
سعادتك تعتمد عليك!
207
الساكن في قرية صغيرة يريد العيش في مدينة كبيرة متعددة الجنسيات. المقيم في مدينة كبيرة يحلم بالتقاعد في قرية صغيرة بعيداً عن ضوضاء المدينة و الناس.
من يملك وظيفة مهمة ومُتطلبة، يتمنى وظيفة هادئة مريحة، ومن يملك وظيفة صغيرة، يسعى للحصول على وظيفة أكبر وأهم تشغل كل وقته.
من يسافر دائماً، يتمنى الاستقرار، ومن لم يخرج من بلدته أبداً، يتمنى الخروج منها لأي مكان.
هذا هو حال الانسان في أغلب الأحيان، إما أنه غير قانع بما يملك أو أنه يفرح فيما آتاه الله و من ثم يعتاد النعم ويضجر منها. وبين هذا وذاك تفلت السعادة من يد الانسان.
حل الانسان في السعادة هو في القناعة وقبول الحال كما هو. قبول اللحظة التي يمر بها أياً كانت ومهما وأينما كانت. إذا كنت تستطيع تغيير واقعك غيّره، و إن لم تقدر، فتقبله كما هو ولا تحمل على كتفيك أكثر من قدرتك.
مشكلة الانسان الأساسية هي عدم قبول ما هو فيه، ولذلك الانسان التعس يشعر بأن الأيام تُعيد نفسها.. أيامه التعيسة تُعاد ولا تتغير لأنه لم يتقبل الحال الذي يعيشه أو يحاول تغييره، إن كان يستطيع تغييره. أما الانسان السعيد القابل لكل ما يمر فيه و يعيشه، يشعر بأن كل يوم يعيشه هو نعمة، يتقبلها ويشكر الله عليها لأنه ما فرضه الله عليه في هذه اللحظة، وبذلك لا يشعر بأن التاريخ يعيد نفسه معه، لأن كل يوم يعيشه، يوم مُميز قُدر له وعليه، و هو يتقبل ذلك و يتوكل على الله المدبر للأمور.
العشب ليس أكثر اخضراراً دائماً في الضفة الأخرى. في بعض الأحيان، لا نلاحظ اخضرار حديقتنا لتركيزنا الشديد على الضفف الأخرى من حولنا واهمالنا لما هو أمامنا و ملكنا.
قبول الحال يجلب الرضا والسعادة مع الوقت ويُولّد لدى الانسان مشاعر إيجابية نحو حياته والدنيا التي يسكنها. أما السخط على الأحوال و ظروف الحياة-التي تمر بالجميع-يُولّد لدى الانسان مشاعر سلبية يصعب الفكاك منها مع الوقت، بل ويُبعد الناس من حول هذا الانسان الساخط على الحياة و أحوالها. حاولوا ملاحظة الناس من حولكم عند خروجكم، الانسان الراضي والقانع والمستمتع بحياته وإن كان يملك شيئاً بسيط، يمكنه تمييزه من بين الناس، بل و يبعث في قلب المراقب له مشاعر جميلة تتردد في الأجواء من حوله. أما الانسان الساخط الغاضب المتذمر، فيبرز أيضاً مما يجعل الناس تبتعد عنه بشكل لا إرادي.
تقبلوا ما أنتم فيه وعليه، إن لم تستطيعوا التغيير للأفضل.
ربوا في أنفسكم مشاعر القبول الإيجابية وانقلوها إلى غيركم لحياة أحلى و أسعد. لا تكونوا ساخطين نزقين تبتعدون عن الحياة، لتبتعد الحياة والناس بدورهم عنكم.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 16 دقائق
- سرايا الإخبارية
أحمد سامي الخروف .. مبارك التخرج
سرايا - يتقدم الاهل والاصدقاء لـ أحمد سامي الخروف بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة تخرجه من تخصص المحاسبة في كلية عمان الجامعية للعلوم المالية والإدارية – جامعة البلقاء التطبيقية. نسأل الله أن يكون هذا النجاح بداية لمشوار حافل بالإنجازات والتفوق، وأن يوفقك في حياتك العلمية والعملية


الزمان
منذ 18 دقائق
- الزمان
السلطة الرقمية والرأي العام
السلطة الرقمية والرأي العام – مهند عماد عبدالستار الحكومات عامةً ترتكز في إدارتها للدولة على ثلاث سُلطات وهي: السلطة التشريعية المُختصة بتشريع القوانين والرقابة على عمل الجهات التنفيذية، وتليها السلطة التنفيذية التي تُطبيق القانون وترعى مصالح أفراد المجتمع وإدارة شؤونهم وآخرها السلطة القضائية المعنية بإحقاق الحق والوقوف أمام الظلم والأذى الذي يضر بالمصلحة العامة أو بمصلحة الأفراد وأحوالهم والحُكم بينهم. عادةً يكون للدولة أجهزة رقابية واستخباراتية ومخابراتية وأمنية وصحية وإدارية وقضائية، ولكل جهة رقابية مما ذُكر اختصاصها في المتابعة والرقابة وكتابة التقارير ورفعها للجهات العُليا المسؤولة في البلاد للوقوف عند مَواطن الخرق والخلل بغية معالجته ووضع حلول قد تكون آنية وقد تكون مستقبلية تفاديًا لتكرار تلك الخروقات التي قد تُصيب الأمن الغذائي أو الأمن الصحي أو الأمن عن الحياة… وهلمَّ جرَّا. قبل اِنتشار منصات التواصل الاجتماعي كانت الحكومات معتمدة في الوقوف عند المشاكل التي تعيق عملها على الجهات الرقابية اعتمادًا كُليًّا في أداء مهامها وذلك عن طريق الرقابة والمتابعة وتصحيح اعوجاجها وتعديل مسارها وتقويم انكسارها ليظهر لنا بأن الشعَب راضٍ على حكوماته كونها متابعة لشؤونهم وإدارة أحوالهم، لكن ونحنُ اليوم في عصر العولمة قد تغيرت الثوابت ولا غرابة في ذلك التحول بسبب الرقمنة والتكنولوجيا. باتت الحكومات اليوم مُتأثرة بالرأي العام الذي يتم نشرهُ على منصات التواصل الاجتماعي لتصحيح مسار عملها، فبات الرأي العام الرقمي هو الذي حلَّ محل تلك الجهات الرقابية، فاليوم لو أردنا إزالة بناية آيلة للسقوط في أحد الأزقة فلا حاجة للشكوى عند الجهات الحكومية وبالطرق التقليدية وإنما تصوير تلك البناية ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي وتداولها بين الصفحات الأكثر شُهرةً، فترى البلدية تتحرك طواعيًا وتلبي متطلبات الرأي العام!. بعد فاجعة مدينة الكوت إحدى المُدن العراقية واحتراق سوبر ماركت خاص للتسوق الذي كان خالٍ من وسائل الصحة والسلامة واستشهاد قُرابة المائة شخص أو أقل'رحمهم الله تعالى'، وبسبب ضغط الرأي العام على الحكومة المحلية لمحافظة واسط تحركت وزارة الداخلية العراقية وشرعت بشراء طائرات خاصة بإطفاء الحرائق وطلبت من المواطنين وعلى مستوى العراق تصوير أي مبنى لا تتوافر فيه متطلبات الصحة والسلامة كي يتم إغلاقه فورًا واتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب المشروع، فأين دور الجهات الرقابية التابعة للدفاع المدني من شراء طائرات خاصة بإطفاء الحرائق كإجراء وقائي؟ وهل كانت تلك الجهات الرقابية تنتظر ضغط الرأي العام لكي تُلبي واجبها وعملها؟ لا بل حل الرأي العام الرقمي محل الجهات الرقابية في التفتيش والتبليغ؟ إذن بات الرأي العام الرقمي ذا دور فعّال وتأثير، يلجأ له أفراد المجتمع لتحقيق متطلباتهم وحماية مصالحهم وإدارة شؤونها ومواكبة التطورات في الحياة، لا بل حتى توسع دور الرأي العام الرقمي وبدا تأثيره على القضاء وأحكامه والبرلمان وتشريعه للقوانين، مما ينم عن حدوث شلل يُصيب دور الجهات الرقابية وتعطلها عن أداء وظيفتها التي أُسست من أجلها.


الدولة الاخبارية
منذ 18 دقائق
- الدولة الاخبارية
الأوقاف تعقد (27) ندوة للأطفال بعنوان: 'صلة الأرحام وأثرها في الترابط المجتمعي'
الأحد، 27 يوليو 2025 09:08 مـ بتوقيت القاهرة عقدت وزارة الأوقاف (27) ندوة علمية للأطفال تحت عنوان: "صلة الأرحام وأثرها في الترابط المجتمعي"، وذلك بعدد من المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، ضمن فعاليات برنامج "لقاء الجمعة للأطفال". وقد تناول العلماء المشاركون في الندوات أهمية صلة الرحم في الإسلام، وفضلها العظيم في توثيق وغرس المحبة والمودة داخل الأسرة والمجتمع، مؤكدين أن صلة الأرحام سببٌ في رضا الله، وطريقٌ لنيل البركة في العمر والرزق، استنادًا إلى قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]، وما رواه النبي ﷺ حيث قال: "من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" [رواه البخاري ومسلم]. وتأتي هذه الندوات في إطار حرص وزارة الأوقاف على بناء وعي الطفل بناءً سليمًا، وترسيخ القيم الدينية والوطنية، وتفعيل دور المسجد التربوي والتوعوي في المجتمع. وأكدت الوزارة على أن برنامج "لقاء الجمعة للأطفال" يُسهم في غرس القيم النبيلة، وتعزيز ثقافة التواصل الأسري، وبناء جيلٍ يحمل الوعي والانتماء، ويُسهم بإيجابية في نهضة وطنه.