإمارات نموذجٌ عالميّ في التعايشِ والتنوع الثقافي واللغوي، وذلك بفضلِ رؤية قيادتِنا الرشيدة التي تدركُ أن اللغةَ ليستْ مجرّدَ وسيلةِ تواصل، بل هي الحاملُ لذاكرةِ الأممِ ومفتاحُ تقدمِّها واستدامَتِها. لذا فإن الاحتفاءُ باللغةِ الأم يعكس جزءاً من التزامِنا بالمحافظةِ على الإرثِ الثقافيِ واللغويِ للأجيال القادمة".
وتابع سعادته:" يحرصُ الأرشيفُ والمكتبة الوطنية على تقديمِ برامجَ ومشاريعَ ومبادراتٍ تعززُ مكانةَ اللغةِ العربيةِ والتعدديةَ اللغويةَ، وتدعمُ أهدافَ التعلمِ المستدام، لإيمانه بأن المعرفة اللغوية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحث العلمي، لا سيما وأن مكتبةُ الأرشيف والمكتبة الوطنية تعدّ اليوم مرجعاً علمياً غنياً، لما توفّره من مصادرَ بحثيةً متكاملةً تدعم جهودَ الباحثين في مختلفِ المجالات، ومن ضمنها مجالاتُ اللغةِ والترجمة، ونتطلع لمواصلة دعم المبادرات التي تعزّز اللغة الأم وتحافظ على تراثها وتطورها بالتعاون مع جميع المؤسسات التعليمية والثقافية".
وتناولت الجلسة النقاشية التي شارك فيها كلٌّ من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتورة سلوى مقدادي، أستاذ تاريخ الفنّ بجامعة نيويورك أبوظبي، مديرة "المورد" المركز العربي لدراسة الفنّ، والدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، الحديث عن أهمية الاحتفاء باللغات الأم، وتقديرها، لما لها من دور مهمّ وفاعل في تقريب الشعوب، وفتح آفاق التلاقي والتعارف.
وأجمع المشاركون على أن اللغات شكّلت على امتداد التاريخ مفاتيح معرفة، وكانت ولا زالت لسان حال الأمم، والمعبّر عنها، حيث أوضح الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة بأن اللغة العربية راسخة ومتجذّرة في قلوب أبنائها، وأن بها طاقة تستوعب ما يأتي من كلمات مهاجرة فرضها الواقع، فيما أكّدت الدكتورة هنادا طه أن اللغة العربية بخير، لكن يوجد قلق بما يتعلّق بتعليم اللغة العربية، مشيرة إلى ضرورة أن يتّحد الفكر، مع توعية المجتمع نحو تعلّم اللغات وإدراكها، والإضاءة على سياسات لغوية باللغة العربية لترسيخ حضورها.
من جانبها بيّنت الدكتورة سلوى مقدادي، أستاذ تاريخ الفنّ بجامعة نيويورك أبوظبي وجود اهتمام كبير من قبل الشباب بالفنون العربية المعاصرة وتاريخ الفن، موضحة أن جهود الأرشفة ساهمت في حفظ منجزات فنية كبيرة تروي تاريخ الفن والثقافة العربية، وأن الكثير من الطلبة الأجانب الذين سعوا لتعلّم الفنّ العربي كان من الضروري عليهم أن يتعلّموا اللغة العربية ليفهموا حقيقة الفنون وجمالياتها.
واختتم المشاركون بالإشارة إلى أن اللغة بحدّ ذاتها هويّة، ويجب تعزيز وعي الأجيال الجديدة لإتقانها، والتحدّث بها، وحفظ استدامتها، لأهميتها في مدّ جسور التلاقي والتواصل مع نظرائهم حول العالم.
ويحتفي المركز سنوياً باليوم الدولي للغة الأم، الذي أعلنته "اليونسكو" منذ العام 2000، بهدف حماية تعدد اللغات، وصون اللغات الأم، وتعزيز السلام بين الشعوب، عبر إطلاق فعاليات تحاكي الشعار السنوي الذي تعلنه المنظمة الأممية، ويتسق مع رؤيته الإستراتيجية للغة العربية وأهميتها في بناء المجتمع وتنميته المستدامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
محافظ قنا يُسلم جوازات السفر لـ155 حاجًا من الجمعيات الأهلية باحتفالية كبرى
سلم الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، جوازات سفر 155 حاجا من حجاج الجمعيات الأهلية، وذلك خلال احتفالية نظمت صباح اليوم بالقاعة الكبرى بديوان عام المحافظة، متمنيًا لهم رحلة آمنة، سهلة، ومقبولة عند الله سبحانه وتعالى. وجاء ذلك بحضور الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء حسام حمودة، السكرتير العام للمحافظة، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، بالإضافة إلى مجدي حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وعدد من ممثلي الجمعيات الأهلية. وخلال كلمته، هنّأ المحافظ الحجاج الذين وقع عليهم الاختيار لأداء فريضة الحج هذا العام، مؤكدًا أن المحافظة لا تدخر جهدًا في تقديم كافة أوجه الدعم والتيسيرات الممكنة لخدمة الحجاج، وتوفير كل ما يلزم لضمان أداء مناسكهم في يسر وأمان، مشبرا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص الدولة على رعاية مواطنيها وتقديم أفضل الخدمات لهم في مختلف المجالات. وأوضح مجدي حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، جاهزية البعثة لهذا العام، والتي تضم 547 حاجا و12 مشرفا، تم توزيعهم على عدة أفواج بحسب مستويات الخدمة ومواعيد السفر، في إطار الاستعدادات التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي لتيسير أداء المناسك لضيوف الرحمن من حجاج الجمعيات الأهلية. وأضاف أن الفوج الأول، والذي يضم 135 حاجا من المستوى الثاني، سيرافقه 3 مشرفين، ومن المقرر أن يغادر يوم الإثنين الموافق 26 مايو الجارى، أما الفوج الرئيسي، فيضم 406 حاجا و9 مشرفين، تم تقسيمهم إلى فوجين يغادر الأول يوم الأربعاء 28 مايو الجارى عبر 6 أتوبيسات، يصحب كل أتوبيس مشرف واحد يخدم 45 حاجا، فيما يغادر في اليوم ذاته الفوج الثاني على متن 3 أتوبيسات، بالإضافة إلى 6 حجاج سيتم سفرهم بشكل مركزي من خلال المؤسسة القومية لتيسير الحج والعمرة. ومن جانبهم، عبر الحجاج عن سعادتهم البالغة باستلام جوازات سفرهم في هذه الأجواء المميزة، مشيدين بحُسن التنظيم والجهود الكبيرة التي تبذلها محافظة قنا في تسهيل الإجراءات وتوفير كافة سبل الراحة لهم، وموجهين شكرهم وتقديرهم للمسؤولين الذين شاركوا في هذا الاحتفال. IMG-20250522-WA0002 IMG-20250522-WA0001 IMG-20250522-WA0000


صحيفة الخليج
منذ 13 ساعات
- صحيفة الخليج
المعجم التاريخي للغة العربية.. إنجاز خالد بقيادة سلطان الثقافة
في زمن تتسارع فيه التحولات وتضعف فيه أولويات المشاريع الثقافية لدى كثير من الدول، تواصل الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أداء دورها الريادي في حماية اللغة والهوية. ففي حفل رسمي أقيم بمقر منظمة اليونسكو في باريس، تسلّم سموه تكريماً خاصاً بمناسبة إدراج المعجم التاريخي للغة العربية ضمن مكتبة اليونسكو، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى وتحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة». وخلال الحفل، عبّر سموه عن عمق المعنى الإنساني لهذا المشروع قائلاً: «حين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم»، مضيفاً: «إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير». المعجم، الذي تتبّع تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، يُعد من أضخم المشاريع العلمية في العالم العربي. وقد كان لصاحب السمو الدور المحوري في إطلاقه ورعايته ومتابعته علمياً، حيث سخّر له الموارد والطاقات، وجعل منه مشروعاً حضارياً يخدم الأجيال القادمة. وفي وقت يشهد فيه العالم تراجعاً في الاهتمام بالمشاريع اللغوية والثقافية، تُثبت الإمارات والشارقة أنهما في المقدمة دوماً، لا في حفظ الإرث فقط، بل في تصديره إلى المستقبل بأجمل وأكمل صورة. إن إدراج المعجم في اليونسكو لا يمثّل إنجازاً علمياً فقط، بل هو رسالة حضارية من العالم العربي إلى الإنسانية، بأن لغتنا ما زالت تنبض بالحياة والمعرفة. شكراً لوالدنا سلطان الثقافة، الذي لم يحمِ فقط ماضي اللغة، بل وضع لها أساساً راسخاً للمستقبل، وأكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الكلمة.


الإمارات اليوم
منذ 18 ساعات
- الإمارات اليوم
حاكم الشارقة يتسلم تكريماً خاصاً من اليونسكو
تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تكريماً خاصاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو. جاء ذلك، خلال حفل رسمي أقيم في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، تحت شعار "اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة"، بحضور قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب. وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر المنظمة، أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وفهد سعيد الرقباني سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وجمال الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وأحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وعلي الحاج آل علي المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وسفراء الدول العربية المندوبين لدى اليونسكو. إنجاز علمي وثقافي رائد وألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة خلال الحفل، قال فيها: يشرّفني أن أقف بينكم اليوم في هذا المقام الثقافي الرفيع، في منظمة اليونسكو التي نُجِلُّ رسالتها النبيلة، ونعتز بشراكتها المثمرة، لنحتفي معا بإنجاز علمي وثقافي رائد، ألا وهو المعجم التاريخي للغة العربية، وما يزيد هذه اللحظة رمزية وعمقاً، أنها تتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية، هذا اليوم الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ليكون مناسبة سنوية لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وترسيخ التقارب الإنساني. وأكد سموه، أن اللغة هي الوعاء الأول للثقافة، قائلاً: لا شك أن اللغة أيَّ لغة كانت تعد الوعاء الأول للثقافة، والمعبّر الأصدق عن هوية الشعوب، وحين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية، فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم، الذي تمثّله اللغة العربية بكل ما تحمل من ثقل حضاري وإشعاع علمي وإنساني. وحول أهمية المعجم في التأريخ لتطور مفردات اللغة العربية، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: لقد ظلت اللغة العربية على مدى قرون من الزمان، لغة حية نابضة، حملت تراث أمة، واحتضنت علوماً ومعارف لا حصر لها، فهي لسان القرآن الكريم، وأداة التعبير لدى الفلاسفة والعلماء، ووسيلة إبداع الشعراء والمفكرين، وهي إلى يومنا هذا تُواصل أداء رسالتها في ساحات المعرفة، ومع ذلك كله كانت تفتقر إلى مشروع علمي يؤرخ تطور مفرداتها ودلالاتها عبر العصور كما هو في اللغات الأخرى، ومن هنا جاء المعجم التاريخي للغة العربية حلماً تحول إلى مشروع، ومشروعاً صار إنجازاً، بفضل تضافر الجهود، وتكامل الخبرات، وإرادة لا تعرف التراجع. وأوضح سموه، دور الجهات المشاركة في إنجاز المعجم التاريخي، قائلاً: لقد أشرفت الشارقة من خلال مجمع اللغة العربية فيها، وبالشراكة مع اتحاد المجامع العلمية واللغوية بالقاهرة، والمجامع والمعاهد والمؤسسات اللغوية في العالم العربي، على إنجاز هذا المعجم الذي جاء في مائة وسبعة وعشرين مجلداً، كما ترونها مطبوعة أمامكم والمعجم متوفر في شكله الورقي والإلكتروني، فتحية لمئات الباحثين والمدققين من مختلف الأقطار العربية على جهودهم الكبيرة التي كانت سبباً في هذا الإنجاز. أحقية اللغات في الوجود والتطور وأكد سموه، أحقية اللغات في الوجود والتطور وعدم اختزالها في لغة واحدة، مضيفاً أننا حين نعيد للغة العربية تاريخها، ونبرز ملامح تطورها، فإننا في الوقت ذاته نؤكد للعالم أن لكل لغة حقًّاً في الوجود والتطور والاحتفاء، وأن العدل الثقافي يقتضي ألا تختزل الإنسانية في لغة واحدة، ولا تختصر حضارات الشعوب في نموذج واحد، فكما أن التنوع البيئي ضمانة لاستمرار الحياة، فإن التنوع الثقافي واللغوي هو الضمانة لاستمرار الإبداع الإنساني وتجدّده. وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة، عن خالص شكره وامتنانه إلى منظمة اليونسكو، على احتفائها بالمعجم التاريخي للغة العربية، والمشاريع الثقافية المشتركة بين الشارقة والمنظمة، قائلاً سموه: إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير والاحتضان العالمي، وإني من على هذا المنبر أعبر عن بالغ امتناني لمنظمة اليونسكو، والدول الأعضاء فيها على إيمانهم العميق بقيمة اللغة العربية، وعلى شراكتهم البناءة معنا في العديد من المبادرات، وفي طليعتها جائزة الشارقة ـــ اليونسكو للثقافة العربية، التي نرى فيها رمزاً للتلاقي الثقافي بيننا في الشارقة، وبين هذه المنظمة الدولية بكل دولها الأعضاء. واختتم سموه كلمته، فلنواصل معاً أيها الأصدقاء، لنضع أيدينا بأيدي بعض، ولنعزز الحوار الثقافي بيننا، ولنعمل على صون الإرث الإنساني المشترك، ولنعمل معاً على أن يكون صوت كل ثقافة مسموعاً وكل لغة محترمة، وكل شعب متمسكاً بهويته وثقافته الأصيلة. ترحيب اليونسكو وألقت أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، كلمةً رحبت فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة، وأعربت عن سعادتها بزيارة وفد إمارة الشارقة العاصمة العالمية للمعرفة والثقافة، والتي استثمرت ودخلت في مجالات متعددة في قلب صلاحيات اليونيسكو، وحصلت على ألقاب واعترافات ثقافية عالمية منها اختيار اليونسكو للشارقة عاصمةً عالمية للكتاب في العام 2019م، الذي يأتي تأكيداً على التزام الشارقة بالكتاب والتراث الثقافي والمعرفة والتعددية الثقافية وغيرها. وأشادت أزولاي، برؤية الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة التي جعلت من كافة سياساتها مبنية على الثقافة والمعرفة ونظمت مختلف الفعاليات والمهرجانات والمعارض الثرية التي تشمل مختلف مجالات الثقافة والفنون والتاريخ، مشيرةً إلى أن هذه المبادرات والفعاليات الثقافية ومنها جائزة الشارقة - اليونسكو للثقافة العربية تدعم الحوار بين الثقافات وتجسد العلاقة الراسخة بين الشارقة واليونسكو منذ أكثر من 25 عاماً. وثمنت المديرة العامة لليونسكو، مبادرة الشارقة بتوقيع اتفاقية رقمنة أرشيف اليونسكو، والتي تشكل دعماً كبيراً للحفاظ على الإرث الكبير من الكتب والوثائق وغيرها والتي تعود في عمرها إلى أكثر من 80 عاماً من تاريخ المنظمة الكبير والذي شهد الكثير من الأحداث والمواقف والاتفاقيات والمبادرات. كما عبرت أزولاي، عن اعتزازها بإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي تحقق بمتابعة وإشراف صاحب السمو حاكم الشارقة، وعمل عليه مئات الباحثين والمدققين و20 مؤسسة لغوية في العالم العربي، وحصل على شهادة موسوعة غينيس كأكبر معجم تاريخي بـ127 مجلداً، وتمت إضافته رسمياً إلى مكتبة اليونسكو، ليوفر للمعلمين والباحثين والطلبة وكل من يود تعلم اللغة العربية. وأوضحت المديرة العامة لليونسكو، أن اللغة العربية ثرية وقيمة بمحتواها وعلمائها وأدبائها في مختلف المجالات، وهي لغة تتكيف مع العصور وتتطور ويتحدثها الملايين حول العالم، لافتةً إلى وقوفها على كلمة السلام ذات الجذر الثلاثي سين لام ميم في المعجم التاريخي للغة العربية والتي تتشابه في معناها مع كافة اللغات. توقيع نسخة وقام صاحب السمو حاكم الشارقة، بتوقيع نسخة من المعجم التاريخي للغة العربية، وإهدائها إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".