
فيروز الحزينة.. صمتها ذروة الكلام «من غيرك أنا وحيدة»
في اليوم الثاني من التعازي برحيل زياد الرحباني وكما في اليوم الأول، حضرت السيدة فيروز، وظل صمتها ذروة الكلام وذروة الحزن وعنوانه «من غيرك أنا وحيدة».
جلست «الست فيروز» في صالون كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة-بكفيا وبقربها الابنة ريما، جلست صامتة يختبئ وراء نظاراتها السوداء عالمها الخاص وحزنها الثقيل. جلست بعظمة هالتها، ووقورها يفرض نفسه تلقائيا على كل من مر أمامها من المعزين، تومئ برأسها مرات وكأنها ممتنة على فيض المحبة لزياد، وعلى مواساة المحبين في ذروة الحزن.
فيروز الحزينة كانت تنظر ولا تنظر، تسمع ولا تسمع، وكأنها في اختلاء مع النفس، مع زيادها، مع حقيقة فراقه وما أقساها، ولو أنها محاطة بالناس وتريدهم ربما حولها، وهي التي كسرت عزلتها الاجتماعية من أجل زياد.
واليوم الثاني من التعازي بدا وكأنه للرسميين أكثر، بعدما توافد في اليوم الذي سبقه «الشعب» الذي نسج معه زياد علاقة عصية على التكرار، هو الذي كان صوت الناس ومرآتهم و«فشة خلقهم».
وفي باحة الكنيسة التي شاءت المصادفة أن تحتضن يوم 28 يوليو من العام 1974 عرضا من مسرحية «سهرية» لزياد الرحباني، كان البعض ممن عرف زياد عن كثب يرفض الحديث أمام الكاميرات، مقابل من تحدث لا فقط عن إبداعه وفكره ورؤيويته، وإنما أيضا عن زياد الاستثنائي الطيب الصادق والصديق الصدوق الذي مهما قيل عنه يبقى قليلا، وهو لو غادر بالجسد، فإن إرثه من الأغنيات والمسرحيات هو زاد الأجيال حتى المتعاقبة منها.
وإذا كانت إحدى الأغنيات الرحبانية الفيروزية تقول «إذا نحنا تفرقنا بجمعنا حبك»، فإن زياد «الحالة الفريدة التي لن يكون لها مثيل» جعل الكل يجتمع على حبه، ويكفي أنه حقق في وداعه حلم كثيرين بأن يلمحوا فيروز، ولو أنهم لمحوا الأم الحزينة التي اختزلت حزن أمهات الدنيا على خسارة فلذات الأكباد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
عادل كرم يواصل «خيال صحرا»
يواصل عادل كرم عروض مسرحية «خيال صحرا» التي يقدمها مع الكاتب والممثل جورج خباز على خشبة مسرح كازينو لبنان حتى 17 الجاري وذلك قبل بدء جولة لها في الخارج. من جانب آخر، قرر كرم الابتعاد عن التقديم التلفزيوني حاليا والتفرغ للسينما والمسرح، لاسيما في مصر ولبنان.


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
الفنانون والاستمرارية.. هذه هي الوصفة
بيروت - بولين فاضل لا يختلف اثنان على أن قطف النجاح بواسطة أغنية تشق طريقها إلى الجمهور العريض و«تضرب» كما يقال باللغة الفنية، ليس بالمهمة الصعبة في زمن مواقع التواصل والتسويق المكثف عبرها. أما الاستمرارية الفنية على امتداد سنوات وعقود، فهي التحدي بعينه ولها وصفتها التي تحدث عنها النجوم، كل وفق مفهومه. البداية مع الفنانة نجوى كرم التي ترى أن الإيمان والمثابرة في العمل والقناعة بأنها لاتزال في بداياتها، كلها عوامل تقف وراء استمراريتها في العطاء والنجاح. الفنانة نوال الزغبي من جهتها تقول إنها نجمة منذ 30 سنة وستستمر كذلك لكون علاقتها بالفن هي علاقة شغف. وتضيف: «أنا مستمرة لكوني أريد أن أكون قوية وناجحة دوما وأحاول أن أكون ترند بطريقة محترفة.. صحيح أن لدي تاريخا فنيا ورصيدا كبيرا من الأغنيات لدرجة أنه بإمكاني أن أغني عشر ساعات أغنيات ضاربة من رصيدي، الا أني مصرة على مواكبة الجيل الجديد بأغنيات جديدة ناجحة وأنا أعرف كيف أسوق أعمالي وكيف أكون محترفة في التعامل مع السوشيل ميديا». أما الفنانة اليسا فترى أن الفن لا يقوم على نجاح أغنية أو البوم، إنما هو استمرارية، مضيفة ان الوصفة في هذا الإطار الا يغير الفنان في شخصيته وهويته. وتقول: «قبل 25 سنة هناك من أحبني وكبر على فني ولا يزال يحبني لكوني لم أتغير معه ولا أريد أن أتغير. وحتى على الصعيد الفني، لا أريد أن أقوم بنقلة من شأنها أن تحدث صدمة لدى جمهوري، بل يكفي أن أقدم تجديدا يفرح به». الفنان جوزف عطية من جهته يقول إن استمرار نجاحه ربما يعود إلى كونه من النوع الذي يسلم بمشيئة الله ويعمل على البركة وبهدوء وطبيعية لا بهاجس المنافسة أو مراقبة الغير أو التفوق على الآخرين. وأضاف: «صحيح أني أسعى لتقديم أعمال جميلة وللنجاح، لكن إذا لم أستمر، لا بأس في ذلك لأنها تكون مشيئة الله».


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
سعود المطيري لـ «الأنباء»: مشاركتي في المسرح الكويتي حلم وتحقّق
الفنان السعودي الشاب سعود المطيري سعيد بنجاح تجربته بمسرحية آخر رحلة، وحزين حيث انتهت عروض المسرحية بنفس الوقت بعد عرضها بموسم الرياض وعرضها بعيد الفطر وعيد الأضحى بالكويت بنجاح جماهيري كبير، سعود يتمتع بكاريزما عالية وخفة دم ولديه سرعة بديهة، خصوصا في مسرح الكبار وأمام النجم طارق العلي. «الأنباء» التقت سعود قبل سفره الى المملكة العربية السعودية حيث قال عن مشاركته: في البداية، كنت مشاركا في اسكتش مسرحي ضمن جولة المملكة العربية السعودية في محافظة وادي الدواسر قبل عرض مسرحية «شقة لندن» للدكتور طارق العلي، وتم التعرف على طاقم العمل، وبعدها كان هناك تواصل بيني وبين الأستاذ عيسى العلوي، وقال لي «أنا وأبو محمد ندعم المواهب في الكويت والخليج وإن حصل فرصة يشرفنا تكون معنا يا فنان». وبالفعل وفي عيد الأضحى 2024 تواصل معاي الأستاذ عيسى العلوي وقال لي: «هناك عندنا عمل مسرحي لموسم الرياض اسم المسرحية (آخر رحلة) والدور مكتوب لك، وسنقدمها في عيد الفطر 2025. قلت يشرفني يا أبوعبدالله أكون أحد فريق العمل». وعن مشاركته في «آخر رحلة» يقول: «بالنسبة لتجربتي بمسرحية (آخر رحلة) أعتبرها تجربة استثنائية لي شخصيا لأنها أول مسرحية لي بموسم الرياض وأول مسرحية لي في الكويت، فوقوفي بجانب د. طارق العلي بحد ذاته نجاح، والتحدي الأكبر وقوفي على خشبة مسرح فروغي وأمام الجمهور الكويتي، وهو جمهور صعب ومتذوق للفن بشكل كبير ولا يجاملك في القبول، وتم عرض أكثر من 30 عرضا، والحمد لله كانت ردود فعل الجمهور الكويتي تجاهي كفنان سعودي في المسرح الكويتي تثلج الصدر، وهذا كان حلما وتحقق ولله الحمد بأن تمثل المملكة العربية السعودية في دولة الفنون الكويت الحبيبة». وعن جديده يقول، عندي أعمال قادمة حيث تواصلت معي شركة إنتاج بخصوص مسلسلين لرمضان، ولا يوجد شيء تم، ولكن نسأل الله التوفيق، والقادم أجمل بإذن الله.